محمد المهدي المجذوب - والحزب الجمهوري

تاسسس الحزب الجمهوري سنة 1945م وكان حزبا سياسيا اول امره
واخذ اسمه من دعوته الي قيام جمهورية رئاسية مستقلة في السودان،
لتكون خيارا وسطا بين دعوة الاتحاديين الي الاتحاد مع مصر
تحت التاج المصري،ودعوة حزب الامة والانصار الي قيام مملكة سودانية
مستقلة، تحت التاج البريطاني.

وقد انتخب الاستاذ محمود محمد طه رئيسا للحزب .وكان الحزب صغيرا
ومن اعضائه المؤسسين :منير صالح عبد القادر ،عبدالقادر المرضي
منصور عبد الحميد،ذون جبارة ،امين صديق ،محمد الفضل الصديق،
ومحمد المهدي المجذوب. ويقال ان المجذوب كان اصغرهم سنا.
ويلاحظ ان بين هؤلاء الاعضاء ثلاثة شعراء ،هم ،المجذوب ومنير صالح
ومنصور عبدالحميد.
ويبدو انه ربطت المجذوب علاقة صداقة حميمة بمنير صالح، حيث وردت
اليه اشارات في شعر المجذوب.

بدا الحزب بالمقاومة بمواجهة الاستعمار الانجليزي علانية،وذلك في
في الوقت الذي اثرت فيه بقية الاحزاب اتباع اسلوب المهادنة والمذكرات.وكان الحزب يوزع المنشورات التحريضية باسمه ويقيم افراده الندوات والخطب الحماسية في المقاهي والاماكن العامة. فازعج ذلك
سلطات الاحتلال الانجليزي ،فاعتقلت الاستاذ محمود وحمكت عليه بالسجن
عاما بتهمة اثارة الكراهية ضد الدولة،مع وقف التنفيذ وامضاء تعهد
بعدم ممارسة النشاط السياسي،فرفض الاستاذ توقيع التعهد،وفضل السجن
فاودع سجن كوبر ،وكان ذلك سنة 1946 م.

واثناء سجن الاستاذ محمود ،كتب محمد المهدي المجذوب،قصيدة :
المنتظر - نشرت بديوانه:"نار المجاذيب" حملت تاريخ:سنة 1946 م
ومما جاء في هذه القصيدة:

وطني وما رعيت وخالفت هدي الكتاب عمائم الاحبار
الدين مقود جاهل، اقباده سبح تسوخ بخطوه في النار
ما للمراغنة انطويت مكابرا يوم الخلاف ولا انا انصاري
اهلي علي الحب العميم وليلهم ليلي وشمس نهارهم لنهاري
* *
محمود قم واخرج بسيفك عادلا علما يؤم كتيبة الاحرار
* *

وقد افرج عن الاستاذ قبل ان يكمل العام بعفو من الحاكم العام.
وبعد شهرين فقط من خروجه وقعت حادثة رفاعة،حيث سجنت امراة خفضت بنتها مخالفة قانون الخفاض الذي سنه الانجليز،فاستغل الاستاذ محمود
الحادثة لتاجيج الشعور العام لمقاومة المستعمر وقوانينه،وخطب
خطبة عصماء في مسجد رفاعة ثم قاد جمهور رفاعة وهاجموا سجن الحيصاحيصا وخلصوا المراة.فقبض علي الاستاذ ومعه بعض اعضاء الحزب
وبعض المواطنيين .
وكان المجذوب من بين المعتقلين .وقد سجل حادثة اعتقاله والتحقيق
معه ومحاكمته في قصيدة: سيدة رفاعة - ديوان :الشرافة والهجرة
وقد جاء فيها:

والقيت علينا في الليل شرطة وما هزنا سهد الحراسة والجبر
فيا حارسي مهلا بيمناك سنجة واضحك هل في الانجليز له صهر
واوسعه لوما فيصغي ويتقي مصيري ويغضي مل نظرته عذر
* *
يسائلني قاض عن الحزب عابسا ومن محنتي هذا الدعي له اجر
يقلب وجها ذا بريق يزمه حذاء وهل ومض الحذاء به كبر
اتسهر يا مولاي تحمي خواجة يعشيك من سلطانه الطبل والزمر
تسجل اقوالي واني شاهد عليك وحكمي الحكم واقترب الفجر

ويواصل في نفس القصيدة تمجيده للاستاذ محمود،قائلا:

ابايع محمودا علي الحق بيعة هي الصبر والرضوان في عقدها بدر
ابي الله ان تلقي هوانا مصونة وما ذنبها الا العفافة والطهر
حماها ابي الدين والعقل ثائر له منبر ما فيه خوف ولا ستر
تخطي اليها السجن والنار دونه ولم يجد انذار المفتش والزأر
لك النصر يا محمود والنور باقيا واعطيت ما اعطي بصائرنا الفجر
عرفنا رجالا قدرهم ليس قادرا وغيرك في السودان ليس له قدر

وقد حكم علي الاستاذ في هذه الحادثة سنتيتن،وبعد خروجه سنة 1948 اعتكف
في خلوة برفاعة لمدة ثلاثة سنوات.ثم خرج علي الناس بدعوته الجديدة للاسلام، سنة 1951 م.وعاود الحزب الجمهوري نشاطه وقد تحول من حزب سياسي الي حزب ديني.فتخلي عن الحزب معظم الاعضاء المؤسيين ومنهم المجذوب ومنير صالح عبدالقادر.ولم يتبقي مع الاستاذ سوي ،امين صديق وذو النون جبارة ومحمد الفضل.

ويبدو ان السبب الرئيسي لخروج المجذوب من الحزب ،هو تخلي الحزب عن خط المواجهة والمقاومة، وانتهاج الاسلوب السلمي في التغيير،ويكشف
المجذوب عن هذا السبب ،في نهاية قصيدته الطويلة:شحاذ في الخرطوم
التي كتبها سنة 1969م .حيث يوجه حديثه الي الاستاذ محمود قائلا:

يا ولد الهميم ايها العارف ساحمني
اقلني من بيعتي
كيف افتيت بخمود آية السيف ،كيف
والفساد ما تري ،
ابايع المختار خارجا مع الحسين !

والهميم هو جد الاستاذ محمود والمذكور في كتاب الطبقات.
وقد نشرت قصيدة شحاذ في الخرطوم سنة 1984 م في كتيب صغير.

* هذه لمحة سريعة عن حياة المجذوب وعلاقته بالحزب الجمهوري
ارجو ان تكون قد كشفت عن جانب من سيرة المجذوب ،غير مطروق

الاخ عجب الفيا

شكرآ لاضاءة هذا الجانب - غير المطروق - من سيرة الشاعر الفذ المجذوب
و اتمنى لو تناولت لنا جانبآ من اشعاره الرائعة فى بوست آخر

لك تحياتى

شكرا الاخ كوستا
الحقيقة عندي فكرة مشروع من بدري للكتابة عن تجربة المجذوب
اتنمي ان يتاح لي الوقت المناسب لانجازه

شكرا لك يا أخي منعم على هذه الإضاءة..

أذكر أنني كنت أحمل الكتب في واحدة من إجازات الجامعة، لعله، وأطوف على مكاتب الخرطوم، فكان أن دخلت على الشاعر الراحل محمد المهدي المجذوب وأنا لا أعرفه، فعرضت عليه الكتب.. فابتسم وأكرمني وأخبرني عن نفسه.. كان ذلك حوالي عام 1973 تقريبا..

رحم الله الشاعر المجذوب الرجل الأصيل الصادق..

"وهل تغرس في منابتها إلا النخل؟؟"
سأضيف بوستك هذا إلى كوكبة البوستات التي أجمع وصلاتها في منبر الفكرة الحر..

ألأخ عبد المنعم
أطيب التحايا
شكرا على كشف أس العلاقة بين الأستاذ محمود وشاعرناالفذ محمد المهدي المجذوب .. لقد علمت أن المجذوب كان يكن للأستاذ محبة خاصة حتى بعد افتراقهم ذلك وكان الأستاذ يبادله المشاعر ولعل المجذوب كتب قصيدة في هذا المعنى في الستينات لكن لا أذكرها الآن .. أما من قصائد تلك المرحلة .. مرحلة الحماس الوطني فقد كتب المجذوب بالأضافة لقصيدة "المنتظر" قصيدة "المجاهد" وقصيدة "الى الله" وكانت كلها تمجد الأستاذ ومواقفه الصلبة وسأحاول أن أفرد لها بوستاآخر وأنشر صورها من الديوان حيث لا أجد الوقت لأعادة طباعتهاكنصوص مكتوبة ..
وعلى ذكر الشاعر منير صالح عبد القادر عليه رحمة الله فهو الآخر ظل يكن للأستاذ كثير المودة والأحترام ولعل خير شاهد على ذلك قصيدته التي كتبها بعيد التنفيذ بعنوان "النشيد الأول" ، حيث قال فيها:

أحسبت هاتيك المشانق تقوى على طمس الحقائق

أحسبت أن الحبل يجتاح الخليقــــة والخـلائق

محمود يرفع للســماء وأنت فوق الأرض لاصـق

وتظل في أعماق نفسـك ذلك اللــص المنافــق

هـذي النياشــين التي تزهو بها ، ولها تعــانق

أتري تزيدك في عـيون الناس من لـص وسـارق

من ضيّع القيم الكريمـة غـير زنديـق وعـائـق

محمـــود كان حقيقة جـلّت فأذهـلت الخـلائق

أنت المشير وقد أشـرت بما أشـرت وأنت حــانق

أتقـول باسـم الدين قد نفذت حكمــك يا منافـق

ان الشــريعة لاتسـود ولاتكــون بلا علائــق

محمود قد عشـق الحبال وطالما عشـق المشــانق

محمـود ليس يغـيب بل يأتي ليحــتل الشــواهق

ويعــيش فـي التاريخ وهاجا يلــوح بكل شـارق

أتحاكم الفـكر المحـلّق وهو مثل الفجـــر دافـق

أيغيب محمــود ويحيا الجاهل المغرور هذا غير لائق

من هـؤلاء؟ أهـؤلاء قضـاة محكمــة المنافـق

هم يحكمون بمـا تشـير فهـم همـو مـثل البيـارق

ان البنـادق والمشـانق والمشـــانق والبنــادق

لن ترهـب الشعب الذي خرجـت قوافــله تسـابق

لتدكّ صرحك ، أي نعـم فالشـعب للطـغيان سـاحق

محمــود ليس بكـاذب وكذاك أنت فلســت صـادق

ماجــادلوه وانمـــا حكمــوا عليه بالســوابق

لو غاب محمــود فما غــابت مبادئه النواطــق

وغدا سـتعرف يانميري كيف تنتقــم الشـــواهق

ان الترابي لو جهــلت فانه وغــــد وفاســق

محمــود يحتضن الحبال وطالما عشــق المشـانق

عمر

فوق ولي قدام سلام ومحبه للجميع

شكرا الاستاذة دوما
ومعا علي درب المحبة والسلام

الاخ عمر
شكرا جزيلا علي هذه القصيدة
لا ادري هل لا زال منير صالح علي قيد الحياة ام توفي

سمح الغنا في خشم سيدو..

هذا يوم الجمعة من يناير، في مثل هذه الجمعة، وفي مثل هذا الوقت من شهر يناير، عام 1985 صلى الأستاذ محمود صلاة العبودية، والأصالة أمام الآلاف من الحاضرين، فأذهل أسماع وأعين الملا.. وهديتي لنفسي ولكم هي صوت الأستاذ محمود يشرح لسائله من الطلاب عام 1975 لماذا هو لا يصلي الصلاة الشرعية المعروفة وصلاة العيدين وما إلى ذلك..

اضغطوا واستمعوا

http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3316#3316

شكرا الاخ الدكتور ياسر
ندين بدين الحب اني توجهت ركائبه

فوق

شكرا الاخ عجب الفيا
ودوما ما اعتقدت بان قصيدة المنتظر
نبوءة اذ قال المجذوب فى موقع اخر
خمسون من عمر الزمان تصرمت كمدا وانت على انتظار الثأر
واجد مفارقة اخرى فى قصيدة (يا ود الهميم)
كيف افتيت بخمود اية السيف ,كيف
والفساد ماترى
هذا الرجل السامق الذى احترم العقل ومجد الفكر والتفكير
اختار الحوار مبدأ والصدق والشفافية ديدناواحترم المرأة
هاهو يسمو فوق جلاديه ويتركهم ساخرا من ضعفهم...........
اسمح لى اخى عجب الفيا ان احى اخى وصديقى عبدالرحمن السيد
حيث ماكان فهو الانسان فى حالة البلور الذى احترمت من خلاله
فكرا باكمله...........
فلتحيا ذكرى الاب الشجاع محمود محمد طه
الذى قدم روحه فداء فى زمن ضن فيه المفلسون
بلقمة العيش ........

يا الف مرحب بالاستاذة مريم الطيب
شرفتي والله وسعدنا بمداخلتك

العزيز الراقي منعم ,,,,
لك التحايا دوما وانت تطرق ابوابا شيقة ومشاركاتك دوما اضافات حقيقية فلك التجلة...
الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب علم من اعلام الشعر في بلادي امتعنا برواعه البديعة ولو ان المجذوب لم يكتب سوى ليلة المولد لكفاه ,, اظن ان بامكاني المساعده في طرق هذا الباب ومدك بما تحتاج من تفاصيل دقيقة لحياة هذا الهرم موثقة لتكون خير معين لك في توثيق حياة هذا الرجل .
ارجو ان نتواصل وانا في الخدمة ..
ولي قدام ,,,

شكــرا للأخ عبـد المنعـم على فتـح هـذا البوست الهـام..
الحقيقـة إن محمــد المهـدى المجـذوب لم ينقطــع عن الأستـاذ أبـدا، ومعـرفتى بـه كانت فى صـالون الأستاذ فى أوائل السبعينـات.. وهناك صـورة فوتوغـرافيـة للأستاذ محمـود ومحمـد المهـدى المجـذوب ود. النور حمـد وشخصى الضعيف، أخـذتهـا البروفسسـور سلمى الخضــرا الجيـوشى (أعتقـد من جامعـة هارفـورد) فى منزل الأسـتاذ بالمهـديـة.
فكان على عهـده دائما بصـرف النظـر عن إبتعاده من التنظيــم.

شكرا يا محمد عثمان علي هذه
المعلومات القيمةعن علاقة المجذوب بالاستاذ
سلمي الجيوشي كاتبة وناقدة مرموقة من اصل فلسطيني
كتبت عن شعر المجذوب ومحمد عبد الحي

الاخ العزيز شلبي شكرا علي هذه الاريحية
وسوف نكون علي اتصال
فالمجذوب انسان الحديث عنه لاينقضي

الاخ العزيز عجب الفيا

شكرا لاسهاماتك القيمة في هذا الجانب المهم من علاقة الادب والثقافة بالاستاذ
هناك قصيدة للمجذوب عن الاستاذ محود ؛ عند سجنه ؛ يقول فيها ما معناه

محمود يلمع في عباءة كوبر ؛ مثل الهلال وسامة ونحولا

او شي من هذا القبيل؛ الرجاء نشرها لو امكن

عادل

شكرا اخ عادل عبد العاطي
سوف اراجع القصيدة اتمني ان اجدها في ما معي من دواويين

منعم
سلام
في انتظار القصيدة