دانـتي ... الـكوميـديا الإلـهـية .. هل هناك بلد اثرى الوجود بمبدعين خالدين مثل إيطاليا

لا ادرى إن كانت هنا أرض تميزت
برفد الوجود بكل ماهو خلاق قدر
إيطاليا فحين تتحدث عن التشكيل
وفن النحت تجد أمامك دافنشى ومايكل
انجلو وحين تتحدث عن الموسيقى
يكفى أن فن الاوبرا ناطق بالايطالية
واعزب صوت موجد الآن صوت بفاروتى
وحين تتحدث عن السنما يكفى مدرسة
المخرج العظيم فلينى ووقعيتا السحرية
وصوفيا لورين وحين تتحدث الفكر وفنونه
يتشتت الذهن مكافلى وكتابه (الامير)
دانتى والكوميديا الإلهية حتى ان اردت
التحدث عن الموضة وفنون اللبس تجد ان
نجومها الكبار من ايطاليا جورج ارمانيو
فلنتينوا فرساتشى ربرتوكفالى ..
شخصيا كثيرا ماياخذنى دانتى الى جحيمه

ولد دانتى فى فلورنسة سنة 1265 وتوفى فى رافينا سنة 1321م

يقول المترجم كاظم جهاد الذى ترجم الكوميديا الالهية:
على عمق إيمان دانتى المسيحى فجع دانتى للفساد المحيق
بالكنيسة الرومانية واتجار رجالها بالنفوذ السياسي
وصكوك الغفران ورفات القديسين وضلوعهم فى مؤمرات مظلمة
وعويصة .فآمن بضرورة فصل الكنيسة عن الدولة وعلى هذا
الاساس انخرط فى حزب (الغيلف) الداعى إلى استقلال فلورنسة
عن سلطة روما وإلى الحد من سلطة البابوات .

مقطع من جحيم دانتي:

وكمثل من يخرج من البحر
إلى شاطىء مبهور الأنفاس
فيلتفت ليحدق بالمياه الخطيرة ،

فهكذا التفتت روحى الهاربة بعد
لتنظر إلى ذلك الممر
الذى لا يدع بين الاحياء أحد

وبعد ماارحت قليلا جسدى المتعب
إستأنفت مسيرى على الشاطىء القفر،
والقدم الثابته ما تزال أدنى من قدم أخرى

وإذا بى ألمح في بداءة صعدى ،
فهدة رشيقة واثبة
كان يكسوها جلد أرقط ،

ما كانت لتريد أن تخطو من أمامى ،
بل كانت تعيق تقدمى حتى أني
إرتدت على عقبى مرارا لأبتعد

بدر سلامات

براحه علينا شويه شويه معقوله بس

من لبنان (بيروت) لايطاليا(روما)

اجمل سياحه على اثير ما خطه كيبوردك

ملحوظة:-

فى ايطاليا تشتم التاريخ فى كل حائط ومبنى


تحياتى
محمد

مختار يامن تختار
شكرا لتزويدنا ببهى طلتك

مقطع آخر من الجحيم:

وكمثل من يهوى المغنم
وتحين اللحظة التى يتحتم عليه فيها أن يخسر،
فيروح يبكى ويراوده الأسف فى كل فكره،

فهكذا كان ذلك الوحش الذى ليس يعرف السلم أبدا،
والذى باقترابه المتزايد مني
راح يدفعنى إلى الموضع الذى تصمت فيه الشمس

ثم عندما بلغت أسفل درك
تجلى لنظرى وجه كان الصمت الطويل
قد أبح صوته قليلا.

عندما أبصرته فى الصحراء المترامية
صحت به (رحماك ! أيا كنت ،
شبحا أو إنسانا حقيقيا!)

فأجاب ( لم أعد إنسانا بل كنت كذلك .
كان أبواى من لمبارديا
ومانتوا هى موطنهما كليهما.

ولدت فى عهد يوليس قيصر متأخرا،
وعشت فى روما فى عهد أغسطس الجبار
فى حقبة الآلهة المزيفين الكذابين.

شاعر كنت أغني مجد الملك العادل
إبن أنكيسيس، الطروادى الانحدار،
عندما التهمت إيليوم المتكبرة ألسنة النيران...

لكن أنت ما الذى يعيدك إلى هذه المسالك الضيقة؟
ولم لا تيمم وجهك شطر الجبل الطيب
الذى هو بادئة كل فرح والباعث له؟)

فأجبته والعار يسكو جبينى :
(وعليه فأنت فرجيليو،
النبع الناشر نهر اللسان هذا كله؟)

إية يانور جميع الشعراء ويافخرهم كلهم
ألا فليعنى الحب العارم والدرس الطويل
اللذان دفعانى للبحث في أثرك.

إنك لأستاذى ومرجعى
منك وحدك أقتبس
الأسلوب الرفيع الذى زادنى مجدا.

بدر الدين الأمير
ياسليل كوش وارض النيل العظيم
يامن جاورت أكســـوم
ونقلت عطور بلاد بونت
الى تمبكتو
اراك اليوم مفتون
ببلاد اهل ( فيينيق)
وانسسللت منهم الى بلاد الروم
مفتون بدانتي الليجيري
هذه بلاد نبتت في تربتها
حكابات الخرافة واساطير العشق
بلاد ارتوت جداولها من عنب الجبال
التي ساهر عليها باخوس
الجمال حولك
احكي لنا
عن الجمال
الجمال !!

السنى يامن يتثنى معه كل ماهو جميل وعميق
ألعلم انك مكتشف لينابيع دانتى منذ زمن
بس يا صاحبى لو تحدثنا عن مجدد السنما
المخرج العظيم فليني وانت من عشاقه وله فيك أثر
تحياتى للحلفاوية زوجكم المصون وتحت سمعت
انكم ماشين لندن عمارات فوق...

مقطع من الأنشودة الثامنة:

كانت قد حلت الساعة التى تبعث الحنين
عند من يركبون البحر وتلين قلوبهم
(ذكرى) اليوم الذى ودعوا فيه أصدقاءهم الأحباء.

الساعة التى ترشق بسهام العشق المسافر الحديث العهد
عندما يسمع فى البعيد رنين ناقوس
هو يبدو باكيا النور الآفل

عندما بدأت أمتنع عن السمع
وأتطلع إلى واحدة من تلك الأرواح
وهى تطلب بيديها ورفعتهما
مصوبة نظرها صوب الشرق
كأنها تقول لله: (لا أعبأ بأحد غيرك)

كان نشيد ( قبل نهاية النهار) فى فمها يتردد
بهذه التقوى وبأنغام هى بمثل هذه العذوبة
بحيث غيبتنى عن نفسى

والارواح الاخرى كانت تتبعها هى أيضا
بخشوع وعذوبة حتى نهاية النشيد،
شاخصة أبصارها إلى أعلى الدوائر.

أمعن النظر أيها القارىء على ماهو حق،
فالحجاب الآن هو من النحافة
بحيث ليس يصعب أختراقه.

يا بدر ..
سمدالله على الحلامة .
أمسك عندك .. و قول واحد ..


الريح هفهافة والماء رقراق
فيا سفينة الهامي ارفعي شرعا
وودعي موج بحر الموت والظلم

الآن اشدو بأغنيتي للمملكة الثانية
حيث روح الأنسان تتطهر من اثمها
وتستحق بعدها الصعود الي السماء العليا

فيا ربات الفن المقدسات ، اليكن اضرع
اريد ان ينهض شعري الميت الي نور الحياة
فاطلبن من كاليوبي الجميلة ان تعزف

لحنا يجعل صوتي يصدح باغنية قوية
ما ان تسمعها البيريوسات التسع
حتى يفقدن الأمل ، ولا يرفعن صوتا

ياقوت الشرق الشافي اللازوردي
تجمع من اعلى ذروة السمت
الي ان وصل خط الأفق

جدد امام عيني الضياء
حالما خرجت من الهواء المميت
الذي ارهق نفسي واعمى باصرتي

الكوكب الجميل الذي ينبت الحب
جعل الشرق يتلألأ باشعته
التي حجبت برج الحوت السابح في السماء

استدرت يمينا ، ورحت افكر
في هذا القطب الآخر ، فشاهدت اربعة انجم
لم تظهر لعين منذ بدء البشرية

وقد بدت السموات مبتهجات
فيا نصف الكرة الشمالي المترمل
كم انت بائس لأنك لا ترى اشعاعها

وحالما انهيت تحديقي ، انحرفت عيناي
الي الشمال قليلا ، الي القطب الآخر
حيث اختفى فيه الدب الأكبر

شاهدت قربي رجلا عجوزا وحيدا
معالمه ملأتني احتراما ، يتمنى اي اب
ان يكون في صدر ابنه كهذا الأحترام

لحيته طويلة تشوبها خيوط من البياض
كشعر رأسه ، الذي تدلت منه ضفيرتان
على صدره من هنا وهناك ، واشعة

النور المقدس من النجوم الأربعة جعلت
وجهه مشرقا بحيث بدا لي
كأنه يواجه الشمس

وبهذه الوقفة ، وضفيرتاه تترنحان
يمينا وشمالا ، قال : اي الرجال انتما
ركبتما جدول الظلام هربا من سجن الأبدية؟

من قادكما ؟ ومن اضاء امامكما
لتهربا من وادي الأبدية
القابع كالأعمى في الليل البهيم ؟

هل خرقتما قوانين الجحيم ؟ ام ان مستشارا
جديدا في علياء السماء اصدر امرا بأن
يتنزه ابناء الجحيم على ارصفتي؟

هنا وبكل يقظة وضع معلمي يده
علي ، وباليد والكلمة والأشارة
ثنيت ساقي ، وركعت واحنيت هامتي احتراما

قال : ليس بسلطتي ، بل بسلطة السماء
سيدة مباركة النعمة طلبت مني المساعدة
ان ارافق هذا الرجل في يومه الحالك

ولكن بما انك تبغي المزيد فلن
ارفض لك طلبا ، وسأروي حقيقة
مجيئنا ، واني لي ان ارفض لك امرا ؟

هذا الرجل لم ير بعد خاتمة ايامه
لكنه بطيشه المجنون اقترب من نهايته
فليس معه من الزمن الا القليل

وكما قلت لك طلب مني ان ابذل قصارى
جهدي لأنقاذه ، فما رأيت طريقة افضل
من اخذه في هذا الطريق ليتبصر

فقد أريته الجحيم بقطيعه الآثم
وقصدت ان اريه النفوس التالية
التي تتطهر هنا تحت اشرافك

اما كيف احضرته فتلك حكاية طويلة
فرب الصباؤوت ساعدني على ارشاده
اليك ، لتراه وتسمعه وتملي ارادتك

فتهلل لمجيئه ، لقد جاء باحثا عن
الحرية ، ذلك الشيء النفيس الذي
يعرف قيمته من نذر له حياته

وانت تعرفها ، يا من استعذبت الموت
من اجلها في اوتيكا ، حيث سينهض
جسدك شامخا شرفا يوم القيامة

اما القوانين فلم نخرقها ، فما زال الرجل حيا
وانا في الطبقة التي لا تخضع لحكم مينوس
مع حبيبتك مارسيا ، التي تدعو

لك ايها القلب الطيب ، بعينيها الطاهرتين
بصلوات لا تنتهي ، فبأسم حبها
اسمح لنا ان نتابع رحلتنا ببهجة

عبر ممالكك السبع ، وحين ارجع
اليها سأحمل لها كل امتناني لك
ان سمحت لي ان اتلفظ باسمك في الأسفل

فأجاب : هناك في الحياة الأرضية
كانت مارسيا ضياء العين والقلب
فكنت البي كل ما ترغب وما تتمنى

الآن تقبع هي خلف نهر الشرور
فلا كلماتها ولا صلواتها تهز مشاعري
بهذا حكم علينا عندما ارتحلت من هناك

ولكن اذا كانت السيدة السماوية ، كما قلت
امرتك بهذا الطريق ، فلا حاجة ان تتملقني
فاطلب باسمها كل ما تريد

فاذهب وارشد هذا الرجل ، ولكن
اربط خصره بقصبة خضراء طرية
واغسل وجهه من آثار الجحيم

فلا اظن انه يستطيع السير بعينين ضبابيتين
قبل ان يمثل امام الملك الذي يحرس
البوابة . انه من الفردوس

هناك تحت ، حول هذا الشاطيء كله
ينمو القصب في الطين الناعم
وعلى طول هذا الشاطيء

لا يمكن ان ينمو نبات آخر ويعيش
لا النبات الذي له ورق ، ولا الذي جذعه
قاس ، لأنه لا ينحني امام الريح والموج

ولا ترجع عبر هذا الطريق مرة ثانية
فحالما تشرق الشمس ستنير لك طريقا
لن يصعب عليك ان تتسلق الجبل منه

تكلم وتلاشى من امام انظارنا
نهضت من دون ان اتكلم ، فنظر
في مرشدي ، وانا حدقت في وجهه

اذن اتبع خطواتي ، يا بني
وابق بجانبي ، سنغير سيرنا عن هذا الطريق
السهل ينحدر ويصل الي الضفة المستديرة

الفجر مبتهجا يدفع انفاس النهار
امامه ، بحيث من بعيد وصل الي
مسامعي هدير البحر

سرنا في ذلك الطريق المنعزل كمن
يبحث عن طريق ضاع منه ، ويعد
الزمن المفقود الي ان يجده ثانية

وعندما وصلنا مكانا على الطريق
حيث نفحات الصباح شكلت
حبات الندى لدى اول حرارة للنهار

انحنى سيدي برفق ، ووضع
على العشب راحتيه
وكنت اعرف قصده

فرفعت اليه وجها اغرورق بالدموع
فنظف وجهي وظهر لونه الحقيقي
من تحت بقايا هواء الجحيم الأسود

وعندما وصلنا الشاطيء المنعزل
الذي لم ير بحارا وصل اليه استطاع
بمهارته ان يعود بالشراع والمجذاف

وهناك كما قال الأتيكي ، طوق خصري
بقصبة . لكن مان قطعها - يا للعجب
حتى رايت في مكانها تماما

قصبة اخرى تشق الأرض وتنتصب .




.....
على دانتي و المعرى السلام ..
و عليك .

عماد يا ابو صاحبى عبدالله
كما قال فيصل محمد صالح وغنى
مصطفى سيد أحمد:
(أركض ماعاد فى العمر
متسع لصغير الجراحات)
عارفك ياصاحب الحرف الريشة
واللون والريشة هم حرفتك
ووسائل سكبك وتدانتى وامل دقنل
والنور عثمان أبكر ومايكل انجلو
هم خليط الوانك ومنابع حرفك
عماد طلب خاص وأنا أعلم بانى عندك
خاص أن تكلمنا عن إيطاليا التشكيل
وفنونه

مقطع من الانشودة الثامنة عشرة:

فالتفت إلى الصوت العاشق
لهذه التى عونى : والحب الذى رأيته آنئذ
في العينين المباركتين ، كلاماأنا على قوله بقدير

عن تلك الهنيهة أقدر فحسب أن أقول
إن عاطفتى بالنظر إليها
تحررت من كل رغبة أخرى

لفرط ماسحرتنى المتعة الأبدية
الصادرة بلا مداورة من عينى بياترشى
بالأشعة المنهمرة من محياها الفاتن

وبعد ما قهرتنى بنور ابتسامة قالت لي:
(در حول نفسك وأرهف السمع
فما الفردوس فى عيني وحدها)

وكما نرى على الأرض أحيانا
الشعور وهو يرتسم فى النظر إن كان كبيرا
بحيث يكتنف الروح بكاملها،

فهذه فى توهج الشعلة المباركة
التى التفت إليها ، وأدركت أنا رغبتها
في أن تكلمني هنيهات أخرى.

وبدأت ( فى المرتبه الخامسة هذه
من الشجرة التى تتلقي الحياة من ذروتها
وتثمر إلى الأبد ولا تتجرد من أوراقها

تعيش فى الهناءة أرواح كانت
قبل أن ترتقى إلى السماء محظية بصيت ذائع
حتى التثري بها كل ربة إلهام

أنظر إلى أفرع الصليب :
سيمر من أسميهم مثل البرق
الذى يخترق الغمام بناره المسرعة)

Quote: شخصيا كثيرا ماياخذنى دانتى الى جحيمه

الأخ بدر الدين الأمير

أهديك التحايا والأمنيات الطيبة ، كما أود أن أهديك ترجمة كنت قد قمت بهالملحمة الكوميديا الإلهية مع نبذة عن خلفياتها، عل ذلك يأخذك وأصدقاءك الذين يحسنون التذوق إلى جحيم دانتي ونعيمه !

عبد المنعم خليفة


عن الشاعر والقصيدة

يتناول دانتي في هذه القصيدة الملحمية موضوعات فلسفية ودينية عميقة الغور ، مثل حالة الأرواح بعد الموت ، والجحيم والعذاب والجنة ، والهدف من وراء الحياة، والحياة الأخرى وكيفية الإعداد لها ، والغاية من الوجود.
هدف دانتي من وراء كتابة الملحمة إلى تحقيق فهم أفضل لمكانة الإنسان في الكون ، وتهيئته للحياة الأخرى التي تبدأ بعد الموت . وكما هو واضح فأن القصيدة تتناول قضايا أزلية ، لا يقتصر الاهتمام بها على العصر الذي كتبت فيه ؛ بل هي موضوعات شغلت الناس على مر العصور ؛ وكما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي :
صحب الناس قبلنا ذا الزمان وعناهم من شأنه ما عنانا
الملحمة معقدة بشكل مذهل ، حيث تستخدم مستويات مختلفة من الرمزية ، ولعل ذلك هو أحد أسباب جاذبيتها ، بأكثر من كونه سبباً لصعوبة فهمها. ويأتي تفرد الملحمة وتميزها من اختزالها للمعرفة والتجربة الإنسانية ؛ حيث نجح دانتي في أن يمزج فيها ما بين الأساطير والآداب والفلسفات الوثنية ، واللاهوت والعقيدة المسيحية ، وبين علوم الفيزياء والتنجيم والخرائط والرياضيات ، ونظريات الأدب والتأريخ والسياسة.
تعتبر هذه الملحمة من أروع الأعمال الأدبية التي تركت تأثيراً بارزاً على الثقافة الغربية ، امتد حتى عصرنا الراهن . فلقد تأثر بها العديد من الأدباء الذين هم من أعمدة الأدب الغربي ، أمثال جون ملتون ، ووليام بليك ، وفكتور هوجو ، وجوزيف كونراد ، وجيمس جويس .
هناك مئات المخطوطات لهذه القصيدة والتي كتبها دانتي باللغة الإيطالية ؛ كما أن هناك مئات الترجمات التي تمت لها بمختلف اللغات، وهذه محاولة متواضعة لنقل جزء منها إلى اللغة العربية .

الكوميديا الإلهية

للشاعر الإيطالي دانتي أليجيري ( 1265- 1321م )

ترجمة : عبد المنعم خليفة خوجلي

******

أنا المعبر إلى صدقات المدينة
وأنا الجسر إلى الإحسان الأبدي
والسبيل إلى البشر المفقودين
حيث زودتني قدرة الخالق السامية
بأعلى درجات الحكمة والحب العظيم
*****
لم يخلق شيء من قبلي
فأنا الخلود في البدء وأنا الخلود عند المنتهى
عليك إذاً أن تودع الأمل وأنت تهم بالدخول
*****
الكلمات الداكنة والمجللة بالكآبة
المحفورة في أعلى المدخل
والتي أنا غايتها ومبتغاها
إنها يا إلهي قاسية علي
*****
علمتني الممارسة أن لا أتخلى عن ظنوني
وأن لا بد للخوف من أن ينتهي إلى الأبد
*****
نحن جئنا إلى هذا المكان المعلوم
حيث سيبقى الناس على أحزانهم
طالما أنهم لا يدركون محاسن الفطنة والفكر
*****
وضع يده فوق يدي
باعثاً في نفسي السكينة والمسرة
ثم قادني عبر عالم من الأسرار
*****
الآهات والشكوى والعويل
المتردد عبر الأجواء المدلهمة
جعلتني في البداية أنتحب من هول المخاطر الجسيمة
*****
لعنات مرعبة منبعثة عبر لهجات متنوعة
ونبرات غضب وصرخات ألم مبرح
وأصوات عالية مبحوحة
وضجيج منبعث من اصطفاق الأيدي
*****
هكذا طغت الجلبة على تلك الأجواء
وبقيت كدوامة سوداء أبدية
وكذرات رمل تتجاوب مع أنفاس الزوبعة
*****

بعد أن أثقلني الرعب المنصب على رأسي
صحت " يا سيدي .. ما هذا الذي أسمع؟
ومن هم هؤلاء القوم الذين قهرهم الضنى ؟ "
*****
أجابني بأنها التعاسة التي تنتاب الأرواح الكئيبة
لأولئك الذين أمضوا حياتهم دون شهرة أو إطراء
*****
وهي تختلط مع التراتيل الوجلة
المنبعثة من الملائكة
من الذين لم يكونوا متمردين
كما لم يكونوا مخلصين للله
بل كانوا أسرى ذواتهم
*****
عندما نبذتهم السماء
ولم تكن في ذلك ظالمة لهم
صار مآلهم إلى الدرك الأسفل من الجحيم
وسوف لن ينال أي من هؤلاء الملعونين المجد أبداً
*****
سألت سيدي عن حالي
وأنا أشهدهم يتحسرون على مصيرهم المؤلم
فرد علي سيدي بأنه سوف يجيبني في إيجاز
*****
لم يعد لهؤلاء أمل في الموت
وحياتهم صارت عمياء ومنحطة
لدرجة أنهم أصبحوا يحسدون كل من له مصير آخر
*****
سوف لن تسمح الدنيا لهم بمجد أو شهرة
وستترفع عنهم الرحمة ، ويجافيهم العدل
فدعنا لا نحدثهم.. بل ننظر إليهم ونمضي
*****
أرجعت البصر كرتين
حاملاً لوائي الذي بدأ يدور ويخفق بسرعة ..
وعند توقفه عن الخفقان
بدا ساخطاً وناقماً
*****
بعدها جاءت طوابير ممتدة من البشر
لدرجة أنني لم أصدق أبداً
أن هناك كل هذه الأعداد من الذين أغفلهم الموت
*****
عندما أمعنت النظر
تعرفت على بعضهم
حتى أصبت ظل ذلك الجبان
الذي حقق الفرار المشين
*****
إثر ذلك أدركت وأيقنت
أن هذه هي طائفة الجبناء المنبوذين
المبغضين من الله ومن أعدائه
*****
لم يكن هؤلاء الكفرة أحياء أبداً
حيث ظلوا عراة
توخزهم لسعات الذباب والدبابير
*****
كانت وجوههم ملطخة بالدم
الممتزج مع دموعهم
وهي تسيل حتى أخمص أقدامهم
ملتقى الديدان المقززة
*****
طوفت ببصري في الأفق البعيد
ورأيت الناس يطلون على شاطئ نهر فياض
حينها سألت الله أن يتلطف بي
*****
ليتني أعرف من هم
هؤلاء الذين لا أكاد أتبينهم
وبأي شريعة يبدون كل هذا الإقدام
وهم يعبرون إلى الشاطئ الآخر
*****
أجابني سيدي بأن كل شيء سوف ينجلي بعد حين
حينما تقر خطى أقدامنا
في شاطئ الجحيم الموحش
*****
بنظرات خجولة ومنكسرة
وخشية من أن تكون كلماتي مثيرة لضيق سيدي
سكت عن الكلام حتى أبلغ النهر
*****
لعجبي رأيت عجوزاً يكسو رأسه الشيب
ووقار السنين
وهو يصيح
الويل لك .. لقد فسدت روحك
*****
أرجو أن لا ترنو ببصرك إلى السماء مرة أخرى
فلقد جئت كي أقودك إلى الشاطئ الآخر
إلى الظلال الوارفة أبداً
في الدفء وفي الصقيع
*****
وأنت أيتها الروح الحية الباقية
لتخرجي من هؤلاء الناس
الذين هم موتى
لكن عندما رآني لم أخرج
قال إنك سوف تأتين إلى الشاطئ بوسائل أخرى
دون أن تمري من هنا
حيث لا بد من أن تحملك مركبة أكثر لطفاً
*****
وأنت أيها الدليل لا تحتار هكذا
فأنها إرادتي الغالبة
وعندما تنعقد الإرادة
ينبغي الكف عن السؤال
*****
هنا هدأت خلجات العجوز
ربان مركب المستنقع الشاحب
وبدت هالات من اللهب تومض حول عينيه
*****
جميع الأرواح المعذبة العارية
تغير لونها
واصطكت أسنانها
عند سماعها لهذه الكلمات القاسية
*****
لقد سبوا الإله
ولعنوا الأسلاف والبشر والمكان والزمان
لعنوا حتى بذرة نشأتهم ومولدهم
*****
ثم تراجعوا إلى الوراء
وهم ينتحبون بحرقة أمام الشاطئ الملعون
الذي هو مآل جميع من لا يخشون الله
*****
سوف يرمقهم الشيطان
بنظراته الحادة المنبعثة من عيون كعيون الصقر
ويجمعهم سوياً
ويضرب بمجدافه كل من يتخلف منهم
*****
وكما تتساقط أوراق الخريف
عندما تطرح الأغصان غنائمها
يتهاوون الواحد تلو الآخر
*****
كذلك تتفتق بذرة الشر
ويلقى بهم من حافة الهاوية واحداً إثر آخر
وفقاً لإشارات معلومة
يذعنون لها كما يمضي الطائر نحو الطعم
*****
وهكذا يتفرقون عبر أمواج الغسق
لينتهي بهم المطاف على الجانب الآخر
ريثما تتجمع من جديد فرقة أخرى على هذا الجانب
*****
"يا بني . ." قالها سيدي المتلطف بي
إن جميع من حق عليهم العقاب الإلهي
من كل أصقاع الأرض
يلتقون هنا
*****
بدأوا يتأهبون لعبور النهر
يدفعهم العدل الإلهي دفعاً
حتى كأن خوفهم من المصير تحول إلى رغبة
*****
هذا الطريق لا تمر به روح خيرة
وإذا ما اشتكى منك الشيطان فلتتبين
ماذا يعني بحديثه ذاك
*****
لقد زلزلت أركان الأرض عند الغسق
من هول ذلك الرعب
الذي تجعلني ذكراه أتصبب عرقاً
*****
وعندما غمرت الأرض الدموع
وعلا فيها صفير الريح
تفجر فيض من الضوء القرمزي
وسيطر على مشاعري ..
فسقطت مثل إنسان جافاه الكرى
*****

عبدالمنعم ياخليفة
كل الاجلال والتقدير
سرنى كونك هنا وسرتنى
ترجمتك لجانب من خالدة دانتى الكوميديا الإلهية
وبشكل شخصى إستطعمتها لانى أول مرة قرأة دانتى
بنبض سودانى ولقد تحدثت عن ترجمتك هذه مع استاذى
الهاش الباش عبدالرحمن مدنى وحين سمع اسمك ضحك
من الاعماق وقال منعم ده صاحبى المقرب وعبدالرحمن
معى الآن فى المكتب وبسلم عليك شديد كما اننى سوف
أقوم بتمرير ترجمتك لاستاذى الكبير أبى فى المعرفة
الشاعر والمترجم النور عثمان أبكر وشكرا مرة أخرى
لمدك ومداك وهل من مزيد



تنهدات : هناك مثل إيطالى قديم بقول (الترجمة خيانة)
وفى تقديرى هى خيانة لابد منها أى انها خيانة حميدة

يا السني :
بدر الدين الحضري لم يجاور أكسوم أبداً بل هو أكسوم ذاتها!! الحضور بجا أكسوميين يا حدربي!! خليك حا(د)ر!!! أحدِرْ تحضَر!!

مسعود
يا ابن رشدى ومرشدى للمعارف
يامن عرفتنا بالعارفين وانت
منهم سرنى كونك هنا وشكرا
لقولك



همسة: ارسل لى رقم جولك على الماسنجر
لبيد يود التحدث معك

مقطع من الانشودة السادسة والعشرون

عندما سمعت (إن فقدت لونى
فلا تندهشين فحينما أتكلم
سيفقد هؤلاء جميعا ألوانهم.

وذلك الذى يغتصب على الأرض
مكانى ، مكانى الشاغر
من حضور ابن الله

جعل من مقبرتى مستنقعا
من الدماء والعفن حتى أن الفاس
الذى سقط من هنا مسرور هناك

فانتشر على كامل السماء
اللون الذى يصبغ الغيوم
فى مواجة الشمس صبح مساء.
وكمثل إمرأة شريفة تظل
واثقة من نفسها ويعريها الخوف
ما إن تسمع بخطايا الغير،

سلامات
وعوافي
مرحبا بدر ..
وتحياتي للاستاذ عبدالمنعم الخليفة لهذه الاضاءة والترجمة الباهرة للكوميديا الالهية ..فدانتي يعد اول الشعراء الجهابزة العريفين الذين فتحوا للغة الايطالية خياشيم التنفس خارج حدود روما القديمة او ايطاليا ..وظهر ذلك جليا عبر ثورته الشعربة وريادته في مناهضة الانظمة السياسية الشمولية ورفع صوته ضد الكنيسة في وقت كانت الكنيسة علي درجة من القداسة ما يجعل ثورة اي فرد من افراد المجتمع نخب او عوام يعد خروجا واضحا علي الفروض الالهية ..
وفي الكوميديا الالهية تجلت موهبة دانتي الشعربة ورؤيته النافذة في القدرة الفائقة التي جعلتها منذ ذلك العهد وهي مرجعا للرمزية الملتزمة وللثورة المهذبة .. وكما تعلم ان الشعراء اكثر الناس حساسية تجاه قضايا مجتمعاتهم فهم المؤرخ الحقيقي للعدل والجمال وهم الرقيب السليط للظلم والعدوان وهم نبض الشارع العام الذي لايهدأ ولا يهجع ..
بالتاكيد المعاناة التي مرت علي دانتي كانت موجودة بكثافة في ثورته الشعربة فاكسبته قدرة علي التصوير والنزاهة في التعبير بطلاقة عن الحالة الشعرية التي تنتابه بلطفها وحزنها وماسيها ..
وبالرغم ثورته ضد الكنيسة والتي سببت له الكثير من الاذي فعاش متنقلا بين اكثر من مدينة او دولة باحثا عن الحقيقة ومنشدا لفضائلها ..بالرغم من هذه الثورة الا انني وبصورة خاصة احسست بان دانتي فيه بعض التدين والتصوف ان صح التعبير .. فتجد انه دائما ما يعتد عندما تنسد الطرق امامه يعتد بوجود الله فتجد في نصوصه هذه النزعة التي تعد من لطايف كتاباته المجيدة: -

Quote: الساعة التى ترشق بسهام العشق المسافر الحديث العهد عندما يسمع فى البعيد رنين ناقوس هو يبدو باكيا النور الآفل عندما بدأت أمتنع عن السمع وأتطلع إلى واحدة من تلك الأرواح وهى تطلب بيديها ورفعتهما مصوبة نظرها صوب الشرق كأنها تقول لله: (لا أعبأ بأحد غيرك)

كما انه يبديء اعجابه بالمظاهر التاريخية القديمة لروما مستنهضا لهمتها ومستحلبا منها امنياته بالحياة المثالية .. فيتسدعي في جحيم ملهمه والشاعر الذي اقتفى اثره علي حد قوله"فرجيليو":-

Quote: فأجبته والعار يسكو جبينى : (وعليه فأنت فرجيليو، النبع الناشر نهر اللسان هذا كله؟) إية يانور جميع الشعراء ويافخرهم كلهم ألا فليعنى الحب العارم والدرس الطويل اللذان دفعانى للبحث في أثرك.

وعلي عكس ما يبدو في كثير من قصائده جاء في الكوميديا الالهية بعض التفاؤل "الحزين" والاعتاد بالنفس والتمسك بالامل علي نحو صوفي "وكان ادانتي كان مطلعا علي بالقرأن وملما بتفاصيل حياة رسولنا الحبيب محمد "ص"" فتجد بعض الملامح المستقاة "علي حسب مافهمته" من القران واحاديث السيرة " ويتبدى ذلك جليا في المقاطع التالية التي تشبه في ملامحها الاسراء والمعراج الي حد ما واحاديث الرسول التي تروي ما رواه صلي الله عليه وسلم لصحابته ومجالسيه عن بعض اصناف البشر الذين اغضبوا الله بمعصيتهم:-

Quote: سألت سيدي عن حالي وأنا أشهدهم يتحسرون على مصيرهم المؤلم فرد علي سيدي بأنه سوف يجيبني في إيجاز ***** لم يعد لهؤلاء أمل في الموت وحياتهم صارت عمياء ومنحطة لدرجة أنهم أصبحوا يحسدون كل من له مصير آخر ***** سوف لن تسمح الدنيا لهم بمجد أو شهرة وستترفع عنهم الرحمة ، ويجافيهم العدل فدعنا لا نحدثهم.. بل ننظر إليهم ونمضي ***** أرجعت البصر كرتين حاملاً لوائي الذي بدأ يدور ويخفق بسرعة .. وعند توقفه عن الخفقان بدا ساخطاً وناقماً ***** بعدها جاءت طوابير ممتدة من البشر لدرجة أنني لم أصدق أبداً أن هناك كل هذه الأعداد من الذين أغفلهم الموت ***** عندما أمعنت النظر تعرفت على بعضهم حتى أصبت ظل ذلك الجبان الذي حقق الفرار المشين ***** إثر ذلك أدركت وأيقنت أن هذه هي طائفة الجبناء المنبوذين المبغضين من الله ومن أعدائه ***** لم يكن هؤلاء الكفرة أحياء أبداً حيث ظلوا عراة توخزهم لسعات الذباب والدبابير ***** كانت وجوههم ملطخة بالدم الممتزج مع دموعهم وهي تسيل حتى أخمص أقدامهم ملتقى الديدان المقززة ***** طوفت ببصري في الأفق البعيد ورأيت الناس يطلون على شاطئ نهر فياض حينها سألت الله أن يتلطف بي ***** ليتني أعرف من هم هؤلاء الذين لا أكاد أتبينهم وبأي شريعة يبدون كل هذا الإقدام وهم يعبرون إلى الشاطئ الآخر ***** أجابني سيدي بأن كل شيء سوف ينجلي بعد حين حينما تقر خطى أقدامنا في شاطئ الجحيم الموحش ***** بنظرات خجولة ومنكسرة وخشية من أن تكون كلماتي مثيرة لضيق سيدي سكت عن الكلام حتى أبلغ النهر ***** لعجبي رأيت عجوزاً يكسو رأسه الشيب ووقار السنين وهو يصيح الويل لك .. لقد فسدت روحك ***** أرجو أن لا ترنو ببصرك إلى السماء مرة أخرى فلقد جئت كي أقودك إلى الشاطئ الآخر إلى الظلال الوارفة أبداً في الدفء وفي الصقيع ***** وأنت أيتها الروح الحية الباقية لتخرجي من هؤلاء الناس الذين هم موتى لكن عندما رآني لم أخرج قال إنك سوف تأتين إلى الشاطئ بوسائل أخرى دون أن تمري من هنا حيث لا بد من أن تحملك مركبة أكثر لطفاً ***** وأنت أيها الدليل لا تحتار هكذا فأنها إرادتي الغالبة وعندما تنعقد الإرادة ينبغي الكف عن السؤال ***** هنا هدأت خلجات العجوز ربان مركب المستنقع الشاحب وبدت هالات من اللهب تومض حول عينيه ***** جميع الأرواح المعذبة العارية تغير لونها واصطكت أسنانها عند سماعها لهذه الكلمات القاسية ***** لقد سبوا الإله ولعنوا الأسلاف والبشر والمكان والزمان لعنوا حتى بذرة نشأتهم ومولدهم ***** ثم تراجعوا إلى الوراء وهم ينتحبون بحرقة أمام الشاطئ الملعون الذي هو مآل جميع من لا يخشون الله

علي العموم امل ان اكون قد اضفت بعض الرؤي حول "دانتي" ..
ثم دعني ارجع الي سؤالك عن هل هناك بلد اثرى الوجود بمبدعين خالدين مثل ايطاليا..
ففي نظري ان ماقدمته "مكة والمدينة" للامة جمعاء متمثلا في الذات والرسالةالمحمدية المبدعة والجميلة والكاملة والتي تظهر جليا في عطر سيرته صلي الله عليه وسلم لهو اعظم من اي انتاج في هذا الكون وهو ايضا اية بليغة علي ان الجغرافيا والديموغرافيا لا تمثلان علي الاطلاق معيارا ونسبا للابداع والجمال ..وهذا بالطبع لايهضم حظ ايطاليا فحضارة روما القديمة والحضارة اليونانية والاغريقية والفرعونية البابلية ايضا قدمت للانسانية جهد مقدر في كافة ضروب الابداع في الحياة البشرية ..
ولا يفوتني ان اشكر استاذ منعم الخليفة علي هذه الترجمة السلسة الجميلة واتمني ان يعذر جهلنا به وان يواصل في مدنا بمختلف الترجمات لشعراء وادباء غربيين نتمني ان نسمع عنهم من لسان سوداني اصيل ..اشكرك كثيرا فقد اعجبتني رؤيتك لدانتي والمقدمة المهذبة برغم ابتسارها الا انها لخصت حياته بصورة جميلة .. مع كامل تقديري لكم جميعا

ياودرملية ياود رفاعة
إزيك ومين زيك فى إفتتانه بدانتى
كنت أعلم أن دانتى هو الاثر الذى
تحمله دوما فى حلك وترحالك ودما
يترك فيك أثر حين تتجلى بفعل الكتابة
ودرملية لقد قدمت ضوء آخر لنرى به دانتى من خلال إستلهامك
لترجمة الاستاذ عبدالمنعم الخليفة بمقارباتك التى أو ردتها
هنا عليك رملية واصل يا أصيل

مقطع من الأنشودة التاسة عشر:
وماسأصف الآن لم يقله
صوت من قبل ولا خطه مداد
ولا تصورته مخيلة قط.

ما دمت رأيت وسمعت المنقار يتكلم
ويرن فى ذلك الصوت (لى) و (أنا)
حيثما يرتسم فى الفكر ( لنا) (نحن)

بدأ ( لأنني كنت عادلا وتقيا
فقد رفعت هنا إلى هذا المجد
الذى لا يمكن نيله بالرغبة

تركت على الأرض ذكرى حسنة
حتى أن من هم هناك من الخبثاء
يمتدحونها من دون أن يتبعوا الأمثولة

ومثلما يحس بحرارة واحدة
من جمرات عديدة فمن ذلك الرسم صوت واحد

فقلت (يا أزهارا سرمدية
للسعادة الدائمة يامن تظهرين لي
في عطر واحد عطورك جمعا

أوقفى بنفحات منك الصوم الكبير
الذى أبقى على فى الجوع طويلا
لا أجد على الأرض أى غذاء

أعلم أن عدالة السماء تتمرأى
فى ملكوت آخر ولكنها المرآتكم
هي أيضا تتجلى من دون حجاب

صحيح ما ذكرت عن أن إيطاليا معقل للمبدعين أمثال دافنشي ومايكل أنجلو ودانتي
ولكن الكوميديا الإلهيةمتأثرة برسالة الغفران للمعري!!!!! بل تكاد تكون نسخاً

عبداللطيف عبد الحفيظ
أحمد لك وجودك هنا
وصحيح أيضا ماذكرته أنت تأثر دانتى بالمعرى
ولكن هنك من يفهم التأثر على انه ترجمة وكما
قال جهاد الخازن عند العرب الترجمة تأليف و
التأليف ترجمة ولك ولك التقدير

مقطع من الأنشودة التاسعة والعشرون:
وهذا أيضا نحتمله هنا بصورة أقل ازدراء
مما عندما تخفض النصوص المقدسة
إلى المقام الثانى أو يعتورها التشويه

لا تقدرون كم من الدم يلزم
لبذرها على الأرض وكم يرضينا هنا
من بكامل الخشوع يستند إليها.

من أجل الظهور يتفنن كل ويتقدم
باختراعاته ويأتى الوعاظ
بتفاسيرهم والأنجيل صامت.

بعضهم يقول إنه في أثناء آلام المسيح
رجع القمر أدراجه وتوسط السماء
بحيث لم تعد الشمس لتضى أسفل

وإنه ليكذب لأن النور احتجب
من تلقاء ذاته وكان الكسوف مشتركا
لدى الإسبان والهنود والعبيرانيين

ولا تعرف فلورنسة ممن يدعون لبفى وبيندى

أكثر مما يردد فيها من هذه الأساطير
من على المنابر فى كل عام

هكذا تعود المعاز التى ليس لديها من معرفة
من مرعاها وهي بالريح ممتلئة
وليس يعذرها عماها أبدا.

ولم يقول المسيح إذهبو وعظوا بحماقات !!
بل لقد أرسى أساسا حقا

ولقد تردد هذا فى أفواههم
بحيث فى قتالهم لنشر الإيمان
صنعوا من الإنجيل تراسا ورمحا

واليوم يعظون بمزح ثقيلة
وسفاهات ولسماع الضحك وحده
تتفتح القلنسوة ولاتروم غير ذلك

ولو أبصر العوام أى طائر
عشش فى ذروة القلنسوة لأ دركوا
لأى مغفرة هم مستسلمون:

بذلك ازدهرت الحماقات على الأرض
حتى لتهرع الناس إلى مثل هذه الوعود
من دون برهان ولا شهادة

مقطع من الأنشودة الحادية والثلاثون:
ذلك الملكوت الهادى والمفعم فرحا
المأهول بأناس عتاق وجدد
كان يجتذب العين والقلب فى نقطة واحدة

أيهذا النور المثلث الذى يسحرهم طرا
بنجمه الأوحد المتلألىء في أعينهم
آه لو رأيت العاصفة التى تطوح بنا على الأرض!

فاذا كان البرابرة الآتون من تلك الشواطىء
التى تعلوها إيليس كل يوم
حائمة مع إبنها الذى كم تحبه

قد اندهشو لرؤية روما ومبانيها
السامقة عندما كان الترانو
يفرق ببهائه كل شىء فان

فما ينبغى أن يكون عليه عظم اندهاشى
أنا الذى ألفيتنى منتقلا من الإنسانى
إلى الإلهى ومن الزمن إلى الأبدية

ومن فلورنسة إلى الشعب العادل المبارك !
بين الذهول والفرح كان لذيذا عندى
أن أكف عن سمع وأبقى فى صمم

مقطع من الأنشودة الثالثة والثلاثون:
( أيتها العذراء يا ابنة ابنك
يامن أنت أكثر تواضعا وعلوا من كل انسان
يا حدا مقررا لمجلس أزلى

أنت يا من أضفيت كل هذه النبالة
على طبيعتنا الإنسانية حتى أن خالقها
لم يأنف من أن يكون لها مخلوقا

فى بطنك اشتعل الحب
الذى بفضل حرارته فى السلم الأبدى

مقطع آخرمن الأنشودة الثالثة والثلاثون:
آه كم باهت القول وقصير
بالقياس إلى فكرى وإلى ما أبصرت
حتى أن النعت (القليل) هيهات يكفي


أيها النور السرمدى يامن في ذاتك تقيم وحدك
ووحدك تفكر مسموعا من قلبك أنت نفسك
سامعا إياك ضاحكا لنفسك محبا إياها

هذه الدوائر المصورة بحيث تبدو
نورا فيك منعكسا
والتى تأملتها عيناى طويلا

بدت لى فى داخلها منطوية
على صورتها مرسومة بلونها نفسه
فغمست فيها نظرى كله