عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدلا ن

عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدلا ن


05-11-2007, 08:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=88&msg=1190177806&rn=13


Post: #1
Title: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدلا ن
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-11-2007, 08:53 AM
Parent: #0

عنف البادية
وقائع الأيام الاخيرة فى حياة
عبد الخالق محجوب
السكرتير السياسى السابق للحزب الشيوعى السودانى
كتاب للكتور حسن الجزولى
قدم له الدكتور محمد سعيد القدال
الإشراف العام الياس فتح الرحمن
الناشر : منشورات مدارك 2006 عدد الصفحات (349)
وهو عبارة عن توثيق ميدانى وتتبع لخيوط وقائع الايام
الاخيرة من حياة عبدالخالق محجوب مصحوب بالعديد من
الحوارت المباشر وخرى عبر وسائل الاتصال الاخرى مع من عايشوا
تلك الايام العصيبة وهو بالمقابل محاولة جادة لفك جانب شفرات
غموض 19 يوليو 1971م وفيه للخاتم عدلان حضور المتكلم والمحلل.


ما المنفى ..
وما هو الوطن
مقلات مختارة
للخاتم عدلان
كتاب لمركز الخاتم عدلان للاستنارة
قدم له الكتور الباقر العفيفى
الاشراف العام الياس فتح الرحمن
الناشر : منشورات مدارك ومركز الخاتم عدلان للاستنارة
صدر في 2006 عدد الصفحات (392)
وهو جمع لجانب من مقالات وكتابات وحوارات الخاتم عدلان
الرئيس السابق اللجنة التفيذية لحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)
أود التوقف هنا مع الكتابين والعملاقين عبدالخالق محجوب والخاتم عدلان
وهل هى مصادفة سريالية صوفية أن تكون مقالات الخاتم الأخير دفاعا
عن عبدالخالق محجوب أى كان يستشرف نه ذاهب حيث عبدالخالق . ولناعودة

Post: #2
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-11-2007, 07:45 PM
Parent: #1

عنف البادية
الاسم من تعليق لعبدالخالق محجوب
على قرارحل الحزب الشيوعى ......
وفى سرد ومتابعة وتحقيقات المؤلف لاحداث
الايام الاخيرة لعبد الخالق محجوب وهوربه
من المعتقل قبل 19 يلوليو 1971 وعودته
للاختفاء داخل القصر وضياع بوصلة الاتصال
والانتقال بل والتأمين بعد عودة نميرى والقبض
على بعد الخالق مرة أخرى ومحاكمته واعدامه
تحس انك أمام عرض سنمائى صوره المتلاحقة
تفوق سرعة الضوء.

وبالمقابل كتاب : ما المنفى وماهو الوطن
الاسم من مقال للخاتم عدلان
عن الفيسوف العربى المعرف ابن رشد ذلك الفيلسوف
الذى شهد بام عينه مسرح كتبه وهى تحرق
وبين المقالات المختارة فى هذا الكتاب واختيار الخاتم
لمواقفه الفكرية والسياسة وصراعاته داخل
الحزب الشيوعى قبل وبعد الخروج منه تجد نفسك
أمام درامة مسرحية فيها التراجيديا وفيها المأساة
والحوار فى حالة بحث عن حقيقة لم يرى وجهها أحد وذلك
شأن المسرح.


ولنا عودة

Post: #3
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-11-2007, 10:11 PM
Parent: #2

إستهل دكتور حسن الجزولى
كتابه عنف البادية

بقول الحلاج :
يامن به علقت روحى فقد تلفت
وجدا فصر رهينا تحت أهوائى
أبكى على شجنى من فرقتى وطنى
طوعا ويسعدنى بالنوح أعدائى
يا ويح روحى من روحى فوا أسفى
على منى فانى أصل بلوائى
قل لى فديتك يا سمعى ويا بصرى
لم ذا اللجاجة فى بعدى وإقصائى

واستهل دكتور الباقر العفيف
تقديمة لكتاب ما المنفى وما هو الوطن
بكلام الشاعر الذى قتل برسالة يحملها هو لقاتله أى
طرفه بن العبد وقوله:
فان مت فانعينى بما أنا أهله
وشقى على الجيب يابنة معبد
ولا تجعلينى كامرىء ليس همه كهمى
و لا يغنى غنائى ومشهدى
فلو كنت وغلا فى الرجال لضرنى
عداوة أولى الأصحاب والمتوحد
ولكن نفى عنى الرجال جراءتى
عليهم والقتام وصدقى ومحملى


هل هى صدفة أم مصادفة أن يختار الاول سنما الحلاج
ويختار الثانى مسرح طرفة بن العبد
وهناك الصورة وهنا التصور - لنقف ونتأمل

ولنا عودة

Post: #4
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-12-2007, 11:12 AM
Parent: #3






Post: #5
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: معاوية الطيب
Date: 05-12-2007, 11:41 AM
Parent: #1

Quote: الإشراف العام الياس فتح الرحمن
الناشر : منشورات مدارك



Quote: الاشراف العام الياس فتح الرحمن
الناشر : منشورات مدارك
ومركز الخاتم عدلان للاستنارة



الاخ / الامير

لا تجتهد ولا تتجاهد كتيرا
فقط ما تحتة خط ..... !!!!!!

Post: #6
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-12-2007, 11:59 AM
Parent: #5

معاوية الطيب
شكرا على المرور الغامض او المغمض

Post: #7
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-12-2007, 06:27 PM
Parent: #6

... يمضى دكتور حسن الجزولى فى كتابه عنف البادية سرده لوداع عبدالخالق محمجوب
لصديقة الصحفى المصرى احمد حمروش فى العشرين من يلوليو1971 بمطار
الخرطوم ص (139) فيقول:أمر اللازم خالد الكد بفتح قاعة كبار الزور ومضى
يسلم على عبدالخالق ومضيفه وماكاد عبدالخالق يعرف الرجلين
ببعضهما البعض حتى تذكر خالد ذلك المقال فانفجر كالاعصار فى وجه
حمروش لكن عبدالخالق زجره فتراجع حبا واحتراما له . بقى عبدالخالق
مع حمروش حتى موعد اقلاع الطائرة وكان آخر من ودعه قبل أن يقفل راجعا
وفى معيته الملازم خالد إلى حيث أوقف عربته . فى الطريق انتهز خالد الفرصة
وسأل عبدالخالق عن رأيه فى الانقلاب وتقيمه له ففوجىء به يرد على الفور قائلا
(جنازة بحر! ولو تمكنتم من المحافظة عليه اسبوعا او اسبوعين فقد نستطيع أن
نساعدكم كما وصفه بانه رمة و.. ورطة أدخلنا فيها العسكر)
وربما ان خالدا قد بوغت بذلك التقييم فانه لم يعد يذكر مما دار بينهما بعد ذلك
سوى انه ذكر عرضا لعبدالخالق أن الخاتم عدلان الطالب الشيوعى المعروف آنذاك بجامعة
الخرطوم والذى كان قد غادر سجن كوبر ضمن المعتقلين الشيوعيين والديمقراطيين الذين
اطلق صراحهم صبيحة اليوم السابق موجود معه فى برج المراقبة ! وفوجىء خالد بعبد الخالق
يتوقف عن السير ويحدق فيه بعينين مكدودتين ثم يقول له بصرامة تشوبها مسحة من غضب :
( ابلغه بأن يسرع لمغادرة المكان فورا ولايعود إلى هنا مرة أخرى)


وفى موقع آخر من الكتاب ص 172 يستشهد الكاتب بشهادة الخاتم عدلان عبر موقع سودانيز اونلاين
حول ان كانت هناك مؤامرة دبرت من داخل الحزب الشيوعى لنحر عبدالخالق محجوب بقوله:
يفند الخاتم عدلان الكادر الشيوعى السابق الذى غادر صفوف الحزب الشيوعى فى منتصف تسعينات
القرن الماضى الأقاويل التى تروج لاحقا لمؤامرة ما دبرت بليل لنحر عبدالخالق بغرض التخلص منه
كسكرتير سياسى للجنة المركزية للحزب ! ولان إفادة الخاتم صدرت بعد مفاصلته مع الحزب فانها تكتسى
فى رأينا أهمية خاصة ولذلك نجتزىء منها الفقرة المطولة الآتية: (كان من المفروض بمجرد ظهور ارهاصات
الهزيمة أن يأتى جهاز الحزب السرى ويؤمن عبدالخالق ويضعه بعيدا عن المخاطر وهو مالم يحدث بالطبع..
ليس لأن هناك مؤامرة دبرت فى تلك اللحظات الحالكة للتضحية بعبد الخالق فالحزب لم يكن قادرا وقتها
حتى على التآمر أقول هذا فقط لا استخدم الظروف السائدة وقتها فى البرهان على مقولتى وليس لأن هناك
من كان يفكر فى تلك المؤامرة ولم يستطع تنفيذها . أى انه حتى إذا كان هناك من يريد التضحية بعبد الخالق
لأى سبب خاص به فانه لم يكن يملك أن يجتمع بالجهاز السرى فى تلك اللحظات ليبلغه بمثل هذا القرار ! المسألة
اذا لا تتعلق بقرار حزبى أو تآمر فردى أو جماعى على حياة عبدالخالق . ولكنها ببساطة إنهيار الأجهزة الحزبية
فى تلك اللحظات بما فيها الجهاز السرى المسؤل عن تأمين القيادة . ونسبة لانى على معرفة ما بهذا الجهاز فأرجو
أن أقول كلمات قليلة تكفى للبرهان على ما أقول دون أن تضير أحدا من قريب أو بعيد . النقطة الأولى هى أن هذا
الجهاز مثله مثل بقية الأجهزة ليس بالكامل الذى يظنه فيه البعض سواء من قبيل الجهل بالشىء أو حسن النية فى الحزب
وتحديدا الأستاتذة محمد أبراهيم نقد والتجانى الطيب بابكر والجزولى سعيد وسليمان حامد إختفى كل منهم بطرقته الخاصة
واجتمعوا فيما بعد من فرط ضيق الامكانات فى غرفة واحدة أقاموا فيها عدة أشهر فى منزل (سرى) وفى وضع بالغ الهشاشة
كان يرشحهم فرادى ومجتمعين للوقوع فى يد السلطة وربما الانتهاء إلى نفس المصير الذى انتهى اليه عبد الخالق محجوب
وهذه مسائل تاريخية فوق الكيد والمكائد فقد لعب هؤلاء الرجال فى تلك اللحظات أدورا بطولية بالفعل . ويجب ألا تدفع
الخلافات معهم أى إلى التخلى عن المصداقية فى وصف حالهم وادوارهم لأن من يفعل ذلك يكون هو الخاسر وليس هم.




ولناعودة



Post: #8
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-12-2007, 07:20 PM
Parent: #7

فى كتاب ما المنفى وماهو الوطن
يقول الخاتم عدلان فى الجزء الاخير من مقال مطول ص 92
عن اهم عوامل فى تشرزم اليسار :
(وصلت فعلا إلى أن نقد السياسة السودانية بصورة لا رحمة فيها
للاحزاب والقوى السياسية وفيها الرحمة كلها للشعب ومستقبله
هو المهمة الأساسية للمثقفين فى الوقت الحالى وهذ مهمة يصعب
تماما ممارستها من مواقع سياسية لان ذلك سيكون بمثابة الدخول
فى الجب بدلا من مساعدة الآخرين على الخروج منه . إنما يمكن ممارستها
من مواقع فكرية لا مكان فيها لا اعتبارات الصداقة والعداء ولا سعى فيها
لإرضاء فلان على حساب ولا هيبة فيها من إغضاب علان. هذه مهمة فكرية كما قلت
وهى مهمة بالغة الصعوبة ولكنها كثيرة الخير. وهى تستجيب لواقع هام فى السياسة
السودانية علاوة على مهمة ما آلت إليه من فساد وهو تهيؤ جيل جديد لتسلم مقاليد
القيادة لأن الطبيعة كفيلة بتحقيق ماعجزت عنه الديمقراطية فى تجديد قيادات هذه
الاحزاب التى نتمنى لها طول العمر على كل حال . هذه المهمة الفكرية ظل يقوم بها
كثيرون منذ زمن طويل وكان إختيارهم صائبا وصحيحا ويستشرف المرء بالانضام إليهم
أقول إن مآلات القوى الجديدة إذا كانت حريصة على رسالتها هى أن تتوحد وليس أن
تعود إلى أحزابها القديمة التى صارت مغارات ينعق قيها البوم . ولكنها لتتوحد
يجب ان تعيد صهر معادنها وتقبل الديمقراطية وليس التآمر والحيل الصغيرة كأداة
أساسية تحكم علاقاتها هذا ما بدأت به وهو خير ختام.)


هل بهذا يكون الخاتم قد ايقن تماما أن أهمية دوره كمثقف ومفكر قد أنا أوانها
وان المسرح النقدى خارج التحزب هو الوعاء الاشمل له ولافكاره والاكثر فائدة؟

Post: #9
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بهاء بكري
Date: 05-12-2007, 07:29 PM
Parent: #1

Quote: الأسئلة التي طرحها الأخ الأستاذ عثمان محمد صالح، أسئلة مشروعة ومنتجة. فهي محاولة لاستبانة الحقيقة في مصير رجل ذي قامة ضخمة في السياسة السودانية وتحديد المسئولية في إعتقاله، وهو على رأس حزب تبنى أسلوب العمل السري، ليواجه أساسا مثل هذه الظروف الحاسمة. وفي طرح مثل هذه القضية الهامة، أعتقد أن من المهم توفر جو من الهدوء والرصانة يمكن من الوصول إلى الحقيقة، ولا يحوّلها إلى زاد جديد للإتهامات غير المؤسسة أو الصرخات الغاضبة التي لا تقدم ولا تؤخر.
وربما كان عنوان الأستاذ عثمان قد لعب دورا في استثارة أنواع معينة من ردود الأفعال.كما أن بعض الاسئلة التي طرحهاربما توحي بأن الحزب الشيوعي نفسه، قاصدا أو غير قاصد، وبصورة مباشرة أو غير مباشرة، وعن طريق الفعل أو الترك، قد قدم عبد الخالق قربانا فدى به نفسه أو أعضاءه أو قياداته الأخرى، وقدمه لقمة لإرواء نزعات النميري المتعطشة للدماء. وهو أمر بعيد عن الحقيقة بعد السماء عن الأرض. وثمة حقائق اساسية ينبغي وضعها في الإعتبار عندما نقيم تلك الأيام الدامية ومآلاتها الفادحة. ولأ أدعي هنا أي نوع من الشمول، ولكني أكتفي بما يلي:
* حركة 19 يوليو لم تكن تملك أي سيناريو للتراجع، او ما يسمى باستراتجية الخروج [Exit Strategy] وهذا واضح تماما في مصائر كل قادتها، عسكريين أو مدنيين. وربما كان الشخص الوحيد المستعد لكل الإحتمالات هو عثمان حاج حسين ابو شيبة، ربما لموقعه داخل القصر الجمهوري ولموقعه الحاسم في الحركة نفسها.
* الطبيعة الحاسمة للهجوم المضاد، و الضعف البنيوي للإنقلابيين، والأخطاء العسكرية، والتدخل الأجنبي، اصاب الأجهزة الغضة بشلل شبه كامل، كما أصاب الحزب الشيوعي نفسه، بإضطراب عظيم شل مقدراته. وفي الحقيقة فإن المدنيين لم توكل لهم أية أدوار في حماية الإنقلاب، أبعد من التظاهر وأداء الأدوار العادية في التبعئة غير العسكرية للجماهير، مما جعلهم يشعرون بالعجز و الشلل، ولا يعرفون بالضبط ماهي القوة التي يواجهونها وكيف يواجهونها.
* شخصيا كنت بالمناقل عندما وقع الإنقلاب، وبعد أن أكتشفت أن كل قيادة الحزب هناك أعتقلت، خرجت من المدينة ليلا، وحافظت على سلامتي الشخصية لأكثر من شهر، كانت هي الفرق بين الموت والحياة. الصورة التي كانت في ذهني في تلك اللحظات هي صورة الشيوعيين الأندونيسيين الذين قتل منهم أكثر من مليون ونصف المليون في إنقلاب سوهارتو في الستينات. وعندما تجمعنا في كوبر وجعلنا نحكي قصصنا وجدت أن أغلب الناس اختفوا بطرائقهم الخاصة وبمبادرتهم الخاصة مستفيدين من أسرهم وعلاقاتهم الإجتماعية وبراعاتهم في التخفي، مثل الاستاذ إبراهيم جاد الله، الذي أضحك الناس كثيرابقصة هروبه في تلك الايام الماساوية.
* كل هذا ربما لا تكون له علاقة مباشرة بنوع التعامل الذي كان من المفروض أن يلقاه عبد الخالق محجوب، سكرتير الحزب، ووجهه، والمرشح للموت عند القبض عليه بصورة لا يرقى إليها الشك مطلقا.كان من المفروض بمجرد ظهور إرهاصات الهزيمة أن يأتي جهاز الحزب السري ويؤمن عبد الخالق ويضعه بعيدا عن المخاطر، وهو ما لم يحدث بالطبع. وهذا لم يحدث ليس لأن هناك مؤامرة دبرت في تلك اللحظات الحالكة للتضحية بعبد الخالق، فالحزب لم يكن قادرا وقتها حتى على التآمر. أقول هذا فقط لاستخدام الظروف السائدة وقتها في البرهان على مقولتي، وليس لأن هناك من كان يفكر في تلك المؤامرة ولم يستطع تنفيذها. اي أنه حتى إذا كان هناك من يريد التضحية بعبد الخالق، لأي سبب خاص به، فإنه لم يكن يملك أن يجتمع بالجهاز السري في تلك اللحظات ليبلغه بمثل هذا القرار!
* المسألة إذن لا تتعلق بقرار حزبي أو تآمر فردي أو جماعي على حياة عبد الخالق. ولكنها ببساطة إنهيار الأجهزة الحزبية في تلك اللحظات بما فيها الجهاز السري المسؤول عن تأمين القيادة. ونسبة لأني على معرفة ما بهذا الجهاز، فأرجو أن أقول كلمات قليلة، تكفي للبرهان على ما أقول دون أن تضير أحدا من قريب أو بعيد. والنقطة الأولى هي أن هذا الجهاز، مثله مثل بقية الأجهزة، ليس بالكمال الذي يظنه فيه البعض، سواء من قبيل الجهل بالشيء أو حسن النية في الحزب. وأعلم تماما أن قادة الحزب الآخرين، وتحديدا الأساتذة محمد إبراهيم نقد والتجاني الطيب باكر والجزولي سعيد وسليمان حامد، أختفى كل منهم بطريقته الخاصة، واجتمعوا فيما بعد، من فرط ضيق الإمكانيات في غرفة واحدة، أقاموا فيها عدة أشهر، في منزل لا يمكن أن يقال عنه بأية حالة من الأحوال أنه منزل "سري" وفي وضع بالغ الهشاشة كان يرشحهم فرادى ومجتمعين للوقوع في يد السلطة وربما الإنتهاء إلى نفس المصير الذي إنتهى إليه عبد الخالق محجوب. وهذه مسأئل تاريخية فوق الخلافات وفوق الكيد أو المكائد، فقد لعب هؤلاء الرجال في تلك اللحظات أدورا بطولية بالفعل. ويجب الأ تدفع الخلافات اللاحقة معهم اي شخص إلى التخلي عن المصداقية في وصف حالهم وأدوارهم، لأن من يفعل ذلك يكون هو الخاسر، وليس هم.
* لم تكن هناك مؤامرة في وقوع عبد الخالق محجوب في يد السلطة، ولكن كان هناك تقصير وضعف شديد في أجهزة الحزب، وغفلة كبيرة وسذاجة كاملة في التعامل مع الوضع كله، بحيث لم تكن هناك أية استرايتجية للتراجع، إن كان ثمة إمكانية لمثل هذا التراجع. ما أقصده أن مثل تلك الإستراتيجية في حدها الأدنى لم يفكر فيها أحد. ثم هناك الجبن الفردي الذي لعب دورا كبيرا في مصير عبد الخالق.
* نعم هناك شيوعيون أغلقوا أبواب منازلهم في وجه عبد الخالق. هذا ما قاله هو نفسه لطه الكد عندما التقاه بعد التاسعة مساء في تلك الليلة الحالكة. وهذا هو ما جعله يلجألرابطة الدم بعد أن لم تسعفه رابطة الإنتماء الحزبي عند بعض الرفاق، الذين قال عنهم، إنهم كانوا يستجدونه إستجداء لزيارتهم في منازلهم في ليال غير تلك الليلاء. ولم يكن عبد الخالق ليذهب إلى طه، ثم يبقى ثلاثة ايام في منزل قريبه ذي المنصب الحكومي الكبير، وبعلم ذلك المسؤول، لولا أن تلك الابواب قد اغلقت في وجهه. وعلى كل حال أعتقد أن عبد الخالق كتب ذلك في وصيته التي سلمها طه الكد، بعد إجراءات تأمينية مرهقة، إلى سكرتير الحزب الحالي، الاستاذ محمد إبراهيم نقد. وقد طالبت في موضع آخر من هذا البورد بكشف هذه الوصية بعد ثلاثة وثلاثين عاما من كتابتها، وهي وصية واجبة النفاذ وواجبة الكشف للحزب، أولا، ثم للشعب كله، ولكن، وحكما بما حدث حتى الآن، فإن هذا لن يحدث لأن الاستاذ نقد لا يواجه بأي ضغط من داخل حزبه، مهما كانت درجته.
* بعد مكثه ثلاثة ايام في ذلك المنزل، وكتابته وصيته المجهولة حتى الآن،استطاع بعض الشيوعيين هناك، وكان قد أتصل بهم في اليوم التالي، أن يجدوا له منزلا. وقد كتب أحدهما إلى الآخر ورقة قال فيها: ( وجدنا مكانا آمنا للرجل). عثر رجال الأمن على هذه الورقة لأنهم قاموا بتفتيش المنزل في ذلك اليوم، وقبض على عبد الخالق بعد إنتقاله إلى ذلك المنزل مباشرة. هذا أقرب ما أعرفه من معلومات. ولا أستطيع، وهذه مسائل ثقيلة على الضمير، أن أفتى بما هو أكثر من ذلك.
* كان عبد الخالق يحمل مسدسا معه، وقال إنه سيستخدمه إذا دوهم المنزل، كما قال إنه لا يريد الإختفاء إلى الأبد، بل سيكتب بعض الاشياء الاساسية ويسلم نفسه بعد ذلك، لأن هذا ( المجرم ) ويعني النميري لن يتوقف عن سفك الدماء ومطاردة الشيوعيين إذا لم يجده. أقنعه طه بإبعاد المسدس، لأنه لن يغير في الأمر شيئا،والناس الذين ياتون لاعتقاله، إذا جاءوا، لن يكونوا سوى جنود، وقد سلمه عبد الخالق المسدس الذي كان يحمله.
* ويمكن القول هنا أن عبد الخالق كانت تشغله في تلك اللحظات، ضمن مشاغله الأخرى، الطريقة التي يفدي بها حزبه ورفاقه، حتى إذا أقتضى الأمر تسليم نفسه لموت محقق. ويمكن أن يقال بمعنى ما أنه كان يفكر في تقديم نفسه قربانا لحزبه، ولكنه لن يكف عن أن يكون شهيدا لهذا السبب. وفي الحقيقة فإن جميع الشهداء، بالمعنى الواسع للكلمة، هم بطريقة ما وبمعنى من المعاني قرابين.
* منذ تلك اللحظة وحتى الآن، كان من المفروض أن يكون الحزب الشيوعي قد أجرى تحقيقا شاملا حول إعتقال عبد الخالق محجوب، بكل الحيثيات التي يمكن الحصول عليها، وأن يكون قد نشر ذلك على عضويته أولا، ثم على الناس جميعا، منذ العام 1978، عندما حدث إرتخاء نسبي في موقف النظام المايوي، إن لم يكن أبكر من ذلك. ولكن هذا أيضا لم يحدث حتى الآن.
* الحريصون على التاريخ، والحريصون على عبد الخالق، والحريصون على الحقيقة، يجب أن يطالبوا بأن يفرج الحزب الشيوعي عما يعرف في هذاالصدد. وكماذكرت سابقا فإننا صمتنا حينها على تقييم 19 يوليو، وعلى كل ما حدث أثناءها، بما في ذلك مصير عبد الخالق ، وقادة الحزب الآخرين، لأن العبارة التي كانت تقال دائما أن التقييم تجري صياغته، وأن الحصول على إجابات والناس في السجون أمر صعب. وعندما شرعنا نحن في نادي الرفاق، الذي أقمناه داخل كوبر في تقييم 19 يوليو منعنا من ذلك منعا باتا وصارما. ولكن المثير للحزن أنه بعد أن صدر التقييم بعد 26 عاما كان مثالا على المراوغة والإستهبال والإستهانة بالعقول والقصور عن تحمل المسؤلية والهزء بالتاريخ. كما أن التقرير لم يحمل أية إضاءة عن مصائر الشهداء. بل إن التقرير كان قريبا من الفضيحة التنظيمية عندما قالت السكرتارية المركزية التي أصدرته أنه تأخر إنتظارا لتقرير اللجنة العسكرية، وأن هذه اللجنة لم تحضر تقريرها بعد 26 سنة، مما أضطرهم لإصداره دون مساهمتهأ.
* في بوست عثمان عبارات يمكن أن يستنتج منها أن المأثرة التي حققها عبد الخالق، في موته، كانت هي أيضا أسطورة من الاساطير وهذا غير صحيح. فقد كان عبد الخالق بطلا حقيقيا في موته. وليس ضروريا أن تشاركه فكره، أو تكون منافسا على تراثه، لتشهد له بتلك المأثرة. وإذا قدر للمرء أن يموت دفاعا عن موقف فكري أوإنتماء سياسي، فإنه يتمنى أن يموت كما مات عبد الخالق، وكما مات محمود محمد طه، فهذا إرث عظيم للسودانيين جميعا، إن لم يكن للإنسانية جمعاء. أما الخلافات الفكرية اللاحقة فتلك لا يمكن حشرها حشرا في موقف تاريخي سابق عليها.
وشكرا لعثمان على إثارة هذا الموضوع الهام.
خاتم


اها يابدر لقيتني كيف ....... دي شهادة الخاتم التي كتبها في بوست للاخ عثمان محمد صالح بالموقع هنا

Post: #10
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-12-2007, 08:29 PM
Parent: #9

شكرا بهاء بكرى على هذا المدد
وكم هى حسرة اننى لم اكن موجودا
هنا فى هذا الفضاء حين كان الخاتم
يثرى ويأسر ويفتح مدارك لأوان التغير
المعرفي ..ففى حضرة الخاتم يكون ضوء
المعرفة ساقطاعلى بؤر الظلام فى عقولنا

Post: #11
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: MAHJOOP ALI
Date: 05-12-2007, 10:22 PM
Parent: #10

الامير
مشكور على الافادة اولا
وثانيا كيف الحصول على هذه الكتب؟

ولك الود

Post: #12
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: Abdel Aati
Date: 05-12-2007, 11:37 PM
Parent: #11

الاخ بدر الدين الأمير

اسمح لي بانزال هذا المقال - دفاعا عن الخاتم وواشياء اخرى- والذي لم يكن حسن الجزولي دقيقا في ايراد شهاداته بكتابه
- على الاقل الفصل الذي اطلعت عليه الكترونيا -

Quote:

وصية عبد الخالق محجوب المخفية ومسؤولية المؤرخ
(حوار مع الدكتور حسن الجزولي)

مقدمة:

مما لا شك فيه ان قضية الاوراق الاخيرة التي كتبها الشهيد عبد الخالق محجوب في مكان اختباءه في ابي روف في يوليو 1971؛ في الفترة ما بين 22 يوليو ؛ اي بعد انهزام انقلاب هاشم العطا؛ و27 يوليو؛ وهو يوم اعتقال عبد الخالق؛ وهي التي عرفت بوصية عبد الخالق محجوب السياسية الاخيرة؛ تكتسب اهمية تاريخية خطيرة؛ كونها تتعرض اساسا لدور الوثائق التاريخية في الحياة العامة؛ وللنزاهة السياسية والشرف الانساني؛ المتعلق بمن تصل هذه الوثائق في يدهم؛ وكونها تتعلق بفترة واحداث لا تزال تجرجر بذيولها في حياتنا الاجتماعية والسياسية والفكرية.
وقد سبق لي ان تداخلت في الامر؛ عبر الرسالة المفتوحة الي وجهتها لمحمد ابراهيم نقد عن المسالة؛ عقب خروجه للعلن؛ والموسومة : رسالة الي محمد ابراهيم نقد بعد خروجه للعلن: أما آن لك ان تطلق سراح وصية عبد الخالق محجوب الاخيرة ؟؛ والتي كتبتها ونشرتها في 12 ابريل السابق؛ والتي لم تجد لها ردا حتي اليوم؛ ولا اعتقد انها يمكن ان تجد ردا غير القدح والذم في مجرد فكرة السؤال؛ من طرف الموجهة اليه؛ ومن طرف بعض اتباعه؛ ممن يجعلوا من البشر اصناما يعبدونها؛ في طوطمية جديدة؛ وفي ذهول عن الواقع الدامغ وعن الوثائق والشهادات المتواترة وعن حقائق التاريخ المرة
في هذا الاطار فقد اتيح لي ان اقرأ اخيرا اشارة الي هذه القضية؛ في الفصل المعنونفي علايل ابروف) ؛ وهو فصل من كتاب تحت الطبع للاستاذ حسن الجزولي عن الشهيد عبد الخالق محجوب؛ تم فيه تناول القضية؛ وسردت فيه لاول مرة شهادة محمد ابراهيم نقد عن الامر؛ والذي وصف وجود تلك الاوراق والوصية بالاسطورة؛ الامر الذي يوجب علينا – احتراما للحقيقة وتوثيقا للتاريخ وتقديرا لسيرة عبد الخالق – ان نناقش الامر مرة اخري؛ في حوار مع الاستاذ حسن ومنهجه؛ عسي ان نزيل بعض الغبار؛ عن هذه القضية الشائكة والخطيرة.

توثيق الدكتور حسن الجزولي:

يقول د. حسن الجزولي في الفصل المشار اليه آنفا:
"وبهذا الصدد فإن ثمة حديثاً ظل متداولاً فى أروقة الحزب بصورة غير رسمية عما يسمى (بوصية عبد الخالق)، وفحواه أن عبد الخالق كتب بعض الملاحظات فى كراسة قام طه الكد، فى وقت لاحق، بتسليمها لمحمد ابراهيم نقد الذى انتخب سكرتيراً عاماً بعد إعدام عبد الخالق، وذلك حين التقاه طه فى مخبئه لأجل هذا الغرض. غير أنه لم يصدر عن قيادة الحزب ما يشير لهذه الكراسة. بل لقد أبدى كل من استفسرته عنها من القياديين دهشته نافياً نفياً قاطعاً معرفته أو حتى سماعه بها! فقد أشار التجانى الطيب إلى أنه لا علم له "بأية وصية مكتوبة من عبد الخالق سلمت بصورة أو بأخرى لمركز الحزب" 148. كما نفى يوسف حسين، عضو السكرتارية المركزية، علمه بأية وصية من عبد الخالق، سواء كانت كتابة أو شفاهة 149.
على أن للخاتم عدلان، أيضاً، إفادة مغايرة يؤكد من خلالها أن عبد الخالق سلم أوراقاً لطه طالباً منه ألا يقرأها "وعندما سألته بعد ذلك بسنوات: هل قرأتها ياطه؟ قال لى: أنا أبوك يا حسين! أنا أحنث بالقسم؟! أنا أخون الأمانة"؟! 150 ويضيف الخاتم أن طه قام بالفعل، بعد فترة من الأحداث، بتسليم تلك الأوراق إلى نقد وهو مختفى، و".. سألته شخصياً عنها فأكد لى أنها موجودة معه"! 151
لكن محمد ابراهيم نقد، السكرتير العام للحزب، ينفى "قصة الوصية" جملة وتفصيلاً، بل ويؤكد أنها "محض أسطورة .. عبد الخالق لم يكتب شيئاً ولم يكلف طه بحمل أية رسالة إلى قيادة الحزب، كتابةً أو شفاهة، وربما اختلط الأمر لدى البعض، فطه قد سلمنا بالفعل كراسة .. ولكنها الكراسة التى تحتوى على إفادته هو نفسه، أى طه، عن الأيام التى لازم خلالها عبد الخالق بأب روف"! 152
ومن جانبه يفيد كمال الجزولى الذى ربطت بينه وبين طه علاقة صداقة خلال السنوات التى أعقبت عودة كمال من الاتحاد السوفيتى فى أغسطس عام 1973 وحتى وفاة طه فى ديسمبر عام 1977م، قائلاً: "لا أستطيع بالطبع أن أنفى أو أؤكد فأنا لم أكن حاضراً تلك الأحداث. لكن طه حدثنى كثيراً، وفى مناسبات مختلفة، عن وقائع تلك الأيام. وأذكر أن أطول تلك الأحاديث، وأكثرها استفاضة وتفصيلاً، كانت بعد يومين تقريباً من هزيمة حركة الثانى من يوليو عام 1976م بقيادة محمد نور سعد. وكنا عدنا سوياً، فى الظهيرة، إلى أم درمان بعد أن قضينا بعض الوقت مع بعض الأصدقاء فى زيارة اجتماعية إلى منزل الكاتبة خديجة صفوت بمنطقة العمارات بالخرطوم، فعرج معى إلى منزلنا بحى بانت جنوب أم درمان، حيث تناولنا الغداء، وأمضينا الساعات التالية، حتى أول المساء، وهو يحدثنى عن أدق تفاصيل تلك الفترة التى كان خلالها لصيقاً بعبد الخالق بأب روف. وأخبرنى فى النهاية بأنه قد ضمن كل ذلك فى (كراسة) سلمها للحزب فى وقت لاحق. لكنه، على كثرة التفاصيل والاستطرادات التى أوردها فى حديثه، والزمن الطويل نسبياً الذى استغرقته مؤانستنا، لم يذكر لى أى شئ عن (كراسة) أو وصية أو رسالة أو مذكرة طلب إليه عبد الخالق تسليمها للحزب"153.
أما سعاد ابراهيم احمد، عضو اللجنة المركزية، فتقول إنها لم تطلع على وصية من عبد الخالق، وإن أحداً لم يثر أمرها معها وسط الضغوط والمهام التى كانت تواجه الكادر القيادى فى تلك الفترة! إلا أنها تشير إلى أن عبد الخالق ".. ربما يكون قد رتب بعض الأمور التنظيمية ومن بينها مسألة القيادة ، فقد كان يكن احتراماً عميقاً وثقةً فى شخصية قاسم أمين، ومن الممكن أن يكون قد أشار إلى ذلك فى تلك الرسالة"! 154
ومع أن سعاد لم تؤكد أو تنف وجود تلك الوصية، إلا أن إفادتها تضمنت (إيحاءً) فى غاية الخطورة ، ومن شأنه أن يثير جدلاً واسعاً وأسئلة مقلقة. فهل الحزب قائم، من حيث بنيته الفكرية والتنظيمية، على المؤسسية أم على شئ آخر؟! وهل يعقل أن عبد الخالق الذى وهب عمره لقضية التغيير الاجتماعى التى تعتبر فى مضمونها من أوثق القضايا بمفاهيم الحداثة، يمكن أن يكون قد (أوصى) بأن تؤول القيادة من بعده لشخص محدد؟!
وفى شأن "الوصية"، تؤكد فائزة أبو بكر عضو فرع الحزب بأبروف ضمن إفادتها للكاتب بأن عبد الخالق وقبل انتقاله لمنزل الثالث والأخير الذي تم اْعتقاله منه قد أودع لديها (قصاصات) صغيرة الحجم تشير فائزة إلى أنها ربما تكون ملاحظات مهمة حرص على تسجيلها في فترة اختفائه بأبروف، ثم تضيف: "للأمانة لم أطلع عليها، وبعد فترة من تلك الأحداث قمت بتسليمها للمرحوم طه الكد"!
بهذه الإفادة لفائزة فإن قصة (وصية عبد الخالق) تزداد غموضاً ضمن مجمل أحداث تلك الفترة على ماهى عليه من تعقيد وإرباك! فبينما يشير الخاتم عدلان إلى أن طه قد أكد له أن عبد الخالق سلمه كراسةً طالباً منه أن لا يطلع عليها، وأنه سلمها نقد فيما بعد حسب رغبة عبد الخالق ، فهاهي فائزة تشير إلى أن (قصاصات ) أخرى كانت بحوزة عبد الخالق قامت هي فيما بعد بتسليمها طه الكد ! السؤال هو أن افترضنا صحة رواية طه للخاتم بأنه سلم كراسة اْستلمها ( يداً بيد) من عبد الخالق وأودعها نقد، فهل تكون تلك (القصاصات) التي سلمتها فائزة لطه فيما بعد ضمن تلك الكراسة؟! ولماذا لم يشر طه الكد إلى ذلك في حديثه للخاتم عدلان؟! وإن لم يكن الأمر كذلك، فما هو إذن مصير تلك القصاصات التي سلمتها فائزة إلى طه الكد، حسب إفادتها؟! "
(د. حسن الجزولي: فى علايل "اب روف"! فصل من كتاب توثيقى تحت الطبع بعنوان: "عنف البادية .. وقائع اللحظات الأخيرة فى حياة السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى"؛ نشر بموقع سودان للجميع الالكتروني)


حسن الجزولي وشهادة الخاتم عدلان:

اول ما يلفت نظرنا في كتابة د. حسن الجزولي؛ هو ما اتي به عن شهادة الاستاذ الراحل المقيم الخاتم عدلان؛ حول موضوع الوصية؛ وكونه أتى به مبتورا؛ علي اهمية تلك الشهادة؛ ولا اعلم الحكمة في ذلك؛ والدكتور حسن يؤلف كتابا؛ يطمح به الي التوثيق لتلك الايام؛ فاذا كان البتر مقنعا في مقال؛ فهل يكون مقنعا في كتاب؟
وهنا؛ لمصلحة التوثيق؛ نأتى بما كتبه الراحل المقيم الخاتم عن الامر؛ حيث كتب:
"هناك أوراق هي بمثابة الوصية السياسية، كتبها عبد الخالق في الأيام الثلاثة التي قضاها بأبي روف، وسلمها لطه الكد، إبن خالته، الذي آواه عندما أغلق البعص الباب في وجهه كما قال هو لطه.
طه لم يكن شيوعيا، كان إسلاميا في الحقيقة، ولكنه كان معاديا للإخوان المسلمين، وكان معاديا للشيوعية صديقا للشيوعيين. وكان شاعرا وكاتبا، وكان بطلا من شعر راسه إلى أخمص قدميه. قال لعبد الخالق عندما طرق الباب: هذا بيتك ياعبد الخالق: الله الله!! ولكنا يجب أن نبحث عن سلامتك، ودبر له بيتا آخر وقام على خدمته بنفسه، محترما في نفس الوقت حاجته للخلوة والتسجيل. وقد سلمه عبد الخالق الأوراق وطلب منه ألأ يقرأها. وعندما سألته بعد ذلك بسنوات: هل قرأتها يا طه؟ قال لي: أنا ابوك ياحسين، انا أحنث بالقسم،أنا أخون الأمانة؟
سلم طه هذه الأوراق، والتي لا بد أنها تتعلق بحركة يوليو، إلى الاستاذ محمد إبراهيم نقد، بعد ترتيبات معقدة وطويلة. ولا أعرف إن كان شخص آخر قد اطلع عليها أم لا. إنني أناشد الاستاذ نقد، وقد مر كل هذا الزمان، وهو المهتم هذا الإهتمام الكبير بالتوثيق، أن يفرج عن هذه الاوراق. وللحقيقة سألت الاستاذ نقد عنهاذات مساء، فقال أنها موجودة ولم يزد."
(الخاتم عدلان؛ مساهمة بمنبر الحوار بموقع سودانيز اونلاين.كوم؛ 28 فبراير 2004)

وكذلك اتي الخاتم عدلان بالشهادة التالية:
"وعلى كل حال أعتقد أن عبد الخالق كتب ذلك في وصيته التي سلمها طه الكد، بعد إجراءات تأمينية مرهقة، إلى سكرتير الحزب الحالي، الاستاذ محمد إبراهيم نقد. وقد طالبت في موضع آخر من هذا البورد بكشف هذه الوصية بعد ثلاثة وثلاثين عاما من كتابتها، وهي وصية واجبة النفاذ وواجبة الكشف للحزب، أولا، ثم للشعب كله، ولكن، وحكما بما حدث حتى الآن، فإن هذا لن يحدث لأن الاستاذ نقد لا يواجه بأي ضغط من داخل حزبه، مهما كانت درجته."
(الخاتم عدلان؛ مساهمة بمنبر الحوار بموقع سودانيز اونلاين.كوم؛ 18 مايو 2004)

هذه الشهادة مركزية؛ ولا يمكن ان يقوم عمل توثيقي ببترها واختزالها؛ وهي تتناقض تماما مع شهادة محمد ابراهيم نقد؛ وقد طرح الخاتم شهادته الاولي قبل اكثر من عام من وفاته؛ والثانية قبل حوالي العام من اليوم؛ ولم يجد الامر نفيا وقتها؛ فان يحاول البعض الان التشكيك في شهادة الرجل بعد وفاته؛ فهذا مما يدلل عليهم وعلي مصداقيتهم..
من جانبي اقول ان الخاتم عدلان الان هو في رحم الغيب؛ ولكن لو وضعت لي شهادة محمد ابراهيم نقد في كفة؛ وشهادة الخاتم عدلان في الكفة الاخري؛ لرجحت عندي شهادة الخاتم بلا منازع؛ فالخاتم معروف عنه الصدق والمبدئية؛ وقد دافع - بعد خروجه من الحزب الشيوعي وتخليه عن الماركسية - عن تراث عبد الخالق محجوب ومنهجه دفاعا مجيدا؛ بل ودافع عدة مرات عن القيادة الحالية للحزب الشيوعي بما فيها محمد ابراهيم نقد؛ عندما تعرضت لاتهامات بتامرها علي حياة عبد الخالق محجوب وقيادات اخري؛ دفاعا لم يقدر عليه احد من منتسبي الحزب الشيوعي.

ويكتب الدكتور حسن الجزولي ضمن اقواله عن هذه الشهادة وغيرها:
"فبينما يشير الخاتم عدلان إلى أن طه قد أكد له أن عبد الخالق سلمه كراسةً طالباً منه أن لا يطلع عليها، وأنه سلمها نقد فيما بعد حسب رغبة عبد الخالق ، فهاهي فائزة تشير إلى أن (قصاصات ) أخرى كانت بحوزة عبد الخالق قامت هي فيما بعد بتسليمها طه الكد ! السؤال هو أن افترضنا صحة رواية طه للخاتم بأنه سلم كراسة اْستلمها ( يداً بيد) من عبد الخالق وأودعها نقد، فهل تكون تلك (القصاصات) التي سلمتها فائزة لطه فيما بعد ضمن تلك الكراسة؟! ولماذا لم يشر طه الكد إلى ذلك في حديثه للخاتم عدلان؟! "
( حسن الجزولي – مرجع سابق)

من الواضح ان هذه الفقرة تحمل افتئاتا كبيرا علي علي الخاتم عدلان؛ ليس له من تبرير لمن اراد ان يكون مؤرخا؛ كالدكتور حسن الجزولي؛ ففي الفقرات اعلاه التي نقلناها عن الخاتم؛ والتي اعتمد دكتور حسن علي جزء منها؛ لم يستخدم الخاتم كلمة كراسة مطلقا؛ بل تحدث عن اوراق؛ فكيف تحولت الاوراق التي تحدث عنها الخاتم الي كراسة؛ يتم تكرار مفردتها ثلاثة مرات؛ مما ينفي امكانية السهو؛ وخصوصا ان الامر فيه مجادلات؛ اساسها هل الامر اوراق ام كراسة ام قصاصات.
لم يتحدث الخاتم عدلان مطلقا عن كراسة؛ ولذلك لا حق لأحد لينسب اليه اقوالا لم يأت بها؛ فرواية الكراسة هي رواية محمد ابراهيم نقد؛ وهذه الكراسة ان صدقت فهي لا تنفي وجود واقعة الاوراق او القصاصات التي لا اعتقد ان لها علاقة ب"كراسة" الكد؛ ولا اعتقد ان نسب كلمة الكراسة للخاتم خالية من الغرض؛ أنما اظن انها اتت لتبرير رواية نقد او اكسابها مصداقية؛ لا اعتقد انها تملكها.

حسن الجزولي وشهادة سعاد ابراهيم احمد:

اما في موضوع شهادة الدكتورة الجليلة والاستاذة الكبيرة سعاد ابراهيم احمد؛ فان دكتور حسن الجزولي يسقط من جديد شهادة مهمة جدا لها؛ قالتها قبل اكثر من 11 عاما؛ واشارت فيها الي امر هذه الوصية؛ وهذه هي الشهادة:

"استدعى عبدالخالق أحد أقاربه – طه الكد – الى مكان اختفائه وأملى عليه أشياء كثيرة منها مايخص الحزب ومنها ماهو شخصى وأصواه على أولاده . وبعد ذلك تم القبض عليه واعدامه . وقد اتصل طه الكد بالحزب وسلمه الأوراق التى تتضمن الأشياء التى أملاها عليه عبدالخالق "
(سعاد ابراهيم أحمد؛ مقابلة صحفية مع جريدة "ظلال" بتاريخ 23 ديسمبر 1993؛ نقلا عن موقع امدرمان.يو اس )

هذه الشهادة حاسمة تماما؛ ولا اعلم ما الحكمة في اسقاطها؛ فهل لم يطلع عليها الدكتور المؤرخ؛ وهي متوفرة بالموقع الاساسي الذي يعني بالتوثيق لسيرة عبد الخالق محجوب؛ اعني موقع امدرمان برعاية د. عبد الماجد بوب؛ وقد تم الاستشهاد بها في السجالات التي تمت حول موضوع "الوصية"؛ ام هل اسقطت لانها تقول العكس تماما من رواية محمد ابراهيم؛ نقد؛ وتوضح ان الوصية قد سلمت الي الحزب؛ وهي تؤكد رواية الخاتم عدلان؛ وكذلك تتحدث عن "اوراق" وليس عن كراسة ما؛ وقد سجلت قبل 11 عاما ونصف؛ مما يوضح ان المعلومة ليست سرا؛ وانها معروفة لبعض الكادر القيادي للحزب الشيوعي السوداني؟
من ناحية أخرى فان الدكتورة سعاد تتحدث عن اوراق املاها عبد الخالق لطه الكد؛ والخاتم يقول ان عبد الخالق قد كتب الاوراق بنفسه؛ ولم يطّلِع عليها؛ وهذا تناقض بيّن بين الشهادتين؛ ولكنه لا ينفي الواقعة الاساسية والقاسم المشترك بينهما؛ وهو ان هناك اوراقا قد كتبها عبد الخالق محجوب او املاها؛ وسلمها لطه الكد؛ وان طه الكد قد سلمها قيادة الحزب الشيوعي ؛ و/ او محمد ابراهيم نقد شخصيا.
هنا ايضا تسترعينا الشهادة الجديدة للدكتورة سعاد ابراهيم احمد؛ والتي نقلها عنها د. الجزولي؛ والتي لا تؤيد فيها ولا تنفي وجود تلك الاوراق؛ ومن الواضح ان هذه الشهادة تتناقض تناقضا واضحا؛ مع شهادتها التي وثقناها اعلاه؛ وهو امر ينبغي ان تُفسره الاستاذة سعاد؛ لانها اكدت الامر قبل 11 عاما ونصف؛ وكان تاكيدها من الوضوح الشديد ومن التطابق مع جوهر ما قاله طه الكد للخاتم عدلان؛ ومما اكده نقد للخاتم في حينها - وينكره الان -؛ بحيث لا يدع مجالا لمتشكك؛ فما الذي جد اليوم؛ عندما انفجر الامر وحاصرت الحقيقة المرة مخفى الأوراق او معدمها؛ لان تلوذ بملاذ الامان؛ في قول بعض الشي وانكار بعضه؛ او قول الشي ونقيضه؛ بعد ان اعلنت الحقيقة الواضحة لاكثر من عقد من الزمان مضى ؟

ويكتب دكتور حسن الجزولي:
"ومع أن سعاد لم تؤكد أو تنف وجود تلك الوصية، إلا أن إفادتها تضمنت (إيحاءً) فى غاية الخطورة ، ومن شأنه أن يثير جدلاً واسعاً وأسئلة مقلقة. فهل الحزب قائم، من حيث بنيته الفكرية والتنظيمية، على المؤسسية أم على شئ آخر؟! وهل يعقل أن عبد الخالق الذى وهب عمره لقضية التغيير الاجتماعى التى تعتبر فى مضمونها من أوثق القضايا بمفاهيم الحداثة، يمكن أن يكون قد (أوصى) بأن تؤول القيادة من بعده لشخص محدد؟! "
( حسن الجزولي ؛ مرجع سابق)

اولا لا اعتقد ان من مهمة المؤرخ ان يطرح اسئلة تتعلق باحكام القيمة؛ من نوع ما يثير الجدل وما لا يثيره؛ وما يعقل وما لا يعقل؛ فكما يقول هيجل كل ما هو موجود ؛ هو معقول؛ وكل ما هو معقول يمكن ان يكون موجودا. وانما ينبغي ان يركز قبل كل شي علي تقصي الوثائق والشهادات وايرادها؛ وان يراعي الدقة في تقييمها والاستشهاد بها؛ مما لا نعتقد ان الدكتور حسن الجزولي قد اجاد فيه؛ وان يترك التكهنات واحكام القيمة جانب؛ لانها في غياب العمل الحرفي الجيد للمؤرخ؛ لا تفيد.
ثانيا لا اعتقد ان الحزب الشيوعي السوداني يقوم علي المؤسسية؛ ولا اعتقد انه قد قام ليها في يوم من الايام؛ وفي الحقيقة ان التنظيم اللينييني المركزي اساسا لا يمكن ان يقوم علي المؤسسية؛ وانما علي المركوية الصارمة؛ واختصار الطبقة العاملة في الحزب؛ والحزب في مكتبه السياسي؛ والمكتب السياسي في شخص السكرتير العام؛ وفي تاريخ الحزب الشيوعي السوداني عشرات الامثلة علي القيادة الفردية والقرارات الفردية وكل متابع دقيق لمسيرة الحزب الشيوعي السوداني يعرف انه يقوم في عمله علي شي اخر ليس هو المؤسسية؛ والتي تغيب ابسط قواعدها في ذلك الحزب وهي انعقاد المؤتمرات الدورية - اخر واحد كان في 1967-؛ فهل لا يعرف دكتور حسن الجزولي كل هذا؛ وهو قد اصبح من ابجديات علم التاريخ السوداني وعلم السياسة السودانية والعالمية؟.
ثالثا ليس من المستغرب ان يشير عبد الخالق لمزايا زميل بعينه؛ ويوصي به للقيادة؛ فمن المعلوم انه حتي في المؤتمرات العامة للحزب الشيوعي السوداني؛ فان اللجنة المركزية لذلك الحزب؛ كانت تقدم قائمة ترشيحها للجنة المركزية الجديدة؛وكانت تقبل غالبا بالاجماع؛ فلماذا لا يكون للسكرتير العام حق ان يرشح زميلا معينا بنفس القدر المتورفر لتلك اللجنة؛ لمنصب قيادي بعينه ؟
عبد الخالق في تلك الايام كان لا يزال السكرتير العام للحزب الشيوعي ؛ وحسب تقاليد ذلك الحزب فمن حقه تقديم اقتراحاته للقيادة في احتمال حالة سجنه او اعدامه؛ بل من واجبه ان يقدم اقتراحاته علي المستويات الفكرية والتنظيمية والسياسية ولو كان سجينا او منفيا؛ وقد قام بهذا الواجب علي المستوي السياسي عندما كتب في معسكر الشجرة وثيقة حول البرنامج؛ وقام عندما حاول حماية الكادر الشيوعي والديمقراطي في الجيش في محاكمته الاخيرة؛ فلماذا لا يقوم بواجبه كسكرتير عام ويقدم ترشيحاته واقتراحاته للقيادة لكيما تناقشها اثناء سجنه المحتمل او اعدامه ؟؟ الم يرسل عبد الخالق من مصر ايام كان منفيا للقيادة المركزية - او لاعضاء منها - رسائلا تتضمن توجيهات سياسية وتنظيمية معينة؛ بصدد احمد سليمان مثلا ؟
وفي الحقيقة فانه في تقاليد الحركة الشيوعية نجد ممارسات مثل هذه؛ فلينين ايضا كان قد كتب رسائله الاخيرة - او قل وصيته السياسية - وهو علي سريرالمرض مشلولا ويسابق الموت؛ للمؤتمر العام للحزب البلشفي؛ وفيها قدم اقتراحاته حول الاشكال القيادية التي يقترحها لقيادة ذلك الحزب؛ وقدم تقييمه لمختلف اعضاء القيادة؛ وقدم فيها النقد المر لقيادة ستالين؛ فيما يعرف بوصية لينين الاخيرة؛ فما الذي يمنع عبد الخالق من فعل المثل؛ اذا كانت التوصية بقاسم امين او غيره كسكرتير عام او غيره هى مضمون تلك الاوراق؟.

علي كل يظل هذا رجما بالغيب؛ وطالما ان تلك الاوراق لم تكشف للعلن؛ فان هذه التخمينات انما تعتبر خروجا عن الموضوع؛ ويا ليت لو ركز المؤرخون علي واقعة وجود الاوراق نفسها وضغطوا باتجاه نشرها؛ مهما كانت محتوياتها؛ وحينها وحينها فقط يمكن مهاجمة عبد الخالق او غيره؛ علي انعدام المؤسسية او غيرها.

شهادة محمد ابراهيم نقد:

ينقل دكتور الجزولي عن محمد ابراهيم نقد نكرانه المبين للواقعة؛ حيث يكتب:
"لكن محمد ابراهيم نقد، السكرتير العام للحزب، ينفى "قصة الوصية" جملة وتفصيلاً، بل ويؤكد أنها "محض أسطورة .. عبد الخالق لم يكتب شيئاً ولم يكلف طه بحمل أية رسالة إلى قيادة الحزب، كتابةً أو شفاهة، وربما اختلط الأمر لدى البعض، فطه قد سلمنا بالفعل كراسة .. ولكنها الكراسة التى تحتوى على إفادته هو نفسه، أى طه، عن الأيام التى لازم خلالها عبد الخالق بأب روف"! 152"
( حسن الجزولي؛ مرجع سابق)

هذه الشهادة مجروحة عندنا كثيرا؛ ان لم نقل انها كاذبة تماما؛ وذلك لجملة اسباب؛ نذكر منها التالي في هذه العجالة.

اولا هذه الشهادة تفترض في عبد الخالق محجوب عدمية مطلقة؛ وعدم امانة وعدم احساس بالمسؤولية لا تضارى؛ وهي تكاد تقارب في تخرصها ادعاءات النميري الذي زعم ان عبد الخالق قد قال : اعدموني خلوني اخلص؛ بينما تثبت الوقائع ان عبد الخالق قد تصدي للقتلة في المحكمة وقبلها؛ وانه قاتل من اجل كرامته حيث رفض الذهاب للمحكمة في حالة رثة؛ وانه قد توسع في اجابااته طويلا في المحكمة؛ مما دعا رئيسها الي مقاطعته مرارا؛ وانه حاور الصحفيين وداعبهم؛ وحاور الجلاد وداعبه؛ وليس هذا حال انسان عايز "يخلص".
فعبد الخالق الذي قضى كل تلك الايام يبحث عن اتصال بقيادة الحزب الشيوعي؛ وكان يبحث عن طريقة للتحرك لوقف نزيف الدم؛ وكان مهموما بمسألة تامينه – حرصا علي الحزب وليس علي نفسه كما قال–؛ وكما يظهر في كامل هذا الفصل الذي كتبه الدكتور حسن الجزولي – علي علاته – يجد فرصة ثلاثة ايام في منزل تحت رعاية احد اصدقائه واقاربه الخلص؛ ثم لا يكتب شيئا مطلقا؛ ولا يطلب من هذا الصديق والقريب ايصال اى رسالة شفهية او مكتوبة للحزب؛ كما يزعم نقد ؛ وكانه لا يملك ما يريد قوله؛ او كانه انسان جبان متهرب من المسؤولية امام التاريخ؛ او كانه كسول عاطل من المواهب لا يعرف الكتابة. في الحق ان عبد الخالق المتحلل من المسؤولية والكسول والجبان هذا لا نعرفه؛ ولا يمكن ان يوجد الا في خيالات ورغبات نقد.
ثانيا تناقض هذه الشهادة؛ شهادات اخرى كثيرة؛ تثبت ان عبد الخالق قد ارسل وصيته لاهله؛ سواء بصورة شفهية او مكتوبة؛ فكيف يوصي الرجل اهله؛ ولا يوصي الحزب الذي كان زعيما له لحوالي ربع القرن؛ وممن وهب له زهرة حياته؛ وهو الذي كان علي اتصال بقيادته في كل لحظات سجنه؛ وعندما كان بالمنفي في جنوب السودان او بالقاهرة؛ وعندما كان معتقلا بالسجن الحربي في معسكر الشجرة؛ وعندما كان مختفيا بعد هربه من ذلك المعسكر؛ الخ الخ .
ثالثا يزعم نقد ان الامر قد يكون اختلط علي هؤلاء الاجلاء من الاساتذة والاستاذات؛ واعني هنا استاذ الخالتم ودكتورة سعاد؛ فهل يختلط الامر علي الخاتم وهو الاصغر عمرا والاقوى ذاكرة؛ وهو الذي لم يركبه الهرم ولم تخالطه المصلحة في اختلاق امر كهذا؛ وخصوصا ان شهادته في فترتان مختلفتان تتطابق تماما؛ ام اختلط علي الدكتورة الجليلة سعاد ابراهيم احمد؛ وهي التي سجلت شهادتها قبل حوالي 12 عاما؛ وهي الانسانة المعروفة بقولة الحق والتوثيق والاستقامة الفكرية والاخلاقية؛ وفي فترة كانت محتفظة بكل قواها العقلية والجسمانية قبل ان يرهقها المرض؛ والذي حتي اليوم لم يوهن ذهنها المضاء وان كان قد ارهق منها الجسد؟
رابعا بما ان محمد ابراهيم نقد هو صاحب المصلحة الحقيقية في اخفاء تلك الاوراق – الوصية او اعدامها؛ وذلك لما يمكن ان تشكله من تهديد لموقعه او خطه السياسي؛ وانسجاما مع الممارسة المعتادة في قيادة الحزب الشيوعي السوداني بتزوير الوثائق وتحريفها؛ وحذفها من التداول واخفاؤها؛ مما كتبنا شيئا عنه واشار اليه الدكتور عبد الله علي ابراهيم في تعليقه علي تزوير كتيب "الحزب الشيوعي وقضية الجنوب" ؛ ومما اسماه ب"خفة اليد الثورية"؛ ومما كتب عنه آخرون؛ فانه من الارجح ان يكون محمد ابراهيم نقد هو من يمارس التخليط عمدا؛ وانه هو من يفترئ علي الحقيقة وعلي الناس الموتي والاحياء المرضى؛ لانه وهب نعمة الصحة؛ وظن ان الحقيقة ترقد في القبور؛ وهيهات.
خامسا يتحدث محمد ابراهيم نقد عن كراسة لطه الكد؛ تحتوي علي افادة طه الكد نفسه عن تلك الايام؛ وهنا نتسائل لماذا يسلم طه الكد مذكراته الشخصية لزعيم حزب لا ينتمي اليه؛ بل يختلف معه سياسيا؟ ولماذا لا يسلمها لاحد افراد اسرته؛ او ينشرها بنفسه علي الملأ ؟؟ واذا صحت المعلومة مع ذلك؛ فاننا نطالب ايضا بنشر كراسة طه الكد هذه؛ لمعرفة ما بها؛ ونتسائل لماذا لم تنشر مثلا؛ ابان الاحتفالات بالعيد الاربعين لتاسيس الحزب الشيوعي السوداني في فترة الديمقراطية الثالثة؛ او قبلها او بعدها؛ ام انه منهج التكتم علي الوثائق حتى ولو كانت تتبع للغير؛ وهل من يخفي كراسة خالد الكد؛ لا يمكن ان يخفي اوراق عبد الخالق محجوب؟

وصية عبد الخالق الاخيرة: اسطورة ام حقيقة؟

يحكي د. حسن الجزولي كذلك؛ عن شهادات مبتسرة لبعض قادة الحزب الشيوعي؛ ينفوا فيها علمهم بتلك الوصية – الاوراق؛ وفي الحقيقة فانه اذا صفيت نيات اولئك القوم؛ وصدقوا فيما زعموا؛ فلا استغرب جهلهم ذاك البتة؛ وذلك لعلمي – وعلم الكثيرين- بكيف تسير الامور في ذلك الحزب؛ فهل يعلموا هم تفاصيل 19 يوليو؛ وهي عمل عام اثر علي حياة الالاف من البشر؛ مما قأجات بعض قادتهم؛ وذلك بشهاداتهم؟ وهل يعلموا تفاصيل تلك الايام؛ حتي يعرفوا عن اوراق سلمت في ظل ظروف قاسية لرجل شخصيته قائمة علي السرية والكتمان؟ وقد سردت الاستاذة سعاد بعضا من الاسباب التي حكمت تلك الايام - الضغط الخ - والتي جعلت من النشر امرا صعبا؛ وهو الامر الذي استغله البعض لاخفاء الوصية؛ ثم لما مات الناس انكروها وربما أعدموها؛ ولكنهم لن يعدموا الحقيقة؛ فهذا اكبر منهم
الثابت عندي من الشهادات غير المجروحة للفقيد الخاتم عدلان وللدكتورة سعاد ابراهيم احمد وغيرهم؛ والتماسك المنطقي والتناغم ما بين افاداتهم؛ وضعف قرائن رد محمد ابراهيم نقد؛ ان وصية عبد الخالق محجوب حقيقة واقعة كوجودي الان علي ظهر هذا الكوكب؛ وانها ليست اسطورة باى حال من الاحوال؛ الا لمن يريد ان يلغي عقله ويقنع بالاساطير؛ او من يروج الاساطير عن انسان صغير.
يبقى التساؤل هنا؛ ما هي المحتويات المحتملة لتلك الوصية التاريخية؛ وما هو مصيرها؛ وهل يمكن لنا ان نراها في يوم من الايام؛ ام هي قد اعدمت وضاعت الي الابد؛ في واحدة من اكبر جرائم الشرف والامانة وانتهاك التاريخ في حياتنا العامة السودانية ؟؟ وهل سيكون لمن اخفوها او اعدموها الشجاعة للرجوع للحق؛ فيخرجوا الشهادة ولا ياثموا قلوبهم؛ ام ستكون لهم الجرأة علي الحق؛ فيواصلوا الانكار والاستكبار والافتئات علي الموتى والاحياء؛ في جريمة جديدة تضاف الي سجلاتهم غير المشرفة؟ وماذا سيكون موقف اهل عبد الخالق وتلاميذه ورفاقه؛ هل سينتصروا لروح الرجل وتراثه؛ ام سينكسروا لبطل مزيف؛ ويخضعوا للزيف وينحنوا للكذب؛ في ماساة جديدة تقتل عبد الخالق محجوب مرة اخرى في قبره المجهول؟
ويكون هناك سؤال ايضا عن دور ومسؤولية المؤرخ؛ هل مهمته هي الانحياز الحزبي؛ وهي التبرير لممارسات فظة فظيعة في حق الحقيقة والتاريخ وفي حق مادة دراسته؛ ام ان له مهمة احرى؛ ومسؤولية اعظم؛ في سبيلها عليه ان يسمو علي نفسه وعلي انتماءاته الضيقة؛ وينحاز للحقيقة عارية ومرة وحارقة؛ ويسعي في البحث عنها حتي يدمي قدميه؛ ولا يخشي في طريق الحق لؤمة لائم؟



Post: #14
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-13-2007, 08:56 AM
Parent: #12

الأخ عادل عبدالعاطى
لك التقدير واهلا بك
وبمقالك والاسئلة ..

Post: #13
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-13-2007, 08:27 AM
Parent: #11

الاخ محجوب على ..لك التقدير
بالنسبة لكتاب عنف البادية
فقد استعرته من الاخ عبدالرحيم ود رملية
أما كتاب ما المنفى وماهو الوطن يمكننى
ان أبعث لك بنسخة منه حيث لدى اكثر من
اربعة نسخ بعثها لى الاخ كوستاوى من أمريكا

Post: #15
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-13-2007, 04:51 PM

كمشد سنمائى ينقلك إلى عالم اشبه بالسريالى يقول الخاتم عدلان
عن اللحظات الاخيرة لا عدام الشهيد عبد الخالق محجوب فى كتاب
(عنف البادية) ص 314: عرفت من شهود العيان ومن السامعين كيف
إستقبل الموت رابط الجاش سمح المحيا وكان يهتف على طول الممر
الذى قاده إلى الزنازين الاعدام بالجزء الشرقى من سجن كوبر
(المجد لثوار السودان المجد لشعب السودان عاش نضال الحزب الشيوعى)
وكان المعتقلين جميعهم من شيوعيين وديمقراطيين يرددون وراءه الهتاف
واغرورقت بعض الاعين بالدموع وكان الجو ملبدا وممطرا . وقد قال لى
استاذى المرحوم عباس على إنه فى لحظة إعدام عبدالخالق فى الساعات
الأولى من الصباح لمع برق أضاء عتمة الزنازين الشرقية فى نفس اللحظة
أزت فيها المشنقة وارتفع الحبل ! وكان يقف بالقرب من عباس الاستاذ
جرجس نصيف وهو فنان تشكيلى معروف فقال له : لابورك فى فنكم إذا
لم تسجلوا هذه للحظة!


ومع الخاتم ننتقل لمشهد درامى مسرحى لايوجد سوى فى مسرح اللا معقول وايضا فى حضرة جلال الموت
حيث يحكى عن علاقته بالشيوعيين بعد مغادرة الحزب فى حوار صحفى معه
ص 264 من كتاب (ما المنفى وماهو الوطن) حين سأله الصحفى عادل سيد احمد:
كيف كانت علاقتك بفاطمة أحمد إبراهيم فى لندن؟؟
ممتازة ..ممتزة جدا.. والاستاذة فاطمة إنسانة ودودة ولم نفقد احترامنا
لبعض مطلقا.
والتجانى الطيب؟
لى قصة مع التجانى الطيب . فحينما توفيت الأستاذة التومة أحمد أبراهيم
شقيقة فاطمة أحمد أبراهيم ذهبت للعزاء لمنزل الأستاذة فاطمة بلند ورفعت
الفاتحة مع من كانوا موجودين حوالى 15 شخصا.
أريد أن احكى لك قصتى مع التجانى الطيب وقد كان شهودها15 شخصا رفعت
الفاتحة مع الجميع وصافحتهم - فى ايديهم - لم يقف التجانى الطيب بابكر
بل ظل جالسا فى كرسيه وعندما وصلت اليه وأنااحى الناس مددت له يدى
فاحكم قبضة يديه وظللت مادا يدى (إذيك يا أستاذ) وعلى مسمع من الناس
جميعا وهو لايصافحنى سمعت أصواتا من خلفى تقول له (الراجل مادى ليك يده
ودا ما مكان خلافات سياسية) فرد التجانى قائلا : أنا ماعايز أسلم عليهو)
قلت له (سامحك الله) ثم ذهبت واتممت تحيتى للآخرين .
هذا مثال . ومحضور كى لاينكر أحد أو يضيف أو ينقص شيئا.
مع اننى حريص كل الحرص على ألا أخلط بين انتمائى السياسى وقناعاتى الفكرية
وبين علاقاتى الاجتماعية والعلاقات الخاصة ولعل كافة القيادات والأقطاب والعاملين
بالعرف العام يحاولون ذلك.
هذه السمة تميزنا نحن السودانيين فأنت فى البيت الواحد حول المائدة تجد الاتحادى
والانصارى والاخ المسلم والشيوعى وخلافه .




Post: #16
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-14-2007, 12:13 PM
Parent: #15

الكلام للشاعر الداغستاني الكبير
رسول حمزاتوف:

( عندما يسألونك من أنت تسطيع أن تبرز وثيقة أو جواز سفر
يحتوى على المعلومات الأساسية أما إذا سألو شعبا من أنت
فانه سيقدم علماءه وكتابه وفنانيه وموسيقييه ورجاله السياسين
وقادته العسكرين كوثائق.

Post: #17
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-14-2007, 06:17 PM
Parent: #16

فى كتاب ما المنفى وما هو الوطن
الخاتم عدلان يكتب بنفس الموسيقى
عن ابن رشد وعبدالخالق هل كان
يرى فيهما قبس من عقله؟
يستهل الخاتم مقاله عن ابن رشد
بقوله:
كان موت ابن رشد الفيلسوف العقلانى العربى الإسلامى القرطبى لحظة فريدة
فى تاريخ الفكر العالمى فعندما مات أبولويد عن ثلاثة وسبعين عاما كانت
الحضارة التى انتمى إليها وابدع داخلها وحاول ترسيخ اقدامها على ارضية
العقلانية المنسجمة مع ذاتها ووقف بذلك كله على قمة منجزاتها المعرفية
قد ضاقت به وضاقت عنه وعبست فى وجهه بل ارتدت عليه بوجه ونبذته
نبذ النواة.........

وبالمقابل يستهل الخاتم مقاله (مابين الدكتور عبدالله على ابراهيم والاستاذ الشهيد عبدالخالق محجوب) بقوله:
لا يكتفى الدكتور عبدالله على ابراهيم بأقل من الإعدام المعنوى لليسار ممثلا فى واحد من اوضأ رموزه :الاستاذ
الشهيد الشهيد عبدالخالق محجوب . ومن خلال إشارات مبثوثة فى عدد لا يحصى من المقالات يحاول عبدالله على ابراهيم
أن يمحدح عبدالخالق محجوب بأن ينسب اليه قيما ومواقف لم تكن حياة الشهيد وموته إلا نفيا ودحضا لها . وإذا كان
ماحدث لعبد الخالق محجوب صبيحة الثامن والعشرين من يوليو 1971 إعداما جسديا إجراميا نفذه حاكم معتوه فان
رد فعل عبدالخالق عليه قد مثل الدرجة العليا من التسامى الفردى والطولة الإنسانية والشجاعة العقلية التى ألهمت
أجيالا من الشعراء والرسامين والمبدعين بقدر ما الهمت المناضلين فى كل الدروب . ومصدر الإلهام هنا لم يكن تلك
الوقفة الأسطورية وحدها بل كانت السيرة كلها والقيم التى أضاءتها وسقياها. وهو قد قال لنا بفعله ذاك: جسدى فداء
لفكرى دمى زيت لقيمى عبورى ثمن لبقاء معناى............................


وكانت أخر كلمات الخاتم وهو يتجاسر على الموت:
(أشهدوا منى.. وانشروا عنى .. أنى عشت حياتى
كلهاأنشر الاستنارة وأحارب الخرافة .. ولو تبقى
من عمرى يومين او ساعتين أو دقيقتين.. وأنا قادر
لنشرت فيها الاستنارة)


Post: #18
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-15-2007, 10:03 AM
Parent: #17

من رثاء الفيتورى لعبد الخالق محجوب:
حينما يأخذك الصمت عنا
فتبدو بعيدا
كانك راية قافلة غرقت فى الرمال
تعشب الكلمات القديمة فينا..
وتشهق نار القرابين فوق رؤس الجبال
وتدور بنا.. يا أنت ياوجهنا المختفى
خلف ألف سحابة..
فى زوايا الكهوف التى زخرفتها الكآبة
ويجر السؤال .. السؤال
وتبدو الاجابة نفس الاجابة!



عنف البادية ص 325

Post: #19
Title: Re: عنف البادية.. وما المنفى .. وماهو الوطن زمن آهات وتزامن صدور..عبدالخالق محجوب والخاتم عدل
Author: بدر الدين الأمير
Date: 05-15-2007, 04:17 PM
Parent: #18

الكلام لشكسبير:
لا تخافوا العظمة فبعض الناس يولد عظيما
وبعضهم يحقق العظمة بنفسه وغيرهم يخلعها
الناس عليهم كثوب يستاهلون أن يلبسوه.