تحليل: معضلة السيطرة على الجنجويد

تحليل: معضلة السيطرة على الجنجويد


08-18-2004, 05:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=87&msg=1094326187&rn=1


Post: #1
Title: تحليل: معضلة السيطرة على الجنجويد
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 08-18-2004, 05:38 PM
Parent: #0


يمشي مقاتل الجنجاويد جنبا إلى جنب الجندي الحكومي في سوق قرية كرينك الواقعة على بعد ساعتين بالسيارة من مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور.

وتقتات، غير بعيد، إبل زوجات مقاتلي الجنجويد على ثمار المانجو الخاصة بالفلاحين بحرية تامة.

وكان الفلاحون قد شردوا خارج القرية في السهول الرملية بعد أن سيطر عليها مقاتلون من ميليشيا الجنجاويد إضافة إلى الجنود الحكوميين.

ويبدو جليا التعاون بين الحكومة وعناصر ميليشيا الجنجاويد في كل مكان بإقليم دارفور، لذا فإن الرئيس السوداني، عمر البشير أمام مهمة صعبة وهي كسر هذه العلاقة الحميمة بين الميليشيا وقواته.

وتنفي الحكومة السودانية تقديمها أي دعم للجنجاويد، لكنني رأيت البشير في مايو/أيار الماضي أثناء إلقائه كلمة أمام مؤيديه في عاصمة الإقليم نيالا يثني على مقاتلي الجنجاويد ويحييهم قائلا: "يعيش المجاهدون."

وقال دبلوماسي حضر محادثات السلام التي عقدت في أديس أبابا بوساطة من الاتحاد الأفريقي: "طلب المجتمع الدولي من السوداني القيام بما لا تسطيع القيام به. يخضع البشير لضغوط من كافة الجهات ولم يعد أمامه أي مفر."
ميليشيات قبلية
وتبدو مسألة نزع السلاح غريبة بعض الشيء في إقليم دارفور لأني أي من المواطنين لن يفكر في تسليم سلاحه خاصة وأن المنطقة غير آمنة.

ويعج إقليم دارفور بالأسلحة قبل وقت طويل من إندلاع الصراع الأخير، لذا يبدو فإن قانون السلاح يبدو أكثر واقعية في الإقليم.

وطالما استخدمت الحكومات السودانية منذ استقلال السودان في عام 1956 الميليشيات القبلية خاصة وأن البلاد مترامية الأطراف ويصعب السيطرة عليها بجيش وطني كبير.

وقد يصف البعض النظام السوداني بالديكتاتوري، لكنها فشلت كحكومة بوليسية في إحكام سيطرتها لأن أجهزتها الأمنية عاجزة عن بسط نفوذها على كافة أنحاء البلاد.

وشكلت ميليشيات الجنجاويد على أيدي أجهزة أمنية تحت إشراف نائب الرئيس السوداني، علي عثمان محمد طه.

وقال معاون سابق للبشير: "الأجهزة الأمنية لها اليد العليا في دارفور، لذا فإن الجيش النظامي غير راضي عن هذا."

يذكر أن حركة تحرير السودان هاجمت مطار الفاشر في إقليم دارفور في إبريل/نيسان عام 2003 ودمرت العديد من الطائرات الأمر الذي أثار حفيظة الرئيس السوداني ودفعه للسعي للانتقام.

وكما فعلت الحكومة السودانية في صراعاتها الداخلية السابقة في عدد من أقاليمها بما فيها جبال النوبة في مطلع التسعينيات وغرب أعالي النيل في عام 2000، جندت الخرطوم ميليشيات لخوض القتال لمصلحتها.

وآثار البشير عدم الاعتماد في هذا الصراع على جيشه الذي يتألف من 90 ألف جندي الذي تشكل فيه قوات المشاة الغالبية العظمى به، كما أن الرئيس السوداني لا يثق كثيرا في جيشه. ومن هذا المنطلق شكلت ميليشيات الجنجاويد.
دعم الخرطوم
ويروي شهود عيان أن عددا من المسؤولين السودانيين الكبار زاروا الإقليم في العام الماضي لتجنيد مقاتلين جدد لينخرطوا في الميليشيا.

ونشر تقرير أعدته منظمة هيومان رايتس واتش مؤخرا مقاطع من وثائق حكومية تفيد بأنه صدرت أوامر للسلطات بتسهيل أنشطة الجنجاويد.

وكانت المروحيات التابعة للحكومة تنقل بصورة منتظمة الأسلحة والمواد الغذائية لمعسكر زعيم الجنجاويد، موسى هلال، الذي يقيم حاليا في الخرطوم.

وقد يكون من المستحيل تحييد الجنجاويد مع الوضع في الاعتبار عدد المسؤولين الكبار المتورطين في الأمر والهيكل الحكومي الحالي.

كما أن هناك أمورا أخرى تزيد من صعوبة الأمر، فنائب الرئيس السوداني هو مهندس اتفاقية السلام التي وقعت في وقت سابق من هذا العام بين الحكومة المتمردين في الجنوب السوداني لتنهي عشرين عاما من الحرب الأهلية المريرة.

ومن جهة أخرى، لا تساهم كافة القبائل العربية بمقاتلين في ميليشيات الجنجاويد. فهناك العديد من زعماء القبائل الذين رفضوا السماح لأتباعهم بالانخراط في الجنجاويد حتى لا يضروا بعلاقتهم الهشة مع المزارعين الأفارقة الذين يسمحون لهم بالرعي في أراضيهم في مواسم الجفاف.

وأدى ذلك إلى وضع عراقيل أمام مساعي الحكومة لاستخدام البناء القبلي التقليدي لتعزيز قوى الجنجاويد.

عصابات
وتشكل قبائل الجلول والرزيقات والمهرية أعمدة ميليشيا الجنجاويد. كما اجتذب الصراع في دارفور عددا من العصابات التي سيصعب التصدي لها. فستدافع هذه العصابات عن نفسها عندما يتحول رعاتهم ضدهم.

وقد تفضي محاولة نزع أسلحة الجنجاويد إلى وقوع مصادمات بين القبائل العربية التي تشكل عماد الميليشيا والحكومة، وهو تطور للأحداث سيصب في مصلحة حركتي التمرد.

وقد تقوم الحكومة السودانية على الارجح باستيعاب عناصر الجنجاويد في الهياكل والأجهزة الحكومة. فقد جاولت الحكومة لأسابيع ضم عناصر الجنجاويد لقوات الدفاع الشعبية والشرطة.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الزي المختلف للجنجاويد سيعني تصرفات مختلفة وما إذا كانت الحصانة ستسقط عنهم.

كويرت لينديجير - مراسل بي بي سي - نيروبي - كينيا

Post: #2
Title: Re: تحليل: معضلة السيطرة على الجنجويد
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 08-19-2004, 03:52 AM

up

Post: #3
Title: Re: تحليل: معضلة السيطرة على الجنجويد
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 08-20-2004, 02:43 AM
Parent: #2

up

Post: #4
Title: Re: تحليل: معضلة السيطرة على الجنجويد
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 08-21-2004, 10:33 AM
Parent: #3

up