وصفات حبوبة

الليلة عيد الأم
من الصباح بتذكر في حبوباتي رحمة الله عليهن
حبوبة كلتوم أم أمي و حبوبة فاطنة أم أبي أو(تاتا) كما يناديا أحفادها
الحبوبات ضرا و حنان و حزم و ريحتهن رشة أمان و طمأنينة للنفس
من الصباح أدمع حيناً و أبتسم أحياناً من طلاوة الذكرى
كلما تذكرت حبوباتي تذكرت وصفاتهن البلدية
خبراتهن اليومية في الحياة
خبراتهن لجمال الداخل و الخارج
نصائحهن لتكون حفيداتهن باهيات
كان مجلس حبوبة تاتا تحت ظل شجرة الفايكس الضخمة في منزلنا
لا تبرحه إلا لتغيير مكان النوم
كانت تشع من صفاءها صفاءً على كل المنزل
كنت أحس أن منزلنا فيها و ليس هي في منزلنا
كنت أحس أنها منزلنا
رحلت عام 1991 كما رحلت حبوبة كلتوم بعدها بعام 1992
وكأنهما تؤكدان ما هو مؤكد أصلاً:
إنهما توأمان حتى في الرحيل!
وأبدأ بأول وصفة
(شعرك بشرك الما عندو شعر ما عندو بشر)
حبوبة تاتا كانت تولي للشعر أهمية قصوى
كان جمالها ملفتاً
(شعرك بشرك الما عندو شعر ما عندو بشر)
"يا بتي جيبي ليكي حبيبة حنة و حبيبة موية ريدي شعرك دة"
كان مصطلح (ريدي شعرك) يبعث على وجهي بسمة عريضة لطرافته و جدّته،
وكنت أفكر كم هي حكيمة؛ فالحب فعلاً يولّد الإهتمام..
وأواصل
...

حبوبة تاتا كانت أستاذة في (نجيض بليلة لوبة العدس)
كانت مزروعة بمنزلنا
ويطيب لها و هي الكبيرة السن أن تجمعها بنفسها من الشجر
وتفرز الحبات الجيدة وتستبعد الغير جيدة
ثم تغسلها
ثم تصر على (نار المنقد) لا البوتجاز
وتصر أنها (لسة شباب) لاتود مساعدة من (دي و للا دي)
لا تطيق البريستو
ولكن الحلة العادية صديقتها الصدوقة
تضع في ال(حلة) ماءً حتى منتصفها
وبعد ان يغلي تضع اللوبا عدس
ولا تنس أن تضع نصف ليمونة
ل(تمام النجاض)
-ودة سر المهنة-
-ودة روح الوصفة-
و(رشّة) ملح
ولا بد أن تغطى الحلة (نص نص)
حتى (ينجّض نَفَس-بفتح النون و الفاء- البليلة البلية)
وعند ال(غرْف) لا بد في كل (صحن) من (حبيبة موية بليلة)
وأواصل
....

حبوبة تاتا كانت طبيبة بلدية لا يشق لها غبار
وكانت أستاذة في علاج ال(لوّاية)
أو ألام البطن المختلفة
وكان العلاج الناجع و السهل عندها حاضراً دوماً
كباية موية و معلقتين سكر و عصير نصف ليمونة
وملعقة كبيرة شمار أخضر
تغلى كلها مع بعض
وتصفى
وكانت ل(تمام) الوصفة تفضّل ألا يغلي الليمون مع الماء
بل يضاف لاحقاً
بعد (ما تنزلي الموية من النار)
ويشرب دافئاً
وأواصل
....

يا سلااااام يا لنا

كل سنة وكل أمهاتنا وحبوباتنا طيبات..

واصلي السرد و الحكي الجميل..


عصام البقي عضام

أخي الحبيب عصام البقا عضام
تسلم على المرور و لك شكري
لنا

for all our mothers and grandmas

" target="_blank">

أخي الحبيب دكتور مصطفى
شكراً ليك يا راقي على الفيديو الحلو
تقديري
لنا

حبوبة تاتا كان دهن الكركار أو دهن المجمموع هما
اللوشنات المفضلة لها
(ما بخش في راسها) أي مستحضرات جاهزة
كريم أو لوشن
كانت تصنع ال(كركار) بنفسها
بشمع العسل و تفضله على كركار الودك أو دهن الخروف
تأتي بشمع العسل ولا بد أن يكون أصفر جداً و (لمن تضغطيهو ينز)
تضع حلة بها القليل من الماء
وعندما يغلي تضع حلة ثانية و تضع عليها شمع العسل
إلى أن يسيح بتقنية (حمام الماء) هذه
وعندما يسيح تماما و تخلو الحلة من أي كتل شمع
تبعد الحلة من النار و تتركها على الماء المغلي
وبسرعة
تضيف زيت السمسم
وبعض (رؤوس ) القرنفل
وتحفظ الخليط بعد أن يبرد
في آنية زجاجية
شريطة أن تكون (يابسة)
حتى لا تفسد الخلطة و الوصفة
وبعدها يكون ال(مسوح) كل يوم عند النوم

وأواصل....

حبوبة تاتا كانت تحب ال(دلال)
الدلال هو الكحل الذي تتم صناعته من محروق لبان البخور
ويتم إعداده منزلياً
كانت تأتي بكمية من اللبان الجيد
و(لازم يكون جابر)
أي متماسك (به نسبة رطوبة)
ثم تحرقه
ويكون هناك إناء مصنوع من الطلس
(تكفيهو) على الدخان المتصاعد من اللبان المحروق على نار هادئة جداً
و(بصبر أيوب) تجمع اللبان المتكون
وتحفظه في زجاجة (يابسة)
ومنه فورا لمكحلتها الخاصة
التي كانت لا ينضب منها ال(دلال)
أبداً
وأواصل....

لنًو الحبيبة..

كل يوم وماما الحبيبة بخير..


طبعا أنا حبوبة ربنا يمد لينا في عمرها ويديها الصحة.. كانت ولا زالت بتزعل شدييد لما نقص شعرنا. وطوالي هي في قولة: يا بت حيوقفوك بي شنو؟ طبعا أنا ما كنت فاهمة حكاية التوقيفة دي.. لغاية ما شرحتها لي بنفسها وهي يوم عرسي وساعة الرقيص حاجي ارقص بي شنو..؟ وطبعا لا تعليق..

لكن اقول ليك على شئ يا لنا.. حبوبة دي عمرها ما نادتني بإسمي.. من صغري بتذكًر بتقول لي: الصحفية.. ومرات السفيرة (أيام كانت السفارات أملة).. طبعا اول ما اشتغلتا صحفية كانت اول زول عرف.. وتانيا عندها لي لقب محبب شديد وهو: زرقة قطيفة المرقة (بحكم إني الزرقاء في اخواتي)..

التحية لكل حبوباتي.. الراحلات: الروضة وعشة بت الحسن.. فمنهن اتعلمت الحكى.

وبالمناسبة كل البيعرفني بيقول علي تربية حبوبات.. عندي حاجات وأمثال ما بيقولوها إلا هن.



شكرا ليك كتير يا حبيبة..

Quote: طبعا أنا حبوبة ربنا يمد لينا في عمرها ويديها الصحة.. كانت ولا زالت بتزعل شدييد لما نقص شعرنا. وطوالي هي في قولة: يا بت حيوقفوك بي شنو؟ طبعا أنا ما كنت فاهمة حكاية التوقيفة دي.. لغاية ما شرحتها لي بنفسها وهي يوم عرسي وساعة الرقيص حاجي ارقص بي شنو..؟ وطبعا لا تعليق..

يا حليلا حبوبة يا رجوية
كانت ظانة موافقتك على (يوقفوكي) دي،طبعاً هي لا في بالها الجندر و لا حقوق المرأة و المرأة العصرية وبتعتبرها (فلسفة) بنات (ساكت)

Quote: لكن اقول ليك على شئ يا لنا.. حبوبة دي عمرها ما نادتني بإسمي.. من صغري بتذكًر بتقول لي: الصحفية.. ومرات السفيرة (أيام كانت السفارات أملة).. طبعا اول ما اشتغلتا صحفية كانت اول زول عرف.. وتانيا عندها لي لقب محبب شديد وهو: زرقة قطيفة المرقة (بحكم إني الزرقاء في اخواتي)..

عندهن فراسة غريبة و كأنهن (يهتكن ستر حجب الغيب) من فرط حكمتهن و ثاقب رؤيتهن

Quote: التحية لكل حبوباتي.. الراحلات: الروضة وعشة بت الحسن.. فمنهن اتعلمت الحكى. وبالمناسبة كل البيعرفني بيقول علي تربية حبوبات.. عندي حاجات وأمثال ما بيقولوها إلا هن.

التحية لهن كلهن الرائعات من هن على قيد الحياة أو الذاهبات.
لا من ناحية تربية حبوبات إنتي تربية حبوبات و نص و خمسة
فرّحني مرورك يا حبيبة
لنا

حبوبة كانت عاشقة للحناء
تقطف ورق الحناء المزروع بالمنزل
وتضعه في جوالات
ليجف بالشمس
ثم تخزنه بالمخزن
لا تحتفظ بكمية كبيرة من الحنة ال(مسحونة)بسحان الكهرباء بل تحب الحنة (المدقوقة) يدوياً ب(الهون)-(الفندق)
كل مرة لا تكل و لا تمل من دق الكمية التي تحتاجها
ثم تتفرغ لعمل خلطتها العجيبة
" جيبي لي حبة سكر و نص ليمونة "
أندهش
وما للحناء و السكر و الليمون؟
أندهش ولا أملك إلا أن أطيعها و ألبي طلبها فأهرع
ب(حبة) السكر و (نص) الليمونةمع الماء
وتجيب حبوبة على تساؤلي الصامت:
(السكر و الليمون بيخلو الحنة تكبّس وتلقط بسراع)
وأواصل
.......

حبوبة مياسة لم أحدثكم عنها
هي والدة عمي الصغير شقيق والدي
و(في الحسبة)هي خالتي و عمتي
حبوبة مياسة كانت تقطن معنا في نفس المنزل إلى أن قررت أن ترجع البلد
ولازالت في الإجازات معنا
ذات إجازة رجعت من مصر فوجدت بالمخزن الملحق بالمطبخ (فرن بلدي)
صنعته حبوبة مياسة بنفسها من الطين و (كُسّار) (صحانة الصيني القدام)
كنا نأكل منه الخبز الطازج يومياً
إضافة لل(الشريق)أو(القرقوش) تخبزهما بنفسها
والكيك و المنين
كانت ب(حرفنة) تغربل الدقيق
(بحرفنة) تضيف الماء بدون مقادير(ما زيكن يا بنات الزمن دة)
ثم تضيف رشة خميرة و بيكنج بودر
و
رشة ملح
ورشتين سكر
و(دة سر المهنة)
و
(رشة سمسم)
(ودة سر الوصفة)
وتقطع العجين لأقراص
تخبزها في الفرن
و(يمسخ علينا تاني عيش الأفران الآلية)
وأواصل
....

حبوبة مياسة عندها (شربات عينة)
بتعرفو براااها
كانت ولا زالت لمن نزهج من أي عصير جاهز
تأتي بمقدار من (بدرة القنقليز)
وتضيف لها ملعقتين كستر فانيليا
وعلبة أناناس معلب
وتضربهم في الخلاط
و(ما تدي الجنبك)
من (لذاذة) العصير
وأواصل
.....

حبوبة مياسة فنانة في عمل (الشريق)
بسرعة قياسية
وبدون استخدام أي مقادير
تجيب الدقيق
والسكر
وحبة لبن
وحبة زيت
ورشة ملح
وحبة موية
وبسرعة تعجن
وبسرعة قياسية تقطع العجينة لمستطيلات
وترصها في صواني
وتخبزها في الفرن
وكل ما أسألها "بيكون كيفن لونو موحد الشريق دة؟"
تجيبني باسمة: (دة سر الوصفة)
وأواصل
.....

حبوبة كلتوم كانت فنانة في عمل دمعة الرز
بنكهة لم أذقها في أي دمعة رز أكلتها في حياتي
كانت تقطع البصل حلقات متساوية
لا يضاهيها فيها (أجدع) فود بروسيسر
ثم تشوحه على الزيت إلى أن يصير ذهبياً
تضيف اللحم المقطع لمكعبات
وقليلاً من الماء
ونص كمية البهارات
الملح
(دوا ملاح)
و
فلفل أسود
رشة هبهان مطحون
وكسبرة
وشوية (موية)
و(أوعي الصلصة حسة لأنها بتقسي البصلة ما بتدوب)
وبعد (تدوب البصلة) نص دوبان يضاف الأرز
وبعد أن(ينجض) الرز و اللحم وتدوب البصلة تماماً
تضاف بقية كمية البهارات
و
تضاف الصلصة
وكان سر وصفتها (ذرات جنزبيل)
مباشرة قبل ما (تدلي الحلة من النار)
ويعلو صوتها لأبنائها:
(قضيت)
-بكسر القاف و الضاد-
وأواصل
....

حبوبة كلتوم
و شقيقتها حبوبة منازل
كانتا شهيرتين ب(دوا الشاي)
و(دوا الشاي) عبارة عن
قرفة مطحونة و غرنجال مطحون و هبهان مطحون
الغرنجال ود عم الجنزبيل
لكن الجنزبيل أبيض
بينما الغرنجال بني محمر
قبل أن تغلي (موية الشاي)
يضاف ال(دوا)
وبعد أن تغلي
وينزل البراد فوراً من النار
يضاف (الشاي الحب)
(عشان الشاي ما يكرر)
وأواصل
....

الأخت لنا بوست رائع و أكيد تربية الحبوبات فيها كثير من الحكمة

تحياتي

الحاج حمد

الله يرحمهن جميعا ..لا يمكن ان يعوض غيابهن اي وجـود..
عارفه لنا حبيبتي عندهم وصفات كده عمرها ماتشفل وكلها حكم..
كل سنه وذكراهن يه في وجـدادنا..
ووالدتك وأمي وامهات الجميع بخير..

منى الحبيبة الغالية
فعلاً و صفاتهم عصارة خبرة سنين طويلة ولا تفشل
وصدق من قال أسأل مجرب
كل سنة و ماما جارة و إنتي بكل خير و سعادة
محبة و تقدير

أخي الحبيب حاج حمد
يا حليل الحبوبات و زمن الحبوبات
هن الحكمة و الصفاء و الطيبة و كل جميل

حبوبة كلتوم كانت تعتبر الحلبة ست الأدوية
وكانت تردد تلك المقولة دوماً
وكانت الأدوية البلدية تغنيها عن الذهاب للطبيب
وكانت بمهارة تحدد الدواء مشخصة
وتحقق قيمة المقولة (إسأل مجرب)
الحلبة كانت لها ثلاثة طرق علاجية:
إما بغلي اللبن الحليب
و إضافة الحلبة الحب له
ثم شربه محلى
وإما بغلي الحلبة الحب مع الماء
و تحلية المشروب
أو سفوف أي مقدار من الحلبة الحب
يبتلع بقليل من الماء
وأواصل
.....

أما حبوبة نعمات
زوجة عم والدي و خال والدتي في آن
وخالتي و عمتي في الوقت نفسه
أطال الله عمرها
و أبقاها نور الأسرة
ونور (ود نوباوي) بأسرها
فتؤمن أن البيت الحاوي لل(شيح)
و(الحزا) و (المحريب) و (الحرجل)
(ما بيجي لي ناسو شي)
هديتها لي دوماً أرتال من تلك الأعشاب الدوائية
مقرونة بدعوتها الصادقة
التي نؤمن كلنا أن لولاها
لما تقدمنا شبراً في دنيانا هذه
وأواصل
....