الصحفي والمحلل السياسي ضياء الدين بلال.. واهانة (شخصية)

إهانة " شخصية"

ضياء الدين بلال




عزيزي المواطن

اغسل كبرياءك سبعاً بالتراب، قبل ان تنفض ما على كرامتك من غبار، ولا تحزن عليهم، فحزنك اغلى من ان يراق على اناس لا تساوى انت في حساباتهم سوى كسر رقم يسقطونه دون اسف عليه، علّ الارقام تستقيم على الصحيح، وان اعتلت المعادلة!

كما ولا تغضب عليهم ان جعلوك مزبلة يلقون عليها قاذورات الاغريق او «كنيفاً» لفضلاتهم النبيلة، لعله يشرفك ان «تقضي حاجة» لاحفاد افلاطون وارسطو ليحتفظوا بمدينتهم فاضلة ونظيفة، ويتسع صدرك انت لاستقبال اهانة جديدة، من ثاني اكسيد الكربون!

تحسس الآن جيداً هل لا يزال في وريد روحك نبض؟ متى قررت ان تكون صخرة صماء تظن ان وقع الفأس عليها قُبل ودٍّ وشوق، ومَنْ ذا الذي اطفأ بريق عينيك ودرَّب خديك على تلقى الصفاع، نعم ما كان لك ان تحمل كل ما نقل عن المسيح على محمل صدق!

طالما انت على ما انت عليه، سيجر اسمك كل يوم على رمضاء الاهانة، في مرة يضعونك اعلى قوائم الفساد، وفي مقدمة دول الايدز، وعلى مؤخرة سيكافا. انت في سجلات العالم تتصدرالمخازي وتتذيل المكاسب. لم تعد قصائد اسماعيل حسن قادرة على تضميد الجراح، ولم يعد صوت العطبراوي يجبر خاطرك المكسور.عرفت الآن لماذا عندما تعرِّف نفسك لآخرين بأنك سوداني تضطر لدس نظراتك تحت البساط!!

هم ألبسوك دثار خزي

وصبوا في دمائك عصارة الكذب المخيف

اظنك تعاتب الآن المك نمر لماذا لم يحتمل غليون اسماعيل باشا، واظنك تسخر من بعانخي وهو يحشد جيوشه لرفع الظلم عن خيول فراعنة مصر، واظنك غاضباً من السلطان على دينار وهو يكسو الكعبة، ومن الامير يونس ودالدكيم وهو يتجرأ و يخطب الملكة فكتوريا، ومن لاءات الخرطوم الثلاثة..ألا يشعرك كل ذلك بأنك اكبر من كل صفقات الصغار وانك اعز من ان تهان صباح مساء دون ان يرتجف لك جفن؟؟!!

ماذا تفيد كل السدود في مروي او الجنينة اذا ارتوت الصحراء، وجف ماء وجهك، وماذا تفيد كل السدود اذا انيرت الطرق والغرف وانطفأ ذاك البريق في عينيك..وماذا نستفيد اذا قمنا بتصدير النفط واستيراد النفايات اليونانية..هل تظن ان ذلك سيسعد افلاطون ولا يغضب ود تور شين؟؟

عزيزي المواطن

يمكنك الآن ان تشرع في رفع رأسك الى اعلى، نعم كلهم تواطأوا على خفض هامتك الرفيعة باسمك تبدأ الصفقات و تنتهي، تصعد الارباح الى عليائها، انت دوما لا تعدو ان تكون طبقا على مائدتهم العامرة. حرض خديك على رفض الصفعات، وقل لاثينا تباً لكا ألم يعد لك ما تقدمينه سوى القاذورات!!؟

# المصدر: صحيفة الرأي العام

الأخ نشأت
مقال بليغ ورصين ومعبر للغاية، عن ماوصل إليه الحال..
لنا الله
وعاطر التحايا للاخ ضياء من على البعد

أنحني - والله - اجلالا واكبارا للزميل ضياء الدين بلال على هذا المقال "العظيم"

نعم

هذا هو ابورنا

انه ضياء الدين بلال وكفى !!!




شكرا نشأت على نقل هذه الروح الطيبة رغم الوجع !!!

العزيزة ندوية

نعم يكفي انه ضياء الدين..
لكن زاوية التناول لموضع »المخلفات البشرية« لاحفاد اهل الفلسفة، هي ما جعلتني متحمساً ومتحيزاً للموضوع.. وهذا هو ديدن المبدع.. الولوج من زوايا غير مرئية.. او فلنقل غير مطروقة

أستاذي خالد عويس
ولان شر البلية ما يضحك.. كتب الأستاذ صلاح التوم من الله عن ذلك قائلاً:
اسمها في العيادات »الفسحة« والمحرج ان يقول لك الفحيص »جيب فسحة« خاصة إذا عندك »امساك« وعندما استوردناها من اليونان اطلقنا عليها اسم دلع جديد »مخلفات بشرية« واخذت الغيرة بعضاً وطالب بسودنتها »نأكل مما نزرع ونسمد مما نطلع.. ولا يستبعد أن نطالع في الصحف اعلاناً يقول: مواطن لديه ثلاث زوجات ودسته ونص من الأبناء.. يرغب في استثمار مخلفاته البشرية.. عنوانه الالكتروني: إفي دوت كوم.

الأخ نشات

لك الشكر علي اثراء هذة الساحة
بمقال الأخ ضياء الدين الرائع

Quote: ماذا تفيد كل السدود في مروي او الجنينة اذا ارتوت الصحراء، وجف ماء وجهك، وماذا تفيد كل السدود اذا انيرت الطرق والغرف وانطفأ ذاك البريق في عينيك..وماذا نستفيد اذا قمنا بتصدير النفط واستيراد النفايات اليونانية..هل تظن ان ذلك سيسعد افلاطون ولا يغضب ود تور شين؟؟

تخريمة

ندوية صورتك عسللي
بس صغيريها شوية
والكمبيوتر مرفوض ،،
فقط كبري البسمة الحلوة دس

احمد يا حنين

وينك يا راجل ليك زمن ما باين.. اتوحشناك ألطيب.. كما يقول المحسن الخالد

العزيز راكوبة

نعم هي الرصانة والبلاغة في ايصال الفكرة عبر زواية غير مطروقة.. وهذا ما يميز الأخ ضياء الدين..
تحاياك قيد الارسال

هلا بيك يا نشأت الإمام ومشكور على المقال ...
العزيز ضياء بلال
يا لروعة الكتابة ..
لك الود