يمكنك الحصول عليه مجانا .. لغز القيمة

يتحدث الاقتصاديون عن لغز القيمة ( paradox of value ) وهم مقتنعون أنه ليس لغزا يحيرهم هم بقدر ما هو محير لسواهم ... ولكي لا ندخل في متاهات من البداية نقول أن القيمة غير السعر . فالقيمة وهي بالإنجليزية ( value ) هي المتعة الكلية التي يجنيها المستهلك من إستهلاكه لمنتج معين ، بصرف النظر عن من أنتج هذا المنتج ، أي أن المنتج يمكن أن تكون قد أنتجته الطبيعة ، أو أنتجه مصنع ، أو غير ذلك . أما السعر فهو القيمة النقدية التي يدفعها المستهلك لقاء حصوله على المنتج وامتلاك هذا المنتج سواء للإستهلاك أو الإنتاج ، وبالطبع يمكن أن يكون السعر صفرا في بعض الحالات لكن القيمة ( value ) تكون مرتفعة جدا .
ومن أمثلة السعر الصفري منتجات الطبيعة ، كالهواء مثلا ، وهو رغما عن قيمته المرتفعة جدا وأهميته لحياة الإنسان إلا أننا نستمتع به مجانا . والمثال الآخر هو الماء ، وقيمته تكون عالية جدا حين نحتاجه ، لكن هذه القيمة تنخفض للغاية حين نكون قد أخذنا كفايتنا منه ، كما أن سعر الماء أيضا منخفض حتى يصل الصفر إحيانا ..
ولكن لم الحديث حول لغز القيمة وانخفاض السعر إلى الصفر هكذا بدون مناسبة ؟
دعونا نتساءل :
هل نكتسب حب الناس مقابل قيمة مادية ( سعر ) ندفعه ؟
هل تقوم علاقاتنا الغرامية على قيمة مادية ( سعر ) ندفعه ؟
هل نكتسب رضا والدينا أو حب أولادنا مقابل قيمة مادية ( سعر ) ندفعه ؟
هل يعتبر الاقتصاديون الحب منتجا ( سلعة ) يمكن قياس قيمتها وسعرها ؟
ما هي القيمة الكلية ( المنفعة ) التي نتحصّل عليها من استهلاك الحب والمودة والبر ؟

عزيزي ود قاسم

لك أجزل الشكر على طرق هذا الموضوع في زمن سطت فيه ال Price Mechanism على كلَّ القيم تقريباً.

كان جدي لأمي (رحمه الله) يقول لأخوالي: "هوي آناس أنا ما محتاج ليكم لكين أدوني عشان أولادكم يدوكم" وأعتقد أن في ذلك بعض من إجابة على سؤالك:

Quote: ما هي القيمة الكلية ( المنفعة ) التي نتحصّل عليها من استهلاك الحب والمودة والبر ؟

والإجابة هي: القيمة الكلية التي نتحصَّل عليها هي مجرَّد الحلم باستمرارية قيم مثل الحب والمودة والبر عبر الأجيال.

تحياتي

الأخ عادل البدوي
لك التحية

كان صديقي يوسف محمد زين يرسل المصاريف لوالده وعندما يعود في الإجازة يقوم والده بتسليمه صرة من القروش هي عبارة عن كل الذي أرسله له . ثم يقول الوالد للولد : ما توقّف مني المصاريف ، عشان أنا كلما ترسّل لي بكلم الأهل وأقول ليهم يوسف رسّل لي ...
يوسف لم يخسر مليما واحدا ، بل تحققت له مدخرات مادية ما كان يمكن أن يوفرها لو أنها سعى إلى ذلك بنفسه ،،، ثم أنه كسب رضا والديه ، وحسنت سمعته بين الأهل والمعارف ،،، وقام بواجبه نحو أب مسن خير قيام ...

Quote: هل تقوم علاقاتنا الغرامية على قيمة مادية ( سعر ) ندفعه ؟

أها يا الخال الحاصل فينا دا تسميه شنو

حمزاوي
ما يفرضه علينا الواقع الأليم شئ وما نحمله في دواخلنا شئ آخر ،،،
نعود إلى الدواخل فتصفو حياتنا ،،، ويكون الحب جميلا كما أراده لنا خالقنا ...

المشكلة يا خال انو القيمة او القيم بدات تزول تدريجيا .

يعني الحب مثلا ، ما عندو نفس القيمة الاولي ، عادي ممكن واحدة تكسر راسك بي شاكوش مع انها مكسرة فيك بس لانو في واحد محنفل اتقدم ليها .

حتي حب الناس ممكن تكسبوا ببساطة مقابل قيمة مادية ، يعني تشتري حب الناس بي سعر ، فعلا جزء كبير من الناس ممكن يحبك لمالك فقط و ليس لذاتك .

ارجو الا اكون متشائما اكثر من اللازم .

أباطلال

شكرا على إيراد هذا الموضوع الهام ..

نجي لشرحك الوافي الكافي ..

Quote: ما هي القيمة الكلية ( المنفعة ) التي نتحصّل عليها من استهلاك الحب والمودة والبر ؟

الحب كقيمة هو مرتفع جدا .. سواء أن كان حب الوالدين أو حب الأولاد و الأسرة أو الزوجة .. و منفعته كبيرة جدا .. و هو بلا سعر .. تماما كالهواء ..

لكن بعض الحب له سعر .. و سعر عالٍ جداً
نعم
و لكن ليس سعرا مادياً ( فلوس ) ..
و لكنه سعر يدفعه بعض المحبين أحياناً عندما يكون هذا الحب يتطلب تضحية من نوع ما ..

فقد يتعذب شخص من حب من طرف واحد ..
و هذا أغلى سعر ( غير مادي ) يدفعه الشخص من رصيد هناءه و سعادته .. بل هو رصيد يتحول إلى تعاسة أبدية. و هذا في نظري أغلى من دفع ملايين نقدا.
لأن هذا الذي يعاني من طرف واحد .. يمكنه أن يدفع دم قلبه في سبيل أن يحس به الطرف الآخر ..

أليس كذلك ؟؟؟

عزيزي ود قاسم

ولك التحية،

أقوال وأفعال جدي ووالد صديقكم تجعلني أستأذنكم لإضافة "الحكمة" كقيمة لا تقدَّر بمال وفي نفس الوقت ليس بالضرورة أن يُدْفَع سعراً للحصول عليها خصوصاً إذا تم أخذها من أفواه رجال من عينة جدي ووالد صديقكم لكن بسبب الوضع السائد بين سودانيي اليوم فإنَّه يتوجَّب على الواحد أن يتحسَّس محفظته قبل أن يهم بأخذ النصح (الحكمة) من أفواه النصَّابين والمستهبلين الذين يشكِّلون غالبية سودانيي اليوم لأنُّو أكان مَرَقْت بي نورتك (أي، ما سرقك الناصح/الحكيم) ستضطر إلى أن تدفع له مقابل ذلك النصح (الحكمة) فتأمَّل!

تحياتي

أبو جهينة
شكرا للمداخلة القيمة
التضحية نعم هي سعر ، وقيمة يدفعها الكثيرون ،،، لكن لابد للإنسان أن يضحي من أجل أمر يستحق التضحية ،،، لا يجب الجري وراء السراب ، ولا يجب إعطاء الحب ( على المستوى العاطفي ) لمن لا يستحقه أو لمن لا يقدره ... والحب من جانب واحد ينشأ من قصور في إيصال المعلومة للطرف الآخر ، أو من قصور في تسويق الذات ، وهذه مشكلة كثيرين أيضا ،،، ولكن هناك مثل يقول :
البيحبوك أخير ليك من البتحبهم ،،،

ولدنا حمد
كيفك ؟
لو الحب حب حقيقي يا حمد بيكون عندو نفس القيمة الزمان ، وبيحقق كل الأحلام البنحلم بيها ،،، لكن البعض يستعجلون الحب ، والبعض يستجدونه ، والبعض يبيعونه ، وكل هذا ليس حبّا ...
والحب الأصيل يبقى حبا أصيلا أبد الدهر ، لا ينطفئ له بريق ، ولا تضل به الدروب ...
جرّب يا حمد ، جرّب هذا الحب الحقيقي ، وستستمتع بكل التفاصيل ولآخر قطرة ، ومجانا ...

أخي ودقاسم.. تحياتي

وقد فتحت بوستاً إقتصادياً أبدؤك بالسوال التالي:
في السودان .. الدولار ينخفض والاسعار ترتفع .. بالله ممكن تفسر الحكاية دي؟
سألت أحد أساتذة الاقتصاد .. فأجابني : دي زي سيارة ماشة في أتجاهين في نفس الوقت.

الشيء الثاني: المعاني والمباني .. وهل للمعاني قيم مادية؟ .. لو أجبنا بلا: لقفز للذهن السؤال التالي: لو ما عندك قروش في عصر العولمة.. فأين تجد الوقت والبال .. للحب والتواصل؟ ما بتنشده بس ..

إن محاولة فتح أبواب للحياة الحلوة بلا قيم مادية دعوة قد تعجب ماسكي الشطور .. لأنها توحى لماسكي القرون إحساساً بالرضا والقناعة باللاشيء ..

كل القيم التي تنتجها الطبيعة يجري تعليبها وتقزيزها تدريجياً .. واصبحت موية القزاز سلعة رائجة في بقالات الخرطوم وامدرمان وبحري .. والما عجبو يشرب من البحر