السلطة الخامسة

السلطة الخامسة


12-04-2005, 11:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1133693834&rn=0


Post: #1
Title: السلطة الخامسة
Author: منصور شاشاتي
Date: 12-04-2005, 11:57 AM

تبرز نتائج الانتخابات المصرية، من جديد وبشكل صارخ، قضيتين على قدر كبير من الأهمية وهما : فصل الدين عن الدولة من ناحية، والفصل بين السلطات من ناحية أخرى.
فصل الدين عن الدولة اصبح ضروريا بالنسبة لمجتمعاتنا العربية ، لمصلحة الدين أولا ، على اعتبار أنه المكون الاساسي لشعوب المنطقة التي ارتبط تاريخها وتراثها وثقافاتها بالديانات الابراهيمية الثلاث عموما وبالاسلام بشكل خاص بالاضافة إلى معتقدات وديانات كثيرة، بعضها ذاب في الآخر وبعضها ما زال موجودا ..
إذن، الدين مكون اساسي لا يمكن القفز عليه في عالمنا العربي ، على عكس أوربا وغيرها من فضاءات العالم.
ونحن عندما نقول بفصل الدين عن الدولة لا نهدف إلى أكثر أو أقل من المحافظة على الدين أمام غلواء الدولة. فالدولة - أية دولة - تسعى بطبعها إلى فرض هيمنتها على كافة السلطات واختصارها واخضاعها إلى السلطة التنفيذية..
الفصل بين السلطات هو مدخلنا المباشر إلى الديمقراطية، بل لن يكون معنى للحديثعن ديمقراطية بدونه.
وإذا كنّا نطلق على الصحافة صفة (السلطة الرابعة) إلى جانب السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية فإن الدين ينبغي أن يحتل في العالم العربي موقعه كسلطة خامسة. . وهذا الترتيب بالطبع لا علاقة له البتة بمنطق تسلسل الأهم فالمهم ذلك لأن الديمقراطية (الخماسية) هذه أو فلنقل الديمقراطية (البنتاجونية) التي أدعو إلى اعتمادها في العالم العربي لا يمكن أن تستقيم إلا على اضلاعها الخمسة المتساوية من حيث الأهمية، المستقلة من حيث الدور.
ما نختلف عليه مع حركات الاسلام السياسي ليس هو أهمية الدين ودوره الايجابي في الحياة ، على العكس نحن نقول بأن لا فكاك لنا عن هذا القدر المحبب الي نفوسنا. . ولكن مشكلتنا هي مع من يسعون إلى إحتكار (الدين) واستخدامه (كماركة مسجلة) ويدعون إلى إخضاع السلطات الأخرى في النظام الديمقراطي لمرجعية فهمهم (الخاص) للدين بحيث يكونوا هم (المرجعية) السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخ وكل من لا يقبل بذلك هو خارج عن الدين والملة.
إذا لم تستوعب الحركات السياسية الاسلامية التي تحاول اليوم سحب البساط من تحت اقدام القوى المتربعة على قمة النظام العربي القائم ، والتي تحتكر هي الأخرى كافة السلطات بما في ذلك (السلطة الدينية) وتختصرها في سلطة تنفيذية متفردة ، فإنها ستصل في الغد القريب، وحتى قبل أن تقفز الي سدة الحكم، إلى طريق مسدود، وتدخل مجتماعاتنا ،المنهكة أصلا، في دوامة جديدة من الفوضى والاحتراب .

والموضوع مطروح للنقاش