دعوة للجميع: إشاعة ثقافة الاختلاف

من خلال متابعاتي لما يكتب في هذا المنبر خلال الأيام الماضيــة أن بعض المناقشات أخذت تنحو إلى مستويات لا أقول أنها متدنية فهو تعبير ربما يكون قاسياً، ولكنها بكل تأكيد لا تشه أخلاقنا وقيمنا التي تربينا عليها.
إن ما يميزنا كسودانيين عن غيرنا بجانب الأخلاق العالية فهو الحياء الذي يمنعنا من مجرد لصق ما لا يليق من الصفات تجاه من نختلف معهم . حتى على مستوى الممارسة السياسية عبر الحقب المختلفة، كنا نسمع عن قصص فريدة لزعماء جمع بينهم الود والاحترام المتبادل رغم اختلافهم التام على صعيد العمل السياسي (الصادق المهدي /الترابي كمثال).

أن نختلف فهذا شي عادي بل ومطلوب... أن نتخاصم فذلك طبع إنساني ... ولكن ليست الخصومة التي تؤدي للفجــور ...

لا نريد أن تتطابق أفكارنا ...
ليس مهما أن تتلاقى آراؤنا.. بل لا نريد ذلك، وإلا نكون قد نسخنا أنفسنا من أنفسنا.. وبالتالي أغلقنا كل الطرق في تبادل التجارب بيننا...

ولكن لنعمل على تأسيس ثقافة جديدة ... ثقافة الاختلاف ... وليس الخلاف!
أساسها أن نقبل بالرأي الآخر ... فمن حقي أن أقول رأيي .. كما من حقك أن تقبل هذا الرأي أو ترفضه ...
في هذا المنبر أدعو صادقاً الجميع لأن نتبنى هذه الثقافة .. دعونا نبدأ بها الآن ...

إشاعة ثقافة الاختلاف في الرأي مطلب تفرضه أخلاقنا وقيمنا قبل أي شئ آخر !

نصف رأيك عند اخيك

الأخ محمد عيد
شكراً على المرور ...
وهناك كلام مأثور: قيل أنه لعلي إبن أبي طالب أو للشافعي وهو:
"رأيي صواب يحتمل الخطأ ... ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"
فهذه المقولة هي تعزيز عملي لثقافة الاختلاف ... فكما أن رأيي صواب لكنه أيضاً قابل لأن يكون خطأ ... وهذه الاحتمالات هي تلخيص لأدب الأختلاف بين الناس.

اعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لتبني هذا الموضوع. مساهماتكم يا أعضاء البورد.

عين الصواب ان نختلف
والخطأ ان ندير اختلافاتنا وحواراتنا خارج المنظومة الانسانية

تحيـاتي أخـي الحـلاوي..

أدعم مـاتقـول واضيف جـزئية اسـاسية تتبع حـق الاخـتلاف وهـي أدب الحـوار..
ولكـن بينمـا يكـون هـذا اسـاسي..الا انه صـعب تبنيه بالنسبة للعـديـد مـن اعضـاء المنبر لاخـتلاف درجـات الوعي بالأسس الديموقـراطـية في الحـوار وحق كـل انسـان المسـاوي لحق الآخـرين في التعبير عن آرائهم.. وايضـا لاخـتلاف أجـنـدة المشـاركـين في المنـبر ..تلك الاجـنـدات التي تحتـوي بجـانب تقـديـم الجـيد الهـادف تحتـوي أيضـاعلي خطط واهـداف من بينهاتقـديم السيئ المـؤذي وتسبيب الأذي للآخـرين ..
فمـا العمـل ?
فـكثرة القـوانين اثبت ان لا جـدوي منها وخـاصة مـع نمـو الشللية وهـروب العـديـد مـن المواجـهـة وتوقف العـديـد من الكتابة?

لك تحياتي

مـني عـوض خـوجـلي

الأخت منى
لك التحية وشكراً للمساهمة.
أتفق معك بأن هناك تبايناً في مستويات الأعضاء من حيث استيعابهم بشروط وضوابط الحوار، ولذلك قصدنا التنبيه بما يجب أن يكون عليه الحوار وأهمية تأسيس الحوار. وهذا البوست فقط محاولة للتذكير لمن نسى من خلال تبادل الخبرات وتحقيق الفائدة منها خاصة بعد ما لاحظناه في الآونة الأخيرة من خروج الحوار عن مضابطه المعروفة.
شكراً لك ولنا عودة مرة أخرى.

تمبس
كلامك جميل جداً. فلنختلف إذن!
ولكن لنتفق على أن يظل الحوار مفتوحاً والاحترام هو الركن الثابت في هذه المعادلة.

الأخ علي الحلاوي
ولنا في مقولة الشافعي رضي الله عنه أسوة حسنة
( رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) .

الأخ عبد الرحمن الحلاوي:

Quote: الأخ علي الحلاوي

شكراً على المرور ولتأكيد أن القول المأثور للشافعي وليس لعلي إبن أبي طالب.
وللتصحيح فقط أنا الحلاوي بس . على الحلاوي دا عضو تاني....
مع خالص ودي

الاخوة الاعزاء
اولاالشكر للاخ هلاوي على طرحه هذا الموضوع الهام

في تقديري ان كل مشاكل السودان سياسية كانت ام اجتماعية او اقتصادية تنحصر فقط في (قبول الاخر، الاختلاف مع الاخر )

حيث ان ديدننا هواقصاء الاخر وابعاده وفي احيان كثيرة العمل على استئصاله والقضاء عليه تتعدد الاساليب وتتنوع الطرق ولكن الهدف واحد والشواهد عديدة لاتحصى ولاتعد وكلكم معاصرون

اذا سلمنا بهذه الفرضيات علبنا ان نبدأ بانفسنا في هذا البورد
نتفق على:ـ
/ تاسيس ادب الاختلاف
/ قبول الاخر كما هو كائن وليس بما نرغب نحن ان يكون
/ الايمان الكامل والالتزام التام بحق الاخر
/ الالتزام بالخلق السوداني في ادب الحوار وعدم استخدام عبارات تخرج عن الاخلاق والسلوك
الاحترام والتقدير المتبادلين والبعد عن السفاف وسقط القول
كذلك علينا ان نذكر احبتي الكرام اننا حملة اقلام وهذه امانة ومن المعروف ان حملة الاقلام هم الفئة المستنيرة وحداة التنوير
ودمتم

Quote: حيث ان ديدننا هواقصاء الاخر وابعاده وفي احيان كثيرة العمل على استئصاله والقضاء عليه تتعدد الاساليب وتتنوع الطرق ولكن الهدف واحد والشواهد عديدة لاتحصى ولاتعد وكلكم معاصرون

أخي محمود
ولأننا نفترض أن البعض منا كما ذكرته من صفات لذلك نريد أن نؤسس لأدب الحوار.

Quote: تاسيس ادب الاختلاف / قبول الاخر كما هو كائن وليس بما نرغب نحن ان يكون / الايمان الكامل والالتزام التام بحق الاخر / الالتزام بالخلق السوداني في ادب الحوار وعدم استخدام عبارات تخرج عن الاخلاق والسلوك الاحترام والتقدير المتبادلين والبعد عن السفاف وسقط القول

النقاط التي ذكرتها أعلاه هي خير بداية لتأسيس أدب رفيع للحوار. وإذا توفرت هذه النقاط نكون قد ملكنا حوار حضاري متزن. نأمل أن نصل لهذه المرحلة يا محمود. ولكن السؤال كيف نصل لما ذكرت. هذا هو دورناالآن!

ربمـا كـان الحـل في ان تتبني مجمـوعة في البـداية Code of ethics يعمـل كـميثاق الشـرف..هـو معنـوي والالتزام به يعمقه كثقافة هـذا يجـعلنـا ايضـا قـادرين الي حـد مـا علي مقاطعة الخطأ وعـزل اللغة الغـير مهـذبة دون اللجـوء طـوال الوقت لبكـري للفصل..

Muna

الأخت منى
كلامك هذا يمكن أن يدخل ضمن مفهوم ما يسمى بالرقابة الذاتيــة فيما يتعلق بحقوق الآخرين. والتجربة الغربية في هذا الموضوع سابقة لغيرها . فرغم هامش الحرية المطلق لديهم، إلا أن هناك ضوابط محددة يمارسها الشخص من تلقاء نفسه دون أن يكون هناك رقيب خارجي ، وهذا فيما أرى يرتبط بظروف التنشئة الاجتماعية التي تعمق مفهوم الحريــة بشرط عدم المساس بحرمة الآخرين.
مشكلتنا نحن –ولا أقول في السودان فقط- بل في معظم دول ما يسمى بالعالم الثالث هو شخصنة الأفكار، فهناك خلط بين ما هو شخصي وبين ما هو عام.
إذا استطعنا الوصول إلى مرحلة استيعاب الفرق بينهما، أعتقد أننا سوف ننجح في تأصيل قواعد محترمة للحوار بيننا.
نقطة أخرى يجب ألا نجهلها وهو حداثة ممارسة الحوار بأصوله المعروفة في مجتمعاتنا، فإذا قمنا بتصفح أي منتدى في تلك البلاد نجد الحوار قطعاً مختلفاً والسبب ببساطة هو عمق التجربة التي تكبر مع الإنسان في جميع مراحل حياته منذ الطفولة.
أما فيما يتعلق بميثاق الشرف الذي يمكن تبنيه في هذا المنبر، فربما لا يكون الموضوع بهذه البساطة كما تتوقعي أختي منى ... وهنا أعود لكلامك السابق وهو اختلاف المنطلقات والأجندات. الحل في نظري يمكن أن يكون مزيداً من التكثيف من خلال التجربة وليس من خلال الخطابية. وهنا تكمن أهمية المشاركة الإيجابية لأولئك الذين نسميهم "رواد المنبر" بوصفهم يمثلون قدوة وقادة للرأي المستنير.

مسـاء الخـير

كـلامـك صـحيج... وللأسـف لا تبـدوا هنـاك حـلولا كـلية يمكـن لها ان تجمع الأغلبية ان لم يكـن الجميع... في نفس الوقت لاحظـت ايضـا ان اقـتراحـي لن يحـل مشكـلة 'الشـللية' بل سيؤدي الي خـلق 'الصـفوة' ..هـي اذا محـاولة للتفكـير بصـوت معكـم!

اتابع معكم...
مني

منى
تشكيل مجتمع منبري من الصفوة مطلب مثالي لكنه مستحيل! كما أن هناك مشكلة أخرى وهي: أن الصفوة لا يمكن أن تتحول إلى أغلبيــة بسبب ابتعادها عن القاعدة وقد نتج عن ذلك تكون حالة من الجفاء والفصام بين الصفوة والعامة وبالتالي ضعف التأثير الإيجابي للصفوة على العامة. حدود التأثير والتأثر تقف حينما تكون عناصر التفاعل موجودة بين الطرفين وهو ما لا يحدث للأسف (على الأقل في هذا المنبر).

.

الأخ الحلاوي والجمـيع، تحية طيبة..وشكـرا على هـذه الدعـوة لتعلم وتبني ثقافة الإختـلاف.. في رأي أن أسـاس احترام الرأي الآخـر يبـدأ من الإعتـراف بانسانية هذا الآخر المخاطب، هـذا على الأقـل بالنسبة لي، فعنـدما أتذكـر أن هذا الآخـر هو انسـان مساوٍ لي في كل شي، وأن الله تعألى قد خصـاه بالتكـريم دون كثير ممن خلق، فيكـون احترامه ايضا واجب ديني عليّ؛ عنـدها أعترف أنه لا يحـق لي أن أصـرخ في وجهه عندما أختلف معه في أو عن أي شئ.. وأهلنا بقولوا (عدم المؤاخذة يعني!!): دق (ضرب) الكـلب في عين سيدو حقارة!! فكيف عندما يتعلق الأمر بالإنسان..وفي رأي أنه عندما (اضرب) انسان آخر بسئ القـول فذلك لا يقل أيضا عن الضرب بالسياط، وأنا هنا أتكلم بالطبع عن الإنسان نفسه...نعـم من حقي أن أختلف عنك، وأن انتـقـد آراءك بكل قسـوة، ولكـن يبقى الخـلاف محصورا في هذا الجانب أو في الموضوع المعين، ولا يمنع ذلك أن نتقابل أو نتفق في مواضع أخرى... علينا أن ندرك أن (الآخر) هـذا ينطلق ربما من خلفية ثقافية أو سياسية أو دينية (او رياضية) الخ مختلفة عن تلك التي أعتـقد فيها وأعتـز بها أنا... في راي أننا نعاني هنا في المنبر أو في تنظيماتـنا السياسية من المشكلتين معا: أي أن الآخر هـذا غالبا لا يتقبل النقـد والإختلاف عنه، مثلا بعضهم عندما تتداخل معه في موضوع كتبه هو ولكن تأتي بوجهة نظر مخالفة، يقول لك: لو كـلامي ما عاجباك أحسن تسكت وما كان في داعي ترد عليهو!!.. والمشكلة الثانية التي أقصد هي كما قلنا في عدم احترام وجهة النظر المخالفة وذلك بتحويل الموضوع إلى شتائم وإساءات غير لائقة ولا انسانية..لك وللجميع الود..

أخي Isa
لك التحية والود. أنت آثرت نقاطاً جديرة بالمناقشةالعميقة.
لي عودة لمناقشة هذه النقاط بما يليق بها.
لك التحية
الحلاوي

الأخ عيسى
مساء الخير
عودة لما طرحته من نقاط أود أن أضيف: أن أي حوار ناجح من الضرورة أن يتوافر على توافق فكري بين المتحاورين أو سيكون حوار طرشان. وقديما قال الشافعي" "إذا جادلني جاهل لغلبني وإذا جادلني مائة عالم لغلبتهم" لأن الجاهل لا يملك الحجة والمنطق السديد.

ولذلك فمن الطبيعي أن تكون نتيجة الحوار غير المتكافئ هي نفس النتيجة التي ذهبت إليها في مداخلتك.
أما مسألة النقد ومدى رضاء الآخر بها فهي جزء صميم لتأسيس أي حوار، وفي الغرب تلجأ معظم المدارس والجامعات إلى تنظيم ما يسمى بالـ Pannel discussion وهي عبارة عن حلقات للنقاش الفكري العام بين الطلاب - هدفها هو تعليم الطلاب أصول الممارسة لأدب الحوار وكيفية انتقاد الآخرين وكذلك تقبل الرأي الآخر ومقارعة الحجة بالحجة.
للأسف معظمنا لم يخضع لتدريب عملي في الحوار لا في طفولته ولا في صباه، ولذلك حينما أتت الفرصة لطلاب الجامعات لممارسة الحوار من خلال أركان النقاش لم تكن النتيجة سليمة بل كانت غالب الحوارات أو المجادلات إن جاز التعبير تنتج زعيقاً وربما طعناً بالسكاكين فيما بين المتجادلين.

(ربما لا يكون هناك متسع من الوقت كي نتعلم نحن ثقافة الحوار والاختلاف مع الآخرين، ولكنه قطعاً لم يفت على أبنائنا، فلنعمل جاهدين على تعليمهم ما جهلنا أو ما عجزنا نحن عن تعلمه).

أخـي الحـلاوي، سـلام وشكـر جديـد لـك، تحـدثت عن التوافق الفكري بين المتحاوريـن، ولكـني أرى، والكـلام عن الحـوار هنا في المنبر (العـام) بصورة خاصة، أننا هنا وما دمنا نتحدث عن موضوعات عامـة ليست لها علاقة بتخصص العضو العلـمي، لذلك فارى أن الجمـيع هنا (تقريبا)! متساويين فكـريا، فالأديب؛ القاص أو الشاعر، والطبيب، وغيرهما، كلهم يشاركون بآرائهم في مختلف قضايانا وهمومنا الثقافية والسياسية والإجتماعية والرياضية الخ، لذا فأنا أرى أنه لا فـرق بيـني أنا العنـقالي، بحسـب تعبير الأخ دكين، وبين مهندس الصواريخ النووية... ولأنك أشـرت لأدب الحـوار وديمقراطيته في الغـرب، فستكون أيضا قد لاحـظت مثـلي أنه لا تجـد فـرق بين البروف ( في أي تخصص)، وبـين الكمسـاري مثلا ما دام الحـديث عن قضـايا عامة، وكل منـهما يسـتمع لوجـهة نظـر الآخـر ويناقشه فيها بكـل احترام... بـل قد تـكون لاحظت أيضا أن المديـر العـام لاي مؤسسة أو شركة لا يتنكب السبل في الإستعانة برأي أصغر موظفيه والأخـذ به أو مناقشته حوله.. بل تجـدهم عنـد الإعـلان عن الوظائف يشترطون أن يكـون الشـخص (مـبادر) أو initiator الخ...ولكـن المشـكلة هي التـي ذكـرت: لأننا لم نتعلم أدب الحـوار واحترام الرأي الآخر ابتداءً...لعـلك ايضا شـاهدت لقـطة الفيديو الشهيرة المنقولة عن تلفـزيون النيل الأزرق التي نقلها لهـنا الدكتور معز بخيت، وكـيف تحـدث (سعـادة اللواء) واصفا محاوره بالجبن، وفي هـذه اللقطـة صـورة (ناصـعة) توضـح افتقارنا لأدب الحوار والإختلاف.. فالمشـكلة إذ ليست في المستويات الفكرية أو الخلفيات الثقافية أو غير ذلك...

أما بالنسبة لقولك الأخير:

Quote: (ربما لا يكون هناك متسع من الوقت كي نتعلم نحن ثقافة الحوار والاختلاف مع الآخرين، ولكنه قطعاً لم يفت على أبنائنا، فلنعمل جاهدين على تعليمهم ما جهلنا أو ما عجزنا نحن عن تعلمه).

فأخشى أن ينطبق عليه: فـاقد الشـئ لا يعطيه!!.. ولـكن وحتى نكـن متـفائلين، فأنا أرى أن تعـلّم أدب الحـوار وثـقـافة الإختـلاف يحـتاج لجـو من الحرية والديمقراطية، ولزمن طويل جدا، إذ أن الغـرب نفسه لم يتعلم ذلك بين عشـية وضـحاها... فأملنا إذن أن الأجيال القادمة ستكون أفضل حالا إذا اتيحت لـها الفـرصة بتهيئة الجـو المناسب...(مجـرد أمل!)... ولك كثير الـود...

.