المعضلة التي تنكبت بالتجربة الاسلامية في السودان وحولتها الى مجرد مشروع سلطوي باطش

المعضلة التي تنكبت بالتجربة الاسلامية في السودان وحولتها الى مجرد مشروع سلطوي باطش


11-24-2005, 09:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1132821668&rn=0


Post: #1
Title: المعضلة التي تنكبت بالتجربة الاسلامية في السودان وحولتها الى مجرد مشروع سلطوي باطش
Author: مكي النور
Date: 11-24-2005, 09:41 AM

على أي شريعة .. او دين !!
عثمان ميرغني
[email protected]


في أشرس المعارك الانتخابية التي تجري في مصر .. وعلى خلفية الانفتاح السياسي الكبير الذي بدأ بتعديل المادة (76) من الدستور المصري ليتم انتخاب رئيس جمهورية مصر ولأول مرة بدلا عن الاستفتاء التقليدي .. يتقدم الأخوان المسلمون بصورة مثيرة في انتخابات مجلس الشعب المصري (البرلمان) .. في المرحلة الأولي حصدوا (34) مقعدا .. وتجري الاعادة يوم السبت بعد غد للمرحلة الثانية، التي يتوقع الكثيرون أن تضعهم في نهاية المطاف في الطريق الصاعد الى مئة نائب برلماني .
بلا أدنى ريب كسب الشعب المصري هذه المنافسة السياسية الجادة.. وبدأ واضحا أن الاصلاح السياسي لم يعد وهما أو مجرد رجاء .. خاصة بعد الحياد الكامل للسلطات الرسمية الذي وصل مرحلة جعلت المعارضة نفسها تشتكي من (الافراط) في الحياد ، وتطلب تدخل الشرطة في بعض الأحيان لكبح الحماس الانتخابي عندما ينقلب الى عنف دموي ، كما حدث في الاسكندرية قبل أيام قلائل.
لكن ، هل يستثمر الأخوان المسلمون فوزهم الكبير لتقديم مثال حضاري أنموذج لمعارضة جادة حصيفة .. كما يتنكبون الطريق و يقعون في فخ الأحساس بالنصر غاية أكثر منه وسيلة .
أثبتت كثير من التجارب السياسية في العالم الثالث أن الوصول الى البرلمان ليس معضلة اذا توفرت مقوماته .. لكن الفخ الأكبر كان دائما اندثار الصورة الزاهية ، وتبدل الشعارات عمليا الى واقع يكابد انفصام الشخصية .. واقع آخر يجعل حالة الوصول الى السلطة مصدراً لانبعاثات اشعاعية تبدل تماما ، التجربة الاسلامية في السودان خير مثال لذلك .. كافحت الحركة الاسلامية في السودان لاعتلاء منابر السلطة .. منبرا فمنبر .. من أدني المعارضة الى زعامتها ثم القفز مباشرة الى السلطة في فجر 30 يونيو 1989 .. ودالت السلطة الى الحركة الاسلامية في نهاية الأمر .. لكن الجرد الحقيقي للتجربة بعد كل سنوات السلطة ليس اطلاقا في مصلحة الشعارات التي رفعتها الحركة الاسلامية .. تحول المشروع الاسلامي الى اعتداد بالسلطة المجردة من مقاييس ومواصفات الحكم الراشد القائم على أعلى درجات الشفافية والمسئولية والمشاركة الشعبية .. بل في كثير من الأحيان بدا شكل الحكم وكأنما نسى تماما على أى شريعة رفعت راياته .
ربما يفوز الاخوان المسلمون في مصر بثلث مقاعد البرلمان . وربما يوما نصفه أو كله .. وربما يعتلون سدة الرئاسة نفسها في الانتخابات القادمة .. لكن هل كانت تلك هي الغاية التي من أجلها سكبت الدموع والهتافات بل والدماء ؟؟.
لا أحد يستطيع المجادلة الا بالبلاغة واللغة الممشوقة الكلمات .. لكن الأجابة الحقة لا يمكن أن تثبت الا من واقع التحليل العميق لمنهج الجماعة في أعماق نفسها قبل الوجه الآخر المواجه للناس . هل هي حركة ديموقراطية تحتمل الرأي الآخر ؟؟ هل تقوى على نقد الذات والصبر على مر المراجعة والمثابرة على المعايرة بين المرجعيات والواقع .. بين النظرية والتطبيق . ام ان مفردات البقاء في سدة السلطة .. سلطة الحكم أو المعارضة تصبح هي الصوت الذي لا يعلو عليه صوت ؟!..
تلك كانت المعضلة التي تنكبت بالتجربة الاسلامية في السودان وحولتها الى مجرد مشروع سلطوي باطش
www.alsahafa.info