رقصة زاندية كاكاوية !

رقصة زاندية كاكاوية !


11-23-2005, 06:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1132766713&rn=0


Post: #1
Title: رقصة زاندية كاكاوية !
Author: Elmuez
Date: 11-23-2005, 06:25 PM

إنها المذيعة الجنوبية المعروفة لمشاهدي قناة النيل الأزرق تقص علينا هنا قصة حياة حافلة متنوعة تتجاذبها ثقافتين نقيضتين وتجربة إجتماعية مختلفة نسبيا قياسا بالمجري العام لحياة إخوتنا الجنوبيين عامة.. الحوار الذي أجرته ' ماجدة حسن ' مع ' إيانا ' علي صفحة فنون بصحيفة الرأي العام الصادرة صباح الأربعاء 23/11/05 يلقي الضوء علي قضايا حيوية هامة ولا يخلو من المادة التعريفية بعادات و تقاليد عزيزة علي أهل الجنوب بنيت و تأسست عليها حياتهم , خلاصة للمادة إرتباط و ثيق بقضاياالتعايش بين ثقافات السودان المتنوعة و التي يؤمل في أن تصاغ و تبني علي قاعدة متينة من مبادئ الحقوق الأساسية لمختلف المواطنين , أترككم مع هذه المادة الشيقة :

حوار : ماجدة حسن

إيانا موسى .. مذيعة النيل الازرق وجه ألفه المشاهدون في برنامجها (الضرا) وبعض برامج المنوعات وبرنامج السينما تعتز بقوميتها الافريقية بزيها الذي تضع به الدهشة ، وعلى الرغم من امتلاكها للثوب السوداني إلا انها أرادت ان تحكي للعالم عن ثقافات السودان ، والتعايش العربي الافريقي .. إيانا الجنوبية .. تخرجت من جامعة الخرطوم دون أن يشاركها والدها فرحة التخرج.. فهي لم تحظ برؤيته منذ أن كانت طفلة .. فوالدها موسى كما روت كان من المشتغلين بالسياسة وعضواَ برلمانياً .. وتذكر إيانا في عهد نميري وفي إحدى الامسيات وأمها خارج المنزل وهي تلعب مع أقرانها.. إذا بجماعة أخذوا والدها.. وبعد سؤال والدتها عنه تم العثور عليه في احد المعتقلات ، وذكرت أن والدتها كانت تلبس الجلابية والعمة لمقابلته في معتقله في شكل رجل وخرج بعد ثلاثة أشهر ثم سافر إلى الخارج وتأتي أخبار عنه أنه .. في يوغندا ، ثم تشاد ، ثم نيروبي .. وأخبار تقول أنه مع المعارضة وأخرى تقول أنه بالحركة الشعبية وحتى عودة عرمان الاخيرة سألته عن والدها.. اين هو ؟ ولا تزال إيان تسأل ..

الحوار مع إيانا سهل وبسيط ورغم وضوح فكرته، إلا ان بدايته كانت .. بمراقبتها وهي تعدل من ثيابها للتصوير.. سألتها إن كانت من اسرة مالكة بالجنوب فأجابت بسرعة وبنبرة إعزاز.. ان جدتها والدة أمها هي بنت السلطان «الكيروا» والتي تزوجت من الضابط الآنجليزي مستر جراهام وكان مهرها «سن فيل» وهي تفخر بذلك وكان ذلك في مريدي ، وعند نشوب الحرب العالمية الثانية جاء بها مستر جراهام للمشاركة في الحرب . وغير لها إسمها إلى «شامة أم كاجا» وكانت ذات طبع ملوكي.. وبعد رفض أهلها للسفر مع مستر جراهام تزوجت والد أمها .. وجاءت للوجود سعاد عبده عطا عباس والدة إيانا.. من زوج مسلم من الجنوبيين المثقفين . عملت سعاد ممرضة وهي في الثالثة عشرة من عمرها .. بالارسالية بحري ثم التحقت بالدايات. ورجعت جوبا وتزوجت والد إيانا بعد فشل مشروع زواجها بالشايقي الذي أحبته .. وجاءت ، إيانا والمعز- الاسماء العربية في عائلة إيانا كثيرة- يملأه اسمها هي أرجعت ذلك قدومهم المبكر للعاصمة والاحتكاك بالمجتمع الشمالي هذا بالاضافة الى التعليم في الاسرة وإيانا أيضاً تحمل اسم (مهاد) لكنها تفضل ما تحمله من إسم وقالت بحدة ان نظرتها تختلف عن أمها .. وأنها لو كانت مكانها .. لن ترضى بالاسماء العربية وأضافت بنفس الحده


--------------------------------------------------------------------------------
ةصٍ ءنْىكفَ .. انا أرطن وملامحي أفريقية الملاحظ جداً أن إيانا تعتز جداً بأفريقيتها وملامحها السمراء هذا ما أوضحته الصور التي تملأ جدران شقتها الصغيرة .. صور كلها بالزي الافريقي وملابس الجنوب عدا صوره واحدة أخذت مكانها فوق جهاز التلفزيون لإمرأة سمراء ترتدي ثوباً أبيض ، كان لوالدتها وقد عللت إيانا ذلك لزواج أمها من شمالي فهو لم يرسخ فيها ثقافة الجنوب ولا الافارقة وإنما الثقافة العربية فهي لم تلبس الافريقي قط.. وإستعاضت عنه بالثوب السوداني و«مشاط المساير» واضافت أن اسرتها تحديدا قد إحتكت بالقبائل الشمالية ، وان (عشه) ، سمير ، ناديه وأم الحسن.. هم ابناء خالتها وهم جنوبيون...
المفلهمة

ذكر د. فرانسيس دينق في كتابه «الدينكا في السودان» أن قبائل الجنوب يحبون الرقص والغناء ، وأن الرقص عندهم من الوسائل الحركية المهمة .. والجنوبي لا يرقص الا في حالة المرض أو إذا تقدمت به السن ، عدا ذلك فهم يحبون الرقص .. سألتها إن كانت جدتها تغني وإن كانت تحفظ شيئاً من غناء الجنوب.. أجابت ضاحكة .. ان جدتها كانت «مفلهمة» ما بتغني بيغنوا.. ليها .. وذكرت نموذجاً غنائياً يتردد فيه إسم «شامة أم كاا» جدتها .. وايقاعات الجنوب والرقص عند الجنوبيين أخذ حيزاً في الحوار.. واوضحت إيانا ان إيقاع الزاندي هو إيقاع البالمبو.. واوضحت أن في ثقافة الجنوب ان الرقص يكون حتى في بيت البكاء لكن بايقاع مختلف ووقفت عند عادات الجنوب في حالة البكاء.. وان الميت لا يدفن الا بوجود أهله والناعي لايخبر بخبر الموت إلا كبير الاسرة .. وعادة أقرباء الميت يقومون بحلق رؤسهم وفي أثناء النقارة يؤدون أغاني يذكرون فيها محاسن الميت وعائلته وتاريخه.. في بيت البكاء الناس برقصوا وبغنوا ؟؟ سألتها متعبة أجابت بلهجة جادة .. وفك الحزن مثل العرس.. لابد فيه من الملابس الجديدة والمشاط والحنة ولابد من توفر إمكانيات لعمل ديسكو وبارتي.

.............

اننحن أفارقة

بررت إيانا أن عدم وجود فن غنائي جنوبي في الوسط وباصوات جنوبيين .. لأن عاداتهم في اللبس قد ظلمتهم ، وحرمتهم من دخول الاجهزة الاعلامية وقالت :

«نحنا افارقة بنلبس الصفق والجلود ، تعلمنا اللبس هنا في الخرطوم» وعلى الرغم من ذلك فهناك الفنان يوسف فتاكي صاحب اغنية «ياي بلدنا» الشهيرة ، والفنان عبد الله باكندو ، وابراهيم دينق من الشلك ، وسبت بانداس عازف جيتار ممتاز لا يشق له غبار وأوضحت بحماس أن الجنوب به فن مبهر ورقص به حركات رياضية وبذات الحماس اوضحت ان نجاح فرقة كواتو يرجع لضمها كل قبائل الجنوب وإذا توفرت لها الامكانات فإن إبداعهم سيكون بلا حدود.. وعموماً الغناء في الجنوب موجود والفنانون موجودين لكن الجنوبيين متخوفون من الاعلام.

............

ماذا ترتدي

ما ترتديه إيانا من زي يعرف (بالكتنقا) وهي لبسة تتكون من ربطة رأس وقميص فضفاض «تنوره» ولفة «اسكيرت» وطرحة من نفس القماش مع التطريز والرسومات.. وهناك زي آخر يعرف بتوب «الكنقا» في البكاء يختار منه الاسود والبني والكحلي ، وفي الاعراس الالوان الزاهية من كرسي جابر ، نيفاشا (إسم قماش) هذا مع وضع السكسك الذي يعتبر أهم إكسسورات الجنوب تصنع منه العقود والرسومات والدلايات وأضافت أن المرأة الجنوبية تتفنن في زينتها.

سألتها كيف هي العلاقة بين الرجل والمرأة في الجنوب.. أجابت بأنها علاقة يسودها الاحترام لأن المرأة في الجنوب ثروة.. إستوضحتها ماذا تعني بثروة ..قالت إن أغلى أمرأة في العالم هي المرأة الجنوبية .. بقيمة ما يدفع لها من مهر عند زواجها من ابقار.. قاطعتها متسائلة عن كيفية تحديد عدد البقر قالت .. إن عدد البقر يتحدد بطول المرأة عند القبائل النيلية لأن الماشية عندهم للتباهي أما قبيلة الزاندي ساكنو المنطقة الاستوائية ليس لديهم ماشيه أصلاً لإنتشار ذبابة التسي تسي في المنطقة والتي تمنع تربية الماشية لذلك هم يعرفون بـ (الفروتيت) أي آكلي الفواكه ، لذلك إتجهت قبيلة الزاندي المسالمة إلى الاهتمام بالتعليم ليتم تقييم المرأة للزواج وفقه ، ويدفع مهرها من الملود والحراب وأدوات زراعة وصيد بعكس قبائل الرعاة الذين يطلبون للمرأة الوقوف على «شعبه» ولفها بالحبال وبعدد دوائر الحبال يكون عدد بقر مهرها .. لا كما في الزاندي الذين يقيمون بالعلم.

........

الزاندي والرحالة

الحياة الاجتماعية عند قبائل الجنوب مليئة بالطريف والمدهش وأخذت حيزاً مقدراً من الحديث مع إيانا .. سألتها عن أشهر زواج تذكره .. قالت أنه زواج العقيد جوني أنتوني على (إديتي) والتي دفع لها 50 مليوناً مهراً قبل سبع سنوات.. قلت لها يفترض عندكم الزواج من القبيلة .. قالت أن الزاندي إحتكوا بالرحالة والاجانب مما جعل حاجز القبيلة يتلاشى عندهم ، وفي قبائل الجنوب لا يمكن للفتاة الزواج من إبن عمومتها أو خالتها.. خوفاً من الاصابة بالجزام وعموما زواج الاقارب غير مشجع وبعض القبائل لا يمكن الزواج منها لأنها شرسة ، سألتها عن تعدد الزوجات في الجنوب وعما إذا كانت تقبل ان تكون الزوجة الرابعة لرجل.. قالت إذا كان الرجل غير مسلم يتزوج اكثر عدد ، والرجل الافريقي إن كانت له مكانة لابد له ان يتزوج كثيراً وعن نفسها قالت أنها لايمكن ان تتزوج من رجل متزوج بسبب الغيرة واوضحت أن ما يحدث من كثرة زواج يرجع إلى الجهل وفي بعض القبائل المرأة تخطب لزوجها أو تطلق! والطلاق فضيحة .. ولو كنت في الجنوب سيزوجوني غصباً عني واعراف القبيلة أقوى.. وعموماً بنات الزاندي بلغن مرحلة من الوعي بسبب التعليم.

..........

ىمواقف

المواقف ، محرجة أم مدهشة في حياة إيانا كثيرة عند سؤالها لم تتردد.. وحكت ضاحكة .. في سوق نيفاشا بالسوق الافرنجي وهي تشتري حاجياتها سألها أحدهم هل أنت مذيعة النيل الازرق وعند إجابتها.. خاطب البائع قائلاً : «أديها اللبسة مجاناً عندها إبتسامة تخلي الناس كلها تتجازف» وخوفاً من المجازفات أصبحت ترتدي العباءة ولكن ذلك لم يعفها.. وسألتها أخرى إنت المذيعة .. أجابتها بالنفي وانها أختها .. قالت لها ساخطة «بالله عندها لبسة بنية مجننانه بيها كلميها تغيرا».

..............

ااوبرا

ظهور إيانا من خلال الشاشة ليس بمستحدث فقد سبقتها ميري إيرو ومارسا ، وسوزان باب الله عبر التلفزيون القومي.. وتقول إيانا إن اختيارها للعمل بالتلفزيون والنيل الازرق من بعده قد تم بواسطة معاينات لم تأخذ في اعتباراتها أنها جنوبية وانما لقدراتها التي إجتازت بها تلك المعاينات وتعتقد ان هذه نتيجة طيبة لما تقوم به من عمل وهذه تعتبر مسئولية تتطلب الجهد وتقول ان الوصول للقمة لا يكون إلا بالمحبين والمعجبين وانها تتمنى الوصول لمستوى (اوبرا) مقدمة اشهر البرامج التلفزيونية في امريكا.