هواتفنا على الشاشه

أقعد قدام التلفزيون كل يوم بعد الفطور – فطور رمضان طبعاً – ولما لم أكن أتعاطي التمباك ولا السجائر العادي أو أبو زلومه والأخير ده طبعاً حتى لا يسئ البعض الظن بي هو الشيشة جراكاً كانت أم معسلاً ، أها رأس زي ده الحلاق يحردو لا سجاير لا صعوت وحتى الشاي والقهوة عندي فيها رأي بحكم أنها لا تفرق معاي لقيتها أو لم ألقاها.
وأنا قاعد أمام التلفاز هذا الجهاز النكسة ولأنني منحاز لوطني أقوم أجيب الفضائية السودانية والأرضية السودانية على طول يجيني مغص وأغادر للمكان بالدس ، برامج مهببه والحشو بين البرامج أو ما يسمى زندقة بالدعايات ، تصوروا أى حاجه بنغني ليها مفروشات أكل طوب سيراميك ملابس مستوصفات ومستشفيات خاصة حتى إسبيرات العربات ، لا ويقول ليك هواتفنا على الشاشة والله لو رمشت ساكت أو جات ضبانه طايره قدامك تلقي الشاشة إتمسحت تقول الشاشه الغشاشة لو رقمين ما بتقدر تشوفهم من سرعة تطشيشهم. أها يا جماعه للمرة التانيه بعرض تلفزيوني للبيع والريموت كنترول هواده بلا مقابل

يبدو أن الصيام قد فعل فعلته معي وبخاصة في العشر الأواخر ولا أبرئ نفسي من جهل بين في عقليتي السايبيرية فإنفلت العيار وتكرر المقال لثلاث مرات متتالية ، أقدم إعتذاري لكم جميعاً ولا أهدر الله لكم باندوثات في مقامكم هذا.

سـيدي الملا عـمر، رعـاه الله، كل سـنة وإنت طيـب؛ تـعرف: ما أن نشاهـد تلفـزيون (حكومة) السـودان، إلا ويكـون الحـديث دايما عن شكل المـادة المـقدمة وليـس موضوعـها، حـى الإعلانات كما ذكرت، بالإضافة للإضاءة والديكور والصـورة، وطريقة المذيعين الخ الخ، والمشكلة أظنها تتمثل في عقم روح الإبداع عنـدنا، يعني الإعلانات انتقلت من البسـكويت للمفروشات، لأنو الناس برضو خلوا تجـارة البسـكويت وحولوا للمفروشات مقلدين لبعض، والليلة أشهر ملياردير ورجل أعمال عندنا، معروف إنو ما عمل أي حاجة من تفكيرو هو، لكن لقى (أعمال) جاهزة عملوها الناس القبلو وهو بس إشتراها! ...وطريقة الإعلانات نفسـها ما جذابة أو زي ما قلت ليك ما بتحس فيها بأية لمـسة إبداعية، يعني نفس الغنية لكل الإعلانات، أقصد بس بجوا ولد وبنت أو مرة وراجل، أو أطفال وبقولوا ليك: بالمناسبة الحـاجة دي سمحة وظريفة أمشي اشتريها أحسن!، مـا زلت أذكر كيف كان ابن أخي الصغير يردد طول اليوم: بسكويت كمبال، طعمو لذيذ ما ليهو مثال..لكن يا مولانا في سؤال: إنت صدقت إنو فعلا هي سمحة وأسمح كمان من الحاجات المستوردة لدرجة حرصك الشديد على معرفة أرقام الهواتف التي تمر على الشاشة بسرعات فلكية، يعني داير تمشي تشتري منهم..بالمناسـبة، ولأنك قلت بتشاهد تلفزيون السودان بدافع الإخلاص للوطن، أديك نصيحة لوجه الله وعن تجربة: الوطنية الشـديدة دي ضـارة جدا جدا بالصـحة، ولو ما خـليتها ستواجهك مشاكل لا تقل عن أضرار التدخين الذي عفالك الله منه... تحياتي..