الدوحة: صحافي سوداني يواسي زميله في فقد ابنه

الدوحة: صحافي سوداني يواسي زميله في فقد ابنه


10-24-2005, 00:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1130108747&rn=0


Post: #1
Title: الدوحة: صحافي سوداني يواسي زميله في فقد ابنه
Author: عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة
Date: 10-24-2005, 00:05 AM

تتقدم أمانة الإعلام بمجلس الجالية السودانية في قطر بخالص التعازي للأخ عمار عجول "إنالله وإنا إليه راجعون"


وأنا بدوري أتقدم للزميل والأخ عمار عجول بأحر التعازي في وفاة ابنه (حمد) "إنالله وإنا إليه راجعون"

عبدالرحمن أبوشيبة

------------------------------------------------------------------------

الدوحة: صحافي سوداني يواسي زميله في فقد ابنه

تحت عنوان "حمد عمار.. معجزة طفولية خطفها الموت" كتب عبد الله حربكانين الصحافي بموقع الجزيرة نت يواسي المذيع عمار عجول بقناة الجزيرة الذي فجع في فقد ابنه "حمد" يقول:
عندما تعرفت عليه لأول مرة قبل أربع سنوات أدهشني بذكائه وعقله الكبير ومرحه ودعابته الطفولية البريئة، فتنبأت له بمستقبل باهر إن أمد الله في عمره رغم صراعه الطويل مع مرض صعب على الأطباء تشخيصه مع أنه كان باديا عليه مقيدا لحركته ، لكن حمد عمار تجاوز كل الصعوبات وطوع المواهب العديدة التي حباه الله إياها ليجعل حياة أسرته الصغيرة مليئة بالمرح والضحك والمواقف الجميلة حتى أصبح حمد عنصرا مكملا لحياة والديه جعلهما يرتبطان به أشد ارتباط، ويكفي أنه حول اهتمام والده وشغفه من الإعلام إلى الطب بحثا عن علاج له على مدى سنوات أربع، قلّب فيها كل صفحات الإنترنت والكتب التي تناولت حالة ابنه، عله يجد علاجا يوما ما، مترددا على المستشفيات ومراكز التشخيص في بريطانيا وألمانيا والأردن بعد رحلة طويلة داخل قطر.
امتدت دعابة حمد وظله الخفيف إلى كل من عرفه أو أتيح له لقاء هذا الطفل الذي أعتبره معجزة تمشي برجلين. وفوق هذا كله كان اليافع ذو السنوات الخمس ونيف ولوفا واجتماعيا لحد يثير الإعجاب على عكس من هو في سنه، فما أن يعرفك حتى ينفتح عليك بكل حواسه ويشعرك بقرب وحميمية نادرة. لقد أحببته كابني منذ أن عرفته وكنت استمتع بالحديث معه عند زياراتي لهم أو عند خروج أسرتينا في العطلات، وهو كان كذلك يبادلني نفس الشعور إن لم يكن أكثر. فكان راجح العقل يتصرف مثل الكبار ويتخذ دائما مواقف ايجابية عندما تخيره بين أمرين.
كنت عند الاتصال بوالده يلتقط سماعة الهاتف عندما يعلم أنني المتحدث ليحكي لي قصة أو نكتة أو يعاتبني لعدم الزيارة، بل كان عندما ينقطع تواصلنا بسبب زحمة العمل يقول لأمه :" يا ماما أنت ناس عمو عبد الله زعلانين مننا". وأذكر أني اتصلت يوما فأخبرني أنه دخل الروضة هو أخته "لانا" فهنأته ووعدته بزيارة بهذه المناسبة، وجرت الأيام حتى جاء يوم مررت على منزلهم مستعجلا في مشوار مع والده وشاهدت حمد مع شقيقته ووالدته في طريقهم إلى الروضة، فلوحت مسلما عليهم من بعيد، فأسرها حمد في نفسه وعندما عاد إلى البيت انفجر باكيا كيف أتجاهله لهذا الحد ولا أتوقف لأسلم عليه حتى اتصل بي والده ليخبرني بما حدث.. والله قضيت نصف ساعة اعتذر له، وفي اليوم التالي زرتهم لأتأكد من انه صفح عني وهذا موقف واحد من عشرات.

كنا عندما نأتي على سيرة حمد أثناء دردشاتنا أحس كم أخذ هذا الصغير من وجدان والده، فيحكي لي مواقف وقصص وحكايات عنه لا تكاد تنقطع حتى تعود مرة أخرى. لقد كان حمد كنزا قيما فوق عاطفة الأبوة يستحق كل العناء في سبيل العلاج فلم يبخل عليه والده في سبيل ذلك، فتوجه به إلى بريطانيا ومن ثم إلى الأردن بعد أن علم أن زراعة النخاع هي الأمل الوحيد فتوكل على الله وتمت العملية في التاسع أو العاشر من أغسطس 2005، ورغم أن هذه العملية الصعبة والنادرة توفرت لها عوامل النجاح الطبي إلا أن مضاعفات لم تكن في الحسبان بدلت كل الحسابات، ليدخل حمد غرفة العناية المركزة لأكثر من ثلاثة أسابيع كان الأطباء خلالها يحاولون إنقاذ حياته. كنت اتصل بوالده مرات ومرات خلال اليوم لأني كنت أحس من كلمات عمار أن الصغير في وضع حرج لكنه كان متمسكا بالأمل ورحمة الله، ويقول لي كلما سألته بعد أن يطلعني على صعوبة الوضع "أنا والله لن أفقد الأمل إلا إذا فارق الحياة".

أذكر أنه أرسل لي رسالة بعد العملية يقول لي فيها "عندما وصلت المستشفى تذكرت عبارات طارق بن زياد، فمن يدخل هنا إما أن يبدأ تاريخا جديدا أو أن يرحل عن هذا العالم". مساء الأربعاء 2005/10/12 اتصلت على عمار الساعة الثامنة مساء لأطمئن على وضع حمد فلم يرد على الهاتف فاتصلت مرة أخرى فلم يرد، عندها قلقت فاتصلت مرة ثالثة فرد علي الطبيب وبادرته بالسؤال إن كان جرى مكروه لحمد فرد بما يفيد أنه قد توفي، وقال لي نحن الآن ننزع الأجهزة وما أكثرها تلك التي ربطت بجسده النحيل. لقد صدمت من هول الخبر ومرت بذاكرتي قصصه وحكاياته وآمال والديه في شفائه، اللذين لابد أنهما غشيتهما مصيبة عظيمة فنسأل الله أن يلهمهما الصبر والسلوان و"إنا لله وإنا إليه راجعون" وإنا لفراقك يا حمد لمحزونون.


المصدر: موقع الجالية السودانية بدولة قطر نقلاً عن صحيفة الشرق القطرية 18 أكتوبر 2005

Post: #2
Title: Re: الدوحة: صحافي سوداني يواسي زميله في فقد ابنه
Author: نجود حسن عبد الرحمن
Date: 10-24-2005, 01:18 AM
Parent: #1

لا اله الا الله

انا لله وانا الية راجعون