متى ينتحــــر السياســي السوداني منقول

انتحار المسؤول السياسي يكون الدافع وراءه الهروب من تحمل المسؤولية السياسية والاخلاقية والخيانة بخطأ او تقصير ارتكبه المسؤول.

وقد يحدث في بعض الاحيان ان يتم اغتيال المسؤول والادعاء بانه قام بالانتحار ومثال لهذه الحادثة قضية المشير عبد الحكيم عامر اذ مازال اهله ينفون انه انتحر ويتهمون جهاز المخابرات المصري بدس السم عليه حتى تتجنب الدولة تقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى.

ويمكن ايضاً ان السلطة تريد ان تتفادى الحرج بمحاكمة احد كبار مسؤوليها بتدبير اغتياله وهذا لا ينفي ان المسؤول المعني قد يقتل نفسه وفي كلتا الحالتين الانتحار ام الاغتيال الدافع يكون تفادياً لمأزق الحرج الذي يطال السلطة لما قد يجر من ادانة للنظام باكمله.

و ان ممارسي هذا السلوك لاخفاء جريمة حتى لا تتم كشفها في محاكمة علنية وقد يتهم نظام الحكم باكمله.

و ان ظاهرة الانتحار موجودة في الانظمة الديمقراطية وغير الديمقراطية، وفي دول اوربا هناك سياسيون انتحروا لتفادي الفضيحة السياسية أو الاقتصادية او الاخلاقية.

والانتحار ظاهرة ليست بالضرورة قاصرة على نظام دون الآخر بل في كافة الانظمة.

اذا اردنا الحديث عن الانتحار كظاهرة سياسية ففي الحياة السودانية السياسيون لا يقدمون على ذلك لفشلهم السياسي لانهم مجبولون على التمسك بالسلطة وبالاحرى ان الاغتيال السياسي هو الاكثر رواجاً واكثر احتمالاً والساحة السودانية ملأى بهذا.

السودانيون السياسيون ماتوا بحبال المشانق والرصاص. الامام الهادى والشريف حسين والازهري فى سجون مايو وعبدالخالق محجوب والشفيع وقرنق والزبير محمد صالح والبقية وووو .

وان السياسة حقل محفوف بالمخاطر واضاف يمكن ان تتحول السياسة الى حرب واغتيال الخصوم للتخلص منهم ومثال ذلك اغتيال رفيق الحريري في لبنان وهنا الخصومات السياسية وصلت المواجهات فيها على المستوى الوطني بين المجموعات المسلحة والحرب الاهلية خير شاهد.

و المطلوب ان تكون السياسة معافاة لا تصل لحد الحرب والاقتتال لان هناك امكانية تبادل للمواقع بالطرق الديمقراطية السلمية.