حمى الوصول

سقط المدى فى السور
فاجتمعت عيون الغيظ فى قلبى
وابصرت الشوارع لا تميد بقهرها
والعابرين كأنهم تركوا مفاصلهم على باب المدينة
فانطلقت اعاين الاشياء متكئا على كتف انقسامى
كل شىء مر ذو وجهين
وجه حافل بالسحر
ووجه غامض التكوين ..
وجه ..
لا تحلو له الكلمات الا فى مشاكستى
يناوش مقتلى .. مستدرجا جرحى نديم مسائه
فاغوص فى سكر الى حد امتزاج البحر والبركان
تتحد الوجوه , وتلمع الشفرات
أمضى فى الكؤوس الى وضوح غامض
لكأنه حلم المنام
ويفيقنى الوجه الذى
كالسيف حين يهب من غمد
مشعا فى الظلام
قال الذى بدأ الخطى فى الدرب :
(بعضا من محطات المدارة - قبل جنتنا -
يلونها التساقط والتنامى )
....
سقط المدى
وتجملت قمر البنات بعيد صبح مجهد
وتمايلت كمليكة تختال فى ردهات قصر
صوبت عينيها فى خجل الى جرحى
احتمت فى ركن شرفتها
وارخت شعرها شركا
فحاصرنى كوجه هارب ..
سقط المدى ..
لملمت ما جاءت به ريح من الغرب القريب
حزمته بخيوط ذاكرتى ..
الرأس رفعتها فتحركت سفنى باحمال السنين
توغلت فى اليم ..يا حمى الوصول تمهلى ...