حتـي لاننسـي...مـاذا قـال الخـاتم عـدلان عن د.عمـر نـور الدائـم؟

عزيزتي صباح
كان عمر نور الدائم رجلا شهما كريما مضيافا,خالي القلب من الاحقاد ,مترفعا عن سفاسف الامور,وكان محبا للسودان ,حفيا بقيمه الايجابية الراسخة.
عرفته عن قرب في اسمرا,وتحدثنا كثيرا عن كل القضايا التي كانت تشغلنا جميعا,ومنذ اعلنت ارتريا استضافتها للمعارضة السودانية ,انتقل الي اسمرا دون ابطاء وبقي فيها حتي عودته الي السودان,وقال لي عندما اثنيت علي ذلك (كيف ياخاتم الناس ديل فتحوا لينا ابوابهم كلها,نقوم نحن نخش بالشباك ونطلع بالشباك ؟لازم نوريهم كل يوم اننا بنقدر مواقفهم حق التقدير ,ومش حنقدرنعمل كدة لو ما قعدنا معاهم وشاركناهم في كل شئ)
هكذا كان عمر نور الدائم,منطق بسيط يقود الي المواقف العظيمة ,لان المواقف العظيمة غالبا ما تستند الي البداهة الصادقة والمنطق الواضح المستقيم.
وكانت لعمر نور الدائم مواقف واضحة ايضا,فيما يتعلق بعضوية (حق)في التجمع الوطني الديمقراطي ,فقد قال منذ البداية ان هذا الامر لا يحتاج الي جدل طويل ,فهؤلاء الشباب معارضون للنظام .هل فيكم من يشك في ذلك؟وهم اضافة مهما كانتحجمها للتجمع ,وهم مرابطون امام اجتماعكم هذا طوال هذا الاسبوع ,نادوا الرجل _وكان يقصدني _ودعوه يحضر بقية هذه الاجتماعات ,ونخلص من الامر ..
هذا كان موقفه كما حكاه لي شخصيا وكما عبر عنه آخرون بالعبارات نفسها تقريبا,ولم يكن موقفا غريبا او مستجدا

وفي احتفالنا بالذكري الاولي لتأسيس (حق)والذي اقمناه في اسمرا في يوليو 96 كان عمر نور الدائم اول الحاضرين ,وقد القي كلمة فيها الكثير من الكرم الذي عرف به علي كل المستويات ومع انه لم يخف انه يختلف معنا في بعض المواقف الا انه ركز علي ان المقام مقام وحدة ويجب ان ان تجتمع كلمة السودانيين علي ازاحة الكابوس الذي يرزحون تحته وليعدوا المسرح بعد ذلك للخلافات الراقية

لم ازر اسمرا مرة واحدة الا ووصلتني دعوة الدكتور عمر لزيارته بمنزله وتناول طعام الغداء معه ولم يكن يوجه هذه الدعوة الا الدكتور عمر بنفسه .
ذات مرة قال لي موظف الفندق الذي حللت به ,هناك رجل في انتظارك تحت,نزلت فكان الرجل هو الدكتور عمر بنفسه, تحدثنا ورحب بي في اسمرا التي صار معلما من معالمها الجميلة ,يسير في شوارعها دون ابهة ودون اوهام ولا مخاوف .وقد فعل الشئ نفسه السيد الصادق الذي كان يجري في شوارع المدينة في الصباح كما يفعل الشباب الاريتري الرياضي ,من الفتيان والفتيات ,وحدثني عن هذه الظاهرة المفرحة كثير من المسؤولين الارتريين الذين كانوا يكنون احتراما كبيرا للدكتور عمر والصادق المهدي رغم الاختلافات

بعد ذلك الاحتفال الذي حدثتك عنه دعوناه واسرته الي عشاء فأصطحب معه ابناءه وبناته وقضينا ليلة سودانية جميلة كان هو نجمها بخفة دمه وسعة تجاربه وتعامله الذي لا ظل فيه للتعالي او الشعور بالعظمة الذاتية او الايحاءات بالاوزان الشخصية او السياسية

تقلد الدكتور عمر اعلي المناصب الحزبية والحكومية ولكنه لم يعد تعريف نفسه استنادا الي مناصبه كان هو دائما عمر نور الدائم الرجل الذي يعرف تماما انه اكثر قيمة من منصبه ,والذي لا شك لديه ان السودانية منظومة من الصفات التي تستحق انتبقي وتذدهر كجوهر اصيل للانسان في كل مواقعه رفيعة او متواضعة ,وتكون راية مرفوعة في اوقات اليسر والعسر علي السواء

انه رجل لم تحل مناصبه محل الحكمة و الحجي والتواضع والسماحة ,من نفسه الكبيرة ولم يسمح لها بأستصحاب مرافقيها الدائمين من الزهو والغرور والامتلاء بالذات ومعاملة الاخرين من مواقع التسخير او التحقير
يمكنني ان اقول الكثير عن د.عمر نور الدائم وسأكتبه,وقد قلت كل ذلك لاني شعرت وعرفت ان فقدنا واحد

هذه رسالة وصلتني من الراحل المقيم الخاتم عدلان بتاريخ 4نوفمبر 2003 بعد رحيل الحبيب الدكتور عمر نور الدائم
ولظروف كثيرة لم اتمكن من نشر الرسالة وقتها بالرغم من محاولاتي الكثيرة والحثيثة لذلك

شكرا يا صباح ..

ينعم صباحك خير ويسعد مساك النور

شكرا يا صباح على تذكيرنا بهذين الشهابين.. الدكتور عمر والأستاذ الخاتم..

يقال أن سريرة الشخص في صفحة وجهه.. وانظروا إلى صورة الدكتور عمر نور الدائم وإلى ابتسامته التي لا تفارق وجهه لتعرفوا قول الخاتم عنه:

Quote: خالي القلب من الاحقاد

هذا القول يقوله الذي يحس ويشعر.. ومشاعر الآخرين نحونا لا تخفى علينا..

تسلمي

العزيزة قوي صباح
نعم واللة لقد صدق الرجل العظيم ولانني شاهد علي تلكم الحقبة من الزمن
فقد كان عمر نور الدائم من اول الحضور لكل نشاطات الحركة باسمراء وكان
موقفة واضح من عضوية الحركة في التجمع وقد زرتة عدة مرات بصحبة الاستاز الخاتم
وازكر عند حضورى اسمراء في اول ايامي كنت اسير باحد شوارع اسمراء وازا بي افجاء
بالدكتور عمر يرتدي فل سوت وحزاء رياضي ويسير وحدة وقد اندهشت ولكن سرعان مازال اندهاشى عندما توقف الرجل والقاء علي التحية وسالني من الخاتم ومواعيد حضورة لاسمراء
حيث ان الخاتم كان في لندن وكنت قد التقيت بة مرة واحدة مع الخاتم فالرجل يمشي
بالجسم السليم في العقل السليم
ومن المواقف الطريفة مرة من المرات وهو يسير في شارع كمشتاتو وهو شارع رئيسي
باسمراء وجد الاخ لسان الدين الخطيب اللة يطراهوا بالخير فسلم علية وكان زلك في
رمضان وكان الاخ لسان ممسكا سجارة فعزمة علي الفطور في بيتة فقال لسان لة يادكتور
انا فاطر فقال لة د.عمر دي بقي مسؤولية ربناوماعندي فيها يد لكن مرحب بيك في بيتي
والدكتور كان شيخ عرب ورجل كريم وكان يقف مع جميع السودانين وقد ساعد الكثيرين من
الزين احبطوا من العمل المعارض وكان يدفع لهم تزاكر السفر الي مصر والسعودية
واخر لقاء جمعني بة كان في بيتة بضاحية ترافلو باسمراء وكنت برفقة الاستاز الراحل
الخاتم وقد كنا مدعويين لفطور رمضان عندة وكان لقاء شيق لان الحوار كان بين الرجولين
ملىء بالحكاوى السودانيةوبالتاريخ واجزم حتي الجغرافيا
وازكر انني اتيت متسللا من القضارف وكنت في مهمةسرية فالقت السلطات الارترية القبض
علي وكنت احمل شنطة بها اوراق تخص الحركة وحاول الارتريون اخزها مني ولكنني رفضت
فاخزونى الي مكتب حدودي تابع لجيش الامة بمنطقة ام حجر وكان المسؤول منة الاخ صديق التاج والتقيت بالاعمام الطاهر الرقيق والتجاني حسن وكانوا متوجهين الي اسمراء
فسالني الاخ صديق من من حزب الامة اعرف في اسمراء فقلت لة عمر نور الدائم فاتصل
الرجل بعمر عبر الجهاز لا ادري مادار بينهما ولكن اعتقد ان الرجل اوصاة خيرا بي
وقام الاخ صديق باستخراج ورقة تمكنني من العبور الي اسمراء ولم يتركني حتي اطمانا
علي بعد ان ركبت في عربة تابعة لقوات التحالف متوجة الي اسمراء
رحم اللة الدكتور عمر بقدر مااعطي
رحم اللة الاستاز الخاتم بقدر ما اعطي
واللة القلب انفطر لفقدهما
وانا للة وانا الية راجعون
ولك الود صباح وانت تمدينا وتسكرينا وتزكرينا
بما سطر هزا الرجل العظيم
والتقينا علي حب هزا الرجل

العزيزة صباح

معجبة أنا بشجاعتك
وعدم إهتمامك بالمشانق المقامة ضدك


استمري فيما ترينه صوبا

بقوتك هذه



لك التحية والإحترام

العزيز بدر الدين
شكرا علي المرور
نهال كرار
تسلمي ياستي
اخجلتم تواضعنا

أنه رجل في قامة وطن
ابيض القلب صافي السريرة
يرحمك الله يا ابو التومة
وليرحم الخاتم

شكراً صباح