صديق عبد الهادي : لقد مرَّ الخاتم عدلان من هنا / المقال الثاني بيني و بين الخاتم في الانقسام

صديق عبد الهادي : لقد مرَّ الخاتم عدلان من هنا / المقال الثاني بيني و بين الخاتم في الانقسام


10-12-2005, 11:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1129157296&rn=0


Post: #1
Title: صديق عبد الهادي : لقد مرَّ الخاتم عدلان من هنا / المقال الثاني بيني و بين الخاتم في الانقسام
Author: مريم الطيب
Date: 10-12-2005, 11:48 PM

لقد مر الخاتم عدلان من هنا
(2 من 5)
صديق عبد الهادي/فلادلفيا

بينى وبين الخاتم في الانقسام .
او
انى اعرف هذه الجياد الدهماء, المدماة اعرافها.

هذه الكتابة مهداة الى روح الخاتم, والى روح صديقىٌ بشير الخواض - المحامى وزوجته نبيهه ، اللذين رحلا ... عاصفاً.

كنت اود ان اكتب عما دار بينى وبين الخاتم فى صباح السبت 19 فبراير 2005م دون اللجوء الى ناظم حكمت , والذى غالبته كثيراً, الا ان منابع الحكمة تستدرجك عنوة... خاصة اذا كان الامر يتعلق بواحدة من القضايا التاريخية المتعلقة بمسيرة حزب عريق كالحزب الشيوعى السودانى ... قضية الانقسام او الخروج علي الحزب, تلك القضية التى اصبحت بالنسبة لتاريخ الحزب لا خالا على الوجه بقدر ما انها جرح غائر... اذ ما ان يتطرق المرء للحزب او تطوف سيرته فى الذهن حتى تطغى تلك العلامة على سواها. ان الامر يتعلق بطريقة ادارة الصراع الذى يصحب الانقسام ...ولو ان جوهر الانقسام هو الاساس الا انه يضيع تحت الغبار المثار, و في حماة التجييش يندثر, و تصبح المعركة هي المعركة القديمة ذاتها و التي حدثت منذ اكثر من نصف قرن, او تكاد ان تكون, ولو حاول البعض وصفها بغير ذلك ...لا اغمطهم حقهم... و لكن

انا اعرف اصوات هذه الحوافر المحددة
فهذه الجياد الدهماء المدماة اعرافها
اعتادت ان تنقل الاسرى المربوطين خلف السروج
مندفعه بسرعه البرق فى الطرقات المظلمة
انا اعرف اصوات هذه الحوافر المحددة. (1)

الحزب الشيوعى من اكثر الاحزاب السودانية التى عانت من الانقسام . كظاهرة تبدو فى مظهرها سياسية و لكنها فى الجوهر فكرية, متفاوتة فى مستوياتها وعمقها , ليست حول برنامج الحزب فحسب وانما احياناً حول منهجه و جدواه.

دون شك كان الاكثر عمقاً فيها من الناحية الفكرية ذلك الذى قاده الخاتم عدلان ورفاقه والذى يمكن ان يعتبر واحداً من اكثر الانقسامات اثراً فى حياة الحزب. هنا لابد ان اشير الى ان الخاتم لا يعتبر نفسه منقسما بل خارجا عن الحزب, لان بالنسبة له من ينقسم يحمل عادة جزءاً كبيراً من سمات الحزب الذى انقسم عنه, وهذه الحالة لا تنطبق عليه لانه قد طلق الماركسية بائناً. ان ذلك الخروج مختلف تماماً. فهو بالنسبة لى اكثر تقدماً مما سبقه من انقسامات, وذلك لعدة اسباب:

اولاً الخاتم عدلان يعتبر واحداً من ابرز الحزبيين الذين خرجوا على الحزب الشيوعى, وذلك ليس لشخصيته السياسية و حسب ,انما لمكانته الفكرية واسهاماته الجريئة, وهو فى ذلك مشفوع بتاريخ طويل, و لا ادل على تميزه من قوله انه جاء الى الحزب من منطلقات فكرية و فلسفية وليس على اساس البرنامج.

ثانياً ان خروج الخاتم على الحزب لم يكن بناءاً على اختلاف حول التاكتيك السياسي للحزب_هذا ما وسم معظم الانقسامات السابقة_ وانما على اساس رفض المنهج الماركسى اللينينى نفسه, واعادة النظر فى اطروحاته الفلسفية والفكرية الاساسية تلك التى ينبى عليها اي حزب شيوعى. ولقد وضح ذلك فى اسهامه الفكري الاصيل ان اوان التغيير. لابد لى ان اذكر فى هذا المقام اننى سوف اعرض الى محتوى تلك الوثيقة فى المقال الاخير من سلسلة مقالاتى. لم يكن الخروج سياسياً فقط كما هى محاولة تصويره, وانما كان خروجاً على المنهج الماركسي فى كلياته.

ثالثاً ان خروج الخاتم وتكوين حركة حق اضطرا الحزب الشيوعى الى بذل جهد فكرى وسياسى كبيرين لاحتواء نتائجه و في هذا الصدد جاءت مساهمة د. صدقى كبلو موسم الهجرة الى اليمن , والتى اعتبرها من المساهمات الجادة. سأعرض لها هى الاخرى فى المقال الاخير. اما الصعيد السياسى فيمثله موقف الحزب الشيوعى داخل التجمع الوطنى الديمقراطى من قضية انضمام حركة حق لذلك التجمع

رابعاً ان قضية ادارة الصراع داخل الحزب لم يتم الحديث عنها ومناقشتها بهذا التركيز من قبل كما هو الحال عندما خرج الخاتم فى عام 1994.

خامساً ان موقف عضوية الحزب – خاصة من هم في الخارج - من خروج الخاتم كان اكثر عقلانية وموضوعية اذا ما قورن بالموقف من الانقسامات السابقة التى حصلت فى تاريخ الحزب.. وليس ادل على ذلك من موقف الشيوعيين في عدد من دول المهجر... ففلادلفيا لم تكن استثناءاً, فلقد كان موقف الشيوعيين فيها متسماً بالرجاحة و الصرامة و الاستقلالية طيلة فترة الصراع, بل قد كان موقفهم في غاية الوضوح, فلذلك حين دعا التجمع الوطنى للسودانيين بفلادلفيا الخاتم عدلان الى زيارة امريكا وافق الشيوعيون دونما تردد, بل انهم قرروا الاجتماع بالخاتم عدلان والتحاور معه لتبيان موفقهم و فهمهم فى سبيل خلق علاقة صحية تقوم على اساس الاحترام و التثمين الحقيقى لتضحياته ومساهماته فى حياة حزبنا.

كان الموعد المقرر لذلك الاجتماع مساء الاحد 20 فبراير 2005م الا انه لم يتم لان وقت الراحل تصرم فى الزيارات الاجتماعية التى قام بها فى مدينة فلادلفيا ... بحق لقد تاجل ذلك الاجتماع الى غير موعد او اخطار اخر ... ما حزنت طيلة حياتي السياسة علي عدم قيام اجتماع, كحزني على ذلك الاجتماع الذى لم يتم...

اعتقد ان الموقف العقلانى المشار اليه اعلاه لا يرجع فقط لظروف المتغيرات التى ادت الى سقوط المعسكر الاشتراكى, وانما ايضا الى حقيقة ان الظروف التاريخية التي وجدت فيها العضوية فى الخارج منذ 1989م تختلف عن تلك التى تواجدت فيها الاخرى فيما قبل , او طيلة تاريخ الحزب قبل عام 1989م. يمكن تلمس ذلك الاختلاف فى جانبين:

اولاً ان النزوح الى الخارج بعد عام 1989م لم يكن مرتبطاً بقرار حزبى على اساس منح دراسية او كورسات تدريبية او غيرها, وانما على قرار شخصى خاص بالعضو نتيجة القهر السياسي والاقتصادى الذى مارسته الجبهة الاسلامية ونظامها على المعارضين السياسيين مجملاً و من ضمنهم عضوية الحزب الشيوعى التى كان لها النصيب الوافر فى التشريد.

ثانياً تواجدت العضوية فى كل بقاع الدنيا, خاصة فى العالم الغربى, وذلك على عكس التواجد المكثف الذى كان فى دول المعسكر الاشتراكى سابقاً .. مما سهل الاطلاع على تجارب مختلفة و راكم قدراً كبيراً من خبرات جديدة لم تكن متوفرة من قبل من الناحية الاجتماعية, والسياسية, و المعرفية والانسانية.

هذان السببان عززا التفكير المستقل ووفرا شروط التصدي العقلانى و المسؤل, خاصة لكل مايأتى من قيادة الحزب اذ لم تعد عبارة جاى من فوق تحظى بذلك الرنين وبتلك الهيبة و لقد وضح اثر ذلك فى مسيرة الصراع الذى دار فى الخارج والذى كان بين الخاتم عدلان ومكتب الخارج.

بهذه الخلفية كنت اتحاور مع الخاتم . اثرت معه نقطتين اساسيتين كانا دائماً يشغلان بالى:

الاولى تتمثل فى الشكل الفظ والدموى الذى عادةً ما يتخذه الصراع فى الوصول الى نهاياته فى حزبنا, اما

الثانية فهى النتيجة التى يصل اليها كل صراع فكرى, و هى خروج من يقودوا الصراع من الحزب مما يؤدى بالنتيجة الى تقلص الصوت المختلف. اما فى حالة خروج الخاتم عدلان ورفاقه فلقد كان هنالك اضعاف حقيقى ليس للصوت المعارض فحسب وانما لتيار الاستنارة داخل الحزب.

هذه الظاهرة اصبحت تقليداً فى حياة الحزب ...تقليداً استمرأه التيار المحافظ على مدى ما يقارب الستيين عاماً

الا يمكن كسر ذلك التقليد ولو مرةً واحدةً , والبقاء فى المواقع لحراسة ذلك التاريخ المجيد من المحاولات الجريئة لخلق حزب اكثر انفتاحاً ومواكبة ؟.... تلك المحاولات التى انتمى اليها عبد الخالق محجوب يوماً ولكنه لم يذهب بها بعيداً, لغلبة التيار الحافظ حينها.

فيما يتعلق بالنقطة الاولى كان الخاتم يرى ان هنالك خلل عضوى فى التركيبة التنظيمية للحزب, اذ ان السلطات وتوجيه القرارات وجهتها عمليا مركزة فى فئة محددة, هذا بالاضافة الى غياب المنهج الديمقراطى مما ادى و يودى الى ان يكون متوقعاً, اكثر من غيره, اتخاذ الصراع لتلك النهايات المؤسفة والفظة . اما فيما يخص اضعاف التيار المستنير فى الحزب فانه يرى ان الامر يتعلق بقناعاته بان الحزب لم يعد يمثله, لانه مبنى على النهج الماركسى اللينينى. ولقد اصبحت له اراء نظرية واضحة فى الخطل الايديولوجي للماركسية فلسفياً وفكرياً, فلذلك بالنسبة له ان الحزب الشيوعى هو شكل يعبر عن محتو قد تجاوزه هو - اى الخاتم-.

من جانبى اتفقت واختلفت مع الخاتم. اتفقت معه حول النقطة الاولى الخاصة باسباب نهايات الصراع المؤسفة...مع اضافة ملاحظة مهمة جداً وهى ان الطرف الاخر فى اي صراع داخل الحزب هو نفس الطرف القيادى, او يكاد ان يكون, منذ اول صراع حدث فى الحزب فى مطلع خمسينات القرن الماضى- وهذه حقيقة تاريخية جديرة بالاعتبار- اذ ان لها ما يتبعها , وهو تمرس ذلك الطرف فى ادارة الصراع, وفى توظيف المواقع القيادية فى الوصول بالصراع الى تلك النهايات ... تجلى ذلك فى صراع الخاتم ضد ما عرف بمكتب الخارج. ففى معظم الاحيان كان لا يصل الى العضوية الا راى و رد المكتب.. فعلى ماذا كان ذلك الرد فانك لا تستطيع ان تعرفه الا من خلال الرد نفسه لان الرأى الاخر لا ياتيك مفصلا فكانهم يردون على راى شبح ...

فى ذلك الصراع لم يكيلوا بمكيالين و حسب, و انما دسوهما فى رحل الخاتم بعدما ان قضوا وطرهم...

اختلفت مع الخاتم فى النقطة المتعلقة بالاضعاف المستمر للتيار المستنير داخل الحزب رغم وضوح استخلاصه النظرى - الحزب شكل لمحتوى تم تجاوزه -. هنالك حقائق لابد من اضاءتها, ان الخاتم لم يكن الوحيد الذى كان يضيق ذرعا بالحزب ان كان على المستوى السياسى او الايديولوجى, ولكنه -اى الخاتم- كان الاقدر على صياغة موقفه, والاعمق فى نقده النظرى للمنهج ومما لاشك فيه كان الاجرأ, هذا ان لم يكن فى تاريخ الحزب بمجمله حتى يومنا هذا . و الحقيقة الاخرى هى هل فعلياً ظل ذلك محتوى ثابتاً ولو ان الشكل يبدو كذلك ؟ بالقطع لا, بل ان الخاتم نفسه وكل مناصرى التجديد فى الحزب و الاصدقاء لعبوا دوراً فى خلخلة ذلك المحتوى, ولا ادل على ذلك من برنامج الحزب المقترح الان حيث لم تعد الماركسية منبع الحكمة والسؤدد الوحيد . لا اقول انى متفائل و بطيبة خاطر, ولكنى اومن بان نفيساً سيبذل و ان طريقاً وعراً سيسلك و ان مداداًًً كثيراً ,هذا ان لم يكن دماً, سيهرق لاجل ان يخرج هذا الحزب من عقائديته الصماء .

ذكرت للخاتم انه عند قدومنا الى جامعة الخرطوم فى 1976م, ما زالت الاحداث العاصفة لاوائل السبعينات انقسام 1970, يوليو 1971 حية فى الذاكرة, كنت اسمع حديثا و بلغة مرة عن الانقساميين لم اسمع مثله من قبل, وانا اعرف عدداً من الذين خرجوا على الحزب فى عام 1970م فى المنطقة التى اتيت منها ,كما و اعرف ان هؤلاء الافراد هم الذين الهمونا للسير فى جادة التقدم بعد خروجهم... بل كانوا اكثر سعادة حين يممنا وجهنا شطر الحزب الشيوعى. فلقد اثار في ذلك الحديث الذى كنت اسمعه كثيراً من الحيرة والتساؤل

عما يتحدثون ؟ عن اولئك الذين اعرف -على الاقل فى غرب الجزيرة- انهم يتمتعون باحترام سواد الناس ؟ لم اتاكد من خطأ ذلك التعميم المخل الا بعد سنوات من تواجدى فى الجامعة..

فهمت من الخاتم ان المرء حين يخرج من الحزب يكون قد دخل فى معركة غير متوازنه, وواحدة من مظاهر عدم التوازن فيها هو ذلك الاجمال غير العادل لكل الخارجين على الحزب و وضعهم فى كفة واحدة. ولكن لابد ان نفهم ايضاً ان هنالك من باعوا وافشوا اسرار الحزب وهؤلاء يجب التعامل معهم بصرامة . الكلمات بين الاقواس هى كلمات الخاتم . ان النبرة التى قال بها تلك الكلمات جعلتنى اتوقف برهة للتأكد من حقيقة انه اذا ما كان قد ترك الخاتم الحزب فعلاً

ولكن ما تأكد لى لحظتها هو نبل ذلك الرجل ... الذى لم يفش اسرار الحزب او ما أوتمن عليه... كان رجلا بملء الكلمة ... كان رجلاً صنديدا ً. سما فوق مرارات اختلافاته ووطأ بشجاعة نادرة, وبكلا قدميه فوق حزنه الخاص وتجريحه الشخصى .

ان لم يكن هنالك اي داع اخر, اليس هذا الموقف لفرادته كفيل بان يجعل الخاتم الاكثر احتراماً وتقديراً فى عيون الشيوعيين؟

لم يقف الامر عند ذلك الحد, بل بدأنا حواراً حول الاستناره والتقدم, كان مهتماً جداً حين ذكر لى ان الاستناره والتقدم فى السودان مستهدفان فى رموزهما, وأول تلك الرموز هو الشهيد عبد الخالق محجوب , انه مستهدف فى تاريخه وفكره.... هنالك تشويه متعمد لمساهماته. الا اننى اخذت على عاتقى مهمة التصدى لذلك التشويه, و الذى تمثله كتابات د. عبدالله على ابراهيم الاخيرة. ولقد اوضح لى الخاتم بانه سوف لن يتركها تمر دون دحضها. وبالفعل تناقشنا فى مقاله الذى اكمله صباح ذلك اليوم – السبت 19فبرير 2005م وقد كان المقال الاخير فى حياته.


ان القيمة الحقيقيه التى استخلصتها, هى ان الخاتم كان اكبر بكثير مما يعتقد الكثيرون, سياسياً وفكرياً .... رجل خرج على الحزب الشيوعى وتجده مهموما فعلاً وليس قولا بالدفاع عن عبد الخالق محجوب الرمز الشاهق للحزب ولمسيرة التقدم ... الايجعلك ذلك الفعل تحس, حين تنظر الى الخاتم عدلان كما لو انك تنظر الى قمة جبل.؟ (2)

اللحظة الوحيدة طيلة حوارنا, والتى احسست فيها ان رنة حزن اعترت صوت الراحل هى حين ذكر لى انهم فى وقت ما وهم فى هيئة تحرير الميدان عجزوا عن ان يقنعوا رئيس تحريرها الاستاذ التجانى الطيب بان تقوم الميدان بنعى الراحل عمر مصطفى المكى , الذى كان رئيساً لتحرير الميدان فى يوم ما

حقا لم اجد ما اقوله وقتها, ولكن حين مر الراحل بمحنته تلك قبل الرحيل, ورايت بام عينى تعامل قيادة حزبنا مع ذلك تاكد لى ان الموقف من نعى عمر مصطفى المكى لم يكن هنة او سوء تقدير

قبل ان اختم هذا المقال اود ان اطرق مسألة على قدر من الحساسيه, وهى تتمثل فى موقف قيادة الحزب من الخاتم و هو على فراش مرضه.

ما هز اوساط السودانيين خبر اصابة شخص ما بمرض ما مثلما فعلت اصابة الخاتم بذلك المرض العضال. كان الشيوعيون هم الاكثر تأثراً وحزناً دون غيرهم وذلك لانهم عرفوا الخاتم لفتره تقارب الاربعة عقود وفى لحظات فاصلة فى تاريخ الحزب حين حمل الخاتم راسه على كفيه وانتزع قلبه واضعا الحزب مكانه ... بغية الحفاظ على راس الحزب عالياً حين كان جسد الحزب فى ذلك الزمن الصعب مغمورا بامواج الحقد والملاحقة الدمويه ... كان واحداً ممن جعلوا تجاوز الحزب لمحنته امراً ممكنا...
الخاتم واحد من ابناء حزبنا و شعبنا الاثيرين ...فبقدر وفائه كانت الصدمة باصابته وبرحيله.

لم يكن موقف قيادة حزبنا مشرفاً.... لم تقم قيادة حزبنا بالواجب .... كانت اقصر قامة من عضوية الحزب التى بادلت الخاتم واسرته وفاءاً بوفاء, وابدت من المساندة والمعاضدة ما كان مرجواً ... ذلك ما لم تقم به قيادة الحزب التى تنادت خفافاً لتعود حسن الترابى تخفيفاً و اطمئناناً عليه... ذلك الرجل الذى ظل سيفه ولعشرات السنين يلهث - غير مغمض الجفير - طالباً عنق الخاتم واعناق اولئك الذين عادوه و اطمأنوا ... والادهى ان ذلك السيف سيظل .

كلا الموقفين, واقول ذلك بصدق, لا يمثلاننى فى شيء

فى الختام اقدر اننى اطلت فى كتابتى لهذا المقال الا اننى اعد القارى بالايجاز فيما تبقى من هذه السلسلة .



اشارات:

(1) و (2) من ملحمة الشيخ بدر الدين للشاعر ناظم حكمت.

Post: #2
Title: Re: صديق عبد الهادي : لقد مرَّ الخاتم عدلان من هنا / المقال الثاني بيني و بين الخاتم في الانقسا
Author: مريم الطيب
Date: 10-13-2005, 10:44 AM
Parent: #1

up

Post: #3
Title: Re: صديق عبد الهادي : لقد مرَّ الخاتم عدلان من هنا / المقال الثاني بيني و بين الخاتم في الانقسا
Author: صباح حسين
Date: 10-13-2005, 11:18 AM
Parent: #2

دا كلام فاهم وكبار كبار

Post: #4
Title: Re: صديق عبد الهادي : لقد مرَّ الخاتم عدلان من هنا
Author: عدلان أحمد عبدالعزيز
Date: 10-13-2005, 01:08 PM
Parent: #1

الأخ العزيز صديق،

كان انقطاعي عن الكتابة والمشاركة في المنبر لوقت ليس بالقصير لأسباب متعددة، ولكني لم أنقطع عن القراءة –المتخيرة- وقاومت رغبات متكررة للتعبير عن إعجابي بكتابات المبدع "محسن خالد" رغم إشراكي كثير من الأصدقاء في كشفي ذاك "محسن خالد"! أنت اليوم نجحت فيما أخفق فيه محسن وله علي أن أسجل له زيارة قريباً في "بكانه"! رجائي أن تُطيل ما استطعت إلى الإطالة سبيلا. ما أراه ليس نعياً أو تعبيراً عن تقدير ووفاء لإنسان صعبٌ على الكلمات وحدها تصوير الدواخل في حزنها لرحيله الفاجع، بل نرى بجانب ذلك تحليلا ناقدا وعميقا لظواهر مرضية في جسد منظومة سياسية واجتماعية، وهذا بنظري ما يجعل الخاتم يرقد في سلام مطمئناً أن هاتيك البذور والنبتات لا تكف عن البقاء والاستمرار، هذا فضلا عن اللغة العالية والحاذقة.

بإعتباري من قراءك أعلن لك أن وعدك المبذول هنا "اعد القارى بالايجاز فيما تبقى من هذه السلسلة . " أنت في حلٍ من الوفاء به، أطِل أطال الله في عمرك يا صاحب.

وشكراً مريم،

عدلان.

Post: #5
Title: Re: صديق عبد الهادي : لقد مرَّ الخاتم عدلان من هنا / المقال الثاني بيني و بين الخاتم في الانقسا
Author: عاطف عمر
Date: 10-13-2005, 04:14 PM
Parent: #1

أختي الكريمة مريم

رمضان كريم

تصومي وتفطري على ألف خير

صديق عبد الهادي
مامون محمد سيدأحمد
مبارك علي عثمان ( كيس )
الحاج وراق ( زمان والآن )

أناس من زمن جميل , تتفق معهم فتحبهم ، وتختلف معهم في الرأى فتحبهم.
نترحم على الأستاذ الخاتم عدلان فقد كان صادقاً مع نفسه
.