مشروع إفطار الريان الثالث نسف لقومية القوات النظامية!!!!

مشروع إفطار الريان الثالث نسف لقومية القوات النظامية

بعد تطبيق اتفاقية نيفاشا و اقتسام السلطة و الاتجاه لبناء الدولة القومية، بعيدا عن الاعراق و الأديان، نرى أن روح الدولة الدينية ما زال راسخا في عقلية متنفذيها و وزرائها، و قد لفت نظري مشروع إفطار الريان الثالث الذي قام برعايته وزير الداخلية السيد الزبير بشير طه مؤخراً.

من وجهة نظري كمسلم لا غضاضة أن تقوم مؤسسات دينية برعاية مثل هذه المناسبات فذلك هو دورها في المجتمع المدني لكن أن تمول مثل هذه النشاطات الدينية من أموال دافعي الضرائب الذين ينتمون لمختلف الأديان فهو أمر غريب و مستهجن من قبلي حتى و أن كان المقصود منه ظاهريا دعم فقراء الشرطة.

الخطير في هذا الموضوع أن الكثير من أفراد الشرطة هم من أديان أخرى كالمسيحية و يوجد من هم لا دينيون أصلا.. هل ستقوم وزارة الداخلية حينئذ بعمل ولائم دينية لكل هؤلاء في صيامهم أم ستقوم بإقامة الحفلات لهم في أعيادهم و مناسباتهم الدينية و ما سيعني إفطار رمضان لهؤلاء يا ترى و هم لا يصومون هذا الشهر أليس ذلك تفضيل للمسلمين على غير المسلمين داخل هذه القوات أم هو سلاح لاسلمة هؤلاء.

تمويل وزارات الدولة السودانية للنشاطات الدينية مهما بلغت الأسباب هو أمر خطاء حتى و إن كان كل أهل السودان من المسلمين فحتى في الإسلام هناك العديد من المذاهب و الاتجاهات الدينية التي تحتفل بالعديد من المناسبات فهل يا ترى سيقوم الوزراء بإحياء مناسبات مذاهبهم الدينية و طرائقهم الصوفية و سيمنعون ذلك لأصحاب المذاهب الأخرى.

هناك العديد من المؤسسات الخيرية و الدينية التي قامت أصلا لتمويل مثل هذه المناسبات و هي في ذلك تكون في اتساق كامل مع وظائفها و مسؤولياتها، على وزارة الداخلية إن رغبت في دعم جنودها أخلاقيا و معنويا و ماديا أن تقدم دعما لأطفال و اسر هؤلاء الجنود بغض النظر عن أديانهم و أن تحسن من أوضاعهم المعيشية بصورة عامة لا أن تقوم بذر الرماد على العيون كي تعكس صورة ايجابية عن نفسها. و هي تحرمهم حتى من أماكن السكن اللائق بحرمانهم من قشلاقات البوليس التي تم تدميرها لصالح الرأسماليين و الأغنياء، و خداعهم بعدة وجبات في شهر واحد من العام، و لا لتحويل القوات النظامية القومية الى قوات عقائدية.

امجد ابراهيم سلمان
12 اكتوبر 2005
[email protected]