فينيسيا

فينيسيا


10-10-2005, 11:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1128938970&rn=0


Post: #1
Title: فينيسيا
Author: Ahmed Omer
Date: 10-10-2005, 11:09 AM

فينيسيا
أحمد عمر


كانت فينيسيا لوحة رسمت بلوحه....
كانت مياهها عائمة فوق امواج من البشر،وقنوات من دور وشجر
كانت قد نضجت لتوها،وتعلم جناحاها مغازلة الريح
كانت فينيسيا المهرجان..والأقنعه..ودقات الساعة
كانت وردة بيضاء
..............................
تقدمت فينيسيا نحوي عبر الحشود،جذبتني في عنف انثوي رقيق،
كما لو انها تعرفني منذ آلاف السنين
أخذت تركض جاذبة إياي بين الأجساد،فقررت أن اعترض..وأقاوم
استجمعت كل عنادي وكبرياء السنين....
..وتبعتها في صمت..!!!
مع كل جسد ارتطم به ،كان شيئاً من سواد الأيام يسقط
في تلك اللحظات كنت موجوداً..وكان للنجوم ليلتها بريق..!!

00 00 00 00 00 00
حدثتني فينيسيا عن فتاها الذي أضاعته بين أجساد المهرجان
كانت تحكي كمن يتذكر مشهداً من عصور سحيقة
قالت فينيسيافي تلك الليلة ..حين نسي الحشد حدود الجسد..وتجاهل الأيدي المتشابكة، افلتت يدانا ..
كان أمامي جميلاً كما النهر،تفصلني عنه أمواج البشر..
مددت يدي اليه..كان يبحث عني في كل إتجاه
التقت عيناه بكل العيون إلا عيناي
إرتطم جسده بكل الأجساد إلا جسدي
امسكت كفاه بكل الأيدي إلا يداي
التقطت أذناه كل صوت إلا صوتي
ثم ضاع بين الحشود..!!)

00 00 00 00 00
كنت أبحث مع فينيسيا عن فتاها..ربما كي اتاكد انها لن تجده..!!
ولأنها مدينة تقرأالأفكار وتخبر خبايا الأنفس،فقد أدركت مرادي
وأهدتني قناعها الأسود ..فاختبأت خلفه..
وبينما الجندول يبحر بنا عبر تجاعيد المدينة، تساءلتهل هذا ما حدث فعلاً؟!)
أخذت اعد الزهور على شرفاتها، وأقرأ تاريخ جبينها..
لمحت الوردة البيضاء على شفتيها ،فتذكرت..هي مدينة عتيده..
اقتربت ، وبادرتها بقبله..
غفونا على الجندول..وكنا ليلتها نحلم بطفل.
00 00 00 00 00
لكن فينيسيا مدينة لا تنسى..ولا تخدع..
أدركت ذلك حين رسى الجندول،ووجدتنا في قلب المهرجان نصارع الحشود المقنعه
وفينيسيا تنادي فتاها الذي لمحته..وأفلتتني..
كنت اناديها..وأمد يدي
...........
لكن فينيسيا رأت كل الوجوه إلا وجهي
التقت عيناها بكل العيون إلا عيناي
ارتطمت بكل الاجساد إلا جسدي
سمعت كل صوت إلا صوتي
ثم ضاعت في الزحام..!!
00 00 00 00 00
اغلقت المدينة أبوابها..اسدلت ستائرها
جاءتني ضحكاتها بعيدة ..وتأوهاتها خفيضة
وجدتني واقفاً وحدي ..وحولي ما تبقى من المهرجان
إنحيت لألتقط قناعها الذي سقط منها،وتساءلت:
(هل هذا ما حدث فعلاً..؟!)

تمت