المحــراب : اعتـذار

الغالية مسافة الريدة

فاطمة السمحة

المحبة الخالصة أهديها لك .. مشفوعة بالاعتذار عن حقيقة أن .. مكره أباك لا بطل.. لا أدر بأي وجه أقابلك يا هبة الله لنا ..بنيتي في هذه الرسالة أود الاعتذار لطيفك البهي .. فأنا بحق آسف .. بقدر ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. وأزيد .. آسف إذ أني لم أكن هناك وأنت تنشقين النفس الأول .. آسف إذ أنني ما حملتك في يدي كما أحملك منذ يومها دوما في الخاطر .. أسف إذا تلفتي فلم تجدي أباك حاضرا في أول حضور لك .. أسف إذ أني لم أقرئك السلام والآذان أوان ولادتك .. أسف إذ أني لم أحضر يوم سمايتك .. والناس حولك يتحلقون ولم أكن هناك .. آسف إذ أنني ما مسكت تلك الأيادي الصغيرة .. والأنامل الدقيقة .. وما نظرت في عينيك الجميلتين الصغيرتين .. وهن لا تريان سوى الملائك .. آسف لأني ما كنت هناك وذلك الإحساس بالفخار والخوف والترقب يتقاذفني .. وأنا في انتظار مقدمك المبارك إن شاء الله .. فهل أترك كل هذا لأن هناك بضعة آلاف الأميال تحول بيننا ..

وقبلتك بين عينيك .. فسرى في النفس تيار من الطمأنينة ملء الحواس .. لم أعرفه من قبل .. غالبت دمعة نشطى أسرعت للمقلة المشدوهة بسناء التلاقي .. هل هذا هو الكمال .. يعلم الله أني انتميت إلى تلك اللحظة .. وصرت أحن إليها وأتمناها .. لأرقب تفاصيلك الدقيقة وعينيك الجميلتين وهما تمران على في محاولة لفهم هذا الكيان المحب .. وحملتك غاليتي .. والتحاذير تترى من كل المحبين .. خوفا عليك من هذا العشق أن يتلفك .. يالحاجبيك .. ويالأنفك الدقيق وكل تقاطيعك المنمنمة .. أأنت الموسيقى .. ياهبة الله .. أسميك فاطمة .. وارفع عيني صوب البروق .. أطالع وجه الزمان الجميل ..

تلملم أمك تفاصيلك المنمقة في صورة .. تصرها عبر الأثير في حزمة ضوئية.. ترسلها لي هناك .. في بعض بقاع الأرض .. أتناوله عبر الكهرباء .. والشوق .. والشبكة العنكبوتية .. أفكفك تلك التفاصيل بذات المحبة التي حزمت بها .. أجلس أتأمل جمالك .. أطالع وجهك الحبيب في الشاشة .. يحضرني الشعراء والمحبين والمشوق المستهام .. يحضر إلى فيض الياسمين .. تحضر الموسيقى .. ليت شعري لو تقصر المسافات .. يمسك الشوق بزمامي .. ويجرني على الشوك بين الحقيقة والخيال .. بغتة يرن بداخلي السؤال .. هل امتلأت .. فـأقول هل من مزيد