بيت ناس ربيعه(البيت المسكون)

تذكرت اليوم ذلك البيت القديم المجاور لمنزلنا فى حى العمده شرق او مايعرف عند معظم سكان امدرمان بحى الركابيه علماً بان مايفصله من الركابيه هو شارع زريبه الكاشف.

كان المنزل المجاور لمنزل جدى مهجور او كما كنا نظن مسكون وكم نسجنا حوله من اساطير من وجود شواطين وعفاريت تسرح وتمرح فيه ليل نهار...منزل كبير يمثل بالاضافه لبيتنا مايقارب نصف المربوع لا اذكر من هم اصحابه على وجه التحديد ولكن نشانا ووجدنا ان اهلنا يسمونه ببيت ناس ربيعه..به قرابه الخمس غرف مخيفه اى والله تدخلها فتحس بالشواطين تحيط بك من كل جانب...تتوسطه شجرة نيم عتيقه ممتده الساق والافرع يقطنها الكثير من الوان الطيور وإن كان معظم ساكنيها من ابنا وبنات ابرق بالاضافة لبعض اعشاش القمارى واخرين.

كان ذهابنا اليومى لزيارة بيت ناس ربيعه نوع من التحدى واثبات الرجوله والذات....كنا ناتى باترابنا من ابناء الجيران وزملاء الدراسه وبعد ان نعطيهم نبذه عن المكان إن كانو من غير سكان الحى نطلب منهم المكوث بداخله لمده عشر دقائق...لا اذكر ان احدهم قد نجح...انا عن نفسى كنت اذهب وحيداً وفور دخولى يتملكنى خوف وقشعريره احس معها بان كل شعرة فى جِلدى قد انتصبت واظل مرهفاً السمع اجفل لصوت وقوع الصفق من على شجرة النيم..اليوم انا فى غاية الحيرة من هذه المغامرات!!!

كنت احب تربية الكلاب وانا طفل وكان كل من فى المنزل يعارض هذه الهوايه فلم يكن لى سبيل غير الاحتماء ببيت ناس ربيعه فاصبحت اتى بالجراء واضعها تحت تلك النيمه حتى يتفاجا بها اهلى بعد ان تكبر وهى تسطو على طعام او تنبح عليهم بعد ان تشب عن الطوق وتقفز إلى بيتنا.

ظل بيت ناس ربيعة يشكل مايشبه اللغز فى مخيلاتنا الصغيرة نستمتع جداً بنسج القصص حوله ونصدق بعض مانقول....

وللموضوع بقيه