الخرطوم عاصمه للسخافه العربيه

الخرطوم عاصمه للسخافه العربيه


08-20-2005, 09:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1124526293&rn=0


Post: #1
Title: الخرطوم عاصمه للسخافه العربيه
Author: alrasikh
Date: 08-20-2005, 09:24 AM

حين يصبح الفكر أداة لخدمة السلطة وليس المجتمع يبتعد عن مهامه الأساس ويقتصر على خدمة مصالح فئة محددة، فالفكر السجين في إطار السلطة غير قابل للتطور، ومنتج الأفكار إن لم يكن طليقاً يتقزم نتاجه الفكري فالذي يشتغل بأوامر سلطة يخلو نتاجه من الإبداع.
ومن يعمل على تأجير قلمه لأي سلطة كانت، لاقيمة لنتاجه لأنه نتاج مأجور، نتاج مزوق يلبي رغبات وحاجة سوق السلطة ولونه يتغير، بتغير لون السلطة ويهدف للحصول على المال ليس إلا!.
يعتقد ((توفيق الحكيم))"أن المفكر الذي يترك مكانه لينضوي تحت لواء سلطة العمل الممثلة في حزب أو حكم هو مفكر هارب من رسالته....وأن هذا الهروب إلى معسكر السياسة والحاكمين هو الذي جرد الفكر من سلطانه وجعل منه تابعاً لامتبوعاً".
إن الفكر الحقيقي هو النواة التي تستقطب حولها السلطات والأحزاب لتنهل منه توجهاتها لخدمة الإنسان فتكون تابعة له، لأنه يفوقها قوة. وبخلاف ذلك فإن الفكر الضعيف يصبح متبوعاً لقوة السلطة والأحزاب، فتجيره لخدمة أهدافها ضد الإنسان.
وبهذا فإن ضرر الفكر المأجور لايقتصر على النتاج الفكري وإنما يضعف من سلطة الفكر ليجعلها تابعة لامتبوعة. وحينها يختل التوازن بين قوة الفكر وقوة السلطة، ويؤدي لاحتواء السلطة لمنظومة الفكر والمفكرين فيفقدون رسالتهم الإنسانية.
يرى ((توفيق الحكيم))"أن ضعف أغلب رجال الفكر في العصر الراهن وانهيار إيمانهم برسالتهم وقوة تأثيرها، قد ربط الفكر في عجلة العمل وجعل الأقلام في خدمة الحكومات....وأختل بذلك التوازن والتعادل بين القويتين".
إن الاستقلالية الفكرية ركيزة أساسية للإبداع الإنساني وإلا فإنه يصبح أداةً لخدمة توجهات فئوية مضادة للتوجهات العامة. كما أنها تعني رفض الهيمنة السلطوية والحزبية على المفكرين ونبذ كل أشكال الرقابة وفرض القيود على حركة الإبداع الفكري.
وهذا ما ترفضه السلطات والأحزاب لأنها تسعى لتجيير المفكرين والمثقفين لخدمة توجهاتها، فهي تعاني من قصور في ثقافتها السياسية وغير قادرة على إعداد خطاب سياسي يعبر عن توجهاتها دون الاستعانة بالمثقفين. وبذات الوقت فإنها تعمل على إقصاء المفكرين والمثقفين عن أي دور قيادي في هرم سلطتها وحزبها السياسي، لأن ذاتها تحتقن بالحقد والكراهية للثقافة والمثقفين.
يرى ((توفيق الحكيم))"أن الفكر المستقل الحر، يستطيع دائماً أن يكون سلطة هامة معادلة وموازنة لسلطة (العمل) وفي هذه الحالة يكون في مقدور (الفكر) أن يصبح قوة دافعة وموجهة ومطورة لسلطان (العمل)".
عليه فإن الفكر المستقل يعتبر سلطة توازي أو تزيد على سلطة الدولة والأحزاب ومنتجه يمتلك سلطة إن أحسن استخدام آلياتها بشكل صحيح تحجمت أمامه السلطات الأخرى وبخلافه فإن السلطات المضادة تخضعه لسلطانها.
إن جوهر الصراع بين المفكرين والمثقفين من جهة والسلطات والأحزاب من جهة أخرى، يعود إلى محاولة الأخيرة ممارسة دور الهيمنة على المفكرين والمثقفين وتجيرهم لخدمة توجهاتها المضللة للمجتمع. والمثقف الذي يحترم نفسه، يرفض الهيمنة والتسلط ويعمل على تعريتهم والكشف عن جهلهم في شؤون الدولة والمجتمع. إما المثقف الذي يقبل على نفسه أن يؤتمر من الجهلة والأميين ويجير قلمه لخدمة توجهاتهم، فإنه مدعي ثقافة ولا دور له في الوسط الفكري والثقافي.( المقال لصاحب الربيعى)نقلته انعكاس لواقع الخرطوم وهى تحتضن عاصمه الثقافه لهذا العام.