مسجد الكنيسة: (من أروع المقالات التي قرأتها)

مسجد الكنيسة: (من أروع المقالات التي قرأتها)


08-15-2005, 04:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1124075599&rn=0


Post: #1
Title: مسجد الكنيسة: (من أروع المقالات التي قرأتها)
Author: منصور شاشاتي
Date: 08-15-2005, 04:13 AM

واحد من أروع المقالات التي قرأتها في الآونة الأخيرة



مشعل السديري / الشرق الأوسط
في الستينات طلبت مجموعة من العمال المهاجرين إلى فرنسا والمقيمين في أحد فنادق بيل فيل الدائرة (19) بباريس من صاحب الفندق أن يضع بتصرفهم غرفة صغيرة للصلاة، ووافق الفندق على ذلك، ثم وسعت الغرفة وتحولت إلى مسجد، ثم ضاق المسجد بالمصلين، فطلبوا من كنيسة مجاورة أن يستخدموا احدى قاعاتها فوافقت الكنيسة، فانتقل المسجد إلى حرم الكنيسة، وأحيانا كان يتواعد بعض المسلمين في ما بينهم قائلين: نلتقي إن شاء الله وقت الصلاة في (مسجد الكنيسة) ـ وهذا هو الاسم الذي يطلقونه عليه، وكانت كل الأمور تتم بسلاسة ومحبة لا يشوبهما أي تعصب أو كراهية، إلى أن هلت على المنطقة طلائع ما يسمى (بالصحوة) بوجهها القميء، فقلبت عالي الحياة على سافلها وأخرجت أسوأ ما في أعماق كيان الإنسان من الغل والأمراض، وإذا بإمام المسجد يشن الهجوم في كل صلاة جمعة ويصب اللعنات على النصارى الكفرة، داعيا الله بترمل نسائهم وتيتم أطفالهم، وأصبحت قاعة تلك الكنيسة التي تحولت إلى مسجد تستخدم عصر كل يوم لتدريس الأطفال والصبية وغسل عقولهم وتعليمهم مبادئ الحقد على الآخر ونبذه، كل هذا كان يتم على أيدي أناس لا يعرفون من الرحمة غير اسمها، ولا من العقل غير شذوذه، ولا من الدنيا غير ما يريدونه.. وعندما طفح الكيل ونبههم القائمون على الكنيسة إلى ما يمارسونه من أفعال استشاطوا غضبا، وازدادوا حنقا، ودخلوا معهم في ملاسنات كادت تتحول إلى مواجهات لولا تدخل البوليس، واضطر القائمون على الكنيسة إلى استرداد قاعتهم وأغلق المسجد. ولسان حالهم يقول مع المثل: (جزاء المعروف سبعة كفوف)، وفوق ذلك عدد لا بأس به من اللعنات.

المشكلة أن بعض هؤلاء المتعصبين هم على أتم الاستعداد أن يقودوا غيرهم، بل والعالم كله إلى التهلكة في سبيل تحقيق أهدافهم (الخرافية الجاهلة)، وإلا كيف يمكن لصاحب بصيرة وضمير أن يفعل مثلما فعل الشيخ نصرت عبد الكريم في العراق، عندما ظهر على شاشة التلفزيون يعترف بأنه يترأس خلية إرهابية ويفتخر بأن مسؤوليته (التربوية) إنما تكمن فقط في تعليمه تلاميذه على عمليات القتل والذبح ـ يا عيني ـ!! ويقول: «جلبنا شخصاً من كراج للنقل وتدربنا على ذبحه وتقطيعه إلى أوصال ومن ثم رميها في المكان نفسه، وذلك لتعويدهم على الذبح وتقوية معنوياتهم، غير أننا لا ننسى أن نطلب من المذبوح أن يقرأ الشهادة بعد تعصيب عينيه».. هل أقول: والله فيهم الخير لأنهم لم ينسوا أن ينطقوه الشهادة؟!، أم أقول مثلما قال المتنبي مع شيء من التحوير: يا امة فزعت من جنونها الأمم.

وأختم هذه المقالة المظلمة بكاريكاتير رأيته في إحدى الصحف المصرية، وفيه مجموعة من الطائرات الأميركية في سماء أفغانستان وهي تلقي كمية من الفراخ ـ أي الدجاج المشوي ـ ولا اعلم لماذا هي تلقي الدجاج وليس القنابل؟!، وفي الرسم كانت هناك مجموعة من الأشخاص على الأرض يتلقفونها، وجلس احدهم وهو من بقايا (طالبان) يأكل الدجاجة بنهم ويرفع بصره نحو الطائرات صائحاً بغضب: أين (الكتشب) يا كفرة ؟!

Post: #2
Title: Re: مسجد الكنيسة: (من أروع المقالات التي قرأتها)
Author: Ali Alhalawi
Date: 08-15-2005, 04:46 AM
Parent: #1

ألف شكر يا منصور

مقال صغير لكنه لخص القضية

أن حالنا لا تنعدل إلا بعد أن نكف عن الصياح بـ "أين (الكتشب) يا كفرة ؟!"

Post: #3
Title: Re: مسجد الكنيسة: (من أروع المقالات التي قرأتها)
Author: محمد الامين احمد
Date: 08-15-2005, 05:48 AM
Parent: #1

تحية طيبة للجميع

شكرا على المقال المعبر

و دى صورة الكاريكاتير


Post: #4
Title: Re: مسجد الكنيسة: (من أروع المقالات التي قرأتها)
Author: الرفاعي عبدالعاطي حجر
Date: 08-15-2005, 09:35 AM
Parent: #1

لك التحية الاخ شاشاتي
نحمد عنك الله انك لم تشهد معنا ما جرى في الخرطوم نهار الاثنين و الثلاثاء عقب موت الانسان القائد والزعيم التاريخي د. جون قرنق , فقد عميت البصائر وسيطرت العنصرية والنظرة المتعالية على الجميع فمساجد الخرطوم تنادت للجهاد ضد من ومع من ولمن وعلى من هي الدهشة التي عقدت اللسان حتى الان. هذه النظرة التى لخصها مقال مسجد الكنيسة بمعنى أخر فقد فقدت الخرطوم السلام وماهو منتظر في المستقبل القريب هو أفظع مما حضرناه, وللأسف ذهب السلام عن السودان دون رجعة وللأسف بفعل وممارسة وفتواى من يزعمون انهم على دين السلام.

Post: #5
Title: Re: مسجد الكنيسة: (من أروع المقالات التي قرأتها)
Author: منصور شاشاتي
Date: 08-16-2005, 06:28 AM
Parent: #4

كشفت الأحداث الأخيرة التي رافقت رحيل الدكتور جون قرنق ، عن حجم التخريب الذي أحدثه (الخطاب الديني المتطرف) .
التطرف حالة مرضية معدية سريعة الانتشار ، والمسئولية تجاه ما نحن عليه الآن تقع على عاتق كل الأحزاب بل وكل الذين اعتبروا أنفسهم قادة فكر ومجتمع مدني الخ منذ استقلال السودان حتى الآن ، فهم الذين أفسحوا للخطاب المتطرف المجال فتراجعت مساحات التسامح وقبول الآخر ، ومن الخطأ أن نحسب أنها حالة تهيمن فقط على مسلمي شمال السودان أنها حالة تلقي بظلالها على كافة شرائح المجتمع السوداني , , وشيطان التطرف - لعن الله من أطلقه - ساعة يخرج من قمقمه يأكل الأخضر واليابس .. ألم تر كيف كانت الناس تتحرك - على عكس ما دعت إليه الأحزاب والقيادات . . هذا يعني بالمنطق البسيط أن الناس في واد وأحزابها وقياداتها في واد آخر .
ولكن الأحداث كشفت عن أمر آخر جد خطير وهي أن هناك انقساما واسعا وأن هناك في الواقع مجتمعين متناقضين (حتى لا نقول مجتمعات ) يتربص كل منهما (أو منها) بالآخر . . لا أتحدث عن صراع الفقراء مع الأغنياء ، الأمر أخطر بكثير من ذلك نحن نتحدث عن غياب كامل للثقة بين المجموعات التي تحسب أنها أفريقية والمجموعات التي تحسب أنها عربية، وبين من يقولون أنهم يعتنقون الإسلام ومن يقولون أنهم يعتنقون أديانا غيره ، والعقلية السائدة وسطهم جميعا عقلية تفتقد التسامح والثقة وحتى الرغبة في العيش المشترك,.
كيف وصلت الأمور الي هذا الحد ، من الذي أوصلها ، لست في معرض الحديث عن ذلك ، الذي أريد أن أقوله هو انه يتوجب على الأحزاب ( إن كان يجوز لنا أن نسميها أصلا أحزابا) والمفكرين والحريصين على مستقبل السودان ، أن يتعاملوا مع حقيقة باتت جلية : أن هدف السودان الواحد اصبح ابعد واصعب مما كان عليه قبل رحيل الدكتور جون قرنق ، وأن الخلل الذي أصاب تركيبة هذا السودان اصبح من الصعب إيجاد حل له في ظل هكذا أحزاب وهكذا قيادات ، وأن خيار انفصال الشمال عن جنوبه اصبح واردا مع كل ما يعنيه جدل التقسيم من تواصل لعملية الانفصال لتتسع غربا وشرقا وهلم جرا.
هذا واقع يجب أن نتعامل معه . . بسد الأبواب أمام الخطاب المتطرف ، بالتزام قيم التسامح وقبول الآخر ، وتجريم كل ما يثير الفتنة ويشيع الكراهية بين الناس,
إنها عملية صعبة للغاية . .
هل يا ترى بإمكان تحالف الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني أن يضع هذا الأمر هدفا رئيسيا ، يسبق حتى ما يقال عن تقسيم للسلطة والثروة ..
ماذا يختار السودانيون في القادم من الأيام : وحدة أم انفصال ، سودان ام سودانان أم ثلاثة ، لا يعني نهاية العالم بالنسبة لأهل السودان ، فالناس يمكن أن تعود وتتحد من جديد .. إن جاء انفصالها سلسا وبالتراضي .. وقد يكون قيام دولتين متعاونتين أو اعتماد نظام الفيدراليات السودانية (وهو في اعتقادي كان الأفضل) انفع لأهل السودان من سودان واحد منقسم على نفسه .

Post: #6
Title: Re: مسجد الكنيسة: (من أروع المقالات التي قرأتها)
Author: HOPEFUL
Date: 08-16-2005, 06:48 AM
Parent: #5

الأخ الفاضل
منصور شاشاتي
سلام ومحبة خالصة

حقا انه من اروع المقالات التي يجب ان يكثر منها كتابنا ومفكرينا
لأنها اصبحت (اي الظاهر) هي هاجس الأمة والتحدي الذي يواجهها
التطرف ليس وليد صدفة يا عزيزي
التطرف نتاج تربوي تجرعه البعض كؤساً مدها له مجتمعه مستخلصة من قبح تشاريعه في حلقة منادمة باطله اسست علي الكراهية والبغضاء وفكر وائد الآخر

لي موضوع بذات المعني في هذا الخيط يحتاج اطلاعك


ألف باء .. صناعة ارهابي مسلم

تحياتي