دعوة للتسامح والأمل في غد أجمل

دعوة للتسامح والأمل في غد أجمل


08-07-2005, 02:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1123377658&rn=0


Post: #1
Title: دعوة للتسامح والأمل في غد أجمل
Author: أبوالقاسم مضوي أحمد
Date: 08-07-2005, 02:20 AM

في التجارب الإنسانية الخطأ وسوء التقدير بل أحيانا التعصب للفكرة والمبدأ كثيراً ما يقع ويرد ورغم ما قد يفرزه ذلك من خلاصات لا يكون مرغوب فيها إلا أنه من الممكن بتوفر روح الأعتراف بالخطأ وسوء التقدير التغلب على ما ينتج منها من آثار ، مفاد هذا التقديم هو أن نظام الأنقاذ قد يكون في نظر الكثيرين من أهل الفكر والسياسة قد أخطأطوال مدة تسلمه لزمام الحكم في بلادنا وساء تقديره لكثير من الأمور والتي قد تكون قد اقعدت البلاد من المضي قدما في علاج الاشكالات التي أصلا يعاني منها الوطن ناهيك عن أخرى افرزتها اممارسة السياسة والاقتصادية والإجتماعية لنظام الإنقاذ ، ويبقى مطلوباً أكثر من أي وقت مضى أن يتنبه أهل الإنقاذ _وظني أنهم بدأو في ذلك_ إلى ضرورة البحث عن لم الشمل والتصالح مع الذات والغير بصدق من أجل مصلة الوطن والأطفال والشيوخ والنساء ، فكفانا فرقة وتناحر وقطيعة.

رحل القائد د. جون قرنق بعد أن انتصر على ذاته وأحسن صنعا والتزم شجاعة القناعات عندم وقع غتفاقية السلام الشاملة مع حكومة السودان والتي ايضاً أحسنت صنعا في ذلك ومهما اختلفنا في قصور تلك الإتفاقية وحصريتها على مشكلة الجنوب والوطن يعاني من أزمات في الحكم ونزاعات مماثلة إلا أنها خطوة في مشوار السلام الطويل والذي نبدأه الأن رغم التأخر في سعينا فيه فما تم اليوم من إتفاق كان يمكن أن يتم منذ عقود ولكنا الأن ننعم به إما وحدة أو إنفصالا محترما وواقعياً

السودان (الجديد) بلغة الراحل د.جون أو (المتجدد) بلغة الأستاذ على عثمان هو حلم مستحق لشيخ هده المرض وطفل يحلم بحقه في الصحة والعافية والتعليم والتطور وامراة تمني نفسها بحق الحياة الكريمة في مجتمع تساهم فيه.بل هو حلم مستحق لكل أسرة سودانية مهما كان جنسها ومعتقدها في حياة كريمة تتشرف بها الإنسانية وتنسجم مع تكريم الله عز وجل للإنسان.

ماحدث في الخرطوم كان مؤلما وحزينا وعظيما لأنه كان تعبيرا عن الأزمة في الثقة والخوف من الأخر والحقد عليه وكرهه و يجب التغلب على هذه الروح بإزكاء معاني الحب والتسامح والتفاؤل في غد أرحب من ضيق العصبيات الراهنة.

على الحكومة والحركة الشعبية إبداء أقصى درجات التعاون الصادق والإنتصار على الذات كما فعلها الراحل د. جون والتعاضد من أجل الوطن ومن أجل دماء كل الذين خسرناهم بسبب النزاع والخلاف والعصبية.

الواجب على الحكومة أن تهب الحركة الشعبية كل الثقة وأن تحترم قناعاتها مهما كانت مختلفة معها حتى لو افضت الفترة الإنتقالية إلى الانفصال إن كان شرأ لابد منه لتقوم علاقة جوار متسامحة بين الشمال والجنوب. و على الحركة الشعبية أن تبادل الحكومة وكذلك الشمال بمختلف طوائفه وكياناته الثقة نفسهاوأن تشيع ذلك ثقافة بين الجنوبين وأن تتوحد وتشرع في التنظير الأيديلوجي لبناء فكر سياسي يستوعب التطورات السياسية والاقتصادية والإجتماعية للسودان الجديد المتجدد.

ومن المتعين على الحكومة والحركة الشعبية معا الشروع في وضع صيغة عملية وموضوعية لمشاركة كافة الكيانات السياسية والإجتماعية والمهنية في الوطن يكون منطلقها الأسس التي تم الإتفاق عليها في إتفاقية السلام والتواضع على ثوابت الوطن والحرية كما أن الواجب على تلك الكيانات السياسية والإجتماعية والمهنية أن تتجاوب مع تلك الصيغة بقلب مفتوح مهموم بالوطن وأن تجري كل تطوير مطلوب في مناهجها وأفكارها وآلياتها.

لا يمكن للوطن أن ينهض معافا من جراحاته إلا بحل النزاعات في الشرق والغرب وتصلح إتفاقية السلام الموقعة مع الحركة الشعبية في الشق المتعلق منها بقسمة السلطة والثروة أساساً يمكن التفاوض عليها

ويبقى الدور الأكبر للمجتمع ومنظوماته المدنية ومن بينها هذا المنبر في التبشير بهذا الفهم وإزكاء روح التسامح والتعاضد من أجلنا جميعاً فوطننا شاسع ورحب يسعنا جميعا وأدياننا تقول بإمكانية العيش مع الأخر بكل الود المحبة لو فهمنا.