رحــل زعيـــــم عظيـــم وبقيـــت قضــــية بنـــاء الســـودان الجـــديد..تعليق "الاهرام"

Quote: قضايا و اراء 43343 ‏السنة 129-العدد 2005 اغسطس 7 ‏2 من رجب 1426 هـ الأحد رأي الاهرام رحل زعيم عظيم وبقيت قضية بناء السودان الجديد يمر السودان الشقيق بلحظة تاريخية حرجة منذ مصرع الزعيم السوداني جون قرنق في حادث أليم‏,‏ في وقت كان السودان أحوج ما يكون إلي وجوده من أجل تطبيق اتفاق السلام و العبور بالسودان من مفترق الطرق إلي مرحلة السودان الواحد‏.‏ وفي مثل هذه اللحظات الحرجة في تاريخ الشعوب تكون هناك شخصيات قادرة علي استلهام روح الأمة وطموحاتها وميراثها الحضاري الإيجابي من أجل قيادة الشعب لتجاوز تلك اللحظات‏.‏ وقد جاءت تصريحات أرملة الفقيد العظيم بالغة الدلالة ومعبرة عن إدراك عميق للمخاطر المحيطة بالسودان إذا تغلبت العواطف والتخمينات علي مصلحة شعب السودان بجنوبه وشماله‏.‏ فقد توجهت بجلد وشجاعة حقيقيين لأبناء جنوب السودان مذكرة إياهم أنه إذا كانت القضية هي قرنق فقد مات‏,‏ أما إذا كانت القضية هي السلام فإنه يجب التمسك به وباتفاقية السلام التي تضمن إقراره‏.‏ ومثل هذه التصريحات البناءة والمسئولة هي التي يمكن أن تحقق السلام وتوفي بمتطلباته وتبني سودانا جديدا وموحدا‏.‏ ومن المؤكد أن القيادات السودانة الشمالية والجنوبية تعمل في الاتجاه نفسه‏,‏ وسوف تتعامل مع الحادث الأليم بما يستحقه من تحقيق دقيق لكشف ملابساته‏,‏ لأن الفقيد هو أحد الزعماء التاريخيين للسودان بأسره‏.‏ أما التكهنات التي صدرت عن بعض الصحف والدول بشأن طبيعة الحادث المروع الذي راح ضحيته الزعيم السوداني جون قرنق‏,‏ فإنها تبقي مجرد تكهنات إلي أن تثبتها التحقيقات النزيهة أو تنفيها‏.‏ وبرغم أن السودان قد فقد رجلا كبيرا وعظيما فإن إرادة الحياة والتوحد ومصلحة الجميع في الجنوب والشمال في بناء سودان كبير وقوي وناهض اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا‏,‏ كفيلة بأن تجعل كل الخيرين في السودان بجنوبه وشماله علي قلب رجل واحد في تطبيق اتفاق السلام‏,‏ وفي الإسهام في بناء هذا السودان الجديد‏.‏