حركة القوى الحديثة الديمقراطية (حق) .......هكذا مضى القائد العظيم الدكتور جون قرنق دي مبيور

بسم الله الرحمن الرحيم

حينما يريد إنسان عظيم أن يمضي بماذا يمكن للمرء أن يبقيه؟
حينما لايكون هنالك شئ ضروري لبقائه , ذلك يبقيه .

هكذا مضى القائد العظيم الدكتور جون قرنق دي مبيور مستوفياً حظه من المجد بما حقق لشعبه , وإن كانت الأرض لازالت ترقد بوراً والمدن التي كانت حنيناً وعشقاً في عينيه لازال مكانها تراباً . لكن أبناؤه وتلاميذه اللذين يملؤن الاماكن الشاغره رفساً بأرجلهم وأيديهم التواقه للحياة الكريمه لن يدعوا قضايا إستكمال السلام والتحول الديمقراطي والعداله الإجتماعية أطلالاً نبكي عليها وعليه .
سيظل الشعب السوداني يتذكر الراحل العظيم دوماً بمشاعر من الحزن والفرح والإعتزاز في نفس الوقت , الحزن على فراقه وعلى عدم ملامسته لما قد وضع أسسه ولبناته من سلام وتحول ديمقراطي وفرح غامربتحقيق ذلك إنشاءالله , وهكذا دائماً القاده العظام لايكملون ما قد بداؤه حتى يحتفظوا للمنابع بهديرها مفسحين مسافة معقولة بين المثال المكتسي بأماني الشعوب وأحلامها وبين الممارسة التي تسمح بها الإمكانيات الفعلية لتلك الجماهير .
ذهب قرنق ليبقى رمزاً أبدياًُ فينا لتلك المعاني السامية التي امن بها وعمل على تحقيقها مضحياً باكثر من عشرون عاماً من حياته , ونحن إذ نبكيه اليوم فإننا لانتغاضى عن المهام العاجلة لإستكمال المسيرة واننا إذ نؤكد دعمنا الكامل لمسيرة السلام والتحول الديمقراطي بقدر ما نستطيع وبكل ما لدينا من معينات لتحقيق ذلك فإننا ندعو كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكل القوى المحبة للسلام بالعمل سوياً لكي نترجم حزننا على هذا الفقد العظيم وحدةً وتضامناً حتى نفوت الفرصة على أعداء السلام وذلك بخلق إجماع قومي حول السلام وترجمته إلى إهتمام حقيقي بقضايا الشعب الحقيقية حتى ينهض الفقيد من موته روحاً ويتلاشى في كراريس التلاميذ وروشتات العلاج المجاني والإسكان الشعبي والسلع الإستهلاكية المدعومة ولكي نكون فعلاً مبدئين تجاة السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية , حينها فقط سيبقى جون قرنق فكرةً وروحاً تسعى بيننا بذات الإبتسامة والدعابة التي لم تفارقه في أحلك الظروف , سيبقى تماماً عندما لن تعد هنالك ضرورةً لبقائه جسداً نتيجة لماقام به وهو حياً من إعداد لتلاميذه وأبنائه اللذين يتصدون لقيادة الحركة الشعبية إكمالاً للمسيرة .
كما لايفوتنا أن نرسل كل أمنياتنا بالتوفيق والسداد للقائد "سلفاكيير" في إستكمال المسيرة ونؤكد العمل سويا من أجل سماء صافية وبلا غيوم لبناء سودانا جديدا بكل المعاني .

المكتب التنفيذي - حركة القوى الحديثة الديمقراطية (حق)
أغسطس / 2005