طائرة الزعيم السوداني قرنق .. سقطت أم أسقطت؟

عبد الله آدم

بعد إفاقة الجميع من صدمة الموت المفاجئ لنائب الرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية جون قرنق بدأت تساؤلات ملحة تبرز للسطح على رأسها ملابسات وظروف سقوط مروحية الرئيس الأوغندي التي كان يستقلها قرنق، في وقت بدأت فيه بعض المعلومات المثيرة للشكوك تتوالى.


فقد تراجعت الحركة الشعبية عن رواية أن الحادث كان طبيعيا وأعلنت تأييدها للجنة شكلها الرئيس السوداني عمر البشير أمس للنظر في ملابسات الحادث تتألف من الحكومة والحركة، بينما أبدت أطراف أخرى رغبتها في الانضمام إليها من بينها أوغندا التي سقط قرنق بطائرة رئيسها يوري موسفيني.


سبب تراجع الحركة هو أن حطام الطائرة وجد متناثرا على مساحة واسعة مما قد يدل على أنها لم ترتطدم بمرتفعات جبلية في ظروف جوية سيئة حسب ما أشارت التقارير الأولية.


هذا المؤشر قد يعزز فرضية تعرض الطائرة لحادث وهو إما أن يكون انفجارا بداخلها أو إصابتها بصاروخ. ويقول خبراء إنه في حالة حصول انفجار داخل الطائرة فمن المرجح أن تتمزق أجساد من كانوا بداخلها وذلك قد لا يحدث في حال إسقاطها بصاروخ. فقد عثر على جثث بعض ركاب الطائرة ومن بينهم قرنق دون أن تتعرض لتشويه كبير حيث أمكن التعرف عليهم جميعا.


الحالة الفنية لطائرة الرئيس الأوغندي Ml-172 وعيوب الرؤيا الليلية فيها كانت مثار خلافات في الحكومة بين صيانتها وشراء أخرى جديدة انتهت باقتناع المسؤول عن هذا الملف بإرسالها للصيانة في روسيا البيضاء بداية العام الحالي بتكلفة بلغت خمسة ملايين دولار وفق صحيفة صنداي مونيتر الأوغندية و 2.5 مليون دولار حسب الرواية الحكومية مما يجعل فرضية السقوط بسبب عطل فني تبدو غير مستبعدة.


وقد استخفت الحكومة الأوغندية بتقارير نشرتها صحف محلية بأن الطائرة تم التلاعب فيها لقتل الزعيم السوداني وقال وزير التعاون الدولي إن هذه التقارير غبية، مشيرا إلى أن الطائرة استقلها الرئيس موسفيني في نفس اليوم من مزرعته لحضور زواج كما سافر بها خلال الأيام الماضية لعدة مناطق في شمال أوغندا.

المنطقة التي تحطمت فيها المروحية ينشط فيها جيش الرب الأوغندي الذي يشن هجمات انطلاقا من الحدود السودانية على شمال أوغندا، ورغم أن عملياته تراجعت مؤخرا بعد اتفاق بين الحكومتين الأوغندية والسودانية على ملاحقة عناصره داخل الأراضي السودانية، فقد توعده قرنق بالطرد في غضون ثلاثة أشهر من السودان.


وتكتسب المروحيات أهمية كبيرة في أفريقيا جنوب الصحراء خاصة لدى الزعماء الذين عادة ما يستخدمونها في تنقلاتهم الداخلية من أجل التغلب على تقلبات الطقس الاستوائي خاصة أنها لها القدرة على الهبوط في أي مكان، كما في إمكانها القيام بعملية إنزال جوية في حال سوء الأحوال الجوية وهو ما لم تقم به الطائرة التي أقلت الزعيم السوداني.


وفي انتظار نتائج التحقيق تظل التأويلات قائمة للحادث بين فرضية الإسقاط والسقوط.
_____________
الجزيرة نت


المصدر: الجزيرة