الحاج وراق يكتب : ألجموا الغرائز المنحطة

مسارب الضي
ألجموا الغرائز المنحطة

الحاج وراق




* انني اشارك الآلاف من سكان العاصمة الذين فقدوا اعزاءهم او ممتلكاتهم في أحداث التخريب الفوضوية، اشاركهم آلامهم وأحزانهم، واحساسهم بالصدمة والترويع.
ورغم ان ما حدث استثمر الرحيل المأساوي لشهيد الوحدة الوطنية د. قرنق، الا انه لا علاقه له مباشرة به، فاستهداف الناس بلا جريرة، وعلي اساس الهوية العرقية او الدينية، لا علاقه له بالمشروع الفكري والسياسي للشهيد قرنق، بل ويمثل خيانة جسيمة له.
ثم ان ماحدث لا علاقه له بالجنوبيين كجنوبيين، وانما له علاقة بالغوغائية، وما من قومية او عرق او ثقافة تخلو من الغوغائيين.
والغوغائية لا تنتجها الجينات العرقية وإنما ظروف البؤس الوحشية، ينتجها إقتلاع الناس من مضارب سكناهم، ومن بيئتهم الاجتماعية الطبيعية، ومن نظمهم وضوابطهم القيمية والاخلاقية، كنظم القبيلة والعائلة.. وتتغذي من ظروف البؤس، حيث لا فرص عمل، ولا تعليم، ولا تدريب علي الإحتجاج المدني.
والظروف الوحشية تنتج أُناساً يمكن في لحظات الانفلات والفوضي ان يطلقوا سخائم نفوسهم المتوحشة التي لم تهذبها مدنية ولا احضان اسرة أو قبيلة!
* ولكن الغوغائية لايمكن كبحها بغوغائية مقابلة! واذا كانت الغوغائية تجد تفسيرها في غياب الحياة المستقرة وغياب التعليم، فلا يمكن تفسير سلوك المتعلمين كغوغاء!
إن من يقترف جرما، سواء كان جنوبيا أو شماليا، فان جرمه معلق علي رقبته كفرد، ولا يتعداه الي قوميته، ما دام لم يرتكب جرمه هذا كممثل للجنوب او الشمال.
وعليه فإن ممارسات الانتقام الفوضوية التي تستهدف الجنوبيين كجنوبيين انما تنزلق الي ذات مستنقع الغوغائية التي تدعي الاعتراض عليها.
ثم ان الإنتقام دائرة شيطانية مفرغة، ستنتهي بالبلاد الي فتنة هوجاء لا تبقي ولا تذر.
* وان هذه لحظة حاسمة في تاريخ بلادنا، لحظة تبرز فيها (الحوبة) الي مثقفيها، والي قادتها السياسيين، ورموزها الدينيين، لحظة توجب ان يرتفع القادة بأهل السودان من كل الأديان والاعراق الي الذُرى الانسانية، ذُرى إحترام الحياة الانسانية، وتكريم الإنسان، غض النظر عن دينه او عرقه او لونه، انها لحظة لجم الغرائز المنحطة للغوغاء في الطرفين، لجمهم كي لا ينحطوا بنا الي درك القتل بالهوية، أى القتل العبثي والعدمي.
والذُرى الإنسانية بالنسبة للمسلم الحق واضحة، ذُرى: (لا تزر وازرة وزر أُخري)، فلا أخذ للبرئ بجريرة المذنب، وذرى (من قتل نفسا بغير حق أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا) فالحياة الانسانية، غض النظر عن دينها او عرقها مكرمة ومقدسة ولا يجوز المساس بها من غير ذنب.
* والآن، اما ان نرتفع الي الذُرى الانسانية، اونسمح للزعران والغوغاء والمهووسين ان يحددوا مسار بلادنا، ومسارهم كما لا يخفي يقودها حتما الي مستنقع الفوضى والخراب الشاملين، وفي ذلك المستنقع، حيث حرب الكل ضد الكل، فالكل قاتل والكل مقتول، والكل خاسر!
وليحفظ الله السودان!

*نقلا عن جريدة الصحافة

من غيرك ( صديق العمر) الحاج علي وراق سيدأحمد يبين جذور المشكلات بمثل هذه السلاسة

وبمثل هذا الوضوح ؟

( الحوبة ) الآن لكل وطني نظيف أن يخرج من عباءة الحزبية الضيق والغرور الآيدولوجي الزائف

ليرى أبعد ( ولو قليلاً ) من موطئ قدميه

الوطن على كف عفريت


شكراً صباح

شكرا صباح لنقلك هذا الموضوع القيم ،،،
وشكرا لك صديقي عاطف للفت نظري إليه ...

مقال جيد وعاقل
الحاج وراق وان اختلفنا معه في( قول ) bاتفقنا معه فى مقالات