مقال لعثمان ميرغني حول احداث الخرطوم

مقال لعثمان ميرغني حول احداث الخرطوم


08-03-2005, 07:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1123094627&rn=0


Post: #1
Title: مقال لعثمان ميرغني حول احداث الخرطوم
Author: الصادق اسماعيل
Date: 08-03-2005, 07:43 PM

ادناه ما كتبه عثمان ميرغني، وأعجبني تعليقه حول ما حدث في الأهلية، وهذا فقط يبن نوع العقلية التى يتمتع بها هذا النظام.


عثمان ميرغني (جريدة الراي العام) الاربعاء 3 أغسطس

بعد أن هدأت النفوس والأحوال قليلا من حقنا أن نطرح بكل هدوء هذه الأسئلة الحيرى .. في زحمة وغبار الـ ''تسنامي'' الذي بدأ منذ فقدان طائرة النائب الأول للرئيس إلى توابعه من تراجيديا العنف المرير في العاصمة ومدن أخرى.

منذ البيان الأول للحكومة ذكرت أنها علمت بالحادث عن طريق الرئيس اليوغندي موسيفني الذي أبلغ حكومتنا بأنه (فقد الإتصال بطائرة جون قرنق) .. وهذه العبارة تصلح للاستعمال إذا كان (فقدان الاتصال) لساعة أو نحوها لكن في تلك اللحظة كان عمر (فقدان الاتصال) 24 ساعة كاملة .. تصوروا أربعة وعشرين ساعة والحكومة السودانية لا تعرف أين نائبها الاول ؟؟.. وجاءت أول اشارة فقدان إتصال من الرئيس اليوغندي.. بعد 24 ساعة كاملة من الحادث الأليم ..!!

على كل حال تفاصيل الحادث ربما ستظهر أكثر بمضى الوقت والتحريات .. لكن الفاجعة الأكبر ما تلى ذلك .. منذ الثلث الأول من ليلة الأحد ظل التلفزيون والسيد وزير الإعلام عبر قناة الجزيرة يضخان أخبارا متناقضة .... كان واضحا أن الحكومة متيقنة حينها من مقتل السيد النائب الأول د. جون قرنق.. وكنا ندرك ذلك بين سطور الإفادات التي يدلي بها وزير الإعلام واستبطنا النية الحسنة وقلنا حسناً فعلت الحكومة بتأجيل الإعلان لأنها تريد الاستعداد لما بعد الإعلان وأخذ الحيطة ... حتى تواجه رد الفعل في الشارع .. لكن الذي حدث كان غاية في الإثارة والغرابة ..

رغم علم الحكومة مسبقا بسيناريو الغضب والفوضى .. إلا أنها لم تعلن الحداد وحظر التجول صباح الاثنين ..أذاعت نبأ مقتل جون قرنق وتركت الجميع يتوجهون إلى مكاتبهم والصغار إلى مدارسهم ليندلع العنف ويكتظ الشارع بالأبرياء الذين إما قتلوا أو جرحوا أو أحرقت ممتلكاتهم وسياراتهم أو على أقل تقدير ساروا على أرجلهم ساعات طويلة عندما انقطعت وسائل المواصلات العامة ..

كل الذين قتلوا أو جرحوا أو دمرت ممتلكاتهم أو احرقت سيارتهم ذنبهم على الحكومة التي لم تحسن التصرف فتركت الأبرياء من شعبها يذهبون إلى عملهم كالمعتاد فوجد المجرمون فرصة غافلة فأحرقوا السيارات وتحركوا في وسط الناس متخذين منهم دروعا بشرية تحميهم من الشرطة.. ولو أعلنت الحكومة الحداد وتعطيل الأعمال منذ الصباح الباكر وأصدرت أمرا بمنع التجول .. لما وجدت في الشارع إلا المجرمين الذين يمكن بسهولة حصارهم طالما أنهم مكشوفين بلا غطاء .

كثيرون فقدوا أرواحهم بلا ذنب إلا لأنهم ذهبوا لإنتشال أولادهم من المدارس بعد أن استشرى العنف .. أو لأنهم حاولوا منع إحراق سياراتهم أو محلاتهم أو في طريق عودتهم الإضطرارية من مقار العمل بعد أقل من ساعتين من وصولهم إلى أعمالهم ..تعددت الأسباب والظلم واحد .. فقط لو أعلنت الحكومة عن تعطيل العمل لما كانوا خرجوا أو سمحوا لأبنائهم بالذهاب إلى المدارس.. ولما ضاعت الأرواح ولما أتلفت الممتلكات.

أثبتت التراجيديا أن لجنة أمن ولاية الخرطوم تغط في سبات عميق .. حتى حظر التجول أعلنته قبيل زمن قليل جدا من ميقات سريانه فأربكت المواطنين الذين لم يستعدوا للأمر .. ومع ذلك أجد نفسي أسأل بكل براءة .. ماهو الفرق بين مواطن جنوبي بسيط اندفع بجهالة الى الشارع فأحرق ودمر .. وبين رجل آخر عاقل راشد اندفع الى داخل جامعة أمدرمان الأهلية وأحرق ودمر الأجهزة والمكاتب وقاعات المحاضرات ..؟؟.. وأقدم الإجابة أن الاول فعل بجهالة .. والأخير بكامل علمه ورشده .. كيف يتأتى الأمن إذن ؟؟

Post: #2
Title: Re: مقال لعثمان ميرغني حول احداث الخرطوم
Author: welyab
Date: 08-03-2005, 08:35 PM
Parent: #1

http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2005/8/80917.htm[/B]