......الحياة العبقرية ........

قال المتنبى
صحبت الوحش فى الفلوات منفردا حتى تعجب منى الغول والاكم
************

كان للامام الغزالى صيت كبير فى بغداد..وكانت له دار عامرة بصنوف ما لذ وطاب من عطايا الامير ...وكان مريديه وطلابه ياتون فى مجلسه بالالاف...وعندما بدا مشروع التصالح مع النفس و البحث عن الحقيقة والجمال..ترك كل هذا النعيم وهام على وجهه فى الصحراء(مبعث السحروالخيال الخلاق المجنح)...راه احد مريديه وهو يهيم في الفلوات .. اشعث اغبر وعرفه وساله:ام كان اجدي لك ان تعيش حياتك القديمة فى بغداد المنعمة والوادعة بدل هذا الشظف والعطش والجوع..رد الغزالى:والله نحن فى نعمة لو عرفوها الملوك والسلاطين لحاربونا عليها بالسيوف.. ومن اقواله ايضا(يا بنى اياك ومجالسة السلاطين فانهم ياخذون من دينك اكثر مما تاخذ من دنياهم)
وبقى المتنبى والغزالى خالدين ابد الدهر شعرا وفكرا....واندثر الزعانف والاوباش من ادعياء الشعر والفكر فى عصرهما في توابيت عثمان محمد صالح..فى انتظار التشييع...
الحياة العبقرية هي ان تعرف انك تدخل الى هذه الرحلة القصيرة من باب وتخرج من باب اخر دون ان تحمل شيئا غير المعانى..والخيار لك ان تختار احدى الجنتين..جنة المعانى المرتبطة بالروح و بالمطلق ام جنة المبانى المرتبطة بالجسد و بالحس

قال (ص): كن فى الدنيا كانك غريب او عابر سبيل