اعتراف شخصى بفصامية الذات حول مسألة الوطن

اعتراف شخصى بفصامية الذات حول مسألة الوطن


07-21-2005, 11:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1121941890&rn=0


Post: #1
Title: اعتراف شخصى بفصامية الذات حول مسألة الوطن
Author: عثمان البشرى
Date: 07-21-2005, 11:31 AM

(نحن الذين نغذى روح العالم وستصبح الأرض التى نعيش عليها أفضل أو أسوأ، حسب حالنانحن ومانصير اليه ان أسوأ أو أفضل .وهنا تدخل قوة الحب، لأننا، عندما نحب نود أن نصبح أفضل مما نحن عليه.)
باولو كويهلو. من رواية ساحر الصحراء.
.....يرىجميع المحللون النفسانيون، ان معظم الأمراض النفسية الوراثية منها أو المكتسبة فى مجتمعات مايسمى بالعالم الثالث، ناجمة عن حالات الكبت والقمع والإزلال والمصادرة ، من قبل السلطات التى تسور واقعه الإجتماعى والسياسى والثقافى والدينى. وأن هذه السلطات القاصرةمعرفيا والمشوهةأخلاقيا والموسومة بداء(السلطة النرجسى)، أوفيما يمكن ان نسميهالتخمة المتسلطة مقابل المعرفة الجائعة) ان هذه السلطات أخذت فى التفنن الخطابى لمشروع سياسات ما بعد الإنفتاح الإقتصادى لتمرير وتعضيد برنامج بقاءها، واستمراريته بشكل سرطانى دائم. خصوصاأن لها ارث ضخم من القهر والمصادرة ، أكتسبتهما اجيالها السلطوية المتعاقبة، من ابيها الشرعى( الإستعمار)الغربى. ومحاولة منها، لتبرير ذلك بشكل يماشى العصر ، نهضت بآلتها القمعية المختلفة، بحجة الحفاظ على مكتسبات ومقدرات الدولة،من أى تدخل أجنبى جديدمفترض افتراضا، تقول هو نفسه المستعمر السابق أو مايوازيه. بل وسعت الى تقنين خطابها القمعى ، ودسترته ووضعت له جدولة زمنية لا متناهيةمن قوانين طوارئها، والتى قد تدوم أحياناعقود الى حين سقوطها نهائيا.
فعندما يقول مواطن من مواطنى هذه الدول: أننى ومنذ أن وعيت الحياة، لم أنعم بالسير فى الطريق آمنا دون توقيف أو مساءلة أو تحرى ، فهذا لن يكون مبالغا فيه لدى منظمات حقوق الإ نسان والمجتمع المدنى فحسب. بل سيكون ، خيالا مريضا، ونفسية متردية واقعة فى ( فوبيا) شاسععة يقول بها المحللون النفسانيون . ومن الطبيعى أن يعلق هذا المواطن بعادية تسترعى الشفقة أنكم حقا انسانيون تجرى فى دمائكم الباردة جرثومة انسانية قابلة للتهويل. ومايتنصوره عقلكم لا يتعدى مادرستونه فى المعامل والمختبرات النلعمة التكييف والمفتوحة على سماوات بيضاء لم تعتم فضاءاتها أدخنة القنابل اليدوية ورصاصات الرحمة ألأكيدة).
أننا حقا حيال قضية شائكة ومعقدة لإنسان هذه الحظائر الأدمية، والمسماة مجازا(دول عالم ثالث).
أعترف منذ الآن أننى أحد هؤلاء المرضى المخضرمين العريقين. وأكاد أجزم أن الضرورة والحتمية كمصطلحات اجتماعية ، فى مثل هذه المجتمعات تكاد تكون معدومة هذا عوضا عن أنها فى العديد منها ومنذ نشوءها لم تكن الا حلما اعتباطيا لثورات خامدة ومسحوقة داخل وعى وامانى مثقفى هذه الحظائر الأدمية.
ان القطيعة والإقطاعية والقطيعية هى فى أحسن الأحوال المسميات الأكثر شيوعا بالتالى رسوخا وقبولا لدى العديد من مجتمعات دول العالم الثالث. لذلك فأمرض نفسانية ومصطلحات مثل (وعى القهر)و(وقهر السلطة)و ( الإنسان المقهور)و(الذات المسحوقة والمنسحقة)ألخ..وفصومات من قبل( شوزفرينيا)(بارانويا) ( فوبيا)وغيرها هى مفردات الخطاب الأمثل لوعى ووجدان وعقل هذا المجتمع هنا وهناك.
لماذا اذن الحنين الى أوطان على هذا القدر من الإنعدامية والتلاشى والإندحار والسحل وفوضى وغيبوبة الوجدان.؟؟
لماذايصر أحدناعلى الإعتدادبشعوبيته النهوبة والمنسحقة والمطاردة والمضطهدةهذى؟ وبصورة غريبة التشبث، يعلن عن انتماءه لها ؟؟!.. هل هى سلطة (الأرض/البيئة).؟ بمعنى آخر، هل هى عمل الذاكرة/ المنشأ (وعلاقات الطفولة والصباأذ أصبحا هما العاملان المؤثران والمؤديان الىهذا الإدمان الساحر للقهر .؟؟
أيا كانت الإجابات والأسئلة، ومدى صدقها أوعفويتها أو مكرها ودهائها. فأنناحيال عملية نفسانية غامضة ومعقدة . وان اللغة التى يمكن أن نرصد بها هذا الواقع الآدمى الموتور والشائه لاتعدو أن تكون شاعرية من الدرجة الأولى ولا أعنى ب((شاعرية))سوى ذلك الهتاف الحلمى المتخيل الغيرما هو واقع يعاش ويتنامى داخل ذواتنا بكل حرائقها وتشظياتها وتجلياتها(المهشمة والمهمشة).
أيا كانت الأسئلة والإجابات. ايجابا كانت أم سلبا،فالإعتراف الشخصى بفصامية الذات حول مسألة الوطن ومدى الجدية نحو خلاصه يصبحان الأداتان الأكثر فاعلية ما اذاكان هناك بقية من حلم يظعن بنا نحو(نوستالجيا)الماضى وحنينا الى مواضع سراتنا ومشيمات أرحام أمهاتنا اللائى أنجبننا.
*** أشم الآ ن تلك الرائحة... ذلك المزيج االرحب القوى الضفور والمعفور بعطونة طمى أخضر تبرزت فوقه بقرة حلوب كانت تعتلف برسيم أخضر حى. وهناك من بعيد تفوح بشراسة وأنوثة فى آن واحد نفحات اللوبيا الولود، يتراقص فوق أعرافها نوار القطن ويتغشى كل ذلك طمح السنط والنيم وبوح ظلالهما الدافقة.
أين أناهنا.؟؟
( خارج سلطة القهر، أم داخل سلطة الحنين المدمن للقهر؟؟؟)
.السؤال الآن قد يبدو شاعريا، بعد تلك التقطيعات التصويرية للحظة قد تكون عالقة بكل وجدان وذاكرة، عاشا هذا المشهد الطازج.
لن أكون خياليا،كذلك لن أشطط الى أبعد. فلا ثمة منطق بل ولا ثمة عقل يجعلنى قابلا أبدا بهذا التهشيم والتصدع. والسؤال الذى يلح عليا الآن: أين اذن تجد الذات الحقة مشهدها الآدمى الممكن وبأقل معقولية؟؟
ات الفصلمية التى نعيشها تقودنا الى السؤال التالى وفى جملة أخيرة: من نحن فى ظل هذه السلطات الأبدية، الدولة /المجتمع/الدين/ والذات الوطنية المتضخمة؟؟
ان الذين يدافعون بوطنية متزايدة عن وطن~ شائه هم أكثر الأشخاص فقداله ولفكرته الآدمية. وعلى هذا النحو يبدو لى أن الكثيرين منا مطالبين باثبات العكس.
يقول الحكيم كونفوشيوس مرة أخرى يجب على الإنسان أن يكتمل فى وحدته نحو ذاته التى هى بناء التسامح والشسوع عبر الأرض المفتوحة والداعية الى سلام الروح الشامل )
حتما انه كان ينظر الى هذه الحدود المرتسمة والمرسومة ٌلإعاقة مسيرته الفاضلة . وبالتأكيد وكما يقول رامبو فى مذكراته الحارقة والمتحرقة والمحرقة لكل شارات حمراء تفصل بينه وبين الحقيقة بما أن الوضع كذلك فلا بد من فتوحات جغرافية أخرى غير تلك التى تسجننا فى قوانينها)
اذن ، حيث يكون طبيعيا هذا القول وغير مبتزل أو مبتسر للحياة الصادقة، يجب أن أخلعهذا الرداء الجلدى الرخيص الاجوف بملامحه الإثنية والإجتماعية واسياسية الباهته وأسحب عن بطاقتى الشخصية هذا الإسم الجغرافى اللعين.
انه العبور فوق أرض~ متحركة ومليئة بالمفاحأت الصالحة أو الطالحة، وانه أيضا التحرر من كل ارتباط يفضى الى العادية والرتابة والإضمحلال النفسى.
لكل مماتقدم اذ أحسب أننى خلصت’ الى الحكمة الشعبية القائلة( الإيدو فى الموية مش ذى الإيدو فى النار) فمفاد ذلك أن هناك من سيتهم جميع هذا القول الواقعى بأنه من قبيل شخص فوضوى غير منضبط ومنحبط انحباطاتاما من حيث المبدأ ويرى فى اللا انتماء حلول جذرية ونهائية لجميع معضلات حياته وحياة غيره بالتالى الوطن حيث هو كذلك. فيؤكد بذهذا فشله الكامل فى خلق مجتمع متوازن معقول ومنطقى.
*** أحس بذلك الغبن التاريخى لدى أيدولوجيات مابعد الحرب الباردة الذى تشنه ثقافة الإ نتلجينسيا المفتعلة تجاه مثل هذه المدارس العدمية على حد قولها. وأرى بأم بصيرتى ذلك التآمر المستبطن داخل دورات الدم الإشتراكى الأحادى الرؤية، والذى سوف ينهمر فوق سقوف هذه البيوت الآجرية المفتوحة والتى يسكنها هذا الكلام البسيط والذى أيضا لايريد أن يشاركه أحد، فى التأمين عليه أو حتى صوغ التبرير له فى ظل هذه الظروف الانقسامية والإنشطارية والفصامية المحتدمة. بعد هذا كله، فهو أيضا وحتما ودائما سيظل هاجس الكثيرين الذين حتى ان لم يعلنوه صراحة فسيكتفون بأضعف الإيمان وذلك عندما ينتوون الصرخة لكنهم فى اللحظة الأخيرة يقولون بأن الظروف غير مواتية ، وأن الثورة لم تحن بعد!!
ويأتى هذا فى ظل السقوف السيادية القابضة والتى سبق وأن بدأ بها هذا (التداعى) حفره الفردى ( السلطات المركبة العمياء داخل المجتمعات المتخلفة).
***أخيرا. أعتقد أن الوطن بتركيباته الإثنية المعقده والمختلفة وأهدافه الإنسانية المشتركة ومشاعره الوجدانية والعاطفية الموجبة، هو ذلك الغناء الروحى الكامن والذى يستطيع أن يحتمل ويتحمل كل صراخ وتصدعات العالم ، لكن يبقى فى المقدمة تلك الظروف الموضوعية لوجوده كفضاء انسانى خالص النقاء لإ نقاذ ما يمكن انقاذه دون شكر من أحد أو اطراء على قدرته فى احتواء أزمات الغير بلا حدود وبلا مدى ... أيمكن لهذا الوطن أن يكون لأتنفس الآ ن صعدائى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #2
Title: Re: اعتراف شخصى بفصامية الذات حول مسألة الوطن
Author: صلاح شعيب
Date: 07-21-2005, 11:38 AM
Parent: #1

عثمان

يا أخي هذه كتابة أرهقتني جدا بالتفكير.. أجهز الآن في تداخل

يستحق التأني والاستعداد, فربما قفلت راجعا ًبما يعضد ما برز من تحليل رصين

لك الشكر والشوق والحب.

Post: #3
Title: Re: اعتراف شخصى بفصامية الذات حول مسألة الوطن
Author: عثمان البشرى
Date: 07-22-2005, 05:01 AM
Parent: #1

الصديق العزيز /شعيب
ليس مابيننا من ثقة
بيننا بيننا عنق الوردة النازفة
فلنقل تصافحنا.
أين حطت بك الدنيا والتراحيل. أشتاقك حد الفزع
ولنا من الكلامات مايسد حلق الأفق. أن هذا التداعى عبارة عن
كل ذلك الطحين الوطنى الذى تركتنى فيه وذهبت. وما انفكت الرحرحات تماررس
عملها الشيطانى المرعب أغثنى يارجل.. أنتظرك على هذا التلفون3658655 القاهرة

Post: #4
Title: Re: اعتراف شخصى بفصامية الذات حول مسألة الوطن
Author: ahmed abdelati
Date: 07-24-2005, 06:11 AM
Parent: #1

الصديق(اللامنتمي) عثمان
لك الود هذا كلام يوجع وينبغي قراءته بتاني حتي يستطيع الانسان ان يقف علي العديد
من الاسئله الملحة وبحق فهو موضوعي جدا وذا دلالات نفسية وجدانية عميققة
انتظرني حتي اتيك بدلوي