"كواتو" مجدداً - إهداء إلى د. قرنق والقادمينَ معه من شمسِ الحلمِ

كواتو – ضوء الحلم ، ألق الأبنوس

هذا المساءُ أمنيةٌ زرقاء
إستعارت جناحيها
من ريشِ النشيدِ
كى تسافرَ فى سماءِ الضوءِ
تخترق السديم

هذا البهاءُ أغنيةٌ خضراء
مدت هديلَها
بين دخانِ العناصرِ
وإختلاجِ العشبِ
حين نادته النوافذُ
أو حين أهداها الندى
حلمَ الورودِ
وفضةَ الحلمِ القديمِ

رأيتُ الشمسَ
تكتبَ التذكارَ
على خدودِ الصمتِ
ناراً من قدسيةِ الكلامِ
فيغرقُ الهمسُ القصىُ
فى بوارِ الماءِ
فى قاعِ الوجودِ
يساومه الهتافُ
بصوتِه الحجرى
ليبيعَه صحوَ المزاميرِ العظامِ

رأيتُ الشمسَ
تقطعُ موعداً للريحِ
للقاءِ أفواجِ الغمامِ
لفريضةِ الرقصِ الذى
يعلو ويهبطُ
فوق سجادِ الوئامِ

كلُ البيوتِ الآن
تختزن النهارَ
كلُ العيونِ الآن
تعبّ رائحةَ الضياءِ

رأيتُها
تختارُ درباً عالياً
أعلى من كلِ أوجاعِ الخصامِ
مملوءة بالسحرِ
أعذبُ من كلِ وشوشةِ الحمامِ
رايتُها
ترتاحُ فى شغفِ التفاصيلِ الحميمةِ
مثل إبتهالاتِ البذورِ السمرِ
فى رحمِ الثمارِ

هذا المساءُ بصوته
يبكى تواريخَ البكاءِ الهزيمة
يدنى تباريحَ الهواءِ المرِ
كيما تكون قريبةً من وجههِ
يرتق جرحَها بالطينِ
بالحليب والدعوات
بالأمنياتِ الخضرِ
بصندلِ الليلِ الحزينِ

والآن أغنيتى
أبنوسةُ الضوءِ العتيقِ
أيقونةٌ فى جيدِ قصتنا القديمة

الآن أغنيتى
عصفورة ٌ
دمُها من ريقِ نهرنا الصديقِ
وحزنُها
معلقٌ على الصباحِ
فوق شرفةِ البريقِ

يا ايها الآتين من أحلامنا
هزوا إليكمُ
بكلِ جذوعِ العشقِ
تتساقط الأقمارُ
عاشقةً وعازفةً

فالآن أنتم
إسمُنا
حين ينتشى المدادُ
وحين ترقص الكلماتُ
فى الألواحِ
الآن أنتم
رسمُنا
وطنٌ
من إشتهاءِ الخلدِ
من أولِ الأحزانِ فى دمِنا
حتى نهاياتِ الجراحِ

حتى مشرقَ الأفراحِ

يا لهذا البهاء الذي
يندلق علي مساحة عشبة ناضجة
نشرت بذورها
تحت فضاءات الابنوس
قرب صهد الكواتو..
الذي جمع اغنية العابرين..
من كل صمت زحزحته
بنيّة تعجن "ولوالها"
وتستضيفنا تحت
غابة للمهوقني
وترحب بنا
- مال مال
جيباك
فروني دينديكو
سلام تاسودان
تاهرية..

لك الجمال
عزيزي المطر

ثورة


مسافة،
والزجاج الشفيف
امام عينيك
يختبرني،
أدور القرص
في هاتف القلب،
- أجده مشغولا
علي الدوام..
وكل الخطوط التي في
الجوار تمزقت
شرايينها،
تفيأت جماعة من
النّور أحزانها
علي البن
والزنجبيل،
وللظل رافقتني الخطى،
أعاين صهد "الكواتو"
ولما يزل صبايا
من النهر يخرجن
والمقبرة ..
عرايا
نساء الصنوبر
والبابنوس
ينسلن الحكايا
لعينيك
والاغنيات:
- بت
ياثورة
يا"ايريال بيق"..
عينيك
بتشتر بالنظرات..
ياواقفة بعيد
في رمض الصي..
ماالخيل
اختارت جرس
الحافر
لما الغيم
اتمرد عنك
وفض بكارة البذرة
الطفلة..
بت ياثورة
الغابة صهيل
احساسك
جوقة ..وسارية
صورتك في
الشلال
موسيقى..
موسيقا..
وصدحة ناي
في بحر الدم الفيني
اتمرجح صوتك..
زورق دينكا
وصيادين
يا ايريال بيق
عينيك
بتشتر بالنظرات..
ياواقفة بعيد
في رمض الصي..

- ثم شرش الصمت
علي عروش الدوالي.

منعم

كيف الأحوال

يا مسكون بالضوء
يا معطون
فى عطر الواطا
الدافق ديمه
يا مرسوم
بى خضرة نيمه
يا طالع
من بطن الكلمة
الكتبت إسم الناس
معنى وعزة
وقيمه

Quote: ياواقفة بعيد في رمض الصي.. ماالخيل اختارت جرس الحافر لما الغيم اتمرد عنك وفض بكارة البذرة الطفلة.. بت ياثورة الغابة صهيل احساسك جوقة ..وسارية صورتك في الشلال

وها أنا ألقاك صباحا
ملتحفا الإسم الجديد القديم

لنغنى معا فى حضرة الشمس

شكرا عميما ليك يا منعم

منعم

غدا صباحا
فى حضور الشمس، ألتقيك

فأنا الآن
أقاوم سلطان النعاس
وسطوة دبيب النوم

ولنا حديث ليس أجمل منه

إلا حضورك

"وها أنا ألقاك صباحا
ملتحفا الإسم الجديد القديم

لنغنى معا فى حضرة الشمس

شكرا عميما ليك يا منعم"



الجميل المطر

امطار غزيرة
تنثال علي عاصمة
الشجر الاسمر
هكذا تواردت الانباء اليوم
الحاصل شنو بيتكم وقع!!
ام نزفت الغمامة كل
احشاءها
وجردتك من خواص الازرق..؟
لا ..لا ..لازم يكون في سبب
وجيه
ود راوة ماعندها عوجة نعلها؟
سريع الرد
منتظرك!!

منعم العزيز

تحايا ومودة عالية

ودراوة يا صديقى
كنت اسكنها قبل أن تبعدنا يد الزمن القوية عنها

وهى الآن تسكننى

أتنسم أخبارها من خلف سياج الغربة والتغريب

أما عن تغيير الإسم

فقد أحسست بأنى ربما لا أستحق أن أتسمى بهذا الكائن النبيل
بهذا المطر المغرق فى سموه العالى

أو ربما كان افسم أعلى شأنا منى

على كل
ف "أبوذر" هذا المعطون فى وحدته السرمدية
لا يجلس بعيدا عن حقول الغيم الزرقاء

ولنا تفصيل أكثر فيما بعد

الجميل ابوذر


اي كان فالمطر كائن ننتسب اليه
في نشيده العالي
في تعاطيه لاحوالنا
حين يعامر انثي
الاديم ..
كان صديقي
ديك الجن
يقول :
- "مطر سانزل من سماء الامنهان"
فاذا قررت
تكون ابا للذر
في حالتيه
النمل والغبار
الاول تسكنه حيوات
الحياة ..
فيبدو نشيطا
يزحزح جبالا
عن قرارها
وينظم فصولا
للاقتصاد..
في مملكته الارض
والآخر
رسولا من المطر
يعلن قدوم
موكبه النازف..
لك التحية
ابوذر بابكر

منعم ابراهيم

منعم البهى

Quote: تفيأت جماعة من النّور أحزانها علي البن والزنجبيل، وللظل رافقتني الخطى، أعاين صهد "الكواتو" ولما يزل صبايا من النهر يخرجن والمقبرة .. عرايا

فى شتاء الخرطوم الماضى
التقيت "استيفن افير" صدفة
كنت اسير فى بهو المريديان
فوقع نظرى عليه
لم اكن أعرفه فى شخصه من قبل
فاسرعت نحوه
احتوانى معانقا وكأننا أصدقاء منذ أمد

أخذته من يده وجلسنا سويا أمام أحد الأجهزة فى مقهى الفندق

كنت قبلها قد كتبت هذا النص فى أحد المواقع
قرأنا النص سويا وأصر استيفن على أن يطبعه

أخبرته بأنى أحبهم وأصلى من أجلهم، من أجلنا
دعانى ل "كونشيرتو" لهم مساء ذلك اليوم
فاخبرته أنى على عجلة من امرى
فالسفر أمامى والليل خلفى
وافترقنا على وعد باللقيا
ثم التقينا بعدها عدة مرات وتناقشنا مليا فى أمر الموسيقى والرقص

ليتك تعرف هذا الانسان يا منعم
لتدرك حجم النبل والجمال الذى فيه

ولتعرف كنه وحقيقة إنسان جنوبنا الحبيب

سوف احكى لك عنه وعنهم لاحقا

Quote: فالآن أنتم إسمُنا حين ينتشى المدادُ وحين ترقص الكلماتُ فى الألواحِ الآن أنتم رسمُنا وطنٌ من إشتهاءِ الخلدِ من أولِ الأحزانِ فى دمِنا حتى نهاياتِ الجراحِ

وكأنها كانت هدية الوداع

كان اللقاء بديعا
وجاء الفراق سريعا