الحلقة الثانية من مذكرات شاهد علي ما حدث في ابوجا

الحلقة الثانية من مذكرات شاهد علي ما حدث في ابوجا


07-05-2005, 02:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1120526217&rn=0


Post: #1
Title: الحلقة الثانية من مذكرات شاهد علي ما حدث في ابوجا
Author: امير عبد الماجد
Date: 07-05-2005, 02:16 AM

الانس الاخوي العادي أكثر وسائل تيسير المعلومة وكشف الموقف، لأنه يتحرك على أرضية غير رسمية، وربما لأنه لا يتوجه نحو العقل مباشرة، بل تشترك في رسمه لغة الوجدان والقلب والمشاعر، كانت تلك وسيلتي في محاولة التعرف الشخصي على الحركتين.
خلال أنس دام لأكثر من أسبوعين مع بعض اعضاء حركة العدل والمساواة، تبيَّن لي أنها امتداد خطي لحزب المؤتمر الشعبي. إنها حركة تملك كل وسائل التكتيكات الباطشة والمراوغة الخادعة، بيد أنه لا وجود لها في ميادين القتال!! حركة تستثمر (فائض الموت والنزوح) وتعيد انتاجه دولياً. (غارزة ونطَّاحة) كما يقول الدكتور عمر نور الدائم عليه أوسع الرحمات. تطفح على حلوق قياداتها مرارة شخصية لن يغيِّر مذاقها كل سكر كوبا، وكذلك على خلفية ان الانقاذ استعانت بهم في مراحل التمكين ولفظتهم في مرحلة الانفتاح. رئيسها كان يقود جحافل المجاهدين في الجنوب لاستئصال شأفة الشرك، ومعظم القيادات الوسيطة كانت تكسب قوت يومها من «بيوت الأشباح» جلداً وتعذيباً وإهانة لرجال لو فتحت قلوبهم لن تجد الا جدائل قطن «طويل التيلة» أذلوا رجالاً في قامة يوسف حسين وفي نضارة السر مكي وسيَّلوا الدم العبقري النضر من جبهة علي فضل، هكذا كان يحكي لنا أحد الضباط السابقين ونحن ثلة من الإعلاميين. وكانت الأخت أميرة الحبر تنيبنا في الأسئلة. وكنت أنظر للرجل بقدر من الاحتقار النبيل وتمور في جوفي ذات المرارات التي تطفح على حلقه!!
تذكَّرت تلك الأيام ذات الملامح المنتمية لتجاعيد وجه جنكز خان، كان نفس الضابط الذي يتحدث عن التغيير في أبوجا هو نفسه الذي يوزِّع علينا العذاب (بالعدالة والمساواة) في البيوت السرية، وتساءلت هل يثور هذا الرجل كي ينتصر. ويتقَّلد زمام الحكم ثم يعيد عذاباتنا من جديد؟
الحركة حركة أصولية قحة، ولكن خبراتها في الميادين الدولية أكسبتها قدراً من الوعي بطبيعة الملاعب التي تتحرك فيها ودور كل لاعب، فعلى سبيل المثال كان أحد أعضائها من حملة الدرجات العلمية الرفيعة يجالس «خواجية» في الممر الرئيسي للفندق ويحمل بيمينه زجاجة «بيرة» تأكيداً على الانفتاح وقومية الحركة، كي يطمئن الغرب أن الحركة في سياق العولمة!!
وتحظى حركة العدل والمساواة باحتقار ضمني من رصيفتها حركة التحرير، على خلفية أنها الجنين الشائه للمؤتمر الشعبي، وتجد حركة التحرير ذات الأفق العلماني صعوبة في التعامل المبدئي مع العدل والمساواة. وهذا ما عطَّل المفاوضات، لأن التنسيق المشترك بين الحركتين عصي، وتسعى دولة تشاد لطرح حركة عدل ومساواة جديدة، لأن «الزغاوة البديات» الذين يحكمون تشاد لا يستطيبون الحركات الإسلامية ولا يتعاملون معها. وهذا ما دفع رئيس الحركة إلى وضع شرط لاستمرار المفاوضات منذ الجلسة الافتتاحية، وذلك باستبعاد تشاد كوسيط.
وغداً بإذن الله نتناول حركة التحرير.
محمد محمد خير الصحافة