السادة والخدام ..عثمان ميرغني

السادة والخدام ..عثمان ميرغني


06-27-2005, 07:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1119853484&rn=0


Post: #1
Title: السادة والخدام ..عثمان ميرغني
Author: محمد الامين محمد
Date: 06-27-2005, 07:24 AM

مفتوح على مدار الساعة لكل من يتكبد مشاق الاتصال به .. ولا أمل سماع الشكاوى والتعليقات التي تصلني عبر الأثير ..ويساروني احساس عميق أن الشعب السوداني من فرط قناعته وزهده لا يريد اكثر من أذن جيدة الاستماع .. يبث اليها أنينه .. مهما كانت مشاكله عويصه تكفيه في كثير من الأحيان الكلمة الطيبة .. تسد رمقه و تعالج جراحه مهما كانت عميقة ..!! شعب كبير بقدر صغر حظه في الحياة ..!!

لكن مع ذلك يبقى السؤال الذي سبق لي طرحه هنا .. كيف يستطيع أصحاب الحاجة أو الشكاوى الوصول إلى المسئول ؟؟.. مهما كان وضع المسئول صغيرا أومتوسطا او كبيرا .. والسؤال أوجهه للذين وضع الله بأيدهم مصائر الكثيرين .. مصائر مواطنين أو موظفين تحتهم .. كيف يستطيع صاحب الحاجة أو المظلمة أن يصل الى المسئول ؟؟

غالبية المسئولين في مختلف الدرجات يستعصمون بالبعد في سماء عالية عن موظفيهم و مواطنيهم .. على اعتقاد راسخ بأن الانسان يسمو بقدر المسافة التي تفصله عن الرجرجة والدهماء من مواطنيه أو موظفيه..

المدير أو الوزير أو المسئول حيث كان .. مدجج بأطقم السكرتارية والحجب الذين يحسنون صنعا لرئيسهم بقدر قدرتهم على حجبه من الناس .. أن يمعنوا في التمويه بإدعاء انشغاله وغير ذلك من الحجج أو حتى بالصد المباشر لطالب الحاجة أو صاحب الشكوى او حتى صاحب النصيحة العابر..

ولو نظر مولانا رئيس هيئة المظالم للمظالم التي تكدست في ديوانه لوجد أن غالبيتها العظمى من الموظفين والعاملين الذين قهرتهم سماوات الادارات العليا من الوصول اليها فلما يئسوا التمسوا التظلم القانوني ظنا أن ذلك ربما يسترجع اليهم الحق الذي فقدوه ..

هناك مشكلة اتصال رأسى حقيقة في ديوان الدولة .. ليس لجيوش الموظفين والعمال وحدهم بل حتى لعامة المواطنين الذين ترتبط مصالحهم بهذه الجهات ..والسبب في تقديري أن المديرين وكبار المسئولين يدركون أنهم يصلون الى كراسيهم بقدر رضاء الأكرمين في الأعالى عنهم .. وأن سخط ورضاء المواطنين لا يزيد أو ينقص منهم شيئاً .. ماذا يضير المدير لو خلع نعاله وصفع به من يقصدون مرفقه لأية خدمة ؟؟

المنهج العام الذي تقوم عليه الخدمة المدنية في بلادنا لا يزال يفترض أن الله خلق البشر لخدمة المسئول المبجل الذي حملته الى الوظيفة جدارته .. بينما الحقيقة في كل بلاد الله المحترمة أن المسئول هو الخادم الذي كتب الله عليه أن يتحمل أوزار خدمة شعبه ومواطنيه .. يدخل المواطن الى المرفق الذي يقصده لخدمة فيجد المرفق بكل موظفيه وادارته العليا رهن اشارته لقضاء مسألته وحل مشكلته .. فهو المخدم الذي لولا خدمته لما اكتسب المدير وحاشيته أجورهم .. فالمواطن هو الذي يدفع أجور الأكرمين الذين يحكمونه ولخدمته .. هو المخدم لا الخادم ..!!