حِمـيرا - وقفة مع نموذج غنائي بإيقاع من منطقة الجعليين

- سأعتمد هنا على ذاكرة عايشت بعض حفلات الفرقة.

حِميرَاء هي فرقة غنائية عرفت بصولاتها وجولاتها في منطقة الجعليين إنطلاقاً من كبوشية شمال شندي.شهدتُ بعضاً من حفلات هذه الفرقة التي كانت -حينها- تتكون من إمرأة مغنية رئيسية وثلاث
نساء مؤديات كـ "كورس" ورجل واحد كعازف "للدلوكة"..المشهد الموسيقي (إن جاز التعبير) يتكون من
"شتمين" ومفردها شَتم ..تتبادل المغنية الرئيسية وإحدي المؤديات عزف إيقاعه ويعرف هذا التبادل بـ"النقرة" و"الخلفة"، بينما يقوم الرجل عازف
"الدلوكة" باكمال ضبط الإيقاع الخاص بالأغنية، بمهارة إبداعية فائقة عرف وإشتهر بها.
الفرقة كانت ذات خصوصية في أدائها بداية من أدوات العزف "الشتم والدلوكة" فما يصدر منها اقرب لاصوات النحاس، .
ويظهر ذلك في ما يفعله ايقاع الفرقة وكلمات أغانيها بجمهور الحضور حيث تتحول الغالبية الى أداء"العرضة" او "الصقرية" وهي فنون أداء للرقص تخص الرجل هناك ،بينما تكتفي المرأة برقيص "الرقبة" المعروف.
كذلك لفرقة حِميرا خصوصية في الكلمة المكونة للأغاني فغالبية اغانيها تنصب على الحماس والشكر ، فهي تارة تراها مستنجدة بفلان وتارة آخرى تفتقد فلان ويده التي تفيض عطاءاً ..
متناولة بعض الشخصيات المعروفة وذات الوزن في المنطقة بأغاني خاصة بتلك الشخصيات
او إدخالها في أغاني تراثية قديمة مثل اغاني السيرة. أسمعها تغني :
حجر الزلط شِين بقيسو ..ليّا دوبا
صعيب دربو وبعيد مِيسو ..

طمح النيل الزلالي
جاني اب زيد الهلالي
من الخوف ما بيبالي

ليا دوبا ..صعيب دربو وبعيد ميسو ..

او حينما تقول :

العظيم الشان
جاني القاش ملان
جناح جبريل فوقو الختم عثمان

إدخال اسم فلان في الأغنية يعني أن يد فلان هذا ستطول الفرقة ناثرة للمال علي الفرقة وامام الحضور. فالإيقاع العالي التطريب مع كلمات الأغنية تحفظ للفرقة مكانتها.
فالأغنية عند فرقة حِميرا يغطي عليها إيقاع "دقة" الدلوكة، فتارة تسمعها بطيئة الإيقاع "تقيلة الدقة" ثم تخفف فتصل لـ"الكَسرة" وهي لحظة يصل فيه التطريب مداه ، فتستمر
في الإيقاع الخفيف.
لم يعد لفرقة حِميرا وجود منذ منتصف الثمانينات ، ولكن أغانيها ما زالت تغنى بين الحين والآخر ولها حضورها الفاعل في التطريب في تلك المنطقة. ولعل في تجربة الفنان محجوب كب%

لا فوق