التخطيط للمستقبل

التخطيط للمستقبل


06-14-2005, 02:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1118757204&rn=0


Post: #1
Title: التخطيط للمستقبل
Author: ghariba
Date: 06-14-2005, 02:53 PM

التخطيط للمستقبل

منقول :
من موقع المجلة العربية



كثيراً ما نسمع بمن يقول أن المستقبل بيد الله وأنه ليس علينا سواء أن نعيش واقعنا ولحظتنا التي نمر بها وأن لا نمد بصرنا إلى ما هو أبعد من تحت أقدامنا ، هكذا تعودنا وهكذا صار تفكيرنا .
فلا تعليمنا يدربنا على كيفية وضع الخطط المستقبلية والأفكار والأهداف التي نطمح لتحقيقها ولا أسرنا غرزت فينا قيمة معرفة أن يكون لنا هدف في الحياة وأن نتخيل المستقبل وما سيكون عليه .
أي لم نجد الحافز الذي يشجعنا أو يحثنا على التفكير والتخطيط ووضع الأهداف حتى دولنا لم تخطط لمستقبلها فلماذا نلوم أنفسنا ولكن المعذرة فالدول تضع خطط خمسيه على استحياء ولا ينفذ منها سواء القليل والقليل هذا يلغى في المستقبل القريب العمل به لأنها لم تفكر في المستقبل البعيد والتغيرات السريعة التي تحدث في العالم ، فكم من مشاريع نفذت وألغي العمل بها في المستقبل لأن التخطيط لم يكن سليماً والنظرة لم تكن بعيدة .
كيف لا نخطط لمستقبلنا ونضع الأهداف والطموحات البعيدة وديننا هو الذي أمرنا بذلك ورسولنا الكريم صاحب البصيرة النافذة علمنا كيف تكون الخطط وأرسى لنا القواعد حتى نسير عليها فكان  يخطط ويوجه وهو على فراش
المرض ويوصى بأن ينفذ بعث أسامة وبعد وفاته قام سيدنا أبو بكر الصديق بإنفاذ الجيش فكانت كل المناطق التي عبرها ذلك الجيش تنظر إلى كثرة العدد وإلى قوة المسلمين فتعلم بأن هذا الدين باقي ولم ينتهي بموت صاحب الرسالة


فقامت تلك البلاد بمراجعة نفسها في فكرة غزو المدينة وتم هذا بفضل الله ثم بفضل الرؤية المستقبلية للرسول الكريم وكذلك كان طوال حياته يوجه ويوصى على وضع الخطط والأهداف والأحلام الكبيرة التي ستتحقق في المستقبل فيقول أثناء ضربه على الصخرة في الخندق " الله أكبر فتحت القسطنطينية " وفي حديث لتفتحن القسطنطينية فنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها فكان كل من تولى الخلافة بعده يعمل ويسعى لتحقيق هذا الهدف وهذا الأمل إلى أن فتحها ذلك الشاب اليافع محمد الفاتح لأنه علم من معلمه بأن هذا الأمر وهذا الفتح هدف وخطة وضعها الرسول الكريم قبل ثمانمائة سنة فتحها لكي يقابل نبي الأمة يوم القيامة ويقول له أنا من نفذت حديثك وحققت الهدف والحلم الكبير .
والصحابة الكرام كانوا يجتهدون في وضع الخطط وتنفيذها على أكمل وجه فأرسوا قواعد سليمة لبنيان الأمة وهو الإسلام مما جعل حضارتهم مزدهرة طوال قرون متعاقبة إلى أن سقطت الخلافة العثمانية وصرنا دويلات منشغلة كل واحدة بهمها وبحروب داخلية ومعارك سياسية وأطماع فينا دولية ، فصرنا لا نخطط ولم تعد لنا أحلام ولا نعرف من نحن ولا كيفية الارتقاء والنهوض وصار التخطيط ووضع الأهداف المستقبلية تقوم به دول لا تعرف الإسلام هوية ولكنها تطبق منهجه وقواعده وتستفيد منها أشد الاستفادة فتثمر نهضة واختراعات واكتشافات بذلوا فيها الكثير من السنوات وكانوا ومازالوا ينشغلون جداً بالمستقبل فيبذلون كثير من وقتهم وطاقاتهم للتخطيط له حتى لا يفاجؤا بأشياء لم تكن في حسبانهم .
قرأت في مجلة " العربي " أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت منذ عام 1965 في دراسة وبحث مشكلات المستقبل التي سيواجهونها خلال الثلاثين سنة القادمة وشكلوا هيئة تضم ثمانية وثلاثون خبيراً في جميع المجالات وعلى

راسهم عالم المستقبليات " دانييل بل " وأطلق على هذا البحث اسم ( مهمة إلى العام 2000 ) و بعد كثير من البحث توصلوا إلى النتائج الآتية وهي :-
أن الإنجازات التقنية الأعظم ستكون في مجالي الحاسب الآلي والهندسة الطبية الحيوية وهذا ما نشاهده الآن وما نعيشه وذكروا أنه ستتسع شبكة المتعاملين مع المعلومات عبر وصلات إلى البيوت والمكاتب تزود مستخدميها بالمعلومات وعبر هذه الوصلات سيتمكن الناس من إنجاز مشترياتهم ودفع فواتير الحساب وهذه ما هو على أرض الواقع الآن .
وذكر فريق البحث هذا بأن تحسين المورثات والوقاية من الأمراض ونقل الأعضاء سيؤدي إلى زيادة نسبة كبار السن بين السكان وسترتفع نسبة البطالة كانت تلك رؤيتهم المستقبلية منذ عام 1965 فأين نحن من ذلك ، يجب أن ننظر إلى الواقع والمستقبل وأن تتم الدراسات والبحوث في هذا الأمر فالتخطيط والدراسة تكون لمستقبل أجيالنا ودليل بقاؤنا في عصر المعلومات السريعة .
يجب أن نعلّم صغارنا كيف يخططون ويضعون الأهداف ، كما يجب أن تهتم دولنا العربية بهذا الأمر فتنشي له المراكز والبحوث وتعين العلماء والخبراء في هذا المجال لكي يضعوا لنا خططاً وأهداف تنفذ على مدار السنين حتى تظل لنا موقع قدم في هذا العالم .
قال  " إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها " .