أوراق إلى عائشة

أوراق إلى عائشة


06-14-2005, 09:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1118736809&rn=0


Post: #1
Title: أوراق إلى عائشة
Author: عادل ابراهيم عبدالله
Date: 06-14-2005, 09:13 AM

الإهداء
إلى أنور ووداد ومريم و... اطفالى في القادم _ عفواً إن كانت الفوضى والاختناق تجعلاني كأميبا أتناسل وحدي،لكم هذه العائشة وهي بعض من أبيكم؛الإهداء هو العائشة التي تسبق النص.





( إن الأشخاص الذين هم من حولنا يفسدون علينا روعة الأشياء)
الأصمعي باشري



إذ نواصل العيش ،
تواصل الغربة تكديس نفسها..
لقد اقترفت ذنباً ما في مكان ما ،
فما عادت عيناي تشخص بالبصر كعين واحدة.
حياة ما- تاكاشي تسوجي


عائشة -1
هذا الليل مبغى

على كل تظل هي مقترح لتعريف هذي الحال، تأويلاً لاحتراق متمكن جداً،في محاولة البناء أو على الأصح في الترتيب لهامش قادم على حساب الفوضى
مساحة الحلم تظل مشروعة دوماًعلى الضد من هذا الرحيل ولشد ما يدهش أنها تظل مشرعة ..مفتونة بالضوء إلا أنها تحتكم لطفولة لا تتبدد وابتسامات أزلية تتحور مثل الموج نحو الورد..
-ولكن تظل الحقيقة هي ما نراه ..
باعتبار الطين في شهواتنا سنظل نحيا اعتقاداً في الغريزة ونؤرخ لهذا الجسد انفعالاته..،ولكن أن نفلت من حصار التصنيف ونحسب الثواني أوطاناً من أعصاب متعرية جداً،نحيا تلاش في إحساس بهيج ،نحقن الدم فضاءات في عيني حبيبة ، نركب الجمل اتجاه ما نهوى ونستبد بالحقيقة ، هنا تموت فرضيات اللاهوت وجدل المنطق ، تتلاشى كل الأضداد في احتمال مؤكد ..
أن الحقيقة عائشة !
دوماً عائشة ،في الدم انفعال مترف ،في الفكر امتزاج لما بعد الامتزاج ،في التاريخ حضارة الصبح في البستان ،في السماء نجم يتقن الغواية والليل وقصائد أخرى .. ،في الحان سقوطي على حد الحلم منهكاً ومنتهك النهار.
أذن أول نشيد العربدة ؟
نعم هاأنذا ألوط اللغة في مقتل وأدعي الرحيق ، أولم يكن الليل بغياً والقصيد يحترف الأرق:حنين الظلام والسفر في رماد ما تبقى..،هي أنداية في الروح ..يجترع منها وفق الرؤية لا كيف المشيئة ، فلماذا يغدو المكان كله صدى لتلاوتكم أوراد التحريم !
قد يحزنك ملامهم للبرتقال على هذا الطعم ! فقط في اللسان تبتديء الحرفة ، يزهو سلطان الحاسة..،فهي برتقالة ولكل مذاق .
وقد يبدو الحكم على الورد بالردة حسب التقلب في اللون والمناخات معتدل الفطرة ولكنها مشيئة الورود _لا الرب ، أن تتباين الألوان ..
ومع ذلك تمتد المساحات.. تنمو منثالة تغطي أخاديداً من جنون وتهالك لأزمنة الخيول الخرساء ..،الصهيل ضرب من العادات السرية،فلابد أن يقوى وبالداخل _ عميقاً_ المنفى..
أن يتسارع إيقاع الغربة / تستجدي شهقات الروح بعض الحياة كأنك ذاتك،بعد الغربة لا جدوى لشهيقك غير الذهول.فهو منفى وحصار لا يقبل التفكيك مثل قصيدة لا تقدر على كبح شهوة الورق في حبرها الخاص ..
والمنفى أخطر مغامرات الانتظار ، معنى أن تظل... أو لا تكون، والحصار إحالة عطنة لمؤامرات الوجود الكبرى ضد السنبلة،فلا سبيل سوى أن تكون تلك المساحة... عائشة
توازي انكسار المشهد بما يضاهى السنبلة..
وعليه/عليها إحراج هذا اللغو ، ردم المزابل،عقر الفوضى وذلك دونما استعانة بأي اله .
فما هي هذه العائشة ؟
ليست أنا..وأنا،وهي هي وليست هي ،ونحن وأنتم/جميع الضمائر..،هي حال وتحول،مآل وامتثال، ذنب وفضيلة، شمس ظليلة،وجهر لا يقال..
هي إخراج رأسي من الرمل أولاً،ونبش جنازتي بحثاً عما يسمى (أنا) معادلاً لتعثري أوان النقيض من التوازن_على متن السفينة لك أن تسمى نفسك قبطاناً وبحراً ومرفأ حتى الوصول.
فلتكن أنثى أو وطناً أو فكرة ، فهي نهج و إحساس وجميل لا يستحق الثناء،وقد نكون نقيض كل هذا ..، هذه العائشة..
وللتعميم فليأخذ المطر حذره وما أظن التراب يقدر على ارتواء عظيم بعدما كان يحلم بالرزاز..
أخيراً أصفق لها وهي تقف مثل حزن متماسك ،لا يمكن النفاذ إليها لا تقبل التجريد .



عائشة-2
" يكاد زيتها يضيء "


كل أصدقائي يا وضيئة يعاقرون ليلات التوهج ويكفرون بالشمس !،فلمن اذاً توجهين بحرك أن يطل ؟.وما معنى أن يزهو بأهدابك البحر..؟ يا خطيئتي حين ظننت أني ملاق وجهك _ في أصدق لحظاته _وهو يصلي نحو ربه الأول وكفره الأخير..
حبيبتي/أول أمسيات الفجر الكاذب ونهاية تقطير النخل بكتاباتي وصمت التبلدي لما يخونه الماء أوان الجفاف ولا يطل ، يطل جرح سماوي هو التمادي في غير عائشة ، فأصرخ :
عائشة في الكون تغنيني ، مدينة من رحيل ..،سافرة الفقر حين الجوع يتفسح (غباشة)الكسرة
ويبحث عن (لايوق)،ظننتك كوستي ..لعلها وجهك الآخر ..مدينة كانت من نور ومواطنين حد الاعتقاد . هو جرحك بخاصرتي ، نزف نيلي جراء أني أدين بك مدينتي..كوستي..عائشة..
جحيم وسفر.....
فلماذا تمنعين وصالك عني وتطلقيني مشنوقاً في عالمك السري _ أسفل المدينة _ وكأنني سنوات يأسك أو عزوفك عن التناسل ..
ثم أني لا أرى حداً لهذا النزف /ندى صرختي الأولى وأعذب اشتعال ،حينما أستقر عل مرآك قلبي وأنفك يتمدد كالسد يم لما كنت وردة وكان الحب دخان..
هو تكويني ودربي وبعد كفر لم ينته يقيني فداحة الامتثال وبرد الخضوع..،لذا تنثال مني عائشة ..أجمل أطفال الحزن وأبهى اعتسار في ولادة ليلية..
أخيراً نحوك أتمدد..أتبدد..لا أكون ، أو أحبك خلاصاً للديانات من الخطيئة ،وجعاً بأمسيات الكتابة مرهق، زهواً في عمق الجراح..باسل،وطناً وأمجاداً تتغنى باسمك أن يكون الكون....... آه عائشة
يا لهذا الدرب..الحب...الموت..!
آه في سكري وصحوي حين منامي يهجره السكون ،تصطلي جراحاتي بالغياب ....أحبك
بعد كل هذا الليل/الصمت/الانتحار..أحبك ..أتلاشى..وأصير..



عائشة-3
شبه اعتراف بفراشة ووردة حجرية


هذا المساء
أتأمل وجهك /النهر الوديع
الناي وذكرى الشعر الأسود
في صمت أمسية غجرية
أتأمل وجهك/حزني الوسيم :
مرارة النهارات
يهشمن الصبا، شجناً مزمناً
وشريد
أتهجأ عينيك
مهرجاناً من موسيقى
وقمراً وحيد
أتلوك ..
إنجيلاً من حنين
بدنس المنفى ،
فلأعترف
لا غيرك يبذر النجم أناشيداً للخلاص
لا غيرك يحصد ما تبقى
فلأغترف كفراً أو مغفرة صريحة
من بعد ما كنت أحمل كل وقت حتفي القريب
أدثر بالخطايا سوءات ذنوبي
أرتب في سحنتي نشاز المرايا
ولا أطير،فكيف تعرفني فضاءات الفرح
وأنا دوماً إحالات للغياب
لغتي تعتاد الغرابة وابتسامي لا يفسر
وأحتراقى – الهشيم – صار عذابي المبكر،
كنت أنا
وكنت نيلاً من العذابات /الصبابات/ الغيابات/ النزيف
الآن لا أدرك سوى أنك عائشة
ومن ثم فلتتأت للكون أشياؤه
عائشة
بحر ورصيف وانتظار
تضعين الدفء بين نوافذ غربتي
فلك الحد في هذه الفوضى
وأنا الجنوح والفراغ المميت
فبأسمك يتجدد الكرنفال في دمي
يأسر البنفسج وردني تقيدني اللغة،
فلأنجرف
لا الحزن يمسك بجوانحي هذى (الدميرة)
لا الفوضى تهزم وجهك في رؤاي
الآن ..
تغتالين الغربة في دماي
تهذبين هذيان الصحو في ناظري
ترمليني انتماءً
أو احتكاماً لعينيك الوثيرة
أشهى مقبرة تقتل التاريخ
أطهر جرح اختاره التوقيت
ف
ل
أ
ع
ت
ر
ف .




عائشة-4
"عنى وعنها..رسالة إلى يحى فضل الله "



- بصورة خاصة إلى عادل القصاص ..المنفى ليس هناك فلا تتضرج بالقدوم.
هل نودع بعضنا ونذهب في سراب الذكريات
كيف تبدو الذكريات ؟
أن أي محاولة لإيجاد إجابة هي قتل مباشر للمساحات التي يفتحها السؤال،أن محاولة تتعدى التمعن في السؤال هي بلا شك تجريح في عذرية الأجابة ..
السيد الأستاذ/يحي فضل الله
من الرائع والنبيل جداً الاحتفاظ بشيء أول ..أخير،كنت قد عرفت مكان هذا الشيء بأنه أجرد تماما إلا من بعض الاخضرار ينمو – بطفولة رائعة – كلما انحسر التردي عن مساحة مبشرة بأكثر آو كامنة جميلة على الأرضية المتخثرة / الراهن الباهت تأتى ذلك التعريف بعد حب أول أخير كنت قد تخلصت منه بصعوبة بل بقسوة مؤلمة _ أيمكن أن يدس المرء بين أضلاعه حتفاً لذاكرته ؟
حسناً ..بيوم كنت قد جالستها وبي رغبة أنيقة في وأد أي اخضرار محتمل النمو بمساماتي – هي رغبة أتقنها كلهجة محلية – إضافة إلى أنني احمل قناعة عظمى بانتهاء صيرورتي غلى " رقيطاء "..
جالستها فكانت الأسطورة ، أسطورة أبتدأت بانتشار خدر غريب في أنحائي تشربته مناخاتي الصحراوية مثل أسفنجة تغرق فأجدني ألج في حمى عاصفة وجو ماطر..يا للهول ! أتراخى ..أتراخى ..أذوب..،انه بريق لحظات ظننتها كانت ،يضيء دهاليز المساحة ..،أحدق في عينيها –لعينيها الحق في ادعاء أي ألوهية ممكنة – فأسمع صوت أغنية تنساب ..تردد:
" كأنك من ورا صفحة زجاج مبلول
وراك الريح وقدامك مدى السكة وندا المجهول "
فأذهب وأستشرف أقاصي الممكن والمستحيل ، وأعود وأنا ثمل جداً ابحث كالعادة عن معترك وشجار !!.
هل هذة الأعين سليلة تخمر أصيل لثمرات تلك النخلة التي هزت أمنا مريم (عائشة الأولى)جذها حين أتاها المخاض ؟أم هو اليأس يدفعني لأغيب الحلم على رصيف الانتظار وأشيد مثوى لأمنية بكر..ثم لا أدرى أنفصل ضد ما "يفسرون" حد الانفصام.
وتنتهي يا سيدي الأسطورة بصرخات الذات المتعبة وهي في سبيل الخلاص تحتضر :"هاأنذا أموت ..وما بذاكرتي لحظة إلا وبها وجع أو صدى لجرح أو نزيف , أموت واحيا و في هذه الأعين كموت العاشق أو الغريب ، فلا نامت أعين لها..نجلاء". وهكذا يا سيدي انتهت لحظات مشاغبة في حضرتها.وأولت كثيرا حتى أصل ليقين مفاده أنها عائشة..يقين مباغت،عائشة مرة أخرى كيف؟؟وهي تفكر بين ساقيها وتخشى ان تكون عانساً،شأنها شأن كل ذوات الثدي يعشقن الاطفال ويكرهن الحمل وتبعات المخاض ..
استرجعت الحلم ..امرأة المسافات البعيدة..الخضراء كالطفولة ،الواردة بهوامش الليل والأغنيات وهي ..يا لثقل الرأس مما يحمل ! لا ليس أنا مرة أخرى ..ولا لما يتأتى من تبعات هذا الفعل ثانية ، المناخ الصحراوي أفضل أليس كذلك سيدي ؟
مسرج أنا عل درب كان لعروة بن الورد ، أميراً للصعاليك ،راغب عما يفصلني عنه درباً واتجاه ، أذاً مرحباً بالصحاري والجفاف والعطش ، فهو درب غير قابل لأن ترصده البكائيات والمنشآت في الشعر كالنساء/ الفاتنات الكواعب لسن يدركن الصهيل _ أحياناً يصهل من أجل أنثى !
وهو صهيل لا يطاله سمع ولا يلم طيه تجمهر الأحداق..فقط يخرسه الجليد .
الأستاذ/ يحى
لي أن أسردني إليك مبرحاً هكذا ولك موضعتى ما شئت من المراحل ..وهو لك ،
كلما أوغل في الليل كأس ليس لك
تلفظ براكينك النهار والحمى
فتعوي أيها النزف البليد
الكأس لك
فلا تترك صحاريك دون عروة
أجعل مراسيك عن المهابة
وأطلق سراح صدرك للصهيل
قد كاد صمتك يقتلك
أو كان صوتك يخذلك
.....حين الصليل
وأستبق بعضاً منك لك
أيها الصوت الوحيد
انى أبصرتك فلم أرك
ألا.......
شاهداً على قبر نبضك الآتي
على ألف نشيد ونشيج
والريح تحمل قداسة الموتى
وجلال الرحيل
والليل
يا مغني الليل
سراج لهذا الفلك،
قد قلت لك
خالصاً،ومخلص القول السديد:
لا مناص من الحريق
فأشعل جثمان صمتك
وأحترق
يكن هو
لك.
الأستاذ/ يحي
لعلك الآن تدرك كم هو صعب ، تعي هذه العائشة كعشق أول أخير كل هذا النزيف ، وان أدركت فما أشقاني!وسحقاً لعشق بأرض البوار تحرسه الغيوم السود وتظله اللعنة دائمة التجدد كتداع ..وهروب ،رحماك رائعتي فما عدت أقوى عليك ولا أرتجي من باق الفجر شيئاً..،لذا من الأصلح تناول الموقف بتلقائية مثل جدار ينهار فجأة !ولاشيء مجرد جدار ينهار..خلاصة لا شيء سيدي يحى..ألست معي ؟
إذن ليس من المؤلم أن العصافير لا تخصك بشيء ،وأجعل لك ديناً أو يقيناً مثل عادل القصاص وأعلم بأن الأرض ليست للجميع .
هامش: الحبيبة/الوطن ..وجهان لعملة واحدة ،كل وجه باتجاه عكس الآخر على أغلب الأحيان.ولكن يظل نفس الإطار يحمل الاثنين معاً ويتسع لأوجه أخرى ..ان وجدت !.
عادل إبراهيم عبد الله

عائشة-5
سيتم انزالها لاحقاً

Post: #2
Title: Re: أوراق إلى عائشة
Author: Alia awadelkareem
Date: 06-14-2005, 10:42 AM
Parent: #1

Quote: يكاد زيتها يضيء "


كل أصدقائي يا وضيئة يعاقرون ليلات التوهج ويكفرون بالشمس !
،فلمن اذاً توجهين بحرك أن يطل ؟.وما معنى أن يزهو بأهدابك البحر..؟
يا خطيئتي حين ظننت أني ملاق وجهك _ في أصدق لحظاته _وهو يصلي نحو ربه الأول وكفره الأخير..


عادل

الولدالذي يجيد معاقرة الكلام

ومخاصرة احداق العبارة

لي في هذا المرعي اكثر من مأربِ

اذن سياذن الفجر بميلاد جديد

يعلن اعلاء راية ابنوس الكلام

ناحية الشمس

محبتي

Post: #3
Title: Re: أوراق إلى عائشة
Author: عادل ابراهيم عبدالله
Date: 06-15-2005, 05:13 AM
Parent: #2

Quote: لي في هذا المرعي اكثر من مأربِ

العلياء عالية

وغمرتني فيضا نبيلا ..