البريطانيون ومستعمراتهم السابقة

تحركات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من أجل إلغاء الديون التي تثقل كاهل الدول الأفريقية الأكثر فقرا في العالم تستحق الإشادة ، وتكشف لمرة أخرى أن بريطانيا العظمي - رغم كل ما اعتراها في العقود الأخيرة من تراجع - ما زالت تمتلك القدرة على المبادرة ولعب دور يحتاج إليه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى . .
وفي يقيني أن البريطانيين بدءوا منذ فترة يشعرون بمسئوليتهم تجاه مستعمراتهم السابقة والتي لم تستطع بعد رحيلهم أن تخطو خطوات الي الأمام على طريق تعزيز المؤسسات الديمقراطية والاقتصادية والقانونية ، فانكفأت وغرقت في دوامة الانقلابات العسكرية وأنظمة الحكم الشمولية فشاع الفساد والفقر والتطرف والاقتتال الداخلي والإقليمي.
المستعمرات البريطانية السابقة في حاجة ماسة الي مبادرة كمبادرة السيد توني بلير : إلغاء الديون شريطة التقدم باتجاه بناء المؤسسات الديمقراطية والإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد.
أهنئ السيد بلير بهذه المبادرة الرائعة التي تعيد لبريطانيا وجها افتقده العالم ، وتضع حزب العمال البريطاني مرة أخرى في مداره الإنساني .