كلابيش وديك العدة

كلابيش وديك العدة


06-01-2005, 06:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1117648681&rn=0


Post: #1
Title: كلابيش وديك العدة
Author: ali ibrahim
Date: 06-01-2005, 06:58 PM

اكتب على رأس الصفحة الأولى وبقلم الحبر الشينى الصامد عن حكايات قريتنا كلابيش وطرائفها قبل ان يتمكن منها الريح الأصفر الذى دخل عليها على حين غرة كما يدخل الثلج من النافذة فتركها على محجة سوداء من العدم وقد كانت تكلبش من يزورها و لا تسمح له بالخروج منها لجمالها وجمال الانسان فيها . ولكن جاءها الريح الاصفر بليل وفى معيته جاء ديك العدة. حدث ذلك فى اليوم الأخير من الشهر الذى تسهر نجومه حتى الهجيع الأخير من الليل ، حدث فى يوم الجمعة بالتحديد . بت وداعة ، حكيمة المضرب ، وحاملة أسراره ، أفادت بذلك الأمر وصدقها سماعين ضارب رمل الناحية وكجورها ذى الألوان . ولم يعترض أحد من الحاضرين على الحكاية كلها أو على بعض من أجزائها . قالوا كانت كلابيش فى سالف الأزمنة مرتعا خصيبا لصيد البر تناله رماح السابلة من بدو الناحية ومن حضرها عندما تنتهى مواسم البذر والحصاد ويتفرغ الجميع لمواسم الدعة والمطارحة وتزجية الفراغ . وكانت من ايامها المشهودة ايام السباق التى يتسابق فيها الانسان والحيوان وكان اهلها يقولون انهم يفعلون ذلك استعدادا ليوم التديهة الذى يبدو انه لا يأتى ابدا . على الأقل لم يدع أحد من الاحياء فى كلابيش انه قد عاصره أو عاصر من عاصره . ولكن تلك السباقات أسست تاريخا وخلفت وقائع تروى وصارت كلابيش مهرة السباق الكبير وكانت من غرورها تحدق فى عين الشمس وتضم تحت اهابها ضؤ الفمر. ودار الزمان دورته بكلابيش . وانداح من ربوعها نسيم العاش. وصار سمرها بعض حكايات من سيرة ديك العدة . ان دخل المكان هشم العدة وان خرج لم يترك شيئا سليما من العدة . سماعين كجور كلابيش صارت له حكاياته هو الآخر مثل حكايته فى ذلك اليوم الذى أصبح فيه وهو فى حالة من الانزعاج الشديد وأخذ يضرب كفا بكف ويحدث تفسه فى ذهول :" باكر تسمعوا الخبر . يأتيكم واحد مجلوب ، شاق البوادى عموم , يجيب جوع وعطش ، يجيب طفش وكمان يتم بالردحى والكلام العفش "

Post: #2
Title: Re: كلابيش وديك العدة
Author: Abdelrahman Elegeil
Date: 06-02-2005, 08:28 PM
Parent: #1

Quote: اكتب على رأس الصفحة الأولى وبقلم الحبر الشينى الصامد عن حكايات قريتنا كلابيش وطرائفها قبل ان يتمكن منها الريح الأصفر الذى دخل عليها على حين غرة كما يدخل الثلج من النافذة فتركها على محجة سوداء من العدم وقد كانت تكلبش من يزورها و لا تسمح له بالخروج منها لجمالها وجمال الانسان فيها . ولكن جاءها الريح الاصفر بليل وفى معيته جاء ديك العدة. حدث ذلك فى اليوم الأخير من الشهر الذى تسهر نجومه حتى الهجيع الأخير من الليل ، حدث فى يوم الجمعة بالتحديد . بت وداعة ، حكيمة المضرب ، وحاملة أسراره ، أفادت بذلك الأمر وصدقها سماعين ضارب رمل الناحية وكجورها ذى الألوان . ولم يعترض أحد من الحاضرين على الحكاية كلها أو على بعض من أجزائها . قالوا كانت كلابيش فى سالف الأزمنة مرتعا خصيبا لصيد البر تناله رماح السابلة من بدو الناحية ومن حضرها عندما تنتهى مواسم البذر والحصاد ويتفرغ الجميع لمواسم الدعة والمطارحة وتزجية الفراغ . وكانت من ايامها المشهودة ايام السباق التى يتسابق فيها الانسان والحيوان وكان اهلها يقولون انهم يفعلون ذلك استعدادا ليوم التديهة الذى يبدو انه لا يأتى ابدا . على الأقل لم يدع أحد من الاحياء فى كلابيش انه قد عاصره أو عاصر من عاصره . ولكن تلك السباقات أسست تاريخا وخلفت وقائع تروى وصارت كلابيش مهرة السباق الكبير وكانت من غرورها تحدق فى عين الشمس وتضم تحت اهابها ضؤ الفمر. ودار الزمان دورته بكلابيش . وانداح من ربوعها نسيم العاش. وصار سمرها بعض حكايات من سيرة ديك العدة . ان دخل المكان هشم العدة وان خرج لم يترك شيئا سليما من العدة . سماعين كجور كلابيش صارت له حكاياته هو الآخر مثل حكايته فى ذلك اليوم الذى أصبح فيه وهو فى حالة من الانزعاج الشديد وأخذ يضرب كفا بكف ويحدث تفسه فى ذهول :" باكر تسمعوا الخبر . يأتيكم واحد مجلوب ، شاق البوادى عموم , يجيب جوع وعطش ، يجيب طفش وكمان يتم بالردحى والكلام العفش "

Post: #3
Title: Re: كلابيش وديك العدة
Author: Abdelrahman Elegeil
Date: 06-02-2005, 08:49 PM
Parent: #2

الحبيب الدكتور علي حمد بعد الإذن قلنا نوضح الطباعة.

ولقد حكى لي أحد الأحباب من نواحيكم بمناطق جنوب بحر أبيض أن هناك شيخا كان يطوف على قرى تلك المناطق قبل إنتفاضة أبريل وكان يبشر بزوال حكم مايو وكان يستهل حديثه ب [إسمه جعـفر..بالجيم جان..بالعين عفريت..بالفاء فرعون وبالراء رهبان..أهلك الزرع والنسل ولكن أيامه صارت معدودة]

Post: #4
Title: Re: كلابيش وديك العدة
Author: ali ibrahim
Date: 06-03-2005, 09:37 PM
Parent: #3

الاخ العجيل شكرا على التعديل وعلى المرور . نعم لقد حاربت منطقتنا مايو فى الجزيرة أبا وفى ود نوباوى وفى الكرمك وفى يوليو 76 وقدمت الشهداء شهيدا وراء شهيد من أجل الحرية والديمقراطية . ومازالت أكنتهم مليئة ومدخورة ( لزوم مايلزم ) وتلك لغة رمزية يعرفها الطغاة وينكرونها الى ان يحيق بهم الأمر ويأتى الخلاص وهم لا يشعرون .