الحركة الشعبية لتحرير السودان ...اخر ثورات التحرر الافريقية ..يا ابوساندرا

العزيز ابوساندرا
جميل ان ارى اهتمامكم بكل ما اكتب في هذا المنبر..لذا سوف اوجه لكم هذه الرسالة بصورة خاصة عني وعن هذه الجبال التي صرت احس بحجارتها تسري في شراييني دون متاريس..
خدمني الحظ حين فتح لي ابواب الفرصة لمشاهدة الاراضي التي تقع تحت حكم الحركة الشعبية والتي اقول انها حقا الاراضي المحررة...
دخلت الى احد بيوت النوبة في احدي القرى وكنت ابحث عن ماء ووجدت عجوز ابتسمت في وجهي بالرغم من انني غريبة الوجه والسنحة في قريتهم وبعد ان سلمت علي وهي لاتعرف من العربية غير السلام دخلت الى الداخل واخرجت عنقريب لجلوسي ومدت لى بخسة بها بعض المشروب الابيض وعرفت لاحقاً انه مريسة ومدته لي بابتسامة لو شافوها ناس حكومة الخرطوم لا اوقفوا هتافاتهم في برنامج ساحات الفداء عن المتمردين ووحشيتهم ...وبعدها احسست انني امام بشر طيبون جار عليهم الزمن
وابتدا الحس الانساني يأخذني في احلام العدل والمساواة والسودان الجديد . .. بعدها صرت اتجول مع عساكر الجيش الشعبي ووجدت ان بينهم نكروما وايقنت ان الحركة الشعبية هي اخر ثورات التحرر الافريقية في عصر سوف تعصره العولمة والرأسمالية ...
وابتدأ الحس الثوري الذي خبأته سنيناًعددا وانا البنت التي تربت في حوش اخوان فاطمة في الشمال...
والان انتهيت من اتخاذ القرار ...ولي معكم حديث

الأخت Manal Mohamed Ali

بلا شك هذه تجربة جميلة يا ريت لو تكتبي عنها كثيرا فأن بشكل شخصي مترقب لمثل هذه الكتابات، فكثيرون هنا ينظرون إلى الحركة الشعبية نظرة إستعلائية تسود فيه توجسات الشمالي تجاه الجنوبيين و لا ينفكوا يرددون بنسب متفاوتة ما رسخه إعلام الحكومة عن الحركة الشعبية و قياداتها طوال سنوات الحرب.

شكرا و أنا منتظر الكثير من هذه الكتابات


مرتضى جعفر

العزيز مرتضي
اوعدك بالكتابة في هذا الموضوع بالغم من انني لست من الذين يجيدون التعبير سوى الاكاديمي منه .. ولكن حقيقة ان ما عكسته لنا اجهزة الاعلام ومن قبله الارث التاريخي الثقافي الذي يصور اهلنا في الجنوب وجبال النوبة كوحشيين وليس لديهم قيم انسانية يحتاج مننا نحن المثقفين لتغيير .. والدليل على هذه القطيعة والتشكك في الاخر تواجهني في تلفوناتي مع اصدقائي واهلي عندما تتاح لي الفرصة واتكلم معهم واول سؤال هو هل هم ناس عاديين كده زينا؟ هل ممكن يتفاهموا معك ؟ هل تحسين بالامان وانت الشمالية وسطهم ؟ هل عندهم اكل زينا؟ وهل وهل وهل ؟؟؟؟؟ في البداية كنت ارد بصورة توضيحية عن كرم اهلي في الجبال وخاصة وسط جيش الحركة الشعبية وانسانيتهم وحسهم السوداني العالي بالسودان والعدل والمساواة .. ولكني صرت اضيق زرعابإستفزازية هذه الاسئلة بعد ان تعمق انتمائي لهم وحبي لهم .. ولكن لهم العزر حتى يفيقون...
يا مرتضى بالمناسبة انا اعتقد اني بعرفك .. هل انت خريج الخرطوم وكنت ساكن في بري ونسيب عبدالمنعم ...
اذا كان نعم انا منال خريجة اقتصاد . انثروبولوجي . من عطبرة

أهلا منال

نعم أنا مرتضى بالتفاصيل التي ذكرتيها. و قد تعرفت عليك

فلتكتبي عن الحركة الشعبية و لابد لي أن اساهم بالقدر الذي أعرفه عن هذا التنظيم العظيم الجديد في كل شئ..


لك المعزة و الإحترام


مرتضى جعفر

الاستاذة منال
تحياتي الحارة

سعدت بتجربتك هذه وياريت بنوت السودان كلهن يغشن الدروب ديك . سلمتي والتحية للحركة الشعبية التي جعلت هذا ممكناً

Quote: دخلت الى احد بيوت النوبة في احدي القرى وكنت ابحث عن ماء ووجدت عجوز ابتسمت في وجهي بالرغم من انني غريبة الوجه والسنحة في قريتهم وبعد ان سلمت علي وهي لاتعرف من العربية غير السلام دخلت الى الداخل واخرجت عنقريب لجلوسي ومدت لى بخسة بها بعض المشروب الابيض وعرفت لاحقاً انه مريسة ومدته لي بابتسامة

وياهوا ده السودان

العزيزة/ منال محمد علي :

صحيح ،إعتز وإهتم بكتاباتك
لأنها صادرة عن تجربة فعلية وممارسة عملية
وموشاة بوعي مدهش وإنتما حقيقي للوطن وإنسانه ، إنتماء لا يحده إستعلاء ولايشوبه دنس الإحتقار لمكونات شعبنا ، أعراق وثقافات ومقدسات
كتابة مبرأة من تهاويم الخيال وأضغاث الأحلام وتحذلق أنصاف المثقفين وبقايا المناضلين الضالين عن مهام المرحلة

إحتفيت بها لأنها أتت في إطار قرن القول بالأعمال ، وفي سياق مبادرات مطلوبة من { بنات الشمال } ، صحيح مازالت مبادرات محدودة ولكنها واعدة بالكثير ، وحتمآ سوف يكون لها مردود إيجابي مزدوج تجني ثماره { بنات الشمال } ويقطف زهوره ناسنا في الأحراش والغابات والجبال والعتامير والصحارى ونخيلات الشمال ولوزات الجزيرة المروية { ويا بلادي كم فيك حاذق }
ويا منال ليس فينا متوحشين -كما أدركت بتجربتك الراهنة- بل كلنا متوحدين و { موحدين } في الأمل السوداني والحس الإنساني
مهما كان قرارك ، هنا واللا هناك ، فإنه سوف يصب في ذات الوجهة ، ومن أي جهة هبت رياحك سوف تملأ أشرعة ةمراكب وسفن تمخر في أنهارنا سوباط ونيلين ونيل كبير وبحر غزال وبحر زراف وبحر أحمر قاني وبحور دماء شهدائنا الغالية
هنا واللا هناك ، إنت مكسب يازميلة

وفي إنتظارك
وشكرآ جزيلآ على حسن ظنك
ولي عودة

اختي منال ..لك التحية والتقدير..

Quote: ولكن حقيقة ان ما عكسته لنا اجهزة الاعلام ومن قبله الارث التاريخي الثقافي الذي يصور اهلنا في الجنوب وجبال النوبة كوحشيين وليس لديهم قيم انسانية يحتاج مننا نحن المثقفين لتغيير .. والدليل على هذه القطيعة والتشكك في الاخر تواجهني في تلفوناتي مع اصدقائي واهلي عندما تتاح لي الفرصة واتكلم معهم واول سؤال هو هل هم ناس عاديين كده زينا؟ هل ممكن يتفاهموا معك ؟ هل تحسين بالامان وانت الشمالية وسطهم ؟ هل عندهم اكل زينا؟ وهل وهل وهل ؟؟؟؟؟

لا اريد ان اخيب املك ..انها صرخة في وادي العدم...
ناديت لو ناديت حيأ ولكن لا حياة لمن تنادي ...

علي كل نحن نتابع معك والي المزيد من كشف الحقائق..

منال وضيوفها الكرام:

صديقي مادينق حدثني عن حكاية ، أحكيها لكم هنا لأنها تعبر عن ذات المشاعر التي أرهقت وجدان منال بحميميتها ، أعني الإستقبال الإنساني النبيل في بيت النوباوية العجوز .
أرغمت الحرب مادينق على مغادرة مضارب قبيلته{ دينكا } ليواصل تعليمه في كوستي
إنتبه جلابي نبيل وحنين أثناء مروره بحماره لبيع اللبن لوجود صبي أسمر الجبهة في الشارع ، فسأله :
- ولد انت جاي من وين؟
= جيت من بلد بتاعي
- والجابك هنا شنو؟
= جيت عشان مدرسة
- أهلك وين؟
= أهلي هناك في البلد
- وين ساكن هنا
= ساكن في البيت هناك
- طيب أجري جيب جردل نضيف وتعال

واصل مادينق :
جبت جردل وجيت لقيتو منتظرني ، أخد الجردل وملاهو لبن وقال لي يللا شيل لبنك وكل يوم أنتظرني هنا

حكاها لي مادينق وقال هذه واحدة من بين أخريات شكلت قناعتي بوحدة السودان ، نحن كلنا أهل ، كلنا أخوان

تذكرت المغني الجنوبي يغني
{ ياي بليدنا وكلنا أكوان }

الاخت منال والمتداخلين
لي حكايات عن الاراضي المحررة ممتدة من تلكوك وهمشكوريب
الي رمبيك وملوال كون في شمال بحر الغزال
وكما وعدت اكثر من صديق سوف
اكتب عنها قريبا جدا
واليكم هذه الحكاية
بحكم عملي في
منظمة انسانية سافرت عما 2002 الي جنوب الوطن عن
طريق نيروبي ولوكيشوكيو (في شمال كينيا)
لحضور ورشة عمل نظمتها منظمة عالمية انسانية
وفي الطائرة التي اقلتنا وكان معي خواجات كتيرين
وبحكم انني شمالي كانوا
متوجسين وخائفين من انه سوف تحدث لي مشاكل في
الجنوب
والشخص المسئول عن الورشة
قال لي احسن تقول للناس
انك من اثيوبية او ارتريا عشان ما تحصل ليك مشاكل
قلت ليهو كويس
وعندما بدأت الورشة وفي وجود اكثر من مائة سوداني جنوبي من المواطنين البسطاء

كان لابد اقدم نفسي مثل الاخرين بالانجليزية
فلما جاء دوري وقفت وقلت بالعربية انا فلان الفلاني سوداني من المنطقة الفلانية في
وسط السودان
وفجاءة ومن كل الاتجاهات قام اكثر من شخص من
السودانيين الجنوبين الحاضرين ،رجال ونساء وتبادلوا تحيتي
وبالاحضان وهم يقولون مرحب ..مرحب

وخلوا الخواجات فاتحين خشومهم من الدهشة

الأخت منال

الأخوان المتداخلين


سلاماتي و كتير إحتراماتي


الأنجليز عندهم مثل بيقول (FOR EVERY WHY THERE IS WHEREFORE)أنا أعتقد إنو إذا حاولنا تطبيق المثل ده على أمنيتنا بأن لا ينقسم السودان ليه فمثل هذه القصص تحمل الإجابة القاطعة و ربما الأكثر منها الذي بدواخل كثيرين لم يحكوها فالسودان موحد في وجدان بنيه فقط لترتفع النخب السياسية إلى مستوى تلك الوحدة بأن يعملوا للتنوير بقيم حقوق الإنسان المتعلقة بالعرق و الثقافة و الإعتقاد، فهذه الأوهام و المبررات الخلفية للتعالي النفسي الموجود في شخصية الشمالي ستزوب و سيتزاوج أبناء و بنات الشعب دون التدقيق في العرقيات أو الديانة أو اللون، و ستزال عقبات كثيرة أمام هذه الوحدة. الحركة الشعبية و كما قالت منال أنا أرى فيها حركة تحرر حقيقية و نهاية الحرب ليس بالضرورة تعني هزيمة طرف و إنتصار آخر و لكم و لنا في المؤتمر الوطني الأفريقي و تجربته الثرة في النضال في جنوب أفريقيا أسوة أكثر من حسنة و أنا و لمعرفتي الشخصية ببعض عضوية الحركة الشعبية أدرك أنهم جميعا يضعون نموذج نيلسون مانديلا الآخاذ نصب أعينهم، فمزيدا من هذه الكتابات أخ صلاح الأمين و أخت منال لمزيد من التأسيس للوحدة و على الأسس الجديدة


شكرا


مرتضى جعفر

هناك تجارب حية وثرة
للكثير من الشابات والشبان
السودانيين من مناطق
مختلفة من السودان
زاروا المناطق المحررة
في الجنوب والشرق وجبال النوبة
والانقسنا
بعضهم عمل في هذه الاراضي
ويختزنون تجارب ثرة
فليكتبوا عنها
وهناك تجربة قافلة السلام
التي كان ينظمها اتحاد الشباب العالمي (وفدي)
عندما كان الصديق الرشيد خلف الله نائبا للرئيس
فلتواصل الصديقة هالة عبداللطيف نائب الرئيس الحالي
هذا الجهد القيم بتسيير قوافل سلام اخري
الي شرق السودان ودارفور
كما ذكرت فهذا تحريض علي للذين
عملوا في هذه المناطق وقدموا
خدمات للمواطنين هناك
علي الكتابة

وشكرا لمنال