على حين غرة

ذات يوم رمضاني وانا ارش الحوش ورجليّ كافا جلبابي ومستمتعا بنسمات الهواء التي تهب على حين غرة ,,
واصدقكم القول فأنا لا اعرف ما هي الـ ( حين غرة ) المهم كلما نشفت كرعيني أغدق عليها وعلى سفنجتى من الخرطوش ,,,
لذيذ ذلك الشعور وانا اضع طرف اصبعي على فم الخرطوش متلقيا دفق المياه الشديد متمنّعا وراغبا اللحظات التي يفلت فيها أصبعي فترتد عليّ المياه وأنا بين التمنّنع والرغبة ,, ,, ذلك الوجع اللذيذ عندما تطعنك شوكة وكل مرة تدغدغ حول المكان ,, يسمونه مضض ,,, واظن (على مضض) جاءت من هنا او من اين لا ادري ,,,,,
كان لجذع شجرة النيم نصيب كبير من مرشّاتي ,,, يعجبني ساقها المقشر ,,, يعجبني لون ساقها بخليط الوانه البهيج ,, يذكرني دائما ان الطبيعة الوانها مركبة .
لفت انتباهي نملة تدب بين قشور ساق الشجرة أزعجها الفيضان الذي تسببت فيه من غير خريف ,, وضعت الخرطوش بين فردتي السفنجة وتركت الماء يندلق ,,, تعجبنى المياه تعرف طريقها ودربها دون مساعدة ,,,
مددت يدى ووضعتها على الساق في الطريق الذي لابد للنملة ان تسلكه ,,,,,, دبت النملة وواصلت دبيبها الحثيث الى ان وصلت الى راحة يدي ,,, كعادتي في الكلام مع نفسي بصوت مسموع قلت لها :
- الحاصل شنو ما نكون ازعجانك وقطعنا نومك ؟
- نوم شنو يا خوي !! انا واقعة في مشكلة كبيرة
- قولى بسم الله ,,, في شنو
- انت ما ملاحظ انو النمل اختفا من الحوش ليهو مدة؟
- لا والله ,,, الصيام ده ما مخلينا نلاحظ اي حاجة
- الجماعة كلهم فقدوا الغريزة بتاعتهم وبقوا بفكروا زيكم
- ده كلام شنو ده ؟ ومالهم ,,! ,,,سببهم شنو ؟
- شموا ليهم حاجة كدة ما عارفاها شنو
- دي حاجة شنو البشموها في رمضان؟
- بري ها ,,,, ما عارفاها شنو ,,,,, وكمان المضايقني اكتر شئ إنهم بقوا يبزغوا ساي ,,, ما خلو ليهم رصيف ولا بلاط ,, اخ , توف , طج طبج
- دا ما زاتو الخلاني أخلى ركوب الحافلات ورا ,,, ترى جنس الرزاز الما معروف جاي من وين ده ,,, هسع انت عتعملى شنو ؟
- الخلا عادتو قلت سعادتو
كو كرو ,,, كو كرو يدق الباب ,, الضرب ضرب ابي محجن ,, بل هي قرجة جارنا ابو قرجة الذي يدخل دون انتظار صدى قرجتة
- ها ناس الموية دي طالقينها مالكوم

سيدى الكريم
ذات يوم رمضاني وعلى حين غره لا تكون المويه موجوده أصلاً فدرجة الحرارة تفوق حمم البراكين لكين بطريقة غير مباشرة إنت عاوز تقول لينا إنو عندكم موتور ، وهنا لابد لنا نحن الغبش من التمرد لأننا لا نملك موتور لشفط الماء وهذا في تقديري يحتاج منا أن نحمل السلاح ونتمرد عليكم لعدم عدالة توزيع الثروة على شحها وقلتها.
رابطة أبناء الجزيرة كجبي بالعاصمة
الجناح العسكري لحركة نمور التاميل بواوسي

اخي الكريم الملا عمر
انتم يا سيدي تتهموننا باننا من المجنترين في الارض ,, في قديم الزمان كان في حلتنا بئر ليس كبير زيت ولا بئر السبع ,,, كبير الدلاء عظيم الذنوب لا ينحسر ولا تقطع له كهرباء ,, وعندما ركبوا في الحلة صهريجا توجس الناس خيفة من هذا الماعون المضلع وبقوا سنوات على أمية وسط الفريق يدوسون على كرجاكتها فتمتلئ الجرادل والقرب , كانوا يخشون على زرائبهم وجواليصهم وقتا طويلا الى ان دخلت المواسير حيشانهم حين وضعوا لها ابوابا وانمحت من الذاكرة تلكم الأمية وعرفوا كيف تحلج المواسير
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها حلجت
وكنت اظنها لا تحلج

وما اوردناه من شدة المياه في رمضان هو امر نسبي ,,, فالبئر القديمة ما كان يعتريها انقطاع ,, اما المواسير فحدث ولا حرج ,,,,

بقراءة صامتة متأنية أجد أن كلماتك تحاول أن تنادي فوق رؤوس الأشهاد بثورة لإقتسام الثروة المائية ، فنحن سكان محلية بحري محافظة قف تأمل نبعد عن النيل مسافة فركة كعب وهو مقدار يقاس على مقياس ريختر والمقاييس العالمية بالمسافة من حي البوستة بحري أو الختمية إلى سينما النيل الأزرق سيراً على الأقدام ، والأمر كذلك أجد أننا أقرب ما نكون للنيل ذلكم النهر العظيم ومع ذلك نبقي أكثر الناس حاجة للماء وحتى عندما ياتينا الماء يكون متعكراً متكدراً يحاكي غضبة النيل الأزرق. فصنابيرنا ومواسيرنا صدئة مهترئة وهي لا تتحمل ضغط الماء العالي فتتفجر غضباً في الأمسيات حيث يهجع الناس ويلتفون حول التلفاز لمشاهدة المسلسلات فلا تكون هناك ماسورة مفتوحة الأمر الذي يؤدي إلى تفجيرات تسيل على أثرها الخيران وتخلف بركاً من المياه ما تلبث أن تتحول إلى مستنقعات تولد الناموس والباعوض فتزدا أصابتنا بحمى الضنك والملاريا ومشتقاتها.
مصيبة مصائب معظم أحياء العاصمة القومية أنها لا تبعد عن النيل وتظل عطشي لتردي الخدمات حتى أصبحنا زي إبل الرحيل شايله السقى وعطشانه ، فالنيل يجري ونحن نجري من توتي لبحري.
وعلى حين غره يبدو أننا نجري في الإتجاه المعاكس

اخي الملا عمر
اراكم تلمحون الى قف تأمل بفراسخها المعلومة وفركات كعبها , وفركة الكعب هي ان صانعي الفرك كان يصبغون الخيوط "بالسبجة" فيلفون الخيوط بين راحة الكعب والركبة ولأنهم شوام فأنهم كانوا يجدلون الحبال اما نحن فنفتلها على وتد وعودين كل عود يدور في اتجاه كخذروف الوليد أمره تتابع كفيه بخيط موصل , ومن هنا جاءت فركة الكعب لا من الموضع الذي ذكرته ,, وقد نما الى علمنا ان الماء في قف تامل وفي كل العاصمة التي ما عادت مثلثة ولا مكعبة قد اصبح كالمرافق العامة , ورفقا بالقاوارير فقد هرب الى القوارير ومسح من تاريخة قرضة الصفيح وكوزها , ونشرب ان وردنا الماء صفوا ونغني قام اتعزز الليمون شماتة في المواسير التي تشخر نهارا وتنفجر من غيظها على القوارير ليلا كأنها تقول شوفوني يا ناس المسلسلات انا مكسيكية

أشكركم على شرحكم الضافي وتسليط الضوء والإفاضة في موضوع فركة الكعب لكنني أرى أنكم أغفلتم عمداً أو سهواً أو بالعقوبتين معاً موضع الفركة في حد ذاته هل هو من القماش المطاط الذي يعرف حنكشة بالإسترتش أم هو قماش قطني يتكرمش بالغسيل ولا ينطرح بالكي.
ولي عودة للماسورة القومية وما أدراك ما الماسورة

Quote: الذي يعرف حنكشة بالإسترتش أم هو قماش قطني يتكرمش بالغسيل ولا ينطرح بالكي.

هو بين ذلك عوان ,,, واراني كم فسر الماء بعد الجهد بالماء ,, واعيد لك السؤال : هل تكرمش قبل ظهور المكواة ؟ ام تكرمش عندما علم وجودها؟ ان كانت الكرمشه فيه اصيلة لذاته فذلكم والله ما نقصده وان كانت طارئة كالزهج وسوء المزاج ,,فلك ان تقدر