اضبط...من هو/هي/هن/هم...ديمقراسي؟؟؟..بكري ابوبكر يكشف الحقيقة ويصحح الاوضاع..له الشكر

الاخوة القراء
الاخوة الاعضاء

لكم التحية ووافي التبجيل

عذرا ان كان عنواني الذي اخترته مضللا بعض الشئ،فهذه ضرورات الكتابة الصحفية،فلي منكم العذر،ولكم مني العتبي حتي ترضوا.
لا ادري ان كنت عضوا قديما ام عضوا حديثا؟فلقد كنت اكتب واساهم من حساب الاخ ديمقراسي (الحاج مهدي)...له مني اللامحدود من التشكرات والامتنان...فبيني وبين الرجل آصرة ،دفعته لزيارتي في رمضان المنصرم...ولحسن ظن منه في مقدراتي وامكانية اسهامي في المنبر الحر ،بذل لي حسابه...بعد ان كنت اطل علي القراء من نافذة الاخ/عادل عبد العاطي،الذي نرجو عودته فارسا في ميدان افتقده كثيرا...له مني التحيات وجزيل الشكر.
من خلال نافذة عادل التي لم يواربها عني،اسهمت بحوارات مطولة معه حول الليبرالية والوسط...ومن خلال نافذة الحبيب ديمقراسي اسهمت بمداخلات عديدة...وكانت لي بوستات حملت العناوين الآتية:
-الحقيقة لغير اهلها عورة يا عادل عبد العاطي.
-دا رفور يا وجعا في الخاصرة.
-عادل عبد العاطي ..رودا،واسطورة البعاتي الذي يروي عنه الجميع بينما لم يره احد.
-المؤتمر الوطني المعارض..يعقد مؤتمره العام يومي 3/4فبراير2005
-الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني المعارض.
-الجلسة الختامية للمؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني المعارض.

هذا الوضع الذي ربما دعا بعضا منكم للاستغراب والدهشة،مرده انني كنت بلا عضوية،رغم طلباتي المتكررة،مما دفعني للدخول عبر نافذة عادل عبد العاطي تارة ،وقبول معروف الاخ ديمقراسي تارة اخري.
مؤخرا، ولحرصي علي التواصل مع قراء واعضاء البورد من جهة،وحرصي علي الالتزام بالقوانين الجديدة ،وعدم التسبب في اي حرج للاخ ديمقراسي(اذ يحظر عليه منح حسابه لاي شخص آخر)...قدمت طلبا بالعضوية،مشفوعا بقائمة من الذين رشحتهم لتزكيتي لنيل العضوية،وهم شهود عدول من مختلف ألوان الطيف السياسي والفكري، كلهم ممن وقف علي إسهامي عن قرب ومن جايلني في مراحل مختلفة،ومن ثم لهم القدرة علي الشهادة بما يمكن ان اقدمه من نشاط فكري وثقافي...وقد كانت القائمة كما يلي:

-د.النور محمد حمد.

2-د.حيدر بدوي صادق.

3-الأستاذ/عبد الله عثمان

4-الأستاذ/بدر الدين عثمان

5-الأستاذ/عدلان عبد العزيز

6-الأستاذ/محمد سيد احمد

7-الأستاذ/الحاج مهدي ديمقراسي

8-الأستاذ/طارق فرح (طارق)

9-الأستاذ/عبد المنعم عجب الفيا

10-الأستاذ/عماد خليفة

11-الأستاذ/مجدي شبندر

12-الأستاذ/حسام (حليم)

13-باشمهندس/معتصم محمد طاهر(معتصم الطاهر)

14-د.مهدي محمد خير

15-د.أبكر آدم إسماعيل.

ولا ادري ممن كانت تزكيتي من هذه الكوكبة،الا انني اشكرهم جميعا ،من زكاني منهم ،ومن املت في ان يزكيني.
كما ،ان مستحق الشكر والعرفان للاخ بكري ابوبكر وادارته ،لمنحي هذه الفرصة ،لاكون عضوا بالمنبر آمل ان اكون قدر ثقة من منحني هذه الفرصة ،وان اكون عند قدر حسن ظن من زكوني.
بناء علي منحي العضوية،ساساهم من حسابي (سيف خليل)..وسيعود (ديمقراسي) لصاحبه الاخ الحاج مهدي...فما يرد هناك لا يمثلني...وكل بوستاتي باسم ديمقراسي كانت الي انتهاء...ولئن من الله علينا بموفور الوقت وعافية البدن ،ستكون مساهماتنا باسم سيف خليل.
بقي امر لا بد من وقوف عنده...هل انا عضو قديم؟ام انني عضو جديد استحق التهنئة والترحيب...ان كانت الاولي(حقي راح)وان كانت الثانية ،فحقي عليكم ان تقوموا بالواجب(ماني رضيان الا بالضبيحة)

لكم صادق مودتي

سيف الدولة احمد خليل

اخي الحبيب سيف
الف مبروك الاشتراك الرسمي هنا
وشكرا لبكري

الاخت الحبيبة

تحياتي..

سلامة العودة ...طال غيابكم

شكرا يا اصيلة...بالطلة وبالتهنئة...وعبرك اكرر شكري للحبيب ديمقرسي

لك المودة

اب احمد

الأخ العزيز سيف

أهلا بك وبالطلة الكاملة للمؤتمر السودانى من خلالك.

الماجد الدكتور /مهدي محمد خير

تحياتي وكل ودي

سعدت باطلالتك،واكثر بترحيبك...واحمد الله كثيرا ان كان في مقدمة الذين استقبلوني من هم في قامتك وقامة العزيزة الكنانية...

ليتني اكون اخي الماجد بقدر ما ترتجونه مني،وليتني اكون بطموحات المؤتمر السوداني...اتمددبطول المليون ميل مربع وعرضها...افتح ذراعاتي محبة للملايين من بني شعبي...ليتني اكون لسانهم هنا...ضميرهم المؤرق...وسراجهم الذي ينير العتمات...
لك مودتي ايها الماجد
اب احمد

مرحبا بك يا سيف "رسميا" في المنبر الوطن..

رجاء

لك المودة

اكيد ...زارنا الغيث...ترحيب من هم في قامتك...يلقي علينا مسئولية نرجو ان نكون اهلا لها...لك مقعد الاستاذية وعلينا التتلمذ.

اب احمد

الفاضل سيف خليل..

اعتبر ردك تواضع الأجلاء.. لأني متابعة لكل ما خططته عبر ديموقراسي..

ومرحبا بك تاني رسميا إضافة معروفة مسبقا..

ودي..

ايقونة البورد
الاستاذة رجاء

لا والله الحكاية ما تواضع....مهما كتبت وكتبت ياني الما ناطي حتة التتلمذ دي...ممكن اكون تلميذ نجيب ...ويكون من هم مثلك (متسنجكين)في مقعد الاستاذية...وشن جاب لي جاب

تحياتي

اب احمد

الأخ سيف، تحية طيبة..

ياأخوى إنت كتاباتك السابقة براها مُزكياك..، وحقو بكرى يلغى مسألة التزكية "الإجتماعية" دى.. حتى لايتحول المنبر الحر إلى نادى يحكمه مزاج واحد أو إتجاه بعينه.. وإن كان لابد من حكاية التزكية هذى.. فليمنح العضوية لكل من يطلبها على أن تكون هناك فترة تجريبية إسبوعان مثلاً، مساهمات العضو تكون هى تزكيته، وفى دى.. برضك كسبان ياسيف الدولة! مرحب بيك مرة تانية.

عدلان.

مرحبا بك سيف الدوله احمد خليل ، وقد كنا نتابع اضافاتك ومساهماتك منذ مدة

بلاشك اضافة قديمة متجددة

محبتي

مرحب سيف.تاني جاتني مشكلة السيوف

العزيز/سيف

اشرقت الانوار..ممنونك يا سيدي علي الزيارة والترحيب...ومشكلة السيوف (محلولة)...انت سيف باتر...وانا لا زلت سيفا في غمده...والسيوف في اغمادها لا تخشي بواترها...

ليتنا (كلنا)نكون سيوف حق...

لك مودتي

اب احمد

الاخ /محمد عبد الرحمن

لك المودة

عظيم امتناني علي الترحيب ،والزيارة...بدعمكم ومساهماتكم يكون نجاحنا...نسأل الله عافية البدن ومتسع الوقت..حتي نسهم بما يمليه علينا ،دورنا كمثقفين او قل كمتعلمين..

لك المحبة

اب احمد

الحبيب /عدلان

تحياتي

اشكرك بلا حدود...علي الترحيب..علي الاطلالة...علي الكلمات الطيبات وحسن الظن...شهادتك شهادة عدل افاخر بها...ولو انني اشتم فيها رائحة (الود القديم بين اصدقاء الامس وزملاء الدراسة)
الحبيب /عدلان
اصدقك القول اني افرح بك وبطلتك ...كأطفال المدارس...بك اعود الي ايام نيرات...وينقص عمري 24 عاما...هذا ان بدأ الحساب من يوم ان افترقنا..ولا ابدأ من يوم ان التقينا ..حتي لا نصنف في خانة الكهولة...
لك مودتي ولاسرتك تحياتي

اب احمد

مــرحبا يا سيف...

الماجد/حليم
لك المودة

كم انا سعيد..بلمسة المودة هذه...انتظر منك الكثير ...مثلك نتشبث به بقاء ...بين اهل المعرفة...

محبتي

اب احمد

الماجد سيف الدولة سلامات
أنت الآن بيننا مع إنك لم تكن غائب عما يدور هنا فشكراً لك وللأستاذ مهدي الذي منحنا هذا البهاء. والذي لن يكتمل إلا من خلال تواجدكم هنا في هذه الرقعة المسماة السودان مع بقية العقد من الآباء المؤسسين لنكمل معاً حلما بدأتموه ومازال يكبر معنا وسوف يصبح واقعا لا محالة و

كما إنو العكار من طين
كمان من طين بجي الرّواق

الماجد/بشري الطيب

اخي الاصغر...اصغر بحكم السن..واكبر بحكم الكسب...انا اسن منك وانت اكبر مني...لذا تجدني فخورا بهكذا وضع...(0ان ولدنا انتو ربيتو)...من ثم كلنا آباء...
ايها الماجد..صحيح انني قديم في هذا البورد اذ دخلته خلسة...ولم آتيه من الباب....اما ان آتي من الباب فهنا تكون المسئولية وما اصعبها...اعتاد الناس مساهماتي وانا قديم ...تكيفوا معها..الآن انا قديم جديد ..كل خشيتي ان يأتي تفريعي علي نغم قديم(ويا ويلي من ناس الموصلي ...ما يمسكوا في رقبتي)...بكم يكون عطاؤنا جديدا...انتظركم وفي الكنانة سهام ارجو الا تكون دابرة...

تحياتي ومودتي


اب احمد

الحبيب سيف خليل
يطيب لى ان ارحب بك دوما وابدا بيننا

وشوقى لمشادة وقراءة مساهماتك بالبورد

محمد عبدالله ـ الزنجي

مرحب بيك

لكن الجماعة الثنوا ترشيحك ديل والله مش يدوك عضوية البورد ديل يدوك جايزة نوبل ذاتا.

شماسي

مرحب بك زائرا وشكرا لك مهنئا...قلت كلمة حق..(جماعتي ديل يدو جائزة نوبل)...منهم الذي تشرفت باستاذيته(يعني درسني عديل كدا زي دكتور النور حمد...بالله شوف المجدة دي)،ومنهم من جمعني به العمل العام،ومنهم زميل الدراسة،زميل الفكر ومنهم من تقاطعت معه مواقفي...الا انهم عدول تقبل شهادتهم...وكلهم في موضع الاخاء والصداقة...(عليك الله مش من حقي اقمز لي فوق وانط...فرحا بصحبة ومعرفة هؤلاء السوامق)...لهم وافي التبجيل ...ولك التهنئة علي تقويمك الموفق لهم(اكيد انك من السوامق...الفقرا بعرفو بعض)

لك المحبة


اب احمد

الحبيب الزنجي

سعيد بك وبترحيبك...الذي منحني دفئا احتاجه وانا اخطو اولي خطواتي داخل حوش العزيز بكري ابوبكر...ليتني اكون منتصرا في صراعي مع الزمن...لاسهم بما لدي ...دعواتك


لك الود

اب احمد

الماجد سيف الدولة

تحية إجلال و إكبار لك أيها الماجد الحي النقي


عمار أحمد عبدالدايم ( كابيلا )

اهلا بالماجد كابيلا

سعدت بطلتك..لك الامتنان علي كلماتك النيرات...وجودكم يدفعنا الي تواصل نترجاه مع جيل،نأمل ان نتعلم منه الكثير والمفيد.


لك مودتي

اب احمد

اود لو يسعفني زمني لاتلبث عند الاخوة مهدي محمد خير،عدلان،بشري الطيب وكابيلا،حليم فكلهم يمثلون محطات هامة جدا في حياتي...وعلامات بارزة في حصيلة تجاربي وذكرياتي ليتهم يسهمون معي فيما انوي القيام به.

لكم الود


اب احمد

Quote: ليتهم يسهمون معي فيما انوي القيام به.

جاهزون

عمار أحمد عبدالدايم ( كابيلا )

الاخ العزيز سيف الدولة احمد خليل كم اشتاق اليك وكم اتذكر تلك الايام في كلية التربية جامعة الخرطوم وكما ذكر الاخ الاخ عدلان فانت لاتحتاج لتزكية فانت رجل يتحرك في مساحة شهم متواضع تشعر الاخرين بانسانيتهم( كما قال الاستاذ محمود محمد طه في تعريف الانسان المتواضع) فاهلا بك وطوبى لنا بوجودك

ياااااه

بدر الدين عثمان

لك ارتال من الشوق...لك الود كله...والامنيات الطيبات

لا ادري هل انا جمهوري من غير دراية مني؟؟اني احتفي بكم ايها السادة ..اني احبكم ،احترمكم...يطير قلبي فرحا كل ما التقاني منكم احد...
بدر الدين...فرحت بك لانك بدر الدين عثمان..ولانك جمهوري ...ولانك زميل دراسة تنقلني بلا ريث ...الي الباقر العفيف،محمد جلال ،سعيد اشيقر،علي الكامل ...وزياراتي الي الاستاذ...
ساكتب عن ذلك...فهو شئ حق لي ان افاخر به ...سأعود اليوم او في الغد...لاكتب تلك التجربة...زياراتي للاستاذ ...حواري معه...محبته لي...ولعدلان سأكتب عن التربية واحلي المواقف مع سعيد اشيقر وعمر ابراهيم

ليتك تطل علينا من خلال بريدي او سأفعل انا ان وجدت بريدك علي البروفايل
لك المودة

اب احمد

نهنيء أنفسنا أولا ثم نهنئك ثانيا بالعضوية المستقلة. وشكرا لديموقراسي الذي أتى بك إلينا، والشكر موصول لبكري.

اطلعت على دعوتك لي في بوست "الفيحاء"، وارجو أن أجد وقتا للمساهمة. مرحبا بك من جديد مرة أخرى.

سلام يا اب احمد ابا النضال
الود لك كله والتحية
وهنيئا لنا بك
ظللت اتابعك من المصاطب الشمالية (من خارج الدارة) دون ان يتشنى لي المشاركة بفعل الزحمة وضيق الوقت
آمل ان القاك قريبا
سلامي لأسرتكظاسرك الكريمة
صافي الود
بشير مجمد اسماعيل

الاخ العزيز جدا جدا

بشير محمد اسماعيل(بشير المان)

تحيات زاكيات لك ولاسرتك الكريمة
سعدت ايما سعادة باطلالتك وترحيبك...آمل ان اكون مفيدا وعند حسن ظنكم بي..ساضيف مقتطفا من مداخلة بذلتها في بوست عبدالله علي ابراهيم في تلفزيون السودان..اؤكد فيها انكم في البال والخاطر دوما ...واستذكر اياما خوالي كنتم جزءا اصيلا من مشهدها...كما اردت (وهذا مبتغاي) ...ان اشركك في خطب لا احتمله وحدي وعذيري انك ممن اشاركهم ويشاركوني سرائي وضرائي بحكم القربي والاخاء الذي بيننا،فالي المداخلة او بالاحري ما اقتطف منها

Quote:  د.عبد الله علي إبراهيم من أسماء حفرت بعمق في ذاكرتي منذ الطفولة ،عبد الله وعبد الخالق وفاطمة احمد إبراهيم…كنا نحسبه في مصاف شخصيات أسطورية سمعناها في أحاجى حبوباتنا وخالاتنا…كعنترة والشاطر حسن …أو كأولياء الله الذين شغلوا حيزا لم يترك حيزا لغيره مما يشغل،في ذهن وأحاديث خالتنا ست البنات بت احمد ود الجعلي…سيدي الحسن أبو جلابية نور وشيخنا إسماعيل الولي قنديل كردفان ،الرقيق وتور وحدو…كانت طفولتنا كلها مؤسطرة….ببطولات الشجعان،كرامات الأولياء،الغول ود أم بعلو والبعاتي…إلا أن تلافيف القدر كانت تحفظ لنا اسطرة من نوع آخر.  كنا حينها صحبة ورفقة وعلاقة دم،تربط بيننا حميمية لا تشبعها ساعات الدراسة بالمدرسة، لتمتد أحيانا إلى يوم بحاله…أنا ،د.عاصم محمد إسماعيل،احمد البشير محمد إسماعيل،خضر خالد عثمان والدسوقي خالد عثمان…كنا نسمع عواجيزنا يتناقلون أخبار أبنائهم الذين احتضنتهم العاصمة…التاج ود فضل الله قالو بقي من أخوان المسلمين وقالو بقي دكتور في الزراعة(وهذا مما يصعب فهمه)…وعثمان ود امامة بقي شاعر…وعبد الله ود جلاب اشتغل في السقافة…وبعضهم يتوالس تحت تحت…العيال ديل قالو بقو شويعين…كنا نسمع هذا ولا نعيه ولكنه يدخل في أذهاننا كواحدة من الأساطير التي سبقت إلى عقولنا …كان أمرهم أسطوريا بالنسبة لنا إذ انهم لا يفعلون ما يفعله الناس هناك …فكل ما يستغربه الكبار …ويتحدثون عنه بلهجة الاستغراب المنكرة…هو يشبه في عقولنا الغضة أحجية أو كرامة لولي.  لذا عندما يهبط هؤلاء علينا في إجازاتهم ،كنا ننظر إليهم …كما كنا ننظر في خيالنا لشيخ طار أو قطع البحر بفروته…أو كعنترة خاصة في حالة عثمان…الذي اصبح شاعرا وله أغنيات يتغنى بها فنانون كبار…كان يخالط ذلك زهو عظيم …فنحن يمكننا أن نراهم ونتحلق حولهم وزيادة انهم من دمنا….كان ذلك في أواخر سني دراستنا الابتدائية مرورا بالثانوية العامة انتهاء بخور طقت…وبتمرحل تجربتنا في التحلق وتطور مسيرتنا العمرية والحياتية تتطور الأسطورة …إذ لكل مرحلة عقلانية تناسبها ،في عضونة هذا المؤسطر في الوجدان العام.  كنا اكثر ما نتحلق حول عثمان خالد رحمه الله ،فهو لطيف ودود يشعر ويحاول الغناء ،ويسمع باحترام لمحاولات عاصم وبشير الغنائية.. ويتيح لنا مجالا للنقاش والحوار فيما قرأنا وكتبنا، أو في محاولاتنا الشعرية …وأحيانا عن الحب والجمال اللذان كانا يملكان أقطار عقله ووجدانه…ومن ثم تطورت العلائق من إخاء بحكم البلد والدم إلى صداقة..من خلالها انسربت إلينا أفكار وأسماء (ربما عادلت حينها سيدي الحسن وإسماعيل الولي )…فأن كان لحبوباتنا وخالاتنا أشياخهن فلعثمان أشياخه …واستمرت الأسطرة …فمن بين الأشياخ كان شيخنا عبد الله علي إبراهيم …حينها أصبحنا ندرك بعضا مما يقوله عثمان خالد …فكان الإعجاب وكانت الأمنية باللقيا(بهؤلاء الأشياخ) وأولهم عبد الله الذي كان أثيرا في نفس عثمان ..ربما لتجربة أبي دماك …وسارت بنا الحياة إلى حيث كان عبد الله جلاب وعثمان خالد(الخرتوم) …ولربما أصبحنا مدار أحاديث العواجيز مثلما كانوا…ربما لم يلتق بعضنا بشيخ عبد الله علي إبراهيم ..ربما بسبب خياراتنا السياسية..ولكنه ظل واحدا ممن أعجبنا بهم وطاردنا ما كان يكتبه وما كان يحاضر عنه بشغف وهمة…لأنه قد ركز في تلافيف وعينا كمناضل ،عالم ،فنان (بما تحمله الكلمة من أبعاد أترعت بما يضفيه عليها عثمان خالد من جمال)،مثقف وفوق ذلك تواضعه والتصاقه بالبسطاء والعامة وبهمومهم(واظن هذا كان مربط فرس إعجابنا)…لذا عندما اتداخل هنا أكون ملتزما في دواخلي بهذه الصورة الزاهية لعبد الله علي إبراهيم دون أن تمنعني عن أن اختلف معه،أو تجبرني للدفاع عنه عصبية (يعني ما حمصان ليهو).

ولك ان تقف علي ما انا بصدد ايصاله لك

Quote: أو كأولياء الله الذين شغلوا حيزا لم يترك حيزا لغيره مما يشغل،في ذهن وأحاديث خالتنا ست البنات بت احمد ود الجعلي…سيدي الحسن أبو جلابية نور وشيخنا إسماعيل الولي قنديل كردفان ،الرقيق وتور وحدو

هذه الباذخة...خالتي ومعلمتي التي صاغت وجداني وأثرت تكويني بما كانت تحكي وتروي..ست البنات(ست ابوها)بت احمد ود حسن ود الجعلي..لاقت مولاها وارتفقت بمن تحب في 31/12/2005...نعم رحلت ام النور فأقام فينا الحزن ما اقام عسيب...رحلت واحساسنا اننا قد قصرنافي حزن مستحق واننا لم نبكيها كما ينبغي،خاصة ونحن في غربة لا تحتفي بالراحلين كما جرت عادتنابجزالة العاطفةوالاحتفاء بالاموات...رحمها الله واحسن الله عزاءنا...
اخي/بشير مثلها مؤسسة تعليمية،تربوية،اجتماعية...قصرنا نحن في تسليط الضوء عليهن وعلي امثالهن...حق علينا ان نكتب عن الحاجة نوبة ،بنات مهدي،وحاجة سعدية...ابكرب ومحجوب قاسم...
اخي سأعود لاكتب عن خورطقت وعن بارا...آمل ان توفق في الاسهام والمشاركة

لك المودة

اب احمد

استاذي الاغر

اني انتصب وقوفا،موفيا لجنابك حق التبجيل...
لك محبة المريد،(العارف السر وشايف الشوفة)...
اشواقنا بلا حدود،وامنياتنا تصدق بموفور العافية وهناءة الدارين لك ولاسرتك...
استاذي دعني ابرك بدعاء اخص به من احب...بارك الله لك في ايامك،اموالك،اولادك ،دينك ودنياك...
فخري في هذه الدنيا اني تلميذك،ويملؤني الزهو(حتي اختال في مشيتي)..حين تطل علينا،وحين تزكيني....لك شكري وعظيم امتناني...
ساكتب في هذا البوست ان سمح خطه وخطته عن خورطقت..والباقي عليك وعلي الاخ بشير محمد اسماعيل..الذي زارنا هنا...ايضا لي ما اكتبه عن زياراتي للاستاذ محمود ...وهو بالدرجة الاولي يعنيك والاخ بدر الدين...آمل ان تضيفوا لنا ما نتوق اليه..

لك الود

اب احمد

سأعود



اب احمد

الذي يستعين بديموقراسي

هو عين الذي نريد فمرحب بك

حبابك ألف سيف الدين محمد خليل
ها نحن نلتقى مرة أخرى
أتمنى أن يطيب مقامك هنا
وتمتعنا باسهساماتك

Ashrinkale

لك من الود منتهاه...وحبابك مليون...سعدت بالطلة والترحيب...بكم يكون اسهامناويطيب مقامنا...لك تشكراتي وعظيم امتناني...

لك المحبة


اب احمد

انا في حضرة الفن وكل الانغام...طربت جزلا بالطلة...ورقصت طربا بالترحيب...

استاذنا/موصلي ...امعرت قلوبنا فداوها بتعزافك ...و(خلي النوتة قدامك...داوي شتارتنا)...لا تقصر قول النصيحة كلمني...بالهجر لا تألمني...

بمثل ما احتفيت بنا بك نحتفي ووابل من التشكرات والمعزة.

من الود منتهاه


اب احمد

Quote: هل انا عضو قديم؟ام انني عضو جديد استحق التهنئة والترحيب...ان كانت الاولي(حقي راح)وان كانت الثانية ،فحقي عليكم ان تقوموا بالواجب(ماني رضيان الا بالضبيحة) لكم صادق مودتي

اهلا وسهلا بيك يا سيف الدولة..

وكنا من المتابعين لاسهاماتك..

كل التحايا,,,

العزيز/ايهاب الطيب

خطوة عزيزة...هلت الانوار...شكرا علي الترحيب ودفء الكلمات...الذي احتاجه وانا اتولج حوش الاخ بكري ابوبكر...
اشكرك علي متابعة اسهاماتي السابقة وكذلك كنت افعل انا مع اسهاماتك...ويجدر بي ان اشير الي شئ غاية في الاهمية...وهو ان مساهمتي في البوردلم تكن قاصرةعلي تلك الموضوعات التي كتبتها...ولكني كنت اسهم بالقراءة النهمة والفاحصة...ربما قرأت كل المشتركين في البورد ...ولكن عابت قراءتي انني لم اكن اتمكن من ...ابداء راي ...لا لشئ الا عزة الزمن، الذي يسمح بهكذا نشاط...قراءة،كتابة،مداخلات...رغم قناعتي باهمية المداخلات كوسيلة لتواصل يقع موقع الاهمية...فعذرا لمن لم اتواصل معهم...فدوامة الحياة عندنا هنا،تجعل من الفرد(جمل في عصارة)...(اقل هفوة تؤثر علي العمل ،ومن ثم احتمال فقدانه)...نعاني من الjob insecurity ...يعني كلنا حرص علي الاسترقاق والعبودية..والله يجازي الكان السبب...
بيننا تواصل وحوار لن ينقطع اخي بهاء...ولك صادق مودتي


اب احمد

الاستاذ المحترم سيف الدولة احمد خليل
و هل يخفى القمر في سماهو
مرحبا بك يا صاحب الدار في الدار
سيف من سيوف الحرية و العدل و السلام
سيوف السودان الديمقراطي الموحد
من اجل الجائعين و البؤساء و المحرومين و كل من
اصابهم الفقر و الحهل و المرض
مرحبا بك سيفا من سيوف التنوير و التحديث و العدالة الاجتماعية

الماجد/سامي صلاح

لك من الود منتهاه

اسعد كثيرا بهطولك هنا...اورقت اشجار وتفتحت ازاهير..نقرأ فيك المستقبل الزاهر ...ونلحظ زحف الاجيال القادمة بقوة لتحتل مواقع الصدارة...زرتك فيما افترعته عن الماجد منعم عمر..وفيما اجترحته عن الاستقلالية..فلله درك(تراكا ولدا نجيض مو ني)...اما حسن ظنك بي ،فهو شهادة اعتز بها ،رغم اني قد تواريت منها لا تواضعا زائفا،استدرارا لمزيد من الاماديح والاحتفائيات ...وانما لمعرفة نفسي وحقيقتها...انا اصبحت سيفا مغمدا ان لم اكن(ادكم)...انتم السيوف الاشد مضاء(وين تاني معاكم ومع ناس بشري الطيب ديل).
علي اي تشكراتي بلا حدود ...وسانتظر دعمكم في هذا البوست...بحواركم واضاءاتكم...حيث انني وعدت القراء بالوقوف عند محطات متعددة...نسأل الله العافية ومتسع الوقت...
لك المحبة

اب احمد

ِكما وعدنا القراء بعودة إلى الأخ بدر الدين ،فلا ضير إن شملت عودتنا أستاذنا الباهر ،دكتور النور حمد..ها نحن نبر بوعدنا ،حديثا مستطابا عن ذكرياتي مع الفكرة الجمهورية والجمهوريين،محبتي لهم،صداقتي لكثير منهم وزياراتي للأستاذ الشهيد محمود محمد طه.
أول عهدي بالفكرة الجمهورية،كان في ميعة صباي ،حينها كنت ربما في المرحلة المتوسطة أو(الثانوية العامة )علي أيامنا..فوالدي أمد الله في عمره ومتعه بالصحة،كان ولا زال قارئا مجيدا،وهو في قراءته يطرب لما يستجيده ويستطيبه،فتجده يصيح لا شعوريا ..الله الله،فان كنت قريبا منه ،افتعلت الأحاييل لمعرفة ما جعله يطرب علي هذا النحو..علما بأن طربه كثيرا ما يكون لإبداع الكاتب اللغوي ،فهو مجود للغة العربية ضليع في فنونها ،مغرم بها بشكل خرافي..يوما وهو في حالة طربه هذا تحايلت عليه لمعرفة سر طربه،كان الكتاب لمحمود محمد طه..فوقف عند كلمة..(بله)..وكان يقول هذا الرجل ملم باللغة العربية ،بل افضل الذين يعرفونها..(كثيرا ما يقول اعلم اهل السودان باللغة العربية والفقه محمود محمد طه ومنصور خالد)..طلب مني قراءة الكلمة ..قرأتها بضم علي آخرها..فسخر مني معلنا جهلي الذي أقررت به..فهي تقرأ فتحا..إلى هنا علمت بأن ..هنالك من يدعي محمود محمد طه..وعلمت انه رجل دين وانه مختلف حوله..ولعلم والدي بولعي بالقراءة..كان يخفي الكتب التي يقرؤها للأستاذ بعيدا عن متناولي..أو هكذا أظن..فهو رجل متصوف ،يؤمن بان المعارف لا تبذل لكل الناس..ففي هذا ينقسم الناس إلى خواص وعوام..وقطعا في ذلك الحين كان يصنفني في خانة العوام ولعله حتى اللحظة يفعل..فهو الآن بمعيتي ..وهو عاكف علي قراءة كتاب تهافت التهافت هذه الأيام..قبل أيام قليلة امتدت يدي لتصفح الكتاب ..رغم أنني قد قرأته مسبقا..فطالعني..قائلا ..هوي اعمل حسابك نوع الكتب دي لو الواحد ما متسلح كويس بضل..انتقل والدي إلى كوستي،وفيها كانت له صلات بأناس لا يشبهون غيرهم في تعاملهم وفي أدبهم ووجوههم الحليقة..كان من بينهم عمنا المرحوم محمد الحسن ..والذي كنت صديقا حميما لابنه مأمون محمد الحسن..أو مأمون أضواء المدينة كما كنا نناديه نحن زملاء دراسته..وأضواء المدينة هو متجر والده بسوق كوستي..كان والدي كثيرا ما يصحبني في زياراته شبه اليومية إلى ذلك الدكان..وممن اذكرهم مولانا عبد الرحيم الذي عمل في إدارة التعليم الابتدائي..انتقل والدي قاضيا لمديرية الجزيرة ،هناك كانت له صلات بالمرحوم سعيد شايب ،والعم إبراهيم يوسف والذي احسب أن علاقتهما ضاربة في القدم ..ربما من سني الدراسة..رغم ما كان يثار حول ،الجمهوريين إلا أن والدي كان يحترمهم وكانوا يبادلونه ذات الاحترام..احترام والدي لهم ،جعلني احترمهم أو قل جعلني محايدا في نظرتي إليهم..لم انطلق من موقع عدائي أو إقصائي..احتكاكي منذ الصغر بهم جعلني ..أدرك حقيقة انهم مختلفون عن غيرهم متميزون عنهم في كل شئ..كما أن قراءتي المبكرة لما يكتبون جعلني متفهما لما يدعون إليه..فضلا عن ذلك تتلمذي في المرحلة الثانوية علي يدي أستاذ النور محمد حمد..كانسان نموذج زاد من احترامي لهم..وزادني قربا إليهم..
وتطورت علاقتي بالفكرة حين التحقت بالجامعة ،فكان زميل دراستي وصديقي الباقر العفيف والمرحوم هرون حميدان ومن بعدهم عبد الله عثمان ،بدر الدين ،المليح ومحاسن محمد خير وامتدت العلاقة لتشمل المرحوم ابقرجة،الراوي،القراي،دالي،حيدر بدوي،المطبعجي،أسماء وسمية وبتول مختار،هؤلاء علاقتي بهم كانت اكثر من صداقة،ولا زالت ممتدة حتى الآن،فقبل سنوات قليلة كانت لنا حظوة بلقاء الأخوين دالي وزوجته سمية حينما هلا علي الإمارات،وكذلك الدكتور حيدر الذي ساكنني لفترة بمدينة الرويس في الإمارات وبيني وبينه اتصالات الكترونية وهاتفية،وكذلك الأخ القراي،ولا أنسى علاقتي بالأخ عمر إبراهيم الذي كان جمهوريا.
هذه العلاقة الاجتماعية بالسادة الجمهوريين(كما احرص علي تسميتهم..علي وزن السادة الصوفية)..مكنتني من محاورتهم فيما يدعون الناس إليه،وجعلتني حريصا علي قراءة كل منتوجهم من أول إصدارة لهم إلى محطة الديباجة..كما أن خلفية الأسرة الصوفية جعلتني أتفهم كثيرا مما يقولون علي وجهه الصحيح..وكما يقول الوالد حينما اسائله عن صلاة الاصالة،يحار بين ما يعرف من علوم التصوف واخابيره وبين ما يجيد من علوم الفقاهة والشرع ،وبين خشيته في التوغل في علوم الخاصة امام واحد من العوام (اللهو انا) فيقول بذكاء..ناس السودان ديل ما بخافو الله الكلام البقول فيهو محمود دا كلهم عارفنو..وقبالو الشيخ برير عندما بلغ هذا المقام جاهو ود اب زهرة ..قال ليهو يازول مالك ما بتصلي ..قال ليهو مرة نصليها..ومرة نقضيها ..ومرة بالمرة نخليها ونصيحتك دي لابد تموت فيها..وقد كان..وكذلك الشيخ ود وقيع الله..وآخر عندما حاصره الفقهاء ..أمهم للصلاة وعند الركوع رأوا هاوية جعلتهم يفرون فزعا...اقف هنا آملا في عودة اروي فيها اول زيارة لي للاستاذ الشهيد..وما تلاها من زيارات.

الاستاذ سيف
مرحب بك تحت أي مسمى ، فالمهم حقيقة محتوى ما تكتب..
وأنت مكروم (كإنسان) تحت أي مسمى كان.
اخوك قصي

الاستاذ المحترم سيف الدولة احمد خليل،

مرحبا بك.

عوض الله أحمد الطيب

مرحباًبك أخي سيف الدولة
والتحية عبرك للأخ الحبيب مهدي العوني

الحبيب/اسماعيل وراق

تحياتي ومودتي

لك عظيم شكري علي زيارتك..وترحيبك...وكما يقولون الوصية في الذمة ..سنبلغ الحبيب الحاج العوني تحياتك..


لك المحبة

اب احمد

الماجد/عوض الله

تحياتي


كبرت كراعي من الفرح
نص في الارض
ونص في النعال

لي الحق في ان افرح..بطلتك ..بترحيبك..بوجودي في موقع انت واضرابك فيه

لك تشكراتي


اب احمد

الاخ الكريم /قصي

تحياتي ومودتي


كل الامتنان...للزيارة الترحيب،آمل ان اكون كما تظن...حسن ظنك بي ينبع من نفس كريمة


لك الشكر

اب احمد

قبل مجيئي إلى الجامعة 1980كانت مرحلة تكوين الذات ،المرحلة التي تتسم بالقلق واللاتماسك،كان الواحد منا يعمل جهده ،ليكون شيئا ،ليتخذ موقفا فكريا وسياسيا محددا،وحينها كنا في خور طقت الثانوية،وهي كما هو معلوم بؤرة للنشاط الفكري،تصطرع فيها كل التيارات الفكرية والسياسية،كانت شعبة الطلاب(الاتحاد الاشتراكي)،جبهة كفاح الطلبة والقوميون العرب،الأخوان المسلمون،الجبهة الديمقراطية(الشيوعيون والديمقراطيون)،وكان هنالك أستاذنا النور حمد رجلا بحجم تنظيم سياسي.
حرصت طوال الفترة التي قضيتها في خور طقت من أواسط السبعينات،أن التمس لي طريقا،وبما أنني كنت أصنف نفسي ،أو أحس بانتماء لليسار في معني ما ينادي بالديمقراطية ،حقوق الإنسان،العدالة الاجتماعية،كان مجهودي منكبا علي معرفة ،الاطروحات التي تتبناها التنظيمات،التي كنا نظن أنها تقع في هذه المساحة،فاقتربت من الشيوعيين ،وبنهم كبير عكفنا علي أدبهم وترجماتهم ،يصحبنا في ذلك اخوة لا زالوا بالذاكرة،المرحوم احمد عمران،محمد حامد أب خرز،عمر نواي،الحبيب حارن حميدان سارح،محمد شريف وغيرهم،نتبادل الكتب ونقرأ الميدان ،فضلا عن تكتلنا وتحشيدنا للطلاب في جمعية الفكر والثقافة التي كانت تقادر جمعية الثقافة الإسلامية ،التي كان يقف خلفها العديد من أساتذة اللغة العربية والتربية الإسلامية..رغم قراءتي المكثفة في الأدب الماركسي لم انتمي إلى الماركسية ولم اكن عضوا في تنظيم الجبهة الديمقراطية،فكان ثمة شئ أو قل أشياء تحول دوني والاقتناع بما اقرأ..إزاء هذا التردد يممت شطر العروبة ،فقصدت مظان الفكرة في كتيبات ميشيل عفلق،ألف باء البعث،مؤلفات ساطع الحصري كان هذا الجهد التثقيفي(إن شئت) بمعية الاخوة سيف الدين محمد بابكر،محمد عثمان قرطبي،الركابي،ومحمد سليمان الذي كان يأتينا من الأبيض،المرحوم عقيد مطافئ يوسف الأنصاري،وعمر موسى من الرهد..أيضا لم أجد ما يشفي غليلي ،وما يجيب علي تساؤلاتئ وما يخمد بركان القلق في دواخلي..
كنا نعمد كثيرا إلى أستاذنا الباهر النور حمد،ولمعرفتي المسبقة بالفكرة الجمهورية وقراءاتي المتعددة في الفكر القومي والماركسي،كنا نجد عنده الضبط اللازم ،للتشويش الذي يحدث في عقولنا من جراء تعدد المصادر وتنوع المعارف التي قد لا يحتملها عقل غض.هذا الضبط الذي كان يجود به أستاذنا، حدد موقفنا أو قل موقفي من الانضمام إلى أي من الجبهة الديمقراطية أو البعث،إلا انه وضعني أمام خيار كان في منتهى الصعوبة إن لم تكن المشقة بعينها ..وهو خيار الانضمام إلى الفكر الجمهوري..وللعلم وكعادة الجمهوريين ..لم يحاول أستاذ النور مطلقا التأثير علي خياراتنا الفكرية..ولم يسعي(لتجنيدنا كما يفعل الآخرون الذين ينتمون إلى الأحزاب الأخرى)..وكان بمقدوره أن يفعل مستغلا احترامنا الكبير له ومحبتنا لشخصه الذي كنا نعتبره أنموذجا لإنسان لم يأت إلى الدنيا بعد.
الفكرة الجمهورية كانت ثورة(أو هكذا كنت أقومها )..لأول مرة اعرف أن هنالك ثورة عقيدية..فهي جاءت بفكرة في التوحيد غير ما ألفه الناس..وفي الألوهية من ذات قديمة وحادثة..والإنسان الكامل..وفي مفهومات عتيدة ..كالأبد،التسيير والتخيير،السنة..بل كانت ثورة علي مستوي التعبد فالصلاة صلاتان ،والزكاة زكاتان،والجهاد جهادان..بل حتى الشهادة والحج أصبحت لها مضامينا جديدة،معني ومبني...كانت الفكرة الجمهورية ثورة في التشريع انتقالا سلسلا من الناسخ إلى المنسوخ...كانت أيضا ثورة ثقافية في معني ما تنشر قيم الحوار ،التسامح،احترام الآخر..وثورة اخلاقية في تجسيد الأخلاق في سلوك يعاش...وفوق هذا وذاك هي ثورة كبري في مجال الفكر السياسي..دعوة للديمقراطية،الاشتراكية والمساواة الاجتماعية،وتحرير المرأة وفقا لما اجترحته من تطوير لشريعة الأحوال الشخصية...كانت الفكرة الجمهورية وليدة لمجاهدة صوفية حملت ملامح التصوف بلا خفية،وقفزت به إلى معالجة الواقع الثقافي ،السياسي ،الاجتماعي ،الاقتصادي...رغم أنها قد جاءت بمطلوب الأحرار ..إلا انهم وقفوا بعيدا عنها..متخذين الإعجاب تكأة تحول دونهم وتقحم الفكرة...ربما لان المثال أو قل المنشود أو المطلوب تحقيقه كان عالي السقف..اعلي مما كان يحلم به الأحرار أو يطيقونه..فالديمقراطية ،الاشتراكية،الحرية،المساواة..الخ،عند الجمهوريين ذات سمت أخلاقي عالي وذات سقف يتقاصر عما لدي الآخرين من ذات البضاعة..وخلافا لعلو سقف المثال فأن الطريق إليه،كان صارما لا يطاق إلا برحمة من الله...فالأمر لا يكتسب بقراءة أو اطلاع أو ذكاء فطري وإنما هو كسب سلوكي تعبدي.
والحق يقال أن الفكرة الجمهورية اكمل (أو كما أظن)من غيرها مما اطلعت عليه من أفكار.
أقول أن الفكرة الجمهورية قد أسهمت في طردي وإبعادي عن الالتزام بفكر غيرها(الأخوان،الوهابية،الشيوعيين،العروبيين)،كما أنها أوقفتني عاجزا عن الدخول إلى رحابها..وبذا كنت في حيرة من أمري،لا ادري من أين يكون إسهامي الوطني ،وأنا قد حاولت صقل قدراتي للقيام بهذا الواجب..إلى أن جاء العام 1979 ونحن في إجازتنا السنوية،كنا في نادي بارا الثقافي ،كعادتنا نتحلق نحن طلاب خور طقت وخريجيها في ركن من أركان النادي ،نتثاقف ونتحاور ..كان بيننا إخوان لنا سبقونا إلى جامعة الخرطوم ،التي أغلقت بأسباب أحداث التمثيل النسبي..كالمرحوم احمد عمران،عبد الهادي احمد الحارن،عباس علي عبد الله الكجباوي ..وكان في معيتهم الأستاذ شوقي عمر إبراهيم..الذي كان وقتها طالبا بكلية العلوم..دار الحوار أو قل الحديث الذي عبرت فيه عن حيرتي..وعن أحلامي ..فكان حديثي ذاك مدخلا للأستاذ شوقي ..لينصب شباكه حولي ..لانضم إلى مؤتمر الطلاب المستقلين..قبل دخولي الجامعة(وهذه قصة أخرى نرجو أن يسمح المجال بالوقوف عندها)..
دخلت جامعة الخرطوم في العام 1980..وكنت منتميا إلى مؤتمر الطلاب المستقلين..إلا أن مودتي للسادة الجمهوريين لا زالت قائمة..فكنت احرص علي حضور اركانهم العامرة ..التي كان يديرها في الغالب الأخوين احمد المصطفي دالي ،وعمر القراي ..مشهد جديد علينا ..كنا نطرب للإنشاد الذي تبدأ أو تنتهي به الأركان..إذ يشجينا كرومة وحيدر بدوي ..بشي لله ياحسن وجيلانينا وغيرهما مما يرصنون أدائه...كنا نستمتع بالحوارات الموضوعية وهزائم الأخوان الفكرية أمام السادة الجمهوريين.
كما ذكرت كان ممن تعرفت عليهم حينها ،وتوثقت صلتي به صديقي وزميل دراستي الباقر العفيف مختار ،وكان جمهوريا خلوقا ومثالا لنوع البشر الذين تعاملنا مع أستاذ النور كطليعة منهم..كانت بيني وبينه مودة كبيرة..واحترام مهول..هذه العلاقة يسرت تحقيق أمنية ،كنت احلم بها ..أن أرى الرجل الذي ذاع صيته ،واثأر جدل كثير من الناس..الرجل الذي أتى بهذا الفكر العظيم ..ألححت علي صديقي الباقر أن تتاح لي فرصة ،لسؤال الأستاذ محمود بعض الأسئلة،ورغم أنني كنت أحس انه لا يستطيب طلبي ذاك إلا أنني كنت ألح علي ذلك..وإزاء هذا الإلحاح من جانبي..كان اليوم المشهود..اصطحبني صديقي الباقر .. ترتيبا علي ما أعده من ترتيبات ...،دخلت إلى البيت الجالوصي الفائح بعبق العظمة والأصالة،ذلك العبق الذي جعلني أوقن أنني مقبل علي لقاء رجل نسج علي منوال غير الذي نسج عليه اضرابه من قادة الفكر والأحزاب ..أكد حدسي أن قابلني الرجل بنفسه وعلي محياه أنارت وأضاءت ابتسامة تألقت في نفسي ،وأزالت وحشة ورهبة خلقها التصور المسبق للرجل ..كان عليه من زينة الدنيا (عراقي وسروال) وطاقية، متسربلا بذلك الثوب الشهير ، كان مضيافا جادت لي يده بصحن التمر في حفاوة أدهشتني وأرعبتني ،هذا الرجل الذي شغل أئمة المساجد،قضاة الشرع،الأزهر،رابطة العالم الإسلامي،الوهابية،الأخوان المسلمين..يقابلني أنا اليافع بهذه الحفاوة والترحيب والاحترام ..هذا موضع ربما لا أجده عند اقرب أقربائي ممن هم في سنه فأنا لا أعدو إلا أن أكون ولدا ..هكذا..ظننت ،ولا شك انه ظن فاسد..أن ما يحدث من حفاوة مرده لتزكية جاد بها علي من يعرفني من الاخوة الجمهوريين.قبل أن اجلس علي الكرسي الذي أشار إلى بالجلوس عليه غير بعيد منه..نهض العم إبراهيم يوسف ،الذي عانقني بابوية فائضة وسألني بحميمية عن والدي الذي باعدت بينهما السنون،وقد قال العم إبراهيم يوسف حديثا مؤثرا وصفني فيه بكثير مما لا استحقه وزكى والدي ذاكرا احترامه للجمهوريين رغم اختلافه معهم ،والذي كان مقدرا عندهم فيما اعلم،مهدت هذه التزكية ،لأسائل الأستاذ ويكون ذلك أساسا لعلاقة خاصة به،حتى أنني حين أغيب عنه يسأل عني،سألني الأستاذ:
عايز تسأل من شنو؟وعايز تحاورني في شنو؟
- الكثير وخاصة صلاة الأصالة
 أولادي ما معاكم في الجامعة ليه ما ناقشتهم
 ناقشتهم لكن أردت أن آخذ من مظان الفكرة.
- .قال أنا لي زمن ما بناقش البناقشو هم أولادي لانو الناس ما موضوعيين وما بقرو كتب الفكر وبناقشونا بما يسمعو من معارضينا...
- لا أنا قاري ....
- قريت شنو؟
- قريت كذا وكذا وعددت كل كتب الجمهوريين..وأمن بعض الجمهوريين علي قراءاتي التي اشرت اليها….وكانت ابتسامات الأخوان الوضاءة تشجعني…دارت أسئلتي وحواري معظمه حول صلاة الأصالة ،التسيير والتخيير،وقد كان حواري رائعا ،أشار هو إلى روعته وهذا لقراءتي المجودة للفكرة،وقد كان هو ضخما وفخما في إجاباته وحواره ضخامة وفخامة فكرته التي يدعو إليها!! في ختام الحوار ،أشاد بقراءتي وفهمي للفكرة وموضوعيتي وتهذيبي ،
- وقال ما منعك من أن تكون جمهوري إلا الموروث ...أي ما ورثته في داخلي من قناعات .....ظللت أزوره باستمرار...وان غبت سأل عني ...مرة سألني ..بتجينا متين وقال مردفا أخشى أن تأتي إلى الفكرة الجمهورية مع الترابي...وربما أراد أن يخفف وقع معييتي مع الترابي فالتفت إلى الجالسين مردفا ...الأستاذ سيف حيجي للفكرة ومشيهو فيها حيكون شباح-بضم الشين أي شبحة كبيرة-وقال الصوفية قالو الصادقين ما السابقين،وقد كان هذا مصدر دهشة للجمهوريين ،خاصة صديقي الباقر،الذي ذكر لي إنها المرة الأولى التي يسمع فيها الأستاذ يدعو أحدا لدخول الفكرة الجمهورية ،بشكل صريح علي نحو ما دار بيننا.
علاقتي هذه بالاستاذ الشهيد،زادت من قربي والتصاقي بالجمهوريين،وقادت الاخوة في مؤتمر الطلاب المستقلين الذين انتمي اليهم ،الي تكليفي بأداء بعض المهمات التي ارتبط اداؤها بالسادة الجمهوريين .
أذكر ان الأخوان بألاعيبهم قد قرروا اقامة انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ،في ظروف لا تخدمهم الا هم، اذ كانت هنالك اجازة تنتهي بالنسبة للطلاب القدامي في الفترة التي حددها الاخوان لانتخابات الاتحاد،وقد اخطروا عضويتهم بالحضور واعلموهم بمواعيد الانتخابات ،اضافة الي الطلاب الجدد الذين سبق مقدمهم ،عودة الطلاب القدامي ..قرر المؤتمر داخليا مقاطعة الانتخابات بينما ،مارس ظاهريا حقه في الترشيح والدعاية للانتخابات ،راميا بذلك الي اسقاط الانتخابات ..ازاء هذا التخطيط راي الاخوة في المؤتمر الاستفادة من خط الجمهوريين،الداعي لمقاطعة الانتخابات..كلفوني بالتنسيق الاعلامي معهم..حاولت ذلك مع المجموعة التي بالجامعة، فوضح انهم لا يرغبون في هكذا تنسيق او لا يودون ان يقطعوا برأي..ذهبت مباشرةالي الاستاذ،واوضحت اننا سنقاطع الانتخابات،واننانأمل ان يقوم الاخوة الجمهوريون بالتغطية الاعلامية الداعمة لخط المقاطعة.
يومها اخذت درسا لم انسه ولن انساه ما حييت ،اذ اعلمني الاستاذ ان ظاهرة المستقلين ،ظاهرة صحية ،وما كانت لتكون لولا الوعي الذي يبثه الجمهوريون..ورغم هذا ليست هنالك عبرة في ان يكون الانسان مستقلا،وماذا يكون رد احدكم لو سئل في قبره عما يفعل ،ان تكون مستقلا ليس فيها منجاة من الله ..واكد ان الجمهوريين من وحي تجربتهم في اتحاد 79 وضح لهم الا فائدة من العمل مع التنظيمات الموجودة في الجامعة لما بينها وبين الجمهوريين من فروق ..ورغم رأيهم في سلامة موقفنا في مقاطعة الانتخابات..الا ان الطريقة التي عولج بها الامر فيه شئ من المفارقة الاخلاقية..وأكد ان حملاتهم للدعوة لمقاطعة الانتخابات قائمة ،لانها اصلا هي قناعتهم وخطهم وانها ستتم (وبالفعل قد قاموا بالتغطية الاعلامية كما كانوا يخططون..رغم هذا اتهمهم الاخوان بالتواطأ معنا) ،ولكن ليس في اطار التنسيق الذي جئت ابتغيه..ورغم ما ابداه الاستاذ الشهيد..لم يعلن الجمهوريون ما اسررنا به اليهم (من مقاطعة للانتخابات)..وهذه اخلاق لا عهد لاهل السياسة بها..،كان الجمهوريون هم وحدهم الذين يعلمون انسحابنا من الانتخابات التي سقطت سقوطا مدويا...
ايضا وبفضل هذه العلاقة رتبت حوار مجلة الجامعة،العدد الوحيد الذي اصدره اتحاد طلاب جامعة الخرطوم(دورة عمر الدقير)، مع الأستاذالشهيد محمود محمد طه ،وهو آخر حوار اجري مع الأستاذ في هذه الدنيا...وقد كنت بمعية الاستاذ هاشم محمد احمد بلول ،عمر السيد ،عمر ابراهيم حينما اجروا معه الحوار..ولقد كنا من أواخر الناس(من غير الجمهوريين) الذين رأوا الأستاذ في بيته قبل اعتقاله الذي اعدم فيه.
ما اخلص اليه ،ان الااستاذ محمود محمد طه ،كان حرا لوحده ومثقفا لوحده ،لا يدانيه مدان ولا ضريب له..فصيح ،نصيح،نصيف ..ولا يسع وصفه الا ما كتبه عنه الرائع الدكتور منصور خالد..(كان عامر القلب،متوقدالعقل،كثير التعقل،وكان حييامتواضعا لا يحسب رايه هو الاول والاخير،بل كان يهوي السجال الذكي ويدعو له الناس،وكان سمحا لا يضطغن حقدا علي احد،زاهدا يجد العفو حتي في المال القليل الذي اكتسب بعرق جبينه وهو يمسح الفلوات،لقاء الرأي النصيح الذي ادلي به الرجل،اتهم بالردة،واصدر ضده قاض مشحون القلب بالحنق،ومحتشد العقل بالجهل،حكما بالاعدام احتوي علي جرعات كبيرة من أبتذال الدين).

مرحبا بالمناضل سيف الدولة

لكم ارجعتني طلتك وحكاويك القديمة لذاك الزمن الصادق
الذي كنا نتقاسم فيه اوجاع الوطن ومعاناتنا، والمساسقة
اليومية من فندق حمدتو الي كلية التربية وبالعكس...كانت
تفاصيل القضية واضحة وكذلك الرؤية لمستقبل أفضل، مما يدل علي
النضوج رغما عن قصر التجربة..

لك ولكل الشرفاء كل التحايا ومرحبا بك باسم سيف الدولة احمد خليل.


عماد خليفة

الف مرحب بيك مننا وفينا ..

الاستاذة/عشة بت فاطنة


تحياتي

شكرا علي المرور...والترحيب...كم انا سعيد بذلك
ننتظر دوما ابداعكم وبورداب السلطنة...نتابعكم بشغف..فهلا تفضلتم بما لديكم..

لك الود كله


اب احمد

المناضل/عماد خليفة

لك المودة

سعدت بطلتك..ولك جزيل شكري علي الكلمات النيرات..ليت لنا عودة لذاك الماضي الندي..طه عبد الله يسن،محمد لطيف،حيدر المكاشفي،ابو حراب ،ود كوكو ،سمعريت،عبد الرحيم الربع،توفيق،وعمر حمد النيل..
اخي عماد ننتظرك...
اخي عماد نرجو اسهامك فيما ساخوض فيه من سرد لتجارب الماضي...

لك كل المشاعر الطيبة

اب احمد

الاخ الماجد سيف
كم انا سعيد بوجودك هنا
وعذرا ان جاء ترحبى بك متأخرا بعض الشئ
فلقد وصلت من السودان امس فقط

عموما تبوأ مكانك فى واسطة هذا العقد الفريد
جوهرة نفاخر بها على صدورنا

الاخ سيف لى حديث طويل معك اامل ان نلتقى عبر المسنجر قريبا .

الماجد سيف
اكرر اهلا بك
واقامة طيبه اتمناها لك وقطعا اضافة حقيقيه انت لهذا المنبر

لك من الود اصفاه

اخوك محمد الشيخ سليمان

الاخ سيف الدولة 0000تحياتى و الى الامام

الاخ/يحي عبد الكريم

تحياتي

اشكرك كثيرا علي الزيارة..الترحيب والامنيات الطيبات..نأمل ان نكون عند حسن الظن..

هل انت الاستاذ يحي عبد الكريم الذي اعرفه ..ام تشابهت الاسماء ..علي اي مرحبا بك..

ان كنت ذاك القانوني التقن..او آخر لنا كل شرف بمعرفته والتواصل معه....


لك كل الود

سيف الدولة احمد خليل


اب احمد

الأخ الأصغر سيف أحمد خليل ...أنا من ظننت أنت ان يكون : يحيى عبد الكريم العبيد ..المحامى بعموم ديار كردفان منذ اواخر السبعينات وحتى منتصف التسعينات من هذا القرن...وانا سعيد جدا بتلك السنوات الخضر من حياتى وقول للزمان يرجع يازمان وهات لى قلب لا داب ولاحب ولا انجرح ولا عاش حرمان ...
لا أستطيع أن أذكر كردفان و أنسى أن أعزى نفسى وأهلى بكردفان فى رحيل الاب الجليل و الدوح الظليل و الشعاع الذى لن يخمد وسيظل يبهرج سماء كردفان بالمنن و العطايا...أبونا العارف بالله الشيخ عبد الرحيم البرعى...
التحية من هذه الاطلالة للزميل عجب الفيا والاخ الكريم بكرى ابوبكر اللذان مهدا الطريق وفتحا لى هذا الباب لأسهم مع زمرة البورداب بجهد لا نرجو من ورائه شكرا ولاجزاء فهذا بعض من دين أثقل به كاهلنا الوطن العزيز...
اذا سمح لى الوقت فسوف افرد صفحة لموضوع عام ظل سرا لاكثر من خمسة عسر عاما بفضل اعلام الانقاذ وهو حدث هام وعام عاهدت نفسى أت أتشره على الملأ متى ما وجدت المنبر الحر المناسب...وهأنذا امام سانحة العمر...ولنا لقاء...

حبابك يحيي...حبابك عشرة بلا كشرة...حبابك..قنب طولا...سعدنا بوجودك هنا ..فللقراء موعد مع قانوني تقن...اديب اريب..ومبدع من عيار نادر...لنا معك موعد ولقاءات ،نأمل ان نتعلم فيها وان نضيف الي معارفنا ..مما لديكم...شوقتنا الي ما تريد ان تبذله هنا..نحن نتحرق انتظارا...

وعلي ذكرك للشيخ عبد الرحيم البرعي ،فقد كنت عاكفا علي اعداد بوست عن الشيخ الراحل،من هو ،علاقته بالمنطقة،تأثيره،منهجه في الدعوة،طرائفه..الخ،آمل ان تسمح ظروفي بنشره قريبا..خاصة بعد ان تطاولت بعض الاقلام لتنتاش الشيخ بسهام صدئة...
لك المودة

اب احمد

الماجد/محمد الشيخ

تحياتي واشواقي

بحثت عنك كثيرا...ومؤخرا علمت بأنك في السودان..نهنئكم بما انجزتم في السودان...

لك شكري علي الزيارة ..والترحيب الذي وقع من نفسي موقعا حسنا....

تطيب اقامتي هنا ..بكم انتم...فهنالك كثيرمما ينبغي علينا انجازه.....
مؤكد لنا لقاءات نرجو ان تكون مثمرة ..وفي صالح القراء......

تحياتي لكل الاماجد الذين في معيتك...خاصة شيخنا واستاذنا شوقي عمر
لك المودة والامتنان

اب احمد
اب احمد

ffffffffffffffffffffff

القراء الكرام

المتداخلون الافاضل

تحياتي واشواقي

عميم الاسف علي عدم مواصلتي في اليومين السابقين لما بدأته،لظروف تعلقت بمرض والدي الذي يستضيفه سرير المستشفي ..دعواتكم له بالسلامة...
حسب خطتي للبوست الذي بين ايديكم ،للتعرف اليكم من خلال المحطات التي مر بها قطار حياتي..وهذا ما اوحاه الي مرور بعض ممن شهدوا تلك المحطات ،او قل رافقوني في ذات القطار..
بدانا بمحطة التقينا فيها مع استاذي النور حمد والعزيز بدر الدين...وسنأتي لمحطة التقينا فيها بالاخوين عدلان وبدر الدين (كلية التربية -جامعة الخرطوم)..وسآتي الي محطة التقينا فيها مع استاذي النور حمد واخي بشير كردفان(خورطقت)..وكذلك محطة التقينا فيها والاخ بشير كردفان(بارا)..ومحطة التقينا فيها والاماجد د. مهدي محمد خير،د.ابكر ،حليم،عماد،بشري،سامي،كابيلا،محمد،عوض الله..الخ(مؤتمر الطلاب المستقلين،حزب المؤتمر الوطني سابقا والسوداني حاليا)..
مع هذه الظروف التي امر بها اتوق لمواصلة ما بدأته..واظنه سيكون متباعدا بعض الشئ وربما بالقطاعي ،ارجو المعذرة..

لكم كل الود

اب احمد

للوالد كل الدعوات بالشفاء العاجل
وأجزم بأنه تلمض على ما كان يؤمن به
وأجزم بأنك تلمضت ببعض ما تلمض عليه
وأتمنى الاّ يوردنا غيابك في مسارب تيه جديدة

منعم

شكرا منعم ..دعواتكم ...زيارتكم حملت عني وعنه ..كثيرا مما يحسه..نسأل الله ان يتقبل دعواتكم....


اب احمد

ســيف الدولة

خالص الأمنيات بشفاء الوالد

عاجل الشفاء للوالد


عماد خليفة

الحبيب عماد ..اشكر عيادتكم ..ودعواتكم..نسأل الله القبول





اب احمد

الاخ سيف الدولة احمد خليل
لك التحايا والشوق وتمنياتنا مقرونة بالدعاء للوالد نسال الله له عاجل الشفاء وان يلبسه ثوب العافية .
التحية لك فى هذا السرد الرائع الذى يمتلىء ويتدفق بروح الاخـاء والتسامح التى كانت هى شيماء العمل السياسى والمستقلين بالاخص.

ولنا عودة

ضياء الدين كرار

الاخ العزيز/ضياء الدين كرار

تحياتي ،اشواقي،وصادق محبتي

سعدت كثيرا بزيارتك(صحي الدم بحن)..اشكرك علي عيادتك ،ونسأل الله قبول دعواتك بشفاء والدنا..دعواتنا لكبارنا كلهم بشفاء لا يغادر سقما..وان يبارك الله لهم في ايامهم...
بما انك ممن ركب قطار الحياة معي وفي محطات عديدة نرجو اسهامك..فالدار دارك..وحبابك عشرة..

لك المودة



اب احمد

كل امتناني الماجد حليم..نسأل الله القبول..


اب احمد

الاخ سيف الدين لك التحية والمودة سلامة الوالد نسأل الله ان يواليه بالصحة والعافية

عزيزي استمتعت جدا بالسرد السابق واستاذنك في نقله الى منتدى الجمهوريين

مع تحياتي

ارجو ان تمدني بتلفونك وبريدك الالكتلاوني وتقبل تحيات بدوي لطفي

كما تقبل تحيات دكتور ياسر الشريف

الاخ/بدر الدين
الاخ/بدوي لطفي
الاخ/دكتور ياسر

التحيات الزاكيات

اسعد كثيرا بتحيتكم..عافاكم الله وجعل ايامكم سعادة وخير

اخي بدر الدين...آمل ان يمن الله علي والدي بالشفاء حتي اعاود ما استمتعت به من سرد،وكلي امل ان تسمح ظروفك للاضافة الينا...
اما عن نقل ما بذلته هنا الي منتدي الجمهوريين ،فلك ذلك.. ومني كل الشكر ،آمل ان يكون في مستوي ما يتداول في منتديات السادة الجمهوريين.
رجاء اسال السادة الدعاء لوالدنا ان يتولاه الله بعنايته ولطفه.

لكم جميعا مودتي وصادق المحبة
تلفوني00971507623860 وبريدي[email protected]

اب احمد

مرحب بيك وحبابك الف الاخ سيف خليل ....وفعلا كما قال الاخ شماسى تزكية هؤلاء تمنحك جائزة نوبل... خالص تحياتى وشوقى لهذا الهرم دكتور ابكر ادم اسماعيل والصديق الغالى مجدى شبندر...كم اشتاق اليكم واتمنى ان نلتقى فى وطن اخضر يسع الجميع...
....وانتظرتك سامقا....

أخي الأستاذ سيف الدولة
تحية زاكية وترحيبا حارا (وإن جاء متأخرا فمعذرة على ذلك) ..
لقد لفت الأخ بدر الدين نظري الى سردك الشيق عن تجربتك الفكرية والسياسية في أيام الطلب ، ابتداءا من خورطقت وانتهاءا بمؤتمر الطلاب المستقلين ثم ما تيسر لك من لقاءات مع الأستاذ محمود .. فاستمتعت كما استمتع الكثيرون معي بقراءة هذه التجربة العامرة والمحشودة .. ويبدو أننا تعاصرنا في جامعة الخرطوم حيث دخلتها في عام 1980 (يعني دفعة حيدر بدوى) ولذلك ربما نكون قد التقينا في أركان النقاش في تلك الأيام العامرات ..
مرة أخرى أكرر ترحيبي بك عضوا رسميا بالمنبر واتطلع للمزيد من اسهاماتك
عمر

الاخ عمر عبد الله

تحياتي وصادق مودتي

سعدت كثيرا بزيارتك..وبترحيبك..لك عظيم شكري وامتناني...

اشكر لك تقويمك الايجابي لما كتبناه..فهذه شهادة افخر بها..وعن معرفتي بك..انا اعرفك واذكرك تماما..فلو تصفحت زجاج الذكري...لرأيتني في ركن من الاركان...أو في منزل الاستاذ..أو في حلقات الذكر امام منزل الاستاذ..ولربما رأيتني بمعية واحد من السادة الجمهوريين...نحن دفعة..

علي اي ..انت جمهوري فأنا اعرفك وأنا اودك..وليكن التواصل بيننا في هذا المنبر..ولعلمك انا متابع نهم لمساهماتك..التي دوما ما تنال اعجابي ..رغم انك صرت مقلا في الآونة الاخيرة..نسأل الله ان ييسر امرك..


كل الود


اب احمد

مرحبا بك سيف الدوله احمد خليل ،
ومساهماتك .. فعلا كانت فاعلة
وشكرا لثقتك بى كم هى ثقتى بك ..

ومرحب بك
فانطلق وواصل ..

الماجد/معتصم

تحياتي

شكرا علي المرور ...التزكية.. الترحيب...اخي طالت الغيبة لعله خير


لك مودتي وسلامي لاسرتك الكريمة



اب احمد

عزيزي الأستاذ سيف الدولة،
لك التحايا النواضر والشكر الجزيل.. لقد تشرفت بنقل كتابتك إلى منبر الفكرة الحر بعد أن قرأته في صالون الجمهوريين.. ولم أكن قد قرأته في سودانيز أونلاين..
http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=5068#5068
ستجد بعض الصور من أركان دالي في الجامعة.. وأعشم في أن تشارك في منبر الفكرة..
ياسر

العزيز جدا /ياسر الشريف المليح

تحياتي احرها ومودتي صادقها

فرحتي بزيارتك وترحيبك لا يضاهيها فرح...فانت جمهوري اولا..جئت تحمل ملامح ذاك الفكر القسيم والخلق القويم...وثانيا،انت من اولاد كردفان الغرة ام خيرا برة..ومن اب قبة فحل الديوم..جئت تحمل ريحة الدعاش..وهيصة اب جهل ..اللبن المترتر فوق الجراكن..والروابة ام فرصتن تنز..البتيخ واللوبا المركب...انقارا ،العرديب،والجنا حمر...انت ياكا من الابيض(اظنك عارف ود اب صفية)..وانا من بارا ...جاييك بشنيفة بصل وصندوق طماطم...
حبابك ود الشريف المليح..قدم خير زي ابواتك...حسن ظنك انت والصديق الزميل بدر الدين اقدره وارجو ان اكون علي قدره...(الا يا جماعة وضعتوني في مرقي صعب...منتدي الجمهوريين ذاتو)...
اشكر لك تقويمك الايجابي لما كتبت...وشكرا علي صورة الاركان ولربما كنت موجودا بين الحضور...ولا باس ان احكي لك طرفة ،ان شاء الله تكون لا زالت في ذاكرة الاخ الباقر العفيف..
كان لنا صديق وزميل يدعي ..جمال سعيد.. وهو لا ينتمي الي اي حزب ..ولكنه متابع ..ويتميز بروح فكهة في معالجة الامور الفكرية...كنت اساكنه في السنة الاولي ..بينما كان معظم وقتي اقضيه برفقة الاخوة الباقر والمرحوم هرون...بحكم اننا في شعبة واحدة علاوة علي ما يربط بيننا من مودة ومن اهتمامات وافكار مشتركة...
جمال كان يعلم بصداقتي للجمهوريين..وهو من الذين يحرصون علي حضور الاركان...
مرة سألني ..يا زول انت اصحابك ديل(يقصد الجمهوريين)..كل شئ تموا ..الصلاة وعرفناها ..اها كمان بقو يألفو قرآن..
قلت له ..يا زول انت جنيت ولا شنو..
قال..الآيات السمحة البقولوها دي قبال دا ما سمعت بيها...
قلت ...آيات شنو يا زول
ٌقال..ادع الي سبيل ربك/لا وربك لا يحكموك /عنت الوجوه/خشعت الاصوات لل رحمن/وكانتا رتقاففتقناهما...الخ....انا عمري دا كلو امشي للجوامع وحد ما يجيبوا شيخ يتكلم..اتحكر واقعد ..وبعدين القومة تغلبني ..واكان قمت اقوم ارجف..الكلام كلوا نيران ..وفلق...وضمة قبر ..وحفرة نيران
ضحكت...وقلت له ..انا ما عندي ليك اجابة..لكن بوديك للباقر
وقد كان...وكان موقفا طريفا ...الا انه معبر ..ومؤكد لحقيقة ان الجمهوريين علي غير ما كانت عليه الجماعات الدينية الاخري...
ربما اطلت..لك المعذرة...وكل الود

اب احمد

الاخ سيف...اشكر لك الاطراءالذى لا أستحقه فهو يعبر عن كرم أصل فيك ومحتد معتاد من ابناء كردفان
أضم صوتى بالدعاء للوالد أحمد أقال الله عثرته واعاده الى العافية ليقر بك عينا وتهنأ برفقته وتستمتع ببره...
اما الموضوع الذى ظل يؤرقنى لسنوات خلت ولايزال فسوف أفرد له ( بوستا ) يسمح بالكتابة على استغلال ويعطى المجال للمداخلات حتى لانتعدى عاى هذا البوست الجميل...
ونحن فى انتظار العينة الكردفانية الهطالة ...

الاخ/يحيي

تحياتي مجددا

اخي ...ما كتبناه عنك تستحقه...اشكر لك دعواتك للوالد واتصالك به ..والذي خفف عنه كثيرا..

احب ان اطمئنك انه الآن بخير...كانت هنالك مشكلة..اذ انه كان يحتاج لغسيل كلوي دموي..اذ ارتفعت نسبة البولينا والكرياتينين في الدم فجأة وبصورة عالية..عند محاولة الغسيل تعرض لهبوط حاد..نسبة لضعف القلب الذي اجري فيه عمليتيين قسطرة في المانيا..علاوة علي تاثير ادوية الضغط والقلب علي الضغط والنبض...
بعد تغيير الادوية ..نقل دم اليه اثناء الغسيل ..اصبح من الممكن اجراء عملية الغسيل بنجاح..خضع لجلسة امس لساعة ونصف وسيعاود اليوم..خرج من العناية المركزة وحالته الصحية والنفسية ...عالية
امس كنا معه ..عاود احاديثه الممتعة...وحلق بنا في تطواف جميل...في ديار الجعليين كتلة شندي وفراسة عبد الله ود سعد الذي رفض الانسحاب(فزة نمر من شندي باقيالنا فضيحة)..وما دار بين المهدي والشيخ برير..اذ قال

امسك المهدي بيد الشيخ برير قائلا (لي مكة مافي فكة)..يعني سايقو معاه في دعوته
رد الشيخ برير..وحات الله انا شدرات ود عريض ديل ما فايتهن(ود عريض خال الشيخ برير)..حيث دفن الشيخ برير
وات مقرن البحرين ما فايتو
وحلق بنا في ديار الكبابيش..انا لي دمر تاني ’’’’في جبرة ام ثواني

اي لي عودة اخري لجبرة الشيخ ام آبار (ام ثواني)
وابن الشيخ العمدة والذي كان حين بغضب عليه والده الشيخ يأمره بالسقاية من البئر...وينتهزها عرب الكبابيش فرصة ..للنيل منه لما يلقونه منه من شدة...ولان والدته سرية ..كانو يعرضون به..

قائلين...ابو صباح الخير
حباس مشارع الليل
ات عمدة وسيدك سير

اظنه في حالة جيدة..رغم انه من الصعب تقويم حالته..فهو من الناس الذين لا يودون رؤية الآخرين لضعفهم...علاوة علي جلده...دعواتكم اخي يحيي


لك المودة

الأخ سيف الدولة ....سررت كثيرا لتقدم صحة مولانا ولانزال نطمع فى كرم المولى وسنضرع بالدعاء ولا حيلة لنا سوى ذلك...اللهم يا كاشف الضر ويا جابر العثرات اقل عبدك أحمد فانه لك خاضع وبقدرك مؤمن ولك موحد ونحن شهداء على ذلك...امييييين....
أخى سيف أصبتنى فى مقتل بذكرك لدار جعل موطنى ومقر اهلى ورهطى ومكان مولدى ومرتع صباى ...وايضا هيجت شجنى واستفززت ذاكرتى بمرورك بدار أولاد التوم ونظارة المر الشيخ الاريب الهمام ...أتمنى ان تسنح لنا الظروف بلقاء نتشاجى فيه ببادية كردفان..

UP.....UP.......UP

لا نعلم لها طولاً هذه اليد
فقلنا أحسن نجيب الحجار

فوق
--------
منعم

الماجد/منعم
يا خوي طقع سمح..لا تكتفي بجيب الحجار

الدار دارك ..قنب طولا.....

تحياتي

الأخ السيف...هاك رسالتى الثابية ولعلك مررت بالاولى دون انتباه لك العتبى وعذرك معاك...
هذا المرور مخصوص للاطمئنان على صحة العم الشفيف المعلم القاضى أحمد خليل ..الضراعة للمولى بتعجيل الشفاء وان يمتعنا بصحبة طويلة مع مولانا لعلنا ننهل من بعض فيضه...

الاخ الاستاذ/يحيي

تحياتي

آسف ..دخلت البوست ولم ار رسالتك!!...الوالد بخير ،لكنه يعاني بعد الغسيل ..من القلق وانعدام الشهية للاكل...حالته مستقرة علي نحو ما ...نسألكم الدعاء له..
لك عذري مكررا....

ولك المودة

المتداخلون الكرام
تحياتي

احمد الله كثيرا ،ان تحسنت حالة الوالد الصحية ،وتم خروجه من المستشفي الي البيت وهو بحالة صحية جيدة،وسيلتزم بالخضوع الي جلسات الغسيل الدموي للكلي،نسأل الله الا يحوجه للاستمرارية فيه..
تشكراتي بلا حدود لكل من دعا له بالشفاء،كل من زارنا ،كل من هاتفنا للاطمئنان علي صحته..فلقد اكتظ المستشفي بزواره وكذلك امتلا علينا المنزل باطياف من الاجيال ،القبائل،المهن،الجهات ،والجنسيات...فالشيخ أحمد نهم في علاقاته وله مهارات اجتماعية فذة وبراعة لا تضاهي في تمديد حبال المودة والتعارف..يكاد ان يعرف كل اهل السودان ان لم يكن يعرفك ،فلا شك هو يعرف واحدا من اسرتك..تشرفنا بمنتديات ولدتها هذه الزيارات ،التي امها زملاء مهنته من القضاة والمحامين والقانونيين،واصحاب المهن الأخري ،السادة الصوفية ..اهل طريقته (التيجانية)والسمانية،الختمية ،الانصار ،ومعظم الطرق وحتي انصار السنة ما وقفوا عنه،زاروه معايديين ومهنئين بالسلامة..ورغم ذلك لم يقصر في ابانة خطأ ما هم عليه بأسلوب ضاحك وحاسم..وما غاب اصدقاء الشيخ من الشباب،زميلي احمد فضل،الاعزاء عمر يوسف الدقير،عبد المنعم عمر،بابكر عمر،ناصر الحاج،ودكتور امين كوكو..محمد سيد..فهو بجانب مهاراته الاجتماعية التي اشرنا اليها ..فهو ماهر في سرقة اصدقائي ..فكل زملائي واصدقائي ..وبلا مقدمات يتحولون الي اصدقاء له...حتي حواء لم تقصر في عيادة الوالد..للجميع شكره وامتنانه ومنا سؤال لله ان لا يريهم بأسا..
رغم ان برنامج المستشفي ومرافقة الوالد وممارضته،وعلاوة علي استقبال الزوار والمعايدين..والعمل ...سأواصل ما بدأته هنا..ان شاء الله
مجددا لكم شكري ..علي وعد منا بتواصل غير مقطوع...

صادق مودتي

قطار الحياة يسير بنا متعجلا لهفا ،يتجاوز بنا بعضا من المحطات ويتوقف بمقدار حط الرحل(سندة) في محطات أخر،ويتلبث متمكثا في بعض آخر منها…ولعلي في هذه المداخلة أفرد مساحة لمحطة كبري توقف فيها قطار حياتنا بلا عجل ،واقام فيها اقامة ،نعدها بحساب الزمن ليست طويلة ،وبحساب الكسب ثرة غنية…محطة قضت اقدار التاريخ ان تكون مربعا ،لاقوام عددا ،اختلفوا في لغيهم ،منابتهم ومعتقداتهم أحيانا…منهم من وفد اليها رغبة وجدارة ،ومنهم من دفع بهم سلف، خبر هذه المحطة واستطاب الاقامة بها،فأراد ان ينال الابناء قيضا من فيضها…كان سمت هذه المحطة ،كما اسلفنا تنوعا دنا خيره وفاض علينا،بمعارف ما كانت لتتوفر لنا في مناهج الدراسة،كان السودان كله كتابا مفتوحا ،لكل من أم تلك المحطة،فنهلنا فيوضا من الثقافات،والونا من اللهجات…فضلا عن اندياح دوائر انتمائنا ،خروجا عن اطار الجهة والقبيلة الي رحاب فيح من القومية…عرفنا ان هنالك آصرة ما ،ربما لم نستوعبها تماما في ذلك الحين،تربط ربطا وثيق العري ما بين الدينكاوي،النوباوي،الجامعي،الجعلي،الشنبلي،الهواري،الكباشي
الحمري،البديري،الحامدي،النوباوي،الشايقي،الجابري،العبدلابي،الدنقلاوي،البقاري،الركابي،الجموعي،الداجاوي
الحلفاوي،الكنزي،الكناني،الفلاتي،الجبارابي،الشويحي ..والحلب ،او من يسمون بهكذا اسم.
كانت تلك المحطة..احب بقاع الارض الي النفس،مرتع الصبا..ونقطة الانطلاق في دروب الحياة الوعرة..ومنصة التأسيس (لشخصية الفرد)..كانت تلك المحطة هي الفيحاء ،خورطقت…لها كل الولاء …ومنها اهتف معلنا هذا النشيد..
خورطقت..او كما يحلو لطلابها وخريجيها ان يسمونها ..الخور او طقت الفيحاء..من المدارس التي انشأها الانجليز في مطالع الخمسينات،وهي تقع خارج مدينة الابيض،حاضرة اقليم كردفان،الي ناحية الشرق بميل يسير الي ناحية الجنوب
يحتضنها خور (طقت)،وتحيط بها جبيلات عرفن بجبال الداجو..نسبة الي جيب من قبيلة الداجو الذين يقطنون تلك المنطقة..ولا ادري سر وجودهم في تلك المنطقة ومتي جاءوا اليها..فالمعلوم ان قبيلة الداجو مضربها الاساسي ،يقع في ادبار جبال النوبة ،طاعنا جهة الغرب بامتداد ملحوظ في جنوب دارفور…
توقف قطار حياتنا في محطة الخور في النصف الثاني من عقد السبعينات في القرن المنصرم(قولو ما شاء الله)..أي بعيد احتفالها بيوبيلها الفضي..وهي تتكون علي عهدنا ،من ثمانية عشر صفا،جرت العادة ان تقبل دفعتين،قوام الدفعة خمسة صفوف،تليها دفعة قوامها ثمانية صفوف،تعارف الناس علي تسميتها بدفعة المليشا..وكانت الداخليات عشرة مما نعد،هي دقنة(عثمان دقنة)،ود التوم(السير علي التوم ناظر عموم الكبابيش)،الولي(اسماعيل الولي ،مؤسس الطريقة الاسماعلية بالسودان،وقد كان ختميا اخذ اذنا بافتراع طريقته تلك واجيز في ذلك،وهي طريقة تنتشر في الابيض،مرقد الشيخ اسماعيل،بارا ،الخيران..الحمرة،البشيري،اب قايدة،الطويل..الخ،امدرمان ،مع وجود جيوب لها في مناطق السودان المختلفة)،ود دوليب(الشيخ محمد ود دوليب ،مؤسس الطريقة التجانية في السودان،وقد كان قادريا امر بان يفترع الطريقة التجانية في السودان،ومركزه كان بقرية خرسي شمال شرق الابيض،وجنوب شرق بارا،وهو صاحب المنظومة الشهيرة ،والتي تنبأت بالمهدية وما آلت اليه فيما بعد(سنفرد لها بابا يوما ما)،وقد كان الاستاذ المشرف علي هذه الداخلية علي عهدنا الدكتور النور محمد حمد)،وكانت هناك داخلية دينار(علي دينار)،
ثم داخلية ابو عنجة(حمدان ابو عنجة)،داخلية ابو سن(الشيخ عوض الكريم ابو سن)،داخلية تكتوك(الشيخ فرح ود تكتوك)،داخلية زاكي الدين(ناظر عموم البديرية-بديرية كردفان ،ومركزه الابيض وهو جد لعضو المنبر الاستاذ

علي اسماعيل عله يضيف الينا في سيرة هذا الرجل)،وداخلية ود زايد(لقد ند عني ذكره..وكل ما اذكره انه رجل كريم ..جري المثل باسمه اذ يقولون قدح ود زايد ..ولكن لا اذكر مزيدا عن حقيقة الرجل ..وللاخوين الاستاذ النور ،وبشير محمد اسماعيل ان يضيفوا ما اسقطته ذاكرتي الخربة)..وعلي آخر ايامنا ،زيد عدد الصفوف من ثمانية عشر الي عشرين،(اضيفت صفوف الممتاز وكان عددهما صفان )مما استدعي اعادة فتح داخلية ود ضيف الله ،وهي اقدم داخليات خورطقت.
دخلنا الي المدرسة وكان مديرها حينذاك،الاستاذ المرحوم عبد الحميد محمد مدني،وهو من مدينة بارا،تخرج في كلية العلوم جامعة الخرطوم في العام 1957،واول ما عمل،عمل مدرسا للعلوم بمدرسة وادي سيدنا،وتدرج في سلك التعليم الي ان بلغ درجة وكيل وزارة،وفي ذاك الحين كانت خورطقت من المدارس التي تعامل،علي اساس انها مدرسة ذات سمت خاص ،مما يستدعي تخير الذين يديرونها،ويبدو ان ادارة التعليم قد عجمت اعوادها فوجدت اشدها وامرها ،المرحوم عبد الحميد الذي اشتهر بالشدة والاستقامة،لا يحابي ولا يجامل،فصل ابن اخيه من المدرسة،واستدعي ولي امر ابن شقيقته،دون ان تطرف له عين..كان مهيبا لا يحتك مباشرة بالطلاب ،ويعتمد علي المؤسسة التي كانت تسير المدرسhouse master+tutorعلاوة علي الاستاذ المشرف علي الصف، ولا يصل اليه الطالب الا ليفصل او ليستدعي ولي امره او ليعلق انتسابه الي المدرسةto be suspended..يكره الخنافس وكان له مقص شهير،يغرسه في شعر الطالب ،مقتصا منه اقصي ما يمكن قصه،ثم يامره بالذهاب الي حلاق المدرسة ليحلق له علي ذات المستوي الذي حدده بمقصه…اذا مر طالب من امام مكتبه قذفه بما لحقت به يده من الموجودات التي علي طاولته..ربما كان دكشنري ،طفاية او أي شئ طالته يده..لا يراه الطلاب الا نادرا ولكنه حاضر في نفوسهم وفي كل وقت بهيبته وسطوته…يلتقي بالطلاب في ما يسمي بالassembly.وهذا اجتماع سنوي ،ربما تكرر مرة او مرات ..حسب الاحداث…يستقبله الطلاب بازيز يصدرونه من افواههم(دززز)..فيرد عليهم ..ممنوع الهمهمة والنمنمة..ولا يأبه لهم من بعد ذلك..فيدخل فيما يريد ان يقوله..وعادة ما تكون خطبة بتراء لا تأخذ من الزمن الا بضعة دقائق..مرة دخلنا في اعتصام فاجتمع معنا..قابلناه بالازيز المألوف فرد علينا بما الفناه منه..ممنوع الهمهمة والنمنمة..ودخل في موضوعه قائلا..الفصول فاتحة لحدي الحصة الخامسة اللعايز يمشي الفصل يمشي واللي ما عايز ..يمشي لابو الداخلية يستلم تصريحه…واكرر الفصول فاتحة لحدي الحصة الخامسة اللعايز يمشي الفصل يمشي واللي ما عايز ..يمشي لابو الداخلية يستلم تصريحه..ونزل من علي المنبر متجها الي مكتبه ..تاركا الاساتذة الذين اتوا معه ..وجمهرة الطلاب في حيص بيص لا مدي لها..
رغم ..ما ذكرنا فهو يظل من اعظم مدراء المدارس ورجال التعليم ..فمدرسته يتخير لها افضل الطلاب ..وخيار المعلمين..ويحسن تأسيسها..ويوفر كل ما هو مطلوب لطلابه ولهيئته التدريسية..ومن حسن حظي اني عملت معه كمدرس للغة الانجليزية بمدرسة الخرطوم الجديدة…وقد اتيت اليه ممنيا نفسي باداء حصصي المفروضة علي في الجدول..علي ان اذهب في فراغي الي مدارس او مدرسة شعبية اعمل فيها متعاونا ،كما جرت العادة علي ايامنا تلك..اخبرته بامري ذاك..فأبدي موافقته،شريطة ان يكون لي فراغ…ويبدو ان الرجل قد اعد لي ما استطاع ،من حيل ،لابقائي طوال الوقت بالمدرسة..اذ ناداني بمكتبه..قائلا انت ..متخصص لغة انجليزية وخريج تربية..لذلك سوف توزع حصصك علي كل الفصول..لغة في اول وثالث..وادب انجليزي في ثاني..وكلفني بادارة مكتبة المدرسة..وهكذا قضي علي حلمي ،اذ لم يبق لي فراغ اتكسب به في المدارس الشعبية.
خلف الاستاذ عبد الحميد محمد مدني،بعد ان نقل من خورطقت الي الخرطوم الجديدة ،مدير آخر من طرازه،وهو الاستاذ ابراهيم آدم الدين،وهو من دارفور وله آصرة نسب تربطه بمدينة الابيض،وقد تخرج في الجامعة الامريكية

ببيروت،وعمل مدرسا للغة الانجليزية،الي ان بلغ مرتبة مدير،وبعد ادارته لخورطقت ،عمل وزيرا للتربية والتعليم في اقليم دارفور،ثم عمل في ادارة شركة شيكان…كان آدم الدين علي غير عبد الحميد..رغم انهما اتفقا في الشدة ،الاستقامة والصرامة..كان يحب الفخامة..فأول ما هل علي المدرسة ،الغي مكتب المدير السابق(مكتب تاريخي)..وارتحل الي مكتب جديد ..عبارة عن فصلين..احدهما مكتبا له ،والآخر للسكرتارية..وفرش بافخم المفروشات وزين باجمل الستائر..وخصصت عربة لمدير المدرسة..وكان دائم الاناقة في بدلة كاملة ..تزينها ربطة عنق فخيمة..وفي يده عصي فخمة ..يتداخل فيها الخشب،الاستيل وبعضا من حديد..وهي عصي لا يتواني ولا يتردد في الضرب بها علي من يرميه حظه العاثر في طريقه..ومن هؤلاء كنت انا فقد حاول معي مرتين،جئت فيهما متأخرا عن المذاكرة الالزامية..ولكني كنت من المتمهرين في تفادي الضربات الاختطافية والاستباقية..وهذا ما يجعل الاستاذ آدم الدين في اقصي درجات الانفعال والحنق..في احدي المرتين ..وجه العصي الي ام راسي ..فانحنيت ،فاخطأني حتي ترنح..واطلقت ساقي الي الريح..حاول الركض خلفي ،ولكن هيهات ..هيهات لاجن ولا سحرة ..بقادرين علي ان يلحقوا اثره..كان يناديني يا ولد ..يا ولد ..ولكني استغللت الظلام هربا منه ..واعراضا عن ندائه..هكذا كان آدم الدين علي غير ما كان عليه عبد الحميد ..بعيدا عن الطلاب..كان آدم الدين حاضرا بطوله الفارع في كل ركن من اركان المدرسة..في أي وقت يكون امامك ،وكأنه ينبت من الارض..حاول آدم الدين ان يمنعنا من الازيز في قاعة الassembly،فقد كان يقول بتزنو انتو حشرات ،اسكتوا هذا صوت الخنافس ويقول بالانجليزيةbeetles.. الا انه لم يفلح في انهاء ذلك التقليد..
وقد قيل ان الاستاذ آدم الدين ..في شدته لا يفرق بين طالب ومدرس ..فقد كان يأمر المدرسين بقص شعورهم ،كما يفعل مع الطلاب،وكان يراقب حضورهم ،يوبخهم ويقرعهم اذا ما تأخروا.
وما يستعجب له المرء ان وكيل المدرسة طوال فترتي الشدة(عبد الحميد و آدم الدين)كان وكيل المدرسة،مولانا محمد نور ،مدرس لغة عربية وتربية اسلامية..كان علي غير مدرائه هينا لينا..حتي انه ،عندما تولي المرحلة الانتقالية ما بين عبد الحميد وآدم الدين..غرقت المدرسة في بحور من الفوضي والفلتان.
في عهود الشدة هذه..عانيت كثيرا..اذ كان بالناس ظن انني متمرد جانح الي الفوضي..ولعل هيئتي كانت توحي بذلك..الشعر الآفرو الكثيف(والقلم المغزوز)،والقميص المفتوح الي حواشي البطن،وشبشب اجرجره جرجرة(طبش ،طبش،طبش)..ومشاركة دائمة في لجان الاضرابات والاعتصامات..وعضوية شلة ينظر اليها الناس بكثير من الريب والقلق..هذا عرضني الي انذارات،وتعهدات،انتهت بفصلي من الدراسة علي عهد ابراهيم آدم الدين..قرارا نجحنا(وشلتي) في الالتفاف حوله والغائه..وساستهل به الحلقة القادمة..ان شاء الله..كما سنأتي علي النشاط الثقافي،السياسي،الحياة الاجتماعية..المدرسين،الصولات،الفراشين..والي ما غير ذلك من ذكريات.
قبل ان اختم هذه الحلقة اقول..ان هيئتي تلك في بداية الامر قد ضللت عني ..كثيرا من اساتذتي الذين ،حينما اكتشفوا حقيقتي ودوني اقصي ما يكون الود..منهم استاذي يسن الطيب(كان مدرسا للتأريخ واخيرا مدرسا للغة الانجليزية)،استاذي عثمان محمد الحسن(استاذ اللغة الانجليزية)..حتي استاذي الباهر النور محمد حمد..فحينما اكتشفني هؤلاء الاساتيذ ،نمت بيني وبينهم علاقات فكرية وثقافية علي سمت عال وراق في آن معا.

uuuu........pppp

كيف ولماذا قرر آدم الدين فصلي عن الدراسة وكيف تم الالتفاف علي القرار؟؟؟
جرت العادة بمدرسة خور طقت ان يجلس طلاب الصف الثالث(طلاب الشهادة السودانية) قبيل امتحانات الشهادة،لامتحان تجريبيmock exam،ونسبة لعدم قناعتي بالفكرة ،ولعدم استعدادي من ناحية أخري،قررت ان لا اجلس للامتحانات التجريبية،ولما لم افعل،اتت الفرصة في طبق من ذهب ،لكل من مشرف الصف،استاذ الجغرافيا،الاستاذ عوض عوض الله،ومسئول الداخلية،استاذ اللغة العربية،الاستاذ حسب سيدو سليمان..اللذان لم يتوانيا لحظة في وضعي علي المقصلةthey put me on the stake..حملا كل ما سجلانه علي من تقارير طوال سني دراستي،فضلا عن الانذارات الجماعية والفردية التي عج بها سجلي..فقد اشتركت في عدة اعتصامات ومظاهرات،ولي مشكلة وانا في الصف الاول مع استاذ الرياضيات محمد التجاني الشايب..والذي بادأني بمقت وكراهية ،دفعته لحرماني من حضور حصته،وهو اخ مسلم متزمت (الآن يشغل منصبا في حكومة اقليم كردفان)..مؤخرا ،اكتشفت دوافع هذه الكراهية ،ويا للعجب..الاستاذ كان يظن او بالاحري وصلته معلومات تقول انني شيوعي!!!..مرة تجمع بعض الطلاب في ميدان خارج المدرسة(ميدان تكتوك)يطبلون ويزمرون ويفضحون سكون الليل،بأصوات تبلغ عنان السماء…يا الفي الجنوب ..حيي الشمال،الفي الغروب ..هاك لحني قال…ودز دز كب لي بنزين..ما بكبو ليك..الطلمبة هديك..عشرة في عشرة..الخ،،الامان الامان،تحرمني منك ويبقي عمري اسي وجراح..بلغ عن هذه المجموعة استاذ الرياضيات والفيزياء ،الاستاذ محمدية وهو استاذ ..جديد كنا ننا ديه من بعيدjuniooooooooor ،بلغ الاستاذ محمدية عن المجموعة متهما اياها بتناول الخمور البلدية!!وتعاطي كل مكروه ومحرم(لان العادة جرت ان اصحاب المزاج من الطلاب يذهبون الي حلة الدونكي يعبون من عرقي العيش،(والذين يستهوون عرقي البلح يستوردونه من الابيض او يجلبونه من حلة الجناينية) ،المريسة،عسلية الدخن ،وعسلية الدونكي مما يستجيده ويستطيبه الشاربون)..ولما لم تكن لدي الاستاذ محمدية جهة محددة يوجه لها اتهامه..وجه اتهامه للشلة التي كنت انتمي اليها..عبد الله محمد عوض(حضارة)،بشير الرشيد الرضي(ورور)،عمر محمد آدم،ازهري محمد احمد علي(سيحة)،طارق يوسف(كرونة)،صلاح العوني مهدي،حامدنو محمود،خليفة(كرومة)،عبد الله جبريل..رحمه الله،مصطفي حمد..رحمه الله،سيف الدين عبد الرحمن السيد،شخصي..واعضاء الشلة المحترمين أو كما يعتقد المدرسون والادارة…كهاشم يوسف الدقير،هشام عبد الله رحمة،الجاك محمد علي الجاك،الفاتح محمد نور ،بكري ابا سعيد الحاج،بكري كرار،ادريس الحاج احمد،خالد حاج الطاهر،محمد النقر(جبة)..وقد تولي التحقيق معنا استاذ التاريخ المميز،الاستاذ خلف الله..
رغم انه لم يثبت علينا ما اتهمنا به الا ان الحادثة سجلت في ملفي كنقطة سوداء،ومثلها نقاط سوداء مماثلة..عندما فتحت ابواب السفرة عنوة بواسطة مجهولين،عندما ضرب واحد من الطلاب الجدد..الخ ..فقد كانت ادارة خورطقت ،ترفض تقييد أي جريمة ضد مجهول،فجعلت من شلتنا متعهدا ..ترمي عليه كل بلاء ..
خلافا لهذه المخالفات..طفح ملفي بمخالفات أخري ..التواجد بالداخلية اثناء اليوم الدراسي،الذهاب الي حلة العمال،الغياب عن المذاكرة الالزامية،الازعاج في الصف،كما كنت مسجلا كشيوعي لعين(وانا من ذلك برئ)..اعاكس مدرسي التربية الاسلامية ،واجمع الطلاب لجمعية الفلسفة،وعضو نشط في اللجان التي تنظم الاضرابات والاعتصامات..
حرص الاستاذ عوض عوض الله(مشرف الصف)علي القضاء علي في تلك السانحة،لظن منه انني ،قد اطلقت عليه لقبا،بلغ صيته قاصي الآفاق ودانيها،(التش تش)..والحق يقال ،انني ما فعلت ذلك..اطلق هذا اللقب صديقي وجاري في الصف،خالد حاج الطاهر..وهذا لاناقة الاستاذ اللافتة ولشعره الآفرو المعتني به عناية فائقة…اطلقها خالد حاج الطاهر مصحوبة بضحكته الرنانة..ويوما اعد الاستاذ سبورة بها خارطة مصر العربية ،وعليها بعض المدن،فقام الزميل سيد حسن الخليفة(المجروس)،بمسح اسم احدي المدن..وكتابة(التش تش)مكانه..ودارت السبورة في

فصول المدرسة التي يدرسها الاستاذ..ومعها ينتشر اللقب..هكذا لم يكن لي في الامر ناقة او جمل ..لربما اسهمت في النشر بوعي او بغيره..علي أي..اعلن الاستاذ في واحد من الصفوف ..عندما سأله الطلاب عن المدينة (ديييييك)..قال :-خلوهايا جماعة، دا واحد سخيف في ثانية صديق (اللهو انا)انا عارفو قاصدني..
حمل ملفي ..بواسطة الاستاذين اللذان سلف ذكرهما..وزادا عليه بما جادت به قريحتهما..ازاء هذا قرر آدم الدين فصلي.. وبعد ان ذهب اسمي ضمن الممتحنين للشهادة السودانية ،من مدرسة خورطقت الثانوية..ما تركت عذرا،الا واعتذرت به..واخبرته ان لوالدي ظروفا صحية تجعله لا يحتمل هذا الامر ..ولكنه وقف علي ما قرره كبغل حرون! ازاء هذا الحرون ،استنفرت ،اصدقائي من المدرسين ،وبعضا من الطلاب الذين لهم حظوة عند الادارة،شهد ذلك اليوم حراكا ماكوكيا من الاساتذة عثمان محمد الحسن،يسن الطيب،حسن احمد يوسف..الاخ الصديق هاشم يوسف الدقير رئيس داخليتي(ود التوم) وبعضا من رؤساء الداخليات ..كالطاهر وبشير ادريس عبد السلام رئيسي زاكي الدين،احمد محمد نور ،احمد ضو البيت رئيسي داخلية دقنة،نادر الزين رئيس ابو سن..والباشكاتب عوض الباشا،الذي تربطه علاقة قربي بصديقي خالد حاج الطاهر..
نجح هذا الحراك في تغيير القرار الي استدعاء ولي الامر..وبالنسبة لي ،هذا امر اهون منه الفصل من الدراسة..
سارع آدم الدين في انفاذ هذا القرار ..وكتبت رسالة لوالدي وامر بارسالها فورا..ذهبت اليه مرة اخري بمعية الاخ هاشم الدقير ومجموعة من رؤساء الداخليات واعضاءالشلة ..مسترحمين لاثنائه عن ارسال رسالة لوالدي ،مع تعهدي والتزامي التام..وبعد التي واللتيا وافق علي ما طرحناه...الا انها كانت خدعة ..فقد اضمر ارسال الرسالة..بلغ باشكاتب المدرسة(عوض الباشا) صديقي خالد حاج الطاهر ..بهذه الخدعة..ذهبنا الي عوض الباشا ،واتفقنا علي ان نخطر بيوم ارسال الرسالة..وقد فعل عوض الباشا ما وعدنا..حاولنا ان نقنع العم برير مسئول البريد ،باعطائنا الرسالة ..الا انه خاف مما يترتب علي اكتشاف امره،اذا فعل..
كان امامي خيار واحد ..قررته الشلة ..وهي ان اذهب الي الابيض لسحب الرسالة من البريد..ذهبت الي الابيض،الي مكتب البريد..كنت معتمدا علي بعض معارفي هناك..لسوء حظي لم اجد أي منهما..قررت الدخول الي المكان الذي تجمع فيه الرسائل في اكياس من المشمع..اعدادا لها للارسال…كنت ارتدي بنطالا وقميصا بداخله(داقي شورت يعني)ولبسطة في جسمي..نجحت فيما ازمعت القيام به..رأيت من بين العاملين في ذلك المكان غير المأذون بدخول غير العاملين فيه..لاعب الاهلي الشهير ..ناصر جادين..ناديته باسمه قالدته بحميمية ،اوهمته باني من معارفه اللصيقين،عرفته بنفسي اني استاذ بالمرحلة المتوسطة ..الفت رواية مفادها ان اخي بمدرسة خورطقت..وقد فعل ما فعل وقررت الادارة فصله واستدعاء ولي امره..وارسلت له رسالة اود ان اسحبها مخافة علي صحة الوالد،مما تحتويه الرسالة..وانا كاخ اكبر سأقوم مقامه..اقتنع الرجل ونادي علي احد عماله ليفتش في البريد المعد للذهاب الي واد مدني…وجدنا الخطاب ،وحملته الي المدرسه مطلعا عليه شلتي ..متندرين بما جاء فيه ..من تهم غلاظ،احتلت الشيوعية موقع الصدارة منها ،اضافة لمفارقتي للسلوك القويم..
هكذا بمجهود الشلة ..الموظفين..الاصدقاء من الاساتذة ..نجحت في افساد ما خطط له ابراهيم آدم الدين..الا ان الاقدار لم تكن في مظاهرتي دوما..فقد شاء القدر ان يرقي والدي قاضيا للاستئناف،منقولا من اقليم الجزيرة الي اقليم دارفور..ويعين آدم الدين وزيرا للتعليم بذات الاقليم ..لتجمع بينهما مدينة الفاشر..وكنت حينها ..استعد للذهاب الي الجامعة..فقد حكي آدم الدين لوالدي ماحدث ولكن فيما يبدو ..كان الحكي ملطفا ..اذ لم تكن ردة فعل الوالد عنيفة..وكان والدي يستغرب ..الزول دا قال رسل لي رسالة؟!!مشت وين؟..وانا اقول..ما اظن ..يكون ناسي الموضوع..لانو لو رسلا كان وصلت…
رغم ان ما اوردته ..كان في وقتها مشروعا بالنسبة لي الا انني ..الآن احس بحرج كبير ازاء الالتواء الذي عالجت به الامر ..ولولا ان الذكريات والتاريخ يجبراني بالتزام الامانة والنزاهة فيما اروي ..لما كان الحكي كما يقرأ الآن..

العزيز سيف الدولة

أولا حمدا لله على سلامة الوالد
صرفتني في الأيام الأخيرة صوراف كثيرة عن متابعة هذا البوست الشيق الذي أنعش ذاكرتي فأحيا صورا وتفاصيل أوشك أن يطمسها الدهر. الشاهد، أننا كمعلمين لم نكن ندري على وجه التحقيق، ما كان يجري في عالم الطلاب. ولذلك فإن شهاداتك التي أثبتها هنا ذات أهمية خاصة. فهي تعكس الوجه الآخر للصورة، بكل طرفه ومفارقاته.وهو وجه ربما خفي أغلبه على مجتمع المعلمين. وخورطقت تمثل السودان السياسي بمعنى الكلمة. فصراع السلطة بين الإدارة، ويسار المدرسين، ويسار الطلاب، هو ذات الصراع بين قوى المجتمع التقليدية، من متملكي مفاتيح الثروة والسلطة وبين طالبي التغيير. وما اتفقت لي مشاهدته من تجليات هذا النوع من الحراك، بوصفي معلما في خورطقت، كنت قد شهدت مثله، بوصفي طالبا في حنتوب الثانوية الشبيهة جدا بخورطقت. فأساتذتنا عبد الحميد محمد مدني، وإبراهيم آدم الدين كانا يمثلان مفاهيم التربية القديمة المستقرة التي لا ترى ضرورة لإعادة تعريف العلائق التربوية، فلم يبق إذن غير إمضاء القوانين واللوائح وتنفيذها. وهذا وضعع مشابه لوضع من يسمون بعلماء الدين الذين لا يرون أن هناك حاجة لأمر مستأنف. فعندهم "كل شيء واضح".

كنت أعرف ميل خالد حاج الطاهر للشغب، ولكن لم أكن أعرف عنه كل ذلك الشغب الذي ذكرته. تم نقل خالد حاج الطاهر من الأبيض إلى خورطقت عقب وفاة والده حاج الطاهر المحامي. وقد كان وراء نقله إلى خورطقت أحد أعضاء رابطة الخريجين القدامي، العاملين في المرافق الحكومية بمدينة الأبيض. وقد كان خالد أكبر أخوانه وأخواته، على ما أذكر، وحين ارتحل والده حاج الطاهر المحامي كان عطف مجتمع الأبيض على الأسرة كبيرا جدا. فرأى أصدقاء حاج الطاهر المحامي، وأغلبهم من المسؤولين الحكوميين، أن خورطقت كمدرسة داخلية أفضل لخالد. وحين جيء بخالد إلى خورطقت اختاروا له داخلية دوليب وأوكلوا أمر رعايته لي شخصيا. وقد سعدت بذلك التكليف أيما سعادة، بسبب ما عرفته مما كان من تعاطف الناس مع أسرة حاج الطاهر المحامي ، ولسبب آخر لم يكن يعرفه الذين أوكلوا إلي تلك المهمة،.وهو أن المرحوم حاج الطاهر المحامي كان صديقا للأستاذ محمود محمد طه ، وكان يحتفي بالأستاذ محمود احتفاء كبيرا كلما زار مدينة الأبيض، في جولاته التي كان يحاضر فيها في مدن السودان المختلفة. وقد كان حاج الطاهر المحامي رجلا شجاعا برأيه، وقد كان الأستاذ محمود يعزه إعزازا كبيرا.

بعد أن استقر المقام بخالد معي في داخلية ود دوليب دعاني لزيارة منزلهم بمدينة الأبيض، وذهبت معه، وتعرفت على والدته، وعلى أخواته وأخوانه. وقد كانت والدته السيدة سعاد خليفة، إمراة فاضلة وصميمة، وتتمتع بقوة في الشخصية وبوعي نادر. وقد أفلحت في تنشئة أولئك الصغار، ودفعت بهم إلى أعلى مراحل التعليم. وقد عرفت لاحقا أن خالد تخرج من إحدى جامعات البترول في العربية السعودية، كما التقيت بسيزا حاج الطاهر عدة مرات في كلية القانون في جامعة الخرطوم، وقد كانت صديقة لأسماء محمود محمد طه رغم فارق السن. كما اوشكت على لقاء صافيناز حاج الطاهر في واشنطن دي سي عام 1998 في أحد المؤتمرات إذ رأيت إسمها من ضمن قوائم الحضور، غير أنها لم تتمكن من المجيء لسبب ما، وكانت وقتها تقيم في انجلترا.

نزل خالد حاج الطاهر على داخلية ود دوليب خيرا وبركة. فقد كانت له شخصية داينميكية. دفع خالد دما جديدا في الداخلية بسبب مواهبه الرياضية. فقد كان ممتازا في كرة القدم، وفي الكرة الطائرة. ورغم أن كان يعاني من الربو إلا أن ذلك لم يقلل من عطائه، فقد كانت له روح معطاءة من ذلك النوع الذي يتخطى علل الجسد. كما شارك خالد أيضا، وبهمة عالية في أنشطة ود دوليب المسرحية. وعموما فقد أشاع خالد حاج الطاهر في الداخلية حالة عامة من الحيوية بتحركاته السريعة القلقة. يضاف إلى ذلك أنه رفد الداخلية بروح مدينية إذ كان أغلب سكان الداخلية من أبناء القرى، بما فيهم شخصي.


ولي عودة

استاذي الباهر/النور محمد حمد
تحيات زاكيات
*سعدت كثيرا بطلتك التي كنت اتوق اليها،دوما نسأل الله ان يمن عليك بموفور الزمن وعافية البدن حتي تسهم معنا فيما أفترعناه عن الفيحاء.
*استاذي..خطي لهذه المذكرات او الذكريات ان شئت،هو ان اكون صادقا وواقعيا فيما ارويه،لذا ستجد ما قد يفاجئك،ولربما وجدت فينا ما لم تكن تعلمه او تتوقعه..علي اي ذلك هو وجه الصورة الآخر،والذي بالضرورة لم يكن باستطاعتك مطالعته،لموقعك كأستاذ،ولا شك ،انك تعذر ما يبدو لك من جهالاتنا التي ،افرزتها حداثة التجربة والطيش المصاحب لتلك المرحلة العمرية.
*حراك الطلاب في ذلك الحين،وفي اي وجه من الوجوه التي تبدي بها،شغبا،لهيبا،جمعيات،نشاط ثقافي ،سياسي ،كان عبارة عن ثورة تتمور تحت السطح علي القديم،الطغوان الاداري وحكومة مايو .
*مع كل احترامنا وتبجيلنا ،لكثير من اساتذتنا،ولاستاذينا الجليلين عبد الحميد محمد مدني وابراهيم آدم الدين،الا ان ذلك لا يمنعنا من القول بانهم كانوا يمثلون وجه الاستبداد والتزمت..قد نجد لهم في ذلك عذرا،فقد ولدوا في مجتمع ابوي متسلط،ترعرعوا في ظل نظام دراسي(ايام المستعمر)صارم منهجهthe strict discipline ،فضلا عن انهم قد عملوا تحت نظام اداري وسياسي متسلط،جعلهم ينظرون الي الامور نظرة نفقية ضيقة،واوهمهم بان كل مرؤوس لهم لا يعدو الا ان يكون متمرداrebelious .وكما تفضلت ،فان الادارات المدرسية علي ذلك العهد ،كانت متسقة،او قل كانت ،تناظر في طغوانها ،طغوان المؤسسة الدينية والسياسية(باحزابها وعسكرها)،ولا غرو فالكل وليد لذات الاقدار التاريخية،الاطار الثقافي،والادواء الاجتماعية.
*عل ذكر الحبيب خالد حاج الطاهر..فهو صديق حميم،تعرفت عليه بعد ان نقل الينا في خور طقت،تعمقت معرفتي به ،لمعرفة والدي وعمنا الشيخ رحمة الله بوالده،لعلاقة تربطه باهلنا الدواليب في بارا وخرسي،فضلا عن الاهتمامات المشتركة والتقارب الفكري..علاقتي به اصبحت اسرية،فكم مرة استضافنا منزلهم العامر بالقبة،ولكم نعمنا بكرم وحفاوة الخالة الباذخة سعاد _رحمها الله واحسن اليها_لقد سعدنا كثيرا باحاديثها،نصائحها،التي تؤكد عمق تجربتها الحياتية،وعيها وفكرها المتقدم ..مما اهلها بجدارة لان تقوم مقام الصديق،الام،الاب في آن معا..وما ادخرت وسعا من اجل ابنائها خالد،ايمن..وبناتها سيزا،صافيناز
*خالد رغم نزوعه للشغب احيانا الا ان جرثومة الانسان الخير والمسئول،تسيطر عليه.وقد ساهم وضعه كاكبر اخوته، في ان يقيد النزوع الي الشغب في شخصيته،بقيد متين.
*كما تفضلت،ان له شخصية ديناميكية،وتبدو عليه مدينية لا تخطئها عين..علاوة الي انه..رجل كريم ،شهم،طيب حلو المعشر،محدث لبق،عذب في حديثه، بدرجة لا يجرؤ معها،الاملال علي التسلل الي نفوس سامعيه..فضلا عن ذلك فهو صاحب تعليقات ساخرة،وضحكة محببة..له فن في نجر وابتداع الالقاب ،التي تلصق لصقا علي من نجرت وفصلت لهم...اكثر ما يزعجك فيه،حركته السريعه..كل شئ لديه يتحرك بسرعة جنونية..ولعل طريقة مشيته(شبحته الطويلة)وسرعتها الجنونية ،تضفي عليه شيئا من الفوضي والشغب.
*بالطبع مواهبه متعددة،وهو قارئ ومثقف وافاد كثيرا من مكتبة والده رحمه الله..هذا اهله لان يكون ذو اهتمامات جادة.
*اتخذ قرارات هامة في حياته،من اجل اسرته وهو بعد صغير..فعندما توفي والده،ترك كل ما كان يفعل وكل ما تشتهيه النفس في ذلك العمر..فانصرف لدراسته ورعاية والدته واخوته،فلم يكن مدخنا او من اصحاب المزاج..منذ ان توفي والده.
*تخرج في جامعة بترول سعودية،عاد الي السودان تزوج وبني اسرة،وعمل عملا تجاريا ،بحجم.. ربما صنفه كرجل اعمال.
*هناك شئ اود ان الفت انتباهك اليه ،ان شلتنا تكونت من الرياضيين،رؤساء الداخليات،الفنانين،المسرحيين،السياسيين ولجنة الطعام..ورغم ما يبدو عليها من شغب وفوضي ،كانت لها اهتمامات جادة..وقد كان المرحوم آدم الصافي يقول:والله انتو اولاد كلب..ماسكين المدرسة في كل شئ..تقلو أدبكم ساكت وزول يقدر يعمل ليكم حاجة مافي..عاجبني فيكم انكم ما بتتقبضو رغم انو اي زول عارفكم..فقد كان صديقا لنا رحمه الله.
*استاذي الباهر ..قبل ان ازايل مقامي هذا اود ان تفيدني ..من هو ود زايد الذي حملت داخلية ود زايد اسمه؟

up

العزيز سيف
التحايا العطرة وخالص الود
سوف أحرص على المواصلة في هذا البوست فلدي الكثير مما أود قوله عن تجربة خورطقت. وككا تعلم فإنني قد جئت إلى خورطقت معلما، وعمري بالكاد أربعة وعشرين عاما. فقد كنت صغيرا في السن ونحيلا بشكل ملفت، حتى أن طلاب ود دوليب حين قدمت إلى الداخلية للإقامة معهم، ظنوا بادئ الأمر أنني طالب عائد. العمر، والنحافة جعلاني برزخا بين المعلمين والطلبة، وقد كان وضعي مماثلا لوضعكم من حيث نظرة الإدارة. فالأساتذة عبد الحميد محمد مدني، وإبراهيم آدم الدين كانا بحكم موقعيهما كمديرين، معجبان بقدراتي الفنية المتنوعة وإسهامي في الحياة الثقافية والفنية في المدرسة، ومن هذه الزاوية فقد كانا حريصين على بقائي في خورطقت. غير أنهما كانا لا يحبان كوني جمهوريا. ولذلك فقد كانت علاقتهما بي خليطا من الحب والكراهية. وينطبق ذلك على إبراهيم آدم الدين باكثر مما ينطبق على عبد الحميد محمد مدني بحكم الميول السلفية لدى الأول.

حين جاء إبراهيم آدم الدين أخذ يحرص على صلاة المغرب في مسجد المدرسة، وسرعان ما تبعته في ذلك ثلة من المعلمين على راسهم معلمو التربية الإسلامية وبعض معلمي اللغة العربية. وكان في إجتماعات المعلمين كثيرا ما يذكر بضرورة الصلاة في المسجد مع الطلاب، وقد أوشك أن يجعل منها واجبا إلزاميا للمعلمين. ويبدو أنه عرف أن ذلك ربما جر عليه تحديا سلطته. فقد لاحظ أننا ـ شخصي والأستاذ الريح أبو إدريس ـ لم نكن نأتي إلى المسجد. وقد عرف أننا لن ننصاع لأي قرار يقرره في تلك الوجهة. إذ كنا دائما نناقشه نقاش الند للند، ولا نظهر له من فروض الولاء والطاعة ما عوده عليه بعض الآخرين. كما أن هناك صغار المدرسين من العزابة الذين لم يكن يصلون إطلاقا، وما كانوا ليخضعوا له لو أنه جعل من ذلك واجبا إلزاميا. لقد كان إبراهيم آدم الدين حرفيا بشكل لا يصدق، وكان متعنتا جدا. وينطبق ذلك على الأستاذ الراحل عبد الحميد محمد مدني أيضا، ولكن ليس لعبد الحميد نزعة دينية سلفية كما للأستاذ إبراهيم آدم الدين.

عزيزي سيف
لن يفاجئني شيء من شلاقات الطلاب فقد كنت طالب ثانوي وقد مررت بنفس الدرب. فحين كنتم أنتم تحضرون عرقي الدونكي، كنا نحن في حنتوب نحضر عرقي التكيلات، وما أدراك ما التكيلات. كنت أعرف أن خالد حاج الطاهر مشاغب، ولنكني لم أكن أعرف أنه قد كان متربعا معكم على قمة هرم الشغب. وسوف أعود للحديث عن مر حلة الشباب وتحدي السلطة لاحقا.

أما ود زايد فمبلغ علمي أنه من شيوخ قبيلة الضباينة في منطقة البطانة، وقد كان رجلا مشهورا بالكرم شهرة حاتم الطائي. وله قدح ضخم منصوب للرائح والغادي يسمى بقدح ود زائد.
سأعود لاحقا.

استاذي الاغر
تحياتي وصادق مودتي
*استاذي كان يتسرب الينا خبر معاناتك وصولاتك امام الطغوان الاداري،خاصة امام آدم الدين،وكذلك تجاربك مع مؤسسة الهوس الديني متمثلة ،في شعبة اللغة العربية والتربية الاسلامية،نرجو اماطة اللثام عن هذه التجارب.
*ايضا لنا علم بمناوشات اساتذتنا عمر عبد الله،هاشم رياضيات،والشيخ البشري..نرجو القاء الضوء علي تلك المناوشات.
*اظن ان هنالك فرق شاسع بين عبد الحميد وآدم الدين ،فالاخير اكثر تسلطا وله مرامي ايديولوجية،بينما ينطلق تسلط الاول من منظور مهني الي حد كبير.
*بدا لي ان لكم كاساتذة تصنيفا للشغب والمشاغبين..ويبدو اننا كنا في الهرم..لكن لي سؤال..رغم ان الاخ هاشم الدقير ..رغم اختلافه الجذري عن بقية الشلة..قد كان عضوا اصيلا فيها وابا روحيا لها..وهذا كان معلوما لديكم ورغم هذا ..كان يعد عندكم وادارة المدرسة طالبا مثاليا..ونحن شلته لنا التعهدات والانذارات..فما سر ذلك؟
*اشكرك علي معلومة ود زايد ،فقدادركت جزءا منها وند عني الآخر...
*حديثك عن شلاقات الشباب يشجعني لمزيد من الحكي...
*لك صادق شكري علي مساهماتك ومداخلاتك القيمة..وهي دافع لي لكتابة المزيد عن الفيحاء..
*لك كل الود

طلبة خورطقت ما بعرفو يسوقو الطيارة؟؟؟
الدخول الي مدرسة خورطقت حلم يراود كل من جلس لامتحان الشهادة المتوسطة،فهي بسيرتها وتاريخها ،تجعل كل الطلاب وذويهم يتمنونها ويتضرعون الي الله ،ويتوسلون بالاولياء الصالحين لدخولها والتشرف بالانتماء اليها..وهي شهادة لمن يدخلها انه من المتميزين،النابهين..وقتها كان امتحان الشهادة المتوسطة ،موحدا علي مستوي القطر،وكانت اعلي المجاميع تقبل بمدرسة خورطقت،وتحرص ادارة المدرسة،خاصة في عهدي عبد الحميد محمد مدني وابراهيم آدم الدين،علي الا ينقص المجموع المؤهل لدخول المدرسة نصف درجة ،ولا مجال للتوسط في هذا الامر..خاصة في عهد عبد الحميد محمد مدني رحمه الله..ورغم ان خورطقت كانت من المدارس القومية،الا ان غالبية الطلاب كانت تأتي من مدن كردفان،بارا ،الرهد،امروابة،الدلنج،ام دم ،المزروب،وبدرجة اقل من الابيض وكادقلي…يمكننا القول بان طلاب خورطقت كانوا زبدة الطلاب،هذه الحقيقة تملا طالب خورطقت بالزهو وبذات القدر يمتلئ ذووه..وفي هذا تروي الملح والطرائف..قيل ان امرأة سألت ابنتها وكانت بها معجبة..ات يا فلانة السنة الجاية ما بقبلوكي في خورطقت؟؟..وآخرون يدخلون في مغالطة..فيسأل احدهم الآخر مستنكرا مستغربا..هو طلبة خورطقت ما بعرفو يسوقو الطيارة؟؟
يأتي الطلاب بزهوهم ،وبفرحتهم يلبسون الجديد محلقي رؤوسهم،يحتقبون حقائب من كل ضرب ولون..المدينيون يحملون حقائبا جلدية(الرهد ،بارا،امروابة،الدلنج،الخرطوم ومناطق السودان الحضرية الاخري)(وطلاب الابيض)يحتقبون حقائب يدوية محدودة السعة،ويتفقون جميعا في حمل البطاطين الزاهية الملونة،اتقاء لبرد خوطقت الذي يشتهر بصفيره..اما اهل القري ممن لم تصلهم المدنية ،فشنط الزنك او الحديد ،هي ما يحتقبون..بيد ان الجميع لا ينسون ان يحملوا معهم (البنك حايم)..صفيحتان مقرونتان تحرص الامهات علي ..وضع الكعك ،المنين،الابري ابيضه واحمره داخلهما..
من قرب مدرسة التمريض نهارا او جوار مبني توتو كورة خلف البريد..يمتطي الطلاب صهوات الباصات ،او اللواري..وهي بكل تأكيد موديلات توقفت شركاتها عن الانتاج..منها الكومر،التيمس ،السفنجة..ومنها ما يجمع بين كل هؤلاء ويزيد..ماكينة اوستن..شاسي بروقوار..بودي تيمس..جربوكس سفنجة..فالمنطقة الصناعية بالابيض تشتهر بمثل هذه الفنون..اللواري تحمل مع ركابها براميل الماء،باقات اللبن،وفي الباب الخلفي يعلق ،عدد لا يستهان به من الدجاج البلدي ارجله الي اعلي ورؤؤسه تتجه نحو الارض..والباصات تحمل الازيار ..تتراص بنسق هندسي معين ..يغني عن استخدام المثبتات والاربطة الواقية لهذه الازيار من السقوط..ويا للعجب ربما سقط ابن آدم بينما يظل احتمال سقوط احد هذه الازيار صفرا كبيرا…تيمم هذه اللواري والبصات العتيدة..شطر خورطقت عبر طريقين..طريق حلة الدونكي،وهو طريق يمر بحلة الدونكي وياتي عبر بعض الخيران التي غالبا ما تكون ملأي بالمياه ،خاصة في فصل الخريف..الطريق الآخر والذي غالبا ما تسلكه البصات..هو طريق الردمية..به نقطة تسمي القطعة..وهي عبارة عن مطب،به عديد من الحفر والاخاديد،وميلانات يوشك الراكب معها ان يتكئ علي الارض ..مستندا علي يده..يأتي الطلاب الي المدرسة ..تستقبلهم رعود من نداءات القدامي جونيوووووور..يذهبون الي

سوق عكاظ ..لمعرفة التوزيع الذي اعدته ادارة المدرسة مسبقا..هكذا يوزعون علي صفوف عدة سعة الفصل اربعين طالبا لا تزيد ولا تنقص باي حال من الاحوال ..علي كل صف استاذ مرشد ..
وداخليات عشر..بكل داخلية ست عنابر لا تزيد..عنبران صغيران(تريث وفور) في واجهة كل داخلية يتوسطهما المدخل ،وكل عنبر منهما يؤم جناحا من الجناحين اللذين تتكون منهما الداخلية..والجناحان تفصل بينهما حديقة انيقة..(تريث) هكذا تقال..وما اتينا به هنا لا يقع ضمن ما يعرف بالخطأ المطبعي..هنالك عنبران يكبران قليلا عن(تريث وفور)هما (تو وفايف)..وعنبران يكبران عن سابقيهما هما(ون وسكس)..بكل نزل فراش،استاذ مقيم (هاوس ماستر)يسكن في غرفة ملحقة بالنزل ..ورئيسان اول وثاني يسكنان غرفة ملحقة كالتي للمشرف..ولكل عنبر رئيس..رؤساء الداخلية والعنابر ،عادة ما يكونون من الصف الثالث..
علي ذكر رئيس العنبر،كنت في عنبر (فايف) بداخلية ود التوم وفي معيتي ابن دفعتي بشير الريح..عند اختيار رئيس العنبر،قرر الاستاذ حسبو (ابو الداخلية)عدم اختيار أي منا..فأختار اثنان من عنبر (ون)..محمد الحسن احمد البشير،وعبد المنعم (من اعراب الكبابيش)..علي ان يكون احدهما رئيسا لعنبره(ون)..والآخر منقولا الي عنبرنا رئيسا..ولما كان محمد الحسن احمد البشير صديقا لي وعضوا غير دائم بشلتي،نصحته بالتمسك برئاسة عنبره..بينما حمل عبد المنعم سريره الي عنبرنا،وفي باب العنبر..اخطرته ان تقدمت خطوة لرميت بك من الشباك،وكذلك فعل بشير الريح..ازاء هذا تراجع عبد المنعم لا خوفا وانما تفاديا (لناس اشتهروا بانهم لا يخافون الله ولا البشر)..ورفض عبد المنعم ان يكون رئيسا علينا..مما اضطر استاذ حسبو الذي كان يطلق علينا (التعيسة وخايب الرجا)..اضطر ان تكون الرئاسة مناصفة بين (التعيسة وخايب الرجا)..وحقا لا ادري حتي هذه اللحظة من اكون انا؟ التعيسة ام خايب الرجا؟
كما اسلفت،فان الاستاذ حسبو كان يترصدني ويسعي حثيثا لمعاقبتي وفصلي من الدراسة،بدرجة جعلته لا يسمح للصول بتوقيع عقوبة الجلد علي ..فقد كان يقوم بذلك بنفسه..كان عداؤه لي لمجرد ظنون تظناها..واحساس منه ،بأنني خميرة العكننة بالداخلية ويشمل في جنابي احيانا بشير الريح والمرحوم فخر الدين محمد صالح الذي يتاخر عني بدفعة..ومن الغرائب انني بعد خورطقت لم التقيه الا مرة وانا خريج من الجامعة..كان يتقدمني بعدة خطوات جعلتني انادي عليه..وكان عائدا لتوه من سلطنة عمان..سلمت عليه بحميمية..ففاجأني الرجل بنوبة بكاء تنتحب بحرارة..مرددا ..سيف انت ابن ناس ..انت راجل اصيل..انا ظلمتك..كنت اتخيل انك مجرد ما تضع القلم ستأتي للاعتداء علي..
هدأت من روع الرجل ،واكدت انني لا احمل عليه ضغينة وهو في مقام الوالد..واستمرت علاقتي بالرجل لا تشوبها شائبة..وكان من اقرب الناس الي،حين عملت مدرسا وهو مشرف بمكتب تعليم كردفان..وعندما تعرضت لعسف حكومة الانقاذ ..كان من الذين يقفون الي جانبي..وحقا قد اكتشفت فيه جوانب مشرقة ما كنت ادركها..فهو رجل علي وعي سياسي ..وله موقف واضح مما يجري ،علي الاقل في نطاق التعليم..
في داخلية ود التوم كان فراش السكن العم مدني حسن حسين..بقاري،انصاري..يوما حملته الحماسة ليطعن نفسه بسكين وهو علي خشبة المسرح!!كان رجلا فكها ولطيفا..يودني كثيرا..يحب الكعك،فان جدت له به،تمتعت بمزايا ليست لغيرك،منها تغيير السرير كلما (تراخت ملته)..ودخول الداخلية في الاوقات التي يحرم فيها الدخول بل يتفضل بالحماية والانذار المبكر ان كانت هنالك كشة مفاجئة..وان جدت له بشلن،كنت اثيرا لديه ولخصك بما لا يخص به احدا..ربما جاد عليك بدعوة كريمة لغداء او عشاء بمنزله بحلة العمال..العم مدني بحكم وجوده منذ تأسيس المدرسة،كان يعلم الكثير من الافكار..وكان يحفظ غرائب الكلمات والجمل الانجليزية والتي كان يلفظها لفظا صحيحا..ومتي ما اطلت دفعة جديدة،الا واستعرض العم مدني عضلاته(وفرش بضاعته للشاري والمتمن)..وكان يردد بزهو (فلقت ليك الجنير فليق).خلف العم مدني بعد انتقاله الي الادارة ..العم فضال وهو رجل يحمل اسمه بكل المقاييس..وكان معجبا بالذين من الله عليهم ببسطة في الجسم..لذلك كنت انا،هاشم الدقير،الظاهر حسن الوسطي،ممن يحبهم ويجلهم،وينظر الينا باعجاب مرددا(هلا هلا اولادي الكبار)بلهجة البقارة طبعا..او يقول مشيرا الي احدنا ولدي الغليد….

العزيز سيف الدولة

التحايا وخالص الود لك ولكل طلاب خورطقت الميامين الذين شاطرونا بها ذلك الشطر الوريف من دوحة الزمان.

حين نستذكر تلكم الأيام نستذكرها ككل مطرب، أدغم مرور الأيام خيره بشره، ولم يبق منه، بعد مرور هذه العقود التي فرقتنا في فجاج الأرض، سوى الذكريات العطرة. فالصراع من طبيعة الحياة. ومن صور الصراع ما يجري بين الكبار والصغار، والآباء والأبناء، والمعلمين والطلاب، والمحدثين، والتقليديين، وكل تلك الصور كانت متمثلة في تلك المؤسسة الضخمة التي كانت تضم حوالي الألف طالب، والخمسين معلما، وبضع مئات من العاملين، يعيشون جميعا في ميل مربع واحد!

وكما تفضلت أنت، فإن لكل من أساتذتنا عبد الحميد محمد مدني، وإبراهيم أدم الدين صفات مهنية ممتازة لا يمكن إغفالها، غير أنهما كانا متطرفين، وبشهادة الأغلبية من أساتذة وطلاب، وعامة الجمهور أيضا. وفي تقديري أن أساتذتنا عبد الحميد محمد مدني، وإبراهيم آدم الدين، قد مثلا نهاية جيل من الإداريين الذين اتسموا بالحزم، والإنضباط. غير أنهما أتيا إلى إدارة خورطقت والأمور في نهايات رحلة تدحرجها من القمة إلى السفح. وفي تقديري أنهما تأثرا ببعض صور إدارات الماضي حيث يقوم المدير بفصل عشرات الطلاب دفعة واحدة من غير أن ترمش له عين. وكثيرا ما كنا نسمع منهم قصصا عن المديرين السودانيين الأوائل. وقد كانوا يحكون عن تلك الممارسات بإعجاب غير خاف.

السياسات المتعسفة التي مارسها النظار أو المديرون السودانيون الأوائل لها جذورها الممتدة من ممارسات الإداريين البريطانيين. فالتعليم في السودان لم يكن حقا، وإنما هو أعطية من الدولة، أيprivilege وليس right. والسبب في اختيار المواقع لوادي سيدنا، وحنتوب وخورطقت، هو أن تكون هذه المدارس مجرد معسكرات بعيدة عن المدن، وذلك لكي لا يصبح الطلاب جزءا من أنشطة الحركة الوطنية المناهضة للإستعمار. وقد كان التعليم أعطية حكومية نادرة فهو مجلبة للوظيفة التي كانت حلم كل بيت سوداني. ولذلك فقد كانت الإدارات البريطانية حازمة جدا في معاقبة الطلاب. فالفرص أصلا محدودة، ومن يشاغب يتم فصله فورا، ويحل محله آخر، إذ ما أكثر الذين يحرمهم ضيق الفرص من التعليم. كان هدف البريطانيين من تعليم السودانيين هو تخريخ موظفين أرخص من الموطفين المستجلبين من بريطانيا. وبما أن التعليم يجلب الوعي السياسي والمطلبي، فقد تم عزل المدارس الثانوية من المدن. فقد رأى الإنجليز مشاركة طلبة كلية غردون في الحياة السياسية في الخرطوم، ولم يريدوا لتلك التجربة أن تتكرر في المدن الإقليمية الأخرى.

فات على المديرين الوطنيين الذي سودونوا الوظائف من المستعمر، أن ذلك التعسف ليس حزما تربويا في أصله، وإنما كان مجرد حيلة استعمارية ذكية تمسحت بالقيم التربوية من أجل إحكام القبضة ومنع التململ.

الطريف أن الحكومات العسكرية قد أفادت هي الأخرى من عزل طلاب الثانويات عن المدن. فحين يتظاهر طلاب حنتوب، يتم سحب البنطون ويستحيل من ثم القدوم إلى مدني (هذا قبل بناء كوبري حنتوب طبعا). وحين تتظاهر خورطقت، ويخرج طلابها قاصدين مدينة الأبيض لتأجيجها، تقابلهم قوات الإحتياطي المركزي عند قرية طيبة أو قرية كريمة وتعمل فيهم السياط والهراوات وتفرقهم وتشتتهم فليوذوا ببيوت قرية كريمة، وحي أمير، ولا يصل منهم واصل إلى قلب المدينة!

حين جئت إلى خورطقت في سبتمبر من عام 1974، كان مديرها أستاذنا إبراهيم عبد الله. وقد جاء إبراهيم عبد الله ـ على ما أذكر ـ خلفا للأستاذ أحمد علي نمر. كانت خورطقت مضطربة جدا على عهد أستاذنا إبراهيم عبد الله. وكان الإضرابات فيها متصلة، وكثيرا ما يتم إغلاقها لفترات. ويبدو أن ذلك هو الذي حدا بإدارة التعليم في الأبيض للإتيان بالأستاذ عبد الحميد محمد مدني، وذلك لما عرف عنه من حزم. غير أن الفترة في عمومها كانت فترة إضطراب. فبعد شهور من انقلاب مايو في 1969 بدأت أحداث الجزيرة أبا. وقد ضم المعسكر المناهض لسلطة مايو في تلك الأحداث كلا من الأنصار بقيادة الإمام الهادي، والإتحاديين بقيادة الشريف حسين الهندي، وجبهة الميثاق الإسلامي بقيادة الأستاذ محمد صالح عمر. وقد كان الشيوعيون يقفون في معسكر مايو. ولذلك فقد خلقت أحداث الجزيرة أبا عداوة قوية لسلطة مايو وسط الحركة الطلابية. ولم يمض عام ونيف حتى كان انقلاب هاشم العطا 1971، الذي حول الحزب الشيوعي إلى معارض جديد لنظام مايو. وبذلك أصبحت الحركة الطلابية، في مجملها حركة معارضة لسلطة مايو وأصبحت الإضطرابات في المدارس شأنا يوميا تغذيه القوة السياسية المعارضة التي كانت تتخذ الحركة الطلابية رأس رمح في خلق البلبلة والإضطراب. حاولت الدولة بعد انقلاب يوليو أن تخلق لنفسها سندا جماهيريا. فخلقت الإتحاد الإشتراكي وروافده الكثيرة التي امتدت إلى المدارس، غير ان تلك التنظيمات كانت تنظيمات صورية أو "ورقية" لا نفع فيها.

ذلك الوضع جعل من مديري المدارس حارسين ـ أرادوا أو لم يريدوا ـ لسلطة الدولة. وأصبح المديرون مسيسون، رغم أنفهم. هذا هو وضع المدارس الثانوية في أواسط السبعينات. ولا يمكن النظر إلى بقية التفاصيل إلا من خلال هذا الإطار السياسي المحتقن.

إذن، فإن لمسألة الشغب المشار إليها سلفا أبعادا سياسية. فهي ليست مسألة مسلك شخصي وحسب. وبطبيعة الحال فقد كان جهاز الأمن متغلغلا في كل المدارس الثانوية. والقرارات التي يتم اتخاذها ضد الطلاب في المدارس ليست دائما قرارات مدرسية بحتة، وإنما هي قرارات سياسية في كثير من الأحيان. وربما يتم اتخاذ بعضها بالتشاور مع مكتب التعليم في الأبيض، وسلطات المديرية، وبطبيعة الحال فإن لجهاز الأمن رأيه الذي يسربه للإداريين، ليتم إلباسه ثوب القرار الإداري البحت، في حين أنه قرار سياسي بالدرجة الأولى. ولذلك فقد جعل هذا الوضع السياسي المعقد بعض الإداريين ضحايا لهذه الحالة المربكة من اختلاط السياسي بالإداري.

هذا الوضع المحير يتعدى الحركة الطلابية ليشمل العمل النقابي في شكله الكبير. وهذه حالة لم تتم مقاربتها بشفافية كافية إلى يومنا هذا. فالحركة المطلبية قد أسهمت ـ في تقديري ـ في تعطيل حركة النمو في البلد. فالمعارضة قد كانت، ولا تزال، تقوم من أجل المعارضة وحسب. أي خلق البلبلة من أجل البلبلة. وهذا يقود إلى اجراءات احترازية من جانب السلطة، مما يقود إلى مزيد من البلبلة، وهكذا دواليك حتى وصل بنا الحال في جملة الأمر، إلى ما نحن فيه الآن من حيرة!

لقد كان المعلمون اليساريون منغمسون مع الطلاب في حركتهم بصورة ما. كما كانت شعبة التربية الإسلامية، وجمعية الثقافة الإسلامية، جزءا لا يتجزأ من حركة الإخوان المسلمين وسط الطلاب. ولم يكن بالمدرسة سوى معلمين جمهوريين هما شخصي، والأستاذ الريح أبو إدريس. ولم نكن نتدخل إطلاقا في شؤون الطلاب، لا من قريب ولا من بعيد. وذلك للموقف المبدئي للحركة الجمهورية التي ترى أن الواجب هو صناعة البديل بإشعال الثورة الفكرية، وليس التعبئة والتحشييد والتجييش العاطفي الذي ربما قاد في تداعياته إلأى قلب نظام الحكم ـ أي حكم ـ ولكنه لن يأتي بالضرورة بالبديل الصالح.

كان ذلك الوضع منعكسا على إجتماعات هيئة المدرسين. فهناك قلة من المعلمين اليساريين كانوا يقفون في تلك الإجتماعات ضد ما تراه إدراة المدرسة. وتحمد لهؤلاء شجاعتهم الفكرية، وعدم مبالاتهم بسلطة الإدارة، ورأيها فيهم. وقد كان هؤلاء أصدقاؤنا والأقرب إلى نفوسنا. ومنهم المرحوم آدم الصافي، والشيخ البشرى، وعمر عبد الله، وهاشم حسين، وآخرين ربما أكون قد نسيتهم بسبب طول المدة. وهناك أغالبية غير مسيسة تهمها وظائفها ويهمها رضاء الإدارة عنها. وهذه أغلبية محافظة في عموم أمرها. وعموما فالقرارات كانت تتخذ بالتصويت في نهاية كل إجتماع. فالمعارضة تقول رأيها، ولكنها لابد في نهاية الشوط من أنت تتلزم برأي الأغلبية. ومع ذلك فقد كنا نعرف أن بعض المعلمين يسربون أنباء اجتماعات المدرسين للطلاب، وهذا جزء من تعقيد الأمور الذي أشرت إليه.

أرجو أن يكون هذا العرض العام قد أسهم في الإجابة على سؤالك. فالشغب الذي يؤخذ الطلاب بجريرته في عموم الأمر، هو الشغب السياسي، وليس الشغب الشخصي، والشغبان يختلطان في كثير من الأحيان. فالتمرد على السلطة له تجليات عديدة وهي تجليات تترادف كثيرا. ففي حنتوب كنت ضمن سلة اليسار الكبيرة. وبذلك الوصف فقد كنت متمردا على القديم في مجال السياسة، وخارجا في نفس الوقت على أعراف القبيلة، لا أكترث كثيرا للرضاء العام مما هجا به ود المكي قيس بن الملوح في "إهانات شخصية إلى قيس بن الملوح" وذلك حيث قال:
أهينك ها أنا عبر القرون
أهين حلمك بالخلود العذب
أهين مرارة الكسب الذليل على حساب القلب
أهين جميع من باعوا الشباب
وفرطوا في الحب
ومن خفضوا الرؤوس وطأطأوا الهامات
واعتذروا عن الأيام
أهين لك الرضا العام!!

فالتمرد فضاء واسع كما تعلم. وهو فضاء يختلط فيه حابل التمرد السياسي بنابل التمرد الشخصي. ولي عودة قريبة، ودمت.

من جهة اليمين زميلي في شعبة الفنون في خورطقت، الأستاذ الراحل آدم الصافي. ومن جهة اليسار زميلي الأستاذ الريح أبو إدريس وهما يجلسان أمام عتبة دار بيت الأستاذ الريح.

ساحة المدرسة ويظهر في الخلفية برج الساحة الذي يحتوي على صهريج المياه في داخله. في يمين تلك الجهة من الساحة يوجد جرس خورطقت الشهير، مما يذكر بعم خالد قارع الجرس وملك الإنضباط. عم خالد نموذج للإنسان المنضبط. لا يتأخر جرسه دقيقة، ولا يتأخر دقيقة. وبين كل جرس وآخر يطوف على الفصول لتسجيل الغياب، كما يقوم بكل مهام الطباعة، من أوراق امتحانات وغيرها، وكذلك النشرة اليومية التي سوف أعود إليها لاحقا. ظل العم خالد يقرع ذلك الجرس عقودا من الزمان.

كتب عنه الأستاذ الطيب محمد علي الملقب بـ "الشاعر" وقد كان في شعبة اللغة العربية، قصيدة آية في الروعة، لم أعد أذكر منها للأسف سوى مطلعها وبيتا آخر.

خالدٌ خالدٌ مع الذكريات كلما رن جرسه في الحياةِ
يا رفيق الأجراس في كل آنٍ طوقتك الأجراس بالقبلاتِ

كنت كثيرا ما أصعد فوق مئذنة الجامع لألتقط صور خور طقت. في هذه الصورة يبدو مسرح المدرسة، ومن خلفه المكتبة. ومن مبنى المسرح يمتد إلى عمق الصورة مبنى شعبة العلوم
مما يذكر بود الريح ومحمد المصطفى، ومحمد أبو القاسم، وبفنيي المعمل حسين وعبد المنعم. وراء مبنى شعبة العلوم يظهر جزء من داخلية أبو سن ثم الأرض الممتدة حتى حلة الدونكي.

صورة أخرى إلتقطها في فصل الخريف من فوق مئذنة المسجد. يظهر في يمين الصورة جزء من داخلية الولي،
ومن جهة اليسار جزء من داخلية ود دوليب، حيث كنت أقيم. وبينهما يظهر نادي الطلبة. وخلف نادي الطلبة تظهر
حلة العمال. هل تذكر يا سيف "فرّحنا" الصبي الذي كان يعمل في نادي الطلبة؟

ومن منا يستطيع ان ينسي فرحنا وآدم بوفية؟؟

استاذي لي كثير من الصور التي سوف تعجبك..ومعظمها بكاميرتك..فقط ارجو ان تشرح لي كيفية ادخال الصورة في البوست..وستجد ما يسرك


لك مودتي

الاخ الفاضل سيف
والاستاذ الكريم الاخ دكتور النور

اتابع باستمتاع ما تكتبان عن هذه الفترة الجميلة طبعا ياسيف دفعتنا كانت في خورطقت عام 1981 ولذا لم نتقابل الا في كلية التربية 83/1984
الا انني وجدت اثاركم في خورطقت فقد عايشنا عكاظ والليالي الثقافية والادبية والاعتصامات والمظاهرات وحفلات الوداع والاستقبال والصور الجماعية كما عاصرنا ايمن حاج الطاهر اخو خالد كنا والاخ محمد علي المليح (عليه رحمه الله )نقدم ركنا للنقاش في بوفيه المدرسة اذكر ان الوكيل استاذ الطيب (استاذ فنون) استدعانا والاخ المليح وطلب قائمة باسماء الطلاب الجمهوريين افدناه بعدم وجود جمهوريين غيرنا الاثنين اصر ان العدد اكبر من ذلك وان الاستاذ النور محمد حمد جند الكثير من الطلاب قبل مغادرته المدرسة ايضا يااستاذ النور كان لك اثرا واضحا في ليالي الداخليات فبعد ذهابك تدهور المستوى الفني لطلاب داخلية ود دوليب وكان طلاب الداخليات الاخرى يتندرون بذلك من خلال تحوير الاغنية (استاذ النور وين قالوا لي سافر ..)الخ

ساعود باذن الله

صورة لفريق المعلمين. وهو فريق "ملفق" ودائما ما تتغير تشكيلته، وأكثر لاعبيه لا باع لهم في مجال كرة القدم. كل ما في الأمر أننا كنا نتلقى الهزائم
من منتخب الطلاب بروح رياضية عالية. والصورة توضح كيف أن ذلك الفريق "لحم رأس" فهو فريق يجري تطعيمه أحيانا ببعض العمال، وأحيانا
أخرى ببعض الطلاب، ولم يكن ذلك ليفيد كثيرا. فالهزائم هي قدره المقدور.
الوقوف في هذه الصورة من جهة اليمين: مولانا محمد أحمد، تربية إسلامية. عبد الواحد، لغة عربية. بابكر يوسف، المكتبة. هاشم الدقير، طالب. شخص
نسيته. الشيخ البشرى، لغة إنجليزية. عبد المنعم عمر، فني معمل. الجلوس من جهة اليمين: يوسف ماكن، لغة عربية. إمام، أستاذ التربية البدنية، وهو
لاعب قدير سبق أن لعب للمريخ العاصمي في الستينات. آدم الصافي، فنون. النور محمد حمد، فنون. ميرغني الرواي، لغة عربية. رقود: نسيت أسماء
هذين الشخصين للأسف فليذكرني بهما من لا يزال يذكرهما.

صورة لطلاب داخلية ود دوليب حيث كنت أقيم. في وسط الصورة الأستاذ محمد سعيد، مفتش الداخلية، وشخصي يقف أقصى شمال الصورة.
وضعتني هذه الصورة أمام تحدي تذكر الأسماء، إذ لم أستطع أن أتذكر ممن بالصورة سوى أسماء كلا من: صلاح العوني. محمد التاج الطاهر.
المرحوم أحمد محمد عبد الله عمران. عاصم محمد إسماعيل. الرشيد الطيب فضل السيد. إيهاب عزالدين حسن. خليل علي معروف. خالد حاج الطاهر.
مجتبى الزاكي الصديق. النور عجبنا عز العرب. الحبر محمد زين. الطيب أبو القاسم. خضر "أبو شنب"، يس، وخالد آخر لا أذكر غير إسمه الأول .

.

صورة لهيئة التدريس بخورطقت للعام الدراسي 1977-1978، وقد كان ذلك قبل مغادرتي لخورطقت بسنة، حيث مكثت بها خمس سنوات (1974-1979).
الصف الأول وقوف من جهة اليمين: الشيخ البشرى ـ يوسف، أستاذ مصري أظن أن إسمه علي. ـ الطيب "الشاعر" ـ أستاذ مصري آخر ـ أستاذ حسن.
عوض عوض الله ـ أستاذ ربما يكون حسب سيدو إبراهيم ـ عبد الرحمن ـ كريستوفر الإنجليزي. ـ ثم يوسف ماكن الذي أشعل سيجارته لحظة التصوير.
الصف الثاني وقوف: عبد الواحد ـ أحمد ألياس. ـ حمد مسؤول الصحة ـ آدم بشارة ـ محمد المصطفى. ـ عثمان ـ عبد القادر ـ عوض الإمام باشكاتب المدرسة.
عمر عبد الله ـ يس ـ أستاذ علوم نسيت إسمه ـ محمد سعيد ـ أستاذ مصري.
الصف الثالث جلوس: أستاذ مصري ـ الجزولي محاسب المدرسة ـ أستاذ مصري ـ ثلاثة معلمين لا أذكر أسناءهم ـ المدير إبراهيم آدم الدين ـ
الوكيل، محمد نور محمد مصطفى ـ محمد أحمد ـ الريح أبو إدريس ـ إمام أستاذ الرياضة.
الصف الرابع جلوس: بيلاي الإثيوبي ـ ميرغني الرواي ـ حسين فني المعمل ـ عبد المنعم فني المعمل ـ آدم الصافي ـ محمد حمد أبو القاسم ـ هاشم حسين ـ النور حمد.

الاستاذ الجليل
بالنسبة لصورة المدرسين..فالاستاذ المصري اسمه علس حسين ويدرس لغة فرنسية..هذا في الصف الاول والاستاذ المصري الآخر هو استاذ رفعت يدرس فيزياء..وفي الصف الثاني استاذ العلوم الذي نسيت اسمه هو الاستاذ محمدية الذي اتينا علي ذكره في مداخلة سابقة..وكان جديدا ينزعج كثيرا من خالد حاج الطاهر ..الذي كان ياتي بحركات واصوات تخرج الاستاذ عن الحصة..والاستاذ المصري الآخر اظنه استاذ نبيل وكنا نسميه الطرمبيل..وهو استاذ رياضيات..الثلاثة معلمين..ربما كانوا من ضمن الاسماء التي لم اتبينها في الصورة..الاستاذ خلف الله،الاستاذ الدرديري،الاستاذ حسن شريف،او اساتذة الجغرافيا الاستاذ محمد علي ،الاستاذ يعقوب،او اللغة العربية الاستاذ ود المكي،بابكر،محمد ود الشيخ..حسن ابوبكر ،التنقاري ..ايضا افتقد الاستاذ يوسف عجيمي استاذ علوم والشيخ كيمياء..الصادق فرنسي..واستاذ محمد تجاني (رئيس شعبة اللغة الانجليزية) الشهير بحلاوة رغيف..وهناك استاذ لغة انجليزية له شبه كبير باستاذ عبد القادر رياضيات..وقد كنا نطلق عليهما لقبا مشتركا لا اود ذكره في هذا المقام

بالنسبة للطلاب لو كانت الصورة واضحة..لتذكرت كثيرا منهم..بالمناسبة هل الصورة التي وضعت مع اسمك هي صورتك؟؟

استاذي..الا تذكر مباراة فريقكم ..ضد فريق الVOLUMES ويومها ،اوشكت ان تحرز في مرمانا هدفا..مما اضطرني الي ارتكاب مخالفة كبيرة معك..لا زلت نادما عليها..هل تذكر ذلك؟ وبالنسبة للشخصين اللذان يرقدان في اسفل الصورة هما آدم كهرباء،حامد المساعد الطبي والذي كان حارسا لفريقكم..ولنا معه ذكريات سنأتي عليها..وهو من اهم الاشخاص ،في حياتي الدراسية ولولاه لفصلت الف مرة من خورطقت..

الاخ بدر الدين

تحياتي

شكرا علي المداخلة،وننتظر المزيد..لي عودة لك في محطة ..كلية التربية..ربما كان ذلك ريثما افرغ من محطة خورطقت..فالي هناك


مودتي

الا رحم الله استاذنا آدم الصافي..ولي عودة اليه ..ذكرياته معنا..رحلته معنا الي بارا..وجمعية السير علي الاقدام..وكيفية تزوير الاختام

لك الود

استاذي الباهر

تحياتي ومودتي

اسعد كثيرا بمساهمتك،فقد جعلت لهذا البوست نكهة خاصة،واضفت اليه كثيرا من الالق..ومن ثم اصبح نجاحه قائما علي مساهماتك النيرة.
لا اود ان اعلق علي مداخلتك هذه ،فانا متفق معك علي ما جاء فيها ولربما وجدت ملامحها..واحيانا بحذفارها مبذولة فيما قدمته هنا ..اما نشاط الطلاب السياسي ،المظاهرات،فقد افردت لها حيزا خاصا ،سيأتي في حينه..وستجد اضاءات مهمة لهذه الزاوية..
لك مودتي

نعم يا سيف الصورة المرفقة مع الإسم هي آخر صورة لي.
الصورة السابقة سبقت هذه بخمسة أعوام تقريبا.
وكما ترى فقد ذهب نحول عيش الداخليات، الذي وصف به علي المك، بشرى الفاضل حين لقيه لأول مرة.
نعم هذه صورتي بعد أن غشيتني سمنة البيرقر الأمريكي! .... كما أن التقدم في السن يغير الملامح.
وإليك هذه الصورة التي كانت لي قبل ثلاثين عاما أمام غرفتي بداخلية دوليب. وياله من فرق.

استاذي
تحياتي

يبدو ان التحولات التي طرات علي هيأتك ،كانت تحولات قافزة..فشتان ما بين هيئة خورطقت وهياتك التي عليه صورتك الآن ..لربما انكرتك ..لو تقابلنا صدفة..علي اي يظل عذيرنا ان الجوهر هو ذات الجوهر ..النور ’’ود الترابي,,..

نظام الSAENIORITY والJUNIORITY ………..
لسيادة نظام الSENIORITY في المدرسة،يتعلم الطلاب اشياء عديدة،فالنظام يعطي الافضلية للطالب الاكبر،ويمنحه امتيازات تفوق زملائه الذين يتأخرون عنه في سني الدراسة..الJUNIOR..عليه احترامالSENIOR …عدم الحديث قبله..عدم مقاطعته..لا تجلس وهو واقف..ان تعرض لك بانتقاد او توجيه ،عليك تقبله بصدر رحب..وفوق هذا يحظر عليك ان يعلو صوتك علي صوته.فضلا عن الاعراف والتقاليد التي كانت سائدة بالمدرسة..مثلا ،اذا لم يعجبك حديث او موقف ما ،عليك ان ترفع يدك بنقطة نظام..يحرم خلع الملابس او ارتدائها امام الآخرين،فهذا امر عليك انجازه في الحمام..عدم اضاءة النور والآخرين نيام..ان كنت تأكل مع مجموعتك في طاولة الطعام،يحظر عليك القيام قبل الآخرين ،وان اكتفيت من الطعام..ان كنت بالمزيرة ،فبعد الفراغ من الشرب ،عليك ان تعبئ الكوب وتعطيه لمن يليك..لا تجري مسابقا لركوب الباص،او لنيل أي شئ قبل الآخرين..فعليك انتظار دورك بشكل طبيعي.
يلاحظ ان نظام الSENIORITY قد ولد بعض الظواهر السالبة،كمعانفة الSENIORS لل JUNIORS..فاذا ما خرج الJUNIOR من داخليته عقب جرس النوم..تعرض لاعتداء من الSENIORS..ومن اشهر المعتدين علي زماننا،دلدوم ،بشير الرشيد الرضي(ورور)،(تم ضبطه مرة وعلق انتسابه للمدرسة)،حامدنو محمود،سيد حسن الخليفة(مجروس)،حسن تاج السر،ازهري محمد احمد علي(سيحة)..من الطرائف ان احد الJUNIORS ويدعي ،ابو كزمة،وكان ذا بسطة في الجسم اوحت له ،بتحدينا ،فجاءنا يتبختر عقب جرس النوم وبداية المذاكرة الخاصة بطلاب الصف الثالث..كان ذلك تحديا غير مسبوق ولا قبول له..حاولنا الاعتداء عليه ،لكنه كان كثور اسباني ،نطحنا نطحا،ورفسنا رفسا..حدا بالزميل دلدوم وهو من ابناء النوبة المصارعين ،ان يتصدي له ..طارحا اياه ارضا..فانهالت عليه سياط(النيم) بلا عد ولا حصر..وكان عبرة لمن يعتبر.
بعض الJUNIORS تضعهم الظروف خطأ في طريق الSENIORSفتحملهم ارجلهم سراعا من خطر الSENIORS المتعطشين..مرة جاء ابن خالتي عبد المطلب محمد عبد الرحيم،ليشرب بالمدرسة بعد جرس النوم،لعدم وجود الماء بالداخليات..رآه أحدهم ..قال اني اشم رائحة JUNIOR..جحظت عينا الJUNIOR وبذا تأكد انه JUNIOR..فصاح ال SENIOR فسمعت الصيحات تردد في الفصول،والارجل تتراكض في دهاليز المدرسة وممراتها..ولكن عبد المطلب رغم ثقل وزنه..انسرق من بينهم كسهم مارق..لم يدركه احد رغم الاعداد الهائلة التي كانت تركض خلفه الي داخلية ابو عنجة.
في مثل هذه الحالات ..كان هنالك حق حماية ..يمنحه لك ،قريب او اخ،او زميل سكن..هذه الحماية من شأنها ان تخفف الضرب او تعفي عنه..
من النوادر التي لا تنسي..ان الاخ عبد الرحيم حسن الخليفة ،شقيق سيد حسن الخليفة(مجروس)..من بارا،ويساكنني بداخلية ود التوم..ولي به قربي ..ولهذه الاسباب كان لي بمثابة الاخ الاصغر..يوما تأخر في العودة الي الداخلية الي ما بعد جرس النوم..ووقع في كمين ،يبدو ان من قاموا به ،قد احسنوا اعداده..صاحوا به ولكنه افلت،كما يفلت الماء من قبضة اليد..وباءت محاولاتهم للامساك به بالفشل الذريع..فقد برع في التفلت منهم ،كتفلت الابل من عقلها..وبرع وتمهر في الهروب جريا علي ساقيه بلا تعثر،رغم المحاولات المستميتة لعرقلته وكعبلته..مرق من بينهم..كبرق

قبلي مما نعرفه نحن اهل كردفان ،او كسهم مرق مندفعا من قابه..حشود منهم تركض ركض الفهود،خلف ظبي شريد..يتصايحون خلفه جونيوووور..وهو لا يلامس الارض الا لماما..حينها كنت بداخليتي..وحين سمعت الجلبة..اعددت عدتي للحاق بالمولد..خاصة ان وقع الارجل التي تحاكي حوافر الخيل ..كانت علي مقربة منا ..بل انها تدنو حثيثا ..الي حيث كنا بداخلية ود التوم..وانا بباب الداخلية تماما..كان عبد الرحيم سهما منفلتا يمرق في وجهي..وخلفه احدهم يكاد ان يلامس كعبيه..مقام قاب قوسين او ادني او لربما كان اقرب اليه من حبل الوريد..لم يمهلني الرجل ..لاتمتع بدهشتي ..فقد حمل معه في اندفاعه ذاك(ضلفة من باب الداخلية)..تلك الضلفة ذات النملي ..رقدت كباسطرمة بين شقتي ساندوتش..شقة سفلي كنتها انا ،وشقة عليا كانها هو..افترشت ..او قل افترشنا ثلاثتنا انا،ضلفة الباب وهو..ذلك البلاط الصلب ،امام عنبر فور من داخلية ود التوم..بينما وقف المطاردون يزمجرون بباب الداخلية..
ولجملة الاواصر التي ابنتها سلفا ..خرجت الي المطاردين..بعد ان تخلصت من حمل عبد الرحيم والباب الذي رماني به ،بمساعدة من كان بالداخلية..خرجت الي المطاردين ..منعا لهم ،من ان تطال ايديهم ذاك الصيد الثمين..ولما كنت شيخا من شيوخ الSENIORS ..وكان لكلمتي وزنا ..كما لشقيقه سيد ايضا..نزل المطاردون عند رغبتي وقبلوا شفاعتي في الرجل ..ولكن بعضهم كان يعض بنان الندم علي فرحة لم تتم..فقد كانوا يقعدون له كل مرصد ..ويتحينون به الاحايين..فهو والحق يقال..قد كان( لطيعا لديحا)..
ومن الظواهر السالبة،ظاهرة الSCORE وهي اغلاق الداخليات علي طلاب الصف الاول والثاني في رمضان ،في مواقيت السحور..وتبقي بذلك وجبة السحور حصرا لطلاب الصف الثالث،ولو قدر لاحد من طلاب الصفين الاول والثاني ان يخرج من سكنه وصولا الي السفرة،حكم عليه بشرب عدد من (كور) حليب اليونيسكو،ومثلها من الشاي (بالطبع من غير سكر)،ثم ماء،وينال بعضا من الصفعات، وينتف من شعره ما تطاله الايدي،ومن ثم يمسح رأسه (بالارز باللبن)..وبعده يزف(سيرة) الي داخليته ،في حالة تؤاخي الموت.
ومن العادات الطريفة ،نوبة السحور،وكل عام يعين لها شيخ،وفق طقوس احتفالية واحتفائية بديعة،فالدفعة المتخرجة تعين شيخا من الدفعة اللاحقة،وكان شيخ نوبتنا ،ازهري محمد احمد علي الاعيسر(سيحة)،خليفة للمرحوم الدكتور احمد محمد عمران ..وهذه النوبة تستخدم لايقاظ الطلاب للسحور..وتردد لذلك اهازيج لطيفة وطريفة..خورطقت ليلك ولي ..الفوها يا اهل الله،،،،عندما يقتربون من ود التوم ..ود التوم اكل ونوم،،،ومن تكتوك ..جونير تكتوك جينا نصحوك،،،ومن دوليب..جونير دوليب باسطة وحليب،،،ومن لا تلفق معهم قافية..جونير يا شين نايم لمتين،،،هكذا تتنوع الاهزوجة من داخلية الي اخري..ويتفنن اشياخ النوبة في ضربها وفي تأليف الاهازيج..

أولا أشكر الأخ بدر الدين على التعليق.

العزيز سيف الدولة
ما تكتبه يجيئني بالكثير من الذكريات التي أوشكت أن تنطمر. ولسوف أكتب قدر استطاعتي في هذا البوست بغرض الإستفادة من هذه التقنيات التوثيقية الجديدة التي أتاحت لنا، وبشكل غير مسبوق فرصة حفظ صور تلك الحقبة. ولقد كانت سنواتي في خورطقت من أجمل سنوات حياتي، وكثيرا ما أجدني لا أزال أعيش في تلكم الأيام البعيدات.

كانت خورطقت تحتضر حين جئناها. وخورطقت كيان يمكن من خلاله قراءة مأساة التدهور التي أحاقت بمرافقنا جميعها وبكل صور حياتنا. فتدهور الكل وتراجعه المحير قد كان مندغما في كل جزئية من قصة تدهور أجزائه. ولي عودة إلى ذلك لاحقا، بشيء من التفصيل.

في العجالة المتاحة لي الآن، أود أن أعلق وأمدد فيما رويته أنت عن الأستاذ حسب سيدو إبراهيم. فقد أثرتني جدا مقابلته لك التي ذكرتها، وباعتذاره لك عن الطريقة التي عاملك بها حين كنت طالبا. وفي حيوات الطلاب السودانيين عموما الكثير مما يشابه قصتك تلك. فالمعلمون بحكم الثقافة السائدة والتدريب التربوي الذي يمكن أن نصفه بالنقص ـ وينطبق هذا علينا جميعا كمعلمين ـ يجعلنا نميل إلى إصدار أحكام نهائية على الطلاب. ولذلك فكثيرا ما نفاجأ بأن بعض طلابنا قد تغير لاحقا، وأصبح شخصا آخر. كما أن الصور التي ترسم للطلاب من قبل المعلمين كثيرا ما تكون صورا خاطئة، بل وخاطئة منذ الوهلة الأولى. والمشلكة ربما كانت أيضا في العقل الجمعي، وعدم التعود على التفكير المفرد، بعيدا عن مؤثرات عقلية القطيع.

لقد تم فصلي من الداخلية في مدرسة أبوعشر الوسطى، بسبب إضراب قام به الطلاب، وتم اختيار خمسة من الطلاب ككباش فداء، كنت واحدا منهم. وبعد أن تمت عقوبتنا بدنيا، وتم فصلنا من الداخلية، مارس المدرسون علينا قهرا نفسيا فظيعا، وكأننا أندادا لهم. في حين أن أعمارنا لم تكن تتجاوز وقتها الخمسة عشر عاما! وحين تلصق بالطالب صفة مهرج، أو جانح، أو فوضوي، أو متمرد، أو أي صفة سالبة أخرى، فإنها تظل تحاصره مهما فعل. على الأقل في الفترة التي يقضيها في المدرسة المعينة.

تخرجت من كلية الفنون كرسام، وليس كمعلم فقد كان إعدادنا أساسا إعداد لرسامين وليس لمعلمين. ومنذ يوم تخرجي أرسلتني وزارة التربية والتعليم إلى خورطقت لأعلم فيها مع أنني لم أتلق كورسا واحدا في التربية. وهذا ينطبق على كل خريجي الفنون. وحتى الذين تخرجوا من كلية التربية فلا أظن أن الإعداد التربوي قد كان كافيا من حيث المناهج وغزراة المعلومات التي تتضمنها، ومن حيث عمق تلك المعلومات أيضا. وأعني هنا بشكل خاص النظرياتى التربوية والتغييرات المتسارعة التي تلحق بتلك النظريات، مع القدرة على الإنتفاع بها وملاءمتها للواقع الثقافي المحلي، من غير الوقوع في قبضة السائد بشكل مطلق. فالمعرفة العريضة والعميقة بالجوانب السايكولوجية المتعلقة بنمو الطلاب، خاصة في فترة المراهقة ـ التي هي فترة استثنائية في عمر كل إنسان ـ مسألة مهمة جدا. وأحيانا يدرس المعلمين النظريات ليجتازوا بها امتحانات إعداد المعلمين فقط، ثم ينسونها، أو يتناسونها بعد ذلك. ويبقى الطبيق على ما هو عليه في المستقر والسائد.

لم يكن وسط المعلمين إيمان حقيقي بضرورة تجنب العنف البدني والقهر النفسي للطلاب. بل إن العنف البدني والقهر النفسي قد كانت تُرى كوسائل تربوية. وفي حالتي فإن الفكرة الجمهورية والتتلمذ على يدي الأستاذ محمود محمد طه هما اللذان باعدا بيني وبين العنف بجميع أشكاله. فالإنسان غاية في ذاته ولا يجب أن يتم أتخاذه وسيلة إلى غاية أخرى سواه. وهذا حديث ربما طال وتشعب. ولذلك فأكتفي منه بهذا القدر.

ذكرني ذكرك للأستاذ حسب سيدو إبراهيم بنشرة خورطقت اليومية. وحين جئت إلى شعبة الفنون وجدت تلك الإصدارة اليومية تخرج بالرونيو، ويكتبها الباشكاتب بالآلة الكاتبة. وكان تحريرها من مسؤولية شعبة اللغة العربية. فتوليت أمر كتابتها بخط اليد. وقد جودت خط اليد على شمع الرونيو بحكم كتابتي لمنشورات الجمهوريين لسنوات طويلة. كما قمت بإدخال الرسومات عليها، فأصبح شكلها يشبه شكل الصحيفة. كانت تجيئني المواد من أخبار ومعلومات من الأستاذ سعد أبنعوف بشعبة اللغة العربية في حوالي الحصة الثالثة بعد الفطور. وكنت أعكف على كتابتها على شمع الرونيو. ثم يأتي العم خالد ليأخذها للطباعة على ماكينة الرونيو، ويتم إلصاقها على لوحات المدرسة قبل الفسحة الثانية. في الفسحة الثانية يتحلق الطلاب حول تلك النشرة. فهي تحمل الأخبار اليومية، ومنافسات الداخليات، وأنشطة الجمعيات المختلفة في العصر. كما تحمل مواد خفيفة أخرى.

وفي فترة من فتراتها حفلت باللطيف من الشعر الحلمنتيشي الذي تبادلته مع الأستاذ الطيب محمد علي الملقب بـ "الشاعر". وللطيب محمد على ملكة عالية في نظم الشعر العمودي. وفي أحد الأيام أحب سعد أبنعوف أن يداعب الأستاذ حسب سيدو إبراهيم. أنزل سعد إعلانا في النشرة يقول أن الأستاذ حسبو قد فقد ديكا، وأن على من يجد ذلك الديك أن يذهب به إلى ميز العزابة، وليس إلى منزل الأستاذ حسبو. وتوالت الأخبار والأوصاف عن ذلك الديك في النشرة حتى حمل عنوان ذلك الجزء من النشرة إسم "المسألة الديكية"!

وكنا نتناول أحد الوجبات في ميز العزابة كالعادة، فاقترح عليَّ سعد أبنعوف أن أداعب الطيب الشاعر ببعض الأبيات، فلعله يكتب شيئا في أمر ذلك الديك المفقود. فاستجبت لطلب سعد وكتبت بعض الأبيات في النشرة اليومية موجها الحديث إلى الأستاذ الطيب محمد علي، قلت في تلك الأبيات الثلاثة:

يا شاعر الفيحاء مالك صامتاً، وقضيةُ الديك الفقيد مثارةٌ
بين الدلاء دلاؤكم مفقودةٌ، هذي إليك من الصحاب إشارةٌ
جد بالقريض على الفقيد معزيا حسبو، وقل ما في الحلوق مرارةٌ

ويبدو أن الأبيات قد أحدثت فعلها في شحذ قريحة الأستاذ الطيب محمد علي، فرد في اليوم الثاني بقصيدة طويلة طريفة، على نفس البحر والقافية أذكر منها:

يا نورُ للفيحاء أنت منارةٌ ولديك في دنيا القريض إثارةٌ
إني حسدت الديك وهو مُؤَبَّنٌ، وحسبت أن الشعر فيه خسارةٌ
قد قلت في نفسي لسعدٍ ما ترى: لو كان فقدك نعجةٌ وحمارةٌ؟
فهو المؤذن، غير أن أذانه في الأصل تهريج بنا ونكارةٌ
وعلى الموائد زينة لطعامنا، سال اللعاب ونفسنا أمارةٌ
وكذاك يعجبني إذا هو قد غدا بالزيت مطليا، عليه بهارةٌ
وعلى الموائد زينة لطعامنا، سال اللعاب ونفسنا أمارةٌ
ما أعذب اليخني لمن هو آكلٌ وكأنه لأنوفنا عطارةٌ

إلى أن يقول:

يهنيك سعدا أن ديكك قد رقا دنيا الغرام وتلك منه جسارةٌ
ولقد تعلق قلبه بدجاجةٍ هيفاءَ، إلا أنها نفَّارةٌ
لا لن يعود إليك إلا غانما والعرس قد نُقرت له نقارةٌ

وأعود لأواصل لاحقا.

استاذي الاغر

التحيات النواضر
*لا اخفيك ، انني حين افترعت هذا البوست كان واحدا من اهم اهدافه،(قج الشرك لاستاذ النور)ويبدو انني نجحت في ذلك،وسعد بوقوعك في شراكي عدد لا يحصي ولا يعد من طلابك ومعجبيك،ويبدو ان لهذا البوست قراءا عديدين من خارج عضوية البورد،هاتفوني نادمين علي عدم استطاعتهم المشاركة،علي اي ..هم في غاية السعادة به،اكثر المعجبين به وبمساهمتك او قل وقوعك في الشراك،المهندس بلة البكري ،رئيس داخلية دينار 76/77 والذي لم التقيه منذ ذلك التاريخ،هاتفني ذات نهار من هونج كونج..يغريك سلامه ويثمن ما تبذله في هذا البوست.ولربما اسهم عن طريق بريدي ،فلو فعل ،سأقوم بوضع مساهماته هنا،ان شاء الله.
*اعلم تماما ان كثيرا من اساتذتنا يحكمون سلبا وبصورة نهائية علي طلابهم،ولا يستطيعون ان يروا الايجابيات والالتماعات المكنونة تحت دثار الفوضي والشغب.وكثير من اساتذتنا ،اكتشف حقيقتنا ،فكان بيننا وداد كبير..وفي ذكرياتي ستقف علي ذلك..وربما كان ذلك في الحلقة بعد القادمة..فمثلا كان من اقرب اصدقائي الاستاذ عثمان محمد الحسن،يسن الطيب،بابكر يوسف(مكتبة)الشيخ البشري،هاشم،عمر عبد الله،آدم الصافي،حسن احمد يوسف،آدم بشارة،عبد الرحمن احياء،هؤلاء استطاعوا ان يروا الجوانب المشرقةفي.
*اشكالية الاعداد التربوي للمعلمين في كليات التربية ومعاهد المعلمين،موقوف علي النظرية كما تفضلت ،وعلي الرؤي المفارقة لمجتمعنا..وخريجو هذه المؤسسات فشلوا في موضعة ما درسوه ليتماشي مع واقعنا..فضلا عن ان مؤسسات المجتمع ،ادارات المدارس،التقليديين لا يساعدون هؤلاء في تطوير الممارسة التربوية في المدارس..وهذا جانب ربما تطرقنا له حين نعرج علي محطة كلية التربية..آمل ان يشاركني الاخ بدر الدين وعبد الله عثمان في ذلك..فقد درسنا علم النفس،الفلسفة،المنطق،تاريخ التربية،المناهج،الارشادcounselling &guidance..anthropology..socielogy..principles of economics..socio economic aspect of sudan..consumer education ..والعديد من الكورسات والمواد التي لم تبق لدينا منها الا اسماءها ومقدار حسوة من كل منها..لاننا كنا مضطرين في الحياة العملية للالتزام بمنهج وزارة التربية واللائحة المدرسية،واسقطنا ما درسناه ولم نطوره..فعلوم التربية كسائر العلوم الانسانية لا تتسم بالسكون،وانما هي ديناميكية ،متحورة ،متطورة،وفقا لتطور الانسان والمجتمعات..وكل يوم هناك جديد في النظريات التربوية،طرق التدريس والارشاد
*اذكر نشرتكم التي كنا نتحلق حولها نقرؤها بنهم..وللعلم فقد كانت تتسرب الينا بعضا من قفشاتكم،مماحكاتكم لبعض..ما بينك والشاعر..وما بين ابو جلابية واستاذ خلف الله..آدم الصافي وآدم بشارة..نأمل ان تستعرض تلك الذكريات.
*ما جري بينك والشاعر مدهش،وللشاعر قصيدة مجد فيها خورطقت وابراهيم آدم الدين والتي يقول في شطر من ابياتها
والفضل بعد الاله يرجع الي آدم الاديان
لو كنت تذكرها نرجو تسجيلها هنا او بعضا منها.
*ليت الاخوة بدر الدين،بشير محمد اسماعيل،عبد المنعم عجب الفيا يسهمون معنا ويدلون بدلائهم.
*لك وللقراء صادق مودتي.

شكرا سيف الدولة
تحياتي لك ولكل أبناء خورطقت الميامين

لقد تحدث معي بلة البكري مشكورا قبل فترة بالهاتف من هونج كونج. وبمساءلته عن كيف سارت به الأمور بعد جامعة الخرطوم، حكي لي عن تجربة دراسته في انجلترا. وقد أثلجت صدري النجاحات الكبيرة التي حققها في مجال الهندسة، مما جعله اليوم من المشرفين على واحد من أكبر مطارات العالم.

كانت لي ولصديق العمر الراحل آدم الصافي مشاغبات كثيرة مع الأستاذ الطيب محمد علي. وكنا نناوشه ونعاكسه قائلين له إنه ينتمي إلى شعراء البلاط. فهو قد مدح المدير آدم الدين بضع مرات على ما أذكر. ولم يكن الطيب يغضب منا. فهو يعلم أننا نمازحه، وإن علم أيضا أن مزاحنا له لم يخل من رأي معارض لما يقوم به . وهو رأي لم نكن نقوله وراء ظهره وإنما نسمعه إياه من أفواهنا.

الطيب محمد علي شخص لطيف، وودود، ودمث الأخلاق. وكان كثير الضحك، وكثير الدعابات، وقد مقتدرا فعلا في مجال النظم وله ملكة في تطويع اللغة شعرا، وفي عجم عودها. أذكر نفس البيت الذي تفضلت به من تلك القصيدة، ولا أذكر أكثر منه. غير أنني أذكر بضع أبيات من قصيدة ثانية ألقاها في حفل صغير للمدرسين في نادي الأساتذة. وقد كان آدم الدين على رأس ذلك الحفل.
يقول مطلع القصيدة:

الشعرُ بالمدحِ يغريني ويقريني إن كنت أنظمه في آدم الدينِ
فهو المدير الذي ظلت تؤمله طقت على الدهر مذ خمسٍ وعشرينِ

إلى أن يقول:

على محياه سيما الزهد بارزة وفي طواياه أمجاد السلاطينِ

ويقصد الشاعر بالسلاطين، سلاطين الفور، فآدم الدين من أبناء الفاشر.

ومما أذكر في مداعاباتي الشعرية للطيب الشاعر، أبيات نشرتها في النشرة اليومية بعد أن تغلب فريق داخليتي "دوليب" على فريق داخليته، "أبو عنجة". وأذكر أننا غلبناهم بثلاث أهداف. وعند نهاية المبارة أحرز فريقهم فينا هدفا. وكان هدفا طريفا. إذ أخطأ أحد مدافعينا الذي حاول أن يبعد الكرة من منطقة المرمى فارتضمت الكرة بواحد من لاعبي "أبو عنجة" وقد كان واقفا بلا حراك، لتنحرف عن مسارها وتدخل هدفا لصالحهم.

قلت للطيب:

يا شاعراً قد كان بالأمس القريب مغرِّدا
مالي أراك مكشراً والفكر منك مشردا؟
خلِّ التجهمَ، إن غلبك كان أصلاً واردا
وأحمد لربك أنه أعطاك من باب الندى
قوناً أتاك وأنت لا رِجلاً رفعت ولا يدا

وقد أغاظت هذه الأبيات الأستاذ الطيب فعلا، بسبب تعصبه الشديد لداخليته. فجاءني في مكتب شعبة الفنون يلومني، فطيبت خاطره وقلت له أنني فقط أحببت أن أجعل من المناسبة فرصة لكتابة شعر طريف لا أكثر. فإنه لن يزعجني كثيرا إن انهزمت داخليتي، وما أكثر ما انهزمت داخليتي في المنافسات الرياضية. فرجع في حالة أحسن من التي جاءني بها. غير أنه أرسل لي ردا في اليوم الثاني وقد قمت بنشره في النشرة. غير أنني لا أذكر منه شيئا الآن.

سأعود بمزيد من الذكريات ومزيد من الصور.
ومرة التحية لك ولكل أهل خورطقت طلابا وأساتذة وعاملين. وسوف نعود إلى ذكر الكثيرين منهم.

شكرا لك استاذي علي هذه الاضاءات ..وايه يا مولاي ايه

الله لا بارك فيكم..اسع زولكم الجبتو لي دا نجيب ليهو جفت قدرو من وين؟؟!!!!!!…..
كان علي عهدنا بخورطقت موظفين ملحقين بالادارة،يتسمون بالصمت ،الطول الفارع ،ضخامة الجثة واتساع المناكب..كنا لا نودهم لهيئتهم تلك المخيفة،رغم انهم لا يتداخلون معنا..ولكن وربما لارتباطهم بالادارة ،وما اتصفت به الادارة من عسف وتزمت ايام عبد الحميد ومن بعده آدم الدين..علاوة علي هييئتهم التي فصلنا في توصيفها ..كان انطباعنا عنهم يلونه التهيب واللا ود..هم حمد صحة..الجزولي حسابات..عوض الامام او عوض الباشا الباشكاتب..رغم انني حين جمعتني الظروف بالاخير وجدته ودودا ضاحكا ..لسانه مما يقال عليه(متبري منه)..وقد وقف بجانبي وقفة صلبة ايام محنتي التي وضعني فيها ،الاستاذ حسبو وعوض عوض الله (سبق سردها).ولربما كان الآخرين كعوض امام..وعلي النقيض من هؤلاء ..كان هنالك رجل ارتبط بالادارة..صامت لا يتحدث..لا يتداخل مع الطلاب..لكنك لا تملك الا ان تحبه وتحترمه..كنا ننظر اليه باحترام واعجاب مؤسطر..نلقي عليه التحية باحترام ويردها باحسن منها..رغم مايبدو عليه من علامات الخجل والارتباك..فهو رغم بعده عن الطلاب الا انه ممن يلتصقون بالذاكرة..ذلك هو..العم خالد او خالد جرس..وقتها كان له اكثر من عقدين من الزمان ،يمتهن فيها قرع الاجراس..وقد قيل انه يذهب ليقرع الجرس من غير ان ينظر الي ساعته..ولم يخطئ مطلقا في مواقيته..فهو في ذلك كالاجل لا يستقدم ثانية ولا يستأخر.
وهناك عامل البريد ..العم برير..رجل ضاحك..طيب ..بشوش الوجه..وكان هناك فني المعامل ..اذكر منهم عبد المنعم عمر،وحسين..وممن اذكرهم ..عامل الكهرباء ..آدم كهرباء ،كان متداخلا مع الطلاب ،صديقا لهم،يحرص علي ان يلعب معهم الكرة رغم (شتارة)ادائه.
في عيادة المدرسة او الشفخانة..كان هنالك المساعد الطبي..حامد وهو رجل حي..قدم مساعدات كبيرة لحماية الطلاب من العسف الاداري التي تميزت به خورطقت..فكلما ضاق الحال بالطلاب لجأوا الي حامد..ليمنحهم الاجازات..او ليبرر غيابهم عن الحصص او المذاكرة الالزامية..وفي شبابه كان حامد لاعبا لكرة القدم..وقد لعب لاحد اندية الدرجة الثانية بالابيض واظنه الشروق،وكان حارسا للمرمي..لذا حجزت هذه الخانة باسمه في فرقة المدرسين…حامد هذا..كثيرا ما استعنت به في تبرير غيابي عن الحصص او ذهابي الي الابيض..فهو علي الدوام يعد لي تحويلا لازما لمستشفي الابيض او راحة عن الدراسة.
لنا معه طرفة..لا تنسي..فقد قبل بالمدرسة طالب من الجنوب ..ب.أ.دينج..وقدره اتي به الي داخلية ود التوم..واضمرنا في انفسنا..ان نكفر عما ظنناه ذنوبا في ذلك العهد ..بل طمعنا في نيل ما هو خير من حمر النعم..انا ،صديقي هاشم الدقير،بكري كرار مقفي..وسوسنا له حتي اسلم..وليكتمل اسلامه كما كنا نعتقد..اقنعناه بان يتم ختانه..فكان ظننا ولعله صحيح..ان اسلام الرجل لا يكتمل الا بما يقتطع منه ..ذهبنا به الي حامد..الذي نصحنا بان يتم هذا الامر في اجازة الفترة التي كانت علي الابواب..حتي لا يتعطل عن الدراسة..وحتي لا يكون للامر اثرا نفسيا عليه..فالامر يتطلب حجزا بالشفخانة(التي كانت بها بعض الاسرة)..بدا لنا حامد مترددا ..فخفنا الا يختن الرجل ..ناقشناه في الامر..ادعي انه يخاف المضاعفات..وكان لا يقدر علي التمييز ..هل هذه طهارة عادية..كما سماها..ام عملية جراحية..فان كانت عملية جراحية فهو غير مأذون باجرائها فهذا شأن الاطباء لا المساعدين الطبيين..كما برر ..بانه لم يسبق له ان ختن رجلا كامل الرجولة والاعضاء،كما هو الحال بالنسبة لصاحبنا..بعد التي واللتيا بددنا مخاوفه ..فقد خفنا من ان يضيع علينا تردده حمر النعم..اخيرا وافق حامد ..قائلا:-الله لا بارك فيكم اسع زولكم الجبتو لي دا ،نجيب لي جفت قدرو من وين؟؟..ويبدو انه قد نجح في ايجاد الجفت المناسب..فقد ختن الرجل في اول يوم للاجازة وآخر يوم في الفترة الاولي ..وقد حرصنا علي حضور المناسبة ..ومعاودته وهو راقد بسرير الشفخانة يرتدي جلبابا خفيف الزرقة.. مما يسمي (لبني).
كان رفيق حامد في العيادة الممرض الشهير العم شوقين..وهو علي شاكلة حامد في تعاونه مع الطلاب..ويزيد عنه بساطة ونقاء قل ان تجدهما في بشر..وهو يصدق كل ما يقال له..يحسب ان كل الناس بنقائه وصفاء سريرته..عندما يغيب حامد عن العيادة يستغل الطلاب ذلك..فيذهبون الي العم شوقين..يشكون له غرائبا من الامراض التي ما وردت اطلاقا في أي قاموس من قواميس الامراض وعلوم التطبيب..كقولهم ،عندي انكشاح في اللابوريا او باستخدام اللغة الانجليزية differential equation,torrential rain,catestrophe,والغريب في الامر ان العم شوقين ..لا يستفسرك عن هذا المرض الغريب ..بل يردد بطيبة تكسر القلب..يا سلام،الله يشفيك يا ولدي،دا جاك متين..وربما جاد لك

بشربة قلوي او سلفة او أي من العقاقير متعددة الاغراض والتي كان شائعا استخدامها في ذاك الزمان..هي تعالج أي مرض ..ولا اظن ان لها ضررا..الا ان الامر لا يقف الي هنا ..وانما ينتهي براحة تبلغ الثلاثة ايام احيانا..وهذا ما يبتغيه الطلاب .
مرة وفي عهد عبد الحميد محمد مدني..في رمضان..يوم جمعة ماطر..عصرا،ذهبنا انا ،محمد الحسن احمد البشير ،الجاك محمد علي (بازنقر)..الي جبل الداجو..وتسلقناه الي قمته حيث تلك الصخرة المستطيلة المنتصبة علي هامته..وعند بلوغ القمة..وكنت ارتدي(كبك)..زلت قدمي وتدحرجت بالناحية المعاكسة من الجبل..كادت عنقي ان تدق،وروحي ان تزهق..انسلخ جلد بطني،ووجهي،وركبتي..وجرحت غائرا في مؤخرة رأسي..ونزفت دما اصبحت معه جلابيتي ناصعة البياض.. قانية الاحمرار..عدنا الي المدرسة مغربا وذهبت الي العيادة بعد الافطار ،لم يكن حامدا موجودا ..كان هناك العم شوقين..علم عبد الحميد بالامر ..فأتي الي العيادة..وقتها كان العم شوقين يحقنني بالمخدر لخياطة جرح الرأس،ويبدو انه حقنني في جلد ميت..مما ترتب عليه اجراء عملية الخياطة..تحت الم لم تفلح العمة التي مدني بها صديقي الفاتح محمد نور،رغم ما اعملته فيها من عض ومضغ ،في تخفيف الالم..ولكني عندما سمعت المدير..يقول دا منو؟ ويجاوب بنفسه..سيف الدولة!!ذهب الالم عني مهابة من وقوف الرجل خلفي ..فلا ادري ماذا يفعل بظهري او حتي رأسي المجروحة..فلا غرابة ان امتدت يده بأي فعل عنيف..تقدم خطوة ،جعلته في مرمي نظري..اشعل سيجارة ثانية بعقب التي كانت بفمه اولا..استأنف سائلا..مالك؟..اجبت ..وقعت من الجبل..الوداك شنو؟؟..ثم استدار ليخرج..ما نمت تلك الليلة وما نام اصدقائي..فالامر مؤكد فصل من الدراسة..
صبيحة اليوم التالي..وانا بالداخلية..ياتي العم مدني مهرولا في حالة رعب وفزع..الملعون دا جاك يا ولدي..سمعت جلبة امام العنبر..لحيظات وكان عبد الحميد امامي ..بلا سلام..البس ملابسك وحصلني في العربية برة..الي اين لم ادر..لم يقل هو..ركبت معه العربة،وانا ارتجف..ربما قرر فصلي علي هذه الطريقة الدرامية..مؤكد انه سيلقيني في الابيض..او ذهب بي الي موقف بصات بارا..ليقول لي تاني ما اشوف وشك دا..هكذا حدثتني نفسي،وهكذا دارت الهواجس في رأسي المعصوبة،وربما بدا ما اعتمل فيهما، علي وجهي الذي غطاه (شاش) العم شوقين..عندما تجاوزت العربة كبري الردمية الاول..قال: انا حأوديك تعمل اشعة وترجع المدرسة الساعة اتنين..مصائب انتو..اسع لو ما وديتك بت احمد(والدتي)واحمد خليل ما يريحونا..فالرجل تربطني به صلة قربي ،ونحن جيران ببارا،وصديق حميم لوالدي..ذهب بي الي الاشعة..كان فيها قريب لنا ..صلاح حسن ابو..سلمني له ،قائلا ..تعمل ليه صورة ويقعد هنا حتي الساعة اتنين ما يمشي أي حتة..ربما كان ذلك في تمام الساعة التاسعةوالنصف والصورة لا تستغرق اكثر من عشرة دقائق..بعدها جلست علي كنبة انتظار المرضي معتقلا الي الساعة الثانية..حيث حضر عبد الحميد..قائلا:يلا ..تبعته الي البص المخصص لابناء المدرسين الذين يدرسون بالابيض..وقد كان واقفا امام المستشفي..قال:عم عربان (السائق) ..الولد دا وصلو معاك المدرسة وما ينزل في أي حتة ..فاهم…ويبدو ان العم عربان كان يفهم ..عدت الي المدرسة ووجدت ان الذهن الشعبي،كما كنا نصطلح(أي عمل الخيال)..الذهن الشعبي للطلاب والعم مدني وغيرهم..خلق من الروايات ما لم يخطر علي عقل بشر..من قال انه دخل علي ضربا ولكما ثم جرني جرا الي العربة ليرميني بالابيض..ومنهم من قال انه فصلني وحملني الي بارا ليسلمني لاهلي ..وهذه رواية اولاد بارا الذين يعرفون العلاقة..وانه حملني لتسليمي للامن بالابيض فانا شيوعي…وعملت شنو وشنو في حلة الداجو..وغيره من حكاوي..ولم يكن في مقدور احد ان يتصور ان عبد الحميد قد فعل ما فعله معي!!!

العزيز سيف الدولة

أرhك تعيد تركيب خورطقت من جديد بعد أن تفككت في الواقع، وتفككت في الذاكرة أيضا.

ذكرك للأسماء يعيد صور الأمكنة حارة إلى مقدمة الذهن. تذكرت العم شوقين أبو عنجة الرجال الصالح. عم شوقين ولي من أولياء الله المخفيين.. لم أر رجلا بطيبة قلب ذلك الرجل. كنت كثيرا ما أصاب بالملاريا فألجا إليه ليعطيني الحقن، وكان يمطرني بسيل من الدعوات الحارة بالشفاء مع كل حقنة.

وعم شوقين يذكرني بأحمد "الطربان ديمة" وهو ممرض التحق بالعيادة في فترة من الفترات، وقد كان كثير الترنم بالأغاني. تراه ماشيا من مكان إلى مكان وهو يترنم. كانت له شخصية عذبة وجذابة عذوبة أهل كردفان. وما أدراك ما عذوبة أهل كردفان. حين جئت إلى خورطقت بدأت التعرف على الرقة الكردفانية، وهي رقة تطالعك في كل شيء وتتبدى أكثر في المفردة والعبارة والهجة الحلوة التي ينطقونها بها. ولا غرو أن اجتاحت حواضر الوسط والشمال في تلك الحقبة أغاني كردفان التي أخرجها عبد القادر سالم ورفقاؤه من الحيز الكردفاني المحلي، إلى الفضاء القومي. وقد شكل ثنائي عبد القادر سالم والشاعر عبد الله الكاظم، رأس الرمح في تلك النقلة الكبيرة. أما عبد الرحمن عبد الله، وإبراهيم موسى أبا فقد افترع كل منهما لونية متميزة، خاصة به.

ما أعذب مثل هذه التعبيرات: "حمامة يوم فريتي، ريقك نشف بليتي، أمانة كان تبيتي بعيد من الكوكيتي". و"نتلاقى نتلاقى في الرملة الدقاقة". ثم،
"ويكة الخريف خدرا، شايلالها نوارة. النوم جفا عيونا، سوانا سهاره. بيك الفريق نور يا ست بنوت بارا". ثم، صديق عباس زميلنا في كلية معلمات الأبيض، وغناءه لشعر ناس دار الريح: "برق براقا قبلي فوق عربي وفوق إبلي، يا بخيت أحلب لي، لبن أم زور طايب لي .. جافت بيك أم قجة، وطالت بيك المدة، الزول أب سنا فضة مالو السلام ما برده؟"

كان أحمد "الطربان" يزورني في غرفتي بود دوليب ويأتيني بأشرطة الكابلي. في تلكم الأيام كان الكابلي مغتربا بالسعودية وقد جعلت منه تلك الفترة القصيرة من الإغتراب شعلة من النشاط الفني بعد أن ركد نسبيا لبعض الوقت. تلك أيام "زمان الناس هداوة بال وإنت زمانك الترحال". وكانت كذلك أيام "يا شوق يانغم"، وأيام "كم دمعة سالت فوق خدود الشمعة". و "أنا أبيك للذكرى ويجرى مدمعي شعرا". كان أحمد هذا يعبد فن الكابلي، وكان حريصا كل الحرص على الأشرطة التي تخرج في الخرطوم عقب عودة الكابلي إلى السودان في عطلاته.

وبذكر الشفخانة، تأتي صورة دكان عم علي بابكر. الذي يفتح على الشفخانة، وتردني بذكر ذلك الدكان الذي كان مركزا للحركة في خورطقت، صورة حسين علي بابكر خلف الكاونتر بعراقيه المتسخ وسمته الجاد، ومساعده بشير صاحب الإبتسامة الدائمة. من أمام هذا الدكان تخرج عربة المصاريف في الصباح، وما أدراك ما عربة المصاريف. كومر بصندوق خلفي طويل مغطى بمشمع أخضر. وغالبا ما يقوده العم جمعة. يتجمع الصبيان والصبية الذين يعملون في بيوت المدرسين بسلالهم في الصباح متجهين بعربة المصاريف إلى سوق الأبيض. تقف العربة هناك في الشارع الواقع شرق مربع سينما كردفان في مواجهة مبنى بنك السودان، وتنتظر لساعتين تقريبا يعود بعدها المتسوقون بلحومهم وخضرواتهم إلى خورطقت. فحلة المعلمين وحلة العمال تعتمدان في المعيشة اليومية على هذه الرحلة اليومية لسوق الأبيض. وغالبا ما يكون في هذه العربة عبدالله محمد علي الذي كان موكلا بإحضار البريد من الأبيض. كما كان يرجع بها بعض المعلمين العزابة الذين يبيتون أحيانا في الأبيض ليلة الجمعة، خاصة عندما لا يكونون مرتبطين بحصص صباحية في يوم السبت.

ومبنى الدكان يضم في جانب منه النجاريبن، إدريس ومحمد المهدي. وقد كنت زبونا دائما لهما بحكم عملي بشعبة الفنون، وحاجتنا للأطر الخشبية التي نشد عليها قماش اللوحات.

أصبحت لدكان العم علي بابكر أهمية متزايدة مع تدهور حالة االطعام في السفرة. فكثيرا ما يذهب الطلاب إلى السفرة في ساعة الوجبة ليأخذوا الخبز ثم يأتون إلى دكان عم علي بابكر لكي يحشو ذلك الخبز بالمربى والطاحنية. لقد أصبح أكل السفرة في فترة من القترات شيئا لا يطاق. وقد كانت تلك من أهم علامات التدهور المريع الذي أصاب الأجهزة والمرافق. لقد أصبح زيت العون الغذائي، ولبن البدرة الذي يأتي به العون الغذائي، وتونا العون الغذائي جزءا كبيرا من طعام الطلاب. وكل تلك الأشياء كانت قديمة، وربما نافدة، وغريبة الطعم، بشكل يصعب معه ابتلاعها. فكأن الدولة قد تخلت عن طلابها ووكلت أمرهم إلى مؤسسات تقديم العون الدولية. كلما أفكر في كيف سارت الأمور عندنا في حقبة ما بعد الإستقلال، كلما أصاب بالدهشة من عجزنا في إدارة أمورنا بشكل صحيح.

حين جئت إلى خورطقت كانت شعبة الفنون خالية الوفاض من الأدوات والمواد. فصلت بين تخرجي من حنتوب، وبداياتي لحياتي العملية كمعلم في خورطقت، أربع سنوات فقط. في هذه السنوات الأربع تدهورت الأمور بشكل مريع. أوقفت وزارة التربية استيراد مواد الفنون من انجلترا كما كان عليه العهد في السابق. وسحبت سلطة النظار في الإستيراد المباشر من الخارج. وبعد سنوات قليلة خويت مخازن المواد في المدارس وتقلصت برامج التربية الفنية. حين تركت حنتوب كان قسم الخزف يعمل، وعجلات الخزف تدور. كما كان قسم النحت والتجليد وطباعة الأقمشة يعمل أيضا. وحين وصلت إلى خورطقت وجدت ذلك الجزء من مبنى الفنون الذي كان مخصصا من قبل للخزف والنحت والتجليد والطباعة قد تم هجره تمام، ولا حركة حوله. أصبحنا نأخذ بضع مئات من الجنهيات هي كل ميزانية الشعبة في العام ونذهب بها إلى مكتبة العم عبدالرحمن أحمد عيسى في الأبيض لنعود بكرتونة صغيرة فيها حفنة من كراسات الرسم وأقلام الرصاص، وبعض الألوان التي لا تسمن ولا تغني من جوع. كان مسلسل الإنهيار يتمطى أمامنا ونرى تمطيه ذلك بأم أعيننا كل صبح جديد.
وسوف أعود لأواصل

صورة أخرى من مئذنة المسجد في إتجاه شرق الشمال الشرقي. ويرى في قلب الصورة مبنى الكنتين الذي يضم دكان العم علي بابكر
وورشة النجارة التي جرى ذكرها. كما تشاهد في الصورة سيارة العم علي بابكر الشهيرة التي كان يأتي بها يوما بعد يوم من
الأبيض لمتابعة عمل الدكان مع إبنه حسين. ويستخدم العم علي بابكر هذه العربة في نقل البضائع إلى الدكان. وخلف مبنى الكنتين
تشاهد بيوت حلة المدرسين وجزء من روضة الأطفال شبه المهجورة.

استاذي الاغر
كل الود لك
*ليت خورطقت تعود..مدرسة قومية نموذجية..هذه امني آمل ان اساهم يوما في تحقيقها..فأنا اسير لها ..متيم بذكرها.
*بلا ادني ريب العم شوقين ولي من اولياء الله..لا ادري اين هو؟هل هو علي قيد الحياة؟هل له ابناء؟..احس دوما ان علي دين واجب السداد لهؤلاء الاعمام وذويهم..اسأل الله ان يوفقني في ذلك.
*احمد الطربان ديمة!!فتشت عليه في دفاتر الذاكرة فلم اجده..ربما كان قبل مجيئنا الي خورطقت.
*سعدت بأحتفائك بكردفان،اهلها،فنها..نأمل ان نقدم جهدا مشتركا للتعريف بكردفان..فأهل السودان يجهلونها..
*للكابلي حيز في ذكرياتي ..خاصة عندما نمر بالصديق بكري كرار مقفي(زمان الناس)..وبالفعاليات الليلية(خارج التخطيط)،بميدان ون..(القوز علينا ظلم..تشيلو السيدة تشيلو حرم)..واك ،ايا ايا،ورورووووك..
*دكان العم علي بابكر لي عنده وقفات ..فالي حينها.
*متي ما الممت بكيفية وضع الصور هنا..لك مني صورا ستنال اعجابك.

*تحياتي لك والقراء الكرام.

منو الحمار الرافع كرعينو الاتنين دا..
وفي ذكر الشخصيات التي التقيناها في خورطقت..لا انسي الصولات..العم فرح..العم يحيي..وعلي آخر ايامنا ود الضو..فقد كان ود الضو عنتريا متشددا(الجديد شديد) او(الغربال الجديد ليهو شدة)..رغم صياحه ومحاولاته لايجاد موضع لقدمه ..الا اننا كنا لا نأبه به..فحينها كنا seniors وهذه القبيلة لا تأبه بالجديد استاذا كان او صولا..كنا لا نعيره وزنا ..حتي بعد ان حاول بل واستمات في التقرب الينا،متزلفا بنكاته الحامضة تلك..خطبا لودنا الذي كنا نخص به العم فرح وبدرجة اقل العم يحيي..هذا التدريج في خصوصية المودة..يرجع الي ان العم فرح ،رجل طعن في السن وكان بعيدا عن العقوبات ولا يؤذي الطلاب ولا يطاردهم..بينما كان العم يحيي مسئولا عن التدريب العسكري،ويطبق عقوبات الجلد..ويطارد المتاخرين عن الحصص..ورغم هذا كان الطلاب يودونه..لان سبل التفاهم معه متيسرة ومباحة..علاوة علي خفة دمه..مواقفه الطريفة ..النكات التي تحكي عنه..ويكون بعضها تأليفا..
يحكي ان العم يحيي في تدريب عسكري ..اخطأ طالب برفع رجله اليسري قائمة..بينما كانت التعليمات ..ان ترفع الرجل اليمني قائمة..فشكل هذا الطالب مع جاره..منظرا لرجلين يمني ويسري يرتفعان بزاوية قائمة ..فبدا المشهد للعم يحيي وكأن احدهم قد قام برفع كلتا رجليه..فصاح به..منو الحمار الرافع كرعينو الاتنين دا!!!
وقيل انه مرة قد علق علي احد الطلاب وقد حلق شعره بالموس(صلعة)..واظنه كان صديقي حسن تاج السر ،فله رأس تشبه نعوت العم يحيي..قيل ان الرأس كان كروكيا..به (كراضم)،اخاديد وغير يسير من جروح وفصود(جمع فصدة)قديمة..مشهد حدا بالعم يحيي،بعد ان تلبث وتمكث في التمعن،ان علق قائلا: يا ولدي انتو في بلدكم بتخلو الوطاة وبتزرعو في رسينكم؟؟!!..وكثير كثير مما يحكي عن العم يحيي....وبما انني كنت زبونا من اولئك المداومين علي زبانة الرجل..فلي معه مواقف لا انساها..فقد كنت ابعث اليه، او ينادي لتنفيذ العقوبات البدنية علي..بسوط (العنج ) او في رواية اخري(الكرباج)..كان علي اكتشاف مغاليق الرجل،وايجاد المفتاح اللازم لغرفة الضعف فيه..نجحت مؤخرا،في ايجاد صيغة التفاهم اللازمة مع العم يحيي..فقد اكتشفت ان العم يحيي ..يحب الميرندا ،بشكل جنوني،وبدرجة اقل الطحنية..لذا كنت حريصا علي دعوته ،بمناسبة وبغيرها..الي دكان المدرسة او دكان العم علي بابكر..ويصعب الامر ان قاربت الدعوة نهاية الشهر..فالمصروف يكون شحيحا او معدوما ..فأنا ابن موظف..هذا الوضع يضطرنا الي الاستدانة ..والاستدانة لا تتم الابغياب العم علي بابكر ..لذا كانت لنا علاقات مائزة مع ابنه بشير الذي كان يقيد علينا ما نأخذه دينا..من غير علم العم علي بابكر..وكثيرا ما كان ديني مقابل ميرندا تجرعها العم يحيي..واحيانا ما ازدرد من طحنية ..والتي كان لا يأكلها الا ليلا..علي اي كانت ،حصيلة هذا الغزو الميرندوي لبطن العم يحيي..انه اصبح يجلدني جلدا مخففاللغاية..وان غابت اعين الرقباء اعفاني..او طفف في عداد الجلدات..
ولا انسي الصول دليل..او قل استاذ الموسيقي الفذ..تجربتي معه انحصرت في محاولة تعلم النوتة والعزف..واستمررت متتلمذا عليه الي ان اتقنت عزف عازة علي الاكورديون..وبعدها هربت،تاركا امر الموسيقي الي غير رجعة..العم دليل من اشهر واعظم العازفين علي آلة الساكسفون ..فضلا عن تمهره في عزف كل الآلات..ولو كان الرجال في سوداننا يوضعون حيث يجب ان يكونوا لكان العم دليل ممن يشار اليهم بالبنان..وقد تخرج علي يديه،كثير من الذين برعوا في الموسيقي..حامد (كمنجة)،جمعة ضيين (كمنجة)،منديل (كمنجة)،اسماعيل عبد القادر البصير(ابوراس)عازف اكورديون محترف،اسماعيل يعقوب(اكورديون)..واعتقد ان بشير محمد اسماعيل قد افاد منه في عزفه للعود..ورغم انتماء العم دليل الي اهل الفن ..الا ان الصبغة العسكرية تطغي عليه..فهو صارم الملامح لا اظن ان احدا رآه يضحك..محدود في تعامله..ولعل استاذنا النور محمد حمد يحدثنا عن العم دليل،فقد كان به لصيقا..

صورة من داخل ميز الأساتذة
وقوف من اليمين:
الريح أبو إدريس ـ حسن أحمد يوسف ـ يوسف ـ كريستوفر ـ عوض عوض الله ـ محمدية ـ الشيخ البشرى ـ بيلاي قسسي الإثيوبي
جلوس على الكراسي من جهة اليمين:
عبد الواحد ـ خلف الله مصطفى ـ شخص نسيت إسمه وأظنه كان يعمل كاتبا ولعل إسمه عثمان ـ عمر عبدالله ـ عبد القادر ـ عبد المنعم ـ
جلوس على الأرض من جهة اليمين:
ولد كان يعمب معنا بالميز ـ النور حمد ـ آدم الصافي ـ هاشم حسين ـ ميرغني الراوي.

العزيز سيف

كتبت مداخلة طويلة على الموقع مباشرة بلغت ما يقارب الصفحتين. وفجأة أغلق الكمبيوتر نفسه دون أن يستشيرني، وضاع جهد ساعة بأكملها. غير أنني عزمت أن أعيد كتابتها مرة أخرى، وبطبيعة الحال فسوف تكون مختلفة، وأرجو أن تكون أحسن من سابقتها. في العادة أكتب على "الويرد" وأنقل للموقع، غير أنني اليوم كتبت على الموقع مباشرة، على غير عادتي. خير حصل على كل حال.

قال الشاعر:
لقد هيج آلامي أنين المزهر الباكي
وصمت الليل أشجاني فهل سلماي أشجاكِ؟

بكى ذلك الشاعر على سلماه المرتحلة، ونبكي نحن على خورطقت التي أصبحت مجرد ذكريات في الخاطر وبضع كلمات مرقومة، وبضع صور، هنا وهناك! وقصة خورطقت ما هي ألا صورة مصغرة لقصة البلد الذي عصف به الخراب.

كنت في طريقي إلى الحديث عن أستاذي وصديقي الصول، دليل بخيت الحاج. وحين نتحدث عن دليل بخيت الحاج، لابد أن نتحدث عن أبناء جبال النوبة وإسهاماتهم العظيمة في مجال الموسيقى السودانية، وخاصة الموسيقى العسكرية. كما لابد أن نخص منهم أبناء قبيلة النيمنغ.

عرفني طلاب خورطقت أستاذا مشرفا على جمعية الموسيقى، في تنسيق مع الصول دليل. غير أنهم لم يعرفوا عني كوني قد كنت أحد تلاميذ الصول دليل حين كنت طالبا بحنتوب. جاء الصول دليل إلى خورطقت في حوالي عام 1967 منقولا إليها من حنتوب. أمضيت معه في حنتوب سنة دراسية واحدة، غادر بعدها حنتوب. في تلك السنة تعلمت منه مبادئ النوتة الموسيقية والصولفيج الإيقاعي. كان دليل حاذقا للنوتة، وكان معلما متمكنا لا يشق له غبار. بدأت معه في حنتوب في التدريب على آلة الترمبون النحاسية غير أنني هجرتها إذ لم أجدني متوافقا مع صوتها الغريب. وفي البدايات يكون العزف بالآلات النحاسية نشازا على كل حال. سافر دليل، وجيء إلينا بصول جديد وقد كان مسنا. نسيت إسم ذلك الصول وهو لم يكن متحمسا للمسألة في جملتها. وسرعان ما اختفى ، ولا أدري هل تم نقله فجأة أم هجر عمله بسبب السن. المهم نامت جمعية الموسيقى في حنتوب قرابة العامين، واستيقظت في شكل طلائع الهدهد مما تعرضت لذكره في بوست أبادماك. وحين استيقظت الجمعية في شكل تنظيم طلائع الهدهد الطلابي، كنت قد تعلمت العزف على الأكورديون من أستاذي عبدالله بولا وذلك في السنوات التي نامت فيها الجمعية.

بدأ إعجابي بآلة الأكورديون أول مرة حين رأيت تلك الألة الساحرة، وقربتها تتثنى بين يدي العازف الماهر خالد حجر الذي كان يأتي إلينا من مدني الثانوية ليعزف على مسرح حنتوب. رأيته مرة أخرى ذات يوم في داخلية الزبير حيث كان يسكن شقيقي، مضوي الترابي الذي، يتقدمني في حنتوب بعامين دراسيين. كانت الداخلية تتهيأ لليلتها المسرحية والغنائية، مثلما كان عليه الحال في داخليات خورطقت. جاء خالد حجر من مدني الثانوية ليعزف في صحبة عازفي حنتوب الأشهرين على آلة الكمان، ود الشيخ ، وصالح العوض. وحين دخلت إلى حيث كانت تجري البروفة كانوا يعزفون أغنية "حبيبة عمري تفشى الخبر". من تلك اللحظة علقت بآلة الأكورديون. وهذه تخريمة حنتوبية في بساط خورطقتي، أرجو أن تسمحوا لي بها.

وصلت إلى مدينة الأبيض قاصدا الإلتحاق بخورطقت كمعلم في سبتمبر 1974. وكما هو حال الجمهوريين دائما، فقد هبوا لإستقبالي في محطة القطارا بالأبيض،. وكانت تلك أول مرة تطأ فيها اقدامي مدينة الأبيض. وكان على رأس المستقبلين من الجمهوريين الأستاذ عبد الرحيم محمد أحمد، الذي عمل مدرسا لفترة طويلة بمدرسة حي الجلاء الإبتدائية بالأبيض. وعبد الرحيم كردفاني صميم ومن أوائل من استوطنوا حي البترول.

أمضيت ليلتي تلك في صحبة الجمهوريين، وفي صبيحة اليوم الثاني ذهبوا بي إلى حيث تقف "عربة المصاريف " أمام مربوع سينما كردفان حيث أقلتني العربة بعد أن فرغ المتسوقون للحوم والخضروات من تسوقهم، إلى خورطقت. وبهذه المناسبة كان زميلي في شعبة الفنون، الأستاذ السر المصباح، يطلق على عربة المصاريف، عربة "المصارين"، وذلك لأن قفف الخضار بها كثيرا ما كانت تحتوي على الكمونية.

حين وصلت بي عربة المصاريف إلى موقفها المعهود أمام دكان العم علي بابكر في خورطقت، كان أول شخص وقعت عليه عيناني في خورطقت هو الصول دليل الذي كان خارجا لحظتها من الدكان. ويمكنك أن تتصور مدى فرحتي بذلك الإكتشاف، وأنا الذي كنت أحسب أنني قادم إلى مكان جديد تماما لا أعرف فيه أحدا.

سأواصل لاحقا

هذه الصورة كانت في عامي الأول في خورطقت. وهو العام 1974. وبالمقارنة بالصورة الأخرى التي نشرتها سابقا يتضح التغيير الذي طرأ على هيئة التدريس
في خلال عامين تقريبا.
الواقفين في الصف الأعلي من اليمين إلى الشمال:
محمد التجاني ـ رشاد المصري ـ أستاذ نسيت اإسمه ـ آخر نسيت إسمه ـ في الخلف طالب اراد أن يظهر في الصورة ـ فيدل الكونغولي ـ عمر صديق.
الصف الثاني وقوف من اليمين:
عوض الإمام الباشكاتب ـ الجيلي ـ الجزولي المحاسب ـ التاج كرداوي ـ عبد الواحد ـ عثمان ـ نسيت إسمه ـ جبرا تاور ـ عمر العماس ـ بحر ـ
محمد سليمان رزيقات ـ محمد المصطفى ـ عبد الصادق ـ إبراهيم محمدين ـ آدم ـ الطيب الشاعر
جلوس على الكراسي من اليمين:
محمد المهدي بشر "القاص" ـ حمد بكر ـ أحمد حمد ـ مولانا نسيت إسمه ـ مولانا عبد الجليل ـ إبراهيم عبد الله المدير ـ أحمد محمد أحمد حمدان الوكيل ـ
عثمان وداعة ـ على العوض ـ رامس المصري.
جلوس على الأرض من اليمين:
حامد ـ الباقر ـ حسين الأمين "معمل" ـ النور حمد ـ نسيت إسمه ـ عبد المنعم عمر "معمل" ـ بابكر يوسف "مكتبة" ـ موظف نسيت إسمه.

استاذي
لك المحبة
بالطبع هذه الصورة قبل دخولنا خورطقت..محمد التجاني..هل هو محمد التجاني الشايب(رياضيات)..ام هو رئيس شعبة اللغة الانجليزية(حلاوة رغيف ..علي قول الطلاب)..من الذين ظلوا بالمدرسة الي عهدنا..النور حمد،حمد بكر،محمد المصطفي،آدم بشارة،الطيب الشاعر،عثمان محمد الحسن،عبد الواحد ومن الموظفين..عوض الباشا،حسين معمل،عبدالمنعم معمل،بابكر يوسف..
سؤال احتاج الي الاجابة عليه..ابراهيم محمدين ..هل هو استاذ لغة انجليزية..خلف (حلاوة رغيف)في رئاسة الشعبة؟ وهل كانت هيئته العامة تحاكي هيئة الاستاذ عبد القادر رياضيات؟..هنالك استاذ بهذه المواصفات ..كان معرفا بلقب اضاع علي اسمه..وذكرياتي تقتضي الوقوف عنده..نرجو المساعدة..

استاذي هل علمت ان دكتور التاج كرداوي قد توفي؟
لك التحايا

استاذي الاعز

تحياتي
*يبدو ان البوست قد سرح وانا ما جايب خبر
*ما فعله الكمبيوتر بك ..قد فعله بي مرات..حتي اكاد ان ابكي من الحسرة..فما يكتب اولا ،يأتي بانفعال خاص،وتدفق جميل..وقل ان تكون المحاولة الثانية بافضل من الاولي..لذا تجدني حزينا علي ضياع ما خطته يدك اولا استاذي الباهر..
*بكاؤنا علي خورطقت ومثيلاتها،لن تكفكفه السنون المتسارعة..ولن نمل من الدعوة الي عودتها كما كانت..ولربما اسست نفيرا لذلك ،من خريجيها واساتذتها..وليكن هذا البوست مقدمة لما نزمع القيام به..فطقت بكل عراقتها ،تميزها ودورها في صناعة الرجال وصياغتهم صياغة قومية..يجعل من المهم عودتها الي ما كانت عليه او افضل عنه..
*لا ضير ان توشي بساط خورطقت بزخارف حنتوبية..فهذا مما يجمله..فالمدرستان شقيقتان..قضي عليهما العسكر..وهما اسسا علي غرض واحد..
*الاستاذ عبد الرحيم محمد احمد،صديق ..بل هو صديق الوالد..وقد عمل بمكتب التعليم الابتدائي لمنطقة بارا..وكان مقره ببارا..حيث كنت اعمل بمدرستها الثانوية..وذلك في ثمانينات القرن المنصرم..ما هي اخباره؟؟ وما افضله من رجل!!
*الا توافقني فيما ادعيه ..وانت صاحب دراية ودربة في الموسيقي..بان العم دليل من امهر الذين امتهنوها؟؟..ليتك تلقي ضوءا علي شخصية العم دليل ..فقد بدا لنا غامضا..ما كان يتحدث كثيرا..رغم طيبته تراه يحاذر الاحتكاك بالآخرين..ويبدو صارما في ملامحه..
*لك مودتي

الأعزاء النور وسيف الدولة
لم أحظ بمعايشة تجربة طقت (رغم كردفانيتي) الا أنني اتابع سردكما الشيق ، بكل المتعة
في انتظار المزيد لكي تعطوا الجيل الجديد لمحة من ذلك الزمن الجميل ..
عمر

الحبيب عمر عبدالله
تحياتي

سعدت بمرورك هنا..وسعدت اكثر بمتابعتك واستمتاعك بما نقدمه انا واستاذي النور حمد..واسعد باكثر مما سعدت فيما ذكرته سابقا..بكردفانيتك..(الجماعة ما يقولو علينا عنصريين)

لك شكري وكل مودتي

استاذي النور حمد

سيف الدولة

عاد يا جماعة ما تلومنا تب الكلام دا كلوا عن طقت وانا ما جايب خبر ،

كدي خلوني اقرا براحة واجيكم راجع

العزيز عجب الفيا

شرفت ونورت وقد كنا في انتظارك. وقد قدم لك سيف الدعوة منذ أيام.
أعرف أن لك الكثير مما يمكن أن تثري به هذا البوست. سنعمل على أن يظل هذا البوست مرفوعا
لحين من الوقت. ونحن في انتظار عودتك بشوق وترقب.

العزيز عبد المنعم عجب الفيا

تحياتي

*سن قلمك وتعال..فانت مرجو فينا..ربما ضلل عنوان البوست كثيرا من القراء(بالذات عيال خورطقت) في البورد..حيث انني افتقدتك وافتقدت الاخوة ابو سارة..بشير محمد اسماعيل..آمل ان يسهم معنا كل من انتمي الي خورطقت..فهذا دين يجب ان نرد بعضه لتلك البقعة..
*اعلم مشغولياتك..وارتباطك ببوستات أخر..الا انني ادعوك(لو ما خايف الله كان حلفت عليك)..فقلمك يجمل هذا البوست..وذكرياتك وتجاربك لا شك ستضيف اليه ثراء ..
*الاشواق وكل الود

هوي يا عيال انتو داكين؟؟
وفي خطاوينا التي حملتنا عبر المحطات التي سارها قطار حياتنا ،رجال لهم دور عظيم،رغم ان مهنهم قد تواضعت بدرجة ،تسقطهم من ذاكرة المتذكرين..مثل هؤلاء اسماعيل عامل الصحة ..رجل بسيط ،اغبش بما تعنيه الكلمة من (غبشة)..يؤدي واجبه في صمت ..فرح مستبشر بما قسم له ،علي ضآلته..فهو دائم الابتسام ،يسابق من يلتقيه بالتحية ،التي تنبع من قلبه مباشرة..تحس نبض القلب فيها حين تلامس حميميتها طبل أذنك..وهناك عم الياس الجنايني ..الذي يشابه اسماعيل في كل شئ ،بل يفضله بهدوء تحبه النفوس وتصطفيه الامزجة..
وهناك فراشي الداخليات ذكرنا منهم العم مدني حسن حسين الفراش الاشهر،وجئنا علي ذكر العم فضال المفضال..ولا ينسي من درس بخورطقت ..عم الريس ،فراش داخلية ابو سن..فهو رجل طريف ،ولسوء حظه كانت داخليته علي ايامنا ..تعج باهل الشغب ..ازهري محمد احمد علي(سيحة)،بكري ابا سعيد الحاج،حافظ داؤود نمر تجار،حامدنو محمود،عبد الله محمد عوض(حضارة)..الخ..وكان علي ايامنا مما يبتلي به الطلاب ،لعب الورق ..وحينا يتسرب الطلاب من حصصهم لممارسة تلك العادة ،وعادة ما يتجمعون في عنبر تريث ،كما يقولها اهل طقت..وكان يصطلح علي التسرب من الحصص بكلمة(الدك)وبالتالي يكون المتسربين (داكين)..مرة بعث الاستاذ احمد المصطفي ..رئيس شعبة العلوم ..والمسئول عن الداخلية بعم الريس..ليستدعي الطلاب (الداكين)..او يخبر عنهم..فذهب العم الريس..الي الداخلية..التي كان عنبر تريث منها ..يعج بلاعبي الورق..ليسألهم ..هوي يا عيال انتو داكين؟؟..فاجابوا بلا كبيره..حملت العم الريس ..لان يذهب الي الاستاذ محمد المصطفي ..معلنا خلو الداخلية من الداكين..
وهناك الرجل الحلفاوي الطيب ..العم بكري ..فراش ود زايد..وهو لطيف ،فكه لا يضايق طلابه ولا يؤذيهم..
وفي السفرة من ظلوا بالذاكرة العم محمد عمر ..وهو رجل لطيف وله مواقف لا تنسي مع الطلاب..والرجل المحترم العم محمد طه..وكان له ابناء يزاملوننا في المدرسة ويجيدون لعبة الباسكت بول..وكان العامل حقار..يخافه الطلاب ..فهو احمق ..عملاق..كان ممن ينظفون السفرة..مرة حدث بيني وبينه اجتكاك..فامسك بيدي مجتمعتين..بكف ما خلق الله مثلها لبشر..خلتها في تلك اللحظة (زردية)او ما شاكلها من ادوات القبض والخلع الحديدية..ولولا تدخلا كريما من ..الاعمام محمد عمر ،محمد طه وبعض الطلاب..لا ادري ما كان سيفعله بي ذلك العملاق..الذي كان ممضا في غضبته..وكان من منظفي السفرة ايضا..محمد سليمان (الدفسها)..رجل طيب..ربطته صداقة حميمة مع شلتنا..وخاصة المرحوم مصطفي حمد (كسكو)..الذي عمل فيما بعد ضابطا للشرطة بعد التخرج من كليتها ..وقد وافت المنية مصطفي هذا، في منتصف الثمانينات..كان محمد سليمان ممن يرافقون الشاربين..في دمرهم الي حلة الدونكي حيث يعبون من مريستها (الكاربة)،وعسليتها (السمحة)..وقد كان محمد سليمان محبا لهما..يغني الدوبيت..ويتنبر(كلمة كردفانية)تعني(يمدح نفسه)..وكان مما يتنبر به قوله(اناالدفسها)..رغم انني لا ادري ما هي او من هي التي (دفسها) محمد سليمان!! لذا اصبحت له لقبا..و(دفس)..كلمة كردفانيه،تعني ملا..او ادخل شيئا في شئ آخر..
ومن الذين اذكرهم السائقين..العم عربان والعم عوض الطيب..ومن العمال الذين كانوا يعملون بالمدرسة،من غير علم لنا بمهنتهم،هو العم حماد..الذي عرفناه بائعا للحليب البقري الاصلي..وقد اتخذ جوار داخلية ابوسن..متجرا لبيع ما يبتضع من حليب كامل الدسم،غير مغشوش..وهو من قبائل البقارة..راقص مجيد للمردوم..تحمله الهاشمية قفزا الي مسرح المدرسة..في ليالي الداخليات..عندما تقدم فقرات المردوم..ولا زلت اري سكينه المبرومه علي ذراعه،طاقيته الحمراء،مركوبه الفاشري...ورقصه المحترف الذي لا يشابه ما يفعله الطلاب..
وكان من العاملين..ربما بشكل غير دائم..مساعد طبي ..يأتي منتدبا حين يغيب حامد المساعد الطبي الذي اتينا علي ذكره سابقا..ويدعي اسماعيل الزين..رجل ودود،طيب،وانيق….

العزيز سيف

لم أعلم أن التاج كرداوي قد رحل عن دنيانا. ولقد تأثرت كثيرا بنبأ رحيله.
لقد كان التاج كردواي صديقا شخصيا لي. وكان من ألطف المدرسين الذين عملت معهم في خورطقت. كنا كثيرا ما نناقش أمور السياسية
وسائر الأمور المتعلقة بإدارة المدرسة. لم يكن يجامل برأيه، ولم يكن من الذين يتهيبون الإختلاف مع الإدارة، وإسماعها ما لا تود سماعه.
لم يمكث التاج كرداوي كثيرا في طقت، إذ التحق بوظيفة في أرامكو بالسعودية، وكذلك حمد بكر. قابلته بعد سنوات بالصدفة في أمدرمان
وكان كلانا يشتري صحيفة من كشك للصحف يقع أمام مركز شباب أمدرمان قبالة السجن. وقد كان لقاء حارا تعانقنا فيه طويلا. ويبدو أنه كان عائدا في عطلة من السعودية. كنت وقتها أدرس في معهد تدريب المعلمات بامدرمان. لم ألتقيه بعد ذلك ولم اسمع عنه. ألا رحم الله التاج عبد الودود كرداوي رحمة واسعة، وأحسن إليه، وجعله من المقربين، وجعل البركة في ذريته.
شقيقه إبراهيم، كان واحدا من طلابنا في خورطقت، وكذلك إبن عمهم سليمان علي كرداوي.

نعم هو محمد التجاني الشايب معلم اللغة الإنجليزية (حلاوة رغيف).
إبراهيم محمدين كان في شعبة اللغة الإنجليزية، وقد كان يسكن في داخلية دينار كأستاذ مشرف. ولم ألحظ شبها كبيرا بينه وبين عبد القادر رياضيات.

لم أكن أعرف أن لك معرفة ونوعا من الصلة بالأستاذ عبد الرحيم محمد أحمد. رحل عبدالرحيم من الأبيض، واستقر بمدينة ودمدني. ويعمل بإدارة التعليم في مدني. وقد تزوج شقيقة الأستاذ الريح أبو إدريس.

استاذي الازهر
تحياتي
*رحل الدكتور التاج عبد الودود كرداوي عن دنيانا في مطالع التسعينات،بليبيا وكذلك رحل اخوه الدكتور احمد كرداوي الذي كان يعمل باللاجئين،في تتابع زمني قريب.
*حمد بكر كان بمكتب تعليم كردفان..بالابيض..وقد تم طرده من الاقليم بواسطة حكومة الانقاذ الولائية..في كشف شمل خمسة عشر من الاداريين والمدرسين..وقد كنت انا ضمن المطرودين بموجب هذا الكشف..فهو مصنف ..حزب امة
*ابراهيم عبد الودود كرداوي ..درس المختبرات الطبية بمصر..عمل باستاك ومن ثم الي السعودية ..وهو الآن بالرياض.
*سليمان احمد كرداوي ..عمل هو وخليل علي معروف ..بالتدريس بالمرحلة المتوسطة..وسليمان الآن بالسعودية ايضا بمدينة جدة.
*محمد التجاني هما شخصان..محمد تجاني (حلاوة رغيف) رئيس شعبة اللغة الانجليزية..والآخر محمد التجاني الشايب ..من مليحة..قرب بارا..وهو اخ مسلم..حرمني من حصته..لظن منه بأنني شيوعي..وهو الآن رقم كبير في حكومة اقليم كردفان.
*ابراهيم محمدين ،يشبه عبد القادر في مشيته،وقد خلف حلاوة رغيف في رئاسة الشعبة..بالمناسبة عبد القادر كان بمكتب تعليم كردفان..ايام عملي بمدرسة بارا..وكذلك حسبو ..محمد المصطفي..وحمد بكر..
*عم عبد الرحيم او مولانا عبد الرحيم ..كما يحلو لاهل بارا ان ينادونه..صديق لوالدي ،صداقة امتدت الي..وقد قابلتك معه مرارا وتكرارا..في طقت،في الابيض،ومرة في مقام سيدي الحسن ببارا..(نقول الكبر حصل يا استاذ ولا شنو؟)..ولقد سعدت بالاخبار الطيبة التي بلغتني اياها..وان كان لك سبيل في الاتصال به بلغه تحياتي واشواقي..الغريب انني قد ذكرت هذه المعلومة..التي تخص العم عبد الرحيم ..حين تحدثت في هذا البوست عن علاقتي بالسادة الجمهوريين..وهو من اوائل الجمهوريين الذين عرفتهم ..قبل معرفتي بك..العم محمد الحسن رحمه الله بكوستي..العم ابراهيم يوسف..العم عبد الرحيم..وبعد ان عرفتك بطقتك عرفت المرحوم سعيد شايب..ومعرفتي بهم لعلاقة والدي بهم..
*لك المودة

شكرا سيف على المعلومات

يبدو أنني خلطت بين محمد التجاني بشعبة اللغة الإنجليزية ومحمد التجاني الآخر، الأخ المسلم. وبذكرك لصفته كأخ مسلم بدأت أتذكره. ولكن لا زال ضباب كثيف يلف ذكراه في ذهني إذ لم يكن هناك كثير تواصل، بيني وبينه، وربما كان ذلك هو السبب في كونه لم يعلق بذهني. وحتى هذه اللحظة فإن ملامحه لم تتضح جيدا في ذاكرتي، رغم أنني بدأت أتذكره.

لا أدري إن كنت قد عرفت أنني زرت بارا مرتين. مرة كمراقب لإمتحانات الشهادة المتوسطة. وقد نزلت ضيفا على أستاذنا حسن الصلحي مدير بارا المتوسطة. وهو شقيق أستاذنا إبراهيم الصلحي. والمرة الثانية قد كانت بصحبة الأستاذ عبد الرحيم محمد أحمد، وكانت ضمن النشاط الجمهوري. حيث قدمت محاضرة بنادي بارا. ويومها نزلنا ضيوفا على الأخ الطريفي يونس، الضابط الإداري. والطريفي يونس كان أول طالب جمهوري في جامعة الخرطوم.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد كانت للإستاذ محمود محمد طه علاقة خاصة ببارا. أولا لوجود مقام السيد الحسن بها، والأستاذ محمود معروف بمحبته
الشديدة للسيد الحسن. ثانيا للأستاذ محمود علاقة دم بركابية بارا. وقد كان الأستاذ محمود يزور بارا ويحاضر فيها، وينزل ضيفا على الخليفة هاشم عبد الله يس. وقد استمرت تلك العلاقة فيما بعد، إذ واصلت الأخت أسماء محمود محمد طه وصل ذلك الرحم الركابي في الخرطوم بعمنا محمد الحسن عبدالله يس واسرته الكريمة. وقد زرته بصحبة أسماء في منفاه بالقاهرة في بدايات عهد الإنقاذ. وقد كانت لي في خورطقت علاقة خاصة بالتاج هاشم، بسبب صلة الأستاذ محمود الرحمية بأهله في بارا.

لجنة الطعام والعضو الذي فرض نفسه!!
لو سئل اي طالب علي عهدنا بخورطقت،لاقسم صادقا بأنني كنت عضوا بلجنة الطعام..والحقيقة العارية انني لم اكن عضوا بلجنة الطعام(ولا يحزنون)..رغم تمتعي التام بحقوق العضوية..فقد كنت امارس ذلك الحق من غير علم الادارة..والي درجة كبيرة،المتعهد ووكيله..واصل القصة..ان الادارة،ولا الطلاب لم يختاروني لاكون عضوا بلجنة الطعام..ومصادفة كان معظم اعضاء لجنة الطعام من اصدقائي الحميمين،الصديق هاشم الدقير،من داخلية ود التوم..مصطفي حمد(كسكو)من داخلية الولي ..سيف الدين عبد الرحمن السيد من داخلية دقنة..وهناك علي الله رئيس لجنة الطعام..والضي ميرغني..وبما انه كان من النادر حضوري للحصص الاوائل،ولقرب داخلية ود التوم من السفرة،ولحرصي علي مرافقة هاشم ،سيف الدين،ومصطفي..كنت احضر معهم عملية استلام المواد الغذائية التي يحضرها المتعهد صباح كل يوم،واحيانا اقوم مقام احدهم ان غاب او تأخر..وقد كان المتعهد في ذلك العهد صديق هاشم عبدالله يسن من بارا الركابية..(يعني بلدياتنا)..تهيأت كل الظروف لتجعل مني عضوا فوق العادة للجنة الطعام الموقرة..ارفض استلام اللحمة،واطالب بزيادة حصة البلح واتمني الاماني علي المتعهد..كل هذا وهو لا يدري..علي الرغم من الضحك المكتوم والمفضوح احيانا من اصدقائي اعضاء اللجنة..وما عرف صديق هاشم.. هذا الامر الا قبل ثلاث سنوات فالرجل اصبح من انسبائي..وللنسب ضروراته التي تجبرك احيانا بالصدق...ولظن صديق انني عضو بلجنة الطعام ،ولانه بلدياتنا،اخبر وكيله..الذي يدعي عيسي بان يستوصي بي خيرا..وقد فعل..ما استوصي بي، به من خير..فاض عني ليشمل شلتي..كان لي صحن كبير مما يسمي(صحن الغسيل او التشطيف..نص طشت)،بدولابي يملؤه سكر ناصع بياضه،وفي contrast عجيب.. الاخضر الندي من ليمون بارا..لهذا لا يخلو عنبر فايف بود التوم من الزوار مطلقا..فقد اشتهرت بكرم حاتمي يجود لكل من وطئت قدماه عنبرنا ..بكورة من الليمون الذي تتراقص حبيباته نشوي علي سطح الماء الذي بالكورة..لم يقف الامر عند الليمون والسكر ،بل امتد ابعد عن ذلك..مما اطمع السفهاء من شلتنا..لتوفير المزز..فجاد علينا عيسي وكيل المتعهد بما اوصاه به صديق من خير ينفحنا به..كبدة مقفولة،ام فتفت،زيتون وكل ما تهفو اليه،نفوس المحروقين بلهيب العرق ..فهم يطفئون لهيب الجوف بماء بارد،يعقبه ماء الليمون،ثم يداوون (البطن الكازة)بام فتفت بالبصل والشطة الحراقة والدكوة احيانا..ولزوم التعويض مما قد يحدثه العرق من تخريب في البنية الغذائية..ياكلون الكبدة المقفولة..هكذا كان يفعل اهل المزاج بعد ان اصبحت ،عضوا بزعمي وباستغفال غيري ،في لجنة الطعام،وقد ساعدني في اداء هذه المهمة الجريمة الصديق صلاح العوني ..فصديق المتعهد قريبه لحما ودما،واحيانا يفعل الصديق بكري ابا سعيد لصداقته بعيسي وكيل المتعهد..هكذا تمجد هؤلاء بما جدنا به عليهم من خير ،بينما كانوا في السابق يطببون حرائق العرق وخسائره(عادة ما يشربونه ليلة الخميس)..بمقيلة في الدونكي يوم الجمعة،فيها يبردون اجوافهم المحروقة بتلك العسلية (السمحة)..ولم يقف الامر الي هنا..فقد دفعوا بي ،الي اقناع وكيل المتعهد..بان يخصص لنا جزءا من البلح الذي يغذي به الطلاب ثلاث مرات في الاسبوع..وقد فعلت..فيتجمع قدر من البلح يقارب نصف جوال..فضلا عما يقومون بجمعه مما يتبقي في صحون الطلاب..وقد كان يساعد في هذا الامر محمد سليمان ،صديق مصطفي حمد الذي اتينا علي ذكره من قبل..يحملون هذا البلح في جوال ..ومعه(باغة روزانا سعة ثلاثة قزايز وربع)و(باغة اخري قزازة الا ربع)..يعطون حملهم لامرأة في حلة الجناينية..وينقدونها ،اثنين من الجنيهات..وهذا مبلغ خرافي..يجمعونه من بعضهم..بعد تسليمها المال..يقولون عمتي فلانة ..دا حقك..املي الباغات دي..والباقي ليكي انت واوعي الغش..فيكون المنتوج ،عرقا بكريا..يختبرونه باعواد الثقاب المشتعلة..فيعطي لهبا لونه ما بين ازرق وزرعي الاخضرار ..وعندما تستقر محتويات الباغة في جوف الشاربين..يعاد الاختبار ..مرة اخري فيندفع اللهب مصوتا بذات اللون الذي فصلنا في وصفه عاليه..بمجرد ان يقترب الثقاب المشتعل من فوهة الباغة المعتدي عليها..
لذا القارئ الكريم واستاذي الباهر ..لا غرابة ان تسمع الاصوات التي تلامس السماء..بذكريات الشفيع..الفي الجنوب حي الشمال ..الفي غروب هاك لحني قال قال..صابحني دايما مبتسم..عيون الصيد الناعسات عيوني ..واحيانا تكون الفعالية محضورة بفنان راتب..كالصديق بكري كرار ..زمان الناس هداوة بال ..غزال الروض..يا حلة نوري او خالد محمد عثمان..الذي يحاكي عثمان حسين لدرجة تجعل البعض ينتحبون..حين يقول في القبلة السكري ..ولما ينقضي الليل ..وينعس ساقي الخمر ..وترقدي في يدي كالطفل..والثم ثغرك العطر..او حين يشدو ..احبك احبك ياحبيبي..الي ما لا نهاية..تعال ياحبيبي ..حقق رجاي..ولاصحاب العرس دور ..يجود مصطفي حمد باشعار نزار قباني الذي كان اثيرا عنده..فيعلن عن دوره قائلا ..الله لي عيوني السهاري..الله لي عيوني المواتي ..فتخشع الاصوات.. ليستهل القاءه بما عود الناس عليه ..نزار قباني قال ..الحب ليس رواية شرقية ..بختامها يتزوج الابطال..ويعلن طارق يوسف عن وجوده ..تحرمني منك ويبقي عمري اسي وجراح..وتأبي نفس صديقنا صلاح العوني ،بصوته ذلك العجيب(هذا قبل الشكل طبعا)الا وان تجود بيتيمته..يمة الليلة الزول مالو ما ورانا اسباب سفرو..وحين تفعل الصهباء افاعيلها..تسمع ايا ايا..وروررووك..وغناء كوراليا به، تدوزن شتارة الافراد..ويكون الغناء حقيبة..عروس الروض ياذات الجناح..علي النجيلة جلسنا..حمامة الغصون صداحة فوق اغصانك..يا جميل يا مدلل..الشادن الهالكني ريدو..وفي مرحلة يكون الاداء شعبيا فلكولوريا..داك براقا قبلي ..فوق عربي وفوق ابلي ..يا بخيت احلبلي ..لبن امزور طايبلي..جقلة الطن حوارك ..عقدو الشورة رجالك..كان الغرب ما شالك ..ختي السافل دارك..الزول اب سنا فضة ..مالو السلام ما بردا..او الغالي تمر السوق ..كان قسمو ما بحوق..زولا سنونو بروق في محكمة زانوق..زارعنو في بارا وساقنو الجمالا ..زارعنو في الخيران وساقنو بالتيران ..اسمك تقيل يافلان زي حنضل القيزان..يا والدة سيبيني الجراري راميني..الشاهي في الصيني قريافة راميني..زولن سرب سربة وخت جبال غربة..ادوني لي شربة خلو النقص دربا..زولا سمح صورة بالفاتحة بندورا ..الليموني.. وحين يبلغ الطرب والنشوي مبلغهما..يرقص بعضهم الجراري كما تفعل البدويات في كردفان..والاخرين يكرون او يطمبرون فوقاني وتحتاني..اي تقيل وخفيف..وآخر المطاف يختلط الحابل بالنابل..فياتي الغناء الهابط..دز ..دز كب لي بنزين ..ما بكبو ليك..اللول اللول يا لوليأ بسحروك يا لولي الحبشية..البابور جاز..احمد البشير الهدندوي..توبو توب حرير الهدندوي(الغريب ان الغناء المتداول في فترتنا تلك اصبح سيد الساحة الحين)..ويتفنن الراقصون في الرقص الغريب،ويتبارون بالرقص والكباية موضوعة علي الجبين..
هكذا كان الحال ..رغم العسف الاداري ..ورغم ان مدراءنا عبد الحميد،وآدم الدين ..ممن يرتعب الناس عند ذكر اسمائهم!!
قصتنا مع لجنة الطعام..اعتقد انها ابرزت جرثومة الفساد فينا (وهو فساد مبكر)..وهذا لولا الذكريات وضرورة الصدق في روايتها لما فعلنا ..نسأل الله الغفران..ونسألك استاذنا الحبيب الفتيا..رغم توبتنا النصوحة الا اننا نخشي ان تقفز هذه الجرثومة ..مرة اخري علي السطح..

استاذي الاعز

تحياتي
*اعلم بزياراتك الي بارا..وقد تقابلنا فيهما..واذكر تماما زيارتكم ضمن النشاط الجمهوري ..وفي هذه الزيارة ،كان بمعيتك الاستاذ عبد الرحيم ..وقد زرتمونا حيث كنت مقيما..بمنزل ابناء خالتي..منزل الاستاذ النور محمد عبد الرحيم.
*اعلم بعلاقة الاستاذ محمود ببارا والركابية...فهو من فحول الركابية..وهم كذلك،وهو ايضا كانت له زيارات وعلاقات بالسادة التجانية..الدواليب ..وهم اصلا ركابية..واسم الدواليب يرجع الي لقب لجدهم الكبير..وقد كانت له علاقة بالشيج الدسوقي بن الشيخ جعفر بن الشيخ الدرديري بن الشيخ محمد دوليب(صاحب المنظومة)..وسمعت ان حوارا دار حول المنظومة بين الشيخ الدسوقي والاستاذ محمود..ان كانت لديك تفاصيل او معلومة عن ذلك ..ارجو ان تفيدنا بها..
*لك ودي

اشكر استاذي النور واخي وصديقي وبلدياتي سيف الدولة علي الحاحهم الحار علي مشاركتي ،
والحقيقة يبدو ان حديث الذكريات عن طقت الفيحاء قطع شوطا بعيدا ،
من خلال هذ السرد الرائع الذي تفضل به الاستاذين ، عودا بنا الي تلك الايام النواضر ،

يحكي ان احدي نساء كردفان زف اليها ابنها خبر قبوله بالجامعة ،
فسالته بكل براءة :
" ومتين بودوك خوطقت ؟؟!

هذه القصة تكفي دلالة علي اهمية خورطقت ومكانتها كرمز تعليمي في قلوب اهل كردفان واهل السودان قاطبة ،
والحقيقة ان تلك المراة لم تجانب الحقيقة كثيرا في نظرتها الي اهمية خورطقت كصرح تعليمي .
عند مجيء جامعة الخرطوم ومقارنتي بين سلوك الطلاب هنا وهنالك انتابني احساس بعد ايام قلائل انني ربما اكون قد عشت المرحلة الجامعية بخورطقت !
ربما يكون في ذلك نوع من المبالغة ولكن هذا هو الشعور الذي احسست به في تلك الايام .

كنت اسكن داخلية الولي ،التي سميت بذلك تخليدا لذكري الشيخ اسماعيل الولي ،
كان سيف الدولة احمد خليل يتقدمني بسنة دراسية ،وكان يسكن داخلية ود التوم ، سميت بذلك تخليدا لذكري الناظر علي التوم ، ناظر الكبابيش .وكانت ود التوم اقرب داخلية الي الولي
وكان الشعار الذي يردده الطلبة السناير في مداعباتهم مع الطلاب الجدد( الجناير ):

- جنير ود التوم ، اكل ونوم
- جنبر الولي ، قوم انملي !

الاستاذ الدكتور النور حمد درسني بالسنة الاولي 1978- 1979
وكان جرمه صغيرا و كان سنه صغيرا ايضا حتي انا كنا نظنه واحد من الطلاب ،
وسوف اعود للحديث عن بعض المواقف الجميلة والنبيلة الراسخة للدكتور النور .

اهم ما كان يميز خورطقت النشاط الرياضي والثقافي ،
كان هنالك ما لا يقل عن عشرة ملاعب لكرة القدم ،
واكثر من ملعب للكرة الطائرة والسلة والتنس ،
كان هنالك عدد كبيرا من طلاب خورطقت يلعبون بفرق الدرجة الاولي بالابيض ،

اماالنشاط الثقافي والفني فقد كان اخصب المناشط التي ساهمت في بناء شخصياتنا ،
وهو ما افتقدناه بالجامعة ،
كان هنالك كاس للمنافسة الثقافية والفنية بين الداخليات .
قد تم اختياري سكرتيرا ثقافيا لداخلية الولي وانا بالصف الثاني كما يقضي التلقيد المتبع ،
اذكر انه كان علينا الاعداد لليلة المسرحية للداخلية في المنافسة المسرحية والفنية السنوية بين الداخليات . تبقت لليلتنا ايام قلائل ولم نكن قد اخترنا المسرحية التي سوف نشارك بها بعد ،
اخيرا تحصلنا علي نص مسرحي لكنه لم يكن جاهزا للعرض . فقمت بكتابة سيناريو لذلك النص واخراجه بحيث صار صالحا للعرض وحققت المسرحية نجاحا كبيرا وفازت بالمركز الثاني وكان اسم لمسرحية : " عبد الحق الديمقراطي "،

ارجو ان تكون هذه البداية غير المرتبة مدخلا مناسبا للمساهمة في الحديث عن خورطقت وهو حديث ذو شجون ولا ينقضي منه الوطر .
فارجو المواصلة يا سيف ويا دكتور النور فنحن مستمتعين وسوف اعود كلما سمح .

الاستاذ /عجب الفيا
تحياتي
*سعدت بمداخلتك الرائعة..ونسألك المزيد
*حين تحدثت عن اهمية خورطقت والزهو الذي يصيب طلابها وذويهم..بحثت مطولا عن الطرفة التي اوردتها انت بمداخلتك..ولم اجدها في ذاكرتي..فلكم سعدت بها.
*خطي او خطتي لحديث الذكريات..لا ادري هل هي ذكريات ام مذكرات..هو ان آتي سردا لتجاربي الشخصية من خلال الاحداث التي عشتها والاشخاص الذين التقيت بهم..وهدفت بذلك..الي التوثيق..الاحتفاء بهؤلاء الاشخاص ،تكريمهم واعطاءهم جزءا مما لديهم من حقوق،ندين بها نحن لهم..ولعكس حقيقة الحياة الاجتماعية هناك وآنذاك..ومن ناحية اخري لاحقق متعتي الشخصية في السرد واجترار الماضي.
*خطوتي التالية ..ستكون توثيقا للتجارب الرياضية..الحركة الثقافية..السياسية..وبعدها ياتي حديث تحليلي ..آمل ان يكون علميا وهذا بدعمك والاستاذ النور..ظاهرة خورطقت ومثيلاتها..ماذا اعطت وماذا اخذت..ما جدواها..هل يمكن العودة اليها وتطوير تجربتها؟..النظام الاداري ..السياسات التربوية ..المناهج التعليمية ما لها وما عليها ذاك الحين..دور التنظيمات السياسية ..في تشكيل الحياة الاجتماعية..واسهامها في مناهضة نظام مايو..
*يعني الغريق لي قدام..عشان كدا خليكم قريب اخوكم ما يغرق..
*لك صادق المودة وكل الشكر

الأستاذ عجب الفيا

سعدنا كثيرا بدخولك ونرجو أن يسمح وقتك بتمديد هذه الذكريات وتوسيعها. فتلك الصورة لا تكتمل إلى إلا إذا تم رسمها من زوايا عديدة.
وكما كانت خورطقت تجربة متميزة في وجدانك تضآلت إلى جانبها، بصورة من الصور، تجربة جامعة الخرطوم، على جلالة قدرها، فقد كانت كذلك شأني حين طلبت النقل من خورطقت عام 1979،بسبب رغبتي أن أكون في العاصمة مركز الحركة الجمهورية.

كان مدير خورطقت، ومدير الإمتحانات بوازة التربية فيما بعد، الأستاذ الراحل عبد الحميد محمد مدني، قد تم نقله من إدارة خورطقت إلى إدارة الخرطوم الجديدة. وكان هو الذي عمل علي أن أوضع في الخرطوم الجديدة، بدلا من أن أوضع في واحدة من مدارس أمدرمان. فقد كنت أسكن الثورة، كما كان يسكن سائر الجمهوريين غير المتزوجين. كان عبد الحميد يريدني في الخرطوم الجديدة بسبب ما شهده من نشاطي الجم في الحياة الثقافية في خورطقت، خاصة في جانبي المسرح والموسيقى. ولم يخف الرجل عليّ كونه قد تآمر مع مسؤولي الوزارة لوضعي في الخرطوم الثانوية الجديدة. وأخبرني برغبته في تنشيط حركة المسرح والموسيقى في الخرطوم الجديدة. وقد أكبرت فيه ذلك، ووجدت فيه نوع من الشهادة لي، ورضيت بركوب المواصلات كل يوم من الثورة إلى الخرطوم الجديدة. ولم تكن حركة المواصلات في الخرطوم في تلكم الأيام قد ساءت بالصورة التي أصبحت عليها بعد ذلك سنوات قليلة.

منذ أن وطئت قدماي أرض الخرطوم الجديدة شعرت بالإختلاف، وبدأت أفتقد خورطقت بشكل فادح. افتقدت اليوم الدراسي الكامل الذي يبدأ في الصباح الباكر ويستمر حتى جرس النوم قرابة العاشرة ليلا. افتقدت الصلة الموصولة بين الأستاذ والطالب، كما افتقدت الطبيعة والأفق المفتوح الذي يكحل مرآه عيني كل صبح جديد. كان هناك شيئا مختلفا، جعل تجربة التدريس في مدارس العاصمة تجربة باهتة الطعم. لم أستطع البقاء في الجديدة أكثر من عام، وقد أقنعت الأأستاذ عبد الحميد محمد مدني بعدم بضرورة أن أنتقل إلى أمدرمان. وكان أن انتقلت إلى أمدرمان الأهلية، وبعدها إلى محمد حسين الثانوية. ورويدا رويدا مات إحساسي بنفسي كمعلم و مربي بصفة mentor وحل محله إحساس موظف عادي لا يرى في عمله أكثر من وسيلة لكسب العيش.
أنسى المدرسة حين أغادرها في الثانية ظهرا ولا أتذكرها إلا حين أعود إليها في صباح اليوم الثاني. ماتت تلك الحرارة وتلك العاطفة الجياشة، وذلك الحب العميق الذي عرفته في علاقتي بحنتوب كطالب، وبخورطقت كمعلم. وكان ذلك إشارة ونذارة بموت عوالم كثيرة توالى حملة نعيها وصولا إلى وجداني.
وسوف أعود.

استاذي
مرحبا بك
*في مداخلتك الاخيرة ..سوف اؤكد فكرتها الاساسية ..موت العوالم الاخري في نفوسنا وبقاء عالم خورطقت..بعد خورطقت كانت الجامعة وكانت الحياة العملية..وهاتان المرحلتان اقرب بحكم التراتب الزمني ..لكن ما تعلمناه في خورطقت هو الذي ظل فينا..وما خبرناه فيها من تجارب وذكريات..هي التي كتب لها الحياة والديمومة في ذاكرتنا..ولا اكذب لو قلت لك انني اتذكر الاشخاص وما كانوا يرتدون من ملابس ..اذكر المواقف ،الاحداث الاحاديث كما هي..والآن حين اكتب ذكرياتي..يمر الشريط امامي كاني ادير جهاز فيديو..
*بعض ممن هاتفوني ظنوا ..انني اكتب من مذكرات..وواقع الحال ..انني اكتب حتي بدون مسودة..اغلب ما اكتبه يكون ..ارتجالا وعلي الجهاز بل الموقع..اظن انني كتبت مرة او اثنين ولا زيادة..علي الويرد.
*ظلت طقت..لانها عالم حي..وحقيقي..لا زيف فيه..كل شئ علي السجية..فضلا عن سيادة الطابع الاسري..
*مودتي ..وصادق امنياتي ..الي ان اعود.

صورة التيمان حسن وحسين فضل الله الدرديري
صورة التقطها لهما في بدايات مجيئهما إلى خورطقت. سبقهما إلى خورطقت شقيقهما عبد الوهاب فضل الله الدرديري الذي كان نشطا في جمعية
الفنون، والتحق عقب تخرجه بكلية الفنون. وبعد تخرجه من كلية الفنون اختار العمل الحر وأصبح مهندسا للديكور في الخرطوم، وأنشأ شركة خاصة. وقد تعاونت معه في النصف الثاني من الثمانينات في تنفيذ بعض الأجنحة التي كان يتعاقد على تشييدها لبعض الشركات التي كانت تشارك في دورات معرض الخرطوم الدولي. بعد عبد الوهاب، والتوأمين حسن وحسين، وصل عبد الخالق فضل الله الدرديري. وقد تخرج هؤلاء الأشقة الأربعة من خورطقت.

أما والدهم فهو المربي فضل الله الدريردي. وهو من مواطني بارا. وقد كان من أبكار المعليمن الذين تخرجوا من بخت الرضا. تعلم على يدي فضل الله الدرديري الآلاف من أبناء كردفان. زرته بمنزله في واحدة من زياراتي تلك لمدينة بارا. جلست إليه لساعات، أطعمنى فيها عنبا لذيذا من كرمته الباسقة في صحن داره. واستمعت منه إلى ذكرياته الشيقة عن بخت الرضا. فضل الله الدريري، كان معلما متميزا، كما كان رجلا صالحا، ووليا من أولياء الله. ألا رحم الله المربي فضل الله الدرديري، وجعل البركة في ذريته.

التقيت بحسن فضل الله الدريري في واشنطن دي سي قبل بضع سنوات. وأظنه لا يزال هناك.

رحلة جمعية الفنون بخورطقت إلى حدائق البان جديد. جولة بسيارة جيب لأحد الأصدقاء المدعويين للرحلة وهو بشير عبد الرحمن
من خورطقت الدونكي وهو شقيق للأخ الجمهوري محمد علي عبد الرحمن. أخذنا سيارته لنجول بها حول جنائن البان جديد.
من اليمن إلى اليسار: النور حمد ـ أيوب إبراهيم ـ فكوان كور فافيتي. وفكوان كور من أكثر الطلاب موهبة في الرسم من
الذين مروا علي في خورطقت. ومع ذلك فقد اختار الكلية الحربية على كلية الفنون. فيما علمت لاحقا. وهو إبن رث قبيلة الشلك.
وكان إلى جانب الرسيم والتلوين متميزا جدا في رقصات الشلك التي كان يقودها ضمن طلبة داخلية دينار في لياليهم المسرحية.

صورة جماعية للمجموعة التي شاركت في تلك الرحلة ويرى على يمين الصورة عم عوض في جلبابه وعمامته المعتادة. كان عم عوض رجلا ممتلئا فخارا وعزة نفس
كان يسوق البص وكأنه يتفضل على الراكبين بذلك. وهذا الوصف قد أخذته من وصف الطيب صالح للراحل على أبو سن. قال الطيب صالح إن علي أبو سن
كان يقرأ نشرة الأخبار في البي بي سي، وكأنه يتفضل بها على الإنجليز. كذلك نرى جهة اليمين ود الأمين فراش الفنون، الذي ربطت بيني وبينه صداقة متينة،
ويظهر في العراقي والطاقية وإلى جانبه كريستوفر مدرس اللغة الإنجليزية. آدم الصافي في المنتصف غير أن جزءا من وجهه مختف وراء أحد الطلاب
غير أن ثنيتاه الكبيرات تضيئان بتلك الإبتسامة المعهودة فيه. وقد كان يعتمر قبعة. أما شخصي، فقد كنت أجلس في أقصى اليسار، ويقف من ورائي ضيف الرحلة
بشير عبد الرحمن، صاحب السيارة الجيب. ومن الواقفين في الجهة اليسرى ويلبس فنلة داكنة اللون أستاذ اللغة الفرنسية الكونغولي، فيدل. ولفيدل قصة
بعضها طريف وبعضها مأساوي، وسوف أحكيها لاحقا.

العم يحي فراش داخلية دوليب وصديقي العزيز. كان طباخا ماهرا، وغسالا ومكوجيا ماهرا أيضا. وقد عمل منذ عهد الإنجليز.
وكل ما عرفته من تاريخ خورطقت، عرفته من العم يحي. وجد فيّ مستمعا جيدا، ولي صبر على التطويل الذي هو سمة حديثه،
وقد أشتهر به. ولذلك فقد كان يجد متعة خاصة في الحديث إلي. وقد كنت أجد حديثه شيقا لكونه مليء بالمعلومات التاريخية،
وكنت أستزيد منه بالأسئلة. وسأعود للحديث عن العم يحي لاحقا.

الأعزاء سيف الدولة، والنور، وعجب الفيا،


أتابع هذه الذكريات الشيقة، فهي تحكي عنا في معنى أنها تحكي عنكم.
شكري الحار لكم.

الدكتور الحبيب
لك الود كله
زارنا الغيث...سعدنا بالطلة المباركة..بما اننا لا زلنا في مرحلة الذكريات الخاصة ..التي ارتبطت بالشخوص والاحداث..لا نسالكم اكثر من الزيارة ..ولكنه من المؤكد جدا ..ان نحتاجكم وان نلحف السؤال لمشاركتكم ..في تقويم تجربة خورطقت ومثيلاتها..من الناحية الاجتماعية،الثقافية،السياسية والتربوية..فهذا ما ننوي التولج فيه ..حال الفراغ من حديث الذكريات..
لك المحبة

ياااه..العم يحيي ..لقد فات علي ان اذكره فيما كتبت عن الفراشين..ويبدو ان للاخ بشير محمد اسماعيل ..ذكريات مع الرجل ..نأمل ان يتحفنا بها

استاذي
التحية مجددا

بالنسبة للصورة ..حسب ما اوردت من شخصيات فان الرحلة المشار اليها كانت قبل مقدمنا الي خورطقت..بدليل اننا لم نجد الاستاذ فيدل..وانما وجدنا عبارة اثيرة كان يرددهاhistory society invited me to visit Al RAHADوكان الطلاب يحفظون تلك الجملة..للغرابة التي ينطق بها فيدل حرف الH والتي كان ينطقها حاء فتكون حستري صوصيتي انفايتد مي تو فزت الرحد..اما كريستوفر والذي كان يلعب كرة القدم ويحكمها ..فقد جاء الي المدرسة بعد مجيئنا لها..فكيف اجتمع فيدل وكريستوفر؟؟
*فكوان كور فافيتي ..ما اروعه ذلك الشلكاوي الوسيم بلون الآبنوس..كنا نترقبه خارجا من دينار وهو في البنطلون..(وداقي شورت)..فنقول الشورت يخلو لي فكوان..كان مهذبا خلوقا لا تملك الا ان تحترمه..والغريبة سمة التهذيب العالي قد ميزت كل طلاب الجنوب الذين كانوا بمعيتنا بخورطقت..مايوير الذي كان بداخليتك..في الدفعة التي تسبقنا وكان اولها من ناحية اكاديمية فقد كان شاذا في ذكائه وتحصيله..وكذلك لينو بولبك دينج مجوك..دفعتنا وبداخلية ود التوم..لاعب باسكت..وهناك في الدفعة التي خلفتنا ..وبداخلية ود التوم..برنابا اكوج دينج..
*العم عوض من الشخصيات التي كانت غامضة بالنسبة للطلاب ..ارجو تسليط الضوء علي شخصيته..فقد مررت عليه في ذكرياتي الا انني لم اوفه حقه ..اذ لم يكن لي به احتكاك مباشر..
*وعلي فكرة ..سيارة الجيب (رهيبة)..وذكرتني ايام مجدها بالابيض التي كانت تعج بها ..وبالتاكسيات الفولجا..
*البانجديد تلك المنطقة الرائعة التي عنتها الطبيعة بجمال مائز وجو لطيف..كانت محطا للمرتحلين بحثا عن اللحظات السعيدة..وقد كتبها شاعر كردفان الفذ.. ود القرشي.. شعرا..وغناهاالراحل ..عثمان الشفيع.. الحانا تخلد في نفوس محبي الجمال وصائدي المتعة..وقد كانت لنا رحلة من المدرسة الي البانجديد..ايام ابراهيم آدم الدين ..وكان والده مقيما بها..وحين ذهبنا اليها وجدنا آدم الدين والد المدير يحتفل بمقدم طفل جديد..وقد كان من ضمن السيارات التي اقلتنا..مجروس جادت لنا به القيادة العسكرية..
مودتي

استاذي الجليل
تحياتي

عندما شاهدت صورة التيمان ..قلت لا حوللللللللا ولا قوة..لانها ذكرتني بمعاناة كبيرة ..عشناها نحن ابناء بارا من قدامي الطلاب ..فقد كان حسين متمردا..ورافضا لنظام الseniority ومن ثم ..كانت له مواقف ضد السناير ويتبعه في ذلك تومه..وحسب النظام المتبع كان علينا حمايتهما،بحكم اننا اهل لهما..مما وضعنا في مواجهة مع زملائنا..بحجة اننا نساهم ..في ضياع هيبة السناير..ونقضي بحمايتنا للجناير..علي التقليد والنظام المتبع..عهدي بهما في مطلع التسعينات بالعاصمة وكانا يعملان مع عبد الوهاب..وعبد الوهاب يتقدمنا بدفعتين..هو دفعة المليشا وكان بداخلية دينار..وهو موهوب وله مهارات عدة فضلا عن طيبته وهدوئه..عبد الخالق نتقدمه في الدراسة ..وتعاصرنا بجامعة الخرطوم اذ كان يدرس في كلية الزراعة ..وقريبا كان بيني وبينه تلفون وقد كان بمعية الدكتور عاصم محمد اسماعيل بالابيض..
تحياتي

العزيز سيف
ربما تكون الأزمنة قد اختلطت علي. فأنا أمضيت في خورطقت خمس سنين، وقد تعاقب علي كثير من المدرسين وكثير من الطلاب.
ربما يكون صاحب الصورة شبيها بفيدل الكونغولي.. وليس فيدل. ربما!

وبذكر فيدل، أعود لقصته التي سبق أن أشرت إليها. وهي قصة، أولها طريف، وآخرها بلغ أقصى حدود المأساة. كان فيدل لاجئا كنغوليا
قدم إلى السودان بتلك الصفة. وهو شخص متعلم تعليما عاليا، ويبدو أنه كان ناشطا سياسيا في الكونغو "زائير" وقد اضطرته الإضطرابات
السياسية وربما الخوف من غوائل السلطة للجوء إلى السودان. وقد التحق بوزارة التربية والتعليم في وظيفة معلم لغة فرنسية. فجاءوا به إلى
خورطقت. لم يكن فيدل يتحدث كثيرا عن ماضيه في الكونغو.. وكان يحضر فيدل إلى مكتب الفنون كثيرا، وقد كان معي في الشعبة في ذلك الوقت الأستاذ السر المصباح. ويبدو أن ماضيه في زائير قد تضمن تجارب مزعجة لاحقته وأثرت على حاله وهو في السودان وسوف يرد ذلك بعد قليل.

بعد فترة من الوقت أعلن فيدل إسلامه فاحتفل به المتهوسون إيما احتفال. ولم يكن فيدل يعرف شيئا عن الإسلامية. ولكنهم سرعان ما أحاطوا به واحتوشوه، وذهبوا به إلى الأبيض للقاضي الشرعي ليعلن إسلامه. وأصبح فيدل نجما في الأبيض لبعض الوقت. وأذكر أنهم أطلقوا عليه إسم أحمد إبراهيم. كان ذلك قبل رمضان بمدة قصيرة. وحين بدأ رمضان، رأينا فيدل في اليوم الأول من رمضان وهو يشق الساحة الواقعة في منتصف المدرسة و "سيجارته قصبة" في يده كما يقولون. فقال بعض المعلمين ما له لو صبر حتى يمر شهر رمضان قبل أن يعلن إسلامه؟!!!

بعد فترة أخذ مسلك فيدل في التغير. وبدأ يتحدث عن محبوبة وهمية إسمها "سميرة" . وبدأ يدخل على بيوت بعض المعلمين بحثا عن "سميرة" تلك، فيما يزعم. وقد أزعج ذلك أسر المعلمين كثيرا. وخلق حالة من التوتر. لا أذكر كيف سارت الأمور بعد ذلك. غير أن فيدل ترك العمل. وذهب إلى كوستي. وبعد أن تم نقلي إلى الخرطوم عدت في زيارة في أوائل الثمانيات إلى كوستي . وكان الجمهوريين كثيرا ما يلتقون ويجلسون في دكان الأخ الراحل محمد الحسن الطاهر. وفي واحدة من تلك الجلسات، إذا بفيدل جالس أمام البرندة في هيئة شحاذ أو شخص متشرد. كان يلبس أثمالا بالية متسخة وعيونه محمرة، وتبدو عليه إمارات الذهول والشرود. سلمت عليه وقد تذكرني بالإسم. غير أن حديثه كان حديث شخص غارق في عوالم أخرى. بدأ يحدثني عن النيل الأبيض، وكيف أنه الآن على ضفاف النيل الأبيض، وأن لذلك معاني كبيرة.

بعد ذلك بسنوات أخبرني أحد جمهوريي كوستي أن فيدل كان يتردد على مسجد عثمان موسى بحي النصر في كوستي، وربما أنه كان ينام فيه على ما أذكر. وقد دخل في مشادة مع الإمام أو المؤذن ذات صباح باكر. فاعتدى علي بعض الحضور قبيل صلاة الفجر، وقتل بعضا منهم بآلة كان يحملها، وقد طاردته الشرطة إلى شاطئ النيل الأبيض، ولعلهم إضطروا لكي يردوه قتيلا نهاية الأمر.

وهكذا انتهت حياة فيدل تلك النهاية المأساوية. فعليه الرحمة والمغفرة.

استاذي

لك المودة
نشكر لك المساهمة القيمة..والتوضيح المفيد..لقصة الاستاذ فيدل..
سادلف ان شاء الله لذكرياتي مع الاساتذة بدءا من مساهمتي بعد القادمة..ولا بد من ان احتاجك لتصحيح الاسماء ..التي ضاعت اما بسبب الالقاب التي كانت مقترنة بها ..او لتقادم الزمن..ونحتاجك ايضا ..لالقاء المزيد من الاضواء علي صورة ..انت ملم بكل جوانبها..بينما انا ومثلي من الطلاب لا نري الي الجانب المقابل لنا..او الذي قصد صاحب الصورة ان يقابلنا به..فالي هناك

اطيب امنياتي

انهم يمضون الي اكثر من ذلك!!
في آخر ما كتبت تعرضت الي شلة من الطلاب كنت انتمي اليها،وحاولت ابانة بعض سلوكياتها المتمردة..وخروجها عن النص ..المرسوم ..وشلتنا هذه لم تنسج علي غير المنوال الذي نسجت عليه اخواتها من شلل ومجموعات اخري لم نقف عليها..فالذي يحدث كان نقلا حيا وتماثلا حقيقيا مع ما يجري في المجتمع حينذاك..وقد كانت الاواصر التي تقوم عليها الشلل..ليس هو السلوك الذي تأتي به..وانما غلب علي تكوين هذه الشلل..الانتماء الي منطقة..صف..مدينة..عدا شلتنا التي اشرنا الي انها كانت ذات طابع قومي..من مدن ومناطق مختلفة..من صفوف متعددة..من داخليات متنوعة..ربما كان الرابط الوحيد هو الدفعة..وحتي هذا ..ورغم التقاليد المرعية في خورطقت..فقد ضمت شلتنا يوما اعضاء من دفعات تتقدمها او تليها..فيوما كان ابراهيم كرداوي ،سليمان كرداوي ،خليل علي معروف..اعضاء بالشلة رغم انهم من الدفعة التي تسبقنا بعام..وكان المرحوم فخرالدين محمد صالح..ميرغني علي كوكو..يوسف احمد علي..محمد التاج الطاهر..اعضاء بالشلة رغم انهم يلونا بدفعة..وما كتبناه عن شلتنا فيما تقيمه من فعاليات ليلية بميادين ون وتكتوك..لم يكن حكرا عليها..فكثير من الشلل كانت تعاقر الخمر ..وترتفع اصواتها بغناء تتراوح درجات هبوطه وسموه بمدي ما اصاب رؤسهم من بخار البلح المكثف..ولا يكتفي الطلاب بالمنتوجات البلدية ..بل لهم دمر ونشوق..بمدينة الابيض ..حيث يستضيفهم مطعم البلك وحديقة البستان..حيث الشواءات..كبدة الابل..الباسم..الكوارع..وحيث المحرم من منتوجات الفرنجة..شري ابو بنت ،ابو تركتر،وطنية..كوفازير،بيرة ابوجمل،سايدر، والفتيلات الصغيرة من ماركة المارتل،والوايت ليبل..ويحدثنا اهل الذكر ان بيرة ابوجمل كانت باحدي عشر قرشا..والفنجري من يدفع قرشا آخر لزوم البقشيش..
ربما تطلب الامر من الندامي ان يرتحلوا من مطعم البلك او البستان الي طلمبة اجب ..قرب نادي المريخ وموقف الجبال ..ليطمروا ما شربوه من سموم الفرنجة..بفول مصلح بالزيتون،الجبنة ،الطعمية،البيض،واحيانا الكبدة..ثم يعودون ادراجهم الي موقف توتو كورة لحاقا بالبص..وان لم.. فطريق الردمية قريب لمن هو بحالهم ..يجرجرون ارجلهم ..والسنتهم (تلت وتعجن بما يفهم وما لا يفهم من كلام)..يرتحلون الي المدرسة..هذا ان لم تزغرد الشياطين في رؤوسهم لتدفعهم عكسيا الي شمال السوق ..حيث حي السودنة..وهناك يقربون ما يعطف عليه سوء السبيل..يقضون ليلتهم او جزءا منها ضيوفا علي بيوت يعصي الله فيها كثيرا..ويقابل هؤلاء رومانسيون ،تميزهم اناقة وعطر منتقي..وربما رسائل معطرة ومطوية بعناية..في تلافيف ما يلبسون..يحملونها الي من يحبون من حسان ..يسرحن كحور الجنان في فناءات المدارس..
ما يأتيه الطلاب ذاك الحين لم يكن نشازا في مجتمع اباح لنفسه كثير من الملذات ..وفي ليبرالية مقنعة ..لم يقو الهوس الديني وقتها ..علي حربها او السيطرة عليها..كان الناس حينها طلابا وغيرهم..ان اغوتهم شياطينهم..وارهقتهم عزائم الدين والجد..يرخصون لانفسهم ما حرم الله..يتلمسون لها الذرائع في نقيبتهم..فنقيتهم دوما مأمونه وطويتهم حسنة..
ولا يوهم حديثنا هذا ..عن جانب من الصورة ..ان الطلاب كلهم علي شاكلة ما صورنا..او ان كل اهتمامهم انصب علي اللهو والمجون..فما اوردناه جانب من صورة تتداخل فيها الالوان والشكول..فلا يعيينا صارخ الالوان عن رؤية لون ابهتته ضروات التلوين وفنيات التصوير..ولتتضح معالم الصورة سوف آتي علي الشلة التي كنت من ضمنها ..وبمنحي تشريحي..عله يوضح ما اردنا الذهاب اليه في سردنا لهذه المفردة من ذكرياتنا..

فقد كانت مجموعتنا تضم اميز طلاب المدرسة،فهم من ناحية دراسية واكاديمية لا طعن في قدراتهم ..يكفي انهم استطاعوا الدخول الي خورطقت التي كانت من الاحلام التي لا يسهل تحقيقها..وهم استطاعوا البقاء فيها رغم صعوبة امتحاناتها ،صرامة مراقبتها..وما ينظمها من قوانين تبلغ درجة العسف..فيهم زعامات طلابية،ارقام رياضية ومسرحية..مثقفين وسياسيين..وفيهم من لم تكن له علاقة بالهوي ايا كان نوعه..
من داخلية ود التوم..كنت انا..كان هاشم يوسف الدقير(ام سنط،المجلد،ام درمان)..عضو لجنة الطعام..رئيس داخلية ود التوم..مسرحي..قارئ جيد..والطالب المثالي في دفعتنا،وقد تخرج في كلية اقتصاد جامعة الخرطوم..بكري كرار مقفي(الابيض،بارا)..مغني،لاعب كرة قدم بمنتخب الداخلية ومنتخب المدرسة،وقد تخرج بكلية قانون الفرع ..الفاتح محمد نور(العبيدية،الدلنج)..قارئ جيد،قد تخرج زراعيا من جامعة مصرية..الجاك محمد علي الجاك(بارا)،وقد تخرج من كلية تجارة بجامعة مصرية..الرشيد يوسف(الابيض) ..لاعب كرة قدم مميز ،بمنتخب الداخلية المدرسة ،مريخ الابيض..كانت له اهتمامات اعلامية ..جعلته في مقبل الايام مسئولا عن الاعلام الرياضي بأقليم كردفان..بشير الرشيد الرضي(ورور)(الابيض)..مسرحي ،حارس مرمي للداخلية وفي منتخب المدرسة..بطل سباق الضاحية.
ومن داخلية الولي..مصطفي حمد (كسكو) رحمه الله(من الاضية زكريا)..قارئ كثيف الاطلاع لا يمل قراءة الادب الانجليزي،يحفظ الشعر وخاصة اشعار نزار قباني،وقد تخرج من كلية الشرطة..هشام عبد الله رحمة(ود المرحوم)(من القطينة،الخرطوم الصحافة)..لاعب منتخب الداخلية والمدرسة في كرة القدم،الطائرة،السلة،وتنس المضرب،وقد تخرج من كلية اقتصاد بجامعة هندية..طارق يوسف (كرونة)(الدلنج) لاعب منتخب الداخلية والمدرسة في كرة القدم.
ومن داخلية دوليب خالد الحاج الطاهر(من الابيض) مثقف..مسرحي لاعب كرة قدم وطائرة،وقد تخرج من جامعة بترول سعودية..صلاح العوني مهدي(بارا ،الابيض)،وقد تخرج زراعيا من جامعة الخرطوم..
ومن داخلية دينار ادريس الحاج احمد(بارا)..باك المدرسة اللفت..
من داخلية دقنة..سيف الدين عبد الرحمن السيد(الدويم،بارا)..مسرحي ،لاعب باسكت،حارس مرمي وله اهتمامات سياسية..وعضو لجنة الطعام،وقد تخرج في تجارة الفرع
من داخلية ود زايد..احمد آدم كهران(الدلنج)..ثيردباك الداخلية،المدرسة ولعب لمريخ الابيض،وقد تخرج من كلية تربية بمصر..والمرحوم عبد الله جبريل،وافته المنية وهو طالب بكلية البيطرة ،جامعة الخرطوم..
ومن داخلية زاكي الدين..محمد النقر(الدلنج)،وتخرج في كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم..عماد يوسف (الابيض)..لاعب كرة قدم بالداخلية،منتخب المدرسة وهلال الابيض ..ومن داخلية ابو عنجة عمر محمد آدم..لاعب كرة قدم بمنتخب الداخلية والمدرسة..وخليفة(كرومر)..اما من داخلية ابوسن..فكان عبد الله محمد عوض(حضارة)(الدلنج)..استوبر الداخلية،المدرسة،مريخ الابيض ومنتخب كردفان..حامدنو محمود(بارا)..مدافع بمنتخب الداخلية لكرة القدم..حافظ داؤود نمر تجار(الرهد)..جناح شمال الداخلية ،المدرسة واهلي الرهد،وقد تخرج من كلية الدراسات التكنولجية بجامعة الجزيرة..بكري ابا سعيد الحاج(الرهد)..لاعب كرة قدم بمنتخب الداخلية ،المدرسة وشبيبة الرهد،وقد تخرج في كلية صيدلة بجامعة في شيكوسولفاكيا..ازهري محمد احمد علي الاعيسر(سيحة)(بارا)..مسرحي،حارس مرمي الداخلية،وقد تخرج في معهد البريد والبرق..
هذه الشلة..ربما بلا استثناء لاي عضو فيها ..كانت تقود المدرسة في الفعاليات الرياضية،الثقافية،وكلهم اعضاء في لجان الاعتصامات الاضرابات ..وتنظيم المظاهرات..ورغم ما يبدو عليهم من شغب وفلتان..فهم جادون في حياتهم..معظمهم واصل تعليمه ونجح في الحياة..وحتي لا يتوارد الي ذهن القارئ ..وهم بانهم كلهم علي شاكلة واحدة..نشهد بأن..هاشم الدقير،بكري كرار مقفي،الفاتح محمد نور،هشام عبد الله رحمة،خالد الحاج الطاهر،ازهري محمد احمد علي (سيحة)،بكري ابا سعيد الحاج،المرحوم عبد الله جبريل،احمد آدم كهران،محمد النقر..كانوا ممن لا يتعاطون حراما او مكروها قط..رغم معيتهم للشلة وحرصهم علي حضور كل الفعاليات..
الا رحم الله استاذنا آدم الصافي..الذي كان لا يخفي اعجابه بنا..كان يقول اننا نمسك بمغاليق المدرسة..واننا نفعل كل شئ ،من شأنه تعكير الصفو العام بالمدرسة..ومن غير ان يطالنا القانون

توقفت في المرة السابقة عند لحظة وصولي لخورطقت، وأن أول شخص قابلته لحظة وصولي كان الصول دليل بخيت الحاج صول الموسيقى. كانت المفاجأة حين رأيته خارجا من دكان العم علي بابكر وأنا أنزل من عربة المصاريف لأول مرة في أول يوم تطأ فيه قدماي أرض خورطقت. فاندفعت نحو الصول دليل وعانقته بحرارة. وقد أسعدني حقا أنني وجدت في خورطقت شخصا أعرفه. لم يتعرف على في البداية بسبب طول المدة، وبسبب أنه لم يمكث بعد وصول دفعتي إلى خورطقت سوى سنة واحدة. غير أنه حين ذكرته بنفسي وبحصص الموسيقى في حنتوب تذكرني.

وصل معي في ذلك اليوم وفي نفس العربة، الأستاذ محمد سليمان رزيقات. ومحمد سليمان رزيقات من أبناء المسيرية، ومن خريجي خورطقت. ولذلك فقد تعرف لحظة وصوله على كثير من الجمهرة التي كانت تقف أمام دكان العم علي بابكر. ولم يكن يبدو عليه إحساس الغريب في الأرض الغريبة الذي كان يملؤني لحظة الوصول. فقد كنت متوجسا. فالمكان جديد علي، وتجربة التدريس برمتها تجربة جديدة علي. فقد كان طلاب الفنون يرسلون عقب التخريج إلى المدارس بلا تدريب إطلاقا.

محمد سليمان رزيقات أستاذ لغة إنجليزية. وقد اشتهر بالولع الشديد بالأناقة. بل هو من أكثر المدرسين الذين عرفتهم خورطقت أناقة، وبلا منازع. لم يكن رزيقات يغير بنطلونه وقميصه كل يوم وحسب، وإنما كان أحيانا يغير بنطلونه وقميصه في فسحة الفطور. وقد زرته في غرفته مرة في داخلية أبي عنجة، ورأيت "حمار" ملابسه الذي ترقد عليه عشرات البنطلونات المكوية والمطروحة فوق بعضها البعض بترادف يدل على العناية الفائقة.

بحكم قدرتي على العزف تم اختياري مشرفا على جمعية الموسيقى. وهكذا جمعت الأقدار مرة أخرى بيني وبين أستاذي في حنتوب دليل بخيت. أذكر أن الجمعيات كانت تجتمع يوم الإثنين، وكنت بحكم وضعي كمشرف أحرص على حضور التدريبات الموسيقية في حجرة الموسيقى الواقعة غرب المدرسة بين داخليتي ودزايد وود التوم. وكما هو الحالى في حنتوب فقد كانت هناك فرقتان. إحداهما وترية والأخرى نحاسية. وقد كان أغلب إشرافي على الفرقة الوترية. فقد كان الأستاذ دليل هو الذي يشرف على الفرقة النحاسية. والأستاذ دليل من أميز صولات الموسيقى. فهو يعزف على كل الالآت النحاسية وبلا استثناء. كما يعزف على الكمان أيضا.

ولعلك يا سيف ذكرت بعض الأسماء ممن كانوا في جمعية الموسيقى، مثل جمعة ضيين، ومصطفى اللذان كانات يعزفان على آلة الكمان. وعبد القادر منديل الذي تحول في سنواته الأخيرة إلى الجيتار. أما آلة الأكورديون فقد تعاقب على عزفها خضر، ثم حامد كوكو، ثم أسماعيل عبد القادر "ابوراس"، وهو من ابناء بارا. وكما تفضلت، فقد أحترف إسماعيل العزف على الأكورديون، واستقر في الخرطوم بشكل نهائي. قابلت إسماعيل مرتين بعد أن تركت خورطقت. مرة في مركز شباب أمدرمان قبل منتصف الثمانينات. وكنت وقتها أدرس في معهد تدريب المعلمات المجاور لمركز شباب أمدرمان. ومرة أخرى في عام 1994 في واشنطت دي سي حين جاء إسماعيل مع الفنان زيدان إبراهيم في واحدة من زياراته لأمريكا.

كان حامد كوكو معي في داخلية وددوليب. وقد بدأ كعازف بنقز، غير أنه تعلم مني العزف على الأكورديون، وبرع فيه بسرعة شديدة. وحامد كوكو من أبناء كرتالة بجبال النوبة، وأظن أن والده معلم. أما إسماعيل فقد وصل ببعض المبادئ من بارا. وأظن أن إسماعيل قريب لعازف الأكورديون المعروف أمين محمد السيد. في خورطقت طور إسماعيل مهاراته، وانطلق في العزف انطلاقة السهم. ففي عام واحد وصل إسماعيل إلى مصاف العازفين المحترفين. ولاغرو أن أصبح فيما بعد عازفا في فرق كبار الفنانين العاصميين. وقد بدأ نجم إسماعيل يلمع كعازف متميز لآلة الأكورديون في احتفالات عيد العلم بالنهود التي شاركت فيها خورطقت بمعرض كبير، وأعمال مسرحية وموسيقية.

أيضا كانت علاقتنا بجمعية الموسيقى بالأبيض الثانوية علاقة وطيدة. فقد كانوا يأتون إلى خورطقت للمشاركة في أنشطتها. وكنا نلتقيهم في أنشطة الدورة المدرسية في مدينة الأبيض. وأذكر منهم خالد مكي الفحيل الذي كان أميز طالب في آلة الأكورديون على الإطلاق. وقد التحق خالد الفحيل بمعهد الموسيقى وأصبح عازفا مشهورا. غير أنه تحول إلى الكيبورد وقد رأيته في فرقة محمد الأمين في شريك فيديو لإحدى حفلات محمد الأمين بالدوحة بقطر. وكان هناك عوض عبد القادر الذي كان يعزف على الجيتار، وفيصل دبلوك الذي كان يعزف على الكمان. وقد كانت فرقة الأبيض الثانوية الموسيقية فرقة متميزة بحق. أما فيصل وأمير اللذين كونا تيما فكاهيا في الأبيض الثانوية، فقد أصبحا نجوما من نجوم فرقة الأصدقاء، على ما أظن، ولمعا في ساحة الفكاهة التلفزيونية في العاصمة فيما بعد.

كان الأستاذ دليل صديقا للأستاذ السر المصباح الرسام القدير ورئيس شعبة الفنون. وعلاقة السر بدليل علاقة من نوع خاص. فالسر شخص غير تقليدي. وهو فنان بمعنى الكلمة. السر مصباح شقيق لصلاح المصباح الرجل الذي واجه جعفر نميري في مسجد القوات المسلحة ذات صلاة جمعة وحكمت عليه محاكم الطوارئ بالجلد وربما بالسجن ايضا، لم أعد أذكر. غير أن السر لا شأن له والسياسة. وكان لا يختلط كثيرا بالمدرسين. ونادرا ما كان يأتي إلى نادي المدرسين. كان بين البيت وبين مكتب الفنون. ولعل السر وشخصي كنا الوحيدين اللذين يعودان إلى المكتب بصفة شبه مستديمة في الليل. والسبب هو أننا لم نتوقف أبدا من ممارسة الرسم. والتوقف عن ممارسة الرسم حالة تصيب أغلب خريجي الفنون.

كان دليل يجيء إلى السر وهو في طريقه إلى صلاة العشاء. كان دليل لا يصلي وقتا خارج المسجد. فكل صلواته في المسجد. وكان السر يطلق عليه لقب "الفكي دليل". وبعد صلاة العشاء يعود دليل فيخرج معه السر ويذهبان ليسهرا مع بعضهما بعضا. لقد كان نوعا من الصداقة غير مالوف في مجتمع تغلب عليه سمة الطبقية. فغالب الحال هو أن المدرسين يصادقون بعضهم بعضا، والصولات يصادقون بعضهم بعضا، والعمال يصادقون بعضهم بعضا. وقل أن تجد صداقات حقيقية عبر هذه التصنيفات الطبقية كالتي بين السر المصباح ودليل بخيت.

ولايمكن الحديث عن معلم الموسيقى المتميز بحق، الصول المقتدر، دليل بخيت الحاج، من غير الإشارة إلى أبناء جبال النوبة، وخاصة قبيلة النيمنغ وما كان لهم من إسهام شديد التميز في تطوير الموسيقى السودانية، وخاصة الموسيقى العسكرية.
وسأعود للمواصلة

ذكرتني هذه الصورة ببعض الأشياء. وهي صورة لبعض الذين زارونا في خورطقت.
من اليمين وقوفا: محمد علي عبد الرحمن. وهو من مواطني خورطقت الدونكي، وهو من الإخوان الجمهوريين. وكان يزورنا كثيرا. ومحمد على عبد الرحمن معلم عمل
لفترة طويلة بمدرسة عاصمة كردفان المتوسطة، ويعرفه الكثير من أبناء مدينة الأبيض. أما الشخص الثاني فهو عيسى إبراهيم من الجمهوريين وقد كان في زيارة لأهل زوجته في مدينة الأبيض.. عرفت أن عيسى يعمل في الآن في صحيفة الأضواء . إلى جانبة يقف قريبه أنور محمد عثمان الذي أصبح مسرحيا وكاتبا معروفا فيما بعد. ثم النور محمد حمد.

أما الجلوس من جهة اليمين: لطفي على لطفي، وهو جمهوري، وإبن خال زوجتي، أسماء محمود محمد طه، وقد كان يسكن معي في الداخلية، وه مقيم الآن بالولايات المتحدة. وبسببه حدث نزاع بيني وبين محمد نور محمد مصطفى وكيل المدرسة، وإبراهيم آدم الدين المدير. وربما أعود لذلك فيما بعد. ثم الراحل المقيم، آدم الصافي الذي توفي في اليمن. ثم طالب نسيت إسمه.

في الناحية اليسرى تظهر بصورة باهتة، "يافطة" خورطقت التي كنت قد قمت بخطها أيام اليوبيل الفضي 1975. ومن جهة اليمين يظهر واحد من تماثيل خورطقت التي كانت منتشرة في أرجاء المدرسة. لا أدرى ماذا حدث لهذه التماثيل بعد أن حولوا المدرسة العريقة إلى معسكر للدفاع الشعبي.

استاذي
لك التحية
*شكرا علي المداخلة القيمة..والتي وقفت علي ذكريات محببة للنفس..
*الاستاذ رزيقات لم نجده بالمدرسة..لكنني اشتركت معه في تصحيح الشهادة 89وكنا في تصحيح الانشاء الانجليزي..موضوع الايدز..وكما كان يوصف لمن يريد ان يصله اويزوره..وي آر ان رووم ثري ايدز..بانجليزية انيقة كاناقته التي لا زال محافظا عليها.
*اسماعيل عبد القادر البصير..ليست له علاقة دم بامين احمد السيد..غير ان امين كان ببارا في فترة ما، بمعية والده الذي كان يعمل شرطيا ببارا..
*خالد الفحيل ..رغم ما بلغ من تجويد لآلة الاكورديون..ورغم ما بلغ من صيت..علمت انه قد هجر الموسيقي...
لك المودة

وللامكنة في ذاكرتنا توقف

بقدر ما ظل اشخاص وظلت احداث في ذاكرتنا..فقد ظلت امكنه لا يمكن ان يتطرق اليها النسيان..اماكن مثل
دكان العم علي بابكر
ما كنا نسميه دكان المدرسة..اشهر مبيعاته..الطحنية ،الميرندا،البنسون،البرنجي..وقتما كنا في خورطقت..وكما تفضل الاستاذ النور ..كانت الخدمات الغذائية في تدهور..واصبحت الحكومة حينذاك تقدم لطلاب الداخليات ..العون الغذائي المقدم من المنظمات العالمية..ولم يكن يتصف بالجودة المطلوبة..كالساردين غريب الشكل والطعم..والاجبان المعلبة..لبن اليونسكو..فضلا عما يقدمه المتعهدون من طعام ردئ..فكان من اردأ الاطعمة المقدمة لوجبةالعشاء (هذا ان استثنينا الفول)..ملاح الاسود(الباذنجان)او ما اصطلحنا علي تسميته بملاح البراطيش..قدر من الماء المصلص(نسبة الي الصلصة)تعوم فيه شرائح من الباذنجان..لا شبه لها الا البراطيش..بمعية قطيعات من اللحم لا ادري ان كان ..لحم ضأن او بقر..ويحاكي ملاح الاسود في الرداءة ..صنوه ورفيق دربه ..ملاح الفاصوليا..وهو عبارة عن حبيبات من الفاصوليا..طافية او غرقي في ماء مصلص ايضا بمعية ذات اللحيمات التي اتينا علي وصفها في ملاح الاسود..هروبا من هذه الرداءة يهرع الطلاب مهطعين..الي دكان العم علي بابكر ..خاصة المقتدرين منهم..يحملون ارغفتهم..والحق يقال فقد كانت الارغفة في خورطقت ..سميكة بدينة..مما يسمي علي هذه الايام مفتخرا..يحملون ارغفتهم الي دكان العم بابكر..ليشتروا ما يستطيعون من طحنية ..ويزدردون عليها المبرد من الميرندا..واهل الكيف ..يزيدون كيلهم بسجارة بنسون او برنجي حسب مقتضي الحال..واحيانا تكفي السيجارة لعدة اشخاص..(تخميسة)..وبالطبع يزداد عدد المدخنين علي السيجارة الواحدة ..ان كانت برنجية..فالبرنجي علي ايامنا..كان ردئ الصنعة ..لا يصنع من التبغ الناعم ..وانما من اعواد التبغ وسيقانه..او لا ادري ربما اعواد اشجار اخري..فكثيرا ما يجد المدخن عودا يحترق بتوقف..لا تتآكل معه السيجارة..ومن ثم تجد المخمسين ..يمصون السيجارة مصا..ومن اشهر آكلي الطحنية علي عهدنا ..احمد آدم كهران الذي جئنا علي ذكره فيما سبق من ذكريات..فهو متين البنيان صحيحه..رياضي مطبوع..كان ظهيرا ثالثا لداخليته وفريق المدرسة..وظهير طرف بنادي المريخ الابيض..وهو يتكسب بزيارته لدكان العم بابكر..يراهن علي اكل كيلو من الطحنية..وهذا يعتبر من المستحيلات..فاذا ما عقدت معه رهانا كان عليك ان تشتري كيلو الطحنية..والمبلغ الذي يتم عليه الرهان ..واحيانا يصل الي جنيه سوداني ..لبعض المتهورين الذين لا يعرفون قدرات كهران الازدرادية..فيخسرون ما اشتروه من طحنية وما راهنوا عليه من مال..ويقل رواد هذا الدكان ..حينما تقوم الادارة بتحذير صاحب الدكان او منعه من بيع السجاير..فيضطر المدخنون من الطلاب للهجرة الي طبلية بحلةالعمال ..وحين تطال تهديدات وفرمانات المنع الادارية هذه الطبلية..تهاجر جحافل المدخنين الي حلة الدونكي ..حيث السوق الصغير ..وهو لا يبيع الا البرنجي..واحيانا لا يوجد ..هذه المطاردات الادارية ..دفعت بكثير من المدخنين للتحول الي التمباك..الذي اشتهر به عماري ود الخير بالابيض علي تلك الايام..والحرفاء في هذا المجال يشترونه ناشفا ومعه العطرون ..ويقومون بالتمطير حسب ضرورات الاستعمال ..وافضل (الممطرين)..صديقنا ادريس الحاج بداخلية دينار..
حلة العمال
حلة العمال هي عبارة عن منازل بنيت علي مرمي حجر من المدرسة..لاسكان العاملين بها..وقد كانت فسيفسائية التكوين..اختلطت فيها قبائل السودان معظمها..الجعلي،الشايقي الدنقلاوي،المحسي،الحلفاوي ،الداجاوي ويغلب البقارة علي ساكنيها..كان الطلاب ..يزورونها تواصلا مع الاعمام الذين يصطفون بعضا من الطلاب ..فيقدمون لهم الدعوات لتناول وجبة من الوجبات،وعادة ما تكون لاطفاء اشتهاءات الطلاب للكسرة،العصيدة،او القراصة..ويكون ذلك بدءا لتداخل حميم بين هؤلاء الاعمام وابنائهم الطلاب..او يزورها البعض بحثا عن السجاير والتمباك اللذان يباعان من خلف ستار..او تواصل بين بعض الطلاب وزملائهم من ابناء العمال الذين يدرسون بالمدرسة..وبعض آخر ياتون ليلا ..للمشاركة او الاستمتاع ..بالحفلات الدكاكينية ..التي كانت تقوم بمناسبة او بغيرها..فاهل ذلك الحي طروبون كشأن كل كريم..وقد تميزوا بايقاع وطريقة رقص ..ما رايت مثلهما الا في ذاك الحي ..رغم انني عشت في كل انحاء السودان بلا استثناء..من هناك خرجت الاغنية الشهيرة..النار البقت حي انا ثانوية خورطقت..تغني علي ايقاع خاص وغريب ..آمل ان يقوم الاستاذ النور بتوصيفه موسيقياويرده الي اصله ان كان له اصل او تأريخ..او يشهد لهم ببراءة الاختراع..وكذلك الرقصة التي كانت تؤدي مختلطة بين الجنسين..او بانفصال احدهما عن الآخر ،حسب مقتضيات الحال..حيث يسير الراقصون في خط واحد..(علي شاكلة القطر)..ويرقصون علي ذلك الايقاع العجيب بابتهاج اعجب..من ابرز الراقصين الذين اجادوا تلك الرقصة من طلاب المدرسة علي عهدنا..المرحوم مصطفي حمد،وخليل علي معروف..وانا كنت من ضمن المشاركين وهم كثر..لكنا كنا غير مجودين في ادائنا..واظن ان ادائي كانت تصاحبه(شترة)..فالايقاع به صعوبة ما..

عزيزى سيف ..
استمتع بالقراءة .. كل جديد ..
تتشايه الوقائع ..
خور طقت .. حنتوب .. كوستى القوز ( حيث درست) ..
وكلها مسختها الانقاذ ..

العم يحي

لقد سبق أن ذكرت أن العم يحي هو ذاكرة خورطقت. يحفظ عم يحي سير نظار خورطقت منذ عهد النصري حمزة وعبد الحليم علي طه. كان يأتي لتنظيف غرفتي ويظل يحدثني عن ماضي خورطقت الغابر وعن خدمته مع الإنجليز، ويحفظ في ذلك مئات الحكاوي. وكما ذكرت سابقا فإن العم يحي يتقن الطبخ وكل أعمال الغسيل والكواء والنظافة. وهو رجل يفخر بإتقانه لهذه الصنع ويعتد بذلك أيما اعتداد. كانت لي بدلتنان فقط، البسهما نادرا جدا، وفي فصل الشتاء فقط. وكانت أحداهما من الصوف. عم يحي هو الذي اقترح علي يوما أن يقوم بغسلهما، حسب الأصول، وقد كنت أعطيه ملابسي لغسلها وكوائها نظير بضع نقود أدفعهن إليه. حين وافقت على غسيل البدلة، حسب الأصول المرعية التي أطنب لي في شرحها لي، ذهب العم يحي إلى الأبيض، واشترى نوعا خاصا من البنزين، لا أذكر أسمه. ويبدو أن تلك هي الطريقة المثلى لتنظيف الملابس التي يدخل الصوف في صناعتها. وهي الطريقة القديمة التي سبقت الغسيل الجاف، والغسيل بالبخار، وما إلى ذلك. ولابد أن قد تعلمها من الإنجليز الذين عمل معهم طويلا.

يغمس العم يحي قطعا من القطن النظيف في ذلك المحلول البنزيني ويمسح بها جسم البدلة بعناية وصبر مدهشين. وبعد ذلك يكويها ولكن بعد أن يضع عليها قطعة كبيرة من الشاش الأبيض. وقال لي إن الشاش يحول بين صوف البدلة وبين جسد المكواة الساخن. إذ بغير ذلك ينشوي الصوف تحت حرارة المكواة ويفسد من ثم مظهر البدلة. رأيته يفعل ذلك مرارا وكنت أعجب لتفرنجه، وأخذه صنعته مأخذ الجد بلا تفريط في أي من أصولها المرعية.

يحفظ عم يحي طرائف المدرسين عبر الأزمنة. ومن القصص الطريفة التي حكاها لي تتعلق بمعلم سوداني، عُرف بالمبالغة في النظام، وفي التفرنج، واتباع الأصول. كان ذلك المعلم رئيسا لشعبة الرياضايات في خورطقت قبل عقود من وصولي إليها. قال لي العم يحي إنه حدث أن صحب ذلك المعلم في مأمورية إلى جبال النوبة، كمعاون وطباخ، وسفرجي، وسائر الخدمات. ويبدو أن بعض السودانيين الذين سودنوا وظائف الإنجليز ورثوا منهم عاداتهم في المأموريات، مثل اصطحاب شخص يقوم بالخدمة. تعرفت على ذلك المعلم لاحقا وقد كان يعمل في وظيفة كبيرة بالإدارة في مكتب تعليم الأبيض. قال العم يحي أنهم حملوا الكومر بكل المعدات اللازمة للطبخ من حلل وطوات ومواقد، ومواد وغيرها. وبعد مسيرة ساعات في الطريق بين الأبيض والدلنج، وعند الساعة التاسعة صباحا أمر ذلك المعلم السواق بالوقوف وطلب من العم يحي إعداد الفطور.

ذكر لي العم يحي أنهم أعدوا الفطور المعتاد، وكأنهم مقيمون في خورطقت. إذ أنزلوا طاولة من النوع الذي يمكن طيه ونشره. ووضعوها تحت ظل شجرة ظليلة، ثم وضعوا كرسيا. كما وضعوا عليها الغطاء الأبيض، ثم الشوك والسكاكين، وقليللا من الصحون. وأعدوا الفطور وجلس ذلك المعلم في ذلك (المشهد السريالي) وتناول أفطاره وقهوته. ثم جرى طي المشهد مما جميعه، وواصلوا الرحلة! وليس في ذلك مبالغة، وإنما قصة حقيقية مائة بالمائة.
عرفت ذلك المعلم فيما بعد وعرفت فيه حرصه الشديد على العيش "المتحضر" مهما كانت الظروف والملابسات. كان يأكل حسب الساعة، ويتبع تقاليد في طريقة العيش هي أقرب ما تكون إلى طرق الإستقراطية الإنجليزية في العهد الفيكتوري. وهو قد عاش ذلك المعلم عازبا حتى أخريات عمره ـ ولا أدرى أن كان الأجل قد أدركه، أم أنه لا يزال على قيد الحياة ـ .

حكى لي ذلك الشخص، بعضا من أسلوب حياته وذكر أنه كان يسافر إلى إيطاليا في إجازاته الصيفية. وكيف أن بعضا من أطقم عدة مطبخه يجلبها معه من إيطاليا في رحلاته تلك. وذكر لي أن الطباخ الذي كان يعمل معه في قد كسر إناء أفسد به بقية الطقم، وكيف أنه أضطر إلى استجلاب الطقم كله من جديد من إيطاليا بسبب تلك القطعة التي انكسرت. ولقد دعا هذا الأستاذ مرة، صديقي ورئيس شعبة الفنون، السر المصباح للغداء معه في بيته في الأبيض. وذكر لي السر أن ساعات الغداء تلك قد كانت من أشق الأوقات على نفسه، وكيف أنه أنه كان يحسب الزمن لكي يخرج من ورطة ذلك الغداء، وذلك بسبب التعقيدات والإتيكيتات، وما إلى ذلك. والشاهد أن شخصية ذلك الأستاذ وشخصية السر تقفان على طرفي النقيض تماما. فالسر شخص "دهري" لا يهتم بالمظهر، ولا بالمكانة، ولا بالإتيكيت. فهو شخص بسيط غاية البساطة، وأقرب ما يكون في زهده، وإنكاره لذاته للمتصوفة.

هذا من نوع القصص التي كان يحكيها لي العم يحي. وللعم يحي ذاكرة فوتغرافية لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها. وإذا لم يكن لديك متسع من الوقت، فلا تقف مع العم يحي. فهو ولع بالتطويل، والحكاوي لديه تأخذ برقاب بعضها بعض

استاذي

لك التحايا
حقا لقد استمتعت بحكاوي العم يحيي..وليت الاخ بشير محمد اسماعيل..يطل من هنا ويضيف لنا ما عنده من رصيد..فالرجل كان صديقا له فيما اعلم..

لك المودة

الماجد/معتصم محمد طاهر

لك الود
سعدت بالمداخلة..والمتابعة..قطعا حينما نكتب عن خورطقت ..نكتب عن ذلك الزمن الجميل..ونكتب عن حنتوب،وادي سيدنا،كوستي القوز ..وكل رفيقات خورطقت..وما نكتبه من ذكريات..مهما كان تقويمها..هي جزء من نظام سياسي،اجتماعي ،ثقافي..سنأتي عليه بتسليط الضوء الذي يعين علي نخله نخلا ..يبين ابعاده..وهنا نستخلص عبرا ربما كانت هامة..لاستعادة ما كان جميلا..والتأسيس لما هو اجمل..وهناك نحتاج مساهمتك ايها الماجد..
تحياتي

ومن الاماكن التي لا تنسي ..حلة الدونكي!!
حلة الدونكي..تقع علي مقربة من خورطقت..نذهب اليها راجلين..في زمن لا يزيد عن ثلاثة ارباع الساعة..واسميت بحلة الدونكي..لوجود بئر ارتوازية فيها..اقيم عليها صهريج او خزان كبير..لسقاية الناس وانعامهم في ذلك المكان من العالم..ويسمي هذا الخزان او الصهريج عند اهل كردفان ..بالدونكي.. وبالقرية مدرسة ابتدائية،وسوق صغير..وتقع هذه القرية في منطقة..خصيبة تجود بخير وفير لمن يفلحها من زراع تلك المنطقة..ايام الخريف..فتعطيهم دخنا،سمسما،لوبيا،تبشا،فولا وبطيخا..وهي من المناطق المشتهرة بانتاج التبش..وصناعة الازيار..التي تتفوق عليها في صناعتها ..قري الداجو والجلابة..تمتاز القرية باشجار النيم الظليلة..واشجار التبلدي الباسقة..التي تجود بالقنقليس ..والتي كانت شعارا لمدرسة خورطقت ولاقليم كردفان ايضا..القرية تقع في منطقة يأسر جمال طبيعتها الزائرين..ويخلب عقول الناظرين..ففي الخريف ..تكتسي ارضها بسطا خضرا..وتظللها اشجار داكنة الخضرة..والانعام تسير فرحي..في مراع ليس لها رقيب او صاحب..والرعاة اكثر انطلاقا وفرحا من سعيتهم..مما يضيف حياة للمنطقة..مزاميرهم ..واصوات خوار ،ثغاء،دغاء وشاة تيعر..والاجمل في اللوحة ذلك الخور الذي يحتضن القرية وما حولها من فلوات..علي الجوانب منه اشجار التبلدي ..ويبلغ مدي الابداع الجمالي حين يطوق شجرة التبلدي تلك الضخمة..كشاب ماجن يلف ساعدا قويا ..حول خصر امتلأت صاحبته لحما واكتنزت شحما..تلك الشجرة ..كان الطلاب يقربونها غير هيابين من هبوط يعقبها الي دنيا يشقون فيها..يأكلون من ثمرها وينحتون اسماءهم علي لحاها بفخار لا يدانيه فخار..ومن بعض الجمال سيقان الدخن داكنة الاخضرار وقناديلها الذهبية..سنابل خير ..منها الناس يأكلون كسرة،عصيدة،عصيدة عطرون بلبن او سمن بلدي،عصيدة دامرقو..ومنهاالمليل لرمضان المعظم،ومنها يشربون الحلو مر،المريسة والعسلية
يرتاد الطلاب ..حلة الدونكي لاغراض تتعدد وتتنوع ..بتنوع المرتادين..يؤمها الذين فاتتهم بصات الابيض..يقتنصون فرصة في لوري يحمل براميل الماء واحيانا الدجاج والازيار الي ابيض ود ابو صفية..او لان الادارة قد ..خربت عليهم (الكيف)..فمنعت السجاير في دكان المدرسة وحلة العمال ..الذين يخافون سطوة الادارة وطغوانها ..كيف لا فهم العاملين بامرها..يأتون لشراء ما تجود به دكاكين السوق من سجاير البرنجي وتمباك ردئ لا يشابه الا روث البقر..ربما كان نمرة تلاتة او عشرة ..وفي الغالب يرتادها اهل المزاج ليمتعون انفسهم ..بما يكثف من بخار العيش المخمر..وهو ردئ الصنعة كريه الرائحة..ويقول اهل الذكر انه (كاز) للمعدة،يمسك بتلابيب الرقاب والعناقر..الا انه رخيص ويفي بالحاجة..كما يقولون انه كالخيل الحرة ..تأتي في اللفة..مرة في احدي حفلات الداخليات ذهب بعضهم الي الدونكي وعب من ذلك الصنف..ويبدو ان احد الذاهبين..لم يعمل ما شربه،فيه مفعوله الا بانتهاء الحفلة! مما دعا الخبراء لابتداع طريقة ..لتسريع المفعول..وهي كما قال احدهم ..عرقي العيش دا ضعيف ،ساعدو بالكواريك ورررووورروووك ويفعلها بقية الشاربين ..عسي ولعل..
يرتادها اهل المزاج من شاربي بخار العيش..او المريسة والبقنية الباردة..او ما يصفي من الدخن عسلية تلذ لشاربيها..
حديثنا هذا لا يعني ان كل القرية تمتهن هذه الصنائع..فهناك بيوت ليس لها دعوي بما يباع ويشتري في ادبار القرية من عرق ودامشيق..

جانب من دونكي خورطقت الحلة. بعض أصحاب الجمال الذين يأتون أبتغاء السقيا.

دونكي خورطقت الحلة مكان يعج بالحيوية. بقصد ذلك الدونكي أهل القرى المجاورة لحمل الماء على اللواري القديمة المحملة بالبراميل. يمضي الناس وقتا
طويلا في الدونكي حتى يتمكنوا من ملء براميلهم. وأحيانا يمكث أصحاب لواري الماء حتى ساعة متأخرة من الليل لكي يحصلوا على نصيبهم من المياه.
كما أن أصحاب الدواب يقصدون ذلك الدونكي لسقيا بهائمهم. كل ذلك جعل من منطقة الدونكي منطقة تعج بالحركة والجلبة. وهي حركة وجلبة تبدأ منذ الصباح
الباكر وتمتد حتى آخر الليل. وأحيانا كثيرة بعد أن يدق جرس النوم، ويأوي الطلاب إلى مضاجعهم، ويهدأ ضجيج المدرسة، كنت اسمع أصوت اللواري التي
تشقق صمت الليل وهي تغادر دونكي خورطقت الحلة متجهة صوب القري جهة الشمال الشرقي. منطقة تلك القرى معروفة بأنها منطقة عطش. وقد
كانت تلك اللواري تسلط طريقا يمر شمالي المدرسة. وذلك جانب من صراع البقاء في حدوده الدنيا مما عرفت به كثير من قرى كردفان حيث يمضي الناس
سحابة يومهم في مجرد تأمين ماء الشرب! هل تذكرون حملة نميري لمكافحة العطش في كردفان وفضائح الآبار "المكلفتة" التي قامت بحفرها إحدى الشركات
"المستهبلة"؟

استاذي

لك المودة
اشكرك علي المداخلة..والصور التي دعمت ما ذهبنا اليه ..في ذكرياتنا مع الامكنة..هذا بشأن حلة الدونكي ..ولا زلت انتظر افادتك حول الايقاع الذي ذكرنا ..حينما مررنا بحلة العمال..فبحكم معرفتك بالموسيقي سيأتي توصيفك ..وافادتك بفائدة كبري..آمل ان تكون ذاكرا لذلك الايقاع ..واغنية النار البقت ،،حي انا،،ثانوية خورطقت،،حي انا،،
نحن في الانتظار..والي ذلك الحين لك الامنيات الطيبات

ومنها ايضا..حلة الجناينية
وهي قرية غاية في الصغر علي مقربة من المدرسة..الطريق اليها يمر ببركة ماء حولها شجيرات كثيفة..هذه البركة وشجيراتها يمثلان ..علامة من علامات الجمال في تلك المنطقة ..خاصة في فصل الخريف..لا يرتادها الطلاب كثيرا..ولا يؤمها الا قليل من الذين يستهويهم عرق البلح..واهلها او الذين يقومون بتلك الصناعة ..لا يستضيفون الندامي هناك..الا بمقدار ما يلزم لتمام المبايعة..
البوفيه او النادي
كان دارا لاتحاد الطلاب فيما مضي..ولكنه علي عهد مايو اصبح مجرد بوفيه..يتجمهر فيه الطلاب صباحا..ساعة غداء..وفي الامسيات عصرا..وبعد العشاء..لتناول الشاي السادة..الحليب..واحيانا الباسطة..وفي ايام الخريف وصدر (الدرت)..لتناول التبش بشطة حراقة تخلط بعصير الليمون والدكوة احيانا..ويسمي عند بعض الطلاب (المربرب)..فقد كان القرش الواحد يعادل ثمان من التبش الجيد،الذي تشتهر به منطقة خورطقت..ومن الاسماء التي اشتهرت في هذا البوفيه فرحنا،آدم بوفيه ومحمود..واهم ما في النادي الزقاق الخلفي ..ما بين السلك الشائك الذي يعتبر حائطا خلفيا للنادي..ومبني النادي..حيث توجد عجلة حديدية ..اظنها لقطر او مدفع تاريخي ..يتخذها الطلاب مقعدا..مثلما يتخذون (قوز)الرمال التي تراكمت حول السلك الشائك..مجلسا ومتكأ..ومن ثم يمارسون عادة التدخين او بالاحري التخميس..بعد شاي(كارب)او حليب (مدنكل)..
ومثل النادي..
مثل النادي مساطب ميدان الباسكت..(ترتوار)بيت الدجاج المجاور لداخلية دقنة ..في المنفذ المؤدي لحلة العمال..وامامهما (مساطب)الابواب لداخلية ضيف الله..حيث يتجمهر غير قليل من الطلاب..وعادة ما يكونون من داخليات دقنة،ود التوم،زاكي الدين ابناء حلة العمال..للبعد النسبي من البوفيه..يتجمهر المتجمهرون للتدخين..ويكون ذلك ليلا ..لان هذه المواقع مكشوفة غير حصان من عيون المراقبين..
ميدان ون..ميدان تكتوك
بجانب دورهما في استيعاب النشاط العصري للاعبي كرة القدم..فهما يعدان مسرحا ومن اهم المسارح لاستقطاب الفعاليات الليلية لاهل المغني والشرب..والذين يحبون(الطراوة)..
كما كانا بمثابة البرلمان..الذي تنعقد فيه اجتماعات الملثمين..من اهل السياسة..ولجان الاعتصامات ،الاضرابات..واللجان المنظمة للمظاهرات..واحيانا يكون احد الميدانين..برلمانا لكل طلاب المدرسة ..عدا المتخاذلين..وشعبة الطلاب
الخور ..شمال ميدان ابو سن
يبدو انه مكان غير مكتشف الا لقلة من الطلاب ..اكتشفه علي عهدنا الصديق سيف الدين عبد الرحمن السيد..وهذا المكان مجري لخور يقع ادني الجنوب من مقابر خورطقت..به رمال بيضاء ناعمة..اكثر ما يبرز جمالها في الليالي المقمرة..وهي متعة لمن جلس او اتكأ عليها..ايضا كان هذا الخور في غير ايام الخريف..مسرحا لفعاليات الليل لاهل المغني والمزاج..

ودكة عم حماد ايضا
ايضا من الاماكن التي تظل بالذاكرة..الدكة التي اقامها العم حماد..وهو بقاري ..يعمل بالمدرسة ..لكن لا اظن ان احدا يعرف اين يعمل او ماذا يعمل بالضبط..فقد كنا نراه في ليالي الداخليات مقتحما المسرح..في فقرات المردوم الذي يؤديه اداء احترافيا..لا يضاهيه فيه احد..وكنا نراه دوما ..(عصرا متأخر)..(وليلا مبكر)..في دكة اقامها ..حول كشك من الزنك..اقيم قريبا من داخلية ابوسن..ولا اذكر ماذا كان بداخل ذاك الكشك ولماذا اقيم..علي اي ..اتي العم حماد (ببنمبر)..كانون (منقد)..باغة ماء..عدد من الكبابي..واواني للسكر ..وصواني..اقام متجرا او قل بوفيه..اقتصر علي بيع الحليب..والحق يقال ان حليب العم حماد..كان غير مغشوش..بقري اصلي..تشهد باصالته..قشدة سميكة ..تتكون علي كباية الحليب ان اغفلت..عنها لحظة..لذا كان لهذا المكان ..روادا لا يتأخرون عن اخذ حاجتهم من الحليب منه..فتجد المتمكثين يرشفون ما بايديهم بتلذذ خامل..يقاتلون به سيف الزمن المتسارع..وآخرون ممن ردعهم الزمن بسرعته..فقرروا مسايرته جريا ووخيدا..تراهم يرشفون ما بايديهم..باصوات مسموعة..شووووت..شوووت..وهذا نوع من الارتشاف..يسميه اهل كردفان وخاصة البقارة(شرط القماش)..اي مثلما يمزق القماش الجديد..
مكتبة المدرسة
كان بمدرسة خورطقت مكتبة عامرة بكتبها الانجليزية والعربية..وكانت هنالك حصص تؤدي فيها..الا ان الذين يتطوعون بزيارتها بغية الاطلاع..قلة..وقد كان مشرفا عليها الاستاذ بابكر يوسف..من المسلمية بالجزيرة..وقد كنت من رواد المكتبة المداومين..فقد كنت متمردا علي الحصص وحضورها..فكان معظم وقتي اقضيه بالمكتبة اطلاعا في كتب اللغة الانجليزية وما تطاله يدي من كتب التاريخ والسياسة..وقد اكتشف الاستاذ بابكر ولعي بالقراءة..فشجعني علي ذلك..رغم عدم قانونية وجودي بالمكتبة..فاحيانا يكون يومي كله مكتبة..اي سبع حصص مكتبة..وقد فتح لي بابكر بابا للاستلاف..وفتحت انا بابا للسرقة..وكنت لا اتحرج مطلقا من لصوصية الكتب..ولا اتحرج ايضا في عدم اعادة ما استعيره من كتب..فقد كنت وقتها ..اؤمن بالقول(احمقان معير كتاب وراده)..لذا افدت اقصي فائدة من مكتبة خورطقت ومن علاقتي بالاستاذ بابكر..ورغم ان غالب الاساتذة..والادارة ..كانوا يصنفوني ،مشاغبا،فوضويا،متهربا من الحصص..الا انني كنت عند الاستاذ بابكر يوسف..مثقف مطلع ..جدير بالاحترام..لذا كان من اصدقائي المخلصين..وكان مدافعا عني كلما المت بي نائبة من نوائب الادارة،او الاساتذة حسبو وعوض عوض الله..زاد من احترام بابكر لي ..حواراتي ونقاشاتي التي كنت اديرها معه..فكان..وكأني اراه امامي..جالسا علي مكتبه..متكئا علي يسراه..التي تمسك كفها بناصيته..يغمض عينيه..وياتي بشئ يتراوح مابين ابتسام وضحك مكتوم..او خجول....يقول سيف والله انت زول كويس خلاص ..لاكين انت عايز تفهم الناس انك زول صعلوك لشنو؟..وعن طريقه ..عرف حقيقتي الاستاذ يسن الطيب ..الذي بلغت علاقتي معه تبادل الكتب والاصدارات..وما كنت اكتب لهيبا ..الا وارسل الي ..والله موضوعك جميل..وفي البداية كنت لا اثق به..فأنكر..فيقول انا اعرف خطك ،اسلوبك،افكارك..النكران في شنو؟..وقد كان محبا لي معجبا ..بطريقتي في الحياة..وامتدت مثل هذه العلائق الي ..الاستاذ عبد الرحمن احياء ..رغم انه كان مهابا ..فعندما اكتشف انني ..مطلع وان لي اهتمامات جادة ..كان يقول لي ..انا استغرب كيف يستطيع انسان ان يعيش بشخصيتين متناقضتين في وقت واحد..وقد كان صديقا ،احيانا يحرضني للاتيان بما هو مجنون ..ليضع راسه بين يديه ويستغرق في نوبة من الضحك..قبل ان يصبح الاستاذ عبد الرحمن ..رئيسا لشعبة العلوم ..كان رئيسها الاستاذ محمد المصطفي..ورغم صرامته وخوف الطلاب منه..كانت لشلتنا معه صولات..فقد كان اطراف من الشلة في داخلية ابو سن..التي كان ابا لها..حضارة ،سيحة،بكري،حامدنو،حافظ داؤود..كانوا يقلقون راحته ويؤرقون مضجعه..وخطط هو للقضاء المبرم عليهم..فكان كثيرا ما يستدعيهم للتحقيق او التجريم..لان بابا او شباكا قد خلع..او جونيرا قد ضرب..او نوبة انت وارجحنت تحت نوافذ الداخلية..او رائحة دخان بعنبرمن العنابر..او سفات تمباك..لفظت امام ترتوار الداخلية..تتنوع الجرائم ويظل المتهمون هم المتهمون لا يتغيرون..وخط دفاعهم واحد اننا لم نكن بالداخلية..كنا في البوفيه..الملعب..والشهود هم الشهود..سيف الدولة، صلاح العوني..الخ..مما اضطر ود المصطفي في أخريات ايامه ان يستدعينا دون ان ترد اسماءنا..فهناك جريمة،متهمين،وشهود..وكان يقول لواحدنا(شاهد بالذور) فقد كانت لديه لثغة نحبها ونقلدها..كنت (لطيعا)..احاول ان امنطق الاشياء بلغة منتقاه..مما كان يسميه الناس في عهدنا فلسفة..وقد كانت فلسفتي هذه ..تدفع ود المصطفي للاستهتار والاستفزاز ..حتي ينال من رباطة جأشي ويخلخل (لوحي الذي احفظه عن ظهر قلب)..فالقضايا كلها متشابهة..كان مشهدي هذا مع الاستاذ محمد المصطفي..يقتل الاستاذ عبد الرحمن بالضحك..
عندما انضم الاستاذ عجيمي ..الي شعبة العلوم ..وكان جديدا متخرجا لتوه(الجديد شديد)..مرة وهم..اي الاساتذة..آتون من الابيض ..تحملهم عربة مما يسمي علي تلك الايام(برنسة)..ربما لعطل الم بعربة المدرسين..كان الاستاذ عجيمي يتحدث عن طالب اسمه سيف الدولة..صعلوك..زعيم عصابة..وانه لن تهدأ له ثائرة حتي يفصله من المدرسة..ربما سمع الرجل انني بمثل ما قال..فوقتها لم نلتق ولم اكن اعرفه ولم يكن يعرفني..حرص بعض الاساتذة ..اصدقائي علي تحذيري وان (اعمل حسابي)..فقد كان عجيمي هائجا..يفتعل المعارك مع الطلاب في غير ما معترك..حدثني استاذي ،آدم الصافي،آدم بشارة،حسن احمد يوسف وهو بمثابة عمي ..فهو صديق لوالدي ..وقد درسني بالثانوي العام في ام روابة..وحدثني الاستاذ عبد الرحمن ..بطريقة اوحت لي بأنه يريد مشهدا من مشاهدي مع الاستاذ عجيمي..فالتقطت الرسالة..وذات نهار قائظ..يممت شطر شعبة العلوم ووقفت علي طاولة الاستاذ عجيمي..القيت عليه تحية تليق بمقام الاستاذية الذي يتبوأه ..واوفيته حق التبجيل..ثم عرفته بنفسي ..فتخبطه الشيطان..دخلت في موضوعي الذي من اجله جئت..واجهته بما قاله عني..سألته انت لا تعرفني ..فكيف تصفني بما وصفتني به؟ ماذا فعلت لك حتي تنوي علي فصلي من المدرسة؟هل هذا اسلوب تربوي؟كنت القي عليه سيلا من الاسئلة المرتبة..وبرباطة جأش اربكته ..وجعلته يصيح ..امش ..اطلع برة يا ولد..وانا اقول انا موضوعي معاك ما انتهي ..كيف اطلع برة..وانه وجب عليه كمربي ان يسمعني ..وان يحل مشكلتي وغيره من نصائح ..احاديث ،ابيات من الشعر ..والرجل يصيح ..اطلع برة..امشي ..والله انا ارفدك..وانا اقول بهدوء ..لن تستطيع..انا لم افعل شيئا ترفدني به..نحن علي تلك الحال ..والاستاذ عبد الرحمن ..يضحك ويضحك..ويضرب علي الطاولة..و(لمخارجة الموقف)..قام ..قائلا يلا سيف الدولة بلاش قلة أدب..برة ..فخرجت تاركا الاستاذ عجيمي في ثورته الغاضبة تلك..ولم يرفدني ولم تطالني يده..حتي تخرجت من المدرسة..
ومن الاساتذه ..ايضا الاستاذ عثمان محمد الحسن..رئيس شعبة اللغة الانجليزية..كان شيوعيا واصبح في الاتحاد الاشتراكي ..لكنه رجل مثقف وقارئ مطلع ..كنت مولعا بالقراءة للدكتور منصور خالد ومن وقت باكر..ومثله الاستاذ محمود محمد طه..ربما لراي والدي الايجابي في الرجلين..لذا ..ما كتب منصور خالد سطرا الا وحرصت علي قراءته..وما وجدت شيئا كتبه في صحيفة الا هضمته..وقصصته بعناية محتفظا به..ولعل معظم كتب الدكتور التي كتبها اولا كمقالات صحفية..احتفظ بها..كانت للرجل مقالات في جريدة الصحافة..بعد ان قصصتها حملتها،كعادتي.. الي شعبة اللغة الانجليزية..لاناقش فيها الاستاذ يسن الطيب..كان الاستاذ عثمان بالمكتب ..اصتنت الي نقاشي الدائر مع الاستاذ يسن..بعد ان فرغنا مما نحن فيه..ناداني الاستاذ عثمان..قائلا سيف الدولة والله دا ما انت خالص..معقول انت بتفهم الكلام دا كلو..معقول انت بتهتم بحاجات زي دي..ادهشني الرجل ..وتولي الاستاذ يسن مهمة افهام الاستاذ عثمان شخصيتي..ومنها كانت لنا معه علاقة رائعة..افادني الرجل بما يملك من كتب..وآراء ..وكان يودني كثيرا رغم موقفي من مايو والاتحاد الاشتراكي..وقد كان من الذين يحرصون علي زيارة سوق عكاظ لقراءة اللهيب ..الذي يكتبه الطلاب..(مما جعل البعض يتهمه بأنه رجل امن)..فاذا ما وجد لهيبا كتبته كان يعرفه ويواجهني به..
ذات مرة في ذكري اكتوبر..كتبت لهيبا ..قوامه ست صفحات فلسكاب ..كان مليئا بالمعلومات وفيه تشريح للوضع السياسي القائم..ودعوة للثورة وتقفي آثار اكتوبر ..أثار الموضوع ضجة..عرف الاستاذ يسن اني كاتبه وهنأني عليه..وابدي اندهاشه..قائلا: انت اكتوبر دي ما حضرتها لقيت تفاصيلا دي من وين؟ وكذلك عرف الاستاذ عثمان اني كاتب اللهيب..فجاء باكرا امام داخلية ود التوم قبل خروجنا الي الصفوف.. وطلبني ..فخرجت اليه ..ليقول لي ..موضوعك ما عجبني خالص(لانه مايوي) ..لكنو موضوع رائع وفيهو معلومات غزيرة..بس اعمل حسابك من المواضيع الزي دي...
زاد من مودة الاستاذ عثمان لي ..انه درسنا لغة انجليزية..واول موضوع انشاء انجليزي..كتبت موضوعا مما يصنف بأنه ممتاز..فقد كانت لي معرفة ومحبة للغة الانجليزية..كتبت موضوعا جعل الرجل يقف مندهشا..انا ما كنت قايلك بتعرف انقليزي خالص ..انت مصر كلو يوم تدهشني..وقرأ موضوعي في الصف..هذه جعلته اكثر قربي مني..قربي بلغت به ان يزورني بالداخلية..
ومثل هؤلاء كان الاستاذ آدم بشارة،آدم الصافي،الشيخ البشري،عمر عبد الله،هاشم حسين،محمد حمد ابو القاسم،الحسن احمد يوسف،الاستاذ يعقوب والشيخ كيمياء والاستاذ الياس غندور..واستاذ عبد الواحد..ميرغني الراوي
والفضل معظمه ..يرجع لبابكر يوسف،الذي عرفني علي حقيقتي والي حد ما الاستاذ حسن احمد يوسف..الذي درسني وكان يعلم ..ان لي مواهب وانني كنت اصدر جريدتين ..باللغة العربية والانجليزية وانا بالثانوي العام ..فضلا عن مشاركاتي في المسرح والجمعيات الادبية وما نلته من جوائز..
وقد استمرت صداقتي بالاستاذ بابكر الي ان دخلت الجامعة ..فقد كان حريصا علي زيارتي ..التي اراد الله لها ان تستمر بدخول ابنة شقيقته الي كلية التربية..والتحاق اخوه الدكتور ميرغني يوسف استاذا بالكلية..

شكرا سيف الدولة
لم أكن أعرف شيئا عن قصصك تلك مع الأساتذة!! ولقد استمتعت بقراءتها أيما متعة.
أنت تعيد تفاصيل الحياة في خورطقت بحرارة وحيوية وتدفع بها إلى مقدمة وعيي بعد أن غيب الزمن كيثرا منها.
لك الشكر والتحية ولي عودة بإذن الله.

سألتني عن إيقاع "النار البقت" الحقيقة أنني لا أذكر شيئا عن ذلك. ولا أذكر أنني حضرت تلك الرقصات التي كانت تؤدى حول حلة العمال.
فآسف لعدم قدرتي على إفتائك في ذلك.

استاذي الاغر
تحياتي
حياتي بخورطقت..كانت مليئة بالشقاوة..ويبدو ان هنالك عدة شخصيات (كانت تتقمصني)..لذلك كان التعامل معي مربكا في بداياته..ومن يصبر يكتشف حقيفتي الاساسية..وهذا امر عندي له تفسير ..ادركته بعد ان درست علوم التربية وعلم النفس..ربما اتيت علي ذلك التفسير ان سمح المجال..
عموما لي مع اساتذتي الذين لا اكن اليهم الا الحب والاحترام..الكثير من القفشات والمواقف الطريفة..وسآتي عليها كلما قادني حديث الذكريات اليها..والغريبة ..لم احس باي غبن او كراهية تجاه من تعقبني منهم ومن عنف بي..فقد كنت اعطي واحدهم الف مبرر لذلك..لذا انا راض بما قاموا به تجاهي ..رغم تبرمي ورغم اختلافي حول طريقتهم في التعامل مع ما كنت اخلقه من مشكلات..وان بحثت في دفتر ذكرياتك استاذي الجليل..ربما وجدت لي موقفا اثار حفيظتك..رغم ان الله قد انجاك من شروري ومضايقاتي..ربما لاني احترمتك،احببتك..لجمهوريتك ولانك كنت اهلا لذلك الحب والاحترام..لذا غالبا ما عرفتني بشخصيتي الحقيقية..ذلك الانسان المهتم بالمعرفة والافكار..ولربما المهذب
بخصوص الايقاع اتمني ان يتقدم واحد من اهل الموسيقي لتوصيفه ..ان كان قد سمعه..وليت بشير محمد اسماعيل ..يفعل
لك مودتي

ولاساتذتنا في قلوبنا متكأ
جئنا الي خورطقت وبها خيرة المعلمين..في كل المواد الاكاديمية..كانوا متميزين في مادتهم..متقنين لطرق التدريس..وفي ادارة الصف مستوي لم نعرفه الا في كتب التربية..كانت ادارة الصف ..امر يتميز به مدرسو خورطقت وحدهم ..رغم ما كان بالفصول من مشاغبين..وخمائر فوضي..ربما عاد هذا الي تجويد هؤلاء الاساتيذ لموادهم ..مما يجبر تلامذتهم علي المتابعة والانتباه..ورغم ان هذه كانت سمة غالبة لهيئة التدريس بخورطقت..الا ان شعبتي التاريخ والجغرافيا تميزا بذلك..وطبقت شهرتهما الآفاق..
شعبة التاريخ
في الفترة التي كنا فيها طلابابخورطقت تعاقب علي شعبة التاريخ افذاذ من الاساتيذ..الاستاذ خلف الله ..الاستاذ حسن شريف(رحمه الله)..واللذان تناوبا رئاسة الشعبة..الاستاذ يسن الطيب(الذي حول مؤخرا الي شعبة اللغة الانجليزية)..الاستاذ محمد الياس..الاستاذ يوسف ماكن حجر مفرح..الاستاذ الدرديري (الذي كان رئيسا للشعبة ونحن علي اعتاب التخرج)
الاستاذ حسن شريف ..رحمه الله ..سبقني مديرا لمدرسة بارا الثانوية باعوام قبل التحاقي بمهنة التدريس..ثم عمل اداريا بمكتب تعليم كردفان..الي ان توفاه الله له المغفرة والرحمات..
الاستاذ حسن شريف..لم يكن يحتك مطلقا بالطلاب..لا يتحدث لا يتفاعل مع ما يأتونه من حركات..مهما يفعل الطالب فلن يتفضل الاستاذ حسن شريف بسؤاله او حتي الالتفات اليه..علاقته بالطلاب حصته التي يؤديها ..وياله من أداء..رغم ما جدنا به من وصف لاستاذنا الراحل الا اننا كنا نخافه ونتهيبه..ربما لجهلنا به..فالمجهول مخيف..وربما لقامته المديدة..وحنكه المميز..فالرجال اصحاب الحنك الكبير دوما يرهبون الرائي اليهم..كان استاذنا الراحل ..مغرم محب لتاريخ اوربا ..يدرسه بشكل درامي ..مستخدما صوته كوسيلة من وسائل التدريس..وهذا من فنيات عالية المستوي في تقنيات التدريس..تعلمناها بعد ان تخصصنا في هذا المجال..وما يدهش ان معظم اساتذة خورطقت ..كانوا يتقنون هذه التقنية ..خاصة الاساتذة حسن شريف،خلف الله،محمد الياس،الدرديري،يسن الطيب،ومن الجغرافيا محمد علي ،يعقوب..وفي اللغة العربية والتربية الاسلامية ..حسبو،الياس غندور،عبد الواحد ،ميرغني الراوي..عبد الرحمن،محمد حمد ابوالقاسم،محمد المصطفي في العلوم..ودبكر في الرياضيات..ابرقيع،عثمان محمد الحسن ،وحلاوة رغيف في اللغة الانجليزية..اذا مررت بصف به واحد من هؤلاء الاساتيذ لظننت ان هنالك ..اكثر من استاذ..فهنالك عدة اصوات تختلف رقة،غلظة،ترددا ومدي..
كان استاذنا الراحل حسن شريف واحدا من هؤلاء..ياتي ليس بيده كتاب او اي شئ آخر سوي الطباشيرة البيضاء..يكتب عنوان الدرس علي السبورة..وتحت العنوان عدة نقاط..يشرع في تدريس النقاط وكلما انتهي من نقطة..رسم دائرة علي الرقم الذي يحدد تلك النقطة..فعندما يرسم آخر دائرة علي آخر نقطة..يدق ناقوس العم خالد معلنا نهاية الحصة ..وكأنهما علي اتفاق او بينهما اشارة متفق عليها..لا يستأخر في ذلك او يستقدم ثانية..ويخرج من الصف من غير ان يعيرنا التفاته..وهو مطمئن غاية الاطمئنان الي ان كل ما قاله قد استقر نصا في تجاويف رؤوسنا..
حتي هذه اللحظة انا احفظ ما درسني اياه من تاريخ اوربا ..كان ينقلني ومثلي كثر..للوقوف مباشرة امام جان جاك روسو..ماري انطوانيت،لويس الرابع عشر..وعجبا ان عقد لك موعدا مع غاليلو او مارتن لوثر..او زيارة لمنزل ميكافيللي..
الاستاذ خلف الله..كان رئيسا للشعبة..وهو نسخة اخري من الاستاذ حسن شريف..وقد كان مديد القامة..لا يدخل الصف الا بطباشيرته..يكتب عنوان الدرس ثم نقاط..يشرحها وكل ما فرغ من نقطة..وضع عليها علامة(صاح)..وهنا ياتي اختلافه مع حسن شريف..من حيث حيثيات التدريس،فذاك يضع دائرة..ايضا خلف الله يشبه حسن شريف في عدم ملاحقته للطلاب..لكنه اشتهر(بالمساخة)..الردود الناشفة..التقريع المؤلم..هذا اذا غضب الله عليك والقي بك في طريقه..لقال لك قولا فظا ..يصبح مثلا تسير به الركبان..يسال الطالب سؤالا في مادته..يفشل الطالب في الاجابة..فيقول ..انت شايل كتاب التاريخ من الداخلية الي الصف الي السفرة كمثل الحمار يحمل اسفارا..ويدير وجهه ليسأل طالبا آخرا..قائلا حمار آخر يجاوب السؤال ده..فتستنفر كل الحمر في الصف..كان يستخدم كلمةحمار بكثرة..ويخشي الطلاب ان يوصفوا بها..لذا كانوا يهابونه ويتفادونه..حظنا العاثر انا وشلتي وضعنا يوما في تحقيق اوكل امره اليه..وفي ذاك التحقيق ..طلبنا انا وادريس الحاج،صلاح العوني..وكان رابعنا محمد النقر..حين دخلنا عليه..كنا نحن الثلاث ادريس،صلاح وانا ..قال :سيف الدولة الحمار الاول..ادريس الحمار الثاني..صلاح الحمار الثالث..اين الحمار الرابع..وقد كان الاتهام موجها الي ..شلتنا ...اننا كنا بميدان ون ..بدلوكة وبنقز..ندخن ونشرب الخمور ونغني باصوات عالية بعد جرس النوم..ولاننا اعتدنا علي هذه التهم..ورغم شدة الاستاذ خلف الله،تهكمه ،استفزازه الا انه خرج منا صفر اليدين..فما افدناه الافادة التي تديننا ..وخاب مسعي الادارة التي اوكلت اليه امر التحقيق ..وخاب امر استاذنا محمدية..فيما سعي اليه من محاولة توريطنا..كان الطلاب يقولون عن خلف الله بمهابة..خلف الله دا ذمام الله لا وقعنا فيه..ذمام ..من ذم يذم..
يسن الطيب..شبيه بسابقيه..استاذ من جيل متقدم عن جيله الحقيقي..صديق للطلاب ..موسوعي المعارف..له ولع بالسياسة..مطلع..لا يحب ايذاء الطلاب ومعاقبتهم..كان يقول لزملائه بمسلكه ذاك..انا لا اطارد الطلاب ..لا اعاقبهم..لا ارعبهم..واسيطر عليهم بمحبة متبادلة..وجدناه مدرسا للتأريخ ثم حول الي شعبة اللغة الانجليزية..اول مدرس عرف حقيقتي ..واستطاع ان يري الجوانب المشرقة من شخصيتي ..واهتم بتنميتها وصقلها..انه رائع رائع..
محمد الياس..كنا نسميه الدكتور..يشبه خلف الله شكلا وموضوعا..وسيم القسمات انيق في ملبسه..له نظارات تزيده وسامة وهيبة..دوما هو في بدلة كاملة..وحذاء يحرص علي لمعانه..كان مجودا لمادته..كان مغرما بتاريخ افريقيا..وما اروع الرحلة معه حين يجول بك في الاحراش الافريقية..وحين يحط بك..في مالي ،تمبكتو..او ينزل بك في ضيافة سلاطين وداي..او دولة الكانم او الكانو..كان يستخدم تقنية الصوت في التدريس..يحبه الطلاب..فهو لا يضايقهم..ينظرون اليه باعجاب واحترام..قابلته وانا خريج من الجامعة..وهو قد اعد الدكتوراة ويعمل استاذا للتاريخ بجامعة ام درمان الاسلامية..
الاستاذ الدرديري ..الذي كان رئيسا للشعبة ونحن بالصف الثالث..رجل هادئ لطيف..محبوب من طلابه..مجود لمادته متقن لكيفية توصيلها..
الاستاذ..يوسف ماكن حجر مفرح..مفرح هذه بكسر الميم..فتح الفاء..وتشديد الراء..وهو من قبيلة حمر..وما حرصنا علي ذكر قبيلته..الا لما اضافته الي شخصيته ..من بداوة لا تخطئها عين..من حب للفروسية..احاديث البطولة،التحدي،القوة والعنتريات..حبه للشعر..ولعه بالنساء..والذي لا يخفيه ..وقد تزوج منهن عددا..الاستاذ يوسف ماكن ..في الاصل كان متخصصا في التربية الاسلامية واللغة العربية..ثم التحق بدراسة جامعية مرة اخري فيما اظن..لدراسة التاريخ..يمتاز يوسف ماكن بملكة للحفظ قل ان تتأتي لغيره من البشر..يحفظ الحكاوي ..الامثال..الروايات الشعبية..لذا عندما ..يدخل الحصة ..يحار الطالب ..في ماذا يدرس الاستاذ يوسف ماكن..تصبح الحصة كشكولا من الحصص..قرآن،حديث،شعر جاهلي،دوبيت،حكاوي همباتة،وحكاوي عن تجاربه الشخصية،نحو،بلاغة،سيرة،سياسة،تربية وطنية وتاريخ..ورب الكعبة هكذا تكون الحصة..وقد تزيد موضوعا ان نجح احد الخبثاء في جرجرة الاستاذ يوسف ..ادني من السرة ..ففي هذه له عجائب ،هوائل ودرر..
كان معجبا بالحجاج ابن يوسف ..لذا اسمي ابنه الاكبر عليه..ليكون الحجاج بن يوسف بن ماكن بن حجر بن مفرح..
كان محبوبا..لاحاديثه العذبة..ولخروجه عن النص ..الامر الذي يحبه الطلاب في تلك المرحلة العمرية..وعن تجاربي معه..كان ما بيني وبينه مودة عامرة..لسببين اثنين..كانت تربطه علاقة نسب بصديقي سيف الدين عبد الرحمن السيد..فكان سيف الدين اثيرا لديه وكذلك كنت انا.. بحكم صداقتي لسيف الدين..اضافة الي انه كان يعتقد ..انني اشبهه في شبابه..التقيته بعد ان عملت في التدريس ..اداريا بمكتب التعليم بالابيض..ولا زال كما هو لم يتغير فيه شئ..ولم تعمل فيه السنون ما فعلته باضرابه الذين رافقوه في تلك الحقبة وذاك المكان..

استاذي الباهر /النور محمد حمد
تحياتي
*في هذه المداخلة ..انقل اليك تحيات ..طالب من طلابك..بكري ابا سعيد الحاج..الذي اتصل بي ..لينقل مدي استمتاعه بالبوست..ومدي سعادته بمشاركتك فيه..
*اضاف الي بكري معلومة..تعلقت بالعم حماد..الذي ذكرت انا في ذكرياتي ..عدم معرفتي بمكان عمله بالمدرسة..وبما ان بكري كان بداخلية ابو سن..وزبون دائم للعم حماد..فقد افاد..بان العم حماد جاء خفيرا ..للمباني الجديدة بالمدرسة..وهي المعامل التي بدأ انشاؤها في عهد آدم الدين..والكشك ايضا اقامته الجهة التي كانت تقوم بعملية البناء كمخزن لها..اذن الشكر للاخ بكري الذي حل لغز العم حماد..
*ايضا اضاف لي الاخ بكري كثيرا من المعلومات ،الاحداث ،الاسماء ..التي ستكون اضافات ثرة لما ننوي تدوينه في مقبلات الايام..
*اعلم ان قراء هذا البوست من خريجي خورطقت كثر..ومنتشرين في انحاء عديدة من العالم..بعض منهم اتصل علي تلفونيا..جميعهم مدعوون للمساهمة بما لديهم من ذكريات..معلومات او صور..وعنواني البريدي وكذلك عنوان الاستاذ النور ..معلومان ويظهران علي البروفايل الخاص بكل منا..هذا لمن لم يكن لديهم اشتراك بالمنبر..
*وعذرا استاذي ان دعوت لاستخدام بريدك الخاص..
*لك ولهم المودة

شكرا سيف
وأنا بدوري أنقل تحياتي عبرك إلى لاعب خورطقت الشهير بكري أباسعيد الحاج. والحديث عن بكري يجر وبالضرورة حديثا عن شقيقه الأكبر محمد أبا سعيد الحاج. فحين قدمت إلى خورطقت في عام 1974، كان محمد أبا سعيد في سنته النهائية على ما أذكر. محمد أبا سعيد عرف بأنه من أميز لاعبي كرة القدم في فريق خورطقت الأول. فقد كان لاعبا فنانا من النوع الذي يرفع التكنيك والحرفة في أداء هذه اللعبة إلى مصاف الفنون الراقية. فقد كان لعبه لكرة القدم أشبه ما يكون بالموسيقى . وقليلون جدا من لاعبي كرة القدم من يتميزون بتلك الميزة الساحرة. ولايبدو أن محمد أبا سعيد قد استمر في ذلك المسار.

لقد ضعف مستوى كرة القدم في السنوات التي أعقبت حضوري لخورطقت. وقد ارتفع كثيرا بقدوم بكري أبا سعيد وعبدالله محمد عوض "حضارة"، وزملائهم. ويبدو أن مدارس المدن كانت متفوقة كثيرا على المدارس الريفية مثل خورطقت في لعبة كرة القدم وذلك بحكم احتكاك طلبة مدارس المدن كالأبيض الثانوية، والأبيض الصناعية وإسماعيل الولي الثانوية بأندية المدن.

إتصل بي قبل يومين من ليبيا عن طربق البريد الإلكتروني، محمد عثمان السيد. ومحمد عثمان السيد من الدفعة التي تخرجت من خورطقت بعد عام من وصولي إليها. هذه هي الدفعة التي قامت على أكتافها احتفالات اليبويل الفضي، في العام 1975. ولربما عدت للحديث عن اليبويل لاحقا.

لقد كان توصيفك لشخصية الأستاذ يوسف ماكن دقيقا وممتعا. ولم تكن علاقتي بيوسف ماكن وثيقة جدا، ولكنني لاحظت عليه كل الأمور التي كتبتها عنه أنت هنا. فهو قد كان ضمن ميز العزابة قبل أن تأتي أسرته إلى خورطقت. فيوسف ماكن شخصية نادرة، ومصادمة للأعراف بشكل عام.

ختاما، لا أمانع من أن تعطي عنوان بريدي الإلكتروني لمن تشاء.

ساحة المدرسة منتصف النهار، بكنباتها، وأزيارها، ويبدو أن في خلفية المسرح لوحة لم تكتمل بعد أستعدادا لسهرة واحدة من الداخليات.

استاذي الازهر
*الصورة رائعة وعادت بنا الي اكثر من عقدين من عمر الزمان ..لك الشكر
*يبدو انني سأنجح في نقل بعض ما عندي من صور..وان شاء الله ستكون ممتعة ..ومعظمها مت تصويرك

سلامي

استاذي الباهر
لك المودة
*بكري اضاف لي الكثير ..وسوف يجد طريقه الي النشر ان شاء الله..وهو متحمس لجعل هذا البوست ..كتابا عن خورطقت
*اظن ان اخاه الذي تحدثت عنه هو عثمان ابا سعيد الحاج
*عن الكورة والنشاط الرياضي ..سنخصص مادة مهمة له..فالي ذلك الحين
*يوسف ماكن حجر شخصية متفردة..ولا يستطيع الفرد ان ينساه

لك المحبة

استاذي النور
الاخ سيف
الدكتور حيدر بدوي
عمر عبد الله
معتصم الطاهر
وكل المتابعين

التحية لكم جميعا

مستمتعين بهذا السرد التاريخي الجميل

سوف اعود

ود عجب الفيا
حبابك ولك كل الود
*طلتك افرحتنا..وزيارتك مشكورة
*لكن لنا عتاب..والما دارك ما لامك..شايفين زيارتك علي طولك..المعروض ما بترجا
*يا زول دايرنك تتوهط لينا في الاكليم ..وتقول لينا العندك عن خورطقت
*مثلك احيي الدكتور النور،الدكتور حيدر،عمر عبدالله،والباشمهندس معتصم محمد طاهر وكل القراء الكرام..
*لك ولهم كل محبتي

وفي شعبة الجغرافيا ..كان
علي عهدنا بخورطقت ..كانت شعبة الجغرافيا ..ايضايتناوب عليها المشاهير من مدرسي المادة..والذين كانت لهم قدرات تدريسية مائزة..
الاستاذ ..عوض الجيد..من اميز مدرسي الجغرافيا الذين عرفتهم..درسني وانا بالصف الاول..مادة الجغرافيا الكنتورية..وهو من النادرين في هذا المجال ..كان يدرسنا الخرائط الكنتورية وكأنه ..يعلمنا التنويت في الموسيقي ..رغم انها مادة لم تكن محبوبة..الا انه نجح في تحبيبها لنا..وهو كذلك يفعل مع مسائلها الحسابية..ومبالغاتها الرأسيه..ولم يقتصر اداءه المائز علي هذا الفرع ..بل كان مميزا في تدريس كل فروع الجغرافيا..نقل من خورطقت ونحن ننتقل من الصف الاول الي الصف الثاني..جمعتني به الايام مرة اخري ..حين عملت في التدريس بمدرسة الخرطوم القديمة..وكان لي مشهد مع مدير تلك المدرسة..وكان من الطراز المتسلط..الا وهو الاستاذ مصطفي عابدين..الذي احتديت معه بمكتبه امام استاذي الفاضل ..عوض الجيد..مما اضطره الي ان يقول..خليتك في خورطقت جيت لاحقني في القديمة..وكنتيجة لتلك المشادة مع المدير تم نقلي الي الخرطوم الجديدة ..حيث كان مديرها المرحوم عبد الحميد محمد مدني..

الاستاذ محمد علي..افضل ما اصفه به انه صاحب امكانات صوتية ضخمة..هذا فضلا عن تجويده لمادته..كان له مخزونا صوتيا وافرا..امتع ما يقدمه في مادة الجغرافيا ..تدريس حوض النيل..يحكي لك عن النيل من منابعه في تانا وفكتوريا..افرعه ..لقاءه العظيم في الخرطوم..مسيرته المبجلة من الخرطوم الي مصبه في البحر الابيض ..(وينشر مع النيل في كل تشققاته الدلتاوية)..في كل هذا الحكي يستخدم امكانات صوتية مهولة..عندما يقول ينبع النيل من..تحس بالنبع..وينحدر تحس بالانحدار..وحين يحاكي انبساط النيل الابيض..فكأنه يدعوك الي الرقود ارضا..وعندا يحكي لقاء الابيض بالازرق..فذاك موعد غرامي بدأت به زيجة غير منفصمة العري..وعندما يلتقي به نهر عطبرة فذاك الهدندوي الذي طار ليقع في نقطة حددها سلفا..اما المسيرة المبجلة للنيل..فرغم بعد خورطقت عن النيل الا اني اجزم ان النيل ..يسمع ما يحكيه الاستاذ محمد علي ..ولا يكون له الخيار الا ان يطرب ويتثني..كلمات مثل ينحدر،يجري،ينبسط،يسير،يلتقي..جعل منها الاستاذ محمد علي مفردات من موسوعة الONOMATOPOEIA عنده..

اما الضلع الثالث من مثلث الابداع الجغرافي في خورطقت كان الاستاذ يعقوب..الذي يتأبط الاطلس في كل حين ولحظة..يبدع ايما ابداع في تدريس الجغرافيا البشرية..بأسلوب درامي ساحر..بجانب تقنية الصوت والحكي الدرامي..فهو يستخدم وسيلة الطباشير الملون ..بشكل غير مسبوق ولا ملحوق ايضا..نجح في ايهامنا بان امريكا والصين وروسيا ..اهل لنا(يا جماعة خلونا نمشي لاهلنا في الصين نشوفهم ما بياكلوا غير الرز دا لشنو..وكدي النسأل اهلنا ناس امريكا ديل كيفن نجحوافي زراعة القمح )ومن خلال هذه الونسة المحببة ..يسرب اليك ..معلومات الجغرافيا الجافة من حرارة ومناخ ..الخ
استاذنا محمد سعيد..رجل شمردل يختفي خلف نظارات سوداء ..فشلت كل تكهناتنا في معرفة الحقيقة التي وراءها..ليت استاذ النور يميط اللثام..هذا كان مغرما بجغرافيا افريقيا..ترقص معه علي طبول الزنج..وتجمع وتلتقط مع البدائين من اهلنا الافارقة..يبدع في تدريس الاخدود الافريقي العظيم..وله سر في رسم خريطة افريقيا ..يرسمها في اقل من ثانية..بتطابق مدهش لما في الكتب والاطالس من خرائط..

خامس الذين درسونا في تلك الحقبة ..من اساتذة الجغرافيا الاستاذ عوض عوض الله..كان خرطوميا ..صغير السن ..متأنقا..متمدنا ..بشكل ربما لم يبتلعه طلاب خور طقت الذين تغلب عليهم القروية والبداوة..اضافة الي انه جاء في وقت كان الطلاب اسيرين لاساتيذ بقامة من تقدم ذكرهم..كل هذه الاشياء ..جعلت الطلاب يضايقونه او يلاطفونه بشكل ..ظنه هومضايقة..فنعتوه بالالقاب..وكانت ردة فعله ..ان اصبح مطاردا للطلاب متصيدا لاخطائهم..شاكيا باكيا لدي الادارة..مما يجعل الطلاب يغنونه(التش تش ود المدير)..رغم ان الادارة نفسها ..لم يكن يعجبها منه شعره الآفرو(خنفس)..وشارلستونه(اكبر من 30 سم)..هذا ما يتهامس به الطلاب في شأن علاقة ابراهيم آدم الدين والاستاذ..
ولكن والحق يقال ..فان الرجل لم يكن مقصرا في اداء رسالته كمدرس ..فقد كان يجد ويجتهد في تقديم افضل ما عنده..

وفي شعبة اللغة الفرنسية
حين قدمنا علي المدرسة..كان الاستاذ رزق الميرغني ..والاستاذ المصري علي حسين..كان الاستاذ رزق الميرغني..(متمصرنا)..يبدو انه قد عاش ودرس بمصر..وقيل انه كان منتميا لحركة الاخوان المسلمين..وكان من ضمن الذين استضافتهم سجون عبد الناصر..ونالهم ما نالهم من تعذيب..كاد ان يذهب بعقل استاذنا او قد ذهب فعلا ببعض منه..ان اردنا الخروج من الحصة..قلنا عبد الناصر..فيلتقطها الاستاذ رزق ..الله يلعنو عبد الناصر ويكيل له ما يكيل من سباب..ويسرد قصص التعذيب وما كان يدور في المعتقلات..

علي حسين..درسنا في الصف الثاني ..وكان لنا معه مشهد..يوما دعونا انا وخالد حاج الطاهر..الصديق بكري ابا سعيد وهو من صف آخر ..ليحضر معنا الحصة..فوجئ به الاستاذ ذهب اليه الاستاذ ..يستفسره ما الذي اتي به..وانا وخالد خلف الاستاذ ..اي كان يقابلنا بظهره..تغامزنا..ومن ثم اتينا بصوت ..طار له قلب المصري..واغتاظ(لما حدث له من خضة)..اقام الدنيا ولم يقعدها..تدخل ابو الفصل ولم يوفق في ضبط الفاعل..الاستاذ علي حسين كان متأكدا من ان الصوت خرج من ناحيتي وخالد الذي كان يجاورني..فكل ما يسأله الاستاذ يسن من الذي اصدر الصوت..او الجهة..كان ينظر الي ..فاتجهم في وجهه(واحدر له )..فيحار ..ويقول انا اعرفو القبان الندل..وسعدنا بذلك المسلسل طالما انه سينتهي الي ..قبان وندل..

الصادق فرنسي ..جاء بديلا للاستاذ رزق..لم يدرسنا..كان ممن نطلق عليه ..جونير..لحداثته وصغر سنه ..وكذلك بنيان جسمه..كان مزعجا للطلاب يوقع بينهم والادارة..ويفتعل لهم المشكلات..
لم نكن نهتم باللغة الفرنسية..وقد رسبت مرة في امتحان الفترة الاولي من الصف الاول..ولكني مثل كثيرين..اصبحت احرز فيها اكثر من ثمانين ..من غير معرفة بها..وهذا بعد ان علمني صديقي سيف الدين عبد الرحمن السيد ..فنيات معينة..حفظ الديالوج،وتصريفات الافعال..وتطورت فنياتنا بعد ان اضاف الينا خالد حاج الطاهر ..خبراته التي جاء بها من الابيض ..(البخرات)..وهذا من الامور نادرة الحدوث في خورطقت ..وكان مما يعد عيبا..كنا نضطر بعد ارشادات خالد الحاج ..ان ندخل احيانا بكتيب اللغة الفرنسية..فلربما لم يضرب الديالوج المخمن ..او لربما شمل الامتحان اكثر من ديالوج..وكنا نعتمد كثيرا علي ..ما يقول الاستاذ علي حسين انه مهم..او خلي بالك من ديت..فهذا مؤكد سوف يأتي في الامتحان..فالمصريون يخشون رسوب الطلاب في المواد التي يدرسونها لذا يكون جزء غير يسير من الامتحان معلوم للطلاب ..بأشارات عرفوها مثل ..دا مهم ..خلي بالك من ديت..
رغم اننا لم نكن نهتم باللغة الفرنسية..الا اننا خلقنا منها ..قضية او سببا لاول اعتصام نفذناه في حياتنا..هو كان عملا سياسيا ..الا اننا افتعلنا قصة النقص في مدرسي اللغة الفرنسية..وقد كان لنا شرف قيادة ذلك الاعتصام..انا ،صديقي بكري ابا سعيد الحاج،سيف الدين عبد الرحمن السيد..وتبعت بقية الشلة من دفعتنا..ثم الي الدفعة التي تتقدمنا..فتلثمنا ،وقدنا الاجتماعات الليلية في ميدان ون..الي ان نجح الاعتصام..
كان من المجودين للغة الفرنسية..طالب يدعي صالح في داخلية تكتوك..دفعة المليشا ..كان يلقب بصالح فرنسي..كان طلقا في الحديث بها ..قارئ ،مستمع ،كاتب مميز بها..ومن دفعتنا برع فيها الصديق خالد محمد فرح الفحل ..الذي يعمل الآن سفيرا

العزيز سيف

هذا المنحى الذي نحيته بالحديث عن شعبة الجغرافيا، جعل الحديث عن خورطقت أكثر سهولة. فخورطقت قد كانت عالما كبيرا وذاخرا لا يعرف كل من فيه كل ما يجري فيه. فالحديث تارة عن الشعب، وتارة أخرى عن الأفراد، يسهل هذه المهمة الصعبة. وحتى الآن لم يدخل في الحديث عن عالم خورطقت ممن مروا عليها سواك وسواي!! ونرجو أن يسمح وقت عجب الفيا له بالدخول، كما وعد. كما نرجو أن نسمع من آخرين ممن لهم عضوية في البورد. في تقديري أن الطلاب أكثر قدرة وأغزر حصيلة في الحديث عن عالم المدارس، من المعلمين، خاصة المدارس الداخلية.

سبق هؤلاء الذين ذكرتهم على شعبة الجغرافيا الأستاذ عمر صديق، وقد كان مفتشا لداخلية ود دوليب، وقد جمع بيننا كثيرا كونه المفتش للداخلية التي أقيم فيها. وعمر صديق من أبناء الهلالية شرق النيل الأزرق. وقد كان أستاذا متمكنا في مادته. كما كان متسما بروح النكتة والفكاهة والبديهة الحاضرة. يضاف إلى ذلك أن عمر صديق عبدالوهاب، قد كان شخصا متوازنا وكثير الحكمة في التعامل مع جنوح الطلاب. ومحمد سعيد كان أيضا مفتشا لداخلية ود دوليب، وأظنه قد أعقب عمر صديق على تلك المهمة. وكذلك عوض الجيد. ويبدو أن داخلية ود دوليب قد كانت حركا على شعبة الجغرافيا، فيما يتعلق بمهمة المفتش.

وكما تفضلت فمحمد سعيد لا يرى إلا في نظارته السوداء التي تجعل منه شبيها برجال المخابرات. ولم أر عيون محمد سعيد إلا من وراء تلك النظارات السوداء، وأظن أن عينيه قد كانتا حساستين للضوء الباهر، ورمال خورطقت ولون مبانيها وشمسها عادة ما تحدث مجتمعة وهجا شديدا.

أما عوض الجيد فقد كان صديقا شخصيا لي. وعوض الجيد شخص شديد التهذيب وشديد الرقي والتحضر. قرب بيننا تعرفنا على أننا أبناء منطقة واحدة. فهو من المسيد وأنا من منطقة ودالترابي. وكلا المنطقتين تقعان على الضفة الغربية للنيل الأزرق، ولا تفصل بينهما سوى عشرين كيلومترا جعل طريق الخرطوم مدني من هذه المسافة حين أنشيء مجرد مسيرة ربع ساعة بالسيارة. كان عوض الجيد محبا للفنون، وكان كثيرا ما يزورنا في شعبة الفنون. وشعبة الفنون كانت أشبه ما تكون بالنادي بالنسبة للأساتذة. فكثيرا ما يمضي المعلمون الزمن الذي يفصل في جداولهم بين حصة وأخرى، في شعبة الفنون. يجيء المعلمون ليجلسوا على كنبة خصصناها للزوار، ونطلب لهم الشاي من عم عبد الجليل في نادي الأساتذة. وقد كان عم عبد الجليل يستخدم الحطب في عمل الشاي بدلا عن الفحم، الذي كان باهظ التكلفة. الأمر الذي يجعل رائحة الحطب عالقة بالشاي. وقد أسمى السر المصباح ، في واحدة من قفشاته، شاي عم عبدالجيل بـ "الشاي المشوي". كانت الشعبة واحة للفرجة على ما ننتج من فن، وواحة للحديث والتسامر. وقد كان معلمي الفنون بشكل عام محبوبين كثيرا وسط الأستاذة. في المعارض المختلفة التي كانت تقيمها جمعية الفنون، كنت أبيع لوحاتي لصالح صندوق الجمعية، وأذكر أن عوض الجيد كان واحدا من الذين اقتنوا بعضا من لوحاتي.

فاتني في كل مداخلاتي السابقات أن أشير إلى الصور التي لا أزال أحتفظ بها من تجربتي في خورطقت. فلقد كان شيئا شبيها بالمعجزة أن تظل تلك الصور في حوزتي كل هذا الزمان، رغم التنقل، ورغم عاديات الدهر، وغوائله. في الفترة التي أعقب انتقالي من خورطقت إلى مدارس الخرطوم، عشت في بيوت الإخوان الجمهوريين في الثورة بأمدرمان. وقد داهمنا رجال الأمن عددا من المرات. وفي كل مرة كانوا يأخذون ممتلكاتنا الشخصية إلى مكاتب الأمن، ثم لا يعيدونها أبدا، كعادتهم. ولقد حزنت لفقدي كثيرا من الصور التي تخصني. كما حزنت أكثر لضياع بعض من خطابات الأستاذ محمود محمد طه لي، وهي رسائل بخط يده. والذي جعل هذه الصور التي أعرض بعضها الآن هنا، تسلم من غوائل مداهمات ناس الأمن، هو أنني تركتها عقب عودتي من خورطقت في حلة حمد الترابي مع شقيقي إبراهيم. وقد قام أبراهيم بإرسالها لي مع إبني محمود البالغ من العمر 17 عاما حين زار السودان، ولأول مرة، في صيف العام الماضي.

نمت هواية التصوير لدي وأنا في خورطقت. ورغم استغراقي في هواية التصوير لبضع أعوام وأنا في خورطقت، لم أكن جزءا من نشاط جمعية التصوير، إذ أن جمعية التصوير كانت تابعة لشعبة العلوم، وقد كان يشرف عليها الأستاذ محمد حمد أبو القاسم. أما تعلقي بالتصوير فسببه معلم انجليزي إسمه رون شارلس فيرث. وصل رون شارلس فيرث إلى خورطقت بعد عام من وصولي إليها على ما أذكر. ويبدو لي أن رون قد كان في نهايات الأربعينات من عمره أو بدايات الخمسينات. وكان هذا على خلاف حال المدرسين المتطوعين الذين كان يجلبهم المجلس الثقافي البريطاني. إذ أن أغلبهم كان صغير السن. وأذكر منهم جون سوقدن الذي كان ممتازا في كرة القدم وأظنه لعب لبعض أندية الأبيض، ومنهم ألستير برادفورد، وجون هانسفورد. كان رون شخصية متمردة، وكان أقرب ما يكون إلى الفوضوي. ولا أظن أنه قد مارس التدريس من قبل.

حكى لي عن تجربة حضوره للسودان بشكل طريف. قال إنه كان في ألمانيا في زيارة لصديقته، وكان يجلس في مقهى ويقرأ صحيفة بريطانية وجد فيها إعلانا عن رغبة المجلس الثقافي البريطاني في متطوعين يعملون لتدريس اللغة الإنجايزية في المدارس الثانوية في السودان. قال أنه قدم طلبه بلا كثير تفكير في الأمر. وتلك الفعلة تشبه شخصية رون فعلا، فهو حين تقدم بطلبه لم يكن واثقا تماما من أنه يريد أن يذهب فعلا، كما عبر لي. ولم يمض أسبوعان حتى وجد رون نفسه في طائرة الخطوط البريطانية المتجهة إلى السودان! حكى لي أنه حين خرج إلى سلم الطائرة في مطار الخرطوم في ظهيرة شديدة الحر في شهر أغسطس، ولفحت وجهه سموم الخرطوم، ولم يكن له سابق تصور بحر الصحارى، ظن أن البلد تحترق!

كان رون سكيرا وبذيئا، ولا يخلو من جلافة معروفة عن بعض عامة الإنجليز. وقد عرف رون وفي فترة وجيزة جدا، طريق خورطقت الدونكي، وعرف بيوت الشرب فيها. مرة جاءنا في ميز العزابة وعيونه شديدة الإحمرار من الإفراط في الشرب، وقد كان يحمل على كتفه سعنا مملوءا مريسة، أو عسلية. فأخذناه إلى حيث يسكن برفق، وأخبرناه ألا يخرج على الناس في تلك الحالة.

كانت لرون احتجاجات طريفة على آذان الصبح. كان من عادته ألا ينام حتى الساعات الأولى من الصباح. كان يقرأ كثيرا. وحين يخلد إلى النوم يبدأ المنبه في مئذنة المسجد ويستمر في التبيه حتى حلول وقت الأذان. وقد كان ميكروفون المئذنة مواجها لسكنه القريب من منطقة العيادة. ذهب رون مرة، وقد اقلقه صوت المؤذن، وأطل من شباك المسجد واكتشف أن الذين يحضرون إلى صلاة الصبح لا يتعدون الخمسة عشر شخصا. جاء غاضبا في اليوم التالي وقال لم يزعج المؤذن ما يزيد عن الألف من سكان المدرسة في حين أن الذين يجيئون إلى تلك الصلاة لا يتعدون الخمسة عشر شخصا. وقال إن في وسع هذا المؤذن أن يذهب ويقوم بإيقاظ هؤلاء الأشخاص المحدودي العدد بنفسه، بدلا من أن يزعج الجميع! اجتهدنا معه كثيرا لنصرفه عن ذلك الإحتجاج، ولنجنبه حربا دينية لن يكسبها في نهاية الشوط. وقد مر الأمر بسلام.

كان رون رغما عن فوضويته، وخروجه على المالوف، وتمرده مصور ممتاز، وعارف بأساليب التصوير الفوتغرافي والتحميض. وقد كان هو الذي زرع في هواية التصوير، وعلمني كثيرا من تقنيات التصوير "الأبيض والأسود" وحيله. فاشتريت مكبرا روسيا قديما من الخرطوم، وكانت لي كاميرا ماركة ZENET روسية الصنع أيضا. أحضرت المكبر معي إلى خورطقت في واحدة من العطلات الصيفية، وأقمت معملا صغيرا للتصوير خاصا بي، في واحدة من غرف الفنون الصغيرة المهجورة التي كانت تستخدم مخزنا. وبدأت في التصوير وفي التحميض. واستمرت تلك الهواية لسنتين، ثم هجرتها بعد ذلك، فقد كانت هواية مكلفة ماليا.

بعد سنوات من مغادرتي لخورطقت عرفت من المرحوم آدم الصافي أن رون بعد أن عاد إلى إنجلترا عقب نهاية فترة خدمته في السودان، توجه إلى هونغ كونغ، وأنه مات مقتولا هناك. وأنتهت حياته بشكل مأساوي مثل ما انتهت حياة فيدل الكونغولي. وكل تصرفات رون في خورطقت كانت تشير إلى أنه لن يعيش حياة عادية.

استاذي الباهر
تحياتي
*يبدو اننا كنا علي الكي بورد في وقت واحد ..لعله توارد الخواطر
*اغرورقت عيناي من الضحك..وكنت اقول يا مصيبتنا..عندما ذكرت ان مستر رون صديقك..فقد كان صديقا لشلتنا..(اوعي يكون قال ليك حاجة عننا)..وله مساحة مقدرة في ذكرياتي مع شعبة اللغة الانجليزية..وكذلك مستر براد فورد الذي درسنا في الصف الاول طبري..وآخر شاب ملتحي..دوما ما ينتعل صندلا انجليزيا جميلا..بسيط في تشكيله ولونه بني..لم يمكث بالمدرسة كثيرا وكذلك السودان..لانه اصيب باليرقان..ولهذه قصة،فقد كان صديقا لنا..ما يؤسف له انني احاول ان اتذكر اسمه ولم استطع ..ان تذكرته فالحقني به..
*اتمني ان اوفق ..في توصيف خورطقت من خلال ..تكنيك الذكريات الشخصية والحديث عن الشخصيات..رغم ان هذا متعب ..الا انه يسلط الضوء علي الجزأ الاكبر من الصورة
*اسفت لموت اونكل رون ..كما كنا نسميه..علي هذه الطريقة المأساوية
لك مودتي

وفي شعبة التربية البدنية
حين دخولنا الي طقت كان الاستاذ الذي يقوم برئاسة الشعبة الاستاذ غازي..ومعه استاذ مصري يدعي عبد الجواد..معظم حصص الرياضة كان يدرسها الاستاذ المصري الاستاذ عبد الجواد..العاب الجمباز..العاب القوي..الطائرة..الباسكت...بينما ينصب اهتمام الاستاذ غازي كله علي كرة القدم ..فقد كان مدربا ..رغم انه لم يفلح اطلاقأ في قيادة المدرسة الي اي نصر كروي..يعاب عليه فشله في الوصول الي تشكيلة قوية للفريق..فقد كان مجاملا واسيرا لمجموعة معينة من الطلاب كدفع الله الرهد..الزين (ود دوليب)..تبار..ساعد علي فشل الاستاذ غازي والي حد ما الاستاذ امام فيما بعد..ان طلاب خورطقت من القري والارياف..ولعبة كرة القدم الي حد ما نشاط مديني..اهتمام طلاب خورطقت بالنواحي الاكاديمية..ولا يكون اهتمامهم بالرياضة الا من قبيل المشاركة كأداء واجب ..معظمهم وطن نفسه الي ان مهمته الاساسية هي النجاح الاكاديمي ودخول الجامعة..
اعقب الاستاذ غازي الاستاذ امام..الذي كان لاعبا في المريخ العاصمي..وقد كان امام هذا..صاحب فكر كروي..ورياضي(يعني ابن كار)..لذا كانت له مجهودات ضخمة في استجلاب لاعبين الي المدرسة..ويبدو انه نجح في اقناع ابراهيم آدم الدين..فقد شهدت المدرسة في عهد الاستاذ امام..مقدم الصادق غضب الذي كان لاعبا لاحد اندية الدرجة الثانية بالابيض..الرشيد يوسف(مريخ الابيض)..عماد يوسف(هلال الابيض)..وآخر يلعب راسا للحربة..
اضافة الي هؤلاء ..كان بدفعتنا لاعبين تمهروا في هذه اللعبة..عبدالله حضارة(مريخ الابيض فيما بعد)..احمد آدم كهران(مريخ الابيض فيما بعد)..وكان هناك بكري ابا سعيد،خليل علي معروف،صديق جحا،ادريس الحاج،حافظ داؤود،احمد يوسف البلاع،بكري كرار،عمر محمد آدم ومن بعدنا شقلبان..والمرحوم مالك من اعظم حراس المرمي(لعب لهلال الابيض) فترة ربما لم تكمل شهرا فتوفي مأسوفا علي شبابه..مدهوسا تحت عجلات القطار..
لذا تغير حالنا الكروي الي الافضل ..في عهد الاستاذ امام..فاصبحنا نعادل فرقا ..نهزم اخري وننهزم بشرف امام كبريات الفرق..
اساتذة التربية البدنية بحكم مهنتهم هم الاقرب الي الطلاب ..ومن النادر ان تحدث بينهم والطلاب مشكلات..نقول هذا رغم ان الاستاذ امام في أخريات ايامنا اصبح مقلقا لراحة الطلاب ..الي حد ما..

واحدة من صور ود دوليب:
دفع الله تبار وقوفا، أما الجلوس فمن اليمين: خليل علي معروف، وإيهاب عز الدين حسن.
قابلت إيهاب بعد سنوات طويلة في مستشفى الخرطوم بحري حيث كان يعمل فيه طبيبا. إيهاب كان من المتفوقين أكاديميا
وقد كان أيضا رياضيا، وله نشاط ثقافي ملحوظ في الداخلية. وقد تم إختياره رئيسا ثانيا لداخلية ود دوليب. كما حصل إيهاب عز الدين
على جائزة الطالب المثالي، فيما أذكر بسبب تميزه الأكاديمي والرياضي، والثقافي. كما كان مهذبا بشكل ملفت للنظر.

جرى التقاط هذه الصورة أمام غرفتي بود دوليب حين زارني ثلاثتهم. وقد كانوا يزورونني كثيرا، إذ كانوا من "أعيان" الداخلية.

استاذي الجليل
تحياتي
تشكراتي علي الصورة الرائعة...سعدت برسم الصديق خليل علي معروف ..الذي استقر به المقام بام درمان..وكذلك الاخوة تبار ..وايهاب عز الدين..الذي اتي بشقيه ..دفعتي شهاب عزالدين الي ذاكرتي..والذي انقطع عهدي به منذ ايام الجامعة ..حيث كان يدرس الاقتصاد..


مودتي

Quote: كانت لرون احتجاجات طريفة على آذان الصبح. كان من عادته ألا ينام حتى الساعات الأولى من الصباح. كان يقرأ كثيرا. وحين يخلد إلى النوم يبدأ المنبه في مئذنة المسجد ويستمر في التبيه حتى حلول وقت الأذان. وقد كان ميكروفون المئذنة مواجها لسكنه القريب من منطقة العيادة. ذهب رون مرة، وقد اقلقه صوت المؤذن، وأطل من شباك المسجد واكتشف أن الذين يحضرون إلى صلاة الصبح لا يتعدون الخمسة عشر شخصا. جاء غاضبا في اليوم التالي وقال لم يزعج المؤذن ما يزيد عن الألف من سكان المدرسة في حين أن الذين يجيئون إلى تلك الصلاة لا يتعدون الخمسة عشر شخصا. وقال إن في وسع هذا المؤذن أن يذهب ويقوم بإيقاظ هؤلاء الأشخاص المحدودي العدد بنفسه، بدلا من أن يزعج الجميع! اجتهدنا معه كثيرا لنصرفه عن ذلك الإحتجاج، ولنجنبه حربا دينية لن يكسبها في نهاية الشوط. وقد مر الأمر بسلام.

اذكر استاذي النور ،
عندما جاء مستر رون كنا بالصف الاول بخورطقت ،
حضر في معية شاب انجليزي آخر يدعي مستر تيري
كان تيري علي النقيض من رون العجوز الفوضوي ، كان مهذبا وانيقا،
درسنا تيري بالسنة الاولي بفصل حاتم بينما رون كان يدرس الفصول المجاورة لنا.
سرعان ما عرف مستر رون كما تفضلت دكتور النور ، الطريق الي الدونكي
حيث كان ياتي في المساء مخمورا فيتجمع حوله الطلبة ويبدا يهذي ويحكي لهم عن طرائفه .
كان يذكرني دائما بفوضوية الكابويات في السينما ومغامراتهم ومسامراتهم في الحانات !

كانت لمستر رون عبارة يرددها كثيرا عندما يغضب من تصرفات احد الطلاب الذي كانوا لا ياخذونه ماخذ الجد حتي هو يقوم بتدريس اللغة الانجليزية ،
كان يقول عندما يغضب مخاطبا الطلبة :
Hay you Arabs, can never see London

اما حكايته مع الاذان فكانت حكاية كما تفضلت !
جاء ذات صباح الي احدي الفصول المجاورة لنا غاضبا محمر العينين ،
فنظر في اتجاه الجامع وقال مهددا :
This man one day I will kill him,he keeps shouting when God sleeps

الأخ سيف الدولة

اسمح لى بمداخلة طويلة عرضية تحكى عن حال التعليم ومن كان يقوم عليه فى ذلك الزمن من متميزين ولقد سعدت بسردك واسترجعت ذكريات سأقوم بسردها عن مراحل التعليم المختلفة بدءا ببارا الغربية والأبيض الأميرية والابيض الثانوية.وسافرد لها بوست خاص.
سوف اتحدث عن العم عبدالحميد محمد مدنى رحمه الله فى هذه العجالة فقد كان عبد الحميد محمد مدنى اكاديميا قح لم يكن له اى انتماء سياسى سوى انتماء اسرته للاتحادى الديمقراطى حيث كان يشكل والده والعم المرحوم الشاذلى الشيخ الريح والجد حاج مكى كننى عليه رحمة الله والمرحوم هاشم عبد الله يسن احد اضلاع المثلث الاتحادى رغم ان عمنا الشاذلى الشيخ الريح كان ينتمى للوطن الاتحادى ولكن فى بارا تسقط كل هذه المسميات ويقولون الولد ولدنا ايا كان اتجاهه لسياسى

تربطنى بالوالد عبدالحميد محمد مدنى صلة قرابة لصيقة ولعلنى عرفت من جدتى بنت كننى ان العم محمد مدنى عليه رحمة الله كان وصيا عليهم نسبة لقرابته بهم ولقد قالت لى انهم عند وفاة والدهم جاء جدهم السيد على والد عبدالرحمن السيد على مفتش التعليم ووالد فخر الدين وسيف عبدالرحمن السيد لاخذهم للدويم الا ان وصية والدهم للعم محمد مدنى حالت دون ذلك. وهو شى واظب عليه عمنا عبدالحميد محمد مدنى طيلة فترة وحوده بالابيض الثانوية وخورطقت وكان يزورنا صباح كل جمعه وهو فى طريقه لمنزل ال عيسى بحى القبة.

كان العم عبدالحميد رجل اكاديمى صارم وكان ذو شخصية قوية يهابها الطلاب والمعلمين واذكر اننى قد قدت تمردا ضد خروج طلاب مدرسة الابيض الثانوية فى مظاهرة للتعبير عن ادانة لما عرف بالغزو السوفيتى لافغانستان دعا لها الاخوان المسلمون وقلت ان الاجدر ان نخرج فى مظاهرةمن اجل توفير الكهرباء فى المدينة فى وقت كانت الابيض اشبه بعصور الظلام- وكان على راس تلك المحاولة استاذ اخو مسلم اسمه عبدالمنعم ومعه استاذ الامين شيخة السنهورى رحمه الله وقلت له لن نخرج ولن تخرج المدرسة لاننا لانعلم اين تقع افغانستان وهل هنالك غزو ام لا واذا كان هنالك امر لماذا لم نسمع به فى صلاة الجمعة والمسجد الكبير ولماذا لاتتصدى ادارة المدرسة جميعاللامر وقال لى اهل تظن اننا نكذب وقلت له على حسب ما قرأت فان الاخوان المسلمون يطوعون اى حدث لمصلحتهم وقال لى اين قرأت ذلك وقلت له فى عديد من الكتب واخر كتاب قراته كان للجمهوريين وهو يتحدث عن الاخوان المسلمون والمصالحة لنظام مايو وعلى ما اذكر فيه صورة للترابى وهو يودى القسم وصيغة القسم ومن ثم تفنيد لتصرفات الترابى ومناقضتها للقسم وهو ما يصب فى خانة عدم المصداقية وقلت له هل هنالك غزو وهل انت تدرى هل الشعب الافغانى ماهية العلاقة بين السوفيت والشعب الافغانى. وقلت له بدلا عن حرصك على اخراجنا فى المظاهرات اذهب انت ومعك بعض الطلاب الاخوان المسلمين فى مظاهرة ليرى الناس حجمكم السياسى بدلا عن زجنا فى ذلك الامر ونحن اولى ان تكون لنا اهتماماتخاصة بنا وبمفاهيمنا كطلاب لهم علاقة بنقائص المجتمع وحوجته للخدمات وافقنى الراى الاخ عثمان الفحيل والاخ الطيب عمر يسن والاخ انور محمد حامد الياس والاخ طارق النور والاخ عمر محمد عبدالرحيم المبارك والاخ مرقص فصيح القمص والاخ رومانى عزمى سرجوس.
الاستاذ الامين شيخة السنهورى رحمه الله صمت وقال لنا على اى الامر خيار وقناعات شخصية وليس الزاما

بعد قليل ايام قليلة جاءنى هذا الاستاذ وقال لى انت مش حتنفع مادام مبارى لى الشيوعين والملحدين وكان يقصد بذلك ذهابى دوما مع اخى الاكبر حيث كان اخى وصديقى فخرالدين كرار وشلته الدكتور الفاضل احمد على كرار والدكتور على احمد على كرار والاخ مالك جعفر محمد على والاستاذ الجليل صديق على كدودة وهم شلة جامعية والاخير الاستاذ صديق كدودة صديق الجميع وكانت شجرة النيم امام منزله منتدى لهم. بقى ان تعرفوا ان هذا الملحدكان هو الاخ يوسف كوة رحمه الله الذى كان يشغل منصب نائب امين هيئة مجلس الشعب الاقليمى فى عهد الفاتح بشارة. ولما كان الاخ الفاضل احمد على كرار يعمل فى جمع بيانات خاصة باطروحة الدكتوراة الخاصة به وهى عن تنمية جبال النوبة وكلفنى بعمل مقابلات لجمع بيانات فقد ذهبت للاخ يوسف كوة رحمه الله وقد استقبلنى بكل ادب وترحاب- وقال لى ياضياء هذا جهد مقدر لكن سيجلب لك مشاكل لاحقا ولم افهم ما ذا كان يعنى الا اننى تذكرت مقولته عام 1993 عندما سالت عن ذلك- وقد كان جار لنا وكنت اتبادل معه الحديث ونجلس دوما اما منزله فى الخامسةمساء رحمه الله فقد كان رجل مؤدبمتواضع ويحدثك وكانك زميل دراسه له رغم فار ق السن الكبير بيننا وقيض لى ذلك ان سهل لى مقابلات عديدة باشخاص وعمد وكجور وسافرت معه لاكمال البيانات من قرى وكهوف جبال النوبة التى احمد الله ان عينى تفتحت لادراك حال بعض مناطق بلادنا ولهذا كنت اعود فى كل اجازة من دراستى وافتح فصل مسائى للتعليم فى الارسالية الكنسية جوار منزلنا نسبة لما رطبنى بابونا القسيس من احترام وعلاقة نشاة فى نفس الحى وشرحى له ان ايمانى القوى ان هذه المشاكل سببها عدم التعليم وقلت له هولاء الناس لو وجدوا التعليم سوف ينهضوا لوحدهم بمناطقهم لان وجدت فى البسطاء منهم ذكاء وهمة تنقصنا نحن المتعلمين وبدات الفصل وتعاون معى كثير من زملائى منهم محمد شمو والفاتح ابوسنسنة ولاستاذ الهادى وشقيقتى الاستاذه امانى كراروغيرهم وابونا فرانسيس مدير مدارس كمبونى الابيض وصقلتنى التجربةا فى سن مبكرة واذكر ان احدى مقابلاتى كانت مع الاب فيليب عباس غبوش الذى تهكم عن صغر عمرى ولكن صحح له المرحوم يوسف كوة رؤيته باننى جامع بيانات لطالب دكتوراة ولكن قال له يا ابونا الولد ده له عقل اكبر منه كثيرا.
واذكر اننى ذهبت وقابلت الوالد ميرغنى عبدالرحمن حاج سليمان وحكيت له مارأيت وقلت له لا يصح ان يقوم فرد باحتقار بنى بلده لوجود ممارسة صحية رفضتها واستجاب لى العم ميرغنى ووعدنى خلال 5 شهور سوف تقف واوفى بوعده واوقفها وكان البديل حضارى قدم له من حر ماله ومن مال الخدمات كل الدعم .

اعود مرة لوالدنا عبدالحميد وعندما قال لى هذا الاستاذ بانك لن تنفع لانك مبارى الشيوعين والملحدين ذهبت وشكوت له الامر بحضور العم نصر ابوضامر والاستاذ حسن امين (عم هشام حسن امين)
لاادرى حتى الان السبب الذى يجعل كل من يبدى وجهة نظر مغايرة او يجاهر براى سياسى ضد ما يعتقده خطأ يوصف بانه شيوعى.

للحق طلب منى العم عبدالحميد كتابة الامر فى رسالة وكون لجنة حققت معى فى كل مزاعمه وحقق معه فيما قاله لى واخطرنى الاستاذ نصر ابوضامر بشجاعة اذكرها له حتى الان بان اللجنة قد وجدت كل مزاعم الاستاذ نحوى غير صحيحة ومن حقى التعبير عن راى فى الخروج ام عدمه لانه ليس امر او لائحة او امر ادارى من المدرسة انما يندرج فى اطار حرية التعبير وهى مكفولة للطرفين والمدرسة تربى طلابها على ذلك من دون اخلال بالنظام المدرسى وقال لى العم نصر ابوضامر ان من حقك ان يعتذر لك استاذك عما وصفك به وعليك ان تقبل بالامر فى اطار فارق السن . صمت وخرجت وقابلت استاذ هاشم مكى وعبرت عن عدم رضاى لان الادارة قد حابت الاستاذ رغم خطائه ولكن استاذ هاشم مكى قال لى ليس كل ماحدث فى هذا الامر من حقنا نقله لك. وطيب خاطرى استاذ الاستاذ نصرالدين او الماحى استاذ اللغة الفرنسية الموجود حاليا بالامارات- ابوظبى – وقال لى نحن ماعندنا اولاد قليل ادب ولا اسرتنا بها ناس مانافعين . لكن هذا لااى سياسى لاتهتم به

العم عبدالحميد محمد مدنى رجل يطبق الاصول التربوية واللوائحالتربوية والمدرسية على الجميع بما فيهم ابنائه واذكر ان طلبة الصفوف النهائية ثالثة قد اجتمعوا واحدثوا بعض المشاكل ولان فخرالدين كرار اخى ومعه مدنى بكرى محمد مدنى الدكتور الان كانوا يقيموا مع عبدالحميد فى منزله الا انه قد طبق عليهم قرار الفصل من الدراسة لاقرار مبدا المساواة وكان اكثر صرامة معهم من الطلاب.

هكذا عاش العم عبدالحميد سخر عمره وجهده وانفعالاته فى تعليم ابناء الغبش وكان عونه فى الحياة اخيه التاجر بكرى محمد مدنى وشقيقه ابودلة محمد مدنى . لم يعرف عن عبدالحميد ابدا ذهابه للبحث عن مصالح خاصة او اى شى خاص به الا احتياجات المدرسة من صيانة البص وبنزين البص وترحيل الطلاب ومواد النشاط والكراسات والكتب للطلاب واعاشتهم ولهذا خرج من مدينة الابيض التى عمل فيها عشرا ت السنسن دون ان يمتلك متر ارض فيها بينما حاز الاراضى من اتى بطائرة الصباح وغادر مساء. ولهذا كافأه الله فى ابنائه بنجاحهم وسدد الله .

وساعود لاحقا لاحكى لكم عما حدث لى بعد 12 عام من هذه الحادثة اى فى عام 1993من قبل اخ مسلم زميل فى الصف

تحياتى لك ياسيف ولكل المداخلين وقد ربطتنى الذكريات بالكثيرين الاخ بشير محمد اسماعيل وعاصم محمد اسماعيل ونبهانى كمال ومحمد التاج الطاهر وخليل على معروف وزميل دراستى ياسر على معروف وايهاب عزالدين – دكتور ايهاب عزالدين الذى تزاملنا فى جامعة الاسكندريةوصلاح العونى والرشيد عثمان السيد والدرديرى عابدين وخالد عثمان السيد

تعريجة هامة : استاذى حمد بكر الذى سرحته الانقاذ انشا مدرسة خاصة احداها للبنين واخرى للبنات تشرف عليها زوجته نالت هذه المدرسة جميع المراكز الاولى فى نتيجة مرحلة الاساس الذى اعلنها وزير التربية حكومة الانقاذ الولائية دون خجل لفعلهم

الاخ العزيز /ضياء الدين كرار
تحياتي وصادق مودتي
*اطلالتك..احسستها بأنفي..هيف السواقي وريحة الدعاش..وسمعتها بأذن قلبي..بوابير اللستر تئز رواء لقلوب احتشت بما لا تطيق من نوستالجا..وسمعتها بهاتين المذنبتين..بنقز عثمان هاشم في ادبار المدينة..واصوات يسكرها الفرح ..نحن راجعين في المغيرب ..في المغيرب ..في المغيرب
*انت قفزت بي الي عبق التاريخ ..هناك حيث القيقر..وشدرة ماحي بك..وخلف السجن حيث مدفن سرة سيدي ابو جلابية..وشي لله يا حسن..انت باب المنن ..يا استاذ الزمن ..يا قويم السنن..يا مزيل المحن****انت يا احمد..انت يامفرد..عين ما يشهد***انت نور احد..انت اصل المدد..انت نعم السند..يا محمد حسن***انت بحر الندي ..انت شمس الهدي..في المجال بدا..في التعالي سكن***انت ذا ذاته..انت نظراته..انت حضراته..انت من يعلمن***سر ما نلته..منه حصلته..منه اذ كنت هو..باطل فيه آن**كل من قد سما..رفيع في المستوي..جامعا ما انطوي..عنه ذات الزمن***
*المرحوم عبد الحميد محمد مدني..قامة من القامات السامقة في مجال التربية..ورقم متفرد في حقل التعليم..وهو رجل انسان ..رغم ما احاط به نفسه من رسميات وصرامة..تفهم في اطار ضرورات مهنته بمعايير ذلك الزمان..بجانب القربي،الجيرة...فانني فخور بانني قد تتلمذت عليه..واني زاملته وعملت تحت امرته مدرسا ناشئا ..افدت منه فائدة لا يجملها وصف..الا رحم الله والدنا عبد الحميد محمد مدني..وجعل كل البركة في ابنائه الراشدين حاتم،سامي،عبد الله وبناته النابهات.
*الا رحم الله عمنا الشاذلي..وامد الله في اعمار عمنا ميرغني عبد الرحمن ..واستاذنا صديق علي كدودة..
*واحي نقاط التقاطع في ذكرياتنا واحبابنا..خليل علي معروف ،ياسر علي معروف،محمد التاج الطاهر،بشير،عاصم،النبيه،ايهاب،ود العوني ،الرشيد وخالد عثمان السيد..ولاستاذنا ود بكر وافي التبجيل..
لك المحبة اخي ضياء ..تحياتي لفخر الدين والوالد

ود عجب الفيا

تحياتي
خطوة عزيزة..مساهمة نيرة..واقامة محمودة..رغم انها اقل(من بل الشوق علي قول اهلنا)..كما اشرت في رد لي علي استاذ النور..مستر رون من اصدقائنا..ويكاد ان يكون عضوا فوق العادة في شلتنا..وقد رفدناه بكثير من المعلومات التي جعلت منه..مواطنا اصيلا في قري طقت..وكريمة..ولنا نوادر اتيتما انت واستاذ النور علي بعض منها..استفاد رون كثيرا من صحبتنا واستفدنا نحن اكثر من صحبته..اذ تعلمنا منه اللغة بطريقة communicative وتعلمنا منه ما لم نكن نعرفه من the vulgar or foul languageاو بعبارة اخريcommon vocabulary ..وسآتي اليه تفصيلا حين ..نتحدث عن شعبة اللغة الانجليزية
نأمل ان تعطينا فرصة في زيارتك القادمة(عشان نبل شوقنا)..
جزيل شكري وفائق امتناني

التحايا للجميع

في هذا البوست الخصيب الذي يأخذ المرء - تخيـُّلاً ! - الي [اليوم سعيد وكأنّو عيد .. يلا يلآ ؛ حدائق ، البان جديد ] ، كما أنّه يفيض في بحرٍ من [الذكرياااات] صادقة وجميلة ، مهما تجافينا ، بنقول حليييييييييييلا ! فكأنّه قد [رجع الصدى المحفوف بي الذكريات ] لِـيَتم فَـرَحْ الاحبـّة في الامسيات ، بل بالأحرى في المنتديات ، فيَعُبـُّون ملء أسماعهم والمرأي والخيال ، من "رصيد الزّمان المؤتلق " لِزمانٍ ضحضاح الرَّوِي ! مُشتجر الرُّؤى ! .. وهكذا دوماً تنزع الأنفس لأويقات البراح هرباً من لأواء الضيق الماثل أمام حدقات العيون ، فلعلّ سانحةً تُصطاد لزحزحة هذا المثول ، ان تتم مابين غمضة عين وانتباهتها ، وأن يغيّر الله - جلّ وعلا - من حالٍ الى حال ، وتخضَــرُّ المرابع بعودة المُبعَدين بأراضي الغير ! .


الاخ العزيز/ سيف الدولة ،، مرحباً بك ، وألف كُفّارة للوالد العزيز ، سـآئلين له الله الكريم أن يسبغ عليه نعمة الصحة والعافية . وكما تفضّلت في شأن تضليل العنوان لما بالمتن من دُررٍ ؛ فقد كان "عود" عنوان بوستكم هذا ، في تضليل النُّظّارة عمّا جرى من " شِراكٍ " نُصِبت ! وأرائكاً للإتِّـكاء قد ظُـُلِّلتْ ، عوداً كأنّه الشجا ! في متانة ال"شِعبة" في المِنعة ! تلك الشِّعْبَة التى ألهمت مخيالنا الشعبي كثيرا من الحكي ؛ ومن غلّوطيَّاتنا حولها [حبّوبتي من شِـدَّتا ولِجَّتا، شالت جدِّي في صفحتا!! ] ، والحال أنّ كِتاباتك منذ "رسالتك " للأخ الصديق عادل عبدالعاطي ، في " النصيحة لغير أهلها عورة ! ، تُنبي عن مهنية باذخة في الفكر واليراع والقرطاس . يُحمدْ أن تُخَبَّ إليهاالمطايا بوجناء حرفٍ أو جرداء قيدودِ ! .. وعليه ، فقد كان البوست ضمن المرشحّات للقراءة ، بناءا علي " مخبور " قراآتنا للكاتب النحرير ، سيف الدولة ..؛ وهكذا نأتيكم - متأخِّرين- مرحِّبين ومستفيدين من هذا التاريخ التعليمي والتوثيق الهمام لأيامٍ مضت بالأمس لن ننسى ذِكراها .. فالتجارب ، مُتشابهة، في كثير من ملامحها ، مع كامل الاعتبار لتجارب منسوبي المدارس السودانية التاريخية ذات الشأن العتيد في صب العلم والمعرفة لطلآبها ؛ ولتسمح لي أن أحيي رفقتى ومدرستي "المعيلق " الثانوية الاعوام 77-1980 ، إدارةّ ومعلّمين وطُلآباً وأياما بالعلم زاهيات ، وبالثقافة آهلات ، بأمل ان نستلهم هذا الروح في التنويه بأيّامنا في الثانويات ، فقد والله مَرَيتَ ذكرياتنا ، لو تندلق هذه الذكريات بهذا المسح والإبساس ! فقد قال "الحُطَيئة في مدحه آل بغيض ، وهجوه للزبرقان بن بدر ، صاحب جمع صدقات بني تميم للنبي صلي الله عليه وسلم ، والرّاشدَين من بعده :

لقد مريتكم لوأنّ دِرَّتكم،، يوماً يجيئ بها مسحي وإبساسي !
لمّا بدا لي غيبُ أنفسكم ،، ولم يكن لجراحي منكمُ آســـي
أزمعتُ يأساً مُبينا من نوالكم،، ولا ترى طارداً للحُرِّ كاليأس

حتّى يصل لقوله الذي هجا فيه الزّبرقان :

دع المكارم لاترحل لبُغيتها ! ،، واقعد فإنّك أنتَ الطاعم الكاسي
من يفعل الخير لايعدم جوازيه ،، لايذهب العرف بين الله والنّـــاسِ


الشاهد : في أنّ توثيقكم المحبوب لهذه الدوحة التعليمية في " خور طقّت " الثانوية ، ليهيب بالمرء ان ينتجع مراقد التذكارات في أضابير الذّاكرة المحتاجة بشدّة لـ upgrading وظنّى أنّك قد تقاسمتَه مع د. النور ، هذا النبيل سمتاً ، الغزير فضلاً ، السخيُّ معرفةً ؛ فبشرى لكم بهذا التقاسم وهذا التعاضد ؛ ونحن ،من بعد ، سنزحمكم بطبولنا ، ونجوب معكم هذه الآفاق الرائقة ، استبشاراً بمثل هذا التوثيق ، وعِرفاناً لأخينا العزيز ، وابن منطقتنا " في شمال الجزيرة المروية " ، د. النور حمد .. فالحمد لله الذي جعل السودان ذا ال" مركزية الحكومية القابضة " علي وجه العموم ، أن تتهيّأ في النصف الثاني لسبعينيات القرن العشرين ، تلك اللآمركزية لمُعلمي الثانوي التى أفادت بهم أجيالا ، وبالطبع ، لها إفاداتها لهؤلاء المعلّمين والمُرَبِّين الأفاضل ..

التحية لك ، أخي سيف الدولة ،، علي هذا البوست الجميل .
والتحية والاحترام للأستاذ/ الدكتور :النور حمد ، علي هذا السرد الشيِّق والبيان النَّيِّـق و [الصُّوَرْ ، لو قلتو برضــــو ! ] .. وكل ذكرى جميلة ، نشارككم طيب مرآها والتفاتاتها .
والتحية للصديق عبدالمنعم عجب الفيا . والتحية لكل المتداخلين/ات في هذا البوست التوثيقي الرائد ، بأمل ان يتواصل هذا التوثيق المفيد ..

وأحيي ذكرى " خورطقّت " الثانوية ، واخواتها وزمانها ، والهوى أوانها


لكم الود ،،

العزيز أبو جودة
التحايا وخالص الود، وشكرا على الزيارة.

"أمانة يازول ما جبت خبر"!!
لم أعرف أنك من شمال الجزيرة سوى اليوم! فمن أي قرى شمال الجزيرة أنت؟

لقد مررت في تجوالي على المدارس الثانوية عقب خروجي من خورطقت على المعيلق الثانوية. وقد مكثت فيها عامين كاملين.
جئتها في 1982، وتركتها إلى معهد تدريب معلمات المرحلة المتوسطة بأمدرمان عام 1984. والمعيلق ليست غريبة علي. فقد درست فيها جزءا من المرحلة الإبتدائية. وهي لا تبعد من قريتنا "حلة حمد الترابي" سوى خمسة كيلومترات. فرغت وظيفة معلم الفنون بها بعد أن غادرها الأستاذ محمد علي محمد خليل، المعروف بـ "محمد علي كلاي" بعد أقامة طويلة بها. وكان "كلاي" يتقدمنا في كلية الفنون بثلاث سنوات. وسبب مجيئي إلى المعيلق هو مرض والدي عليه رحمة الله. إذ فضلت أن أكون قريبا منه. فاشتريت موترسايكل وعشت بعد غيبة طويلة مع أبي وأمي في حلة حمد وأصبحت استخدم الموترسايكل في التنقل بين قريتنا والمعيلق الثانوية. وقد توفي والدي في نفس العام الذي طلبت فيه النقل إلى المعيلق الثانوية.

حين وصلت إلى المعيلق وجدت مديرها مأمون السلاوي. وأذكر من الأساتذة الذين زاملوني بها عبد الله سليمان إبن الدبيبة الذي سبق أن زاملني أيضا في المعيلق الإبتدائية، وأبوعشر الوسطى، وحنتوب الثانوية. كما أذكر عبدالله قمر، ومحمد أحمد، ومنصور الجميعابي، ومحمد صديق سعيد. وقد ضاعت مني أسماء أكثريتهم. في تلك السنوات تجددت علاقتي بعالم المعيلق الذي كدت أنساه. فقد فصلت بيني وبينه عشرون عاما أمضيت بعضها في المراحل الدراسية التي تلت المرحلة الإبتدائية وفي التدريس في مختلف المناطقة.

بعد عودتي تجددت علاقتي بأهل السوق: العم محمد طه الحوري، وأبنائه، والعم جاد السيد حسن، وأبنائه، وأبناءا صديق عباس وكثير غيرهم من أهل تلك البلدة الذين تربطنا بهم صلات كثيرة.

الحبيب محمد ابوجودة

تحيتي،صادق محبتي وكل ودي
*ورب الكعبة لقد طربت حد الثمالة من مداخلتك الانيقة الرقيقة..رغم انها اعطتني ماليس لي بحق..الا انها ابانت كرم النفس التي بين جنبيك ..
*رحماك..اخي محمد فانا ممن يقتلهم البيان..واسكر وجدا بجمال اللغة ودقة العبارة..لذا سوف تجدني ضيفا ..آمل الا اكون ثقيلا..في كل بوست انت كاتبه..وفي مثل ما تكتب انا بغل حرون..
*فرحت كثيرا باسمك..فهو اسم كردفاني..يالها من فرحة لم تتم..فاني اراك تعلن انتمائك الي عترة اهلنا الطيبين في جزيرة الخير..وربما كانت لك آصرة باستاذنا الباهر النور محمد حمد..
*ما تراه من الق والتماع في هذا البوست فالفضل فيه يرجع الي استاذ النور..فهو ممن تزدان بهم المواقع وتتجمل..
*امتنان علي ترحيبك واستحسانك لما نقدم..واشكر لك سؤالك عن صحة الوالد..الذي من الله عليه بالشفاء
*دام التواصل بيننا..ولك اطيب الامنيات

عزيزي د. النور حمد ،،


الشُّكر آلاف لا يوم الوقاف ، على هذا الرد الجميل ، وبدايةً ، أتقدّم بطلب الرحمة والمغفرة لوالدكم المغفور له بإذن الله . وأُبدي كذلك دهشتي بمعرفتي الآن فقط ، أنّك قد درّستَ في المعيلق الثانوية ؛ وكثيرين ممـّن ذكرت ، من أساتدتي ومعارفي . أخوكم / محمد أحمد أبوجودة ، من قرية : الجملون سعدانة ، التى تبعد عن " حلّة حمد " حوالَى ستة عشر كيلومترا الي الجنوب الغربي . وقد كان من ضمن أساتذتي في ابتدائية الجملون سعدانة ، الاستاذ/ عبدُاللهِ ، من حلّةحمد ،وقد كان شعلة نشاط تعليمي وثقافي ورياضي ، وفي عهده ، وبفضله ، قد جرت بعض مباريات كرة القدم يين فريقي مدرستنا ومدرسة حلّة حمد ، وحضروا معنا مرّةً ، ليلة من ليالي " الجمعية الادبية " ، وغنّوا : أنا راسم في قلبي صورة الباسم ! أيّام لقاك يا باسم سويتنا تانى مواسم ! أو هكذا أحفظ هذا المقطع .. وقد كانت نادرة تلك الجمعية بغناء ابناء حلّة حمد ، لاتقلّ بحالٍ عن ليالي " السينما المتجوِّلة " التى تأتينا عاما بعد عامين! بأبقبوراها والبعيو ! ، كما أنّ ذكرى ذاك اليوم الإحتفالي ، قد اقترنت بزيارات بيع الكتب ، تلك التى يقوم بها ذاك الرجل الطيِّب ، والذي درجنا على تسميته بــال " حبَشي " ! كان يملأ " خُرجَيه " بمجلّة الصبيان وفيها عمّك تنقو ، وبكتب القصص المترجمة والمؤلّفة بواسطة:محمد عطية الأبراشي ، وزميله عبدالحميد (أضعتُ اسم أبيه) كالأميرة المسحورة ورحلات جلفر ، وكتب أخرى كالسرّاب وحمامة والمك نمر وغيرها، قبل ان نترقّي للمغامرين الخمسة ! وأرسين لوبين وأجاثا كرستي فآرثر كونان دويل في " شرلوك هولمز " .. أمّا في مدرسة الريحانة الثانوية العامّة ، فقد زامَـلـَـنا بعض أبناء حلّة حمد و قرية " أبروس " ، والأخيرة قد طرق أسماعنا ذكرها مربوطة ب " الفكي " وكانت شهرته باتعة في الكثير من الحَلآل المجاورة . فقد درس معنا : الاصدقاء : مامون محمد عبدالقادر و حمد النور ومحمد المرضي عمر ، من قرية أبروس ، وكذلك مبارك من حلّة حمد ، وقد كان حارس مرمى بامتياز ، وكانت هناك عادات التزاور بين الطلآب ، فهذا الإسبوع فلان ذاهب مع فلان والخروج الجايي سيذهب علآن مع فلان ، في سياحة مجّانية بإكرامها وكمان مصروفاتها ، والتى لا تتعدّي الطرّادة (25قرشاً) وما أكثرها حينها ! أوعى بالك ، ربع الطحنية كان بي 3 قروش وقزازة الببسي لا تزيد عن مثل ذلك كثيرا ؟ والدّاخلية ملأي بالعدوس وبالأفوال وعُلب الساردين الحمراء ! ولبن اليونسكو الذي لحقته كثير من الإشاعات السّالبة ! ..

الاستاذ/ محمد علي فنون وهكذا كانت شهرته تلك الأيام، درّسنا الفنون ثلاث سنواتنا في المعيلق ، وقد كان رئيس جمعية الموسيقى والمسرح ، وسعى بجهدٍ كبير لتوفير الآلات الموسيقية وتسجيل برامج للطلآب في تلفزيون الجزيرة الريفي ، الذي كنّا نطوي إليه الوهاد بـ"كومر المدرسة " الماخمج! بمشمّعه الأخضر ، وظهْره الذي نكاد ان نقول له : أنَل قدميَّ ظهر الأرض إنّي رأيتُ الارض ، أثبتُ منك ظَهرا !! وقد اخذ الاستاذ/ "كلاي " علي عاتقه محاياة المواهب الطلآبية في العزف الموسيقي وفي الغناء وفي الرّسم ، وكان في علاقاته مع الطلآب ، كأنّه واحدٌ منهم .. وقد لفتنى إلى ذلك ، علاقات د. النور مع طلآبه في " خورطقّت " ؛ ومن قبله في بوست الترحيب بالأستاذ الدكتور عبدالله بولا ، له منّى خالص التحية والاحترام ، في علاقاته مع طلآبه : النور حمد وبشرى الفاضل وزملائهم ، وهذا يقودنى لمقولة الاستاذ/ خاتم عدلان ، شفاه الله وأسبغ عليه العافية ، [أنتم أيّها الفنّانين والتشكيليين الفلاسفة ...] والتى وردت ببوست الترحيب بالدكتور " بولا " .. فقد كان الأستاذ/ محمد علي " كلاي " في علاقاته معنا كتلامذة ، نفس النّهج ، ممّا يستدعي التساؤل :أيُّ منهجٍ جمالي ، ذاك الذي ساد ! في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية ؟ .. وهل من عودة هل ؟؟؟

الاستاذ/ مامون حسن البربري " السلاوي " ، مدير مدرسة المعيلق الثانوية ، في عهدكم الميمون ، من أبناء قريتي ، الجملون سعدانة ، وهو مدرِّس لغة إنجليزية ، درس في جامعة بيروت والمملكة المتحدة ، وهو ذو ظرفٍ وبساطة ، تتلبـّسه كثيراً ، حالات من الصرامة أثناء أداء وظيفته .. لم أعاصر فترة تدريسه بالمعيلق ، ولي معه بعض المواقف والطرائف كغيري من ابناء جيلي ، حيث درج علي استعارة الكتب والمجلات منّي ، مع شهرةِ لي بالبُخل في اعارة كُتبي ! وتمثّلتُ له مرارا ببيت الشّعر الشهير :

أيا مُستعير الكتب منّي ،، فإنّ إعارتي للكُتِبِ عــارُ !
ومحبوبي من الدنيا كتابي ،، فهل أبصرتَ محبوباً يُـعارُ ؟

ولكنّه بظرفه الفائق ، وكأستاذ أنجليزي ألمعي ، كم حفّزنى علي تكسير الحكمة الشعرية أعلاه ، فليس قليلاً أن يأتيك بنفسه هذا الأستاذ المدير ، ويطرق الباب ، ويسأل عنك ليطلب بعض كتب ! والرّجل من بعد ، تربطنى به علاقة نسب ..

الاستاذ/ محمّد صديق سعيد ، من أبناء المعليق نفسها ، وقد كان يستعمر ألبابنا بحلاوة استطراداته الطروبة في أيّام العرب من داحس والغبراء والبسوس وسيف بن ذي يزن والزّبّاء ، وبلقيس ، علي الرغم من أنّ هؤلاء جميعا ، لم يكونوا في المقرّر ! ولكنّهم في المفترض ان يكون مقرّراً . فكان يحلّق بنا في تلك الأيّام ، مدة الاربعين دقيقة من الحصّة ، دون أن تسمع لنا نأمة ، ليعود بنا فجأة في الخمسة دقائق الأخيرة ليُحلِّل " مرتّب " الحكومة يا ولد في المقرّر الحكومي ! وبأنفسنا أشياء من " ليت " ! كأنّما الأربعون ، التى قصّرت (الخُطى) الحصّة ، لم تكن كافية للإيغال بنا في بحور الأدب العربي ! ..

الاخ العزيز / النور حمد ،،
لولا " الحياءُ " لســاقني الهوي التذكاري أكثر فأكثر ، والخشية من التطوال .. وسيكون لنا معكم ، عبر هذا البوست متابعة ، وقبل أن أختم هذه المداخلة ، أذكر لك ، أنّ العم محمد طه الحوري ، ينعم بالصّحة والعافية وقد توسّعت الاعمال الحديدية وشبّ الابناء وانخرطوا في صِنعة الوالد الكريم ، وله أحد ابناءه الآن ، عضواً بالمجلس الوطني .. أمّا العم جاد السيد حسن ، فقد انتقل لرحمة الله ، خلال السنتين الماضيتين ، له الرحمة ، وكان له موقفاً مُشـرِّفاً حينما حكي بصراحته المعهودة لأحد أعضاء الرئاسة الذي كان في زيارة للمعيلق ، أنّ مدير مشروع الجزيرة ، القدّامك دا ، ما نافع كلّو كلّو ، فعايلو ، ضيّعن المشروع ! والشهادة غير مجروحة ، فقد كانت في حضرة مدير المشروع ! وبتأييد من بقية المزارعين ، وكان نتاجها ، إحالة مدير مشروع الجزيرة .. فهذه الكلمة ، نتمنّى أن تكون في ميزان حسنات الرجل ، ككلمة حق عند سلطان جائر ..

التحية لكل أساتذتنا ، والتحية لهذا البوست وصاحبه : الاخ العزيز/ سيف الدولة ، وأكُفََّّنا ممدودة إليه بطلب الصّفح والمعذرة علي هذا الإبحار الجانبي .. والتحية لك أخي دكتور النور حمد الترابي ، وتحيّتى لكل المتداخلين/ات ..


ودمتم ،،/

الاخ العزيز / سيف الدولة

الودُّ ملايين لا يوم الدين ، إن شاء الله ، وكم سعدتُّ بهذا الرد الجميل ، وسعدتُّ أكثر ان اسمع عن تتام العافية والصحة علي والدكم الكريم ؛ فقد دخلتُ هذاالبوست ، خائفا أترقّب ! جرّاء تذكاراتي التي نهضت بغتةً أثناء تجوالي بين بساتين هذا البوست الأنف ، كما الرّوض ؛ في " خورطقّت " فأصبحتُ في مجاراةٍ لبياض ذكرياتي الثانوية مع شَحَمات " خورطقّت " الباهرة ، وظننتُ ان لا فِكاك اليوم! فالشئُ بالشيئِ يُذكر ؛ ولكنّك ، بكرمٍ حاتمي ، تسمّي فصل دراسي لك به ، قد أزلتَ التخوُّف ، وهدأتَ الخاطر ، وكذلك يفعل استاذنا د. النور .. فلكما عظيم الثناء والتقدير ..

سنرابط معكم في هذا البوست الجميل ..


ودمتم موفوري الصحة والعافية والنّماء ،،/

الحبيب محمد ابوجودة

بتحية كردفانية..اقول حبابك عشرة..وبلا كشرة..واقعد طولا

البوست لكم ايها الكرام..وما جاء حديثنا عن خورطقت ..الا في معني ما نتحدث عن مثيلاتها من مؤسسات تعليمية..وفي معني ما نتحدث عن ذلك الزمن الندي..وتلك الشخصيات التي لعبت دورها في زمن عرض محدد،في مسارح ربما تعددت الا ان النص واحد..فذلك النص وليد ظرفه التاريخي ،الاقتصادي والاجتماعي..فتعالوا ننخل ماضينا نستخرج منه عبرا تعيد الجميل من ماضيات الايام..وتؤسس لما هو اجمل لاجيال نأمل ان تسعد بحصاد ما نزرعه نحن الآن..هلموا لننقب في دهاليز الماضي..ونحفر في دفاتر ذكرياتنا.. حتما هنالك ما هو جميل..وهنالك ما نفخر به..
وعن مداخلتك مع استاذ النور..ساعرض في مداخلتي القادمة..ذكرياتي مع شعبة التربية الفنية..ولك ان تستمتع بجمال اساتيذها..بعد ان نريك له مجسدا..وحق لك اخي محمد ان تروي لمن لم ير ذلك الجمال..
وهنا يكون لزاما علي استاذنا النور ..ان يكشف السر ..سر ذاك الجمال الذي خص الله به اهل الفنون..رغم علمنا ان قبائل المتصوفة ..يبخلون باسرارهم علي العوام..ويا شيخنا (ان خبيت السر يانا المتحورين لي شيخا غيرك)
لك صادق محبتي اخي محمد

بضع كليمات إليك عزيزي أبو جودة، أستأذن فيهن سيف الدولة. وأعلم أني مأذون عنده، فبساط التعليم في السودان كان بساطا قوميا مترابطا يشد بعضه بعضا، وتأخذ الأمور فيه برقاب بعضها بعضا أيضا. وبعد هذه الكليمات أعود إلى ذكريات خورطقت، وإلى محاولة إعادة رسم تلك العوالم التي انفلتت وغيبتها سدوف الزمن وطواياه. ولا يأتي بخاطري ذكر الجملون سعدانة، من غير أن تمر بذهني صور كل من، عبد القادر بخيت، وأحمد محمداني، وإبراهيم محمد يوسف التوم، وجعفر فضل جيب الله. فقد جمعت بيننا الداخليات في فترات التعليم المختلفة، إبتداء بالمعيلق الإبتدائية، وانتهاء بالجامعات.

وخورطقت تلك الفاتنة التي نحاول استنطاق ذكرها، ورسم صورتها من جديد، بخلق عالم من مجاز الغة موازي لوجودها المتعين الذي ذهب وغبر، كانت مدرسة داخلية، بل وثالث أكبر مدرسة داخلية بعد وادي سيدنا وحنتوب. وما كان لأبناء فقراء الريف من أمثالنا أن يواصلوا مسيرتهم التعليمية إلى مستوى الثانويات والجامعات، في ذلك الزمان الذي كانت فيه المدارس الثانوية تعد في أصابع اليد، وتتباعد المسافات بينها تباعدا يعيي وسائل التنقل في ذلك الزمان، لولا وجود تلك الداخليات التي آوت أولئك الطلاب وسهلت من مهمة أسرهم الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة.

فداخلية المعيلق الإبتدائية، وينطبق هذا على بارا وعلى النهود وعلى الدلنج وغيرها من الحواضر الريفية المتواضعة، قد جمعت بين أبناء القرى المختلفة الذين ما كانوا ليجتمعوا لولاها. في داخلية المعيلق الإبتدائية إجتمع ابناء منطقة كاب الجداد والعقليين، وابناء أمرحي الشيخ الطيب، والسعدانة، وما حولهما، وأبناء الدباسيين، وابناء منطقة ود الترابي بقراها المختلفة إضافة إلى منطقة المعيلق التي تضم الدبيبة والريحانات، ومكركا وغيرهن من القرى.. وكذلك كان الحال في أبوعشر الوسطى، وحنتوب الثانوية التي جمعت فأوعت من أبناء مناطق القطر المختلفة. بل لقد كان في حنتوب طلاب من اليمن وحضرموت..

بدأت الدولة السودانية، وهي تخطو في مسيرة التدهور التي بدأت منذ إعلان الإستقلال، في التملص من مسؤوليات الداخليات رويدا رويدا، حتى أصبحت أثرا بعد عين. لقد أحالت الدولة السودانية الوليدة كثيرا من الخدمات إلى الأهالي. وقد بدأ مسلسل الإنهيار الذي بدأ منذ الإستقلال، يتجسد أكثر في عهد الرئيس نميري، حيث بدأ ما يسمى بالعون الذاتي. بدأ السلم التعليمي المرتجل، وإضافة الفصول إلى المدارس بالعون الشعبي، وبدأ التخلص من الداخليات قليلا قليلا. وحتى التي بقيت فقد ساءت أحوالها حتى أصبحت أشبه ما تكون بمعسكرات الإعتقال النازية من حيث سوء التغذية وضعف الإمكانات.

منذ عهد نميري نشأت في الجزيرة ما يمكن أن أسميه بـ "حكومات القرى". فقد زهد الأهالي في خير يجيء إليهم من جهة السلطة المركزية،. فاتجهوا من ثم، إلى تكوين اللجان الإدارية والتنفيذية المختلفة لتسيير أمور قراهم. وتفننوا في إضافة الرسوم على سلعة السكر وغيرها ليعود إيراد تلك الرسوم المتفق عليها إلى خزينة تلك اللجان التي بدأت تطلع بخدمات المياه، وتوفير قطع الغيار والجازولين لوابورات المياه، ثم خدمات الصحة، والتعليم، من غير عون يذكر يجيئهم من الجهات الحكومية. وحتى المرتبات التي هي أصلا مسؤولية الحكومة أصبحت لا تصل إلى المعلمين لشهور. وقد حكى لي أحد المعلمين الجمهوريين الذي كان يعمل في إحدى قرى كردفان أن الحال بلغ ببعض المعلمين أن فتحوا جزارة في القرية "ليتعيشوا منها". ثم جاءت فترة النزوح الإغترابي الخليجي، والليبي، وأصبح ما يتبرع به المغتربون رافدا جديدا لميزانيات تلك القرى. واستمر هذا الحال إلى يومنا هذا. فالدولة المركزية في السودان أصبحت جزيرة معزولة وربما لا يعني الأهالي وجودها، في كثير أو قليل. وما تفعله الدولة المركزية منذ حقبة نميري لم يكن يتعدى "العرقلة" وتسبيب مزيد من المضايقات للأهالي الذين استغنوا عنها عمليا. فتقليد المدارس الداخلية تقليد بريطاني ورثناه من الإنجليز. غير أننا فرطنا فيه، وقضينا عليه قضاء مبرما، قبل أن حلول زمن القضاء عليه.

حين جئت إلى خورطقت كان بريق الوظيفة الحكومية قد بدأ في الخبو وكان ذلك بمثابة شحوب أصيل الطبقة الوسطى المفضي إلى غروب أكيد. كان معلمو الثانويات من الميسورين، غير أن لعنة الفقر أدركتهم. بدأ مسلسل التضخم، وفقدان العملة لقيمتها، وبدأت في ذلك الوقت فصول أتحاد المعلمين التي ساعدت في حفظ معلمي الثانويات دون السقوط الكلي في براثن غول الفاقة والعوز. في مدرسة تعتز بتقاليدها الأكاديمية مثل خورطقت حيث يبدأ البرنامج الدراسي في الثامنة صباحا ويستمر حتى العاشرة ليلا، تغيرت الأمور فجأة. إذ أصبح المعلمون يركضون بعد نهاية اليوم الدراسي في الثانية ظهرا إلى البص الذي سوف يقلهم إلى فصول إتحاد المعلمين المسائية في الأبيض حيث "العداد" الذي يخفف كثيرا من ضغوط آخر الشهر. يركض المعلمون إلى البص يعد أن يزدردوا بضع لقيمات وهم وقوف على أمشاط أرجلهم.

في ذلك الوقت حيث كانت "الأشياء تتهاوى" Things Fall Apart كما جاء في عنوان رواية الكاتب النيجيري الشهير، شنوا أشيب، أصبح تشدد عبد الحميد محمد مدني وإبراهيم آدم الدين مع المعلمين ومع الطلاب عملا في غير محله. فقد انهارت برمتها فلسفة البرنامج الدراسي الذي قامت عليها مدرسة مثل خورطقت. وأصبحت خورطقت بشكل أو بآخر مثلها مثل مدارس المدن التي ينتهي البرنامج الدراسي بها في فترة ما بعد الظهيرة. وأصبحت من ثم هيبة المدير الذي يدير معلمين كانت مرتباتهم تكفيهم وتزيد، وكانوا يلازمون الطلاب منذ الصحو في الصباح وحتى وقت النوم، مجرد "ألقاب ممكلة في غير موضعها". فقد ذهب مسلسل الإنهيار بالجمل وما حمل، وإلى غير رجعة. وحين لم تتوفر فصول إتحاد المعلمين على الإتيان بكل الحلول الإقتصادية للمعلمين وأسرهم، ومستقبلهم، بدأ مسلسل الخروج الكبير إلى دول النفط. إما انتدابا، وإما تعاقدا. شخصيا. إذ أن الدولة المتهالكة، قد وجدت في المعلمين سلعة تبيعها للدول المقتدرة، علها تدخل إلى نفسها بذلك شيئا من العملة الصعبة بعد أن أصبح ما تعود به حفنة القطن، والصمغ، والكركدي والجلود، من عملة صعبة غير كاف. ولي عودة

استاذي الاعز
تحياتي
*انا الذي استأذنك ..فالبوست لك..وما كان لينجح لولاك..
*ما بذلته هنا رائع ..رائع..علمي ..تفصيلي ..اتفق معك عليه..وقد كان في خطتي ..ان يأخذ البوست هذا المنحي ..بعد احاديث الذكريات التي ..نظن انها ستعطي الصورة بابعادها كلها..لكن لا ضير ان تقدمت علينا ..بهذه الخطوة فهي منسجمة..لا نشاز فيها
*في خطوتي القادمة ..سأقف عندكم قليلا في شعبة الفنون..بعد سماحكم لنا بجلسة علي تلك الكنبة التي تقع يسار الداخل اليكم..وسنستهل بالراحل المقيم ..الاستاذ آدم الصافي ..فالي هناك
*لي مداخلة سابقة..في ردي علي الاخ محمد ابو جودة..امنت فيها علي ..سؤال طرحه هو ..ونرجو منكم الاجابة..

لك المودة

وفي شعبة التربية الفنية ..كان لنا احباب
علي ايامنا في خورطقت عهد الي الاستاذين النور محمد حمد..والاستاذ الراحل آدم الصافي بتدريس مادة الفنون..والاستاذ آدم الصافي..من اهالي القضارف..خصيب المشاعر كالارض التي اتت به..مدرار في انسانيته كما تسح سحائب الشرق ،الذي منه جاء..ربما لانه قد نشأ في بيئة خضراء ..كان سمحا في كل شئ..الدنيا عنده لحظة سعيدة..لا متسع فيها لعبوس وكدر..لذا كان همه كله..متوزع ما بين ان يبتسم وان يضحك ضحكة مزغردة..تدخل الفرح ،وتذهب الحزن ممن حوله ..ورجل بمثل هذا النقاء..تبخل به الاقدار..وتضن به الارادة الألهية علي دنيا توصف بأنها دار البوار..ولينجو من بوراها تلك..اصطفاه من خلقه ..في رحيل باكر عمن احبوه..
آدم الصافي او آدم فوكس..كما كنا نلقبه..ولعله كان يعلم لقبه ذاك..كان اخانا..الذي لا نتحرج من البوح له بأدق اسرارنا واخطرها..ولا يزيد الا ان يزغرد ضاحكا..والله انتو اولاد كلب خلاس!!..كان يلاعبنا الكرة..ويجالسنا بصفاء ومودة..تأتي علي كل الحواجز المتوهم منها والمفتعل..ينصحنا ان اخطأنا..وان ادلهم الامر والم بنا الخطب..او ضيقت علينا الادارة الخناق..نصحنا نصيحة العارف ..وابان لنا الطريق المنجية..وكل السبل التي كان يشير بانها ستنجينا..كانت ناهجة لا بوار يعترضها..كان منحازا لنا بشكل طبيعي..فهو متمرد كما نحن..يفور دمه الشاب ثورة علي كل قيد..ولولا استاذيته التي يحترمها..لخرج معنا الي ميدان ون..ولغني معنا..عروس الروض يا ذات الجناح..وصابحني دايما مبتسم..كان يأنس لنا وبنا..لذا انشأ جمعية السير علي الاقدام..فسجلنا فيها زرافات ووحدانا ..اكبارا واجلالا له..ذهبنا في رحلة الي مدينة بارا ..حيث استضافتنا مدرستها الاميرية..وبما انه ممن يتعاطون عماري الكيف..الذي لم يكن له منه ما يتعاطاه ذاك اليوم وتلك اللحظة..فقد المت به (خرمة)..جعلته يسال..يا خوانا مافي واحد بسف..ولا حياة لمن تنادي..انا عارفكم كلكم بتسفو..خلو الغتاتة دي..كانت (خرمة)يبدو انها كانت مجنونة..ومن هو بتلك الحالة..ان وقعت باسماعه (نقرة )حقة او (كشكشة )كيس..اهتز وقاره وهدم حواجز الكلفة..استاذنا الراحل في حالته تلك..صادف ان اخرج الصديق سيد احمد حسن الخليفة (مجروس)..كيسه خلسة..فكانت لذلك الكيس (كشكشة)بدوي الصواعق..لكل من هو في حالة استاذنا من خرم..فما كان منه الا ان هجم علي سيد ..مختطفا الكيس بعد ان كادت اعين سيد ان تخرجان من محاجرهما..ياخ الله يلعن،،،،،،،نحنا من الصباح خرمانين وانت داسي الزفت دا..
كان يعبر الي مثل هذه المواقف ومنها بغير ابتذال..يضعضع مكانته لدينا..وهذا نوع من الابداع لا يجيده الا هو..
عندما نجحنا ..في اسلمة صديقنا الذي من الجنوب وسعينا الي ختانه..(والذي جئنا علي ذكره في حلقة سابقة من حلقاتنا)..كان آدم الصافي ..يهاجمنا انا وصديقي هاشم..والله انتو اولاد كلب خلاس..دايرين تقطعو الراجل ساكت..انتو عايزين ليكم موضوع وبس..ويحرض حامد (المساعد الطبي)..والله الناس ديل دايرين يجيبو ليك مشاكل..الحكاية دي بتكون محتاجة لعملية عديل كدا..
موسم فرحه ولحظة تجليه ..كانت في ليالي الداخليات..حيث يجلس في الصف الاول..يحرص عل ان يعلق بصوت مسموع..ويضحك ضحكاته تلك المزغردة..في ليلة داخليتنا(ود التوم)..ونحن في الصف الثالث..خفنا عليه من نوبة الضحك التي انتابته ذاك اليوم وخفنا علي انفسنا من تعليقاته ..التي كنا نسمعها ونحن علي خشبة المسرح..فكلنا اصدقاءه واحبابه..ونخشي ان نتفاعل معه ..فنخرج عن ادوارنا التي يجب ان نؤديها..
كان مغنينا الاساسي في تلك الليلة ..الصديق بكري كرار مقفي..الذي كان يقلد الكابلي باجادة..لسوء حظنا ..داهمت الملاريا بكري في ذلك اليوم..ملاريا اوشكت ان تذهب به الي المقابر..وكان من المستحيل ان نلغي فقرته..جئنا به الي المسرح..بعد ان اعلنا عن حالته الصحية..مستندا علي رجال اشداء منا..ويبدو ان (بكري زودها حبتين)..بدلا من ان يغني واقفا اجلسناه..وبالغنا واستزدنا في وضع المساند والحشايا علي الكرسي الذي اجلسناه عليه..كان ذلك مشهدا جعل الاستاذ آدم الصافي يدخل في موجة من الضحك الهستيري..والله بالغت يابكري كرار..والله بالغتو يا ناس ود التوم..هو الزول دا عندو ملاريا ولا بواسير..رغم ذلك امتع بكري الحاضرين بادائه المجود لرائعتي الكابلي زمان الناس..وغزال الروض..بطريقة جعلت صديقنا مجتبي الزاكي ..حين سمع شريطا للكابلي يغني فيه زمان الناس..قال والله الزول دا بقلد بكري كرار
وفي ذات الليلة..كنت انا بطلا لمسرحيتها..كان دوري دور رجل شيخ هرم..استخدمت غبار الطباشير لابانة الشيب في راسي..وذهبت الي حلة العمال..الي عنز كنت اعرفها..قصصت من صوفها الابيض الذي يخالطه آخر بلون الرماد..ووضعت مما قصصت علي موضع اللحية والشارب بعد ان طليته بمحلول الصمغ..فكان ذلك مكياجي الذي وضعته بنفسي..فقد كنت اخشي من تزحزح الشارب واللحية المستعارة من مكانها..فقد كان هذا من المشاهد المألوفة في ليالي الداخليات..هذا ما كان من امري..اما الصديق هاشم الدقير الذي يمثل المشهد الاساسي امامي..لرجل كهل مبيض شعر شاربه..ذلك الشارب الطويل ،المستعار وضعه هاشم بصمغ او بغيره لا ادري..كل ما ادريه ..ان شارب الاخ هاشم قد تزحزح من موضعه في اول ثانية لمشهده امامي..فقد كان هاشم يستخدم كل عضلات وجهه في الكلام مما زحزح الشارب من موضعه..بدأ آدم الصافي في الضحك وتبعه بعض من النظارة..مما اضطرني لاغلاق المايك الذي بيدي ..واشرت لهاشم ان يفعل بالمايك الذي بيده مثل ما فعلت …ففعل..ووقفت في موضع اضطر هاشم لمواجهتي ومدابرة الجمهور..قصدت بذلك تنبيهه الي الشارب الذي تزحزح..ارتبك هاشم واخذ الشارب بكفه واضعا اياه في جيب جلبابه..وعاد في لمح البصر ليواجه الجمهور من غير شارب..وهنا بدأت اوركسترا الضحك..بقيادة آدم الصافي يعلو صوتها..فيزيد ارتباك هاشم لينسي دوره..وبدلا من محاولة تذكره..اهتاج ليقول لي ..ياخي الفوكس دا مالو معانا..قول لي اسكت ياخي..كان علي ان استدرك ذلك الوضع المحرج..ولحسن الحظ كنت احفظ المسرحية كلها ..ولم انتظر الملقن..وقمت بتلقين هاشم الذي عاد له حضوره وادي اداء انقطع نظيره..في لحظة اغلاق المايكات ومحاولاتي تلقين هاشم دوره..كان آدم الصافي ..يقول: هاشم نسي دوره ..لكن سيف الدولة ابن كلب بلقن فيهو.. شوفوه بلقن فيهو..
عموما استطعنا ان نخرج من ذلك المأزق الذي اوقعنا فيه وبشكل اساسي استاذنا وصديقنا آدم الصافي او الفوكس كما يحلو لنا ان نناديه..ونجحنا في تأدية عملنا علي وجه بديع..
استاذنا الراحل ..كان مبدعا في مادته ايضا..وقد كان بريعا متمهرا في صناعة الاختام وتقليدها..مستخدما في ذلك البطاطس..وقد تعلمنا عنه تلك الصنعة..الا رحمك الله استاذي رحمة واسعة..وقد كان آخر عهدي به في مطالع التسعينات حين زرت خورطقت وانا وقتها زميل له في مهنة التدريس..والغريب انه حول الي تدريس اللغة الانجليزية.

وعن استاذ النور..
النور محمد حمد ..كاملة من غير تجزئة..كنا نتغني بها هكذا..هو الاستاذ الشامل..كان هو ورفيقه آدم الصافي فرسا رهان..مضمارهما قلوب طلابهما..كان النور اخا،صديقأ،معلما..يلاعبنا الكرة..يعلمنا الموسيقي..يشاركنا في التصوير..وفي المسرح..لا يضايقنا ولا يؤذينا ..كنا نحس محبته لنا ..فبادلناه حبا بحب..كان الالم يعتصرنا حين نعلم انه قد تعرض الي مضايقة من آدم الدين..او اذا سمعنا بتحرش اساتذة التربية الاسلامية به ..فكنا نسارع بالرد عنه..مشهدا ساخنا من مشاهدنا تلك ..والتي كانت تغض مضاجع المضايقين والمتحرشين سواء بسواء..انتماؤه الي الفكر الجمهوري ..جعل منه شخصا لا يشبه البشر..او هكذا خيل الينا..لولا ابداع النور حمد..وقدراته الفنية والتربوية العالية لما تفوقت داخلية دوليب علي رصيفاتها في معظم الانشطة..فقد كان مقيما بها..وعضوا فاعلا ومؤثرا في انشطتها..لذا تفوقت علينا به..وحق لطلاب خورطقت ان يتغنوا شامتين بعد ان انتقل استاذ النور من خورطقت،وبدأت داخلية دوليب مسلسل الخسران(استاذ النور وين..قالو لي سافر)
يوما كتبت عنه حديثا في هذا المنبر..وقد كان صادقا.. نبع من القلب..لقد كتبته به..لذا سأعيده هنا ليته يفي ..بما اود ان اقوله عن النور محمد حمد ..وما يود ان يقوله عنه كل طلابه بخورطقت..فالنور كانت تلتقي حوله كل القلوب ..يا لعجبي ..ان مجتبي الزاكي الصديق ..خلوتي الشريف..محمد نور حسين..المسلمي ..غلاة الاخوان المسلمين..رغم ما تنطوي عليه رؤوسهم من هوس..يودون الرجل ويجلونه..رغم ما بينه وبينهم من عداء فكري مستحكم..النور محمد حمد ..هو الوحيد من اساتذة خورطقت الذي لم تطاله مشاهدنا تلك العجيبة..وبالنسبة لي فقد كان العوذ الذي يلجم شيطاني(ما عارفو كان بقرا لي شنو)..ادناه نص ما كتبناه سابقا..


كما وعدنا بعودة نتلبث فيها ،تحية للرجل القامة الدكتور الباهر والأستاذ الأغر النور محمد حمد، نفي بما قطعناه علي أنفسنا،فالنور أستاذ جيل حري بنا أن نتمكث عند حضرته ،وله في نفوسنا شأوا يجعلنا نحسر الرؤوس ،ونتمنطق بعمائمنا ونأتيه حبوا ،ونجثوا في حضرته ،فهذا أدب الشيخ التوم ،نستعيره ،تأدبا أمام شيخنا النور ،فالنور حمد من الأشخاص الذين لا يستطيع المرء أن يرتبط بهم ،إلا ارتباطا صوفيا فيه كل الوجد والانجذاب ،ولا تملك إلا أن تكون حواريا متأدبا….فهو كما ورد
هو الشمس يجلو كل غم وظلمة …………………………هو الوبل الوسمي حين يجود
أنا اسعد الناس باستذكار أيام قضيتها متتلمذا عليه، وأنا اكثر الناس شرفا ومباهاة بذلك،لم يكن النور حمد أستاذا فحسب بل كان أخا وصديقا ،حيي دون أن يقعده حياؤه من جسارة الموقف وإبداء الرأي،رخي باله من غير أن يقدح ذلك في توقد عقله،خصيب جنابه بلا تقاصر في شموخه،وفوق ما وصفناه به فهو صاحب فكر وعي ورأي نضيج ،ومن اكبر نعم الله عليه أن جعل قلوب عباده تهفو إليه،يكسب البعيد ويدني الأبعد.
لذا كنا نفئ إليه ،ليظلنا بوريف معارفه ويرفدنا بكريم خصاله ،معينا لنا علي فهم ما استشكل علينا ، يفك كل متعارض متشابك ،في براعة تضاهي الحواة،كنا نعيش مرحلة القلق محاولين إيجاد مكان لنا في هذا الكون ،لذا كنا نغرق أنفسنا علي تلك الأيام ،في أمهات الكتب ،نتدارس راس المال والديلكتيك في معية المرحوم احمد عمران ،محمد حامد( أب خرز)،حبيب حارن حميدان سارح،والشريف،ونعكف بمعية القرطبي ،الركابي وسيف الدين محمد بابكر علي تدارس ألف باء البعث ومؤلفات شبلي العيسمي ،ساطع الحصري ومقولات ميشيل عفلق ،وكنا نعتلف كتيبات حسن البنا ،وسيد قطب بمعية سالم وعمي الحاج محمد حمدت الله ،بل أننا قاربنا الشعر مع الاخوة بشير محمد إسماعيل (بشير المان ) والمرحوم احمد عمران ،فيملؤنا زهو عظيم بما حصلناه من معرفة وما حفظناه من جارقونز ،فنأتي إليه ،فيصحح أغلاطنا ،ويهزم ما نعتد به في جملة ساخرة،تعيد سامعها إلى الصواب والرشد،ناقشناه في الرسالة الثانية ،تعلموا كيف تصلون، عارضناه بما كنا نحمل من موروث سلفي ،فأزال غشاوة أبصارنا،وخزعبلات عقولنا بل وزاد أن طهر سخائم نفوسنا،فقد كان بحق مؤثرا في بناء شخصياتنا وتكويننا الفكري وتخلقنا الثقافي،لم تقف عطاياه في جانب الفكر وإنما امتدت ،تحبيبا لنا في الفنون والمسرح،فلا انسي ليلة من ليالي داخليات خورطقت،وكنت بطلا للمسرحية التي تعرضها داخليتنا(ود التوم)،حيث تفوقت علي نفسي في أداء ذلك الدور لدرجة أن كثيرا من النظارة لم يعرف من هو هذا الممثل الذي أتت به ود التوم،لذا كانوا في انتظاري خلف الكواليس ،المتشككون يريدون التأكد، والذين جهلوني أرادوا أن يتعرفوا علي،وكان هناك الأستاذ النور الذي يبدو انه قد استجاد ما قدمته، فجاء يهنئني ويؤكد علي موهبتي شافعا ذلك بنصيحة ،تمنيت لو أنني عملت بها ،فقد نصحني أستاذي بالالتحاق بمعهد الموسيقي والمسرح!!
أستاذ النور جدير أن احتفي به ،فقد ترك بصمة في تفكيري وفي كتاباتي ،وفي خياراتي الفكرية والسياسية فيما بعد.ومهما حاولت أن أكون دقيقا في الحديث عن افضاله التي لا تعد فأنني لا شك خائب فيما اسعي إليه.لقد كان النور حمد ركنا ركينا من أركان خورطقت،النور حمد كان لاعبا مجيدا في فرقة أساتذة خورطقت لكرة القدم ،وعازفا متمهرا في فرقتها الموسيقية،ورسامها الأشهر بل الأوحد.إذا جلس النور حمد خلف الأكورديون ،فهو لا شك يدوزن عصب الزمن الاشتر ،وتنثال النمنمات وينداح التطريب دائرة تشمل حتى الذين امعرت قلوبهم واجدب وجدانهم ،الكل يهتز والكل طروب ،هكذا كان النور حمد ضريبا لعبيد ابن سريج ومعبد.عجبا أيها القارئ،أن حدثناك عن الرسام النور حمد،يرسم لوحة بحجم خلفية مسرح في يوم،ولا يكون ذلك أداء لواجب ،وإنما تجويد وتمهر يذهلان الرائي ،،يرسم النور حمد بيوت الطين،فتشمه بأنفك بلا مراء وتخالط عبق الطين ذاك (ريحة الزبالة)أيضا،أما النخل ،فيغريك بالتقاط الحجارة لتنال حظا من ثماره،بل الوحي الهاتف يا مريم أن هزي إليك بجزع النخلة،أما اللوحات التي يرسم فيها أشخاصا،فشفاههم تتلمظ واعينهم تبرق لو حادثتهم لما بخلوا عليك بالرد،عند النور حمد اللوحة ليست للرؤية فقط ،فهي كتاب وحياة يدخل الرائي بعنف في تفاصيلهما،تعلمنا عنه أن اللوحة تقرأ ،وتعلمنا أن للألوان وظيفة غير التي تعارفنا عليها ،اللون عند النور حمد بعد آخر،يقرئك أشياء ليست في تفاصيل اللوحة ،اللون عنده هو نبض الحياة ،بل هو نفخ الروح.عجبي لرجل يجعل فرشاة تنطق بكل تفاصيل الحياة ،جمالها ،فقرها وحبها.
سادتي ….انه…..
أستاذي ….انك…..
نسيج وحدك
الحديث إليك وعنك لا يمل ولا يحد،فلولا خشية الإملال ففي النفس كثير يتوق إلى أن يقال ،ولكن يحسن أن ينتهي حديثي إلى هذا الحد إلى أن أعود إليك في حديث الذكريات ،ولا شك انه حديث محبب إلى نفسك،سأعود إليك وبك ،في محطات ،الدونكي،حلة العمال ،ميدان تكتوك ،آدم الصافي،العم مدني،عبد الحميد وآدم الدين…..فالي لقاء

قلت فاجدت فاوفيت في حق استاذنا النور حمد ،
ولي عودة للحديث عن مآثر استاذنا ،
اما تؤامه آدم الصافي فقد علمت انه قدر رحل من هذه الفانية
فله الرحمة ،

ود عجب الفيا

حبابك عشرة

نورت يا سيدي..انا مدين لكل من علمني حرفا..احس بالتقصير ولا شك ان غيري من طلاب خورطقت يفعلون..استاذ النور لم يوف حقه..ليت المرحوم احمد عمران كان بيننا..ليقول ما يحمل فؤاده تجاه هذا الرهيف الذي أتانا من ود الترابي..ليت بشير محمد اسماعيل يفعل..وليت خليل علي معروف،فكوان،مايوير،ايهاب عز الدين،تبار،الرشيد،خالد حاج الطاهر وغيرهم يجدون سبيلا الي هذا البورد...
له الاجلال ولك الشكر

عزيزي دكتور : النور حمد

ياللسعادة والبهاء ، وياللذّاكرة المصقولة ، ويالقوّة تحليلك المنطقي لما جرى علي بساط التعليم في السودان من وهنٍ وانهيار ! جرّاء السياسة الضّحلة والقرارات الوحلَى ! وإنّه والله لَـتحليلٌ موضوعي جديرٌ ان تأخذ به الهيئات الإعتبارية المهتمّة ووزارة التربية والتعليم السودانية ، ان كانت تنتوي إزاحة هذا الرّكام الذي تعيش فيه الآن ! .. لقد سعدتُّ حقيقةً بمداخلتك الاخيرة هذه ، وزهوتُ أنّ ثيابي من ثيابكم تنسُـل ، فهولاء الذين ذكرتْ في قولك :
ولا يأتي بخاطري ذكر الجملون سعدانة، من غير أن تمر بذهني صور كل من، عبد القادر بخيت، وأحمد محمداني، وإبراهيم محمد يوسف التوم، وجعفر فضل جيب الله. فقد جمعت بيننا الداخليات في فترات التعليم المختلفة، إبتداء بالمعيلق الإبتدائية، وانتهاء بالجامعات.

هم قَرابتي و جيرتي وعشيرتي وفيهم صِهري ، المهندس إبراهيم محمد يوسف التوم . وإن أنس لا أنسى ، كُرّاسةِ مهترئة ، كان يحملها أخونا الكبير : أحمد محمّدانى فنجالي ، مكتوب عليها مسرحية "ســعاد " للشاعر : الهادي آدم ، حيث طلب منّا تمثيلها علي المسرح المدرسي في إحدى احتفالاتنا المدرسية ، وقد كان .. ولعلّ هذه من بارقات حنتوب الجميلة ، فهل لي أن أعُدَّ كم "وكيف!" كُرّاسة كهذه تمّ نثر عبقها على مناطق السودان المختلفة بعدد الطلآب الحنتوبيين حينها ؟ .. وبما أنّ الحديث ذو شجون ، فَـلْــتسـمح لي ان ارفق ذيل هذه المداخلة ، مداخلةً لي ، ترحيبية بإعلان مقدمك الكريم لمنتدى " سودانيـّــات " ، والتى قد كانت في سبتمبر 2004 ، قبل نشرك : المقالات العشر : الامويّون وفجر البراغماتية الاسلامية .

من ناحية أخرى ، فإنّنى علي اتّفاقٍ تام مع الأخ العزيز / ســيف الدولة ، في قوله مُقرِّظاً لتحليلك الرّائع هذا عن مآسي وانهيار بساط التعليم في السودان :
ما بذلته هنا رائع ..رائع..علمي ..تفصيلي ..اتفق معك عليه..وقد كان في خطتي ..ان يأخذ البوست هذا المنحي ..بعد احاديث الذكريات التي ..نظن انها ستعطي الصورة بابعادها كلها..لكن لا ضير ان تقدمت علينا ..بهذه الخطوة فهي منسجمة..لا نشاز فيها.

مع وافر المودة والاحترام ،،

الاخ العزيز / سيف الدولة
التهنئة متّصلة لشخصك الكريم في اجتراح هذا البوست الجميل المخضوضب بأريج عبِقٍ ، ينثال من بساتين الذكرى الجميلة ، تلك التى تورق فهماً وعلماً بما تخطـّه أقلامكم الفَذَّة ، لتسهم في إعادة بناء ما تَـهاوى من الأشياء ! .. التحية لك وانت ترتدي حُلّة الوفاء لمُعلميك الأفذاذ د. النور محمد حمد والاستاذ الرّاحل : آدم الصافي ، وغيرهم من الأساتيذ النّجباء ، وتُسقينا من هذا السـحر الحلال ؛ فلا يعرف الوفاء لأهلِ الوفاء إلآ أهلُ الوفاء . فانعم به من صنيعٍ .. ويطيب لي في هذه العُجالة ، أن أُعبِّر عن عميق إيماني بأنّ مِظنّــة الحلول العملية لما تردّت فيه أحوال التعليم في السودان ، لابد ان تـقوم بالأساس على اجتهادات ومجاهدات ذوي الوجعة ، من أهل مهنة التدريس والتربية ، فأهل مكّة أدرى بشعابها .. ولنأمل خيراً في ان يبذر هذا البوست التوثيقي ، بذرةً صالحة تنمو بسُقيا الفهم وعراقة التجربة وكرائم الطموحات ؛ لتجوس خلال هذا الركام المسمّي زوراً : التعليم العام والعالي في السودان !! ..
عزيزي ، سـيف الدولة ، لا يفوتني ان أنوِّه بتجديدك التساؤل للدكتور النور ، في شأن : أيُّ المناهج الجمالية ، تلك التى خلقت في خرِّيجي الفنون التطبيقية ، هذا الفهم وذاك التأتِّي الخلآق في سلوكهم العلاقاتي بتلامذتهم ؟؟ ..

ولي عودة ،،

مع وافر المودة والاحترام ،،/

وهاهنا اقتباس من مداخلة ترحيبية بالدكتور : النور حمـد .

Quote: ألف مرحب بالأخ " الجمهوري " ، المثقف ، التشكيلي ، الكاتب ، الناقد ، الأديب والفنـّان دكتور: النور حمد الترابي .. مرحبا به في المنبر الحر لــ "الســودانيات " ،، حيث يمثـّل د. النور حمد ، وأمثاله من المثقفين ، إضافة معرفية كبيرة للقرّاء من أمثالنا ،الذين يتـلـمـّسون طريقهم هونا بين "مفترق" السبل " السودانوفكروفقهية " المتداخلة التي تتمايز طرائقها بأقصي ما يتيح التمايز من اختلاف ومخالفة ، ويتطابق غالبها في حرّ الزعم بامتلاكه ناصية الحقيقة ضربة لازب ، كأهل هذا الهوس الديني المتمكـّن بين ظهرانيـنا ! والذي يستهدف - بزعمه - إنقاذ الناس وتطويرهم بمشروعه الحضاري الذي أصبح أثرا بعد عين !! حتي ولو تمّ هذا التطوير بقتل الناس جميعا أمـّهاتا وآباءا والذّراري !! تطوير الفرد السوداني معاشا ومعادا " ، ولعـلـّه الفرد الإنساني ! مهمة ضليعة وحلم عظيم "لديّ حلم"! ، سعي لتحقيقه واقعا يعيشه الناس ، كثيرون من قادة ودعاة الإصلاح الديني والدنيوي علي مرّ التاريخ في مختلف الأمم ، فأدّوا أدائهم وسـجـّلوا بصماتهم علي لوح التاريخ الحافل .. ونحن في السودان ، أضاءت بعض الشخصيات السودانية ، تاريخ بلادنا بما بذلت وما ضحـّت وما ألهمت من متلـقـّين .. يقف علي قمة هؤلاء ،، الأستاذ الشهيد / محمود محمد طه ،، الذي اغتالته يد الغدر والهوس الديني والإستبداد السلطاني في ضحي الجمعة الثامن عشر من يناير عام خمسة وثمانين وتسعمائة وألف ، أخريات عصر المخلوع نميري وحلفائه " إخوان الشيطان " .. يقول مثلنا الاثير : (كلّ زول عاجبو الصـّارّو) ، فقد سري بيننا ، ومايزال ما يمكن أن نسمـّيه " حوار الطرشان " ..!! ذلك أنّ مفهوم الاختلاف المستفاد من وقائع ويلات التناحر والتناصر الكاذب والعصبية المذهبية ، ما يزال يسومنا خسفا في سياسة اليوم !! ولا منجاة من هذا التخالف و" لاأدب الإختلاف " المؤدّي لتسفيه رأي الآخر والإفتئات عليه و العمل علي إقصائه بل والذي وصل لحد سفك دماء المفكرين كاغتيال الأستاذ الشهيد ، إلآ باحتكام لآليـّات الدولة المدنية والحكم المؤسـّسي وسيادة القانون الذي يتساوي أمامه الكافة ، من أفراد طبيعيين وأفكار لها مناصروها بالرأي والكلمة الطيّبة وليس بجيش السودان القومي ، ولا ميليشيات القبائل والنعرات العنصرية البغيضة ، بل ولا بالإستقواء بالدول الأجنبية .. لست من نقـّاد " الفكرة الجمهورية " ؛ بل لسـت من الذين فهموها حقّ الفهم حسبما أعتقد، والتقصير، لاشك ، منّي وليس من الفكرة ؛ ولكنّ عزائي في أنّني مستمرّ في التعرّف علي الفكرة الجمهورية واخواتها من الأفكار الانسانية الأخري ، والتي تـنبري ظروف معينة ،في كثير من الاحيان، في جعلها من كرام أولويـّاتنا التي تستدعي الإحتشاد والإشتداد بأمل الســّداد ؛ وماهي إلآ سويعات حتي يدهمنا همّ اللحظة في مجال وتباريح أخري ! فالشؤون كثيرة ، والمرء يأمل والحياة شهيـّة ! كما يقولون ؛ بيد أنّي ها هنا ، وحفاوة بهذا اللقاء الترحيبي بالأخ النور حمد ، أتيح لنفسي أن أتقحـّم بما يعنّ لي ، كان فطيرا يتواري ! أم مسبوكا لا يجــاري ! ، فلا أبالي : (مع الانبلاج القوي لجماعة ال " إخوان الجمهوريين " أواخر أربعينيات وأوائل خمسينيات ، ولعلّه طيلة ستـّـينيات القرن العشرين ، كجماعة سياسية تهدف لتطبيق رؤاها الدينية في مجالات التشريع والاقتصاد والإجتماع وغيرها من وجوه المعاش ، بناءا علي فهمها الذي يقوم أصلا علي " عدم صلاحية" شريعة القرن السابع الميلادي في التطبيق علي مسلمي القرن العشرين ،، وتقديم الجمهوريين " بديلهم " المفترض بالإستناد علي آيات الأصول ، بأكثر من آيات الفروع ، أوما عرف بال" قرآن المكّي والمدني " علي التوالي ، كإطارفكري ، وملاذ روحي ، ومرشد نظري ، تتأسّس عليه أمور الحكم بالنسبة لمسلمي وغير مسلمي القرن العشرين الزّاخر بعلومه وتراثه وتطوّره الديني والنفسي .. علي الرغم من كل ذلك الزّخم السياســودينى !! فقد تحوّلت الفكرة الجمهورية الآن عند " الإخوان الجمهوريين " ، و تحديدا بعد إغتيال الشهيد ، إلي مذهب للخلاص النفسي " الفرداني " الذي لايقيم كبير همّ للمجتمع السوداني - المسلم وغير المسلم بصراعاته التي تتطلـّب الإسهام الفكري والتنظيمي لأجل أن ترتقي حيـــوات النّاس .. فهل هذا صحيح ؟؟ وإن كان صحيحا فلمـــاذا ؟؟؟) أعود فابذل ترحيبي بك أيها الأخ الهميم ،، د. النور ،، حواريّ الاستاذ محمود محمد طه ، والتلميذ النّجيب ، والصديق للدكتور عبدالله أحمد بشير " بولا " .. فأهلا بك بيننا ؛ فانزل كريما فالبيت بيتك .. وإن تقمّصنا لك شخصية عيـّاد في مسرحية " سعاد " للشاعر : الهادي آدم ،: أهلا ب عبـّاس أخي ، أهلا فديتك ** إنزل كريما بيننا فالبيت بيتك فنرجو ألآ نكلّفك تقمـّص شخصية " عبـّاس " في نفس المسرحية : عيـّاد قد أوليتني الشرف العظيم وزدت قدري ،، ومنحتني هذا المقام لديك استحققت شكري .. ويقيني لأنت بالشكر أجدر، وبالثناء أحقّ ، لما طالعته لك في دراساتك لبعض ملامح الأدب السوداني عند العباسي والنّاصر قريب الله والمجذوب وأيام جماعات الهدهد والقندول وغيرها ، وكذلك في التفاتاتك الجريرية لما جري " في وبعد " صفـّين بين الإمام علي ابن أبي طالب ومعاوية الذي كان أشبه بالدنيا ، حينها ،، وأشبهنا بدنيانا الطـّغام .. وفي هذا شيئ من حتّي !! ومرحب بيك مرة أخري ،،/ محمد أحمد

الحبيب مجمد ابو جودة

تحياتي وكل مودتي

حقا انا ممتن لك ..لاضافاتك النيرة..آراك تعرف قدرا لاستاذنا النور حمد..رغم انك لم تعايشه..أراك تكن له المحبة والحال انك لم تقترب منه..أراك تشهد بألتماعاته الفكرية..والحال انك لم تثاقفه وتحاوره..
هذا حالك اخي محمد..فما بالك بمن تتلمذ عليه..عايشه،صادقه،حاوره..الا يكون مقصرا مهما ..يفعل ويكتب من اماديح..ليتك تلتقي الرجل..دعك عن احترام تحسه منه تجاهك..دعك عن تقدير يسبغه علي شخصك..فهو فوق هذا انسان يتعامل معك ..بما لا استطيع ان اسميه الا (محنة الحبوبات واهلنا الطيبين)..
الرجل ..فيه اسرار..وهو ممن لا يعرفوا..هو كسيف اويس..تعرفه ولا تعرفه..ولكن ما تعرفه عنه يكفي لايهامك بانك تعرفه..

لك الامتنان علي مداخلتك النيرة ..التي اتاحت لي قدرا من التدفق الحميم..ولاستاذي وافي التبجيل..والعتبي علي تقصير ما لنا فيه يد..ففي سيرتك مقامات استاذي..فأعذر عجزنا ان لم نتجاوز هذا المقام الذي نحن عليه..فلو تقدمنا خطوة لاحترقنا..من جلال انوارك..قدرنا ان يكون مقامنا هنا فماذا نحن فاعلون..

لكم وللقراء صادق محبتي

شعبة الرياضيات
تناوب تدريس مادة الرياضيات في عهدنا بخورطقت..الاستاذ حمد بكر الذي كان رئيسا للشعبة،الاستاذ عبد القادر الذي خلف الاستاذ حمد بكر علي رئاسة الشعبة بعد ان نقل الاول بعد اول عام لنا بالمدرسة،الاستاذ محمد التيجاني الشايب،الاستاذ هاشم حسين،وصديقه ودفعته عمر عبد الله،وكان الاستاذ المصري نبيل وآخر نسيت اسمه..
الاستاذ حمد بكر كان من اشهر مدرسي مادة الرياضيات..طويل القامة قوي البنيان والشخصية..لا يوحي اليك مظهره الا بأنه رجل متتام الرجولة..كان مرعبا..مخيفا ،قوته وعنفه ..يستخدمهما ..بعد ان تعجز وسائله البريعة في افهام من تتعذر عقولهم عن الفهم..يقف بجوار هذا الذي لا يفهم..يقوده بالاسئلة رويدا رويدا..وعندما يقف حمار شيخه في العقبة..يجيب الاستاذ حمد بكر..نون بونية..وتصيب الراس المتعذر عن الفهم بونية تحاكي ما يكيله كلاي بيسراه..ولا سبيل لكل غبي او متغابي الا ان يفهم ما يدرسه حمد بكر..نون تربيع ،تكعيب ونون بونية..صراحة كنت اهابه..لانه يوما قد خاطفني ببونية علي راسي..وكنت حينها في الصف الاول..(ومن يومها دخلتني الخوفة)..لان الامر لا ينتهي الي الصول..او الي جلدات بالسوط..وانما الي رفس ولكم لا سبيل الي احتمالها..ولربما جرتني الي سلوك يخرجني من دائرة التتلمذ وما تبتغيه من تأدب وهذا ما كنت احرص عليه واعض عليه بالنواجذ..كنا نعلم ان حمد بكر..رجل ديمقراطي وثائر علي حكم العسكر..الا انه فاجأنا يوم ان قررنا الاعتصام بالداخليات..فقد كان مخاشنا عنيفا..هو الاستاذ الوحيد.. الذي ذهب الي الداخلية التي يشرف عليها..(داخلية دينار)..وكان طلابها نياما في اغطيتهم وعلي اسرتهم..دخل مدخلا يحاكي الهزبر ..وانقض علي كل نائم..بونية لا مكان عينه لها ،ربما كانت تحت الحزام..رفسة ثم ركلة..ومما نسميه نحن في كردفان ام دلدوم..قوم نايم تنوم في المقابر..لب،كع،توف..فخرج مناضلو دينار ،حمرا مستنفرة فرت من قسورة..رغم ان الاعتصام كان ذا ابعاد سياسية ..جعلت كثيرا من الثائرين من الاساتذة يقفون موقف الحياد..او التأييد غير المعلن..علي غير ود بكر الذي فوجئنا بموقفه..الذي كان منحازا لموقف الادارة..جمعتني الايام به اداريا في مكتب تعليم الابيض..ووقتها كنت زميلا له في التدريس..ومن سخريات القدر (لا ادري)..ان حكومة الانقاذ الولائية ابان عهد ..العميد طيار فيصل مدني مختار..اثر مظاهرات طلابية عمت الاقليم.. حيث كان اقليم كردفان وحده الذي يثور تلك الايام..قررت طرد خمسة عشر مدرسا ومدرسة من الاقليم..كنت انا واستاذي ود بكر من ضمنها…
اعقب الاستاذ ود بكر علي رئاسة الشعبة الاستاذ عبد القادر ..وهو استاذ مجود لمادته،ودود لطيف،يضاحك الجميع..جمعتني به الايام ..اداريا بمكتب التعليم بالابيض في مطالع التسعينات وانا مدرس بمدرسة بارا الثانوية.
الاستاذ محمد التيجاني الشايب..الحق يقال انه استاذ مجود لمادته..الا انه كان اخا مسلما عقورا..كان يظن انني شيوعي لم يكن يحتملني ..حرمني من حضور حصته..مما اثر في علاقتي بمادة الرياضيات التي كنت احبها..وفي مستواي الذي كان مائزا فيها..قطعا هذا مسلك لا يمت الي التربية،الانسانية باي نسب..لم اقصر معه فيما كان يستحقه (او كما كنت اظن)من مشاهد..مرة جعلت حمد بكر يضحك ،ثم يغضب فينادي علي الصول يحيي ليضربني..لم التقيه بعد خورطقت..ولكني علمت انه اصبح رقما كبيرا في حكومة اقليم كردفان الانقاذية..رغم ان الرجل قد ظلمني ..لا احس تجاهه ضغينة او حقدا..ولكنني لا استطيع ان احبه حتي تحب الارض الدم المسفوح..او ان اذكره الا مجترا هذه المرارة..
الاستاذ عمر عبد الله..والذي كنا نطلق عليه لقبا نضن به علي القراء..هو من الاساتذة الشباب الذين جاءوا معنا الي خورطقت..كان حديث التخرج هو وزميليه ،صديقيه هاشم حسين والشيخ البشري..رغم غلظته كان محبوبا من الطلاب..ونجحنا في اختراق متاريس الغلظة التي كان يضعها بيننا وبينه..اصبح صديقا لنا..وزاد من ذلك انه كان متمردا ..وله مواقف من الادارة..اذكر انه عندما قدم جديدا الي المدرسة..جاءنا في مذاكرة الزاميه..اردنا ان نلاعبه ونهز وقارة مثلما نفعل مع كل مدرس جديد..صحنا فيه من داخل الصف ..جونيووور..جاءنا داخلا في الصف من غير ان يسألنا،او يلقي علينا تحية..كان ضخما عريض المناكب..واسع الصدر..وهو يقف بباب الصف ..اردنا ان نريه مشهدا من مشاهدنا ..سألناه اسم الكريم منو..اجابنا (بشفتنة الجمتنا..وغلظة ارهبتنا)..الله..تتبعها همهمة..كان يستخدمها كثيرا..ما عرفناها الا بعد ان شرحها لنا شقيقه محمد عبد الله الذي كان بدفعتنا وكذلك اقاربه..بشير الرشيد الرضي(ورور) وعمر محمد آدم..كان استاذا جيدا في الرياضيات ..ولكنه يضيق بالذين لا يفهمون..ولا يحب ان يقول له احدا (ما فاهم)..يقول مافاهم شنو..(وتحت تحت)..ينعن،،،،،،،،،،.وهذه كانت الهمهمة التي اشرنا اليها فيما سبق..في مناسبة زواج الشيخ البشري ..صديقنا الذي حرص علي حضورنا لمناسبة زواجه..وكان الشيخ اريحيا معنا اكثر من عمر عبد الله الذي اراد ان تكون بينه وبين الطلاب بعضا من مساحة..رغم حبه لهم والذي كان لا يستطيع ان يخفيه..اوفد الحاضرون ..بشير الرشيد الرضي،عمر محمد آدم،محمد عبد الله..اقرباء لاستاذ الشيخ والاستاذ عمر..ليستأذنوا استاذ الشيخ ..انهم يريدون ان يفرحوا له وان يبتهجوا ولن يكون ذلك الا بتبخير الادمغة صهباء يسري دبيبها الي مراكز نشواهم..لم يمانع الاستاذ الشيخ ولم يرفض الاستاذ هاشم..الا انهما اشارا الي ان عمر عبد الله قد لا يرضيه الذي ينتويه الطلاب..بعد مفاوضات ليست يسيرة..اعطي ضوءا اخضرا به وعيد وتهديد..يلا بس ما عايزين حركات طلبة(وكأنه يقصد رفع الكلفة)..وكان رد الطلاب (ونحنا ما عايزين حركات مدرسين)..(وكأنهم يقصدون المضايقة)..واخيرا ابتهج الطلاب وفرحوا لاستاذهم وصديقهم الشيخ البشري..بعد خورطقت لم التق استاذي عمر عبد الله..الا في عام 1990 وهو عائد من السعودية التي يعمل بها..وقد قابلته بام درمان يستعد للسفر الي الابيض..وقد بدا علي سيماه تدينا سعوديا..
هاشم حسين..كان مجودا لفرع (حساب المثلثات)..كان ودودا لطيفا مع الطلاب..وصديقا لهم..كان من مجموعة الشباب المتمردين من الاساتذة ..لذا كان قريبا منا..لم التقيه بعد تخرجي من طقت..
الاستاذ نبيل المصري..كنا نسميه الطرمبيل..كان كباقي الاساتذة المصريين يحتفظ بمساحات شاسعة بينه والطلاب..كنا نتحفه بكثير من المشاهد،التي تخرجه من وقاره..مرة انفعل قائلا ..بلاش،،،،،،..ثارت ثائرتنا..فالكلمة التي اوردها تعد من فاحش القول وبذيئه..الا انه وبقدرة قادر اقنع الادارة انها عندهم في مصر لا تعني الذي تعنيه بالسودان..ربما ارادت الادارة احتواء الازمة..اهم ما يميز الاستاذ نبيل والاساتذة المصريين..انهم كانوا يشيرون بطريق او بأخري الي ..المسائل والموضوعات التي سوف تأتي في الامتحان..يقولون هذه مسألة مهمه..خلي بالك من ديت..كنا قبل الامتحان..ولظن منا ان الاساتذة يتشاركون في وضع الاسئلة..كنا نجتمع نحن طلاب الصفوف التي يدرسها الاساتذة المصريين..ونحصر ماهو مهم ..مهم قدا..وديت ايضا..والغريبة ان الامتحان يحتويها جميعا..ما عدا الاسئلة التي فيما يبدو ..تكون قد وضعت بواسطة الاساتذة السودانيين..

الأعزاء سيف الدولة وأبو جودة وعجب الفيا

لكم جزيل الشكر على ما اسبغتموه علي من ثناء. وأنا ممن يربكهم الثناء فلا يدرون ماذا يصنعون!
وأصدقكم القول، أن ثناءكم أصابني بحالة من الشلل استغرقتني بعض الوقت. وأحاول بهذه الكلمات التغلب عليها.أشكركم مرة أخرى من أعمق أعماق قلبي.

سيف: كل ما أقرأ ذكرياتك ينتابني إحساس بأنني لم أكن معكم هناك. فكثير من التفاصيل لا علم لي بها البتة!! خاصة حملة حمد بكر العضلية على داخلية دينار. حمد بكر من ألطف المعلمين الذين عملت معهم ومن أكثرهم انضباطا. كان صاحب وجه واحد. وقد جعله ذلك قريبا مني ومن الأستاذ الريح أبوإدريس. لم يكن يجامل برأية أحدا ابدا. كما كان لطيفا وحلو المعشر وودودا. وقد فوجئت بعنفه البدني بالطلاب. ولا أشك، وقد ظهر هذا من حديثك عنه أيضا،أن الطلاب كانوا يثقون فيه ويحترمونه، وربما كان ذلك هو السبب في أن الطلاب كانوا يستقبلون العنف البدني من ناحيته كما يستقبل الإبن العنف البدني من الأب، أو الأم.

استاذي الباهر
لك المودة
*اعلم تماما ان مثلكم تربكه الاماديح..ولربما سببت له ضيقا..ولكن لا ذنب لنا فهذا ما رأيناه وذاك ما خبرناه..ان كتمنا شهادة واجبة في حقك ظلمناك،وان افصحنا عنها احرجناك وضايقناك..ماذا نفعل؟فانت كنت كذلك ..واظنك لا تزال علي ما عهدناك عليه..عذيرنا انك فهم لما نحن فيه..يقيننا انك تغفر لنا ما سببناه لك من ضيق..وانك لن ترضي لقلوبنا ان تؤثم بكتمان شهادة مستحقة..
*جزء كبير من ذكرياتنا..لا تستطيع ان تراه ..فهو يقع في زوايا معتمة..او قل خارج حدود رؤياك..فلا سبيل لك برؤية ميدان ون ..او ما يدور من احداث..كنت بطبعك وفكرك تنأي عنها بعيدا بعيدا..
*ود بكر..رجل لطيف وشيخ عرب..وهو لم يؤذ طالبا ولم يكن متعسفا معنا..لكنه في حصته شخص آخر ..يحرص علي ان تكون نسبة الفهم في الصف 100%..لذا من يغبو او يتغابي يفرض عليه الا يفعل وان يفهم مثل من فهموا..اما موقفه في الاعتصام..فقد كان مفاجئة لنا بل صدمنا فيه..فقد كنا نعرف انه ضد النظام وانه مع الطلاب في المناداة بحقوقهم..وواضح ان ذاك الاعتصام الذي ..كان في عهد عبد الحميد محمد مدني..والذي كان سببه المعلن النقص في المدرسين وخاصة مدرسي اللغة الفرنسية!!!..كان ذلك بداية لعمل اوله اعتصام مسبب..ثم تظاهرات تصل الابيض..فلما لم نأتي الي الفصول..كلف المدير اباء الداخليات ..باستدعاء الطلاب ..لاجتماع شهير اشرت اليه في حديثي عن الراحل عبد الحميد..يوم ان قال (الفصول فاتحة لحدي الحصة الخامسة اللعايز يمشي الفصل يمشي واللي ما عايز يمشي لابو الداخلية يستلم تصريحو)..وكرر العبارة ..ثم ذهب لا يلوي علي شئ..
في ذاك اليوم كان ود بكر عنيفا..ربما لردة فعل ..لا ادري..
اجمل القول ..انه لم يكن يتقصد العنف ولا يضايق الطلاب..لكن ان وقع مخطئ في يده ..كان لا يتردد في استخدام امكاناته الجسمانية ..وهي لا شك هائلة..ورغم انه لم يمكث غير سنة بعد مقدمنا الي المدرسة..الا انه قد ترك فينا ذلك الانطباع..وكثيرا ما كنا نتندر بقولته الشهيرة ..نون بونية..وبالطبع ..قابلته وانا زميل له ..انا مدرس وهو بمكتب التعليم..وبالضرورة اختلفت زوايا الرؤيا عند كلينا..فقد كنا ننظر الي بعض من زاوية الزمالة..رغم ان الاستاذية والتتلمذ ..لم يغيبا تماما وما كان ينبغي ان يغيبا..

لك مودتي

شعبة اللغة الانجليزية
محمد التجاني..عند قدومنا الي خورطقت ..كان رئيسا للشعبة..مجود لمادته..بصورة كبيرة ومذهلة..اشتهر باستخدام غرائب الكلم..كان انيقا ..وبعيدا عن دنيا الطلاب..بينه وبينهم مساحات شاسعة..لقب (بحلاوة رغيف)..وهذا لقب ..وجدناه سائرا قبل مقدمنا ..ولا ندري له سببا..
ابراهيم محمدين..خلف حلاوة رغيف علي رئاسة الشعبة..كنا نطلق عليه لقبا نضن به علي القراء..من المجودين للغة الانجليزية..اشتهر باطلاعه..وحفظه للنصوص..كان بعيدا عن الطلاب ..وكانوا يهابونه لا ادري لماذا؟..في عهدنا كان الطلاب يهتمون باللغة الانجليزية..ويطلعون كثيرا..كما ان المنهج كان غنيا بكتب الادب واللغة..لذا كان الطلاب يقتبسون جملا وعبارات مما قرأوه..ويستخدمون اقتباسهم ذاك في مواضيع الانشاء الانجليزي..كان الاستاذ يضع دائرة علي مثل هذه الاقتباسات..ويقول عبارة اشتهرت (اتس نوط يورز..يعني دي ما حقتك..قاعدة مطفحة فوق)..وان غالط ..كاتب العباره ..رده في غالب الاوقات الي مصدرها..
عثمان محمد الحسن..خلف ابراهيم محمدين علي رئاسة الشعبة..من المجودين للغة الانجليزية..كان لا يهتم كثيرا لمظهره..كانه يرقص حين يتحدث..يستخدم طريقة خاصة جدا في الكلام وله مفرداته الخاصة به..كان ساخرا ولاذعا..مرة بعد تصحيح موضوع للانشاء الانجليزية..كان يعلق كعادته علي اداء الطلاب..علق علي موضوع الصديق ياسر حسن الاسطي..الذي كان من الطلاب الذين يتدربون عسكريا (الكديت)..ياسر الكتبتو دا ما انقليزي خالص..دا يشبه انقليزي العساكر..هو انت مش في الكديت؟؟..وعلي موضوع الصديق ادريس الحاج..انت انقليزيتك زي لعبك للكورة..وعن آخر ند عني ذكره..ياخي انقليزيتك انت زي لعب الباك بتاع ود التوم داك..كنا نقول فلان يقول..لا ياخي..علان..يقول ..لا ياخي..اخيرا قلنا بكري كرار؟ ففرح كأطفال المدارس..وظل يردد وهو في حالة ضحك..واهتزاز يشبه الرقص..ايوة ..بكري كرار..بكري كرار..بكري كرار..حتي وددنا لو انه سكت..كان في الاتحاد الاشتراكي..الذي جاءه من انتماء سابق للحزب الشيوعي..كان مثقفا وقارئا مميزا..لا يحب العسف الاداري..لم يكن قريبا من الطلاب ..ولكنه كان مناصرا لهم..بيني وبينه كانت ..صداقة اشرنا الي منشئها في حلقة سابقة..كنت ابادله الكتب والمجلات..وتجري بيننا حوارات جليلة..في الفكر والسياسة..كان يحبني ويقدر معارفي رغم اختلافي السياسي معه..كان بصفي ايام محنتي مع آدم الدين..لم التقيه منذ ان تخرجت..
يسن الطيب..كان مدرسا للتاريخ ..ثم حول الي شعبة اللغة الانجليزية..ودود طيب القلب..محب للطلاب..مطلع ،مثقف ..تستهويه السياسة والتاريخ..كان يشجع الطلاب الذين ينتحون هذه المناحي..جمعتني معه مكتبة خورطقت..والاستاذ بابكر يوسف..كانت بيني وبينه صداقة كبري..بيني وبينه علاقة تثاقف ..كان مرشدا لصفنا ..حين كنا في ثاني صديق..
الشيخ البشري..من شباب المدرسين..المتمردين..كان صديقا للطلاب لصيقا بهم..بينه وبنهم مودة كبيرة..زادها وجود اقرباءه بشير الرشيد،عمر محمد آدم،محمد عبد الله..في دفعتنا وشلتنا..حرص علي حضورنا مناسبة زواجه..ففرحنا له وابتهجنا ..علي نحو فصلناه في ذكرياتنا مع شعبة الرياضيات..
بيلاي قيسس..ارتري الجنسية..هذا ما اذكره ،رغم ان استاذ النور ذكر انه اثيوبي..لم يكن بيلاي قريبا من الطلاب..اصلا هو دارس للاقتصاد..وليست لدينا تفاصيل عن مقدمه الي السودان..او خورطقت..

مستر براد فورد..درسنا في اولي طبري..يبدو انه من ارستقراط الانجليز..كان متغطرسا..نمطيا متعاليا..يصيح في وجوهنا بسبب او بغيره..لذا كنا نعاكسه..كان لا يطيق الصديق..صلاح العوني..مرة جاء صلاح ،متسربلا بشال يقيه برد خورطقت..اصر برادفورد الا يدرس الحصة ،ان لم يخلع صلاح العوني ذلك الشال..كنا نحرض صلاحا بالا يفعل..وكنا نناقش براد فورد بأحقية صلاح بأرتداء ما يرتدي..صاح علينا..هددنا..ولم نبدي تزحزحا..انتهي هياجه بقوله لصلاحYOU SEEM TO BE LIKE MY GRANDMOTHER ,BUT SHE IS PRETTY THAN YOU..ضحكنا ..فأنهي الازمة علي ما انتهت اليه من ضحك..
مستر كريستوفر..كان محبوبا من الطلاب..كان يلاعبنا الكرة..واحيانا يحكم المباريات ..بين الداخليات والصفوف..
مستر جون..ذهب عن المدرسة ..في العام الذي قدمنا فيه..حفظ الطلاب مشهدا له حين جاء متأخرا ايام عبد الحميد..والذي قابله وهو آت للمدرسة متأخرا..فقال له TOO LATE MR. JOHN ربما كان بعض الطلاب قريبين من المشهد..فاشاعوا ما قاله المدير للاستاذ..وبعضهم اصبح يضايقه به..
مستر رون..او انكل رون..تحدث عنه الاستاذ النور ..وكذلك عجب الفيا..اول ما قدم علي المدرسة ..تعرف علي شلتنا عن طريق المرحوم ..مصطفي حمد (كسكو)..قابله مصطفي بالعيادة..جري بينهم حوار ..سال فيه رون مصطفي عن الخمر والنساء..جاءنا مصطفي ليعلن انه..(تحصل لنا علي نمرة عينة)..كان رون فوضويا..بذيئا..فهو بوهيمي ،يبحث عن لا شئ سوي متعته..كان ولعا بالنساء..محبا للخمر..اقتربنا منه بغية(المنظرة ) من ناحية،وبغية الاستفادة من لغته من ناحية اخري..فوجوده برفقتنا يتيح لنا التعامل مع اللغة الانجليزية في اطار غير اطارها التدريسي..وتعلم مفردات جديدة..وبالفعل تعلمنا عنه قاموس البذاءة واللامحدود من الSLANG LANGUAGE ..اكثر ما يكرهه مستر رون..الآذان..الذي يعده ازعاجا وامرا غير مهم..كاجراس الكنيسة تماما..ويعتقد ان الذي يهتم الي صلاته ..لا يحتاج الي نداء او تذكير..كما كان يكره الادارة..معرفته بالمجموعة قادته الي معرفة الطريق الي الدونكي..الجناينية..كريمة..وحي السودنة بالابيض..كان رون هذا..يعب العرق بتلذذ ويتماهي مع العسلية ..والتي كان يعتبرها من اهم منتوجات التخمر..كنا نقول عنه..بعد ان اصبح محبا للمريسة والعسلية..وملما بثقافتهما..أي.. متي يشربان..اطفاء للهيب العرق..او للترخيم والترطيب..كنا نقول ان مستر رون لم تتبق له الا الشهادة..وقد استوحينا هذا التعليق..من نكتة كردفانية سيارة..فقد قيل ان واحدا من اهلنا الحمر..قد زاره (خواجة) وهو يزرع وينظف في (بلاده)..استضافه ..ان قدم له طعاما وشرابا..ودلق له من السعن.. عسلية..اتي عليها (الخواجة) مرة واحدة..مما دعا الحمري..ان يصفق يديه في استعجاب قائلا(يمين الله ..الواحد كان بخاف الكضب..يقول الخواجة دا مسلم..والله شرب العسلية تررررررر كدي)
كان مستر رون ممن يشربون كل انواع الخمور(ترررررر كدي)..كنا نعرف محظياته وصديقاته في كل انحاء العالم..باسمائهن..صورهن..وقد كان يحكي انه ..وفي شبابه..كان محطما لقلوب العذاري..اللائي يتجمعن حوله من كل حدب..فيحار أي منهن ..تكون صاحبة النصيب والحظوة..لذا اتي بآلة صغيرة ..لا زالت بمعيته ،أي بخورطقت..آلة عبارة عن دبوس او سهم علي قاعدة دوارة..يضعه وسط الحسان بعد ان يجلسهن او يشكلهن علي شكل دائرة..فيدور الدبوس دورانه..الي ان يقف تماما..وحال وقوفه يشير السهم الي جهة معينة..تكون التي تحتلها من الغيد ..صاحبة الحظوة عند مستر رون..فيقضي منها وطرا في لحظته تلك..ولانه كان لديه من المال ما يكفيه ..فهو يزور اماكن متعته بصورة متصلة..وقد سعي له(سعنا) يحمل فيه المريسة والعسلية..فقد عرف الطقوس..ان سكر ليلا بالعرق ..فلا بد من تبريدة في صبيحة اليوم التالي بالعسلية او المريسة..هذا ما كان من امر الخمر..اما عن النساء فقد نجح ان يجعل له محظيات ..من الاماكن التي يتردد عليها..فكثيرا ما كان يحكي عن(هبيبتي هواء..مريم ..آشا)..قررت المجموعة التنازل رويدا رويدا عن صداقته ..واصطحابه..فقد كان مثيرا للمتاعب..ويبدو ان الادارة ..بدأت تقلق من وجوده..ومما يثيره من متاعب ..ومن علاقاته بالطلاب..واخيرا ذهب عن المدرسة..وما رواه استاذ النور عن موته ..لم يكن مستغربا..فمثله ما كان ليعيش ..فهو لا يحسب حساب شئ ابدا..
هنالك استاذ ..بريطاني آخر..جاء الي المدرسة ونحن في الصف الثاني..شاب ..ملتحي ..انيق..ينتعل صندلا بنيا..نسيت اسمه..لكنه لم يبق في المدرسة سوي فترة ما اظنها قد تجاوزت شهرا..فقد استلمه الطلاب صديقا جديدا لهم ..شرب العرقي ..فاصيب بملاريا تحولت الي يرقان..مما جعله يعود الي بلاده علي جناح السرعة..

شعبة العلوم..
في عهدنا كان بشعبة العلوم عدد من الاستاتيذ المتمهرين في تدريس هذه المادة وفروعها………
محمد المصطفي ..او ود المصطفي..من اشهر الذين درسوا مادة الكيمياء ..وهو مجود لها ولتدريسها ..بدرجة مذهلة..كان مسئولا عن داخلية ابو سن..كان من الاساتذة الذين نحسب لهم حسابا..رغم انه رجل ودود..كانت لنا معه مواقف ..ذكرنا بعضا منها في تحقيقاته الشهيرة مع اعضاء شلتنا بداخليته..قابلته اداريا بمكتب التعليم ..الابيص بعد ان صرت انا مدرسا بمدرسة بارا الثانوية..
عبد الرحمن احياء..خلف ود المصطفي في رئاسة الشعبة..نظارته لا تفارق عينيه..كان بريعا في تدريس مادة الاحياء..وكان بشوشا ضاحكا ..بل محبا للضحك..يكن له الطلاب محبة كبيرة..كان بيني وبينه صداقة ..ومن القلة من اساتذة خورطقت الذين يحملونني محمل الجد..كان يعلم بهروبي من الحصص الي مكتبة المدرسة..تعجبه مماحكاتي مع الاستاذ عجيمي..لم التقيه بعد تخرجي من خورطقت..
محمد حمد ابو القاسم..رهيف ..انيق..مجود في تدريس الكيمياء..يستخدم امكاناته الصوتية في توصيل مادته الي تلامذته..كانت بينه وبين الطلاب مودة..كان رقيقا ..رقيقا ..رقيقا..له نشاطات اخري ..احيانا يحاول لعب الكرة..ولكنه مهتم بالتصوير وجمعية التصوير..لم التقيه بعد تخرجي من خورطقت
يوسف..وكنا نسميه يوسف(الدوبال)..وهذا من مفردات الاحياء في الصف الاول..يبدو انه من دارفور..درسنا الاحياء في اولي طبري..رجل طيب ..ودود..خلوق..علاقته طيبة مع الطلاب..لم التقيه بعد تخرجي من خورطقت
يوسف عجيمي..جاء مؤخرا الي المدرسة..لم يدرسني ..اختار طريقا لا يشبه سنه وجيله..كان متعقبا للطلاب مترصدا لهم..بل حاول ان يزج بأنفه في فعاليات الطلاب الليلية ..التي كانت تنعقد في ميدان ون وتكتوك..فما استطاع ان يمنعها ..وما استطاع ان يدين بها احدا..دخلت معه في مواجهات..كان هو منشؤها..التقيته في مطالع التسعينات في زيارة لي ..لمدرسة خورطقت..وحينها كنت زميلا له في التدريس ..وبالطبع اختلفت زوايا التعامل بيننا..احسبه رجلا طيبا..الا انه يفهم ان المدرس ينبغي ان يكون كما كان يحاول ان يكونه..
محمدية..من الشباب..ومن الذين قدموا مؤخرا..كان يدرس الفيزياء ..هو جيد في مادته ..وقد درسنا بثانية صديق..كنا نزعجه كثيرا انا وصديقي خالد الحاج الطاهر..مستغلين حقيقة انه مدرس جديد..وكنا احيانا نربكه..كان صديقا ليوسف عجيمي..وانتهج ذات المنهج في تعقب الطلاب ومطاردتهم..شكل هو ،عجيمي والصادق فرنسي ثالوثا مزعجا غاية الازعاج ..للطلاب..رغم انهم من صغار المدرسين..الا انهم اتخذوا نهجا غير ما اتخذه اضرابهم من شباب المدرسين..كالشيخ البشري..هاشم حسين..عمر عبد الله..النور حمد..آدم الصافي..محمد حمد ابو القاسم..لم التقيه بعد تخرجي من خورطقت..
الشيخ كيمياء..ايضا من الشباب ..هو وسيم ..انيق..جهور الصوت..مجود لمادة الكيمياء..ومن الذين جاءوا بآخرة ..يبدو انه قد اتخذ موقفا وسطا مابين ..كبار المدرسين(التقليديون)..والشباب..حاول ان تكون له علاقات مع الطلاب ..لكن بغير انفتاح..كان يحاول ان يكون رسميا..يمكن ان نجمل القول بأنه انسان جيد..كنا نسمع انه ليس علي وفاق مع الادارة..وايضا كنا نسمع انه من الاخوان المسلمين..ويبدو ان ذلك كان صحيحا..الا انه لم يكن ..يحاول التأثير علي خيارات الطلاب الفكرية والسياسية..التقيته في زيارتي الي خورطقت ..وهو كما هو لم يتغير فيه شئ..فهو ذو بنيان رياضي متين..
كان هنالك..بعض الاساتذة المصريين..لتدريس الفيزياء اذكر منهم ..الاستاذ رفعت..كعادة الاساتذة المصريين ..كانوا بعيدين كل البعد عن الطلاب..علاقتهم بهم تنتهي في الصف..كانوا حريصين كل الحرص علي نجاح الطلاب في موادهم التي يدرسونها..لذا يوحون للطلاب بما سوف يأتي في الامتحان..بأشارات فهمها الطلاب وحذقوا التقاطها..

العزيز سيف
أسف للغيبة بسبب كثرة المشاغل

كان رئيس شعبة العلوم حين جئت إلى خورطقت في عام 1974 محمد أحمد الريح، المشهور بود الريح، وأبو الريح، سواء بسواء.
ود الريح من خريجي خورطقت، وقد عمل بشعبة العلوم لسنوات طويلة جدا. وتدرج من معلم جديد حتى أصبح رئيسا للشعبة. وحين وصلنا كان معروفا بأنه أقدم معلم في خورطقت.

عرف ود الريح في شبابه بالعربدة ولم يكن يتحرج من أن يحكي عن تلك الحقبة من عمره. فقد تغير كثيرا لاحقا، وأصبح متصوفا، وأخذ الطريق على الشيخ الراحل، عبد الرحيم محمد وقيع الله المشهور بالبرعي. في ذلك الوقت لم تكن شهرة الشيخ البرعي قد طبقت الآفاق بعد، كما صار عليه الحال لاحقا. دعا ود الريح الشيخ البرعي إلى منزله بخورطقت، وتكرم بدعوتي لحضور العشاء الذي أعده للشيخ البرعي ولحيرانه. ولعل ذلك قد كان في عام 1976. ويبدو أن الشيخ كان مسرورا كثيرا بأن أصبح رئيس شعبة العلوم في خورطقت، واحدا من حيرانه. وقد حضرت ذلك العشاء، واستمعنا إلى شيء من قصيد القوم من الحيران. وكانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة التي أرى فيها الشيخ عبد الرحيم محمد وقيع الله.

على ما أذكر، لم يحضر ذلك العشاء من المعلمين غيري، سوى الأستاذ الريح أبو إدريس. فكما تقدم، لم يكن الشيخ البرعي وقتها مشهورا جدا، كما أن غالبية المدرسين لم يكونوا يهتمون بالتصوف، ورجال الطرق الصوفية. والإهتمام بالتصوف وبرجال الطرق الصوفية أمر أخذناه نحن من الأستاذ محمود محمد طه.

مرحبا استاذي الاعز

*ابو الريح ممن طبقت شهرته الآفاق..نحن حين جئنا الي خورطقت في العام 76 اي بعيد الاحتفال باليوبيل الفضي كان قد انتقل من المدرسة..ولكن ذكراه كانت باقية..
*تخريمة صغيرة..نرجو ان تسمح بها..لقاءك بالشيخ البرعي..ما رأيه في الفكرة الجمهورية..هذا السؤال كنت حريصا لان اساله للشيخ البرعي..وكلما التقيت به تعذر الامر لكثرة الناس حوله..آخر مرة زرته بالزريبة وكان لي معه مجلس خاص ..ولحظة ما هممت بسؤاله..جاءه مصري وروسي ..افسدا علينا خلوة ..كنت مستمتعا بها غاية الاستمتاع..كنت حريصا علي سؤاله عن صلاة الاصالة..فوالده ممن استحولوا كما يقولون..وانه لم يكن يصلي صلاة يشهدها الناس..علي اي في النية افراد بوست عن الشيخ الراحل..
*لك مودتي وخالص المحبة

شعبة اللغة العربية والتربية الاسلامية
عندما قدمنا الي المدرسة والي ان تخرجنا منها..كان اسم الشعبة كما اوردنا في اشارة الي انها شعبة واحدة تدرس مادتين..ورغم انه قد اشتهر ..ان مدرس اللغة العربية عادة ما يدرس التربية الاسلامية ..ويصح العكس من ذلك..الا ان ما كان يجري في خورطقت آنذاك ..رغم عدم الاعلان عنه..هو التخصص ..فما شهدنا الذين يدرسون اللغة العربية يتقحمون تدريس التربية الاسلامية..الا في ما ندر ..في فترتنا تلك تعاقب علي الشعبة ..جمهرة من الاساتيذ ..الذين نحسب ان معظمهم كان من المجودين..كاساتذتنا..حسن ابوبكر،التنقاري،الطيب،ميرغني الراوي،بابكر،عبد الواحد،محمد المكي،الياس غندور،حسب سيدو ابراهيم،آدم بشارة،محمد احمد،محمد الشيخ،الحسن احمد يوسف،سعد الدين ابن عوف..
الاستاذ حسن ابوبكر..كان له لقبا نضن به علي القراء..عند مقدمنا كان رئيسا للشعبة..من ذوي النظارات السوداء..لم نره بغيرها..متأنق..كثيراما يكون في بدلة كاملة..لم يدرسني ..الا انه مشهود له بالعلم والقدرات التدريسية العالية..
التنقاري..ايضا من الاساتذة الذين عرفوا ..بالتجويد ..لم يظل كثيرا بعد مقدمنا الي المدرسة..
الاستاذ الطيب..الشهير بالشاعر..شاعر الفيحاء ..وبين الطلاب كان شهيرا ب(اب كرفتة)..لكثرة ما كان يضعها علي عنقه..هو رجل شاعر بحق ومن علماء العربية..لم يكن له احتكاك بالطلاب ..وفي غالب الامر من الموالين لادارة المدرسة..وكان ممن لا يخفون اعجابهم بابراهيم آدم الدين..يمكن تصنيفه من الاساتذة التقليدين..
الاستاذ ميرغني الراوي..درسني التربية الاسلامية..في الصف الثاني..لم يكن تقليديا في تدريس التربية الاسلامية..وهو لا يشبه الاشياخ..يلبس بنطالا وقميصا..ضاحك ودود..من الذين كانت تربطني به علاقة طيبة..يحب الطلاب ويؤانسهم..لم يكن يضايق الطلاب او يتقصدهم..
الاستاذ عبد الواحد..ما اروعه من رجل انيق..عصري..مجود لمادته..درسني اللغة العربية بالصف الاول..طيب القلب ..مرهف المشاعر..كان محبوبا من طلابه..من الذين يستخدمون تقنية الصوت في التدريس..تدريسه كان ممتعا..وله اراء جريئة في مادته والمنهج المرسوم..كانت تربطني به علاقة مميزة..وكان يحبني غاية المحبة..لظن منه انني مجود للغة العربية..ولاني اشارك في حصته بحماسة كبيرة..يوما كان يدرسنا بلاغة..وجاء علي بيت المتنبي في رثاء ام سيف الدولة..(صلاة الله خالقنا حنوط..علي الوجه المكفن بالجمال)..وقال كما هو مركوز في كتاب البلاغة..ان النقاد قد عابوا علي المتنبي..استخدام عبارة(الوجه المكفن بالجمال)..لعدم مواءمته لمناسبة الحزن..اشرت بمعارضتي للنقاد..زعما مني بان المتنبي رجل ..عالي الاحساس بالجمال..الذي لم يمنعه الحزن من رؤيته..ولاحساسه الكبير

بالجمال ..لم يكن الحزن والموت..بمقدورهما ان يمنعاه من ذلك الاحساس..اعجب استاذنا عبد الواحد ..بهذا الرأي وقرظني عليه..كان ممن يشجعون اطلاعي بمكتبة المدرسة..
الاستاذ..محمد المكي..الشهير بود المكي..كان مدرسا للتربية الاسلامية..رجل طريف..واظنه..كان يعيش في دنياوات أخر..كان الطلاب يحبون حضور حصصه..وكانوا يتابعونه في تجواله بين الفصول..فقد كان فالتا..وكثير الخروج عن النص..لربما كان من الموالين للادارة او ممن ليس لهم في العير او النفير..مرة ترشح في انتخابات مجلس الشعب..وكان رمزه القندول..كان يمشي بين الناس ..قائلا(بالله ادي القندول ..كلم اهلك يدو القندول)..لكنه قد سقط سقوطا مدويا..وانا مدرس بمدرسة بارا ..جاء الي المدرسة كوكيل لها..وقد كان عائدا من فترة انتداب في الصومال..بعد عام واحد نقل من مدرسة بارا ..ولم التقيه بعدها..
الاستاذ الياس غندور..درسني في الصف ثالث..مبدع مبدع..عالم عالم..غزير المعلومة..صبور علي عملية التدريس..من بيت شعر واحد ..يخرج الي ما لا يحصر من اشعار..آداب ..قرآن وأحاديث..يستخدم تقنية الصوت..والدرامتايزيشن..فيه شبه من الفاضل سعيد..لم تكن له علاقة مباشرة بالطلاب..وقد كان من كبار المدرسين..بعد تخرجي لم التقيه..
الاستاذ حسب سيدو ابراهيم..رغم ما كان يدور بيني وبينه..ورغم ما عاملني به من غلظة وجفاء..الا انه كان واحدا من الذين استمتع بحصتهم..رجل مجود لمادته ..خبير في الاسئلة التي يتوقع مجيئها في الامتحان..يوما كان رئيسا للشعبة..افضل من يدرس التوجيه الادبي..النقد الادبي..هو ليس من الاشياخ التقليديين..درس في دار العلوم..متخصصا في التاريخ واللغة العربية..لذا اتسع افقه..بالطبع قابلته..بعد تخرجي من الجامعة 84..وقابلته اداريا في مكتب التعليم الابيض..نما بيني وبينه ود كبير..حينما ضايقتنا حكومة الانقاذ كان ممن وقفوا بجانبي..
الاستاذ آدم بشارة..كان مشتهرا بيننا ..ب(ابو داؤود)..لشبه كبير ..بينه وبين الفنان الراحل عبد العزيز محمد داؤود..كان من الاساتذة المجودين لمادته..كان الطلاب يحبونه..فهو ظريف..محب للنكتة..ويخرج عن النص بطريقة تستهوي الطلاب..لم يكن من الاشياخ التقليدين..فهو يكاد ان يختص بتدريس اللغة العربية..كان يعلم بان الطلاب ..يلقبونه بابي داؤود..مرة في درس النسب..اعطي امثلة للاسماء المركبة..ابو سفيان ..سفياني..ابو زيد زيدي..والطلاب يقولون ..ابو داؤود..وكأنه لم يسمع والطلاب يكررونها عليه..ضحك ضحكته التي اشتهر بها..وقال:بذمتكم بشبهوا من وين..فقلنا في خفة الدم..له قفشات مع الطلاب ..فهو ممن يصنف بأنه(مقرم وشفت)..
الاستاذ بابكر..لم اذكر اسم والده..الا ان ما كان يميزه عرج بأحدي رجليه..كان يدرسنا التربية الاسلامية..بالصف الاول..كل حصصه جهادا ،صوما،حجا،ذكاة،زكاة كانت تنتهي بالحور العين..والشهوة التي لا تنتهي والذكر الذي لا ينثني..كنت اضايقه فيما يجترحه من اسفاف..عادة ما يمهد له بان ..لا حياء في الدين..مرة بدأ في اجترار ما كنا نسمعه عنه دائما ..عن الحور العين..علقت قائلا:اها الشريط..فأهتاج صائحا علي..يشرط بطنك..يا شيوعي..ولعله كان صاحب الفرية التي طالني منها ضرر بالغ فيما بعد..نقل من المدرسة..ولم نلتقيه بعدها..
الاستاذ..او مولانا محمد احمد..اشتهر ب(اب جلابية)..لجلبابه الذي يرتديه..وايضا يلقب ب(الفي نس)..بضم النون..وترجع التسمية..الي انه كان يشرح بيتا للمتنبي عن سيف الدولة ..وهو يقف بين جناحي جيشه..(جناحيه العقاب)..فقال يعني الجيش في اليمين..وفي الشمال وسيف الدولة ..في النس..فصارت له اسما..كنا نسمع ان له ..قفشات مع الاستاذ خلف الله..مما يروي عنه..انه كان يوما ..المشرف اليومي علي المدرسة..وكان يمر للتأكد من

الاضواء بالداخليات قد اطفيت..بعد جرس النوم..في مروره ذاك ..مر بداخلية ود التوم..فوجد النور ..مضاء في عنبر ون..صاح:هي المولع النور دا منو..رد عليه الطالب عمارة(من ام عشيرة..دفعة المليشا..اشتهر بالشقاوة وخفة الدم..كان قد جاء ليستعد للمذاكرة الاضافية اذ اراد أخذ بعض اغراضه من عنبره)..رد عمارة..دا انا يا استاذ..قال الاستاذ..عمارة اطفي النور دا يطفي ابوك..يبدو ان عمارة قد غضب لذلك..وقال في صوت يكشف غضبه..قلت شنو يا استاذ..الاستاذ:قلت ليك اطفي النور دا يطفي ابوك..مالك داير،،،،،،،..فوجئ عمارة ليقول للاستاذ بطريقته الكوميدية التي اشتهر بها...يييا يا استاذ ..اها طفيناه..كان الاستاذ ..اب جلابية..الفي نس..او مولانا ..سهلا مع الطلاب الي درجة غريبة…
الاستاذ..الحسن احمد يوسف..كان يدرس التربية الاسلامية..رجل لطيف ..ودود ..ابوي الطبع..كان الطلاب يحبونه وكذلك يفعل هو..كان بمقام والدي ..لصداقة تربطه بوالدي ..ولانه سبق ان درسني في الثانوي العام..كان دوما بصفي مناصرا ومناصحا..كان يعرف ما في من خير..كان يشجع اطلاعي..قابلته في مطالع التسعينات بخورطقت..
الاستاذ..سعد الدين..او سعد ابن عوف..لم يكن لنا به احتكاك..جاء الي المدرسة بآخرة..لم يدرسنا..لكن يبدو عليه اللطف..كان له لقب ..ايضا نضن علي القارئ به..
الاستاذ..محمد الشيخ..ود الشيخ..(اب شنب)..درسني تربية اسلامية بالصف الثالث..ممن يزعجون الطلاب..واضح التهوس ..منتم الي جماعة الاخوان..كان شرسا فظا..كانت لنا معه مشاهد..افتعلناها معه لانتمائه وهوسه..كنا نقبع في مؤخرة الصف..انا،ياسر حسن الاسطي،ادريس الحاج،عبد الرحيم،محمد بابو نمر،حسين ابو ضامر،ما كنا نقف له البته..لاحظ ذلك..اختارني للاجابة علي سر هذه الظاهرة..ربما ظن انني اضعف الحلقات..لذا اختارني..سألني بعد ان طلب مني الوقوف..انا مما جيت المدرسة دي ما شفتك وقفت لي..هل انت ما بتقيف لكل الاساتذة ولا لي انا بس..اجبته بابهام..والله ما قاعد اقيف..سألني ..ليه..قلت:عندي وجع ضهر ممسكا بوسطي ..فضج الصف بالضحك..وكأنهم كانوا ينتظرون هذه الاجابة..اجلسني مهددا ..بان هذه آخر مرة ..هو يدخل الصف وانا جالس..ولكني اصررت علي الجلوس وعدم القيام له..متمسكا بحجتي ان ظهري يؤلمني ..فكان هذا الامر يقتطع قدرا من كل حصة للتربية الاسلامية..اخيرا تطور الامر الي اتهامنا ..بأننا نسف(الصاعوط) في حصته..والحق يقال ان رحلة الكيس بين الكيفيين..كانت تنشط في حصته علي وجه الخصوص..مرة فاجأني ليقول تعال معي..فتبعته الي شعبة اللغة العربية ..حيث الاستاذ حسبو..اجلسوني في كرسي..نادوا علي الاستاذ عوض عوض الله(مرشد الصف)..تخلف ود الشيخ..وعاد لمواصلة حصته..ويبدو ان هنالك امرا ابرم بليل ..اكده لي قلق الاستاذ حسن احمد يوسف ..فقد كان قلقا علي.. كعادته ..لما يربطه بي وبوالدي من صلات ..وكان يعتبر نفسه ولي امري..ذهبنا ثلاثتنا ،انا ،الاستاذ عوض عوض الله،الاستاذ حسبو..الذي كان يردد طوال رحلتنا من شعبة اللغة العربية الي مكتب ابراهيم آدم الدين..الليلة اقطع رجلك بالمرة من المدرسة..الليلة اقطع رجلك بالمرة من المدرسة..عندما دخلنا الي آدم الدين..قالوا له هذا الطالب ..بسف في الصف ..والسفة اسع في خشمو..وكانت فرصة لي ..لاستعرض ثنايا ومنعرجات الخشم المفتري عليه..لم تكن هنالك سفة..وهما يؤكدان ..بالجنبة..فوق..تحت لسانو..بلعا ..وفي كل الاحوال لم تكن هنالك سفة..بل كان هنالك حرج بالغ دخل فيه الاستاذين..عدنا وحسبو يردد..الله يلعنو بلعا..عندما تباعدت المسافة بينه وبين رفيقه..اقتربت منه..وكان قصيرا..فهمست في اذنه..تلقاها عند الغافل برغتها قبيل..صاح اسه نرجع للمدير..قلت:حتكون كذبة تانية..كان في قمة هياجه..ولم يكن باستطاعته ان يفعل شيئا..وجدت استاذي الحسن احمد يوسف ..الذي كان علي علم بالسنياريو..عملو ليك شنو..رويت ما تم من مشهد..ووديت السفة وين..قلت..انا ما قاعد اسف..ضحك ..انا شفتها ..ضحكت ..ثم ذهبت لاهاجة ود الشيخ..قائلا :يا استاذ كان كلمتني كان..ختيت ليك سفة..عشان ما تحرج الاساتذة ..قدام المدير..ارغي ..ازبد ..هدد..ولم آبه به..ولا زال الامر ..هل اصلا انا اتعاطي الصعوط..لا احد يدري ..بما فيهم استاذنا الباهر النور حمد..علي أي ما سلكته تجاه الاستاذ ود الشيخ ..مهما كان رأي فيه ذاك الوقت ..لا تبرره قواعد الاخلاق والسلوك القويم..الا انه كان جنون المرحلة..من الله لنا الغفران…

استاذي الاعز/النور محمد حمد
تحياتي

اعود بك لاستاذنا الريح ابو ادريس ..انا اعرفه تمام المعرفة ..واتذكره وكأنه امامي..كنا نلتقيكما مترافقين..وكان ذلك يحدث كثيرا..ولكن تشككت..هل اني اعرفه بما له من علاقة بك..ام من خلال وجوده كأستاذ بالمدرسة..تارة اظن انه.. حين قدمنا الي خورطقت لم يكن فيها..اتصور انه نقل قبل مقدمنا ..وكان يزورك..لا ادري!!ربما لانه لم يدرسني تدريسا مباشرا..وربما لانه لم يكن ممن نفتعل معه المشاهد..
علي اي..نحن دخلنا بعد احتفال المدرسة باليوبيل..واظنه العام 76 وتخرجنا 79 ..ان كان لك ما يخرجني ..من هذا الارتباك..فارفدنا به..كما نرجو ان تسلط الضوء ..علي شخصية الاستاذ الريح ابو ادريس..فمن حقه علينا ان نعطيه ..ما له من حق..وهذا امر استأذنك..في ان اوكله اليك..لما لك من معرفة بالرجل..قطعا هي اكثر من معرفتي به..

لك مودتي وصادق محبتي..ولاستاذنا الريح وافي التبجيل

العزيز سيف

الأستاذ الريح أبو إدريس علي من أهالي قرية ودغلوقة بشرق الجزيرة بالقرب من رفاعة. وهو من الجمهوريين القدامى نسبيا. ولا أذكر بالضبط التاريخ الذي وصل فيه إلى خورطقت، ولكنني أظن أنه قد جاء إلى خورطقت بعدي بسنة، ربما في عام 1976. والريح أبو إدريس من الجمهوريين القلائل الذين جاءوا من خلفية معهدية. فهو قد درس بمعهد الفاشر العلمي الثانوي. والمعاهد العلمية هو الإسم للمعاهد الدينية التي انتشرت في كثير من بقاع السودان عقب الإستقلال. وقد حفظ الأستاذ الريح القرآن منذ طفولته. وعقب إتمامه لمعهد الفاشر إلتحق بجامعة أمدرمان الإسلامية، ولعله تعرف على الحركة الجمهورية في فترة دراسته بالجامعة الإسلامية في حقبة الستينات في بداياتها حين تحول معهد أمدرمان العلمي، ليصبح جامعة أمدرمان الإسلامية.

عقب تخرجه من الجامعة الإسلامية، اشتغل بالتدريس، مثل كثير من مدرسي التربية الإسلامية، في المدارس المتوسطة، ثم انتقل بعدها إلى المدارس الثانوية. لم يكن الأستاذ الريح أبو إدريس مشهورا وسط الطلاب بحكم شخصيته. فهو شخص رزين الطبع و لا يحب الظهور. كما أنه قليل الكلام. وعموما فهو شخص مقتصد في كل شيء. كان أقرب الناس إلي بحكم أنه جمهوري. وكنت أزوره في منزله في بيوت المعلمين يوميا، وكان يبادلني الزيرة في غرفتي في داخلية ود دوليب. كما كنا نذهب سويا في عطلة نهاية الأسبوع للقاء بجمهوريي الأبيض في بيت الجمهوريين في الربع الثاني. كما كنا نشارك في توزيع الكتب في مقاهي الأبيض.

الريح أبو إدريس من الجمهوريين القلائل الذين عملوا في مجال تدريس مادة التربية الإسلامية. وبالطبع فإن عداء أساتذة التربية الإسلامية للفكرة الجمهورية عداء معروف في عموم الحال. ووجود مدرس جمهوري في شعبة اللغة العربية أوالتربية الإسلامية، يخلق نوعا من التوتر في هذه الشعب عادة. بل إن وجود مدرس جمهوري، في أي شعبة أخرى غالبا ما يخلق توترا داخل شعبتي اللغة العربية والتربية الإسلامية. غير أن شخصية الريح المتوازنة وحكمته ومهنيته قد خففت كثيرا من فرص احتداد التوتر.

كان الريح أبو إدريس هو صوت العقل داخل إجتماعات المدرسين. وكان لا يحابي الإدارة، ولكنه أيضا كان يخفف من غلواء ثورة شباب المعلمين على الإدارة. وكان شباب المعلمين يحترمون أراءه لثقتهم في نزاهته وحياده. كانت تحركات الريح أبو دريس محصورة بين عمله ومنزله. فهو نادرا ما يحضر إلى نادي المدرسين، وحين يجيء لم يكن يمكث طويلا.

وكما تفضلت فالريح أبوإدريس قد سلم من شغب الطلاب، مثلما سلم من ذلك شخصي المفتقر إلى مولاه. ولا أذكر طيلة عملنا في خورطقت أننا دخلنا في مشادة مع أحد الطلاب، أو احتجنا أن نأمر بتوقيع عقوبة بدنية أو غير بدنية على واحد منهم. وتلك من نعم الله علينا، وإن تعدوا نعمة الله لن تحصوها.

استاذي الباهر
تحياتي

*كثير شكري علي المداخلة القيمة..والاضاءة المفيدة في شأن استاذنا الريح ابو دريس..
*بناء علي ما تفضلت به..فهو من الذين درسوني..رغم ان ذلك لم يكن بصورة مباشرة..لكن فترة وجوده بالمدرسة ..هي ذات الفترة التي كنا طلابا بها..
*انا اعرفه..والتقيته معك مرارا..سواء في الابيض او خورطقت..ولكن الامر قد اشتبه علي..كما اوضحت في مداخلتي السابقة..
*قد احسنت فيه قولا..لك التقدير..
*سأعود..مستعرضا..النشاط الرياضي..الثقافي..السياسي..كما سنقيم ما كان يجري من صراع بين المحدثين طلابا ومدرسين..والتقليديين من اداريين واساتذة..كما هنالك تتمات لما اسلفنا كتابته..
*لك مودتي

أعـــزّائي ، الاخ سيف الدولة والأستاذ النور حمد ،،


لكم التحية ، والتهنئة على هذا التتابع التذكاري الجميل الذي يضيف للقرّاء زخماً تاريخيا أكاديميا حميماُ .. وقد لمحتُ هذا الصباح ، بوستاً جديدا للأخ سيف ، يستغيثُ فيه الاخ بكري لإعانته على ضياع كتاباته في البوست بسبب محاولته إنزال بعض الصور ؛ وكنتُ مساء أمس قد شاهدتُّ جانباً من لقاء مع د. عبدالعال ، عميد كلية الفنون الجميلة والتطبيقية ، الحالي ، بقناة النيل الأزرق ، الذي افاد ان الكلية قد تأسست في " بخت الرضا " 1943 وانتقلت من بعد لكلية غردون التذكارية ، وأنّها في السبعينيات قد تحصـّلت على تقييم أكاديمي " بريطاني " نوّه الى انّ منهج الكلية ومُحاضريها ، يؤهّلها ، بل ويضعها في مستوىً أعلى من كليات الفنون الجميلة في " لندن " .

للأسف ، لم أُشاهد الحلقة بكاملها ، ولكن من القليل الذي أدركته ، تزداد قناعتي بأنّ مناهج التعليم التأسيسية لهذه الكلية ، علاوة علي عراقة الموهبة لدى منسوبيها ، قد أفادا كثيرا في ايجاد هذا النّسق والحِس الجمالِيَين في خِرِّيــجــيها ..

مع صادق الود ،،/

الحبيب محمد ابو جودة
تحياتي

اراك ملما بما الم بي امس..كانت محاولة آثمة مني لتحميل بعض الصور..اوشكت ان تذهب بما كتبته..يبدو ان الله قد لطف..واستجاب لضراعاتي..اشكرك علي الزيارة ..ولي عودة..

النشاط الثقافي في خورطقت
كان النشاط الثقافي اهم ما يميز خورطقت..فقد اتسم بالانعقاد الدائم..مربدا يتنافس فيه المبدعون..وسوق عكاظ لا موسم له..فموسم النشاط الثقافي ..يمتد بعمر العام الدراسي..بتنوع نابع من تعدد المنابر التي تقوم بالفعل الثقافي..كانت هنالك الداخليات ..وعددها علي ايامنا عشر..وكانت هنالك الجمعيات الاكاديمية..وجمعيات أخر ..كجمعية التصوير،الفلسفة،الاعلام والصحافة..الخ
قلب هذا الفعل الثقافي ..تمثل في ليالي الداخليات..حيث تحتدم المنافسة ..ويرهق الطلاب انفسهم لشهور ..تجويدا لما يقدمونه في ليلتهم..واكثر ما يرهق الطلاب ..ان الاعمال التي تقدم يجب ان تحاط بقدر من السرية والكتمان..حتي لا تسرق تلك الاعمال بواسطة داخلية ..يتقدم ميقات عرضها عن الاخريات..فقد جرت العادة والعرف..ولربما ما يلزم من قوانين لجنة التحكيم..ان تكون الاعمال جديدة..لا تطابق ولا تشابه اعمالا قدمت..وللقارئ ان يتصور ..صعوبة هذا الامر..علي طلاب ايفاع قلت خبرتهم وربما معارفهم..علما بان الفرق المتنافسة ..عددها عشرة..عليك ان تقدم مسرحية..اسكتش..غناء شعبي..شعر..خطابة..افتتاحية..ديكور..غناء لم يقدم في السنوات القريبة ..في ليالي الداخليات التي استضافها مسرح المدرسة..ولم تقدمه واحدة من الداخليات في ذات الموسم..لذا ابدع الطلاب ..في ابتداع الاعمال الكوميدية..وفي تأليف الاسكتشات..المسرحيات..النشيد الذي يقدم ..كأفتتاحية..
واني اجزم ..ان كثيرا من الذين عاصرناهم في تلك الفترة..لو انهم اهتموا ..او اتخذوا هذا السبيل..لكان منهم مبدعين حقيقين..في كتابة المسرحيات..في الاخراج..التمثيل..الغناء..الشعر..
هذه محاولة لا ادعي انها كاملة..لعرض المشهد الثقافي العام في مدرسة خورطقت الثانوية..ولكن ..يمكن الادعاء بان ليالي الداخليات ..كانت تمثل متنفسا لطلاب المدرسة الذين يبلغون الف ونيف..اساتذة المدرسة الذين يتجاوز عددهم الاربعين..وبضع مئات من العمال واسرهم..سكان القري المحيطة بخورطقت..الدونكي،الجناينية،العمال،الداجو،الجلابة،خور الدقيل...وزوار من الابيض..يأتون بدعوات من اقاربهم..او يحملهم استهوائهم لمشاهدة هكذا نشاط..أي ..يمكن القول ان ذلك النشاط قد جعل من المدرسة ..بؤرة اشعاع ثقافي ..للمنطقة التي تقع فيها..ولغير قليل من البشر الذين كانت لهم مربعا..
وكل كريم طروب..
قديما قالوا هكذا..ولعل هذا القول يفسر سر الطرب ..الذي يتفشي بافتضاح في كل ارجاء السودان..وعلي وجه خاص كردفان..التي تمثل مدرسة خورطقت انذاك ..كبدها بل فلذته..اهل كردفان يتسمون بكرم لا مثيل له..لا تقف غوائل الدهر في ابرازه..تجد البيت المفتوح ..لابن السبيل وضيف الهجعة..يتساوي الرجال والنساء في ذلك..كما تقول العرب ..المرأة في كردفان امرأة برزة..لا تحتجب عن الواجب الاجتماعي ..ولا يشغر مكانها في أي منشط كان..هي في الرعي والزراعة..هي في الفزع وفي النفير..هي ان غاب وليها..تستقبل الضيف..وتذبح لضيافته ما يعز عندها ..من شاة مرضعة او عنز بنيت عليها آمال..ومجتمع هذه نساءه لا بد انه ..من خصلة الكرم مرتضع ..وبالاريحية متشبع..وبنكران الذات والايثار متميز..وصفات كهذه..تصفو نفوس من يحملها..ويطيب وجدان من يتصف بها..فيكون قلبه مسكون بالفرح..وكبده رطب بالشجي..وجمال الدواخل هذا..لا تحبسه النفوس الكريمة..فيخرج غناء وتعزافا..يدوزن نوائح الدهر ونوازله..لذلك نجد اهل كردفان..في سذاجتهم ..اهل

طرب وفرح..يغنون للزراعة..الحصاد..الفزع..النفير..حين تضع بهائمهم ما في ارحامها..وفي الليالي المقمرة تنعقد حلقات رقصهم وغنائهم..
ولان طلاب خورطقت..معظمهم قد جاء من رحم هذا المجتمع الكريم الطروب..كانوا يحتفون بالغناء والطرب ايما احتفاء..يختلسون الوقت اختلاسا من بين واجباتهم الدراسية..يدابرون المدرسة في العشيات..في ميدان ون..تكتوك..ابو سن..دوليب ..خلف البوفية..تعانق اصواتهم السموات العلا..بينما يقبع اصحاب الاصوات الخفيتة..والشجي الكظيم..خلف البوفيه ..امام الداخليات ..ينمون اوجاعهم..يدندنون ما يستطيبونه..انفرادا بانفسهم..او بمعية صحاب يقعون موقع النفس..هكذا كانوا يفرحون بالحياة..ويصقلون القلوب من صداها..يتغني المغنون..ويعزف العازفون..ويستجيد فعلهما ..من لم يكن موهوبا فيهما..لم اعرف واحدا ممن جمعتني به خورطقت..يعيب الطرب او يستبدعه..كانوا يغنون من التراث..الجراري،المردوم،الهسيس ،الكرنق،الدوبيت..وفي الحقيبة كان هنالك مبدعون..بعضهم تجرأ ..وامتطي صهوات المسارح..ومنهم من غني لنفسه وخاصته..كنا نتسامع الي ..عروس الروض يا ذات الجناح،خلي العيش حرام،الشادن الهالكني ريدو،عيون الصيد الناعسات عيوني،اجلي النظر يا صاحي،انا لي في المسالمة غزال،الاهيف،الشاغلين فؤادي..يا رشا يا كحيل غثني ..الهوي سباني ..يا الامرضني وما طباني ..في خديدك يلوح نور رباني ..ويا جوهر صدر المحافل ..الخ..
وبمثل ما قلنا عن الحقيبة ..نقول عن الغناء الحديث..فقد كنا نتسامع باذان لم يصبها وقر..وقلوب لم تمعر ..ووجدان ما اجذب..كنا نتسامع الي ..علي النجيلة جلسنا..حبيبنا كان في السهرة ..جميل لطيف كالزهرة..والي همسات من ضمير الغيب ..تشجي مسمعي وخيالات الاماني رفرفت في مضجعي..وانا بين ظنوني وخيالي لا اعي..عربدت بي هاجسات الشوق اذ طال النوي..وتوالت ذكريات عطرات بالهوي...ويتعطر المتسامعون بالهوي ويغيبون في غيابة الذكري،الاحلام،الاشواق..حتي يسكرون الما وطربا..سكر السمار والخمار في حان الغرام..وانا الصاحي اري في النور اشباح الظلام..وبدت كاسي علي راحي بقايا من حطام..وممن يقلدون التاج مطصفي..كانت تنتخب آذاننا..يا بهجة حياتي وصالك ساعتو ياتي..ونميل مع البان المميل التحتو الصيد مقيل..يا دمعي المسيل لي ام ثغرا منيل..وهناك القبلة السكري،الفراش الحائر،الوكر المهجور،وانا الاغروني بالجنة وجعلت غرامهم سنة..وكل جميل..غناه كابلي ..يا حلة نوري..زمان الناس ..ومحمد ميرغني..عبد الرحمن عبدالله..جدي الريل ابو كزيمة تعال نتمشي في الغيمة..عثمان حسين ..الكاشف ..رحلة بين طيات السحاب ..وعالي النخيل الما ضقنا تمرو ..اسمر جميل ما حن عمرو..والشفيع الذكريات ..في حدائق البانجديد..والقطار..حسن عطية ..هل تدري يا نعسان..محبوبي ناداني وببسمة حياني ..وعبد القادر سالم ..مكتول هواك يا كردفان..اشوف غزال فوق القويز ..كلام غزل معسول لذيذ ..وعايشةالفلاتية ..ياحنوني بزيد عليك في جنوني..حتي ابو عركي ..اخاف اسأل عليك الناس ..وسر الريدة بينا يذيع ..واخاف اكتر كمان ياغالي ..من ايدي انت تضيع..واعيش بعدك حياتي ..جفاف مواسم بينا مافي ربيع..وياريت تعرف حنيني اليك..يا ريت انت تعرف لحدة ايه بعزك..وفي اعماقي حسيتك..من كل هذا الجمال برع في الغناء..عديد من البريعين المتمهرين ..علي سراج..انور محي الدين العبيد،محمد التاج الطاهر،مكي (بن البادية الصغير) الذي كان يحاكي صلاح بن البادية بأجادة خادعة،عاصم محمد اسماعيل الذي يشجيك ببدائع الاستاذ محمد ميرغني وزيدان ابراهيم،بشير محمد اسماعيل صاحب الابداع المفتوح علي كل حدائق الطرب..يبز الشفيع في ذكرياته..ويجود الاداء لاغنيات وردي ..ويتفوق علي نفسه في اداء التراثيات،بكري كرار مقفي ..كشكول في التقليد ..ابو داؤود ،الكابلي،حسن عطية،علي الله ..مبدع في التراثيات

وله اغنية شهيرة ..البص السريع متوجه اللبنوية ..يا حلاة البسمة في خشيم ندوية ..وما بين فقرة واخري..هناك(كرير يشبه هديل الحمام)..ولايضاح المعني ،فان اللبنوية قرية في جنوب كردفان..وندوية تصغير لاسم المحبوبة والذي هو نادية،فما خرجت الاغنية عن المزاج السوداني العام ،فاهل السودان يستهويهم تصغير كل ما تشتهيه غرائزهم..ياكلون(البج) والفروج..ويشتهون نساءهم ومحبوباتهم وهن في عمر الزهور عمر الهنا ،عمر التسعتاشر سنة،ويا صغير يا محيرني ومتحير،وجاهل وديع مغرور في احلام صباه،هناك ..محمد خير (طير الرهو) ..فنان عنجة..يقلد حمد الريح..فيهب النسيمة الحلوة لكل الجمهور المشاهد فتطربه تلك النسيمة الحلوة ..وتنقر بابه كو ..كو ..ويا سلام،خالد محمد عثمان(الريحان)..عثمان حسين بذاته..كيف لا اعشق جمالك ..ما رات عيناي مثالك،السر محمد حسن يسن..في الحقيبة ..عيون الصيد الناعسات عيوني..هؤلاء رجعوا الاصوات بالتطريب هزجا ونصبا..فاجادوا وبقوا في ذاكرة من تسمع لغنائهم..انهم كانوا يعرفون مراقد الغناء..
وعلي ذكر اهل المغني ..لا يفوتنا ذكر الذين تمهروا في التعزاف ..تعزافا استبي القلوب واشجي المسامع..فمنهم من اتخذه صنعة ومهنة..البريع اسماعيل عبد القادر (اب داقوشة) والذي اصبح الآن(اب راس..ربما لضرورات الاعلام)..عمر قنديل..حامد..جمعة ضيين..اسماعيل يعقوب..منديل..بشير محمد اسماعيل..عاصم محمد اسماعيل..عبد الملك بابكر سعد..المرحوم احمد عمران..وعلي ذكرهم لا ينبغي الا نقف علي من علمهم الصنعة ..فقد كان خلف هؤلاء الرهيف الحريف..استاذنا النور حمد..وكان العم دليل..
باهل المغني ..والتعزاف..طربت جبال الداجو ورجعت صداها..ندي يزين اوراق التبلدي..وبهم تداوت عقولنا من الالتياث..وقلوبنا من الغلف..ومزاجنا من الصلع..ووجداننا من الفظاظة والاعتساف.

الاخ سيف الدولة

لك التحايا وللجميع من ابناء بارا خريجى خورطقت. كان ابناء بارا دوما متميزين فى خورطقت بدءا بمدنى بكرى وعباس على وكان فخرالدين كرار شقيقى متميزا فى الغناء ومعه عثمان احمد منصور فقد اشتهر فخرالدين كرار بانهكان يجيد غناء احمد المصطفى وكمل من ذكرتهم ولعلك لم تسمع نبهانى كمال يغن الحقيبة وكذلك صديقى عبدالخالق فضل الله الدرديرى وهو يجيد العزف ويشدو بمعية شرحبيل وهشام حسن والبقية لك التحية ولنا عودة

الاخ ضياء

تحياتي
اعلم ان جميع الذين لهم صلة ببارا ..يحسنون الغناء والاستماع..اعلم ان فخر الدين مغني مجيد..ولكني لم آت علي ذكره لاننا لم نعاصره في خورطقت..فهو الدفعة التي اتينا خلفا لها كما اظن..نبهاني وعبد الخالق اصدقائي ..واعلم اجادتهما للغناء ..خاصة نبهاني..اذكري ايام صفانا..صدي وصدي..وقد فاتني ذكرهما ربما لاني لم اشهدهما علي مسرح خورطقت..
اشكرك علي المداخلة..والاضافة القيمة..وبكل تأكيد حديث الذكريات يحتاج الي مساندة..لك ان تتصور اني اكتب من الذاكرة..من غير مساعدة من احد..وعن احداث عمرها الآن خمس وعشرون سنة..
حينما كنا في خورطقت..وجدنا في دفعة المليشا..الدفعة المتخرجة..عباس علي عبد الله الكجباوي،السر محمد حسن يسن،عصام كمال الدوري،محمد حسن محمود،حسن السيد احمد،سيد محمد حاج الفكي(ود القصير)،بشير محمد اسماعيل،ابو بكر محمد طاهر،عبد الوهاب الدرديري عبد الخالق الدرديري،محمد عبد الله ابو لكة(الكير)،عبد الباقي آدم جودة،عبد الباقي مجمد اسماعيل
وفي الدفعة التي تسبقنا بعام..خليل علي معروف،سليمان احمد كرداوي،ابراهيم عبد الودود كرداوي،يوسف مصباح يوسف،المرحوم احمد محمد عمران،عمر الفاروق حسين،عمر الفاروق محمد طاهر،عصام حمودة الباقر
وفي دفعتنا كنت انا،الجاك محمد علي الجاك(بازنقر)،عصام حسن محمود،ازهري محمد احمد علي الاعيسر(سيحة)،حامدنو محمود،سيف الدين عبد الرحمن السيد،مجدي عثمان السيد،مجدي امين قريش،ادريس الحاج احمد(ابو السرة)،صلاح العوني مهدي العوني،عاصم محمد اسماعيل،سيد حسن الخليفة(التامبيرا او المجروس)،اسماعيل محمد اسماعيل
وفي الدفعة التي اتت من بعدنا بعام..ياسر محمد البخيت ارن(اب جغرة)،ياسر علي معروف،حسين الدرديري عبد الخالق الدرديري،حسن الدرديري عبد الخالق الدرديري،نبهاني كمال يوسف الدوري،محمد التاج الطاهر،اباذر ابراهيم مكي(نكير)،الشيخ عبد الحفيظ بكري محمد مدني،المرحوم فخر الدين محمد صالح حسين،عبد الرحيم حسن الخليفة،رحمة...،اسماعيل عبد القادر البصير،ميرغني علي كوكو
وفي الدفعة التي لحقت بنا بعد عامين..احمد الشاذلي الشيخ الريح،عبد الخالق الدرديري عبد الخالق،عبد المطلب محمد عبد الرحيم،عادل سالم جمعة سهل،طارق مصباح يوسف،عبد المطلب علي سريان،فتح الرحمن الجيلي احمد دوليب،هشام حسن،ابو الغيث محمد اسماعيل ابورادعة
اخي ضياء كانت هذه محاولة مني لحصر ابناء بارا في الفترة التي كنت فيها بخورطقت ..حسب دفعهم ..آمل الا تكون الذاكرة قد اسقطت احدهم..
وكل هؤلاء الذين ذكرتهم فيهم شئ من الابداع..ففي الغناء..السر محمد حسن يسن،بشير محمد اسماعيل،صلاح العوني،عاصم محمد اسماعيل،عبد الخالق الدرديري،نبهاني كمال الدوري،محمد التاج الطاهر..
العازفون..بشير محمد اسماعيل،عبد الوهاب الدرديري، المرحوم احمد محمد عمران(جيتار)،عاصم محمد اسماعيل(بيانو)،صلاح العوني(بنقز)،نبهاني(عود)،اسماعيل عبد القادر اب داقوشة(اكورديون)،عبد المطلب محمد عبد الرحيم(ايقاع)
لاعبو كرة القدم..تميز خليل علي معروف،ادريس الحاج احمد اذ كانا يلعبان بمنتخب المدرسة..وادني منهما سليمان احمد كرداوي،سيف الدين عبد الرحمن السيد،ياسر علي معروف،عبد المطلب محمد عبد الرحيم،حامدنو محمود،ياسر ارن..الذين لعبوا في منتخبات داخلياتهم..
من الشعراء..بشير محمد اسماعيل..احمد محمد عمران..عمر الفاروق حسين..عاصم محمد اسماعيل..عبد الرحيم حسن الخليفة
ومن الرسامين..تميز عبد الوهاب الدرديري.........
والذين تميزوا اكاديميا..عباس علي عبد الله ،بشير محمد اسماعيل،سيد محمد حاج الفكي (ود القصير)،احمد محمد عمران،عمر الفاروق حسين حامد،صلاح العوني،عاصم محمد اسماعيل،نبهاني كمال،عبد الخالق الدرديري،طارق مصباح يوسف،عادل سالم جمعة سهل
وفي المسرح..سيحة،حامدنو ،سيد حسن،عبد الرحيم حسن..فضلا عن المجالات التي ذكرنا فقد كانوا مساهمين..في كل انشطة المدرسة الاكاديمية،الثقافية،الرياضية والسياسية..يمكن ان نجمل القول ..في ان ابناء بارا تلك الفترة كانوا اميز الطلاب واكثرهم حضورا اجتماعيا علي الاطلاق...وهذا بحكم وحدتهم الاجتماعية والتصاقهم ببعض ..بحكم علاقة البلد والدم الذي يربط بين معظمهم...

استاذي الباهر النور محمد حمد
تحياتي
كما وعدتك..فان وعد الحر دين عليه..الاخ لؤي لم يقصر في افهامي ..كيفية التحميل ..لذا سأتحفك بما في حوزتي من صور عزيزة..من تلك الايام الندية في خورطقت..واستفتح بصورة الصديق الحبيب ..خالد حاج الطاهر..وهو كما اشرنا..شهم ،كريم،مبدع ومزعج في آن معا..ولندع الرسم يحدثنا عن تلك الشخصية المحببة..

استاذي الاغر

هنا صورة..لصديق عرفته في المرحلة الثانوية العامة واستمرت علاقتي به..حين جئنا الي خورطقت..ثم الي جامعة الخرطوم..كريم ،اصيل ،شهم،رياضي،مثقف،طروب(ليتك تسمعه وهو يغني بصوت منكر ..رائعة احمد المصطفي ..سفري السبب لي اذايا..وقتها ما كنا نعرف له سفرا اوقع عليه أذي)..نشاطه بالمدرسة كان شموليا يغطي كل انواع النشاط المبذولة..حكم في كرة القدم..وعضو فريق الvolumes..مسرحي لم يتأخر عن المشاركة في ليالي داخليته..كان قياديا ..عضوا بلجنة الطعام..ورئيسا لداخليته..له علاقات مميزة غاية التميز مع مدرسيه ومع ادارة المدرسة..محبوب بين زملائه..واكثر بين البسطاء من عمال المدرسة..كان متميزا في دروسه..ويده بالمال تجود بلا تردد..فهو يعطي كل صاحب حاجة من الطلاب او العمال..واحيانا لا يدخر لنفسه شيئا..بل ويجرنا الي هذا الاجر العظيم..كثيرا ما ياتيني..سيف ..حوالتك ما جات..اخبره بانها جات..جيبا ..اعطيها دون سؤال..لاسمع منه ان عم فلان ..مرتو دايرة تلدي وما عندو حاجة..يجود بما لديه وبما لاصحابه..مرة سألتك سؤال ..ولم تجب عليه ..في شأن هذا الرجل..فهو رغم ما ذكرناه عنه ..ورغم انه لا يتعاطي حراما او مكروها..فقد كان ابا روحيا لشلتنا..يرعاها ولا يفارقها..ويحضر كل فعالياتها ..بما فيها الليلي..رغم هذا التوصيف تم اختياره طالبا مثاليا..وكنا نتمني ذلك..نؤيده..وفرحنا به غاية الفرح..الا ان ما يحيرنا ان عضويته لشلتنا كانت معلومة..وهذا مما كان يحسب عليه..الا ان لجنتكم الموقرة قد اتت به طالبا مثاليا..ولربما دار لغط ..حول مثاليته آنذاك..ارجو اماطة اللثام ان كنت تذكر

انه هاشم يوسف الدقير

وهذه صورة للصديق بشير ادريس عبد السلام الذي تشارك هو وهاشم يوسف الدقير..جائزة الطالب المثالي..وبشير كنا نطلق عليه(سقراط)..متأنق في حديثه ..مطلع ..ومثقف..كان من المتفوقين اكاديميا..كان من زعامات الطلاب ..فقد كان رئيسا لداخليته..مهذب ،ودود،خلوق،محترم..محبوب بين زملائه واساتذته..درس الصيدلة بمصر..يعمل الآن بدولة من دول الخليج ..واظنها قطر

معظم هذه الصور بكاميرا الاستاذ النور محمد حمد..وهنا صورة لمسجد المدرسة

العزيز سيف
أولا التهنئة لك بالقفزة الإليكترونية ودخول عالم تحميل الصور. والشكر موصول مرة أخرى للأخ لؤي.
لقد سعدت برؤية صورتك بعد كل هذه السنوات. الغريبة أن الصور الجديدة لم تمح من مخيلتي صورتك وأنت في الشورت والقميص الرصاصيين. لا أزال أذكر مشيتك المستعجلة وتلفتك السريع، وأنت "تبرطش" في برندات خورطقت!

هاشم يوسف الدقير كان نسيج وحده. فهو إبن لأسرة عرفت بالصفات القيادية، ولا غرو أن برزت هذه الصفات في هاشم، وهو بعد دون العشرين بسنوات.
كان هاشم حاملا للجينات التي أهلت كثيرا من الأسرة السودانية لتصبح جزءا من المنظومة التي عرفت مؤخرا بـ " الإدارة الأهلية". والناس في السودان لا يقدمون شخصا ليصبح زعيما لهم إن لم يكن مؤهلا حقيقة للقيام بذلك الدور. وتلك من كنوز الحكمة الشعبية التي فاتت على الشيوعيين وعلى ناس مايو الذين تعاونوا على حل الإدارة الأهلية بليل. ما يحدث عبر زمان طويل لا يمكن نقض غزله في ليلة واحدة. وهذه واحدة من نقائص التحديث المكلفت.

الكرم سمة من سمات زعماء القبائل، ومن سمات وجوه القوم في الثقافة السودانية، شماليها وجنوبيها وشرقيها وغربيها. ولا أعرف رأس قبيلة، أو زعيما شعبيا، أو ناظرا، أو عمدة اتسم بالبخل. السودانيون ينفرون من البخلاء، والبخيل بطبيعة حاله لا يستطيع أن يجمع الناس حوله. والسودانيون يتركون البخيل وشأنه. لم أعرف أن هاشم كان يأخذ حوالاتك المالية ليساعد العمال والطلاب المعوزين، إلا من مداخلتك الأخيرة. غير أن ذلك لم يفاجئني فيه فتلك خلة من خلال الزعامة تميز بها كل الزعماء الأهليون. فالزعيم الحقيقي هو الذي يهتم بشؤون قومه، فيغث ملهوفهم، ويقيل عثرات العاثر منهم، ويتفقد أحوالهم. وهاشم قد شب على تلك الصفات القيادية النبيلة.

لاحقا تعرفت على عمر يوسف الدقير، وعلى جلال يوسف الدقير، وعلى محمد يوسف الدقير. وكلهم يتمتع بنفس الميز التي رأيتها في هاشم. وهو طالب في خورطقت. كان هاشم مقبولا كما تفضلت، عند الطلاب وعند الأستاتذة وعند العمال. ووارد في الأثر أن الله يخبر الملائكة بأن الله قد أحب فلانا، فيقوم الملائكة بالنداء في الناس بأن الله قد أحب فلانا، فأحبوه.

وتسألني عن كيف وجد هاشم ميزة الطالب المثالي، وهو من "الشلة" إياها. وليس لي إجابة على ذلك السؤال. أنا شخصيا لم أعرف أي شيء عن تلك الشلة، عندما كنت في خورطقت. ولم أكن أتعقب الطلاب أو أحاول معرفة أي شيء يزيد على الذي يظهرون به أمامي. بعض المعلمين يظنون أن من حقهم، وربما من واجبهم معرفة ما يدور في الخفاء في حياة الطلاب. وتلك قفي تقديري نزعة غير تربوية، وإن ألبسها أهلها لبوس الحرص على التربية. هي نزعة شخصية وفضول يتدثر بدثار التربية والحرص على الآخر. أعني ذلك الآخر الذي يصبح موضوعا للتقصي السلوكي وللتنقيب، ولاجتياح الخصوصية!!.
زمني لا يسعفني، ولي عوجة.

استاذي الاعز
تحياتي..متشحة بسواد اوجبه حزن مستحق..علي الراحل الصنديد الخاتم عدلان..تولاه الله برحمته وغفرانه..
استاذي ..
اعود الي مداخلتك الاخيرة لاقف علي جزئية طريفة منها..وهي اتيانك علي ذكر(البرطشة) ..التي كنت امارسها في برندات خورطقت..فما كنت احسب ان احدا يذكر تلك البرطشة ..خاصة من اساتذتنا..وحقيقة ولاسباب لا ادريها..كانت هوايتي الا..التزم بالصندل او الحذاء الذي يجب علي لبسه..كما تحدد لوائح المدرسة..كنت مغرما ولغير ما سبب..بلبس (الشبشب) او (السفنجة)..مرة بعد ان نفدت (شباشبي)..بفعل البرطشة المتواصلة..وكنت حينها في الصف الثاني ..اكتشفت ان لتلك البرطشة معجبين ..افتقدوها بسبب انتعالي ..للصنادل والاحذية..هذا الافتقاد دفع الصديق اسامة حسن دبلوك..الذي يلينا بدفعة..وهو صديق عمق من علاقتي به صداقة بين والدينا.. وعلاقة اسرية حميمة بين اسرتينا(علي فكرة يغريك كثير سلامه وهو متابع لهذا البوست)..دفع افتقاد البرطشة الصديق اسامة دبلوك..الي اهدائي(شبشبا)فاخرا اتي به من ابوظبي ..حيث كان يعمل والده..وكان من الطراز الذي يسمي ذلك الوقت(دبابة)..فحين امتطيت صهوة ذلك الشبشب الدبابة..كان (للبرطشة) تنغيم او قل ايقاع آخر..فبدلا من النغمة(طبش..طبش..طبش)اصبح الايقاع(رب..كرب..رب كرب)بضم علي الراء والكاف..
والغريب في الامر..انني متأن مبطئ في مشيتي ..الا في برندات خورطقت!!ومرد هذه السرعة الجنونية وتلك الالتفاتات القلقة..انني كنت عبارة عن جريمة متحركة..وكوم من المخالفات يسعي علي رجلين..شعر غير حليق..قميص ملون..شبشب او سفنجة..تأخير من الحصة..فكنت اسرع متلفتا..تفاديا لعيون الرقباء والمتصيدين..فان تمكثت ولم احسن المراقبة والملاحظة..لاصطادني صول او مدرس او حتي مدير..وبهذه المناسبة اهديك هذه الصورة..وهي من اعمالك..حين كنا في ثانية صديق..

في الصف الاعلي وقوفا..الرابع من اليسار هو الصديق نادر الزين الرئيس الثاني لداخلية ابو سن..والثالث من اليمين في ذات الصف..الصديق ياسر حسن الاسطي..
الصف ادناه..وقوفا..من اليمين الاول..ادريس فرحنا..الخامس يلقب بالخديوي..السادس النور اسماعيل مكي متكئا علي السابع وهو الصديق احمد فضل عبد الرحيم..يلي احمد فضل واحد لم اتبينه..ثم صغيرون الزين..يليه احمد محمد آدم(كنا نلقبه افلاطون)..ويليه آخر فاتني ذكره..ويأتي..صبري الطويل ..واثنان فشلت في تذكرهما
الجالسون علي الكراسي..من اليمين..سليمان متبر(تخرج من قانون الخرطوم)..ابكير محمود مهنا(تخرج من معهد الرياضة العالي)..انور محي الدين العبيد(تخرج من اقتصاد الخرطوم)..زميل يدعي سعيد..خالد حاج الطاهر..الاستاذ يسن الطيب (مرشد الصف)..هاشم يوسف الدقير..آخر لم اعرفه..ثم بشير ادريس عبد السلام(سقراط)وهو يلبس نظارة..اثنان لم اتذكرهما..
الجالسون علي الارض..من اليمين..يسن(كان بداخليتك)..آخر لم اذكره..الطيب ابو القاسم(تخرج من اقتصاد الخرطوم وعمل بالخارجية)..محمد علي مختار(تخرج من طب الجزيرة..آخر عهدي به طبيبا مرموقا بكوستي)..الراقد علي الارض..صلاح(الذي الصق به خالد حاج الطاهر لقب البنز لقصره)..ثم صلاح العوني مهدي العوني(تخرج من زراعة الخرطوم ويعمل بالتجارة بالابيض) ويظهر في الصورة متكئا علي شخصي(يمكنك ملاحظة المخالفات التي ارتكبها في هذه الصورة..قميص ابيض بأكمام طويلة وسفنجة..وشعر يبدو انه لم يقص كما ينبغي)..الي جواري ..عبد الباقي(ايضا تخرج من جامعة الخرطوم)..آخر لم اتذكره..ثم عبد الله محمد عوض(حضارة..آخر عهدي به انه يعمل بليبيا)..الي جوار حضارة..ادريس الحاج احمد(ابو السرة..ظهير المدرسة الايسر..من بارا وكان بداخلية دينار)..ثم اخيرا ..عطا المنان بشير..

استاذي الأجل
مرة اخري لك التحية
اعود بك الي الحديث عن هاشم يوسف الدقير..فهو كما قلت بل يزيد..والفضل يرجع الي اسرته كما تفضلت..فهي اسرة اتسمت بكرائم الخصال..والدته تقية كريمة..مشهود لها بعطاء تغرق نعمه القاصي والداني..تجودبه بلا من او أذي علي كل صاحب حاجة...
اما والده المرحوم يوسف الدقير..احسبه من الصالحين..هو من فحول العبدلاب بعرق يمتد به في بطون الجابرية والجباراب..تقي نقي..من الاطهار المخبتين..متصوف..طريقته..الطريقة التيجانية..لا تفارقه مسبحته مطلقا..اداء لوظائفه واوراده..يلهج لسانه بذكر لا ينقطع..ويتحرك ابهامه مشتركا مع سبابته..دائبا..بين شواهد مسبحته ..مستغفرا..مصليا علي المصطفي..ومهيللا..في الزمن ..الذي يفصل ما بين الاسحار وبواكير الصباحات حيث جوهرة الكمال..وبين الاصائل والعشيات حيث يصلي علي الفاتح لما اغلق الخاتم لما سبق ..ناصر الحق بالحق والهادي الي السراط المستقيم وعلي آله وصحبه وسلم..هكذا كان يومه..لسان رطب بالذكر آناء الليل واطراف النهار..
هو من ام سنط..انتقل الي المجلد..بحثا عن رزق ..ادخر له في تسع اعشار الرزق المقسوم ..لامة محمد ..كان تاجرا..وفي المجلد رزق بأبنائه الذين تعرفهم ..معظمهم ان لم يكن كلهم..وفيها اشتهر بكرم ..سارت به الركبان..كان يخص به البسطاء قبل الوجهاء..لذا تجد ابناءه الي البسطاء اقرب..ارتحل الي ام درمان..فكان منزله كما ..كان في المجلد..رغم العمار والحداثة..الا انه ظل ..(كتكايا)المتصوفة..تجد فيه من البشر الوانا..من كل القبائل..وكل الرتب الاجتماعية..أدناها قبل الذي يعلو..والكل في نزل ذلك الرجل عزيز كريم..وفي كنفه ..ينعم بالتوقير..يؤاكل الجميع،يؤانسهم علي قلة ما يجود به من حديث..يتصدق عليهم بابتسامات صادقة ..تضئ في وجوههم قبل ان تأتلق في وجهه..كان مقلا في الحديث ..مكثرا من العطاء..ورجل هذه صفاته لا بد انها منتقلة الي من اتو من صلبه..فهي في جلال ،محمد،معاوية،علي،هاشم،معز،خالد ،ابوالعباس ..وكلهم..
*لدينا صديق مشترك..كان مغاضبا لهاشم..واراد ان يعبر عن ذلك الغضب..بتجريد هاشم عن كل فضيلة ..ناسبا اياها الي والده المانجل يوسف الدقير..فقال مخاطبا لي:هو صاحبك دا ما يعمل لينا فيها انسان كويس..كل الحاجات الكويسة الفيهو دي ما حقتو..وما عندو فيها حاجة ..كلها حقت عم يوسف..ولا ادري ان كان ذلك مدحا له او ذم..الا انه صحيح في وجه من وجوهه..
*بخصوص اختياره كطالب مثالي..اذكر انه ..وفي تلك الايام سرت اشاعة مفادها ان هاشما معترض عليه من قبل بعض اعضاء اللجنة..بسبب انتمائه وصداقته لشلة معينة..لا تلقي رضي الادارة..لذا سألت ..ويبدو ان اجابتك كانت كافية..
هذه صورة لي مع هاشم..حين زارني في الفاشر..عقب امتحانات الشهادة..حيث تم نقل والدي من واد مدني الي الفاشر..وقضي معي فترة رائعة بمدينة الفاشر..

المشهد الثقافي
انتهينا في حديثنا السابق عن المشهد الثقافي بخورطقت..الي ان طلاب خورطقت كانوا ممن يحتفي بالغناء والتعزاف..وانه لم يقتصر علي كونه واجبا تنافسيا..يقدم من علي صهوات المسارح..وانما كان سلوكا عاما ومنشطا لغالب الطلاب في غالب اوقاتهم..وانهم كانوا ممن يتخير جياد الاغاني ..وممن يحسن التسامع..
قطعا لم تكن ليالي الداخليات مهرجانا للغناء ،الذي لم يكن يتعد الفقرة الواحدة او الفقرتين علي الاكثر..ان قسمناه الي غناء حديث وشعبي..من ضمن عديد من فقرات ..اشتملت علي المتنوع من ضروب الابداع..فبجانب الغناء والتعزاف..حديث ،شعبي،عزف منفرد..كانت من ضمن الفقرات..فقرة اساسية ..هي المسرحية الرئيسية..وهذا باب برع فيه الطلاب ايما براعة..بدءا من اختيار المسرحية..والذي يتطلب حسا نقديا عاليا..فقد كان لزاما علي كل داخلية ،كما كانت تقضي بذلك لجنة التحكيم..ان تقدم مسرحية هادفة تعالج موضوعا هاما..ورغم يفاعة المتنافسين..الا انهم وفقوا في اختيار اعظم وافضل الاعمال المسرحية ذاك العهد..فقد شاهدنا ماكبث،الحلاج،الشيطان يحكم،اللحظات الاخيرة،خطوبة سهير،لا تؤرق صمتي..ولعل الاستاذ النور يضيف الينا مما يذكر من مسرحيات قدمت في تلك الفترة...
لم يكتفي الطلاب بتقديم المشهور من الاعمال المسرحية..والتي كتبت بواسطة مؤلفين معروفين..فقد قدموا مسرحيات من تأليفهم..وبرعوا في ذلك..وان لم تخني الذاكرة فان داخلية دوليب قدمت مسرحية من تأليف احد طلابها..وكذلك فعل طلاب تكتوك ..وداخلية زاكي الدين ..
ولا تنتهي رحلة الابداع الطلابية..باختيار الجياد من الاعمال المسرحية او تأليفها..وانما تمتد رحلتهم مع الابداع..براعة في الاخراج،الديكور،الاكسسوار،المكياج،الازياء،الموسيقي التصورية،الاضاءة..وما ورد في هذه القائمة..يقع من الاهمية بمكان لانه يقع ضمن المفردات التي تخضع لتقويم لجنة التحكيم..والتي اتسمت بالصرامة والدقة..فهي تحاسب علي الزمن وفق تقسيم متعارف عليه..وعلي الصوت ..الاخراج..الديكور...الخ
وقد كان الاستاذ النور محمد حمد ..عضوا..بل ركنا ركينا من اركان تلك اللجنة..وليته يميط اللثام عما كان متبعا من معايير لتقويم الاداء المسرحي..
ما نخلص اليه ان مدرسة خورطقت..كانت تقدم في العام الواحد..عدد عشر مسرحيات..هذا ما كانت تعجز عنه المسارح المتخصصة..القومي منها والاقليمي..والطالب في خورطقت..كان من المتعين عليه مشاهدة ثلاثين عملا مسرحيا..خلال الفترة التي يقضيها بالمدرسة..مما ينمي ملكات ..المشاهدة..النقد ..ويرفع من معدلات الوعي والمعرفة..
بل لم يقتصر هذا الاشعاع المعرفي..والوعي المسرحي علي طلاب المدرسة واساتذتها..فقد شمل العمال وسكان القري المجاورة لخورطقت..وبعض الزوار الذين يأتون خصيصا لهذه الليالي من الابيض..
وهناك شرط غاية في الصعوبة..لتقديم اي عمل مسرحي ..فقد كان مشترطا ..الا يكون هذا العمل من الاعمال التي قدمت قريبا..في مسرح المدرسة..ويفضل الا يكون من الاعمال المعروفة..هذا يجبر الطلاب علي متابعة المسرح..ومتابعة المكتوب من الاعمال المسرحية..والتثقف في هذا المجال..ليتم ابعاد ما قدم..وما هو معروف..وما هو ضعيف غير هادف..وفي هذا تنعقد الاجتماعات..او قل المنتديات..لنقد ما يقترح من اعمال..واحيانا تستمر هذه الاجتماعات الي صباح اليوم التالي..وبحكم هذه الممارسة ..يمكن القول بان معظم طلاب خورطقت..مسرحيين من الدرجة الاولي..يمكنهم ان يصدروا الاحكام الصمدة في النصوص..ويفتون بما هو يقيني في الاخراج..الاضاءة ..الديكور..الازياء..الخ
برز طلاب عديدون في تميز الاداء المسرحي..اذكر منهم عبد الرؤوف(ود التوم)،هاشم الدقير،خليل علي معروف،ايهاب عز الدين،النور عجبنا عز العرب،تنير،ازهري محمد احمد علي،حامدنو محمود،ود المكي(ود التوم)..ولعل افادات الاستاذ النور ..تكون اكثر دقة واعتبارية من شهادتي ..بحكم ما لديه من معارف وخبرات في هذا المجال..

ادناه صورة لجانب من مدرسة خورطقت..وهي بكاميرا النور حمد

العزيز سيف

أولا شكرا على صور خورطقت التي بدأت في نشرها. ولقد سررت جدا أن بعض صوري لا تزال في حوزتك. فأنا قد فقدت، كما ذكرت سابقا، معظم صوري بسبب التنقل الكثير. وهذه فرصة لاستعادتها مرة أخرى.

المشهد\ الثقافي في خورطقت، مشهد مهيب. ولعل من ميز المدارس الداخلية الكبيرة من شاكلة وادي سيدنا وحنتوب وخورطقت، أنها أتاحت للطلاب بعدا تعليما يمتد كثيرا وراء المنهج المدرسي الرسمي. فالعمل السياسي ووجود التنظيمات الطلابية وإصدار الصحف دفع بالطلاب إلى الإستزادة من مناهل الثقافة المختلفة. فالسياسة لصقية الصلة بالفلسفة وبالإقتصاد، وبالأدب، وبأمور أخرى كثيرة.

كان الأساتذة التقليديون يضيقون بانخراط الطلاب في العمل السياسي، ويرون أن واجب الطالب هو الإنحصار في واجباته الأكاديمية. وما ذلك إلا بسبب قصر في النظر لما يجب أن تكون عليه صورة التعليم. فإذا كان غرض التعليم هم انجاب المواطن الصالح، وتنشئة المواطن المهتم بالشأن العالم والمشارك في العملية الديمقراطية، فإن الممارسة السياسية التي تتم خارج المنهج الدراسي تصبح امتدادا طبيعيا للمنهج الدراسي، لا غنى عنه. الإنحصار في المنهج المدرسي، وهو منهج متسم بكثير من القصور، ينتج موظفا، ولكنه لا ينتج مواطنا.

كان العمل مع الطلاب في التحضير لليلاتهم المسرحية من أحب الأعمال إلى نفسي. وقد كان يدهشني استعداد الطلاب للبذل من مالهم، وهو قليل عند أغلبيتهم، لكي تكون داخليتهم في المقدمة. لقد أكسبت تلك المنافسات الطلاب قدرة على التنظيم، وعلى التخيطيط، وعلى التنفيذ. وهذه كلها جوانب تربوية وتعليمية أهم بكثير مما يجري من استظهار للدروس الباردة الميتة التي يطفح بها المنهج المدرسي القائم على الحشو والحفظ، واستظهار المعلومات ساعة الإمتحان ثم نسيانها عقب الإمتحان مباشرة.

استعدادا لليلة المسرحية يقسم طلاب الداخلية أنفسهم إلى لجان مختلفة. كانوا يجمعون مساهمات من كل الطلاب لشراء حاجيات الديكور واللبس والمكياج وغيرها. وتعمل كل لجنة في الجانب المنوط إليها. بعض اللجان كانت مثلا تستعير الكراسي الوثيرة من بيوت المدرسين حين يحتاج العمل المسرحي إلى ذلك. أحيانا يجلب الطلاب الملابس النسائية من حلة العمال وغيرها مستخدمين صداقاتهم. وبعضهم يجلب ذلك وغيره من الأقارب في مدينة الأبيض. تلك الأنشطة كانت تعطي الطلاب فرصة ممتازة للمارسة العمل القيادي المسؤول في التخطيط والتنفيذ. وتعطي ثقة في النفس وأحساسا بالنفع للجماعة.

صباح كل خميس يأتيني مناديب الداخلية التي عليها تقديم الليلة وذلك لشراء مواد الرسم للوحة الخلفية. واللوحة الخلفية امتداد للديكور المسرحي وهي تقريبا بعرض ستة أمتار وارتفاع ثلاثة أمتار ارتفاع. كنت أشرف على تنفيذ ذلك العمل لكل داخلية. وقد بلغلا عدد اللوحات التي نفذتها مع طلاب الداخليات المختلفة عبر خمس سنوات من العمل في خورطقت الخمسين لوحة. وبما أن حجم تلك اللوحات قد كان كبيرا فقد كنا نستخدم في رسمها أرخص المواد. وتجربة الرسم على مساحات كبيرة تجربة مهمة جدا في مجال الفنون. وهناك كورسات مصممة لهذا الغرض في كليات الفنون المختلفة تقع تحت مسمى mural painting وقد وجد طلابنا في خورطقت فرصة ممارستها في وقت مبكر.

يأتي المناديب إليّ مساء الأربعاء أو صباح الخميس لكي أكتب لهم قائمة المواد. كنا نستخدم ما يسميه النقاشون "ألوان تراب" وهي بودرة رخيصة تباع في المغالق بالكيلو. كما كنا نشتري الأزبداج، وهو مسحوق أبيض رخيص ونقوم بخلطه بمسحوق الصمغ العربي. فالأزبداج و"ألوان التراب" لا تثبت على القماش إلا إذا تم خلطها بمادة الصمغ. وتضم القائمة أحيانا مسامير وأسلاك وفرش كبيرة، وغير ذلك. يذهب الطلاب في الصباح الباكر إلى مدينة الأبيض بعد أخذ الإذن من آباء الفصول، ويعودون مع عربة "المصاريف التي تعود عادة مع بداية الحصة الثانية.

كنت أقوم بتخطيط اللوحة بفحم الرسم charcoal في الصباح الباكر، ويقوم الطلاب الموهوبون في الرسم بعملية التلوين تحت إشرافي وتوجيهي طيلة بقية اليوم. وغالبا ما ينتهي العمل عند العصر.

كانت من مهامي أيضا، بحكم إشرافي على جمعية الموسيقى، حضور البروفات للأعمال الغنائية في الداخليات المختلفة. وكان رؤساء الداخليات يحرصون على دعوتي وعلى حضوري حتى يطمئنوا على سير البروفات. وكان حضوري يساعد على ضبط العازفين حتى لا يحولوا البروفة إلى حفلة. فالبروفات عمل ممل بسبب ما يجري فيه من تكرار وإعادات، وتوقف هنا وهناك.

كان الطلاب يتعلمون كثيرا في إعدادهم لتلك الليالي، كما كانوا يتعلمون وهم يشاهدون أعمال الداخليات الأخرى. وفي الفترة التي أمضيتها في خورطقت رأيت تطورا ملوحظا في الأداء التمثيلي، وفي الديكور، وفي الإضاءة، وفي كل جوانب الإخراج المسرحي. فقد كان الطلاب يراكمون الخبرات عاما بعد عام، ويبنون على ما تراكم منها.

كانت هناك أيضا المحاضرات والليالي الأدبية المختلفة التي تزيد من ثراء المائدة الثقافية لخورطقت. فقد شهد مسرح المدرسة ليالي أدبية كثيرة. أذكر من بعضها ما قدمه الشاعر فضيلي جماع أثناء إقامته وزياراته لمدينة الأبيض. كما أذكر ليلة مشهودة قدم فيها رئيس شعبة اللغة العربية، الأستاذ عمر محجوب التنقاري، شاعر الحقيبة المشهور حدباي، وشاعر كردفان المشهور قاسم عثمان. وقد كانت ليلة من ليالي العمر. كانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها حدباي، وقد كان في أخريات أيامه. ورغم تقدمه في السن فقد كانت متقد الذاكرة. وقد تحدث بتفصيل مدهش عن صداقته لخليل فرح، وعن أيامهما معا. وكشف كثيرا من جوانب تجربة خليل فرح مما لم أكن ملما به. كما تحدث حدباي أيضا عن تجربة عمله في دوانكي كردفان المختلفة وقصصه مع حسانها، وقصائده التي كتبها في تلك الحقبة. ولابد من الإشارة هنا إلى أن الأبيض تضم أيضا شاعر الحقيبة الكبير محمد علي عبد الله، الملقب بـ "الأمي". وهو صاحب قصيدة "عيون الصيد الناعسات عيوني" الشهيرة.

استاذي الباهر
تحياتي
*بمناسبة الصور ..هذه مجموعة ظللت محتفظا بها في حلي وترحالي..بعضا مما احتفظ به من صور خورطقت..تعرض للسطو من بعض الزملاء..وبعض منها لا زال بالسودان..سوف اعرض ما بحوزتي هنا ان شاء الله..وسيسرك ذلك.
*وجود النشاط الثقافي..السياسي ..الرياضي..جعل من المدرسة بيتا للطلاب..فالزملاء والاساتذة..العمال ..كانوا يعطون دفء الاسرة..الانشطة الثقافية،السياسية،الرياضية..كانت تعطي الاشباع لهوايات الطلاب وهواهم..الدراسة الاكاديمية ..واجب من ضمن الواجبات العديدة التي كان يؤديها الطالب..لذا كانت خورطقت من احب بقاع الدنيا لمن درسوا او عملوا فيها..وطالب خورطقت ..هو الطالب الوحيد..الذي كانت تزعجه الاجازة..ولولا اشواقنا لذوينا ..لرفضناها..ففي طقت ..كنا نجد الاسرة..ونجد من نتخير من صحاب..وكنا نلهو..نتثاقف..نغني..نطلع..نتعلم..ALL PSYCHOLOGICAL&SOCIAL NEEDS WERE SATISFACTORILY FULFILLED.
*موسم ليالي الداخليات ..بحق كان موسما للثقافة..وكان فرصة طيبة للطلاب ..للتدرب علي النقد..الاختيار..الانضباط..المسئولية..والتدرب علي كل الفنيات المرتبطة بالمسرح ..من ديكور،اضاءة،اخراج ،ازياء..الخ
*حقا..وكما تفضلت..كانت ال EXTRA CURRICULLA ACTIVITIES ..تعطي بعدا اضافيا للمنهج الدراسي..وتتيح نوعا من التعلم الذي يواكب مناهج التعليم الحديث..وهذا ما لم يكن متاحا في المدارس الاخري..خاصة المدارس الخارجية..فطالب خورطقت HAS DIFFERENT RESOURCES OF LEARNING ..مما يجعل افقه اكثر اتساعا..
*ليالي الداخليات كما سبق قولنا.. ما كانت تقتصر علي الغناء..التعزاف..المسرحية..فقد كانت هناك فقرات اخري..كالخطابة التي برز فيها النور عجبنا عز العرب..والشعر..فقد كان في المدرسة شعراء مجودون ..كبشير محمد اسماعيل(ليتك تمدنا بقصيدته لك الولاء التي قدمتمونها كافتتاحية لاحدي لياليكم)..المرحوم احمد محمد عمران..الحاج محمد حمدت الله..وكانت الرقصات الشعبية..التي لم تقتصر علي الكردفاني كالجراري ،الكرنق،الكمبلا،المردوم..وانما غطت كل انحاء السودان كرقصات الشرق ..منها ما قدمته دوليب..بقيادة المجروس(سيد حسن) في رقصة السيف الهدندوية..ورقصات من شمال السودان..رقصة الحلفاويين وغيرهم من قبائل الشمال..وكانت رقصة العروس ..التي برع فيها الصديق حامدنو محمود من داخلية ابو سن..وتعامل الطلاب مع الغناء ..الرقصات الشعبية كان يدلل بقوة علي الNATIONAL SCOPE OF STUDENTS.
*النشاط الثقافي ..لم يقف علي ليالي الداخليات فحسب ..فقد كان هنالك نشاط الجمعيات الاكاديمية والثقافية ..والتي كانت تقيم المعارض..والاسابيع..وتقوم بالرحلات..وهذا باب آخر من ابواب الابداع التي يلج منها طلاب خورطقت..
*فضلا عن ..العلاقات الثقافية للمدرسة مع جهات وافراد يهتمون بالنشاط الثقافي..فكما تفضلت..كانت هنالك المحاضرات الندوات..الليالي الشعرية والادبية..التي كان يقدمها اعلام من المهتمين بذلك..كالليالي التي كان يقيمها الشاعر حدباي..(رضوان نام وغط والحور منو نط)..من اشعار حدباي في حسان المدارس..وكذلك ما قدمه الشاعر فضيلي جماع..ولا ننسي الحلاج..ولعلك قد غطيت هذه النقطة بما يكفي..مما يعفيني من مشقة الاستطراد..
*وعلي ذكرك لمحمد علي عبد الله الامي..واغنيته ..عيون الصيد الناعسات عيوني..لا يفوتنا ان نذكر ان الشاعر ود القرشي ايضا ينتسب الي الابيض..وهو صاحب معظم النفائس التي تغني بها الراحل عثمان الشفيع..القطار ،البانجديد،الحالم سبانا،الذكريات..الخ..ولا ننسي ان الابيض كانت محطة هامة من المحطات التي تلبث فيها شاعر الحقيبة..سيد عبد العزير..صاحب بت ملوك النيل..وسيدة وجمالا فريد خلقوها زي ما تريد..وهي كانت نقطة الانطلاق لعبد الرحمن عبد الله..عبد القادر سالم..صديق عباس..ام بلينا السنوسي..ولا شك ان شجرة الابداع هذه القت بوريف ظلالها علي مدرسة خورطقت الثانوية.
*من الاشياء التي كان لنا وعي مبكر بها ..الغناء الكورالي الذي كان يؤدي بواسطة الطلاب ..في افتتاحيات الليالي..ومن الذين تميزوا في الاداء الكورالي وقيادته..محمد الياس،محمد علي ومامون بخاري ..من داخلية ود التوم..
*لك المودة ..ولنا عودة

استاذي الاعز
تحياتي
هذه واحدة مما سجلته كاميرتك..من صور حرصت علي الاحتفاظ بها ..وهي لعنبر فايف ..ود التوم وتتكون من الواقفين ..من اليمين الي اليسار
ابو سارة بابكر(عضو بالمنبر..واراه غائبا عن هذا البوست)..حسن محمد صالح..عبد القادر عبد السلام..سلمان عبد الدين..علي احمد عريبي..علي آدم حارن
جلوسا.. من اليمين الي اليسار..رحمة محمد آدم..عبد الرحمن محمد حمدان..بشير الريح بشير..سيف الدولة احمد خليل..عمر نواي..وقد غاب عن الصورة الاخوة محمد الشيخ(من الرهد)..وعبد السيد عبد الله

وهذه اخري..ونحن عائدون من البوفيه..ويبدو ان الداخلية التي تظهر خلف الصورة هي داخلية ود التوم..نرجو من استاذنا النور حمد ..التصحيح ان اخطات الموقع..وقوفا من اليمين الي اليسار:..
-بكري كرار مقفي(الابيض..داخلية ود التوم..فنانها..لاعب كرة قدم بالداخلية ومنتخب المدرسة..تخرج من قانون الفرع ويعمل ببنك السودان)
-خالد حاج الطاهر..الابيض ..داخلية دوليب..لاعب قدم..طائرة..مسرحي..تخرج من جامعة بترول سعودية..ويعمل تاجرا او رجل اعمال ان شئتم..
-ميرغني علي كوكو..بارا..داخلية الولي
-عبد الله محمد عوض(حضارة)..الدلنج..داخلية ابوسن..لاعب مريخ الابيض..منتخب كردفان ..ومن قبلهما لاعب منتخب ابوسن والمدرسة..يعمل الآن بليبيا
-الضي ميرغني..عضو لجنة الطعام
-صلاح العوني مهدي العوني..بارا..داخلية دوليب..خريج زراعة الخرطوم..يعمل بالتجارة بالابيض
-ابراهيم آدم حسن..داخلية الولي
جلوسا من اليمين الي اليسار:
-عيسي فضال..حلة العمال ..ابن العم فضال فراش داخلية ود التوم
-سيف الدولة احمد خليل
-حمودة..داخلية الولي..الدلنج

وهذه صورة تجمع بين..هاشم يوسف الدقير..الذي اوفيناه بعض حقه..والصديق ..هشام عبد الله رحمة(ود المرحوم)..المديني الاول في خورطقت ..ذاك الوقت..كان بداخلية الولي..لاعب كرة قدم بداخليته ومنتخب المدرسة..لاعب السلة..بداخليته ومنتخب المدرسة..ولاعب الطائرة..بداخليته ومنتخب المدرسة..ولاعب تنس الطاولة..والمنافس باسم المدرسة في الدورة المدرسية..هو اصلا من القطينة..ولكنه من سكان الخرطوم الصحافة..درس الاقتصاد بالهند..ويعمل بالسعودية

وهذان ..من اليمين:
-الفاتح محمد نور علي..اصلا من العبيدية..يسكن الدلنج..حيث كان يعمل والده..الفاتح درس بمصر..وقيل انه يعمل بالسعودية..كان معنا بداخلية ود التوم عنبر تريث
-الجاك محمد علي الجاك(بازنقر)..بارا..كان بداخلية ود التوم..عنبر تريث..درس بمصر ويعمل بالسعودية

استاذي الاعز والقراء الكرام
تحياتي

اليوم نكتفي بما عرضنا من صور..علي امل العودة غدا..ان مد الله في الآجال..محاولين الحديث عن المشهد السياسي..والمشهد الرياضي في خورطقت..الي ذلك الحين لكم مني اطيب الامنيات

نقدم للمشهد الرياضي في مدرسة خورطقت..بعرض هذه الصورة التي ضمت معظم الاعمدة التي قام عليها النشاط الرياضي ..او لنكون اكثر دقة..الذين قام عليهم منشط كرة القدم..وهي مجموعة من الطلاب ..انقسموا الي مجموعة الهلالاب والمريخاب..واقاموا مباراة بينهما..ومعظمهم كانوا يمثلون ارقاما اساسية في تشكيلة منتخب المدرسة..


وهم من اليمين الي اليسار:
-اسامة حسن دبلوك..كان رجلا للخط
-الصادق غضب..من الابيض..داخلية الولي..لعب لاحد اندية الدرجة الثانية بالابيض..اظنه الشروق..امتاز بقوة الشوطات ..يستخدم كلتا قدميه ..فارع الطول مما مكنه من اجادة العاب الهواء..من الذين اتوا بآخرة للمدرسة..بمجهودات الاستاذ امام..كان لاعبا بمنتخب المدرسة
-طارق يوسف..من الدلنج..داخلية الولي..يلعب في نادي الحضارة الدلنج..لقب بكرونة..لعب بمنتخب المدرسة وهو لاعب وسط مميز..
-الرشيد يوسف..الابيض..كان بداخلية ود التوم..ثم حول الي داخلية زاكي الدين..من الذين اتوا الي المدرسة بآخرة..بمجهودات الاستاذ امام..لعب لمريخ الابيض..لاعب وسط..وله مهارات عالية للغاية..لعب بمنتخب المدرسة..
-بكري كرار مقفي..الابيض..داخلية ود التوم..لعب لمنتخب المدرسة..لعب كمهاجم..وسط..واخيرا مدافعا..
-حافظ داؤود نمر تجار..(ود اسكيا)..من الرهد ..لاعب اهلي الرهد..داخلية ابوسن..جناح المدرسة الشمال
-احمد آدم (كهران)..من الدلنج..داخلية ود زايد..لعب لفريق الحضارة الدلنج..ثم مريخ الابيض..كان الظهير الثالث لمنتخب المدرسة
-عبد الله محمد عوض(حضارة)..من الدلنج..داخلية ابو سن..لعب لفريق الحضارة الدلنج..ثم مريخ الابيض..ومنتخب كردفان..من اميز من لعبوا في خانة الاستوبر..التي كان يحتلها ..في منتخب المدرسة ..المريخ..ومنتخب كردفان..وعبد الله ايضا من الناهرين في الكرة الطائرة..والقفز المستطيل..
-خليل علي معروف..من بارا..داخلية ود التوم..حيث جاء ممتحنا من المدرسة للمرة الثانية..وهذه ايضا بمجهودات الاستاذ امام..لعب خليل ..لهلال بارا..شبيبة الرهد..كان ظهير المدرسة الايمن..
-صديق جحا..كان بمنتخب المدرسة ..جناحا ايمن..وهو من (النهود الابيض)..داخلية دوليب..ايضا للاستاذ امام دور..رغم ان عمه جحا الذي كان رقما في حكومة كردفان..قد دفع لالحاقة بمدرسة خورطقت
-هاشم يوسف الدقير(ام سنط،المجلد،ام درمان)..داخلية ود التوم..كان حكما للقاء
جلوسا من اليمين الي اليسار..
-عمر محمد آدم..الابيض..داخلية ابو عنجة..بمنتخب المدرسة
-عماد يوسف بشير..شقيق الرشيد يوسف..الابيض..بدأ بداخلية ودالتوم..ثم زاكي الدين..واخيرا استقر بابو عنجة..كان لاعبا بهلال الابيض..من المميزين..كان بمنتخب المدرسة..من الذين اتت بهم مجهودات الاستاذ امام..
-ادريس الحاج احمد(ابو السرة)..بارا..داخلية دينار..ظهير المدرسة الايسر..لعب لاهلي بارا
-بشير الرشيد الرضي(ورور)..الابيض..داخلية ودالتوم..حارس مرمي كان بمنتخب المدرسة..
-ازهري محمد احمد علي الاعيسر(سيحة)..بارا..داخلية ابو سن..اتي به المريخاب لحراسة مرماهم..
-احمد يوسف البلاع..النهود..داخلية ود التوم..ممن اتي بهم الاستاذ امام..
-محمد آدم الضي..داخلية الولي
-هشام عبد الله رحمة(ود المرحوم)..(القطينة..الخرطوم)..داخلية الولي..لاعب وسط مميز ..لعب في منتخب المدرسة..لاعب طائرة متميز..تنس طاولة متمهر..وكرة سلة بريع..
*يلاحظ غياب لاعب منتخب المدرسة ..بكري ابا سعيد الحاج..من داخلية ابوسن..من الرهد ولاعب شبيبة الرهد..

المشهد الرياضي
بمثلما يحتشد العام الدراسي علي طوله بالزخم الثقافي،فهنالك زخم آحر مواز له في الاحتشاد والمواصلة..كان ذلك النشاط الرياضي..الذي يتنوع شمولا لضروب من النشاط والالعاب..كرة القدم ..السلة..الطائرة..تنس الطاولة..كرة اليد(احيانا)..العاب القوي..
لم يقتصر النشاط التنافسي بين الطلاب في داخلياتهم فقط..وانما امتد ليشمل الفصول..فضلا عن المنافسات الاخري..كالدورة المدرسية..الفرق الزائرة للمدرسة في المناسبات التي تحتفل بها..وحتي يكتمل تصور القارئ الكريم ..لما كان يجري هناك..لا بد من توصيف للبني التحتية..التي تقوم المناشط التي اسلفنا في ذكرها..علي ساحاتها..فقد كان عدد ملاعب كرة القدم..احدي عشر ملعبا ترابيا..لكل نزل طلابي ملعب..وهناك ملعب عام ..هو ميدان ون..الذي تقام فيه المنافسات رسمية كانت او حبية..وهو ميدان ذو ارضية جيدة..ثابتة ،مستوية..ولا تنبت به حشائش الخريف كما هو الحال في الملاعب الاخري..تحفه اشجار النيم الباسقة الوريفة..وارائك اسمنتية ثبتت بعناية حول جانب من جوانبه..تسهيلا لجلوس النظارة وانصار الفرق المتنافسة..هذا ما كان من امر ميدان ون الذي يعتبر الملعب الاول في خورطقت..ودونه في الاهمية ..واقامة المباريات التنافسية..ميدان نزل دوليب..وهو ملعب كبير ..ذو مضمار محيط..بالطبع ..هنالك ملعب لكل داخلية ..للتدريبات والمنافسات التي تجري بين المجموعات والعنابر..
وبمثل ما لكرة القدم من ملاعب فللكرة الطائرة ايضا..احدي عشر ملعبا..ملعب خاص بكل داخلية من الداخليات العشر..هذه الملاعب كلها ترابية..تجري عليها الداخليات تدريباتها..بينما نجد الملعب الرئيسي معد حسب المواصفات المعتمدة في ذاك الحين..ذو ارضية صلبة..قوائم وشبكة وتخطيط علي غرار الملاعب المعدة تخصصا لممارسة هذه اللعبة..وهو ايضا كان ملعبا متعدد الاغراض..اذ يمكن ان يكون ملعبا للسلة..وتنس المضرب ايضا..وهذا الملعب يقع في الناحية الشمالية من المدرسة قرب مكتب المدير الجديد..وهو له سياج من السلك..وتقام عليه منافسات الدوري ..بين الداخليات ..والفصول ايضا..
اما كرة السلة..فبجانب الملعب الذي ..اسميناه ملعبا رئيسيا للطائرة واشرنا الي انه متعدد الاغراض..فهناك ملعب رئيسي للسلة..يقبع في الجزء الجنوبي الغربي للمدرسة..مطلا علي حلة العمال..ومحتضنا داخلية دقنة..لذا برع ساكنو دقنة وحلة العمال في هذه اللعبة..وهو ملعب معد بمواصفات الملاعب المخصصة لهذه اللعبة ..والمعتمدة من جهات الاعتماد ذاك الحين..به اضاءه كاشفة..وحوله مدرجات للجمهور..
كان الموسم الرياضي..يشتمل علي منافسات بين داخليات الطلاب العشرة..وفصولهم البالغ عددها ثمانية عشر فصلا..في كرة القدم ..الطائرة..السلة..واحيانا اليد والعاب القوي..من جري،قفز،قفز مستطيل،ضاحية،رمي الجلة،الرمح…الخ..وقد كان المضمار المحيط بميدان دوليب مسرحا لمناشط العاب القوي..
للقارئ ان يتصور ..عدد المباريات التي يمكن ان تلعب في منشط كرة القدم مثلا..عشر داخليات ان لم يعترض البرمجة طارئ ..لبلغ عدد مبارياتها ..خمس واربعين مبارة في دورة واحدة..ولكن في معظم الفترة التي قضيناها..كانت الداخليات تقسم الي مجموعتين..شمالية وجنوبية..بدورتين منفصلتين ..كل مجموعة علي حدة..تنتهي فيما يسمي بالمقص..او الفاينال وسمي فاينال..بهذا التنظيم والبرمجة ..يبلغ عدد المباريات التي تلعب.. في المرحلة الاولي -مرحلة المجموعات..عشر مباريات لكل مجموعة..ومرحلة المقص ..اربعة مباريات..يكون مجموعها اربع وعشرين مباراة..ومثلها في الطائرة والسلة..هكذا تكون المدرسة ..شبيهة بالاولمبياد..

في عهدنا احتكرت داخلية ابو سن التميز في كرة القدم بحكم تمهر لاعبيها..عبد الله حضارة،بكري اباسعيد،حافظ داؤود،حامدنو محمود..كما احتكرت دوليب التميز في ليالي الداخليات..بفضل تمهر الاستاذ النور حمد،ايهاب عز الدين،خليل علي معروف،خالد حاج الطاهر،محمد التاج الطاهر،بشير محمد اسماعيل،النور عجبنا عز العرب،مجروس..وفي الطائرة تقاسم التميز كل من داخليتي ابوسن..حيث حضارة،بكري ابا سعيد،هشام امبابي.. والولي حيث..هشام عبد الله رحمة صاحب الارسال المميز،والدخري الذي امتاز هو ايضا بالارسال الجيد..وفي السلة تميزت داخلية دقنة..حيث ضحية،محمد علي ابو نوز،اولاد محمد طه وداخليةالولي..حيث هشام عبد الله رحمة،موسي كجو(اب سكس)..
النشاط الرياضي..مثل النشاط الثقافي..كان الطلاب يحتشدون له ويولونه كثير الاهتمام..فطلاب الداخلية..ينقسمون ما بين مشجع،اداري،فني،لاعب..وقد تميز طلاب عديدون ..في ادارة الفرق..التحكيم كهاشم الدقير واسامة دبلوك..تماما كما تميز بعضهم في اللعب..
رغم ما اوضحنا ..من زخم رياضي..الا ان خورطقت لم تكن من المدارس المتقدمة والمتميزة رياضيا..خاصة في كرة القدم المنشط الاهم..فهذا يرجع الي ان معظم طلاب خورطقت..جاءوا من مناطق ومجتمعات لم تعرف..او حديثة عهد بمعرفة..كرة القدم..فمنهم من اتي من البوادي..من دساكر وفرقان ..لا عهد لها (بالتسي شو) كما اسماها مخترعوها الصينيون..لذا عجزوا تماما في ان يبرعوا في هذه( التيوة)..التي خبرها طلاب الحضر..في الابيض الصناعية،النهضة ،الابيض الثانوية ومؤخرا مدرسة اسماعيل الولي..
ايضا من الاسباب ..ان كثيرا من طلاب خورطقت منصرفون الي اكاديمياتهم..هذا ..فضلا عن التشدد في القبول الي المدرسة..فما يهم ادارة خورطقت ..هو المجموع العالي فقط..ولم تكن الادارة تقبل بالتساهل في الحاق الطلاب الذين لهم مهارات في هذه الالعاب..خاصة في عهد المرحوم عبد الحميد محمد مدني..والمدهش ان ابراهيم آدم الدين من بعده..قد ابدي تجاوبا مع مجهودات الاستاذ امام..لاضافة لاعبين من مدارس اخري.. بتحويلهم الي المدرسة..متقاضين عن شروط القبول..لذا انضم الي المدرسة..الصادق غضب(فريق الشروق)،الرشيد يوسف(مريخ الابيض)،عماد يوسف(هلال الابيض)،بكري كرار،صديق جحا،احمد يوسف البلاع،اولاد امبابي(هشام للطائرة..وشقيقه..لا اذكر اسمه)…اضافة الي ان دفعتنا كان بها من المتميزين لاعبي الدرجة الاولي ..عبد الله حضارة،كهران..وكان هناك بكري اباسعيد،حافظ داؤود،خليل علي معروف،ادريس الحاج، وبعدنا جاء المرحوم مالك وشقلبان..ومن القدامي ..فيصل الحلاج،عبد الله ابوهم،خليفة ابو(لعب بمريخ الابيض)،عبد الله عبد الزين..
اضافة هؤلاء الطلاب ذوي المهارات الخاصة الي مدرسة خورطقت كان.. فضيلة تحسب للاستاذ امام..استاذ التربية الرياضية..وهو لعب بمريخ العاصمة سابقا..وقد كان الاستاذ امام مختلفا عن الاستاذ غازي الذي سبقه علي الشعبة ..فقد اهتم بتكوين فرق رياضية للمدرسة تتصف بالمستوي الجيد..واستفاد من خبرته كلاعب سابق وكمدرب..وكمدرب عامل بنادي المريخ الابيض ..وفي عهده كانت هنالك صلة كبيرة بين المدرسة ونادي مريخ الابيض..فقد اسهم في تسجيل عبد الله حضارة..احمد آدم كهران..خليفة ابو لنادي مريخ الابيض..الذي سبق له ان سجل الرشيد يوسف بشير وعماد يوسف بشير(لم يكمل عماداجراءات تسجيله وانتقل الي هلال الابيض)..وما يذكر ان مساعي الاستاذ امام ومساعي نادي مريخ الابيض فشلت في ضم حارس المدرسة العملاق ..المرحوم مالك..والذي برز بروزا انقطع نظيره وتنبأ له اهل كرة القدم بمستقبل باهر ربما جعله في مرتبة الحراس الافذاذ ..كسبت دودو ،زغبير، عبد العزيز..هكذا كانو يقولون..وقد سمعت ذلك من اقطاب وفنيين بنادي هلال الابيض..الذي انتصر علي المريخ في معركة ضم الحارس مالك..ولا ادري اي لعنة المت بذلك الفتي..فبمجرد ان سجل في نادي الهلال ..وقبل ان يلعب له اية مباراة..ذهب في اجازة الي ذويه في ود عشانا..وكعادة الطلاب في ذاك الزمان..كان يركب في (سطوح) القطار..ومنه سقط لتدهسه وتلتهمه عجلات ما عرفت الرحمة..وما اشفقت علي شبابه الغض..هكذا مات مالك ..ذلك الاسمر ..الذي لو قدر له ان يعيش ..لحرس مرمي السودان بكل اقتدار..الا رحمه الله رحمة واسعة..
نخلص الي ان سياسة الاستاذ امام ومساعيه قد غيرت وجه المدرسة الرياضي..فنجحت في انتزاع النصر من الصناعية التي كانت تضم وقتها اللاعب بارودي.. الذي لعب لهلال العاصمة..وانتصرت علي اسماعيل الولي ..التي كان معظم لاعبيها من اندية الدرجة الاولي بالابيض..لم يتحسن الحال تماما ..الا انه كان افضل مما كان عليه..واصبحت خورطقت ممن يحسب حسابهم من الخصوم..

UP...UP.....UP

هذه الصورة لحكم الطلاب الاشهر هاشم يوسف الدقير ..والصورة التقطتها كاميرا الاستاذ النور حمد..وخطه يزين اسفلها كما نري

هذه الصورة(ادناه)..اخذت في فبراير 1979 ..بكاميرا الاستاذ النور محمد حمد..في حديقة داخلية الولي..
من اليمين الي اليسار وقوفا:احمد يوسف البلاع..داخلية ود التوم..من النهود..تخرج من هندسة الخرطوم..لاعب كرة قدم
هشام عبد الله رحمة..داخلية الولي(القطينة+الخرطوم)..تخرج من جامعة هندية ..حيث درس الاقتصاد..لاعب كرة قدم..طائرة..سلة..تنس طاولة
مصطفي حمد آدم..داخلية الولي(الاضية زكريا)..تخرج من كلية الشرطة..توفي الي رحمة مولاه في ثمانينات القرن المنصرم..من الاذكياء..المطلعين ..مجود للغة الانجليزية..
بكري ابا سعيد الحاج..الرهد..داخلية ابو سن..لاعب قدم وطائرة..تخرج من الصيدلة في شيكوسولفاكيا..
سيف الدولة احمد خليل..بارا..داخلية ود التوم
عبد الله محمد عوض (حضارة)..الدلنج..داخلية ابو سن..لاعب قدم..لعب بمريخ الابيض..وكذلك يلعب الطائرة..وافضل الطلاب في القفز المستطيل
نصف جلوس:من اليمين
احمد محمد صالح(الخديوي)..ابوعنجة
عمر محمد عثمان(عنتر)..داخلية الولي..لاعب كرة قدم

هذه صورة تجمع بيني والصديق..محمد الحسن احمد البشير..من الدلنج..داخلية ود التوم..درس القانون بمصر..محمد الحسن..كان لاعبا بنادي الحضارة الدلنج..متزاملا مع عبد الله محمد عوض (حضارة)،احمد آدم كهران،طارق يوسف (كرونة)..وهو لاعب وسط مميز..يستخدم يسراه..لعب لمنتخب الداخلية..تم اختياره في منتخب المدرسة لكرة القدم ..لكنه لم يلعب فيه..ولم يواظب في التدرب معه..لود مفقود بينه والاستاذ امام..مدرب الفريق

.........

ومما لا ينسي
كان التنافس شديدا بين الداخليات والفصول..والتشجيع كان حماسيا ..يشوبه شئ من الانفعال..واحيانا الخرق الفاضح للذوق العام..كان بعض من انصار الفرق مهووسا ..كمشجعي المنتخب الانجليزي..والتعصب والانحياز هذا..له دوائر..في نفوس هؤلاء الانصار..الداخلية اولا..وتليها المجموعة..بمعني..مثلا..انا كنت انتمي الي داخلية ود التوم..التي اناصرها في مواجهة خصومها في مجموعة الداخليات الجنوبية(دقنة،ود التوم،الولي،دوليب،دينار)..وبعد تصفيات مجموعة الداخليات الجنوبية..يكون انتمائي للفريق او الداخلية التي ثمثل الداخليات الجنوبية في مواجهة ..ممثل الداخليات الشمالية(ابو عنجة،ابو سن،زاكي الدين،ود زايد،تكتوك)..هذا النمط التشجيعي..يشمل كل المناشط..ليالي الداخليات..كرة القدم..الطائرة..السلة..الخ
يوما انتهت منافسات دوري الكرة الطائرة..وحينهاكنا في الصف الثالث..اي عامنا النهائي بالمدرسة..انتهت الي ان يلعب فريق داخلية الولي(من مجموعتنا-الجنوبية)ضد فريق داخلية ابوسن(المجموعة الاخري -الشمالية)..كان الحماس طاغيا ..والتشجيع ملتهبا..انصار كل فرقة يقفون خلفها..لا يتزحزحون..اكفهم يلهبها تصفيق حاد..وحناجرهم بحت من الهتاف ..وترديد الاناشيد والاهازيج..دوما ما تشكل مثل هذه المواجهات ..امتحانا رهيبا لشلتنا التي تتمدد بعدد الداخليات الموجودة في خورطقت..لذا تكون الشلة في مواجهة نفسها..كنا انا ،بكري كرار،صلاح العوني،خالد حاج الطاهر،مصطفي حمد،هاشم الدقير،الفاتح محمد نور،الجاك محمد علي،ادريس الحاج،هشام عبد الله رحمة،طارق كرونة،بشير الرشيد..بالداخليات الجنوبية ..في مواجهة..عبد الله محمد عوض حضارة،حافظ داؤود،بكري ابا سعيد،حامدنو محمود،عمر محمد آدم،خليفة كرومر،عبد الله جبريل،كهران،حماد تاور،محمد النقر،حمزة علي حمودة،ازهري سيحة

احيانا يفلت الامر ..ولا يذعن لاهل الحجي..ومن هذه الاحيان ..كانت هذه المباراة ..التي قدمنا لها..كنا ندعم داخلية الولي ..بجنون..لان ابوسن قد تقدمت علينا في دوري القدم..وكان لنا ظن ان ابوسن هي الفتي المدلل للاستاذ امام..لذا كان هوسنا طاغيا..علي كل عقل..شجعنا الولي بأستماتة..جلسنا علي الخط..توقفت المباراة لعدة مرات..بسببنا..كان الحكم الاستاذ امام..طردنا من الملعب ولم ننصاع لاوامره..جلسنا علي الخط..وفي ارسال فاصل وحاسم..كان علي الصديق بكري ابا سعيد ان يلعبه عن داخلية ابوسن..وهو يستعد لاطلاق الكرة فعلنا به فعلة ..جعلته يلعب ارسالا لا علاقة له بالكرة الطائرة..فأساء الينا من غضبته..ورفس فينا من رفس..وسب من سب..وجاءنا الاستاذ امام ..متوعدا ومهددا..وما كان يهمنا من الامر شئ ..غير ان الولي قد كسبت اللقاء..وبالتالي الكأس..
غضبة الاخ بكري ابا سعيد ..وقعت كلها..علي رأس الصديق بكري كرار..رغم انه لم يغترف في حق ابا سعيد جرما..لذا غضبنا ..لما فعله بكري ابا سعيد ببكري كرار..فكانت المقاطعة والخصام ..بين اعضاء الشلة جنوبا وشمالا..ورغم ان المدرسة قد نعمت بالهدوء في تلك الفترة..الا ان الشلة التي اشتهرت بالتماسك والقوة اوشكت ان تنهار ..وان تنفصم عري المودة والمحبة بين اعضائها..وقد شنت في تلك الفترة حرب نفسية قاتلة علي الصديق بكري ابا سعيد..ربما لانه تجاوز ما هو متعارف عليه..كنا نتخاشن ..نتعانف..بغير ان تمتد يد احدنا الي الآخر..استمر الحال علي ما روينا ..الي ان تم تصالح عفوي وتلقائي ..في مناسبة رياضية اخري سنفرد لها بابا في مداخلتنا القادمة..

من الاحداث الرياضية الهامة

من الاحداث الرياضية الهامة زيارة فرقة مدرسة الابيض الصناعية لمدرسة خورطقت ..حيث لاعبت فريق المدرسة لكرة القدم..واهمية المباراة تأتي لانها كانت مع فريق كل لاعبيه بلا استثناء من فرق الدرجة الاولي بالابيض ..بل من المميزين في اندية الدرجة الاولي..وكان من بين هؤلاء المميزين لاعب هلال الابيض الشهير..بارودي..والذي كان في قمة مجده..تلك الايام..وفي ايام المباراة تلك ..كانت مساعي هلال العاصمة لضمه تجري علي قدم وساق..جاء بارودي ورفاقه..ليسجلوا نصرا تاريخيا علي فرقة خورطقت في عقر دارها..كان تشجيع طلاب المدرسة لفرقتهم..بحماس منقطع النظير..تشجيع استخدمت فيه الدفوف..والصفائح المعدنية..وطبل العم دليل ..الذي زينه الاستاذ النور حمد بشعار المدرسة ..تبلدية رسمت علي قلوبنا قبل ان ترسم علي الرقعة الجلدية لذلك الطبل..والنشيد تردده القلوب قبل الحناجر..من طقت الفيحاء اهتف معلنا هذا النشيد..اووو..اووو..كان تجمعا مهيبا..في ميدان دوليب ..ذو المضمار المحيط..لم تكن مباراة..بل كانت معركة..وقولنا انها معركة..لا يعني طغيان الحماس علي ما هو بديع من فنون المستديرة..كانت معركة لما فيها من حماس واصرار من الطرفين..ويبدو ان مجهودات الاستاذ امام في ضم لاعبين الي فرقة المدرسة قد آتت اكلها..وان بصماته التدريبية قد اضافت الي فرقة المدرسة كثيرا من التجويد والاتقان الخططي..استمات دفاعنا المكون من خليل علي معروف ظهيرا ايمن..ادريس الحاج ظهيرا ايسر ..والنجم واستوبر الفرقة عبد الله حضارة..والظهير الثالث احمد آدم كهران..ومن خلفهما المرحوم مالك حارس المرمي..استماتوا في حماية عرينهم..من غزوات المتمهرين من لاعبي الصناعية..وفي وسط الملعب ..كان الرشيد يوسف وبكري اباسعيد (الانصايد الساقط)..يضبطان الايقاع..والمباراة علي نهاياتها..شهدنا هدفا من اروع الاهداف ..هدفا جعل الفرح يتدفق شلاليا ..في كل انحاء المدرسة..بكري ابا سعيد الحاج ..والذي يجيد اللعب بكلتا قدميه..ويبرع في العاب الهواء..من كرة محسنة ومتقنة التمرير من الرشيد يوسف..كرة نصف طائرة..يعالجها بكري بيسراه(علي الطائر)..هدفا من اروع الاهداف..لا ينسي ولا يتكرر..به انفتح سجل النصر علي الفرق القوية..وبه انفتحت قلوبنا ..نحن اصدقاء بكري وشلته..ليدخلها من جديد..بعد قطيعة وخصام ..لم تكن قصيرة في امدها..بسبب مباراة كرة الطائرة بين داخليتي الولي وابو سن..التي فصلناها فيما سبق..عاد بكري لتحتضنه قلوبنا صديقا حميما وحبيبا..
ومن المباريات التي لا تنسي..مباراة مع فرقة مدرسة اسماعيل الولي ..وهي فرقة لا تقل عن الصناعية في القوة ..جاءت الي المدرسة بنجومها الذين يلعبون تحت الانوار الكاشفة..وقابلناها بصفيحنا ونشيدنا ..هتافا وحماسا..وفي الملعب ابرزنا لهم ما بجعبتنا..لقد كان رائعا مائزا.. به ..كتب لنا النصر..وبذا اصبحت خورطقت من المدارس القوية في هذه اللعبة..ومن الفرق التي يحسب لها الخصوم حسابهم..ويعدون لها ما استطاعوا من عدة..

اسماء في الميدان
حتي لا يشوب تسجيلنا للاحداث الرياضية في تلك الفترة..منقصة تظلم بعضا من الناس اشياءهم..نذكر في العاب القوي ..ابطال الضاحية ..الصديق بشير الرشيد الرضي(ورور)..والرضي فضل المولي..
وفي كرة القدم ..من الذين لم نورد اسماءهم في فرقة المدرسة..كان من المتميزين الذين لعبوا علي مستوي الداخليات..في ابوعنجة..هشام بابكر،فتح الرحمن الجيلي،ابوبكر الامين،ادريس فرحنا،ياسر علي معروف..في ود التوم ابكير محمود مهنا،محمد الحسن احمد البشير،الظاهر حسن الاسطي،احمد يوسف البلاع،بشير الريح..في دقنة سيف الدين عبد الرحمن السيد،عبد الله ابوهم..في الولي محمد آدم الضي..في زاكي الدين عمر كودي..في دوليب خالد حاج الطاهر..
في كرة السلة..كان هنالك ..موسي كجو،محمد علي اب نوز..اولاد محمد طه..ضحية..زريبة محمد مراح..لينو بلبك دينج مجوك..
في الطائرة..هشام امبابي..الدخري..

هذه الصورة..اخذت بكاميرا الاستاذ النور محمد حمد..بحديقة داخلية ود التوم..عند مجئ الاستاذ ..لاخذ الصورة التقليدية ..السنوية لطلاب الداخلية..وذلك في فبراير 1979..ويظهر في الصورة..نصف جلوس ..من يمينها الي يسارها..سيف الدولة احمد خليل..ابكير محمود مهنا..عطا المنان بشير
وفي الخلف من اليمين الي اليسار..دوليب..و دفع الله

أخى سيف خليل

شكرا على إشراكنا فى هذه الذكريات المجيده، تعرف لو كان عندك مشروع كتاب عن تاريخ خور طقت أنا بفتكر إنه الكتاب جاهز فضلت بس المقدمه.

ولك تحياتى

العزيز احمد امين

التحايا وكل الود
لك جزيل الشكر علي الزيارة والمداخلة النيرة...
*بمناسبة مشروع الكتاب..لم يكن في تخطيطي ان افعل ذلك..ولم يكن البوست ..اصلا ..مخصصا للحديث عن خورطقت..كان بوستا تعريفيا..واعلانيا..تداخل فيه اعزاء ..جمعتني بهم محطات عديدة..اردت ان اقف مستذكرا في تلك المحطات..التي كانت خورطقت احداهن..وهي ابرزهن ..علي الاطلاق
*يلاحظ ان قراء البوست عددهم كبير..وكثير منهم ليست له عضوية في البورد..ومعظمهم من خريجي خورطقت..او لهم آصرة بها..كأن يكون والد او اخ احدهم ممن درسوا او عملوا بخورطقت..اتصل غير قليل منهم..من مناطق مختلفة في العالم..حيوني ..وثمنوا علي هذا الجهد..واقترحوا ان يكون ..مشروعا لكتاب ..يخلد ذكري خورطقت..بعض منهم ..طفق يطبع ما جاء في هذا البوست..
*مبدئيا ..راقت لي الفكرة..ولا امانع ..الا ان ما كتب ..يحتاج الي تنقيح..وتصحيح..فهو لا يعدو كونه..قد جاء عفو الخاطر..تدفقا لذكريات كامنة..وهو في غالبه مجهود مرتجل..او كما اقول علي الهواء مباشرة..من غير اعداد او مسودات..لذا يحتاج الي مراجعات لغوية ونحوية..كما ان اللغة ..التي كتب بها جاءت في بعض الاحيان ضعيفة..وانا ممن يهتمون باللغة..لذا لزم اعادة صياغة ما كتب او بعضا منه..
*ايضا لا بد من موافقة ومشاركة الاستاذ النور حمد..فهو صاحب الفضل في هذا المجهود..مداخلاته كانت نيرة مضيئة..حفزتني علي المواصلة..ونشطت كوامن الذكريات..وهو شريك اصيل في هذا البوست..
*ابديت هذه التحفظات للاخ الصديق بكري ابا سعيد الحاج..الذي يشاطرك الفكرة..فرد :غايتو انا ما بنتظركم ..ساعمل برنت آوت وبعمل كتابي!!
*علي أي..فكرة كتاب عن خورطقت فكرة طيبة..سوف نسعي الي وضعها موضع التنفيذ..وسأعهد اليك بالمقدمة اخي احمد امين..
*لك شكري وكل مودتي

هذه صورة تجمع بين الاخ الصديق..رياض الصلح ابراهيم آدم الدين(خريج زراعة جامعة الخرطوم)..ورياض هو الابن الاكبر..لاستاذنا الجليل ..ابراهيم آدم الدين(مدير المدرسة)..وهو يجلس الي يمين الصورة..بينما يتكئ علي اليسار منه ..الصديق ..يوسف احمد علي ابوبكر..من الدلنج(خريج طب جامعة الخرطوم)..هذه الصورة التقطت لهما في مدينة الدلنج بجنوب كردفان..حيث كان رياض في زيارة ليوسف..وهما من الدفعة التي تلينا..

وهذه صورة تجمع بيني والصديق سيد احمد محمد بكري..من ابوكرشولا..داخلية ود التوم..درس زراعة بمصر..علمت في منتصف الثمانينات انه يحضر لدراسات عليا ..بجامعة الخرطوم كلية الزراعة..(شوفو تحرمني منك ..اللابسو دا..وكتها كان موضة العصر..تخيلو انو لونو كان اخدر داكن بخطوط بيضاء..ولم يصفني ..اي شخص بعبارات تهجينية!!!)

سأعود

العزيز سيف
التحايا وخالص الود
آسف للإنقطاع فالمشاغل يأخذ بعضها برقاب بعض. والوقت في أمريكا، خاصة في مهنة التدريس (ممحوق) ولا يمكن إلى من القليل، والقليل جدا. من جانبي أنت مفوض في أن تفعل بكتاباتي ما ترى، وهي كتابات قليلة على أي حال.

لا تزال في نيتي مواصلة الكتابة فتجربة خورطقت من أكثر تجاربي الحياتية التي حفرت نفسها حفرا في وجداني. لم أتطرق بعد للكتابة عن هذه العلاقة الوجدانية التي لا تزال تغذي وعي وشعوري. وفي نيتي الكتابة عن ذلك، حينما يسعفني الوقت و"الوارد" كما يقول المتصوفة.

سيقوم بكري بالأرشفة بعد أيام قليلة، وأرجو أن نتمكن من استعادة البوست من أضابير الإرشيف بغرض المواصلة فيه. وأرجو أن يسمح الوقت والمزاج بمواصلة هذا البوست من جانب كل المشاركين. وكل الشكر والتقدير لك في المصابرة والمرابطة فيه وحفظ شعلته ورايته مرفوعتين.

استاذي الاعز
تحياتي

*سعدت بطلتك..ولقد افتقدتك كثيرا..وافتقدت مساهماتك النيرة..
*نسأل الله ان يتوفر لك الزمن والعافية ..حتي تسهم معنا..
*خريجي خورطقت ..عددهم قليل في البورد..وعلي قلتهم لهم مشاغلهم..فبشير محمد اسماعيل يعد لدراسات عليا..والفيا موزع بين عمله وبوستاته الكثيرة..وابو سارة مختفي..كنت احتاج اضاءاتهم ..ففي ذلك حفز لي ..علي الكتابة ..وتنشيط للذاكرة..رغم ان القراء من خارج البورد ..وخاصة خريجي طقت..يسهمون بآراء نيرة ساعدتني كثيرا في انجاز ما انجزته..وآمل في مساهمة البورداب..لعمل افضل..
*مؤكد ان كتاباتك..اصبحت جزءا اساسيا في هذا البوست..ولن تقوم له قائمة بغيرها..وكنت واثقا انني مأذون فيها..الا ان التأدب..واثبات الحق ..واجب..
*اشارة الاخ احمد امين..ومن قبله الاخ بكري ابا سعيد..للتأسيس لمشروع كتاب ،انطلاقا من هذا البوست ..قد راقت لي..آمل ان اوفق في انجاز هذا المشروع العظيم..
*سنعمل ان شاء الله علي استعادة البوست والمواصلة فيه..وسنستكتب الاخوة البورداب من خريجي خورطقت..
*مصابرتي علي هذا البوست..ترجع لانفعالي الصادق بتجربة خورطقت..ولحرصي علي الا يموت هذا البوست..مثل بوستات سبقت عن خورطقت..حاول كاتبوها الاستمرار ..الا انهم لم يفلحوا..
*وبوستات الذكريات ..دوما ما يحتفي بها اهلها ..ربما تجد القراء ..ولكن المتداخلين يعزون..انا وقفت علي ..سلبيات البوستات السابقة..واعددت خطة نافذة لاستمرار البوست..لربما ..كان هنالك متداخلون ..عندما نأتي للمشهد السياسي..وتحليل تجربة خورطقت والمدارس التي علي شاكلتها..
*سأظل مصابرا الي ان انجز المهمة ..التي اضطلعت بها..ليكن اسمك يا فيحاء عاليا..
*ارجو مخلصا ..لو كنت تحفظ او تحتفظ بالاشعار التي قيلت عن خورطقت ..خاصة قصائد..بشير محمد اسماعيل..لك الولاء وأخري..وقصيدة ابوذكري ..النشيد(من طقت الفيحاء اهتف معلنا هذا النشيد)..ان تمدنا بها..

لك مودتي وامنياتي الطيبة

[IMGhttp://www.sudanhosting.com/cgi-bin/bandwidth.pl?type=p...ame=Saif23.jpg][/IMG]

الصور اعلاه..الصورة الاولي..حامدنو محمود(بارا)..داخلية ابوسن..وميرغني علي كوكو

(بارا)..داخلية الولي


الصورة الثانية تجمع بيني..حامدنو محمود..ميرغني علي كوكو


الصورة الثالثة ..تجمع بيني ..وحامدنو محمود


هذه الصور اخذت ..في استديو عروس الرمال بالابيض..


انا ..وحامدنو في الصف الثالث..وفي حالة استعداد لامتحان الشهادة السودانية..ميرغني علي


كوكو يلينا بدفعة..

حامدنو..صديق..دفعة..بلدياتي ..وتجمعنا شلة واحدة..كان لاعبا لكرة القدم ..مدافعا ايسر

بفرقة داخلية ابو سن..مسرحي من طراز فريد..قدم رقصة العروسة في ليلة داخلية ابو

سن..وكان مدهشا..

الصور اخذت ..بعد عشاء معتبر في مطعم طه البلك..ياله من عشاء..كانت كلفته اثني عشر

جنيها ونصف جنيه..وهو مبلغ خرافي..وانا صاحب العزومة..ولو يصدق القراء ان المبلغ كان

عبارة..عن رسوم امتحانات الشهادة..وعند حين سدادها ..اضطر الاستاذ حسن احمد يوسف لدفعها

عني..لاسددها فيما بعد..يلاحظ ان العروق في هذه الصور ..قد ابتلت وارتوت ..بعد عشاء معتبر