السودان والتحديات المرتقبة

السودان والتحديات المرتقبة

من من الكهنة والعرافين يستطيع التكهن بشكل السودان في الغد القريب؟
لا اظن هناك عرافا او كاهنا يستطيع ذالك

وذلك لان السياسة السودانية مبهمة وغريبة وغير ثابتة علي اي اسس
ومجرد محاولة التفكير في مستقبل السودان يصيبك بالدوران والتوهان
وطبعا هذه اشياء لا تسر لا عدو ولا حبيب وان كانت تسر بعض الاعداء الاقرباء لنا ,

والعالم نفسه تغير في السنوات الاخيرة من اسوء الي اسوء ومن تخبطات وصراعات وفتح حروبا لا قبل للبشرية بها ولان السودان يعيش في هذا العالم الذي اصبح مستقبله هو الاخر مجهول وضبابي اصبح لزاما عليه التأثر به وبل التفوق عليه في هذا الشئ ,
الان هناك مفاوضات سلاما تجري في نيفاشا الكينية بين اركان النظام الاسلاموي والحركة الشعبية لتحرير السودان وهي احيانا تتقدم واحايين اخري تتراجع وتتقهقر وهي مفاوضات فيها بعض الايجابيات وبعض السلبيات ومن ايجابياتها الكبري انها ستوقف حربا كارثية تقضي علي ابناء الشعب السوداني قاطبة وتهدر موارده الطبيعية والصناعية علي قلتها وشحتها وبذلك تضع حدا نهائيا لتلك الحرب اللعينة التي انتجت كوارثا انسانية لا حدود لها, وايضا من الايجابيات انها ستسمح بجوا ديمقراطي بعض الشئ ولو اني اشك في نوايا النظام نحو الاتجاه هذا
وستكون هناك فرصة لمواجهة التحديات علي ارض الوقع لكل القوي السياسية ومواجهة النظام الشمولي ,
الا ان السلبيات اكبر واكثر من الايجابيات كما اظن واعتقد
وهي ان الاتفاق بين جانبين او قل حركتين سياسيتين وليس مجمل القوي السياسية في السودان وبذلك الاتفاق يركز علي حلولا علي مقاس ومتتطلبات هاتين الحركتين فقط ويوزع بينهم السلطات التشريعية والتنفيذية وبل قسمة الثروة في السودان كله ويسمح فقط بسلطات شحيحة لباقي التنظيمات السياسية في السودان و وهناك ايضا مسالة العاصمة والاقليم الجنوبي وقوانينهما فالشئ الذي اصبح معروفا هو انه سيكون هناك قانونا علماني مدني في الجنوب وقانون مايسمي بالشريعة الاسلامية في العاصمة والاقليم الشمالي قاطبة وطبعا هذا شيئا غير مفهوم وغير مقبول اذ كيف يمكن ان يكون هناك قانونين في دولة واحدة اعتقد ان هذه العملية سترجح كفة خيار الانفصال الوارد بعد سنوات الفترة الانتقالية المحددة بست سنوات , وليس هناك برتوكولا رسميا تم التوقيع عليه يؤكد علي مبدئ الديمقراطية علي حد علمي واعتقد انه من الاهمية القصوي ان يفرد برتوكولا خاصا بذلك وان توقع عليه الحركتين المتفاوضتين نيابة عن كل القوي السياسية برضائهم او بدونه
وهناك في الاتفاقية اسقاطا تام لمبدئ المحاسبة لجرائم النظام في حق شعوب السودان المطحونة والمكوية من هذا النظام الشمولي الاستبدادي
وهناك حديثا عن الشمال والجنوب ولا نعلم عن اي شمال يتحدثون ؟
اهو الشمالية الاقليم او معه الاقليم الشرقي والغربي ؟ واي ان كان الحركة الشعبية فاوضت علي اساس انها تمثل الجنوب ولها السلطة المطلقة فيه وتنازلت رغما عنها او برضائها عن اتمثيل السودان قاطبة والتحدث باسم شعوبه المهمشة والمقهورة واستطاعة التملص بكل ديبلوماسية من احاديثها حول دولة السودان الجديد وان الحركة تحارب من اجل السودان كله وعندما بدأة المفاوضات ودخلت المفاوضات في الاماكن الحساسة تحدث لنا منظر الحركة الكبير الاستاذ الدكتور منصور خالد عن ان الحركة لن تحارب من اجل اهداف غيرها وذلك ردا علي مااعتقد لبعض الشخصيات في التنظيمات السياسية الجديده والتي طالبت بان يكون الكلام عن سودان جديد وان لا يكون الحديث عن جنوب وشمال او حركة شعبيه و نظام الانقاذ وبرر كلامه حينها بانهم في الحركة مضغوطون من الاطراف التي تدير التفاوض بينهم والنظام وان عليهم تقديم تنازلات لكي يتم احراز الاتفاق والسلام ,
اظنني كنت محقا عندما وصفت السياسة السودانية بالمبهمة والغير مفهومة والتي تتبدل كل يوم وتتقنع لنا الشخصيات السياسية بكل لون وتغير كلامها وتبرره بكل برود قبيح وكذلك تتغير المبادئ والاهداف رويدا رويدا ويصبح ماكان ثابتا متحركا كالطائرة النفاثة السريعة
وتبدا بالدوران والتوهان من جديد ولا تعرف كيف السبيل الي رسم التحديات وفهمها وتفاديها والله يكون في عونا جميعا

علي احمد

هل يوجد بيننا عرافين لكي يخبرونا بما نريد ؟

علي