بانوراما دارفور -وخيانة المثقف-محمود الدقم-اليونان

بانوراما دارفور -وخيانة المثقف-محمود الدقم-اليونان


05-15-2004, 05:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1084594891&rn=1


Post: #1
Title: بانوراما دارفور -وخيانة المثقف-محمود الدقم-اليونان
Author: محمود الدقم
Date: 05-15-2004, 05:08 AM
Parent: #0

بانوراما دارفور -وخيانة المثقف

محمود الدقم-اليونان [email protected]




تلقيت عبر البريد الالكتروني رسالة من مؤسسة "المجتمع المدني السوداني" بلندن رسالة مموثقة بالصور للتعبير والاحتجاج امام مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على خلفية ما حدث ويحدث في دارفور وهي خطوة جديرة بالاحترام والاعتزاز من قبل الناشطين والناشطات السودانيات بالمهجر-لندن- لانها تعكس وبكل تجلي ووضوح اللا-حيادية في الموقف تجاه ما الحدث الجلل الماساوي. من جهة والانحياز الكامل للضحية حتى تنتصر من جلادها

لم اكن احتاج لكثير ذكاء كي استنتج ان معظم من تظاهروا في شارع داون ستريت بلندن من منطقة الطينة... او الطويلة... او حوافي الجنينة... اي اهل الوجعة. وتسالت ايضا كم تبلغ نسبة عدد افراد الجالية السودانية بلندن؟ لا ببريطانيا حتى ادخل في المعادلة الثانية والتي تتموثل في العددية المتواضعة التي سارت في المسيرة الاحتجاجية؟ مع كامل يقيني ان اقلية من السودانيين الاخرين اللا-دافوريين شاركوا في نفس المسيرة لانهم سودانيين اولا واخرا

اما بالداخل السوداني فما زال السؤال ينطرح وبهدوء تام اين دور المثقف السوداني الاخر تجاه ما يدور في نيفاشا عامة ودارفور خاصة؟ اين السمنارات اين الندوات التثقيفية التي تشد وتدعو الى اللحمة بين ابناء الوطن الواحد؟ اين المسيرات الاعتراضية لحملات الابادة التي تشنها مليشيات الحكومة-الباشبوذق الجدد- تجاه مواطنيين قالوا ربنا الله ونريد ماء ومدارس ومراكز صحية للاستشفاء؟ اين الاعمال الدرامية الهادفة التي تبعث المن والسلوى وسط نفوس اللاجئين الدارفوريين في معسكرات اللجوء داخل الوطن او الحدود؟ اين؟ واين؟ اين؟

وكانما الذي يحدث في دارفور خارج الوطن والكرة الارضية مع ادراكي العميق ان هناك محاولات فردية من بعض المثقفين السودانيين في رسم احدثيات للتواصل والتفاعل مع الالم الكائن في معسكرات اللجوء الرهيبة تلك؟

ان تكون حياديا في مثل هذا الموقف-زلزال دافور- وان تتساوى الضحية والجلاد. تكون ثقافة الخيانة- وخيانة المثقف للفعل الثقافي في حد ذاته هي الخيانة التي تسعى بقدم وساق في التكوين الثقافي للحظة الانية للموقف

ان تكون من انصار اللات والعزى- ومناة الاولى- وهبل- وابوالهول- اي ادمان ثقافة الصمت تجاه ما يحدث وحدث في دارفور بداخل او خارج السودان تكون ايضا شاركت وبقوة في اطلاق رصاصة على راس مسكين دارفوري كان يصلي الصبح او الظهر او تكون شاركت في حرق قطية امراة غافلة في الزرع او تكون ايضا قد هشمت راس طفلة في مناطق المعارك بدارفور وهي لا تعرف ماذا حدث ولماذا حدث ما حدث

ان تناى بنفسك عن احداث دارفور كونك مثقف او متثاقف او مثقوف به لاعتبارات اعتباطية منها ان دارفور بعيدة جغرافيا من منطقتك او قبيلتك فايضا في هذه الحالة لا نملك الا ان نقطع الوطن الى افخاذ وجلافيط وامخاخ على اساس مناطقي عرقي وان من يحمل السلاح يكسب

للاسف الشديد ثقافة الفرجة التي شلت المشهد الثقافي السوداني -والسوداني الاخر مما دار ويدور في دارفور يكشف وبجلاء فاضح ان الهوة ما زالت عميقة جدا بين العرب والافارقة في السودان او بين الاسلام العربي العرقي وبين الاسلام الافريقي الذي مطلوب منه الان ان يرضخ لشروط ما انزل الله بها من سلطان؟

وان هذه الهوة التي من المفترض ان تكون مهمة المثقف الموضوعي المتحرر من اسبال الماضي والشوفينية ان يقوم بردمها نجده للاسف الشديد قدم استقالته باكرا تاركا لتلال الجثث والجماجم واكوام الالم والحزن والحقد ان تردم هذه الهوات

وما بين الهويتين الافريقية والعروبية تعشعش اوكار ثقافة الخيانة والتفاهة والتجارة والانيين والقتامة

Post: #2
Title: Re: بانوراما دارفور -وخيانة المثقف-محمود الدقم-اليونان
Author: Zoal Wahid
Date: 05-17-2004, 01:35 PM

لم تبق في مآقينا دموع فقد سكبناها حزنا على بغداد وفلسطين ومزارع شبعا.
حزنا على اخواننا في العروبة.

ثلة لازالت ترفع الراية والقلم والصوت بجوار اهل دارفور.
ثلة لا زالت تسجل موقفها الرائع ضد الظلم، فلها التحية.

Post: #3
Title: Re: بانوراما دارفور -وخيانة المثقف-محمود الدقم-اليونان
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-17-2004, 02:46 PM

شكرا يا محمود.. لقد قمت بنشر مقالك صباح اليوم في منبر الفكرة الحر.. ثم نشرت بعده مقال للكاتب سمير عطا الله.. هذه هي وصلته..
http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3948#3948
عن دارفور
سمير عطا الله

قال مراسل «للاهرام ويكلي» زار الخرطوم أخيرا ان اهلها يصفون العاصمة السودانية بأنها «اكبر محطة انتظار في العالم». كثير من الناس تريد السفر الى مكان ما. لكن الحقيقة ان الخرطوم هي اكبر تجمع للاجئين في الارض. فقد جاء اليها الهاربون من الحروب الافريقية من كل مكان. في حين غادر الملايين من السودانيين الى انحاء العالم طلباً للعمل، بسبب ثلاثة عقود من عدم الاستقرار السياسي والانقلابات والنزاعات الاجتماعية واخفاق النظام في طرح بديل اقتصادي وطني يجعل من اكبر واغنى دول افريقيا موطناً هادئاً وكفياً لاهلها.
منذ فترة وانا اتابع قضية دارفور. اتابعها بحزن شديد. ليس في الصحافة العربية لانها لم تسمع بعد بستة ملايين معذب ومضطهد. ولكن في نشرات منظمات حقوق الانسان وفي الصحافة الاوروبية. ولم ارد الكتابة في الامر لانني لا اعرف الكفاية عن المسألة. وما قرأته كان مفزعاً. وفي الايام الاخيرة الماضية، قرأت اكثر من ثلاثة تقارير من دارفور ومن التشاد التي يفر اليها لاجئو دارفور بالآلاف مفضلين الموت جوعاً على الموت ذلاً وقهراً على ايدي «الجنجاويد»، اي الميليشيات الحكومية التي تضطهد السكان وتحرق قراهم وتسرق مواشيهم ولا تترك القرية الا بعد حرق مسجدها واحراق نسخاً من القرآن فيها (جولي فلنت، الديلي ستار).
كنت قررت عدم الكتابة. لكنني اصغيت في العصر قبل يومين الى وزير سوداني يتحدث في البي. بي. سي. واذهلني كلام معالي السيد الوزير. كان يتحدث عن الاستعمار بعد خمسة عقود من الاستقلال والحمد لله. وقال ان الميليشيات الحكومية هي التي تقوم فعلاً بالحرب ولكن من اجل قمع «التمرد». ولم يحدد مرة واحدة هوية التمرد واهدافه ونواياه ومدى قوته ولماذا يمكن ان يتمرد مسلمو السودان على الحكومة المركزية. وقال ان التمرد ـ اياه ـ يحظى بدعم بعض الدول الاوروبية. فاعتقدت ان هذا البعض هو بريطانيا. الا انه شكر بريطانيا لأنها كانت اول من تبرع لمساعدة منكوبي دارفور، بعشرة ملايين دولار. يا للحاتمية البريطانية. وتململت مقهوراً ومهاناً في مقعدي وانا اسمع معالي الوزير يستخدم مصطلحات مثل «القانون» و«الدستور» و«احكام الدستور» وخلافها من تعابير هاجرت من العالم العربي مع ملايين المهاجرين. واقسى ما في كلام السيد الوزير كان الطلاقة التي يغبط عليها. وقال له المذيع ان هناك تسجيلات تثبت تعاون «الجنجاويد» والسلاح الجوي السوداني في قصف قرى دارفور وفلاحيها ومساكينها الذين لا فرق في مستوى حياتهم فوق الارض او تحتها. ولم يهتز في حنجرة الوزير وتر. قال ان الحكومة ايضاً لديها تسجيلاتها. لكم تسجيلكم ولي تسجيلي. تلك هي المسألة. وقال ان الامم المتحدة ترفع تقريراً في الموضوع. وقد قررت ان اكتب فقط لكي انقل شيئاً من كلام السيد الوزير. وانا مع اهل دارفور وقراهم وبيوت القش التي تحرق. ومع بشرتهم المحروقة. وضد جميع الميليشيات على الارض وفي كل الحروب. لا نزال في لبنان ندفع ثمن جرائمها ووحشيتها.