نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة

نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة


05-08-2004, 01:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1084020078&rn=0


Post: #1
Title: نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
Author: adil amin
Date: 05-08-2004, 01:41 PM

يعتبر البشر الذين يعمرون الأرض الآن من نسل آدم (Homo Sapiens) . ينقسم عقل الإنسان الحالي إلى قسمين تبعاً لتركيب الإنسان نفسه ، فالإنسان جسد وروح ولكل منهما مطالب وحاجات يسعى كل عقل لاشباعها .

أولاً : عقل المعاش (Living Mind) يقوم عقل المعاش بتلبية متطلبات الجسد أي إشباع شهوتي البطن والفرج .

ثانياً : عقل المعاد (Post Living Mind) يقوم بتلبية حاجات الروح وهي المعرفة الأزلية والعلم الذي تعلمته وهي في عالم الذر .

عملت نظريات كثيرة على تفسير نشأة الكون وكيف بدأ الخلق ، وقد حث القرآن الكريم الإنسان على البحث في هذا النوع من المعرفة قال تعالى [ قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ، إن الله على كل شيء قدير] (20 العنكبوت) .

إذا اعتمدنا في موضوع بحثنا هذا على نظرية السوبر نوفا (Super Nova) وهي فكرة وجود سحابة ضخمة من الهيدروجين المشتعل كانت البداية ثم أنقسمت هذه السحابة إلى شموس كثيرة ، خرجت من كل شمس مجموعتها من الكواكب التي تدور في فلكها وخرج من كل كوكب التابع الذي يدور في فلكه ، قال تعالى ] أوَلم يرَ الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون] (30 الأنبياء) .

وإذا نظرنا إلى الجدول الدوري الحديث في الكيمياء (Modern Periodic Table) الذي يرتب العناصر دوريا بأزدياد أرقامها الذرية "عدد الألكترونات" الشيء الذي يجعل هذه العناصر تتباين في خواصها الفيزيائية (Physical Properties) وخواصها الكيميائية (Chemecal Properties) وهذا التباين كميا (Quantitative) وليس نوعيا (Qualitative) . هذا الجدول يوضح ظهور المركبات الكيميائية التي يتكون منها الجسم الصلب لكوكبنا الأرض وبظهور مركب الماء الناجم من اتحاد عنصري الهيدروجين والأكسجين بدأت خطوات ظهور الحياة والكائنات الحية ، نشأت أولاً المادة العضوية (Organic Matter) وهي تتكون من جزيء الماء والكربون ومن المادة العضوية نشأت الأحماض النووية (DNA) و (RNA) وتلي ذلك ظهور الكائنات الدنيا مثل الفيروسات (Virus) والبكتيريا (Bactria) من مملكة البدائيات (Kingdom Monera) ثم ذات الطبقة الواحدة (Monoplastica) ثم ذات الطبقتين (Diploplastica) ثم ذات الثلاث طبقات (Triploplastica). قال تعالى ] والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير] (45 النور) .

وقد كانت هذه التفاعلات تعتمل في معمل الطبيعة عبر ملايين السنين وأصبحت الأرض قبل نزول آدم على قمتها البشر غير المكلف من سلالة الإنسان البدائي (Homo errectos) وعلى قاعدتها ذرة الهيدروجين ، هذا الإنسان غير المكلف كان نتاج التطور الطبيعي للحياة ، يمتلك عقل المعاش فقط (Living Mind) لذلك أنفق ملايين السنين دون أن يؤسس حضارة أو ثقافة بل كان يعيش فقط على الغرائز كسائر الحيوانات بينما آدم الذي هبط إلى الأرض والمزود بعقل المعاد (Post Living Mind) ولأنه كائن مبرمج استطاع أن يؤسس حضارات وثقافات في زمن وجيز نسبياً*.

إذن لا توجد حلقة مفقودة بين الإنسان العالم من نسل آدم (Homo Sapiens) والإنسان البدائي (Homo errectos) . وهذا يعني أنه ليس هناك علاقة بين الإنسان الحالي وسلالة القرود ، لأن آدم جاء إلى الأرض من عالم خارجي يعتبر بذلك مخلوق غير أرضي(Extra – terestrial) .

* فرضية لا بلاس la place

Post: #2
Title: Re: نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
Author: TahaElham
Date: 05-08-2004, 09:04 PM
Parent: #1

الاستاذ عادل امين شكرا علي انك قد ثبت ان سيدنا ادم كائن غير ارضي ذو برمجة دماغية محددة . هذه الفرضية محترمة جدا لانها فرضية دينية اي اعتقاد و ليست حقيقة علمية لان الحقائق العلمية يتم اثباتها بالاساليب العلمية المعروفة . وحتي الافتراضات يتم تقبلها اذا كانت منسجمة مع ثوابت العلم المعروفة. لمعالجة هذه الفرضية علينا تقبل الاسئلة الاتية . اولا ما هو سبب التشابه الوظيفي بين الانسان و الثديات و خاصة القردة العليا ؟
الكائنات الحية الان مقسمة الي نباتات و فطريات و حيوانات و بكترياواخيرا( الطحالب و الكائنات الدقيقة) هذا التقسيم مبني علي التشابه بين اعضاء المملكة الواحدة و الاختلافات الجوهرية بين اعضاء مملكتين مختلفتين . لكن لكن هذه الكائنات تشابه في انها تتكون من خلايا حية و معلوم ان حتي اجزاء الخلية عموما متشابهة اعني الغلاف الخلوي ة البرتوبلازم و معلوم ان الخلية تعمل باسلوب متشابه ماهو سر هذا التشابه الاعمق بين الانسان و الكائنات الحية ؟ . معروف ان الحياة علي الارض ابتدأت من اشكال بدائية و بسيطة من حيث التركيب و الوظائف ثم تطورت اشكال الحياة علي حسب ما هو مثبت في الجدول الجيلوجي ان الاحياء البسيطة كانت الاول ظهورا ثم تطورت الكائنات الي ظهرت الثديات بتزامن مع ظهور الطيور بعد الزواحف التي سبقتها البرمائيات . هل التتبابع في الظهور علي الارض كان محض الصدفة ام نتيجة لعمليات تطور و انتخاب طبيعي؟
في مجال العلوم الافتراضات الجديدة مثل ان ادم هو اصل الانسان كائن لا ارضي تحتاج الي اسناد و ادلة علمية من علوم الانسان و الاحياء و علم الاحياء القديمة و او المنطق العلمي السليم
طه جعفر

Post: #3
Title: Re: نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
Author: Elsadiq
Date: 05-09-2004, 01:28 PM
Parent: #2

عزيزي عادل

أحييك على هذا الموضوع الشيق والذى لايخلو أبدا من الجدل , و الكلام جميل و تناول جيد لتقليل الفجوة بين العلم والدين فى هذا الموضوع بالذات

ولكن كيف يمكنك إثبات" بشكل علمى " فرضية أن Homo Sapiens التي نحن من نسلها قد جاءت من السماء ولم تأتى كطفرة متطورة من ال Homo errectos
هذا هو مربط الفرس ؟

وأسمح لى أن أسأل , من الزاوية الأخرى هل يمكن مناقشة فرضية ألا يكون سيدنا آدم خلق من عدم وأن يكون فعلا طفرة متطورة من ال homo errectos .
فهذا لن يتناقض مع حقيقة أن اللة سبحانة وتعالى خلق الإنسان من طين

ولكم تحياتي

Post: #5
Title: Re: نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
Author: adil amin
Date: 05-09-2004, 02:21 PM
Parent: #3

الاخ العزيز الصادق

ولكن كيف يمكنك إثبات" بشكل علمى " فرضية أن Homo Sapiens التي نحن من نسلها قد جاءت من السماء ولم تأتى كطفرة متطورة من ال Homo errectos
هذا هو مربط الفرس ؟
الاثبات انهم لم يجدو هذه الحلقة المفقودة حتى الان وظلت الارض قبل ادم من ملايين السنين خالية من اى مشهد حضارى فقط الانسان البدائى الذى وجدو عظامه وادواته فى الحفريات كان يعيش بعقل المعاش فقط(ارجع لبوست نظرية المعرفة) كسائر الحيوانات ..وان الانسان العالم فى 40000 سنة فقط تقريبا صنع كل الحضارات المذهرة التى تشاهدها الان
اخى الصادق اثباتهاللمسلمين المستنيرين من القران ساهل ولكن لغير المسلمين يحتاج كما قال طه ادلة علمية
**********
وأسمح لى أن أسأل , من الزاوية الأخرى هل يمكن مناقشة فرضية ألا يكون سيدنا آدم خلق من عدم وأن يكون فعلا طفرة متطورة من ال homo errectos .
فهذا لن يتناقض مع حقيقة أن اللة سبحانة وتعالى خلق الإنسان من طين

نعم يا اخى الصادق..هناك اية تقول( امن غير شىء خلقوا ام هم الخالقون)
العدم كلمة تدل على معنى وهمى..خلق الله ادم من طين وخلق الكون من علمه المطلق على مبدا كن فيكون.. ونضرب بمثل وتعالى الله عن الامثال لو برمجت فى مصنع كيفية صنع سيارة ستجد ان المصنع يعمل وبعد زمن محدد تخرج السيارة ..هل جاءت من العدم؟؟..ولكن اذا كان من الهومو اركتس اين الحلقة المفقودة (المخلوق الوسيط) بينهما ؟؟
اشكركم جدا على زيارة وارجو انك تتواصل معنا دائما

Post: #4
Title: Re: نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
Author: adil amin
Date: 05-09-2004, 01:48 PM
Parent: #2

الاخ العزيز طه
تحية طيبة

اولا ما هو سبب التشابه الوظيفي بين الانسان و الثديات و خاصة القردة العليا ؟
..طبعا يا اخى طه لايوجد اختلاف نوع اصلا فى الكون بل اختلاف مقدار..نعم فى تشابه وظيفى فى كل شىء بين الانسان والبرايميت من الثديات العليا..ولكن الفرق الاساسى الانسان من نوع الهومو سابينس عالم...وهذه ليست فرضية دينيةفقط بل علمية اذ لا يمكن ابدا لو اعطيت اكثر القرود تطورا الة كاتبة ان تكتب قصيدة او حتى كلمة او جملة مفيدة..كما ان هناك سلسلة من الحفريات وجدو عظام كائن يشبه الانسان وموجود قبل نزول ادم الارض..ويعيش بدون علم ايضا على الغريزة فقط والدليل انه لم يؤسس حضارة
ونزول كائنات من عالم اخر الى الارض ايضا فرضية علمية لانه يوميا تتساقط نيازك وشهب وهى كواكب انفجرت قد تسقط معها كائنات دقيقة
************
ماهو سر هذا التشابه الاعمق بين الانسان و الكائنات الحية ؟
نعم اخى طه
كما ان الوحدة البنائية للكون هى ذرة الهيدرجين وما دون ذلك(الالكترون والبروتون والنيوترون) ايضا..ايضا الوحدة البنائية لكل الكائنات الحية هى الخلية وما دون ذلك ايضا(الدى ان اي)..ان الانسان يختلف فقط فى عدد الكروموسومات..وانه زود بالمعرفة قبل ان يهبط الى عالمنا..و هناك زمن جيلوجى كبير بين ادم الخليقة(ذرة الهيدروجين) وادم الخليفة(ابو البشر)..والله خالق هذا الكون..اراد ان يخلق الانسان فى مرحلة لاحقة بصورة اكثر تطور ويكلفه بعد ان انعم عليه بنعمة العقل...ولان الامر اختلاف مقدار استمر التشابه الوظيفى المتدرج فى كل الكائينات حسب ما ذكرت انت وزاد علي ادم التفكير والعلم

************

هل التتبابع في الظهور علي الارض كان محض الصدفة ام نتيجة لعمليات تطور و انتخاب طبيعي؟
الاخ العزيز طه اذا شاهدت يوما طائرة تطير..اول ما يخطر فى بالك ان هناك وعى ذكى يتحكم فى هذه الطائرة...واذا تمكنت من رؤ ية الكابينة ولم تشاهد طيار ..اكيد حتفكر ان احدا فى مكان ما يحركها بالريموت كنترول..وهكذا دواليك ستظل تبحث عن وعى عاقل يحركها ويوجهها
وهكذا هو عالمنا هناك مادة(الطبيعة ) تفصل بين وعيين وعى الانسان ثم مظاهر الحركة والنظام فى الطبيعة ثم الوعى الكلى الذى يحرك كل هذه المجاميع وهو الله جل جلاله..والصدفة لا تصنع نظام..ونحن البشر نعرف ذلك ان كل العمليات المعقدة التى صنع بها الانسان الطائرة والسيارة وغير ها هى معادلات علمية معقدة تربط بين ظواهر ومظاهر الكون فكيف يكون هذا الكون بدقته المتناهية وليد صدفة..وهذا استقرا منطقى فقط والمنطق ايضا علم...كما نوهت للمنطق العلمى السليم..
فى الختام اشكرك على الزيارة وانى فقط كنت اريد ان اثبت انه ليس هناك علاقة بين الانسان الحالى والانسان البدائى والقرود وليس هناك حلقة مفقودة كما زعم داروين وهى نظرية ايضا قابلة لان تدحض يوما ما
اتمنى انك ترجع فقط لبوست نظرية المعرفة الذى انزلته قبل هذا البوست لانه مقدمة لهذا المقال وفيها تفصيل اوفى

Post: #6
Title: Re: نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
Author: TahaElham
Date: 05-09-2004, 06:47 PM
Parent: #1

الاعزاء المتداخلين و الاخ عادل امين . هنالك الكثير من الدراسات العلمية اللاحقة لاطروحة دارون و لكن ما قاله دارون هو انه من الملاحظ ان الكائنات البدائية توجد في اسفل الجدول الجيلوجي و الكائنات الاكثر رقيا توجد في اعلاه . و قال ان لا بد من وجود اصل مشترك للحياةthe origin of sexes هذه هي اسهامته العلمية المعروفةبالاضافة الي جهده الثر في مجال علم تصنيف الكائنات taxonomy و لكن هذه النظرية المقبولةعلميا الي الان تعرضت لهجوم شرس من المتدينيين لانها حاولت تفسير اصل الحياة بعيد عن العقائد الدينية . موضوع الحلقة المفقودة و غيره هو اهتمام انثروبولوجي و اركيولوجي و لكن لعلم الاحياء ليست هنالك حلقات مفقودة لان تواتر المتحجرات الدالة علي الازمان و الحقب الجيلوجية كاف للخروج بنتائج مهمة عن الاتجاه العام لعملية الانتخاب الطبيعي natural selectionمثلا انحدار الطيور من الزواحف . لذلك يجب ان يكون هنالك سلف مشترك لكل الرئيسياتprimates الانسان و القردة العليا الشمبانزي و الاورانج اوتان او انسلن الغاب. معلوم لدي ان القردة لا تستطيع تعلم اللغة المحكية .لان القردة العليا منحدرة من السلف المشترك مع اسلاف الانسان سلكت خط تطور مختلف .
اعتبار ان الكتاب مرجعا علميا ليس متعلقا باسم المؤلف او الناشر او الجهة التي تبنت الكتاب لان هذه الامور اعني الكتابات العلمية تتاثر بالاتجاهات السياسية و الفلسفية.
يعتبر الكتاب مرجعا علميا اذا لم ترد دراسة نقدية جديدة مثبتة تجريبيا تناقض حقائق المرجع العلمي و المراجع العلمية بالمناسبة نادرة ما يتوفر للناس هو text book بصورة عامة ليسهل علي الناس عملية التعامل مع حقائق العلم . اذا كان احدكم يعلم عن مرجع علمي في علم الاحياء يهتم بأمر حلقة مفقودة فليفيدنا .
عملية جمع المتحجرات fossils هي من اهتمامات علم الاحياء القديمة palaeontology هذه العملية الشاقة المكلفة جدا تستهدف بصورة رئيسية تحديد العمر النسبي للصخورrelative aging حيث ان استخدام النظائرالمشعة لبعض العناصر يسهم بتعيين العمر المحدد للصخر و الهدف الثاني لهذا العلم هو دراسة البيئات الغابرة لمعرفة احتمالات التغير البيئي المستقبلي و يسهم هذا العلم بتعيين مواقع التراكيز المعدنية لغرص الاستخراج و الافادة منها .
لذلك انا اري ان ادخال موضوعة الدين في هذا الحيز من الامور غير المقبولة لان الدين نوع اخر من المعارف البشرية و جزء اخر من تجربة الانسان مع الله والكون و الطبيعة(لان الله فوق الطبيعة و العلم يدرس الطبيعة) . لكن ليس موضوعات وجود او عدم وجود الاله من المباحث العلمية و موضوع مثل من اين جاء و كيف جاء سيدنا ادم عليه السلام ليس من المباحث العلمية لان سيدنا ادم نفسه هو حقيقة دينية و ليس حقيقة علمية .
من المقبول في علم الفيزياء الان ان الكون هو مادة و طاقة و ليس هناك شكل اخر للوجودphysical existance . مفهوم تناقض هذة الحقيقة العلمية مع المعارف الدينية .
ما رأيكم في انني اعتقد ان نظرية الانفجار الكبيرbig bang هي عمل علمي لحساب السياسة في الستينات و اي مرجع علمي محترم يقترح نظرتين كلاهما مقبول لتفسير اصل الكون الاولي لن الكون ازلي و الثانية ان الكون انطلق من انفجار كبير .
و هذا ليس غريبا علي العلوم لان في الجيلوجيا ايضا هنالك نظريتين لتفسير الظواهر الجيلوجية الكبيرة الاولي هي catasrophism و الثانية هي uniformaterialism
' ظه جعفر
مع الاعتذار علي الصداع العلمي

Post: #7
Title: Re: نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-11-2004, 10:40 AM
Parent: #1

عزيزي عادل أمين
تحية طيبة
هل الكتابة التي أوردتها بما فيها من آيات قرآنية هي "فرضية لا بلاس" أم أن الفرضية هي ما وضعت في آخره نجمة؟؟


Quote: وقد كانت هذه التفاعلات تعتمل في معمل الطبيعة عبر ملايين السنين وأصبحت الأرض قبل نزول آدم على قمتها البشر غير المكلف من سلالة الإنسان البدائي (Homo errectos) وعلى قاعدتها ذرة الهيدروجين ، هذا الإنسان غير المكلف كان نتاج التطور الطبيعي للحياة ، يمتلك عقل المعاش فقط (Living Mind) لذلك أنفق ملايين السنين دون أن يؤسس حضارة أو ثقافة بل كان يعيش فقط على الغرائز كسائر الحيوانات بينما آدم الذي هبط إلى الأرض والمزود بعقل المعاد (Post Living Mind) ولأنه كائن مبرمج استطاع أن يؤسس حضارات وثقافات في زمن وجيز نسبياً*.


أعتقد أن نظرية تطور الإنسان في الأرض حتى وصوله إلى المرحلة الحاضرة هي نظرية معقولة ومقنعة، أما فكرة نزول إنسان إلى الأرض من خارجها فهي التي تحتاج إلى إثبات.. لقد أعجبني بصفة خاصة ما أورده الأستاذ محمود في هذا الخصوص في المقدمة الرابعة لكتاب "رسالة الصلاة" حول تطور الإنسان من أدنى درجات التجسيد، ذرة غاز الهيدروجين، ثم نشوء العقل الإنساني..
============


الإنسـان..

الانسان ما هو؟ ومن هو؟
الانسان حيوان نزل منزلة الكرامة بالعقل.. والإنسان لا يزال في طور التكوين، ولن يكون لاستمرار تكوينه نهاية، فهو يتنقل في منازل الكمال تنقلا سرمدياً.. والحيوان يتنقل أيضا، وقصاراه في ذلك أن ينزل أدنى منازل الانسان.. فكأن الاختلاف بين الحيوان والإنسان اختلاف مقدار، وليس اختلاف نوع.. التوحيد يطلب إلينا أن ننظر الى جميع المخلوقات، بله الأحياء، كسلسلة واحدة متصلة الحلقات، وإن كان حجم الحلقات يختلف أثناء السلسلة.. ولدى هذه النظرة، فليس في الوجود الحادث غير الانسان، وجميع ما نراه، ومالا نراه، من هذا الوجود، إنما هو الانسان في أطوار مختلفة ومتتالية.. وإلى هذا المعنى المتكامل الإشارة بقوله تعالى: ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟)) ومعنى ((هل)) هنا ((قد)) وهذا الحين من الدهر هو أمد ممدود، ودهر دهير..

وللإنسان في هذه النشأة الطويلة أربع مراحل متصلة الحلقات، ولا يفصل بينها إلا حلقات من السلسلة، أكبر من سابقاتها، تمثل قفزة في سير التطور.. وتمثل هذه القفزة بدورها حصيلة الفضائل العضوية التي استجمعت من خلال المرحلة السابقة.. وهذا التقسيم إلى أربع مراحل إنما هو لتبسيط البحث فقط: وإلا فإن في داخل كل مرحلة، مراحل يخطئها العد.. وسنجمل الحديث عن هذه المراحل فيما يلي:ـ



المرحلة الأولى من نشأة الإنسان ..

هذه تعني تطوره في المادة غير العضوية منذ بروزه في الجسد.. وهو بروز في الأزل - في بدء الزمن.. وإلى هذه البداية السحيقة أشار تعالى بقوله: ((أولم ير الذين كفروا أن السموات، والأرض، كانتا رتقاً، ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شئ حي، أفلا يؤمنون؟)).. الرتق ضد الفتق، وهو يعني الالتئام.. وعن هذا الأمر المرتوق، قال تعالى، في موضع آخر: ((ثم استوى إلى السماء، وهي دخان، فقال لها، وللأرض، ائتيا طوعاً، أو كرها. قالتا أتينا طائعين)) والدخان هنا يعني الماء، في حالة بخار.. فقد كانت السموات والأرض سحابة من بخار الماء، مرتتقة، ففتقت، وبرز التعدد من هذه الوحدة.. ولم تكن جرثومة الانسان يومئذ غائبة.. وإنما كانت هي ذرات بخار الماء.. ومن يومئذ بدأ تطور الانسان العضوي يطرد، تحفزه، وتوجهه، وتسيره، وتقهره، وتصهره، الإرادة الإلهية المتفردة بالحكم .. وقد أنفق في هذه المرحلة من مراحل النشأة أمداً يعجز الخيال تصوره.. ثم انتهت هذه المرحلة ببروز المادة العضوية..



المرحلة الثانية من نشأة الانسان ..

وببروز المادة العضوية من المادة غير العضوية ظهرت الحياة، كما نعرفها نحن.. وإلا ، فإن جميع المادة، عضوية، أو غير عضوية، حية.. وكل ما هناك، أن الحياة بدأت تبرز في المادة العضوية، بعد أن كانت كامنة في المادة غير العضوية.. فهي لم تجئ من خارج المادة..

وأدنى درجات الحياة، التي نسميها اصطلاحاً حياة أن يكون الحي شاعرا بحياته، وآية ذلك أن يتحرك الحي، حركة تلقائية، وأن يتغذى، وأن يتناسل.. وقد بدأت هذه الحياة بحيوان الخلية الواحدة.. وبهذه الخطوة الجليلة، والخطيرة، افتتح عهد جديد.. عهد عظيم.. عهد الحياة والموت.. ومن يومئذ بدأ رأس سهم الحياة، وطليعتها في السير.. يالها من بداية!! وفي ذلك قال تعالى: ((ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون)) .. الحمأ الطين الأسود.. والحمأ المسنون الطين المتغير، المنتن.. والصلصال الطين اليابس، الذي يصل أي يصوت إذا لمسته.. وإنما احمومى الحما لأنه قد طبخ بحمو الشمس.. وذلك لأن الأرض قد كانت قطعة من الشمس انفصلت عنها، وأخذت تبرد، وتجمد، وتتهيأ لظهور الحياة عليها.. ثم ظهرت الحياة بين الماء والطين.. وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: ((هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا.؟ * إنا خلقنا الانسان من نطفة، أمشاج، نبتليه، فجعلناه سميعا بصيرا)).. فإن النطفة، في هذه المرحلة من مراحل النشأة البشرية تعني الماء الصافي.. وأمشاج ، جمع مشيج.. من مشج، يمشج، مشجاً، إذا خلط بين شيئين.. وهما هنا الماء والطين.. فالنطفة الأمشاج، هي الماء المخلوط بالطين ..

وهذه المرحلة الثانية، من مراحل النشأة البشرية، التي بدأت بحيوان الخلية الواحدة في القاعدة، تنتهي عند أعلى الحيوانات الثديية، في القمة.. وحين تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل النشأة، إنما تبدأ بقفزة جديدة، مذهلة، بها يدخل الانسان، كما نعرفه اليوم، في مسرح الحياة .

المرحلة الثالثة من نشأة الانسان ..

هذه هي المرحلة التي نحن نعيش الآن في أخريات أيامها، وهي قد بدأت يوم ظهور آدم النبي - الانسان المكلف - في الأرض.. وآدم هذا، ليس هو آدم الخليفة، الذي خلقه الله كاملا، أو يكاد، في الجنة، وأسجد له الملائكة.. وإنما هو طور من أطوار ترقى الخلقة التي انحطت عن آدم الخليفة، نحو مرتبة آدم الخليفة.. ذلك بأن آدم الخليفة - آدم الكامل - قد خلق في الجنة - في الملكوت - ثم لما أدركته الخطيئة طرد من الجنة، وأهبط الى الأرض.. وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى: ((فتعالى الله الملك الحق، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه، وقل رب زدني علماً * ولقد عهدنا إلى آدم، من قبل، فنسي، ولم نجد له عزماً * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم، فسجدوا، إلا إبليس، أبى * فقلنا: يا آدم، إن هذا عدو لك، ولزوجك، فلا يخرجنكما من الجنة، فتشقى * إن لك ألا تجوع فيها، ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها، ولا تضحى * فوسوس إليه الشيطان، قال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد ، وملك لا يبلى؟ * فأكلا منها، فبدت لهما سوآتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وعصى آدم ربه، فغوى * ثم اجتباه ربه، فتاب عليه، وهدى * قال: اهبطا منها، جميعاً، بعضكم لبعض عدو، فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل، ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكاً، ونحشره، يوم القيامة، أعمى)) . وعن طرد آدم من الجنة، وإهباطه إلى الأرض، بعد خلقه في أقرب صورة إلى الكمال. ورد القول الكريم: ((لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، فلهم أجر غير ممنون)) وكان آدم، وزوجه، من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فإنهما تابا، وندما، بعد الزلة، وقالا: ((ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا، وترحمنا، لنكون من الخاسرين)) هذا في حين أن إبليس الذي تولى إغواءهما، لم يتب، ولم يندم، ولم يطلب المغفرة، ولا الرحمة، وإنما طلب الإمهال، والانظار: ((أنظرني الى يوم يبعثون)) فلما أجيب الى طلبه: ((إنك من المنظرين)) أظهر إصراراً على الاستمرار في الإغواء: ((فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ولا تجد أكثرهم شاكرين)) ولذلك لما ردوا جميعا إلى أسفل سافلين ترك هو هناك، واستنقذ الله آدم وزوجه، وهداهما بإيمانهما سبيل الرجعى.. فهذا معنى قوله تعالى: ((إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون)) وعندما رد آدم إلى أسفل سافلين كان في نقطة بدء الخليقة - في مرتبة بخار الماء - ثم بدأ سيره، بتوفيق الله، في مراقي القرب، حتى إذا بلغ مبلغ النبوة على الأرض، فكان الإنسان المكلف الأول، كان قد بدأ ينزل بصورة، محسوسة، أول منازل القرب من مقام الخلافة العظيمة التي فقدها بالمعصية، ولكنه كان لا يزال عن كمالها بعيدا . وبنزوله هذه المنزلة الشريفة أصبح له ذكر في الملكوت، بعد أن سقط ذكره زمنا طويلا.. وفي ذلك يقول تعالى: ((هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟))

[.......]

نشأة العقل..

العقل هو القوة الدراكة فينا.. وهو لا يختلف عن الجسد اختلاف نوع، وإنما يختلف عنه اختلاف مقدار.. فالعقل هو الطرف اللطيف من الحواس.. والحواس هي الطرف اللطيف من الجسد.. وإنما بصهر كثائف الجسد، تحت قهر الإرادة الإلهية، ظهرت لطائف الحواس، ثم لطائف العقول..

ولقد امتازت هذه المرحلة الثالثة من مراحل نشأة الانسان بظهور العقل.. ولم يكن العقل غائبا عن المرحلة الأولى، والمرحلة الثانية، من مراحل النشأة ولكنه كان كامناً كمون النار في الحجر، ثم صحب بروزه من الكمون إلى حيز المحسوس، هذه المرحلة الثالثة.. وعن حركة بروز العقل، ووسيلة بروزه، يخبرنا الله تبارك وتعالى، فيقول: ((إنا خلقنا الانسان من نطفة، أمشاج، نبتليه، فجعلناه سميعا بصيرا * إنا هديناه السبيل، إما شاكرا، وإما كفورا)).. فالنطفة الأمشاج تعني الماء المخلوط بالطين، وذلك عند ظهور الحياة بالمعنى الذي نعرفه، وهذا يؤرخ نهاية المرحلة الأولى، من مراحل نشأة الانسان، وبداية المرحلة الثانية.. ولا تزال الحياة، في القاعدة، تستمد من هذا المصدر.. ثم أخذت الحياة تلد الحياة، بطريقة، أو بأخرى، وذلك في مراحلها الدنيا، وقبل أن تتطور، وتتعقد، وتبرز الوظائف المختلفة، للأعضاء، وللأنواع.. وقبل أن تبرز الأنثى بشكل مستقل عن الذكر.. وتمثل هذه الحقبة طرفا من المرحلة الثانية من مراحل نشأة الانسان.. ثم عندما ارتقت الحياة، وتوظفت الوظائف، أصبحت الحياة تجيء من التقاء الذكر بالأنثى، وأصبحت النطفة الأمشاج تعني ماء الفحل المختلط ببويضة الأنثى..

وكل السر في عبارة ((نبتليه))، لأنها تشير إلى صهر العناصر في الفترة التي سبقت ظهور المادة العضوية.. وتشير إلى صراع الحي مع بيئته الطبيعية، بعد ظهور أول الأحياء، وإلى يوم الناس هذا.. ((فجعلناه)) نتيجة لهذا الابتلاء، والبلاء، ((سميعا بصيرا)) إشارة إلى بروز الحواس في الحي، الواحدة تلو الأخرى.. وبعد أن اكتملت الحواس الخمس، وأصبح الحي حيواناً سوياً انختمت المرحلة الثانية من مراحل النشأة البشرية، وبدأت المرحلة الثالثة، وذلك ببروز لطيفة اللطائف - العقل - وإلى ذلك الإشارة بالآية السابقة ((إنا هديناه السبيل، إما شاكراً، وإما كفوراً.)).. ((إما شاكراً، وإما كفوراً)) تعني إنا هديناه إلى الشكر عن طريق الكفر، أو قل إلى الصواب عن طريق الخطأ.. وإليه أيضاً الإشارة بقوله تعالى: ((ألم نجعل له عينين؟ * ولسانا وشفتين؟* وهديناه النجدين؟)).. قوله: ((ألم نجعل له عينين؟)) إشارة إلى الحواس جميعها.. قوله ((ولسانا وشفتين؟)) إشارة إلى العقل.. فإنه هنا لم يعن باللسان مجرد الشريحة المقدودة من اللحم، والتي يشارك الإنسان فيها الحيوان، وإنما أشار باللسان إلى النطق باللغة، ولذلك ذكر الشفتين لمكانهما من تكوين الأصوات المعقدة، المختلفة التي تقتضيها اللغة.. واللغة ترجمان العقل، ودليله.. ثم قال: ((وهديناه النجدين)).. أصل النجد ما ارتفع من الأرض.. وهو هنا الطريق المرتفع.. و((النجدين)) الطريقين: طريق الخطأ، وطريق الصواب.. ولقد هدى الله الانسان الطريقين.. فهو يعمل، فيخطئ، فيتعلم من خطئه.. وحين هدى الله الإنسان النجدين، لم يهد الملائكة إلا نجداً واحداً، وهو أيضاً لم يهد الشياطين إلا نجداً واحداً.. وذلك أن الله، تبارك وتعالى، خلق شهوة بغير عقل، وركبها في الشياطين، ومن قبلهم، إلى أعلى الحيوانات، ما خلا الانسان، فهم يخطئون، ولا يصيبون.. وخلق عقولا بلا شهوة، وركبها في الملائكة، فهم يصيبون، ولا يخطئون.. ثم جعل الانسان برزخاً، تلتقي عنده النشـأتان: النشأة السفلية، والنشأة العلوية، فركب فيه الشهوة، وركب فيه العقل، وأمره أن يسوس شهوته بعقله.. فهو في صراع، لا يهدأ، بين دواعي الشر، ودواعي الخير.. وبين موحيات الخطأ، وموجبات الصواب.. فذلك معنى قوله، تبارك و تعالى، ((وهديناه النجدين)).. وهذه النشأة ((البرزخية)) التي جمعت بين الخطأ والصواب هي التي جعلت مطلق بشر أكمل من مطلق ملك.. ولمكان عزتها قال المعصوم: ((إن لم تخطئوا، وتستغفروا، فسيأت الله بقوم يخطئون، ويستغفرون، فيغفر لهم..)).. وعزة هذه النشأة في مكان الحرية فيها.. لأن حق الخطأ هو حق حرية أن تعمل، وتخطئ، وتتعلم من خطئك كيف تحسن التصرف في ممارسة حريتك، بغير حد، إلا حداً يكون منشأه عجزك عن حسن التصرف .. وذلك عجز مرحلي ، لن تلبث أن تخرج منه إلى قدرة أكبر على حسن التصرف، وهكذا دواليك.. والحرية هي روح الحياة.. فحياة بلا حرية إنما هي جسد بلا روح.. ويكفي أن نقول أن الحرية هي الفيصل بين حياة الحيوان، وحياة الانسان..

وفي بدء الحياة كان الشعور.. وأدنى درجات الحياة أن يشعر الحي بوجوده.. وليس فيما دون هذا الشعور حياة.. ويوجب هذا الشعور بالوجود إحساس الحي بالحر، وبالبرد، وبالألم.. وجاء من هذا الإحساس الحركة من الحر المضر، ومن البرد المضر، ومن كل ألم، وإلى كل لذة ممكنة.. وبوحي من الفرار من الألم، والسعي في تحصيل اللذة، جاءت القدرة على تحصيل الغذاء، والالتذاذ به، وجاءت القدرة على التناسل، والالتذاذ به .

وكان حيوان الخلية الواحدة يحس بكل جسده الرخو، ثم تعقدت الحياة، وارتقت، ورهف إحساسها بالخطر الذي يتهددها، فظهرت الحاجة إلى الوظائف المختلفة، فكان على الجلد أن يتكثف ، ويغلظ، ليكون درقة، ودرعا، وكان على بعض أجزاء الجسد، غير الجلد، أن يقوم بوظيفة الحس.. وهكذا بدأ نشوء الحواس.. ونحن لطول ما ألفنا الحواس الخمس نتورط في خطأ تلقائي، إذ نظن أن الأحياء قد خلقت وحواسها الخمس مكتملة.. والحق غير ذلك.. فإن الحواس نشأت، الواحدة، تلو الأخرى، كلما ارتقت الحياة، وتعقدت وظائف أعضاء الحي.. ففي البدء كان اللمس بالجسم كله - بالجلد - ثم لما توظف الجلد في الوقاية، خصصت بعض الأجزاء للمس.. ثم ارتقت وظيفة الحس لما أحتاج الحي للمس، والخطر على البعد، فامتدت هذه الوظيفة، امتداداً لطيفاً، فكان السمع، ثم كان النظر، ثم كان الذوق، ثم كان الشم .. وليس هذا ترتيب ظهور للحواس، ولا هو ترتيب اكتمال.. فإن بعض الأحياء يحتاج لحاسة معينة أكثر من احتياجه للأخريات، فتقوى هذه على حساب أولئك، مع وجود الأخريات، بصورة من الصور..

والآن ، فإن الحيوانات العليا، بما فيها الإنسان، ذات خمس حواس.. وليس هذا نهاية المطاف.. فإن، في الإنسان، الحاسة السادسة، والحاسة السابعة في أطوار الاكتمال، ولا يكون، بعد الحاسة السابعة، تطور في زيادة عدد الحواس، وإنما يكون تطور في كمالها.. وهذا لا ينتهي، وإنما هو سرمدي..

Post: #8
Title: Re: نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
Author: adil amin
Date: 05-12-2004, 11:37 AM
Parent: #7

الاخ العزيز ياسر الشريف
تحية طيبة
اشكرك على المداخلة الثرة...فرضية لابلاس هى تخص الانفجار العظيم الذى تلاه سحابة الهيدروجين ونحن نستدل فقط بالقران ولا ندعى تفسيره ...ستجد ان الدراسة فى اطارها العام تحمل نفس افكار الاستاذ المتقدمة فى خلق الانسان واردت فقط ان اعطيها بعد علمى
انى هنا فى هذه الدراسة اريد ان اوضح انه ليس هناك علاقة بين ادم ابوالبشر الحاليين وسلالة القرود اوالانسان غير المكلف الذى قالت عنه الملائكة انه فاسد ويمارس القتل..و اثبت ان خلق ادم تم فى مكان غير الارض

الاخ طه
تحية طيبة
الا تلاحظ معى ان
1- الايدولجية ورجال الدين والمؤسسات الاكادمية عبر العصور كانت اكبر عائق امام كل الافكار والنظريات التى ياتى بها ناس عاديون
مثلا اينشتاين وقد قرات سيرة حياته..عانى من ايدولجية النازية واسقطت عنه الجنسية....وحاربه رجال الدين المسيحى..والبروفسرات بدافع الحسد وكان يطلق عليهم الافيال
2- الم تلحظ ان اعلام العلم والفكروالابداع الادبى عبر العصور كانو اناس عاديين لا يحملون اى القاب مثل جيريجور مندل صاحب علم الوراثة واديسون الذي لم يذهب الى المدرسة اساساوبرنارد شو والعقادو ابو العلاءالمعرى
3- ان اصحاب اليسار السودانى جعلو من كتب ماركس وانجلز وهيقل تلمودهم دون التفات الى اعلام الحضارة الاسلامية..مثل ابن عربى والفارابى..ونفوا ان الدين من الممكن ان يكون علمى..الاسلام دين عقيدة وعلم ولم يعرفه ماركس او يتطرق اليه...ويمكن مداخلةياسر الشريف جاءت فى محلها لتوضح لك واحد من العبقريات السودانية الى ظلت خارج اطارالمشهد الثقافى والفكري الرسمى للسودان اسوة بكل المهمشين عبر العصور مثل الفارابى والغزالى وغيرهم..وغيرهم من عباقرة التاريخ
4- عندما تناولت هذه الدراسة لدحض فكرة الحلقة المفقودة لداروين..لم اتناول نظرية داروين على طريقة الكيزان او انصار السنة..بل فيها كثير من روح الفكرة الجمهورية
فى الختام نصيحة لاصحاب اليسار السودانى حتى لا تكون الايدولجية عائق امام العلم عليهم اولا بالقراة الحرة للفكرة الجمهورية بالكامل..واذا وجدو هناك عجز فى الفكرة عن تناول قضايا الانسان والمكان وحتى الفن فاليخرجوا خارج السودان لسد الثغرات وبذلك يكونو علميين لان الوعى انعكاس لمادة مقولة علمية لماركس وحجة عليه لانه لم يتناول الاسلام ولا يبدو انه حتى يعرفه كان صراعه ضد المسيحية
هذا الكلام بخصوص الروتين العلمى الذى ينغلق عليه الاكادميين والمؤسسات الاكادمية وانا شخصيا اعتبر الدكاترة والبروفسرات عبارة عن دسكات تخزن فيها معلومات فقط...وانظر لحال السودان الذى يعج بهم دون فائدة تذكر مع احترامنا لكثيرين من انصار الشعوب الحرية منهم....والحديث ذو شجون
نحن فقط نطرح افكارنا عبر شبكات الانترنت فى فضاءات ومعالم لا نهائية ونقبل كل نقد علمى موضوعىيتناول الموضوع ...وسيظل الافتراض اعلاه عن عدم وجود حلقة مفقودة قائما حتى يعثروا على هذه الحلقة المفقودة بين الانسان العاقل والانسان البدائى وما قبله من سلالة القرود...كنت اتمنىان ترجع لبوست نظرية المعرفة لاعراف رايك فيها
ونشكرك على العلومات الثرة التى زودتنا بها فى هذا البوست ونواصل

Post: #9
Title: Re: نحو تفكير بلا حدود:نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
Author: Elsadiq
Date: 05-13-2004, 10:24 AM
Parent: #8

عزيزي عادل

إقتباس

Quote: الاثبات انهم لم يجدو هذه الحلقة المفقودة حتى الان وظلت الارض قبل ادم من ملايين السنين خالية من اى مشهد حضارى فقط الانسان البدائى الذى وجدو عظامه وادواته فى الحفريات كان يعيش بعقل المعاش فقط(ارجع لبوست نظرية المعرفة) كسائر الحيوانات ..وان الانسان العالم فى 40000 سنة فقط تقريبا صنع كل الحضارات المذهرة التى تشاهدها الان



العجز عن إثبات نظرية لايعنى نفيها
طبقا لداروين "Natural & sexual selection " فإن الكائن الحى دائم التطور وهناك tendency لظهور صفات جديدة فى الأجيال الجديدة وأن هذا التطور يؤدى فى ظروف معينة الى ظهور سلالة جديدة تختلف عن أجدادها الأصليين ولكن داروين لم يستطيع تقديم تفسير جيد لكيفية ظهور هذة السلالات الجديدة ولكن هذا أيضا لايعنى نفى العلاقة بين السلالات المتعاقبة

السلالات المختلفة للعائلة الإنسانية "The hominid" تخضع لنفس القانون العام للتطور
ولكن بالنظر إالى المخطط التالى , فإن الأرتباط فى الشكل والصفات على مدى آلاف السنين من الكائن الأقل تطورا الى الأكثر تطورا واضح ومؤكد علميا
السلالة المتطورة المعروفة بالhomo-sepiense “ وهى أكثر السلالات تعقيدا وحجما للمخ و أكثرها أستقامة للعمود الفقرى من السلالات الأقل تطورا مثل الhomo-ertocs



إقتباس

Quote: اخى الصادق اثباتها للمسلمين المستنيرين من القران ساهل ولكن لغير المسلمين يحتاج ادلة علمية



هذة النقطة غير قابلة للنقاش بالطبع , فى القرآن حقائق عن خلق الأنسان ونحن نؤمن بها حتى بلادليل
ولكن من رحمة اللة علينا أن القرآن لم يتعرض الى تفاصيل الصغيرة , ممايعنى أن الأنسان يجب أن يلجأ الى العلم فى الوصول الى المعرفة . ولايمكن أن يقف العلم عند حقائق علمية دون دليل أو برهان لأن ذللك ضد فطرة الأسلام الذلى هو دين علم وتتدبر وبحث .


إقتباس

Quote: نعم يا اخى الصادق ..هناك اية تقول ( امن غير شىء خلقوا ام هم الخالقون)


بالرجاء مراجعة تفسير الآية من الكتب المتخصصة وإضافتها هنا فى النقاش , للأن المعنى الذى أفهمهمة من الآية يختلف عن ماتقصدة وقد أكون مخطىء
فكأن اللة يسأل هل خلقوا من غير قانون وفقا لمنظومة دقيقة أم جاءو بشكل عشوائى....... و الأجابة لاتتعارض مع كون أن الإنسان جاء من طفرة متقدمة على ملايين السنين من ال homoerrectos فمسألة التطور هذة فى حد ذاتة إعجاز إلاهى و دقة مرعبة

دعنى أسألك
كيف خلق سيدنا عيسى علية السلام ؟ , اليس خلق عيسى كخلق آآدم بنص القرآن ؟
آدم خلق من طين , صح ؟ ...... إذن سيدنا عيسى خلق من طين أيضا ؟؟؟ مع أن سيدنا عيسى جاء الى الحياة من رحم أمة كمن سبقة من العالمين
يعنى عندما يقول اللة سبحانة وتعالى " إن مثل عيسى عند اللة كمثل آدم خلقة من تراب ثم قال لة كن فيكون "

على الأقل سنتفق أن لآدم من تراب , صح ؟ أى تراب ؟؟ تراب الأرض ؟ ومن ماذا خلق اللة باقى الكائنات ؟

أدعو الأخوة الضالعين فى العلوم الدينية ليأتو باللآيات اللتى تتحدث عن خلق آدم وسنجد أن جميع الآيات لاتتعارض مع فكرة أن آدم هو جزء من هذة الأرض وخرج منها من خلال منظومة التطور الطبيعى للكائنات الحية وفقا لقوانين هذة الطبيعة


إقتباس

Quote: الاثبات انهم لم يجدو هذه الحلقة المفقودة حتى الان وظلت الارض قبل ادم من ملايين السنين خالية من اى مشهد حضارى فقط الانسان البدائى الذى وجدو عظامه وادواته فى الحفريات كان يعيش بعقل المعاش فقط(ارجع لبوست نظرية المعرفة) كسائر الحيوانات ..وان الانسان العالم فى 40000 سنة فقط تقريبا صنع كل الحضارات المذهرة التى تشاهدها الان


الذى يفرق بين الأنسان الhomo-sepiense وماقبلة من السلالات هو الخلافة والأمانة والعلم كما قال سبحانة وتعالى

" وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة فالوا أتجعل فيه من يفسد فيهاويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس للك .......إالى آخر الآية "

كما حمل الأنسان الأمانة كما فى الآية " إن عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنة كان ظلوما جهولا "

" وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين , قالو سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم "

هنا تميز الhomosepiense عن ماقبلة من الكائنات فهو قادر على أن يتعلم وهى صفة ألاهية لم تعطى للأحد من المخلوقات حتى الملائكة وهذا هو السر الذى وضعة اللة فى الأنسان

مع خالص تحياتي