لماذا فازت القوى الوطنية بانتخابات جامعة الخرطوم

لماذا فازت القوى الوطنية بانتخابات جامعة الخرطوم


04-29-2004, 03:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1083249095&rn=0


Post: #1
Title: لماذا فازت القوى الوطنية بانتخابات جامعة الخرطوم
Author: Amjad ibrahim
Date: 04-29-2004, 03:31 PM


سلام جميعا
اورد هذا التحليل متأخرا نسبة لظروف عديدة، و على الابواب انتخابات الجامعة الاهلية، اتمنى ان لا تتكرر التجربة
تحياتي


لماذا فازت القوى الوطنية بانتخابات جامعة الخرطوم


بادئاً بهذا التحليل اود ان اهنئ الشعب السوداني و طلاب جامعة الخرطوم بالانتصار الكبير الذي احرزه تحالف القوى الوطنية على تيارات الاسلام السياسي التي تتودد الى الديمقراطية بوسائلها و سرعان ما تتنكر لها فور وصولها الى الكراسي، و قد قراءت بعض الردود و التفاعلات التي وردت على صفحات الأنترنت و خاصة صفحة سودانيز اون لاين للحوار، و قد راعني ان لا اجد و لا حتى تذكير بسيط بالموقف الاخلاقي الكبير الذي اتخذته حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) اثناء الانتخابات بان جمدت قائمتها الانتخابية دون قيد او شرط لضمان فوز القوى الوطنية.


لقد مارست بعض القوى الوطنية ذات الدور الاقصائي الذي لعبته ابان ازمة دخول حركة حق للتجمع الوطني الديمقراطي، و ان اختلفت القوى الداعية لذلك و اليكم التفاصيل

اولا طلب ممثلوا حركة القوى الجديدة الديمقراطية(حق) التمثيل في قائمة تحالف القوى الوطنية بنسبة معقولة، و قد كانت مفاوضات مضنية مع ممثلي التنظيمات السياسية في الجامعة، و قد قدمت التنظيمات مشتركة شروط مجحفة لادخال حركتنا في التحالف، فبينما يتمتع كل تنظيم سياسي بحوالي 6 اعضاء في الهيئات القيادية المقترحة للاتحاد، اقترح علينا مقعدين بشرط ان لا يكونا باسم حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)، بل كمستقلين. و قد عللوا ذلك بان تنظيم حق (الجديدة) كما يحلو للبعض هنا تسميتها تمييزا لها عن الحديثة (الحاج وراق)، لا يوجد لها وجود سياسي حقيقي في الجامعة، وقد اعاد ذلك الي شخصيا نفس طعم العلقم الذي احسست به ابان تعلل التجمع الوطني الديمقراطي لعدم قبول عضويتنا فيه،

لم ندري كيف تم لهم تقدير احجام الاحزاب السياسية في الجامعة و ما هو الترمومتر الذي استخدموه لذلك.

الموقف المتعنت و الغير عقلاني من المفاوضين و الذي في تحليلنا و حسب المعلومات المتوفرة لدينا نتج من تخطيط على مستوى خارج الجامعة و بالتحديد بتنسيق عال بين السيد الصادق المهدي و الاستاذ الحاج وراق كما ذكرت الصحف ايضا بعد ذلك، نتج عنه اتخاذ مكتب حركتنا في الجامعة للنزول للانتخابات بقائمة منفصلة.

و هنا برزت خطورة الموقف و ضعف التحليل السياسي اللذان دخل بهما مفاوضوا تحالف القوى الوطنية المفاوضات مع حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق). نزول حركة حق الجديدة معترك العملية الانتخابية كان سيعني بالضرورة تشتيت الاصوات الوطنية مما قد يعني فوز التيار الاسلامي. وقد تابعت الانتخابات عن كثب و سير المفاوضات و سير العملية التفاوضية مع الكثيرين من عضوية تنظيم حق الجديدة في الجامعة، و هنا جاءت الاجاويد و الانبراشة كما يقول اهلنا بلغة الشارع، و قد عقدت عضوية الحركة و قيادتها في الجامعة اجتماعات ماراثونية متتالية في ذلك اليوم 29 مارس 2004 لتقييم الموقف و اتخاذ قرار بشأن الانتخابات. و المتابع لذلك اليوم لابد ان يكون قد لاحظ حالة السكون التي كانت سائدة في تلك الامسية في اروقة جامعة الخرطوم و شارع المين( حيث توقفت الحملة الانتخابية بغتة وحتى الساعة العاشرة ليلا)، حيث وقف الجميع في انتظار ما ستفضي عنه مناقشات حركة القوى الجديدة الديمقراطية و التي تباينت بين شد و جذب و قد كان يوما تاريخيا بحق انتصرت فيه الديمقراطية و العقلانية انتصارا باهرا ادى فيما بعد و حسب تقييمي الشخصي الى تسهيل عملية فوز التحالف بالانتخابات لاحقا.


و لاعطاء كل ذي حق حقه، لابد أن نشيد بالموقف الايجابي من جانب رابطة الطلاب الاتحاديين كما نستغرب من المواقف السلبية و الغامضة و الوقوف موقف المتفرج من قبل الجبهة الديمقراطية و الجبهة الوطنية الافريقية من مسألة دخول حركتنا الى تحالف القوى الوطنية و عدم ممارستها ضغوطا في سبيل تذليل صعوبات دخولنا الى هذا المنبر الذي يفترض فيه ان يكون وعاءا جامعا لكل من يعارض القوى الظلامية في السودان.

قرار انسحاب حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق من الانتخابات و تجميد لائحتها لم يكن قرارا سهلا على عضويتنا خاصة مع السلوك الغير مسئول من قبل بعض طلاب تحالف القوى الوطنية بمهاترة عضويتنا بان سقف طموحها الانتخابي ان تتنازل عن الانتخابات لتحالف القوى الوطنية، حيث ادى ذلك الى توتير الاوضاع و صعّب من عملية اتخاذ القرار، و على القوى السياسية ان لا تراهن ان هذا القرار سيكون نفسه اذا تكرر السلوك الاقصائي في الانتخابات القادمة. لقد قصدنا ان نوجه رسالة اخلاقية واضحة و دون اية شروط و نأمل ان يتعامل معها الواقع السياسي بنفس القدر من المسئولية، و هناك انتخابات قادمة في جامعات اخرى قد لا تكون عملية اتخاذ القرار فيها بنفس القدر، خاصة و اننا نشهد تجاهلا تاما لما قدمته حركتنا من تنازلات غير مشروطة.


اتحاد جامعة الخرطوم مؤسسة نقابية في المقام الاول و يجب عليها ان تساهم في حل مشاكل الطلاب و تحسين اوضاعهم. ان انتصار القوى الوطنية في الانتخابات يضعها في امتحان عسير و يجب ان لا تتصور ان ذلك نهاية المطاف. هناك مهام عاجلة ينبغي معالجتها كأولوية قصوى و ذلك بتعديل دستور الاتحاد في النقطة الاتية

ينص القانون الحالي انه في حالة عدم اكتمال النصاب في الانتخابات يسلم الاتحاد الى مدير الجامعة مباشرة دون اللجوء الى انتخابات اخرى تكميلية، و الاقتراح المقدم انه في حالة عدم اكتمال النصاب ان تتم الانتخابات التكميلية بعد اسبوعين على الاقل و تتم بأي عدد من الطلاب (دون نصاب) نتمنى ان يحل الاتحاد القادم هذه المعضلة.


مرة اخرى نهنيء طلاب جامعة الخرطوم باتحادهم الجديد و نتمنى ان تنجز القوى المنضوية تحته التزاماتها الاخلاقية تجاه قواعدها الطلابية، و ان تتعامل بسعة افق مع المسئولية الملقاة على عاتقها، ولتعلم جيدا ان الانتخابات القادمة ليست بالبعيدة.

امجد ابراهيم سلمان