الذكرى السابعة لرحيل شهيد الحريه والديمقراطية الفريق أول فتحي أحمد علي

سبع سنوات مرت على رحيل شهيد الديمقراطية والحرية
الفريق أول فتحي أحمد علي
وقتها 28/4/1993 كنتُ بقاهرة المعز الوطن الثاني لأهل السودان، والاًن 28/4/2004 أجد نفسي بعيداً كثيراً عن الوطن في متشيجان أمريكا الحرية والديمقراطية ومع ذلك صورة الوطن مغروسة في وجداني ومشاعري وأحس بإشراقة الأمل باكتساح التجمع الوطني الديقراطي لانتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم منارة العلم في السودان في أبريل من هذا العام، فهذا مؤشر لرفض أهل السودان لبرنامج حكم التتار عصابة اللصوص جماعة التأسلم السياسي التي استغلت ظرف مذكرة القوات المسلحة في 21 فبراير 1989 واستولت على مقاليد الحكم في السودان في 30 يونيو 1989 لإجهاض مشروع مشروع السلام في السودان باتفاق الميرغني وقرنق في 16 نوفمبر 1988 لايقاف الحرب الأهلية في جنوب السودان وكان سيكون الرابع من يوليو 1989 ميلاداً جديداً لأهل السودان في رحاب الحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية.
واليوم 28 أبريل 2004 في ذكرى رحيل شهيد الديمقراطية والحرية إبن السودان البار الفريق فتحي أحمد علي، نحرص على أن نؤكد أن السودان الوطن كان محور اهتمامه بحدوده الجغرافية المعروفة، فلقد رفض الشهيد باقتناع فكري نفسي تعطيل مسيرة الديمقراطية في السودان رغم حالة عدم الاستقرار السياسي. فالظرف السياسي كان مهياً له لذلك داخل القوات المسلحة والشارع السوداني، وفي اعقاب انقلاب 30 يونيو1989 الذي استغل ظروف المذكرة بخســة رغم أدائهم للقسم الذي اقترحه أحد اقطابهم كصمام أمان للمذكرة من عشاق السلطة عبر بوابة الانقلاب العسكري في الجيش. قاوم الشهيد هذا الانقلاب في بسالة ورجولة وتم اعتقاله وتعرض للمضايقات وأحس بضرورة الاسهام في تأسيس القيادة بتاريخ 26 سبتمبر 1990 كسابقة أولى فريدة رائدة بانضمام قيادة الجيش للعمل المعارض رغم الامتيازات الممنوحة ما بعد الخدمة. وكان أول من قام به بعد ذلك قيادة وفد القيادة الشرعية لزيارة الحركة الشعبية لتحرير السودان في 21-23 ديسمبر 1990 في اسوكي جنوب غرب توريت، وقال وقتها:
" كانت هيئة القيادة والادارات وأفرع القيادة والقيادات والأسلحة تهئ نفسها في أواخر
عام 1989 لتستقبل اليوم الرابع من يوليو 1989 الذي كان الشــعب الســوداني كله
يترقب الاحتفاء به تدشيناً لعهد جديد يذهب بالبغضاء يوقف نزيف الدم ويأتي بالسلام
والمحبة."
وأضاف الفريق أول فتحي أحمد علي:
" كنتُ انتظر حضوركم إلى الخرطوم لننظر في أمر اعادة بناء قوات مسلحة تنشأ في
واقع جديد بمعنى الكلمة. أن قدر لتلك المقابلة أن تتم، إذاً لكانت أجــنــدة اجــتــماعنا مختلفة جداً عن تلك التي أمامنا، إذاً كان يفترض أن يكون موضوع وقف اطلاق النار
والأسرى والسلام وغيرها قد تم تخطيه بمراحل. إلا أن الجـبـهة الاسـلامـية القـومـية
وسدنتها من الضباط أبوا إلا أن يعيدونا إلى المربع الأول. "
وكانت اَخر زيارة عمل قام بها الفريق من 5/4/1997 إلى 12/4/1997 لمدينة ياي في جنوب السودان لمخاطبة الأسرى من القوات المسلحة واقناعها بالانضمام للمعارضة السودانية المسلحة فوفق في مسعاه وعاد من رحلته الأخير من أرض الوطن في معنويات عالية وكان قد عاد من للترحال الأخير في 28/4/1997 إلى رحاب الله فكان زلزال رحيلة من أقسى اللحظات على أبناء السودان الذين لم يواجهوا فجيعة الموت في بعض ابنائه المخلصين كما واجهها بالنسبة للذين شيعوه من رواد الحركة الوطنية في القوات المسلحة كعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ فمن الطبيعي أن يستقر في الوجدان العام صعوبة أن يموت هؤلاء قبل بقية البشر ولكن هكذا ارادة الله، ونسأل الله أن يتقيل شهيدنا برحمته في رحاب الشهداء والصديقيين، لقد مات البطل واقفاً.
في بالي إلى الاَن ما قاله ابدون اقاد ممثل الاحزاب الأفريقية السودانية بالتجمع الوطني الديمقراطي في أمسية الخميس الأول من مايو 1997 في التأبيي الخطابي في حديثه الذي ينبض بالحزن والمشاعر الدافقة، ذكر الأتي:
" الفريق أول فتحي وكما عرفته كان شخصية بسيطة في اخلاقه، لكنها كبيرة الإيمان
بمبادئها، أقول هذا لأنه لو كان شخــص اَخر محــله عــندما كان على رأس القــوات
السودانية، لكان تاريخ السودان تغير لاتجاه لا يعــرفه أحــد. أقول هذا والفريق فعــل شيئيين عظيمين في حياته، أولاً في فبراير 1989 قـدم الـمـذكرة الشـهـيـرة لـلقـوات
المسلحة , وأنا كجندي فقدت الكثير من أهلي في الحــرب الدائرة بالـسـودان،قـدرت
موقف قائد الجيش السوداني، قدرته لأنه يدل على موقـف شـجـاع يـرمي لحقن دماء
أبناء الوطن الواحد وكان تقدير الكثيرين من أبـنـاء الـجـنـوب لـهـذا الموقـف الـنـبـيـل
الشجاع. ثانياً ما حدث بعد ذلك وكما نعلم كـلـنا أن الـمـنـاخ الـعـام في الـسـودان قـبـل
استيلاء الجبهة الاسلامية القومية على السلطة بانقلابها كان يشجــع على الاسـتـيـلاء
على زمام الأمور، ولكنه رفض ذلك لأنه يؤمن "حتى مماته" بحـكـم الـديـمـقـراطـية
وسيادة حكم القانون وسلطة الدولة المدنية. فاسـتـغـلـت الجبهة الاسلامية ذلك لتطيح
بالحكم الديمقراطي فاعتقلته وعندما خرج قرر المشاركة في معركة النضال من أجل
الحرية والديمقراطية ضد هذا النظام."
في ذلك اليوم قال عنه رفيق دربه سعادة الفريق عبد الرحمن سعيد الأتي:
" لقد اختار فقيدنا الانحياز إلى جانب الشعب السوداني في نضاله من أجل استعادة
الديمقراطية والحرية والسلام وبناء الوطن الـجـديـد على مـبـادئ العدل والمساواة
والمواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات وظل يرفع هذه الراية إلى أن سقط شهيداً.
دافع شهيدنا الفريق أول فتحي أحمد علي وبكل الصدق وبكل الصلابة وبكل الجدية
والوضوح عن قومية القوات المسلحة التي عمل جندياً مخلصاً في صفوفها وظل في
كل اَرائه وفي كل مواقفه مجسّداً لهذه الروح القومية وهذا هو الالتزام الوطني. نحن
عندما نقف اليوم معددين مناقبه ذاكرين سيرته العطرة إنما نجدد العهد أن نظل على
نفس الطريق ونفس النهج ونفس الانضباط موكدين قومية القوات المسلحة ومحافظين
ومدافعين عن الاجماع القومي لنؤكد للجميع أن القوات المسلحة هي المدرسة الوطنية
التي تحقق أماني وتطلعات شعبنا. وأؤكد لكم أننا سنظل مخلصين للعهود والمواثيق
التي تعاهد عليها باسم القوا ت المسلحة مع كل فصائل التجمع الوطني الديمقراطي."
واخيراً اوكد بأنني حرصت في هذا اليوم على ابراز ذكرى شهيد الديمقراطية والحرية الفريق فتحي أحمد علي من الكتيب الذي تم اعداده لتوثيق حياته رغم أن كثيراً من الوثائق والصور المتعلقة بأطوار مختلفة من حياة الفقيد كانت بعيدةً عن متناول متناول اليد أثناء اعداد الكتيب وتحريره، وقد انعكس ذلك نقصاً ظاهراً في الكتيب. نأمل في تفاديه عند ما تتغير الظروف كما أشار الأستاذ التجاني الطيب إلى ذلك في مقدمة الكتيب. والاَن ونحن نتابع محادثات السلام السودانية في نيفاشا وما يجري في دارفور تتبادر إلى ذهن الانسان خواطر عديدة وفي مجملها غير سارة...فالوطن في خطر..

عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
28 ابريل 2004

عليه رحمة الله ..

لقد كا جنديا بحق
وكان الجميع يحترمونه
كفارس للديموقراطية لا يشق له غبار

الله يرحمه ويدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء

هذا موضوع قديم اعيد نشره بمناسبه الذكرى السابعه لوفاه الفريق . شكرا يا صديقى على تزكيرنا .

...........................


قبل مده ماتت الاستاذه المعروفه بست مدينه بابكر الغالي وهي ابنة الرجل الشهم بابكر الغالي من تجار امدرمان وهو من الكبابيش. من اصحاب الحيشان المفتوحه في امدرمان والقلوب العامره بالحب. له تجاره في الجنوب ودكاكين بالقرب من الاسكلا. ست مدينه من اعلام السودان ولم يهتم اهل النظام الحاكم بموتها. ست مدينه هي شقيقة فاطمه"ام شلوخ" والدة الفريق فتحي احمد علي وفاروق احمد علي. وهن شقيقات الخالات امنة ورابحه واخرين...
وعندما توفيت الخالة كنين بابكر الغالي والدة عبد الرحمن علي اردب في عام 1987
كان وقتها الفريق فتحي علي راس الجيش السوداني صار الماتم من اكبر الماتم التي شهدتها ام درمان "الاعمي يشيل المكسر". وتربع الروساء والحكام علي كراسي الماتم بالساعات الطويله. سبحان مغير الاحوال.

هناك قصه تروي في سوريا قديما وانه عندما مات حمار القاضي ذهب كل اعيان البلد للعزاء ولكن عندما مات القاضي بعد مدة قصيرة. لم يمشي في جنازته سوي فراش المحكمة. والذين يحكمون اليوم كانو يتربعون في مأتم 1987.
منزل الفريق في شمبات والذي كاد ان يتكامل في بناءه تحت اشراف صديقه الوفي محجوب التجاني صادرته الجبهه.


الفريق

الفريق الذي كان جارا وصديقا لعبدالخالق محجوب"راشد"

امبارح خبر فتحي
والليله غار جرحي
منو البقودنا اليوم؟
وسمانا رابطه غيوم!
كتلوك طب بالغم
وقلبك ملاهو الهم
كل يوم ألم وألم
وفي البلد هناك سجم
ونحن في لا ونعم
وكل واحد بيعزف نغم
فتحي كان البعرف الفهم
شال السيف والقلم
وماقال رجوعنا حلم
من بدري قال في ظلم
وطرشو اللكانو بكم
وفي اليوم ده راح خالد*
وانت كمان اخو راشد
وكت الرجال كيمان
حزبك بس السودان
وماطمعت في سلطان
وكنت للبهم محجان
سابقنا لام درمان
نوم يابطل في امان
عزيزنا ماغبيان*
برجعنا للاوطان
مابهمك انت المال
ومابشتروك محال
وماسمعنا قال وقال
بنقطع كمان تعظيم
لانك انت عظيم

شوقي بدري.......
**************************************************
محجان: عصي طويله معكوفه لهز الشجر لاسقاط "الشبش" الزهر والبراعم والاوراق لاطعام البهم.
عزيزنا: عبدالعزيز خالد

لك الخلود ياشهيد الحرية والديموقراطية والسلام