تيار انفصالي في السودان

تيار انفصالي في السودان يطالب الحكومة بوقف المفاوضات مع قرنق ويشكو من الظلم على «الشمال المسلم»
الخرطوم: اسماعيل ادم
اعلن تيار «انفصالي» فيما يبدو داخل نظام الانقاذ الوطني الحاكم في السودان عن نفسه امس وعبر علناً عن رفضه لمفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في ضاحية نيفاشا الكينية، وطالب بايقافها لالحاقها ظلما بالشمال والاسلام، ووصف الاتفاقات التي انجزت حتى الآن في نيفاشا بأنها غير عادلة.
وطالب التيار الذي اختار له اسم «منبر السلام العادل»، عبر اجتماع علني دعا اليه في الخرطوم امس، الحكومة بايقاف المفاوضات التي تجري في نيفاشا باعتبار ان «نتائجها حتى الآن احدثت ظلماً سحيقاً بشمال السودان المسلم»، ووجه المنبر هجوماً عنيفاً على زعيم الحركة الشعبية جون قرنق ووصفه بـ«المتسلط»، واتهمه بالعمل على تنفيذ «افكار اسرائيل في السودان» وتحامل على الولايات المتحدة وبريطانيا. ويتزعم منبر السلام العادل شخصيات بارزة في نظام الانقاذ في السودان من بينها: الدكتور عبد الوهاب عثمان وزير المالية السابق، والدكتور بابكر عبد السلام وزير الصحة بولاية الخرطوم السابق، كما يضم شخصيات محسوبة على الاحزاب الاخرى المعارضة مثل عبد الرحمن فرح القيادي في حزب الامة المعارض بزعامة السيد الصادق المهدي والمعروف بخلافاته الشديدة مع المهدي في السنوات الماضية. وفي بيان وزعه بعد اجتماعه المطول امس، طالب المنبر حكومة الرئيس البشير بشدة بأن تعيد النظر في استراتيجيات التفاوض القائمة الآن مع حركة قرنق، وطالب في هذا الشأن باشراك جميع السودانيين في تقرير مصير السودان باعتبار «ان الاتفاقية التي تعتزم الحكومة توقيعها ستؤثر على كل ابناء السودان في الشمال والجنوب»، كما طالب باستفتاء شعبي حول مصير الجنوب من دون تحديد فترة انتقالية طويلة، ودعا الى ادخال «العناصر الجهوية الاخرى التي تشعر بالغبن الاجتماعي والسياسي كالغرب والشرق والشمال في التفاوض حتى يتم اقتسام السلطة والثروة على اسس عادلة»، ودعا الى اشراك الاحزاب وقوى المجتمع المدني والنقابات، وطالب «باشراك الدول العربية، خاصة الشقيقة مصر في معالجة القضية بدلاً من قصر الامر على دول الايقاد». وعكس البيان شعورا بأن «ظلماً فادحاً سيحيق بشمال السودان وان مستقبلاً محفوفاً بالمخاطر ينتظر ابناء الشمال جراء ما تم الاتفاق عليه حتى الآن، الأمر الذي يدعونا الى ان نطالب بعدم التوقيع على الاتفاقية بالنظر الى النفق المظالم التي ستدخلنا فيه، بما يهدد أمننا وسلامنا الاجتماعي وهويتنا». وقال البيان «نؤكد اننا دعاة سلام ونؤيد بدون تحفظ وقف الحرب الى غير رجعة وبدون ان تطلق العاصمة رصاصة واحدة بعد اليوم، فاما إمساك بمعروف او تسريح بإحسان».
وغمز البيان من قناة الوفد الحكومي المفاوض في نيفاشا برئاسة علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية حين قال: «ان الماسأة تكمن في غفلة الحالمين بالسلام عبر مشاريع اتفاقيات للسلام غير العادلة والذين تدعوهم لاعادة قراءة الاتفاقية الاخيرة للتأمل في مفرداتها وتفاصيلها بكل ما تحمل من اخطار على أمن البلاد وسلامها الاجتماعي».
واتهم البيان جون قرنق بتنفيذ افكار اسرائيل في المنطقة، وقال «لقد رصدنا اهتمام اسرائيل وغايتها في ضرب الاغلبية المسلمة في السودان وانتزاع السودان من محيطه العرب الاسلامي وتجريده من هويته العربية الاسلامية»، وقال ان «اسرائيل وجدت ضالتها في قيادات تحرك افكاراً ورؤى مشابهة لمخططاتها مثل جون قرنق لتنفيذ المؤامرة». ورجح أكثر من مراقب في الخرطوم ان مقالا مطولا كتبه في صحف الخرطوم الاسبوع الماضي المهندس الطيب مصطفى المدير العام للهيئة السودانية للاتصالات وأحد قيادات الاسلاميين البارزة ضد ما يجرى في نيفاشا باعتبار انه «سلام ضد الشمال والاسلام» هو الذي مهد الطريق لظهور هذا التيار للعلن امس، ويعتبر مصطفى، وهو «خال» الرئيس البشير، من اعتى المنادين بالانفصال عن جنوب السودان عبر المفاوضات الجارية الآن.

UP for the different opinion