فستان الزفاف السوداني: بين الأصالة والحداثة

التقاليد لا تزال تلعب دورا قويا في السودان

فستان الزفاف السوداني: بين الأصالة والحداثة

تأثير الفضائيات والعالم الخارجي امتد ليطال فساتين الزفاف في السودان ما استدعى الشرطة لمصادرة بعضها بداعي الخلاعة.

ميدل ايست اونلاين
الخرطوم - من حسين حسن ابراهيم‏

حتى وقت قريب كانت العادات والتقاليد المرتبطة بمناسبات الزواج في السودان محكومة بقائمة طويلة من الاعراف تشكل خطا احمرا لا ‏يمكن تجاوزه بأية حال من الاحوال لكن يبدو ان رياح التغيرات الاجتماعية التي اجتاحت العالم فعلت فعل العجب في السودان.

وساهم تيار الموضة الجارف والقنوات الفضائية كثيرا في كسر هذه القيود فدخلت ‏ ‏تباعا احدث موضات المكياج واخر ما استجد من فساتين الخطبة والزواج فضلا عن طقوس ترفيه وغريبة لم يألفها الناس من قبل في ليالي الأعراس.

ومعروف عن السودان البلد الذي يجاور تسعه دول افريقية وعربية تنوعه وتعدده ‏وتبعا لذلك تتنوع العادات الخاصة بالاعراس لكنها لا تخرج فيما يخص طقوسها من ‏ ‏كونها جملة اجواء احتفاليه متشابه وأزياء خاصة تعرف باسم (البلدي) تميز العريس ‏ ‏وعروسته.

بيد ان ذلك كله كاد ان يختفي تماما بفعل التغير وهو الامر الذي دفع الشرطة السودانية ‏مؤخرا الى شن حمله واسعه النطاق على المحال المتخصصة في رسم المكياج وبيع فساتين ‏الخطبة والزواج بداعي الخلاعة. ‏ ‏ واكد بيان صادر عن وزارة الداخلية ان حملات الشرطة الاخيرة ‏اسفرت عن ابادة كميات من الخمور البلدية كانت تقدم في ليالي الاعراس وكميات من ‏ ‏صبغة الشعر والحجر وفساتين زفاف خليعه.

وقال البيان ان الحملات استهدفت بشكل مباشر اشياء دخيلة على المجتمع السوداني ‏ ‏متمثلة في ازياء عرائس لا تتماشى مع عادات وتقاليد البلاد.

ومع ان حملة الشرطة وجدت نوعا من القبول بالنسبة للشرائح التقليدية من المجتمع ‏ ‏التي تتمسك الى اخر شوط بالتقليد القديم الا انها قوبلت باستنكار شديد وسط اصحاب ‏‏هذه المحال التي سيطرت عليها مجموعة من النساء المثقفات.

وتقول علويه صالح صاحبة احدى محلات الكوافير في العاصمة السودانية ‏ان حملة الشرطة "تهدف الى تحطيم شريحة مهمة في ‏المجتمع".

وتضيف " نحن لا نفعل شيئا لا يألفه الناس وكل الاعمال التي نقوم بها تجد تجاوبا ‏‏من المجتمع".

وتعتبر صالح حملة الشرطة حربا رسمية على التقدم الذي طرأ على المجتمع السوداني فيما يخص مناسبات ‏ ‏الزواج وتجميل النساء.

لكن مصدرا في وزارة الارشاد السودانية برر الحملة على الفساتين بسبب كونها خليعه، ولا تتماشى مع الشرع والدين، ويعتبر المصدر أن محاربة هذه الفساتين يعتبر واجبا دينيا في المقام الاول.

ويرى محمود الزين وهو باحث اجتماعي ان الامر بمجمله لا ينفصم ‏ ‏عن تغيرات كبرى جرت على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي على مر سنوات العقد الماضي في السودان.

ويضيف "يجب ان نعترف بان تيار الموضة غير ملامح المجتمع السوداني بشكل ‏ ‏واضح".

ويعرف عن المجتمع السوداني محافظته الشديدة، واحتكامه لعادات وتقاليد متوارثه لم تغير فيها الاحداث السياسية الكبيرة التي جرت في البلاد شيئا.

لكن تيار الحداثة بات اقوى من ذلك كله، ولم يعد السودان الذي ‏حافظ على تقليده النمطي القديم يقاوم التيار الجارف من حوله.

منقول

احد معالم العولمة والحداثة