مبروك للعريس المغترب

جدي أطال الله عمره له عداء مستحكم مع مرقة دجاج ماجي
وله معهاحكايات وفي أي مناسـبة عامة كان جدي يعود مغتاظا لأن حاسته السادسة أخبرته بوجود تلك المادة ( المرقة ) حتى في ضلع الخروف السمين والمحمر كما يعتقد -جدي من خلف نظارته العتيقة وشنبه الهائل ووجهه السمح كان يصيح ( الزمن اتغير يا ولدي والناس اتغيرت كان يرجف وهو يتحدث على بالإيمان يا ولدي النصاري عايزين يقطعوا نسل السودانيين بهذه المصيبة ( المرقة) )
مسكين جدي لم يدري أن نسل السودانيين قد تشتت وتقطعت به السبل مدن وراء مدن وبحار وراء بحار وجبال وراء جبال كأن لعنة غامضة قد ضربتهم ثم لماذا يتناسل السودانيون يا جدي إذا كان حال اليوم كذلك .. الرجال والشباب في حالة سفر السفر إلى البعيد والمجهول . والنساء هناك لوحدهن أو مع أطفال تجرفهم الوحدة وعدم الحنان فينساقوا خلف الأخطاء الواحدة تلو الأخرى أما الأباء فليجمعوا الملايين في غربتهم من أجل السعادة الموهومة.
والشباب ليطرقوا أبواب الجبال والريح والبرد والعدم( بعض الشباب المتعلم يعمل راعيا للاغنام وبعضم في المزارع في عمل مضن) حتى يظفروا بدعم الأسر المنهكة والزواج من حبيبات الأمس – وليذهب كل الحزن في ليلة الزفاف مع أنغام عبدالمنعم الخالدي وهو يغني :

أقول الكلمة ما تاهت خلاص في الضلمــه

وأعاتب الليل دا ما ليلا طويل يا سلمـى

ولتذهب قروش الغربة خلف خرفان الوليمة ودهب البنيه السمحة وهدايا أم العروس وبعد أن تنقضي أيام شهر العسل للعريس المغترب – وينادي منادي ( الفلس) أن قد حان الأوان ينفض عريسنا المغترب الغبار عن جواز السفر ويرحل في ليلة سريعة إلى البعيد تاركا للعروس بذرة في أحشائها ودموعا على الخدين – وفرقة لن تقل عن عامين – وليقضي عريسنا المغترب كل أيامه في الغربة مسترجعا شريط شهر العسل وشريط حفلة الخالدي الرائعة ناظرا بحزن على بقايا الحناء على الأرجل وأطراف الأصابع

وبعد شهور لن تزيد عن العشرة يصله خطاب التهنئة بالمولود الأول لينضم بعدها إلى جحافل الأباء بالمراسلة القابعون في الغربة عشرات السنين .

الإبن لؤى

تحية طيبة

قلت سنتين بس يتركها يا خى ديل بالسنين ، ولو قريت بوست ودقاسم
(إننى إمراة جميلة ولا استطيع ان اقضى الليل ودى)
حتلقى نموذج من السنين اللى بتكلم عنها
ونسأل الله ما يباركوا ليهو بولد تانى وهو لسع مغترب.